22
Start
" التجول في الفندق يبدو غريباً بعض الشيئ"
هيبا قهقهت و هي تتلفت حول نفسها تنظر إلي الأشخاص المتواجدين من حولهما
"هذا يبدو و كأننا في أحد الأسواق الشعبيه؟ ... لا ،أنا أُبالغ "
استدارت إلي بيكهيون و هي تضحك ليبتسم بإتساع
"تكونين لطيفه حين تتحمسين"
شابك أنامله مع خاصتها لتميل هيبا برأسها
" فقط حين أتحمس؟"
قهقه بصخب لينقر أنفها بسبابته
" و.. أحياناً تكونين مُزعجه كما تعرفين"
رفع كتفيه مُغيظاً إياها لتتوقف بمكانها فـ توقف هو الآخر
"هل أنا مُزعجه؟"
"أحياناً فقط"
وقف أمامها ليُمسك يدها الأخري ثم رفعها نحو شفتيه يُقبّلها بسطحيه
"لكن لا بأس معي بهذا الإزعاج "
"إذاً ما رأيك بهذا الإزعاج؟"
اقتربت منه بخطوات سريعه بينما تدفع بمعصمها نحو أنفه فـ اتسعت أعين بيكهيون ليتراجع إلي الخلف
"هيبا لا... لا تمزحي بهذا الأمر، نحن لسنا وحدنا"
التصق بالحائط خلفه و هو يُغطي وجهه بكفيه حين شعوره بفقدانه السيطرة علي نفسه لتضحك هيبا بصخب بينما تتراجع بخطواتها إلي الخلف كي تبتعد عنه
"ماذا؟ ألا تُحب إزعاجي؟"
تلاعبت بخصلات شعرها بتغنج ثم رمشت ببراءة حين أبعد يديه عن وجهه لتترائي لها أعينه الحمراء و هي تعود إلي طبيعتها بالتدريج
"أنتِ طفوليه"
رفع طرف شفتيه بإنزعاج ليعقد ذراعيه إلي صدره و هو يشيح بوجهه بعيداً عنها يدّعي الغضب فـ عادت تقترب منه بخطوات بطيئه
" هل أنا طفوليه؟"
"لا، لا.. أنا أمزح"
أشار إليها بالتوقف سريعاً و هو يصرخ بفزع لتضم هيبا شفتيها بإبتسامة مُتسعه
"يا إلهي... يبدو أنكِ من ستتسببين بقتلي"
هز رأسه بيأس لتهز هيبا كتفيها إلي الأعلي و الأسفل عدة مرات بطفوليه فـاستقام بوقفته ثم مد كفه نحو شعرها ليُبعثره بضحكة خافته
" لطيفه"
"بيكهيون!"
التفت كلاهما نحو ذاك الصوت الذي صدر من مكان ليس ببعيد و تدريجياً تلاشت ابتسامتهما لتُحرك هيبا عينيها حيث بيكهيون الذي تجمد بمكانه حين رؤيته حبيبته السابقة تقترب منهما
"هـ هيبا؟!"
هيونا عقدت حاجبيها بإستغراب عند تعرُفها علي جارتها تقف مع حبيبها لكنها لم تتلقي رداً من هيبا
فـ الأخري كانت تُعطي اهتمامها فقط لبيكهيون الذي لم يبدو بخير منذ رؤية حبيبته السابقه
هيبا فكرت بذلك...هل هيونا حقاً حبيبة بيكهيون السابقه؟ أم هي التي كانت حبيبته لفترة مؤقته إلي حين عودة هيونا؟!
"هل.. تعرفان بعضكما ؟"
سألت بـ تيهٍ و هي تشير نحوهما علي حدي لتتراجع هيبا بخطواتها
"سوف..."
همست بخفوت لتقاطعها غصة توقفت بحلقها مانعة إياها من الحديث فـ اكتفت بإبتسامة مُصْطَنَعه و هي تشير بعيداً حيث اللامكان من ثم ركضت عائدة بخطواتها إلي الجناح الخاص بهم ليعقد بيكهيون حاجبيه من تصرفها ذاك
إنها غيورة... بيكهيون فكر بذلك مُدركاً أن هيبا انزعجت من ظهور هيونا فجأه ليتخطي تلك الواقفة أمامه قاصداً اللحاق بـ هيبا
"بيكهيون"
صاحت بصوتٍ عالٍ و بخطوات سريعه ركضت خلفه حيث لم يكن قد ابتعد سوي خطوتين لتحتضنه من الخلف مُتكئة برأسها ضد ظهره في حين توقفت هيبا بمكانها مع سماعها صوت هيونا العالي لتلتفت إليهما
عينيها اتسعتا بخفه و معها أعين بيكهيون اتسعت حين رأي نظرة بعينيها و كأنها تعرضت للخيانة لتوها ليُحرك رأسه إلي الجانبين محاولاً توضيح الموقف لكن هيبا ركضت مُبتعدة عنهما و بسبب دموعها التي شوشت الرؤية أمامها هي لم تنتبه إلي الشخص ذو الوشوم العديده الذي مر بجوارها للتو... لكن جون سو قد تعرف عليها و ابتسامته الجانبية الخبيثه احتلت شفتيه قبل أن يغير مساره ليلحق بها بخطوات حذره كي لا تكتشف أمره
"بيكهيون...لقد اشتقت إليك"
__________
أمام باب الجناح من الخارج هيبا وقفت لتمسح علي عينيها بعشوائية ثم سحبت نفساً عميقاً و زفرته قبل أن تطرق الباب بقليل من القوة فـ اختبأ جون سو بجانب الجدار المُقابل لها يُراقب الأوضاع كي يتأكد أنها تمكث هنا حالياً
"هيبا! "
سوشيل رفعت حاجبيها بتفاجؤ حين رأت الأخري تقف أمامها بأعين لامعه تُنذر بالبكاء لكن هيبا دفعتها بظاهر كفها مُتجاهلة إياها، و ركضت نحو غرفة النوم لتفتح الباب علي حين غُرة
تشانسوك عينيها اتسعتا حين التفتت نحو الباب لتري من اقتحم الغرفة بتلك الطريقة، و مقابلة لها هيبا التي تجمدت لبضعة لحظات مصدومة مما رأت في حين كان تشانيول ينظر نحو تشانسوك بـ تيهٍ و لربما هو لم يلحظ دخول هيبا بعد
"هيـ هيبا.. هذا كان.."
نبست بتلعثم لتدفع تشانيول بعيداً عنها فـ تحمحم هو بإحراج بعدما أدرك الموقف الذي وقع به بسبب هذه الصغيرة أمامه
"تشانسوك"
هيبا انتحبت ببكاء و سارت بخطوات سريعه نحو الأخري حتي احتضنتها بقوة مما جعل من جسد تشانسوك يرتد إلي الخلف
" ما الخطب؟ "
عقدت حاجبيها بتفاجؤ لترفع يديها تُربت بهما علي ظهر هيبا لكن ما حصلت عليه كان صوت بكاء هيبا الذي يتعالي أكثر
"مُزعجه"
تشانيول ادّعي البرود بنبرته من ثم ضرب علي رأس هيبا قبل خروجه من الغرفة ليُغلق الباب خلفه مُطلقاً سراح أنفاسه التي اضطربت منذ فعلة تشانسوك الجريئه
"تشانيول، لماذا تقف هناك؟"
'اي ان' التفت برأسه نحو تشانيول الذي بقي بمكانه لفترة طويله ينظر نحو الفراغ بشرود ليلتفت تشانيول نحوه ينظر إليه لبضعة لحظات قبل أن يبتسم بخفه و هو يتقدم ليجلس معه هو و سوشيل
"لا شيئ"
_______________
" لم أتوقع رؤيتك هنا"
شعر بها تمسح برأسها ضد ظهره ليتنهد بضيق و رفع يديه ليفك حصار ذراعيها حول خصره ثم التفت إليها
"اووه، لماذا تبكين؟"
عينيه اتسعتا بتفاجؤ فـ عبست هيونا بالمقابل و رفعت عينيها نحوه هامسه
"كنت أعتقد... كنت أعتقد أن مكروهاً قد أصابك "
همهم بتفهم ليمسح دموعها بلطف
"لا، أنا.. بخير"
قهقه بسخرية نهاية حديثه ليضع يديه بجيوب بنطاله
"إذاً... لقد سعدت بلقائك "
عقدت حاجبيها لشعورها بجفاف نبرته معها و هو الآخر التفت كي يُغادر فركضت سريعاً لتعترض طريقه
" إلي أين ستذهب؟ "
" إلي غُرفتي "
ضحك بإستغراب لتبتلع ريقها بصعوبه
" هذا فقط؟... ألم تشتاق إلي أو... هذا فقط رد فعلك حين رؤية حبيبتك بعد فترة طويله؟ "
بيكهيون حرك عينيه بـالمكان قبل أن يُعيدهما نحوها
"عُذراً هيونا لكن... ماذا توقعتي؟ أن أركض نحوك و أحتضنك بشوق؟ أم أقوم بتقبيلك بلهفة؟"
"أليس هذا ما يجب أن يحدث؟"
ضحك بسخرية و هو يضرب أسنانه العلوية بلسانه مُشيحاً بنظراته بعيداً عنها حين شعر بحرقة عينيه
" و هيبا؟... أنت.. أنت من أين تعرفها؟ لا أذكر أنك قابلت أحد جيراني من قبل أو تعرفت علي أشخاص في أولسان غيري أنا "
ضم شفتيه بعبوس و هو يهز رأسه مع كل كلمة تنطق بها لكنه لم يتحدث رغم ذلك
"بيكهيون، ألم تفتقدني ؟ "
أمالت برأسها قليلاً و هي تُمسك بذقنه لتجعله ينظر إليها فـ ابتلع ريقه حين تلاقت أعينهما
" لقد فعلت... اشتقت إليكِ هيونا "
ابتسمت من بين بكائها ليُغلق بيكهيون عينيه لبضعة لحظات
"حين رأيتك شعرت و كأن العالم توقف بالنسبة لي و لكن... "
فتح عينيه مرة أخرى لتنزلق دمعة و هو يبتسم بإنكسار
"لكنني أفقت سريعاً و تذكرت ما لقبتني به حين أتيت إلي منزلك أطلب مساعدتك "
" ظننت أنك أصبحت كائناً آخر "
بررت سريعاً ليهز بيكهيون رأسه
" لذا رفضتي مُساعدتي... مساعدة حبيبك الذي قطع هذه المسافة فقط ليبقي بجانبك"
شهقت باكيه لينتفض جسدها مع صوت صراخه الغاضب بوجهها
" بذلك الوقت لقد تعرضت إلي حادث سياره "
همس لتتسع أعين هيونا و بتلقائية هي أمسكت يده بقلق لينظر نحو يدها
"قد نظن أحياناً أن تلك الحوادث هي سوء حظ لكنني اكتشفت ان حادث السيارة تلك أنقذني من الزواج بكِ"
"بـ بيكهيون"
همست ببكاء ليسحب ذراعه ببطئ من يدها
" أنتِ لا تستحقينني و لا تستحقين مشاعري السابقة نحوك هيونا"
"السابقه؟"
عقدت حاجبيها بصدمه ليومئ بيكهيون
" لم أتوقع رؤيتك هنا، و ربما حين رأيتك تشوشت قليلاً و لكن في الواقع... "
سحب نفساً عميقاً ليبتسم بعدها و هو يمسح دموعه
"رؤيتك جعلتني أُدرك حقيقة مشاعري نحو حبيبتي "
" أنا لا.. أفهم ،من حبيبتك؟.. هل تقصد هيبا؟ "
هزت رأسها بعدم فهم لتتسع ابتسامة بيكهيون
" سررت برؤيتك هيونا لكن... دعينا لا نلتقي مجدداً "
سحب نفساً عميقاًو ركض بعدها مُبتعداً عنها ليتجاهل صراخها مراراً بإسمه
بل في الواقع هو لم يسمعها لأن تفكيره بأكمله قد صُبّ مع هيبا التي غادرت باكية لشعورها بالغيره حين رؤيتها حبيبة بيكهيون السابقه
بيكهيون تشوش و تشتت تفكيره عند ظهور هيونا أمامه و لوهلة هو اعتقد ان مشاعره نحوها قد عادت لكنه سرعان ما أدرك أنه مُخطئ
حين تجاهل قلبه حبيبته السابقة و لم يتراقص من أجلها بل تألم لرؤية هيبا تبكي مُنكسرة بسببه
و حين فكر عقله بـحزن هيبا رغم وجود حبيبته السابقة معه بل و كانت تحتضنه بنفسها
حين أخبرته هيونا أنها اشتاقت إليه لكن لم يشعر بإنكماش بمعدته كما أصبح يحدث معه مؤخراً كلما التقت عينيه مع أعين هيبا
فقط حين حدث كل ذلك هو أدرك أنه لم يعد مُعجباً بتلك الغيورة بعد الآن بل أحبها و تلاشت مشاعر نحو هيونا
بيكهيون وقع بالحب عميقاً مع فتاة مُتقلّبة المزاج، وقحه لكن لطيفة و طفولية أكثر منه هو بنفسه
تمتلك برود و لا مبالاة تُتقن تصنعهما لكن مع بيكهيون هي تتجرد من ثياب النُضج المُزيفة لتُصبح طفلة مُدللـه
طرق علي الباب دون توقف إلي أن فتحت سوشيل الباب ليركض نحو الداخل تحت نظرات التعجب التي تلقاها من الثلاثة المتواجدين
"أين هيبا؟"
ثلاثتهم أشاروا نحو باب غُرفة النوم بإستغراب ثم تبادلوا النظرات فيما بينهم حين اتجه بيكهيون إلي الغُرفة بسرعة
___________
"مازلت لا أصدق ذلك.. أشعر و كأنني أتحدث مع شخص آخر غير هيبا صديقتي.. أنتِ بطبيعتك غيورة و مُتملكة، أنتِ لا تسمحين لأي شخص بأن يقترب مني أنا صديقتك فما بالك بحبيبك؟"
تشانسوك هزت رأسها بعدم تصديق لتتنهد بسبب بكاء هيبا الذي لا يتوقف
"هذه لم تكن ردة فعلك حين ظهور مي سون، لقد انزعجتِ من بيكهيون لأنه تحدث معها بأريحيه.. و منذ ساعات فقط صرخت بوجه سوشيل لأنها تركت سيهون يُغادر مع فتاة أخري لكنكِ الآن و بدون اعتراض تركتي حبيبك مع حبيبته السابقه؟!"
عقدت حاجبيها بإستغراب فـعضت هيبا علي شفتها السُفلي بشهقة مكتومه
" أردت قول ذلك... أنه أصبح حبيبي أنا "
شهقت مرة أخرى لتمسح تشانسوك علي رأسها بلطف كي تهدأ
" لكن نظرة بيكهيون... تلك النظرة بعينيه لم أفهمها "
مسحت علي أنفها بشهقة مكتومه فـاحتضنت تشانسوك وجنتيها
"هل تعتقدين أن مازال يُحبها؟"
"هو واعدني فقط لأنني أحبه "
انفجرت باكية لتُلقي برأسها علي كتف تشانسوك التي زفرت بضيق و هي تمسح علي رأس هيبا من الخلف
" من وجهة نظري أن تعودي إلي هناك و... "
توقفت عن الحديث حين فُتح الباب فجأه لتتحمحم و دفعت هيبا بعيداً عنها ثم انسحبت من هناك بهدوء و أغلقت الباب خلفها
" كيف تتركين حبيبك مع... امرأة أخري؟"
تسائل بجدية و هو يلتقط أنفاسه بصعوبة بسبب ركضه إليها فـ وقفت هيبا من مكانها بتردد ثم استدارت إليه بينما تتلاعب بأناملها سوياً تتجاهل النظر إليه
"يمكنك العودة إليها إذا أردت، أنا لن أمنعك"
"إذاً... هل تتخلين عني؟"
شهق بصدمة مُصطنعه فـ اتسعت عينيها لتهز رأسها بالنفي
"لم.. أقصد هذا لكن.."
تنهدت بعبوس ليبتسم بخفه ثم داعب إحدي وجنتيها بلطف هامساً
"لماذا غادرتي بتلك السهولة و كأنكِ لا تهتمين لأمري؟ "
" هل لازلت تُحبها؟ "
سألت بصوت خافت ليُحرك عينيه بدائرية يُصدر همهمة تدل علي تفكيره
"بيكهيون"
"أحبك"
قاطعها بهمس خافت فـ همهمت بـ تيهٍ
" أنا أحبك هيبا... أقول هذا ليس لأي سبب آخر سوي أنني أحبك حقاً "
" أنت لن تقول ذلك لأنك تشعر بالشفقة نحوي و تأتي لاحقاً لتُخبرني أنك فشلت في نسيانها و تتركني من أجلها و تذهب لتتزوج بها و تتركني أنا وحيدة أُعاني من آثار فقدان حبيبي لأجل امرأة أخري لم يُحبني بسببها "
رمش بصدمة حين تحدثت دون توقف لتسحب نفساً عميقاً بنهاية حديثها
" تبدو كـدراما مُبتذله... كيف فكرتي بذلك حتي؟ "
ضحك بصخب لتنتحب بصوتٍ عالٍ جعله يُجعد ملامحه بإنزعاج
" هل أنتِ طفله ؟ "
" إذا كنت تريد العودة إليها فـلتفعل الآن أفضل "
قهقه بصوت مكتوم حين عادت للبكاء مُغلقة عينيها بقوة ليهز رأسه إلي الجنبين قبل أن يحتضن وجنتيها
" لكنني أخبرتها أنني لا أريد رؤيتها مرة أخرى"
سحبها من وجنتيها نحوه ليميل بجبينه فوق خاصتها ثم أغلق عينيه هامساً
" لأن قلبي احتلته طفلة غيورة و قد اكتفي بها"
حرك كفيه من وجنتها علي طول ذراعيها حتي وصل إلي خصرها ليُحيطه بذراعيه مُقترباً منها أكثر يمحو تلك الخطوة بينهما
" هذا يعني أنه يحق لي التشبث بك إذا ظهرت حبيبتك السابقة أمامنا مُجدداً"
ابتسم بإتساع يكشف عن أسنانه ليومئ برأسه دون أن يبتعد عنها فـرفعت عينيها ببطئ نحو خاصتيه المُغلقتين لتهمس
"هل حقاً نسيت أمرها؟"
همهم ليميل برأسه قليلاً نحو شفتيها إلي أن تلامست مع خاصته بسطحيه
" بيكهيون "
أوقفته بنبرتها المتوتره ليفتح عينيه كي ينظر إلي خاصتيها فـ اكتفت بالصمت و رفعت كفيها تستند بهما علي كتفيه ثم ضغطت عليهما بخفه ليتخذها بيكهيون كـإشارة بدمج شفتيهما سوياً
هيبا أغلقت عينيها مع شعورها بدفئ شفتيه تُحيطان خاصتيها و ذراعيه تدفعان بجسدها نحوه بقليل من القوة لتميل برأسها بأنين خافت
تلك القُبلة الرقيقة الهادئه تحولت تدريجياً إلي أخري عميقه يتخللها بعض العنف و تأوهات متألمه تصدر عن هيبا حتي دفعها بيكهيون بخفه يفصل تلك القُبلة
ضغط جفنيه سوياً بألم و هو يُمسك بجانب رأسه فـ ارتفع حاجبي هيبا بقلق لتميل برأسها هامسه
"أنت بخير؟"
ضم شفتيه بهمهمة ثم فتح عينيه و رفعهما نحوها إلي أن التقت مع خاصتيها لتري اللون الأحمر يتلاشي منهما ببطئ شديد
"هل.. آلمتك ؟"
ابتلع ريقه بتوتر ليرفع كفه نحوها ماسحاً بإبهامه علي طول شفتيها دون تلامس فـ هزت رأسها بإبتسامة خجوله
"لا، لا تقلق"
رفع حاجبيه بإبتسامة و أعاد يده إلي جانبه فـأشاحت بنظرها بعيداً عنه مُحرجة مما حدث ليفعل هو الآخر المثل
"أ أعتقد أن... أنه لا يجب أن اقترب منكِ.. حالياً"
___________
"متي وصلوا؟ "
سيهون تسائل بحاجبين معقودين و هو يسير بجانب دونغهي مُتجهين نحو الطابق الرابع حيث تقع الغُرف التي يتواجد بها الطاقم الطبي المبعوث من قِبل منظمة الصحه العالميه
"وصلوا منذ نصف ساعة تقريباً "
همهم بتفهم ليزيد من سرعة تحركه و معه دونغهي حتي توقفا أمام إحدي الغُرف بالطابق الرابع ليطرق دونغهي الباب ثم تراجع بضعة خطوات ينتظران فتح الباب
~اوووه، مرحباً~
كريستوفر نبس بإبتسامة مُتسعه حين رؤية سيهون يقف أمامه ليمد يده نحو الآخر
~كريستوفر ~
"أوه سيهون"
عرفا عن نفسيهما ليسحبا كفيهما بعدها
~ لم أتوقع أن يتم إرسال فريقاً كاملاً من المُنظمه، و في الواقع أنا لم أتوقع منكم التدخل خاصة و انه لاتزال بعض الدول لم تدخلها تلك الكائنات ~
سيهون تحدث بجدية بلغته الإنجليزية الطليقة ليبتسم كريستوفر بإحراج
~لن أكذب عليك فـ المنظمة رفضت التدخل عدة مرات منعاً لإثارة الذعر لكن نظراً لأن الموقف خطر و مختلف، حاولت أنا و بعض زملائي إقناع رؤسائنا بالتدخل ~
أجابه بصدق ثم ضم شفتيه بتفكير
~بما أن المشكلة بدأت من هنا و مر عليها فترة طويله و طوال تلك الفترة أنت كنت تعلم بالأمر و تعمل عليه فـ رأينا أنه من الأفضل أن نتعاون سوياً ~
~من الجيد ان هناك أشخاص يُفكرون في مصالح الجميع ~
نبرته بدت ساخره ليتحمحم كريستوفر بخجل فبعد كل شيئ سيهون محق
لقد تأخروا كثيراً
~ لنلتقي في تمام السابعة مساء كي نبدأ العمل، لذا حالياً احظوا بالراحة فـ رحلتكم كانت طويلة ~
__________
تمطي بجسده و هو يسير عائداً نحو الجناح بعد أن انتهي من لقائه القصير مع كريستوفر
فتح الباب و خطي خطوته الأولي نحو الداخل لكنه سرعان ما عقد حاجبيه و أعاد رأسه إلي الخلف ينظر بالأرجاء حين شعوره بشخص يُراقبه فلم يجد أحداً لذا هز كتفيه بعدم اهتمام و اتجه إلي الداخل حيث يجلس الجميع في صمت عدا سوشيل و 'اي ان' الغير متواجدين
تشانيول كان يجلس علي طرف إحدي الأرائك ينظر نحو الأرض بشرود غير قادر علي التركيز بشيئ فعقله كان مشغولاً بالتفكير فيما حدث
ليس فقط قُبلة تشانسوك و جُرأتها و لكن استسلامه هو الآخر
لم يُبادلها لكن لم يدفعها و كأن جزءاً منه مُعجب بما فعلت و التفكير بذلك يُثير غضبه من نفسه
و كأنه يخون زوجته و حبيبته الوحيده
بينما تشانسوك التي تجلس بجانب هيبا كانت تنظر نحو تشانيول بشرود خائفه مما قد يفعله لاحقاً
ما حدث بين سوشيل و سيهون جعلها تُعيد التفكير في أمرها هي و تشانيول... قد لا تكون قادرة علي البحث عن سعادتها بعيداً عنه فلماذا لا تتجرأ قليلاً لعلها تُحقق مُبتغاها و تكتمل سعادتها؟
لماذا تضعف لخجلها و تضع بينهما مسافة كما يُريد هو؟
هي فكرت كثيراً إلي أن راودها سؤالاً و مازال لم يخرج من عقلها
ماذا لو لم يكن هناك حياة أخري؟! ماذا لو كانت هذه فقط الحياة التي ستعيشها؟ أيجب عليها أن تتقبل بأن تكون حياتها الوحيدة التي تعيشها تعيسة لهذه الدرجه؟!
هيبا التي تجلس بجانبها مُتكئة برأسها علي كتف صديقتها، كانت تتبادل النظرات مع بيكهيون من حين لآخر و كلما التقت أعينهما سيبتسمان لكن بكل مرة ستبتعد أعين هيبا عنه بخجل ستتحرك عينيه بتلقائية نحو شفتيها
شفتها السُفلي كانت حمراء داكنه و بها انتفاخ طفيف بسبب تعنيفه لها دون قصد
هو فقد السيطرة علي نفسه بسبب رائحتها التي أصبحت قوية مع حماسها و اقترابه منها بتلك الطريقه
و هذا لازال يشغل عقله... ماذا لو لم يتمكن حينها من السيطرة علي نفسه؟
هل كان سيقتلها؟!
" ما بكم؟ هل حدث شيئ ما؟"
سيهون سأل بتفاجؤ حين لم يلحظ أي منهم تواجده لتنتفض أجسادهم بخفه مع صوته الذي أخرجهم من شرودهم و دفع تساؤلاتهم بعيداً عن عقولهم لفترة مؤقته
" تشانسوك أخبريه أن لا يتحدث معي"
هيبا رفعت ذراعها إلي أعلي و هي تتحدث بصوت مسموع فابتسم سيهون و اقترب من الأريكة حيث تجلس ليستند عليها بكفيه و أمال نحوها قليلاً كي يراها
"هل.. صغيرتي مُنزعجة من أمر ما؟"
حرك رأسه جانباً و هو يتسائل بلطف لتقلب عينيها بملل ثم رفعت ذقنها قليلاً تتكئ به علي كتف تشانسوك كي تنظر إليها
"أخبريه أنني لست صغيرته لأنني أكرهه"
"إذا كنتِ تكرهينني فلماذا أنتِ منزعجة من شخص تكرهينه ؟"
طرق علي كتفها بسبابته لتُحركه بدائرية تدّعي إنزعاجها من لمسته فـ تنهد سيهون و استقام بوقفته
"لدي عملاً كثيراً في المساءً لذا سأذهب لأنام، لا تُزعجوني "
التفت ليذهب إلي غُرفة النوم فـ عقدت هيبا حاجبيها بإنزعاج و ركضت نحوه مُعترضة طريقه لينظروا إليها جميعاً
"أنت.. ألن تعتذر مني؟"
"أعتذر؟ و أنا ماذا فعلت؟"
عقد حاجبيه بعدم فهم فعقدت ذراعيها نحو صدرها بغضب
" لأنك تحدثت معي بأسلوب وقح صباحاً"
" و أنا متي تحدثت معكِ بوقاحه؟"
صاح بصدمة فـ شخرت هي ساخره
"ماذا؟ هل فقدت ذاكرتك؟"
"لا، لكن لا أذكر أنني تحدثت معكِ بوقاحه أو..."
أعاد رأسه إلي الخلف قليلاً فرفعت هيبا حاجبيها بسخرية حين أدركت أنه تذكر ما حدث
"ااه أعتذر... كنت غاضباً لذا تحدثت معكِ بتلك الطريقه "
" هذا فقط! "
هز رأسه بعدم فهم فزفرت بحنق و اقتربت منه أكثر هامسة بخفوت
" أنت ماذا فعلت طوال اليوم مع مي سون؟ لم يحدث بينكما شيئ، أليس كذلك؟"
"هل تغارين عليّ؟"
بنفس نبرتها هو سأل بإبتسامة جانبيه لتُجعد أنفها بتقزز
" بالطبع لا... لكنني لا أحب الخيانة و أنت من المُفترض أنك تُحب سوشيل لذا... أنا أسأل بفضول فقط"
"إذاً لتكبتي فضولك أيتها الصغيره لأن ما حدث بيننا يخص الكبار فقط "
ربت علي رأسها بإبتسامة خبيثه و هو يتخطاها فـاتسعت عينيها بصدمه لتلتفت نحوه و هي تصرخ بهمس
" لكن بيكهيون قال أنك تفعل هذا لإثارة غيرة سوشيل فقط "
" بيكهيون أحمق لا تُصدقيه "
تنهد و هز رأسه إلي الجانبين دون أن يلتفت إليها ثم دخل الغُرفة ليُغلق الباب خلفه
خلع معطفه و ألقاه علي الأريكة الصغيره بجانب الغُرفه ثم اقترب بحذر من السرير حيث كانت تنام سوشيل ليميل برأسه قليلاً و هو ينظر إلي ملامحها الهادئة أثناء نومها
" ماذا أفعل بكِ؟"
تمتم بتنهيدة مُتعبه ليرفع سبابته نحوها يُحركها علي طول جبهتها نزولاً إلي أنفها الدائري الصغير وصولاً إلي شفتيها المُنتفختين قليلاً ليسحبه سريعاً حين شعوره بأنفاسها الدافئة تُلامسه عندما أصدرت تنهيدة خافته فـابتسم بخفه و عاد يرفع أنامله نحو خصلاتها المُتناثرة فوق الوسادة بفوضوية يُمررها عليها بـ رقة مُبالغه في حين كانت أعينه لاتزال تتفحص ملامحها دون ملل
أمال بجذعه قليلاً ليسحب الوسادة المتواجدة بينها و بين 'اي ان' ثم سحب غطاءً ليضعهما علي الأرض من جانبها حيث تمدد هو فـ نام و هو يُراقبها بإبتسامته المُحبه
___________
" لقد لاحظت أمراً ما"
هيبا نبست فجأة و هي تعقد حاجبيها ليلتفت إليها الثلاثة المتواجدين فـ رفعت رأسها نحوهم و هي تتبادل النظرات بينهم
" جميع سكان أولسان انتقلوا إلي هنا و لحظنا العثر ظهر جوهيون و هيونا"
بيكهيون تنهد بضيق حين ذكرت الأمر لتُكمل هيبا
"لكن البروفيسور جونغ هون لم يظهر أبداً"
"و ماذا في ذلك؟"
بعدم فهم بيكهيون استفسر لترتخي عقدة حاجبي هيبا و عبوس طفيف بدأ يظهر علي وجهها
" هو بالطبع سيأتي ليسأل عني طالما أننا بمكان واحد لكنه لم يأتي حتي الآن"
"ربما لم يأتي إلي الفندق بعد، أو قد يكون سافر إلى الخارج"
تشانسوك ضغطت علي كف الأخري بإبتسامة محاولة جعلها تطمئن لكن هيبا لم تكن لتقتنع بسهوله
"لا، لو أنه سافر كنت سأعلم بذلك منه أو من سوشيل... "
شهقت بخوف لتستدير برأسها نحو تشانسوك
" هل أصابه مكروهاً؟"
أعينها اتسعت و سرعان ما تجمعت الدموع بحوافها حين طرقت تلك الفكرة بعقلها فـ نفت تشانسوك برأسها ليقترب بيكهيون هو الآخر من طرف الأريكة التي يجلس عليها ثم مد يده نحو قدم هيبا يمسح عليها بلطف
" حبيبتي لا تقلقي... يمكنك أن تسألي سيهون و سوشيل حين يستيقظان"
التفتت نحوه بعبوس لتومئ بتردد و عادت تتكئ برأسها علي كتف تشانسوك التي ربتت علي وجنتها بلطف هامسة
"لا تقلقي... أنا واثقة أنه بخير"
___________
مساء ذلك اليوم... حيث غُرفة التنظيف التي تحولت إلي مُختبر مؤقت
اجتمع كلاً من سيهون، سوشيل، دوريان، كريستوفر و فريقهم الطبي حول طاولة واحده متواجده بأحد جوانب الغرفه
~إذاً أنتم رهنتم عملكم مقابل نجاحكم في هذه المُهمه؟ ~
سوشيل تسائلت بعدم تصديق لتومئ دوريان بإبتسامه
~ الموافقة علي إرسالنا إلي هنا لم تكن بتلك السهوله لكن لا يهم... إذا فشلنا لا أعتقد اننا سنمتلك الوقت للندم ~
~رجاءً توقفي عن التلميح بأننا سنفقد حياتنا فهذا يوترني ~
كريستوفر قاطعها بتوتر لتتنهد إليزابيث إحدي أعضاء الفريق
~ لا أعتقد اننا قادرين علي التوصل إلي نتائج في فترة قصيره لأننا لم ندرس الأمر منذ البدايه بينما كلاكما عملتما علي هذه القضية لأشهر طويله و هذا سيوفر علينا الوقت و الجهد و بالواقع نحن نثق بقدراتكما لذا نحن هنا الآن فالخوف من فُقدان مكانتنا بالمُنظمه لن يُساعدنا بإيجاد العلاج ~
إليزابيث التي بدت امرأة هادئه رقيقه بمنتصف عقدها الرابع تحدثت بهدوء ليومئ البقية موافقين إياها
~ عذراً طبيب أوه... ~
كريستوفر رفع كفه بتوتر يطلب منه الإذن للتحدث فأشار إليه سيهون بعينيه
~أذ.. أذكر أنك كنت تُعاني من... اضطراب نفسي و بسببه أنت... تتلعثم ~
~تلعثمي و اضطرابي النفسي اختفيا فجأه بعد... ~
توقف عن الحديث قليلاً حين شعر بنظرات سوشيل المصدومة نحوه ثم تنهد ليخلع معطفه و وضعه جانباً بعدها فتح زر قميصه الذي أظهر نقاء عُنقه و جرح واحد علي جانبه علي هيئة نُقطتين قريبتين من بعضهما فـ شهق كريستوفر و جميعهم بدأوا يتبادلون النظرات بصدمه
~ عاجلاً أم آجلاً أنا سوف أضطر إلي فضح أمري أمامكم لذا لنفعل هذا مُبكراً كي يكون بيننا ثقة فيما يخص المعلومات التي دونتها أنا و سوشيل سابقاً.. و بالطبع لست قلقاً منكم لأن تواجدكم هنا يعني أنكم تبحثون عن مصالح الجميع و مصلحة الجميع هي إيجاد العلاج و ليس قتل المتحولين ~
تحدث بهدوء و هو يُخرج مجموعة من الأوراق يوزعها عليهم جميعاً بينما يُكمل بجديه
~هذه جميع المعلومات التي جمعناها أنا و سوشيل إلي الآن، قُمنا بترجمتها حين وصلني البريد كي يتسني لكم قرائتها ~
سحب نفساً عميقاً بعدما انتهي من توزيع الأوراق ليترك لهم المجال كي يتفحصوها
~لماذا دُوّن هنا أكثر من فصيلة من تلك الكائنات؟ ~
جوزيف أحد أفراد الفريق تسائل بإستغراب ليبدأ الآخرين بالبحث بتلك الأوراق كي يتأكدوا من حديثه
~أليسو زومبي و مصاصي دماء فقط؟ ~
دوريان سألت بإستغراب لتتبادل النظرات مع كريستوفر الذي أومأ موافقاً إياها فبعد بحثهما عن الأمر و التعليقات التي رأوها علي الإنترنت سابقاً كانت تتحدث عن وجود مصاصي دماء و زومبي فقط
~هناك زومبي و هؤلاء أموات بالفعل حسب ما توصلنا إليه إلي الآن... لسنا واثقين من ذلك ~
~اذاً مازال يوجد شكوك فيما يخصهم؟ ~
إليزابيث سألت ليومئ إليها سيهون
~و هناك من هو نصف زومبي و نصف مصاص دماء لكنه مازال يمتلك عقلاً و مشاعر لذا يُمكننا القول أنه لا يزال هناك فرصة لإنقاذه طالما أن المادة المسؤولة عن قتل خلايا جسده لم تنتشر بجسده بأكمله لكنه بلا شك لن يكون سليماً تماماً حين يتم علاجه... ~
رفع عينيه عن الملف المتواجد بين يديه ليري علامات الاستفهام تدور فوق رؤوسهم
~هناك مصاص دماء فقط و هذا ما هو عليه سيهون و ربما هو أكثرهم اتزاناً و قدرة في السيطرة علي انفعالاته~
سوشيل نبست بهدوء ثم سحبت نفساً عميقاً لترفع عينيها نحوهم
~قبل مجيئنا إلي هذا الفندق تعرضنا إلي هجوم بالمنزل و أحد المُتحولين الذين هاجمونا بدا مُشابهاً لفصيلة سيهون لكن كان هناك اختلافاً بسيطاً ~
~كان يمتلك مخالب ~
سيهون أكمل عنها فـ رفع كريستوفر كفه ليمسح علي جبينه بتوتر
~أشعر بأنني سأفقد وعيي بعد قليل ~
~مازال هناك المزيد ~
سيهون قهقه ساخراً ليعقد الآخر حاجبيه بعدم فهم
~توجد مادة مُخدره ممنوعه من الاستخدام بالتركيبة الخاصه بالزومبي و هي ما أفقدتهم بصرهم و ربما كانت السبب في جعلهم موتي بالفعل... لذا كنا نُفكر بأنه طالما الشخص المُتسبب في ذلك قد استخدم تلك الماده فقد يكون استخدم التركيبة الخاصه بتجربة البروفيسور تشارلز بيلمونت في تجاربه ~
~أي تركيبه؟... مهلاً هل تقصد تجربة D&P؟! ~
چيمس أحد أعضاء الفريق تسائل بإستغراب فأومأ إليه سيهون
~و لم تعتقد ذلك؟ ~
دوريان سألته بإستغراب ليرمق سوشيل بنظرة سريعه قبل أن يُجيب بجديه
~الفصيلة الأكثر تعقيداً... هناك نوع من مصاصي الدماء قادر علي تحريك الأشياء عن بُعد، يطير في الهواء لمسافات محدوده و يقرأ الأفكار كما أنه حين يتحول يبدو كشخص يُعاني من الانفصام، يمتلك شخصيتين مُختلفتين تماماً ~
الصمت سيطر علي المكان بعدما انتهي سيهون من حديثه و فقط نظرات فارغه تبادلوها جميعاً قبل أن يتحمحم كريستوفر
~أعتذر علي ذلك طبيب أوه، نحن نثق بك بالفعل لكن ما تقوله الآن يبدو غريباً و غير واقعي لذا أرغب بالإستفسار حول كيفية معرفتك لهذه المعلومات.... كيف تعرف أنه قادر علي قراءة الأفكار؟ ~
_____________
"مدير الفُندق يسمح بتحضير الطعام للمرضي فقط، أليس صديقاً لسيهون؟ فلنخبره بأن يُقدم طعاماً لـ'اي ان' فقط علي الأقل فهو بحاجة للتغذيه و أيضاً هو مريض لذا لن يُغير قوانينه"
تشانسوك تحدثت بهمس كي لا يسمعها 'اي ان' الذي اتجه إلي غرفة النوم لتوه تاركاً إياهم يجلسون بغرفة المعيشه
" أنا قلق... الصغير لا يبدو بخير أبداً و معظم الوقت هو نائم و كذلك حين يكون مُستيقظاً يبدو عقله تائهاً "
بيكهيون هو الآخر همس بقلق ليتنهد تشانيول
" لقد توقف علاجه منذ ترك المشفي لذا بالتأكيد صحته تتراجع لكن المشكلة الأكبر هو أنه لا يُمكننا توفير وسائل العلاج له في الوقت الحالي "
" هـ هل... سنفقده ؟"
هيبا تسائلت بتردد لترفع عينيها نحوهم تتبادل النظرات بينهم فـ مد بيكهيون يده نحو خاصتها و ضغط عليها بخفه
" هيبا، يدك بارده"
عقد حاجبيه بقلق لتتنهد تشانسوك
" منذ أن ذكرت أمر البروفيسور و جسدها بارد و يرتجف "
مسحت علي ظهر هيبا من الخلف لتعبس بالمُقابل هامسة بخوف
"حين سألت عن البروفيسور رأيت سوشيل تنظر نحو سيهون بقلق... لا يُمكنني تصديقهما"
"لقد قالا أنه بخير لكنه سافر إلي الخارج في أمر عاجل لذا لم يتمكن من اخبارك و هذا يبدو سبباً مُقنعاً في الواقع "
بيكهيون رفع حاجبيه و هو يشرح الأمر بهدوء رغم علمه بالحقيقة حين تنصت علي أفكار كلاً من سيهون و سوشيل بذلك الوقت الذي طرحت فيه هيبا سؤالها
" سوشيل و سيهون منذ تشاجرا و سوشيل لم تكن بخير لذا ربما هي كانت تنظر إليه بحزن و أنتِ ظننتِ أنها نظرة قلقة بسبب قلقك و خوفك علي البروفيسور"
تشانيول تدخل في الحديث هو الآخر ليومئ بيكهيون موافقاً إياه فتنهدت هيبا
"مهلاً، نحن لم نحظي بوقت خاص مع سندريلا منذ مده"
بيكهيون انتفض من مكانه بحماس يُغير الأجواء ثم ركض نحو الغُرفة ليُحضر سندريلا و بعدها هو عاد إلي غرفة المعيشه بعدما أغلق باب غُرفة النوم قائلاً
"و الآن سندريلا حبيبتي الأولي أُقدّم لكِ حبيبتي الأخري و التي تحظي بمكانة كبيره في قلبي... بالطبع ليس مكانة أعلي منكِ حبيبتي "
أدار الكاميرا نحوه ليُقبلها مُصدراً قهقة عاليه جعلت من ابتسامة بلهاء تنمو علي شفتي هيبا
"حتي الكاميرا أفضل منكِ بالنسبة إليه"
تشانيول نبس بإستفزاز فـ رمقته هيبا بنظرة جانبيه لتُعيد نظراتها نحو بيكهيون
" أهااا و هذا هو بارك تشانيول البارد ، و الذي يغار من حبيبتي لذا لا يتوقف عن إزعاجها"
المقصود قلب عينيه بملل ليعقد ذراعيه إلي صدره بينما بيكهيون مد إحدي قدميه إلي الأمام و هو ينحني بجسده حيث تشانسوك التي تجلس بجانب هيبا
"الآنسة تشانسوك صديقة هيبا المُقربه... فتاة لطيفه و رائعه لكنها تُحب أحمق ما "
حرك الكاميرا نهاية حديثه نحو تشانيول ثم أعادها إلي تشانسوك
"هو ليس أحمق"
قهقهت بخجل و التفتت نحو تشانيول فـاتسعت ابتسامتها حين رأته ينظر نحوها لكنه سرعان ما أبعد نظراته عنها
" مهلاً "
هيبا صاحت فجأة و استقامت من مكانها بينما تقترب من تشانيول ليُحرك بيكهيون الكاميرا نحوهما و هو يُصدر 'اوووه' مُتحمسه
"أنت لماذا قمت بتقبيل تشانسوك؟"
أعين تشانسوك اتسعت و حركتها سريعاً نحو هيبا كما فعل تشانيول في حين بيكهيون قد فغر فاهه بصدمه
" ماذا تقولين أنتِ؟"
دفع يدها بإنزعاج حين حاولت سحب ياقته لكنها عادت لتُمسك ياقته بقوة رافضة الإبتعاد رغم محاولاته في دفعها
" أنا لم أُقبّلها "
صرخ بإنزعاج عندما فشل في إبعادها لتصرخ هي الأخري بالمُقابل
" كاذب لقد رأيتك"
" رأيتِ ماذا؟ هي من قبلتني و ليس العكس "
أنامل هيبا ارتخت حول ياقة تشانيول تدريجياً فـ دفعها هو ليقف من مكانه بينما يضبط ثيابه
"ماذا قـ قُلت للتو؟"
ضيّقت عينيها بعدم استيعاب فـتحمحمت تشانسوك بخجل لتقف من موقعها هي الأخري بينما بيكهيون اكتفي بالمُراقبة من بعيد بعدما أغلق الكاميرا
" أنا من قُمت بتقبيله"
تشانيول رفع طرف شفتيه ساخراً من هيبا التي اتسعت عينيها بصدمه لتتراجع بخطواتها و هي تتبادل النظرات بينهما
"تشانسوك، أنتِ فعلتي ماذا؟"
ضحكت بعدم تصديق لتبتلع تشانسوك ريقها بإحراج لكن هيبا عادت تُلقي اللوم علي تشانيول
"أنت من أغريتها "
أشارت إليه بسبابتها و اقتربت تحتضن تشانسوك بدراميه
"تخلصي من مشاعرك نحو هذا الغبي فهو يُفقدك عقلك"
"من الغبي يا هذه؟ ثم من أخبرك أنني أريد مشاعرها تلك؟ أنا لا أهتم لها حتي"
صاح غاضباً و تقدم من هيبا بخطوات سريعه لكن بيكهيون سحبه من ذراعه يُعيده كي يقف بجانبه
"اهتممت أو لم تفعل، أنا لن أتوقف عن إظهار حبي نحوك تشانيول "
تشانسوك هي الأخري اندفعت بحديثها مُنزعجة من أسلوبه بالتقليل من مشاعرها و بلطف هي دفعت هيبا بعيداً عنها لتقترب من تشانيول ببطئ و عينيها لمعتا بثقة
"إذا كنت سأعيش لمرة واحده فلن أقضيها في حزن و انكسار لذا سأبحث عن سعادتي إلي اللحظة الأخيره "
عقد تشانيول حاجبيه حين تقدمت منه خطوة أخري لترفع رأسها نحوه حيث يُمكنها الشعور بأنفاسه الغاضبة تُداعب وجهها
"و سعادتي هي أنت، لذا لن يوقفني شيئاً عن الاقتراب منك سوي الموت "
ضاقت المسافة بين حاجبيه أكثر و هو يتبادل النظرات بين عينيها يلمح بهما تلك النظرة التي لم يراها بأعين تشانسوك من قبل
"أنا أحبك"
هيبا تراجعت تجلس علي الأريكة خلفها بعدم استيعاب بتصرفات صديقتها المُفاجئه بينما بيكهيون صفر بإعجاب ليهز تشانيول رأسه إلي الجانبين و هو يُمرر لسانه علي طرف شفتيه بإبتسامة مصدومه
"لقد فقدتِ عقلك لا مُحاله"
To be continued...
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top