21
Start
"هناك أمر آخر لا يجب أن يعرفه أحداً سوانا"
سوشيل عقدت حاجبيها بقلق و استدارت نحوه لتُصدر همهمة مُتسائلة فـ رفع سيهون عينيه نحوها ليُكمل
"في طريقي لرؤية البروفيسور أعتقد أن الشخص الذي رأيته كان جون سو"
الأخري شهقت بفزع ليتنهد سيهون
"لم أري وجهه جيداً لكن من الجانب بدا و كأنه هو"
" يا إلهي، بالتأكيد هو أتي إلي هنا باحثاً عن تشانسوك"
أومأ برأسه ثم سحب نفساً عميقاً
"لا تُخبري هيبا أو تشانسوك بذلك كي لا تقلقا فـ تشانسوك ليست بخير منذ أن ظهر مرة أخرى... سوف أؤكد علي تشانيول و بيكهيون أن لا يتركا جانبهما و يتأكدا من عدم خروجهما أو دخول شخص غريب إلي هنا "
" نعم، هذا أفـ... "
استدارت نحو الباب مقاطعة حديثها حين سماعهما صوت تكسير قادم من الخارج ليركض سيهون نحو الباب كي يفتحه و هي خلفه
قلبه انقبض بخوف مع ذاك الصوت مُعتقداً أن هناك كارثه... و ربما الكارثة الحقيقيه هي تواجد طفلين كبيرين معهم
" ماذا تفعلان الآن؟ "
صرخ بغضب ليتوقف بيكهيون عن الركض و معه تشانيول الذي ارتطم به من الخلف فـ تحمحم كلاهما و التفتا نحو سيهون بإبتسامة بريئه
"نلعب؟"
بيكهيون أجابه بتساؤل و هو يمرر عينيه علي غرفة المعيشه التي تدمرت تقريباً ثم أكمل بتوتر
"نلعب بعنف قليلاً "
" تشانيول هو من بدأ"
هيبا وشت بتشانيول سريعاً ليلتفت نحوها بأعين متسعه فـ ابتسمت هي بإنتصار
"كان يتنمر عليّ مُستغلاً فارق الطول بيننا لذا بيكهيون كان يُدافع عني"
رمشت عدة مرات ببراءة ليبتسم سيهون بخفه
"إذاً تشانيول كان يحاول إزعاجك و بيكهيون تدخل لذا أصبحت غرفة المعيشه بهذه الفوضي؟"
نبس ببطئ شديد و هيبا مع كل كلمة كانت تومئ بإبتسامتها المُتسعه
" إذاً ثلاثتكم ستقومون بتنظيف هذه الفوضي خلال عشر دقائق "
" ماذااا؟"
صرخت بصدمه ليضم تشانيول شفتيه بضحكة مكتومه في حين عبس بيكهيون
" و ما دخلي أنا؟ "
ضربت الأرض بقدميها بتذمر ليرفع سيهون حاجبيه بلا مبالاه
"من ساهم في احداث هذه الفوضي سوف يساعد في تنظيفها... لا يوجد أعذار أو استثناءات "
نهاية حديثه مرر سبابته علي غرفة المعيشه بحركة سريعه فـ اومأ بيكهيون بإستسلام بينما تشانيول أخرج لسانه يُزعج هيبا التي عقدت ذراعيها نحو صدرها برفض
"لا يُمكنك إجباري علي فعل ما لا أريد "
رفعت أحد حاجبيها بغرور لتتسع ابتسامة سيهون بالمقابل عاقداً ذراعيه نحو صدره مُقلداً وضعيتها
"لا بأس... يمكنك الخروج من هنا و البحث عن مكان آخر للبقاء به، مكان حيث لا يوجد أي شخص بجانبك لمساعدتك"
"بيكهيون معي"
قاطعته بثقه ليشخر سيهون ساخراً
" بيكهيون و كذلك تشانيول أنا لا أحتاج اليهما بل هما من يحتاجان إلي لذا خروج أي منهما من هذا المكان ليس لصالحهما "
هيبا ابتلعت ريقها بتوتر لأن حديث الآخر لم يكن سوي الحقيقه
" أنت لن تطردني من أجل سوشيل"
عادت تبتسم مرة أخرى تستغل فرصتها الأخيره فـ أمال سيهون برأسه نحو سوشيل ينظر إليها بإبتسامة لطيفه جعلتها تتوتر
"يمكنني طرد سوشيل معك، أنا لا أهتم "
رفع كتفيه بلا مبالاة لتتنهد هيبا
"لأُحضر العشاء حتي تنتهوا من تنظيف الغرفه "
أشار إلي بيكهيون، تشانيول و من ثم هيبا ليهز حاجبيه بإستفزاز ثم خرج من هناك فـ لحقت به سوشيل سريعاً
"أنتِ مغرورة"
تشانيول همس و هو يرمق هيبا بنظرة جانبيه ليتلقي منها ضربة قاسيه وجهتها نحو كتفه
" أميرتي يُمكنك الجلوس و أنا سأقوم بكل شيئ من أجلك "
بيكهيون هتف بحماس لتلتفت نحوه تشانسوك و رمشت بضعة مرات قبل أن تضحك بخفه
" لتُسامحيه هيبا، إنه يبذل قصاري جهده هنا "
"ليحاول أكثر إذاً"
رفعت رأسها بغرور لتتحرك من مكانها بخطوات واثقه حتي تخطت تشانيول ليسحبها من ياقتها يُعيدها إلي الخلف حتي ارتطمت به
"هذا الطويل المُزعج"
هسهست من بين أسنانها و هي ترمقه بحده فـ ابتسم بجانبيه و أمال نحوها قليلاً
" لنعقد هُدنه فـ بيكهيون لن يكون بجانبك دائماً"
" لطالما كرهتك بسبب مشاعر تشانسوك التي تتجاهلها و تتعامل معها و كأنها لا شيئ"
أجابته بخفوت ليعقد حاجبيه حين أكملت بحقد
" و بعد ما أخبرتك به تشانسوك كرهي نحوك تضاعف"
حركت رأسها بضيق كي يتركها فـ ابتعد عنها لتضبط ثيابها بحنق
" أنا أراقبك "
أشارت بسبابتها و الوسطي نحو عينيها ثم نحوه قبل أن تبدأ بالتنظيف بإنزعاج
_________
" منذ أيام قُلت أنها ابنتك، و الآن ترغب بطردها من الغرفه "
علّقت ثم رمقته بنظرة سريعه قبل أن تنظر أمامها حيث يسيران متجاورين بالطابق المتواجد به المطبخ الخاص بالفندق
"بالطبع لن أطردها"
أجابها بضحكة خافته اهتز معها كتفيه ليلتفت برأسه نحوها
"هيبا كما الطفل العنيد، تدّعي الثقة و الغرور إما أن تخضعي لها فـ تُصر علي موقفها أو تكوني أكثر عناداً منها فتخضع هي لكِ"
"أنت تفهم شخصيتها جيداً"
رفعت حاجبيها بتفاجؤ ليهز سيهون رأسه بالنفي
" شخصية هيبا ليست مُعقده... مهما وضعت حواجز بينها و بين الشخص أمامها بكلماتها الحاده فـالنظر نحو عينيها يفضح ما يدور بخاطرها"
توقف لتتوقف معه هي الأخري و استدارت نحوه ليُكمل بإبتسامه
" غرورها و عنادها ليس سوي صورة خادعه تختبئ خلفها طفلة صغيره تُعاني من ماضٍ أليم و تخشي إظهار حقيقتها فيتم استغلالها... لذلك شعرت بالسعادة حين أخبرتني بمشاعرها نحو بيكهيون فهذا كان بداية جيده لتتخطي الماضي، و بعد أن تواعدا شعرت بالراحة أنها لن تُعاني من حب من طرف واحد فـ تفقد ثقتها نحو الآخرين مرة أخري "
نقر أنف سوشيل بسبابته لتُجعد انفها
" هيبا تُحبك أكثر مما تُحبني لكن الفارق بيني و بينك أنكِ تبتعدين عنها حين تدفعك بعيداً...منذ وصلنا إلي هذا الفندق كم مرة تحدثتي معها مباشرةً؟ هل حظيتما بحديث خاص؟ "
حركت عينيها نحو الأرض بشرود تتذكر ما حدث بالأيام السابقه
"لم تتحدثا نهائياً سوشيل... أنتِ لم تتوقفي عن رمقها بنظرات حزينه من بعيد... كذلك تصرفاتها مع بيكهيون راقبتها من بعيد بإبتسامة دون تدخل و لم تُفكري بإتخاذ علاقتها مع بيكهيون ذريعة للتحدث معها"
رفعت عينيها نحوه ليتنهد حين رؤية لمعانها و اقترب يحتضن وجنتيها ليمسح عليهما بإبهاميه بلطف
" تحدثي معها، إذا تجاهلتك لا تتوقفي عن الحديث و إذا صرخت بوجهك اصرخي بصوت أعلي... هيبا لا تمتلك قوة خارقه لتعرف ما يدور بعقلك أو ما بقلبك... أخبريها بمشاعرك بوجهها... كرري بصوتٍ عالٍ كم تحبينها و ما أهميتها بالنسبة إليكِ... مهما تصنعت اللامبالاة يجب أن تعرفي أن هذا أكثر ما تحتاج إليه هيبا... مشكلة هيبا أنا تفتقر إلي الثقة بالنفس و بالمحيطين بها "
ضمت شفتيها بعبوس لتومئ إليه فـ ضحك بصوت مكتوم ثم سحبها من وجنتيها نحوه مُقبّلاً جبينها
" سيهون، ابتعد "
دفعته عنها بتوتر لتسير بخطوات سريعه كي تسبقه فـ لحق بها و سحبها من ذراعها نحوه
" إلي أين؟ "
" المطبخ "
" إذاً الأذكياء أيضاً قد يُصبحون حمقى أحياناً"
هز رأسه بيأس و جرّها خلفه نحو مقهي تابع للفندق بالجهة المقابلة لهما
"مهلاً، أنا لست حمقاء"
ضربت ذراعه التي تمسك بها ليتوقف فجأه فـ ارتطمت به مما دفعها إلي الخلف بضعة خطوات
" الفندق به خدمة توصيل الطعام إلي الغُرف سوشيل "
"اووه صحيح "
زمت شفتيها بإحراج ليُبعثر شعرها
"لكن لماذا قُلت أنك ستُحضر العشاء؟"
"كي تلحقي بي "
أمالت برأسها بعدم فهم ليُكمل طريقه نحو المقهي و هي خلفه حتي وقفا أمام طاولة فارغه فـ سحب مقعداً من أجلها لتجلس ثم جلس هو الآخر مُقابلاً لها
" لا زومبي، لا مصاصي دماء و لا عمل... لنقضي وقتاً سوياً بعيداً عن كل ذلك... بالفترة الأخيره لم يجمعنا سوي العمل و هذا يُقلل فرصتي في الحصول علي قلبك"
استند بمرفقيه فوق الطاولة ليعقد كفيه أسفل ذقنه بينما يرمقها بنظرات عميقه مع ابتسامة رقيقه ترتسم علي شفتيه
" تصرفاتك هذه... "
" تجعل قلبك يخفق من أجلي "
قاطعها بـ ثقة و نبرة هادئه لتتسع عينيها بخفه
" إنها تُزعجني "
" لأنها تجعلك تفقدين السيطرة علي مشاعرك "
رفع حاجبيه بالمقابل يُكمل بنفس هدوئه لتتنهد سوشيل
"مهما حدث لا يمكنني الإعتياد علي شخصيتك هذه"
هزت رأسها إلي الجانبين ليميل بجذعه فوق الطاولة كي يُصبح أقرب منها
"أي الشخصيتين تُفضلين؟"
همهمت بـ تيه حين التقت أعينهما سوياً و تدريجياً أنفاسها بدأت تضطرب مع اضطراب نبضها
"سيـ سيهون"
رفع حاجبيه بهمهمة مُتسائلة أصدرها يحثها علي التحدث لكنها أغلقت عينيها و فتحتهما بينما تهز رأسها بالنفي مُتراجعة عما كانت علي وشك قوله
'أياً كانت شخصيتك فـمازلت أحبها لأنك أوه سيهون'
"هيا لنطلب "
اومأ برأسه ثم أشار نحو النادل كي يأخذ طلبهما
___________
طرقات لم تتوقف علي باب غُرفة تبدو مختلفة عن البقية
بإنزعاج فتح مالكها الباب و هو علي وشك الصراخ قبل رؤيته العامل أمامه يقف متوتراً
"هل هناك مشكله؟ "
" سيد دونغهي... يوجد شجار بالمطبخ "
عقد حاجبيه بإستغراب ليُكمل الآخر
"أحد النُزلاء قام بضرب الطاهي"
"ماذا؟"
صرخ بغضب ليصفع الباب بقوة ثم ركض نحو الدور الأول حيث يقع المطبخ مُتجاهلاً تماماً مظهره المُبعثر
"ابتعدوا"
صاح بضيق حينما لم يتمكن من المرور من بين المتواجدين ليلتفتوا نحوه ثم بدأوا بالتحرك جانباً كونه معروف أن هذا الشخص هو مدير الفندق
" ما الذي يحدث هنا؟"
تقدم بخطوات بارده حيث يقف جوهيون و مجموعة من رجاله يحيطون به في حين الطاهي الخاص به كان واقعاً بالأرض و يبدو أن ما حصل عليه من ضرب كان قاسياً
" قلت ما الذي يحدث هنا؟"
صرخ مرة أخري و انحني نحو الطاهي كي يُساعده ليقف
"هذا الخادم يظن نفسه شيئاً ما.. أخبرته أنني جائع لكنه يقول أن لديه طلبات أخري أهم مني، و لم يسمح لحراسي بتحضير الطعام من أجلي "
نطق بـ تعالٍ ليعقد دونغهي حاجبيه و هو يتبادل النظرات ما بين الطاهي و بين ذاك المغرور أمامه
"هل هذا حدث حقاً؟"
دونغهي سأل الطاهي بصوت خافت ليومئ الآخر
" أخبرته أن هناك بعض المرضي هنا و يجب أن يتناولوا الطعام بوقت معين لذا أنا لست متفرغاً الآن لكنه انزعج مني... و كما تعرف سيدي لا يجب أن أسمح لأي من النُزلاء بالدخول إلي المطبخ كي لا أكون مُضطراً بالسماح إلي الجميع بالدخول و حينها قد يتم إفساد الموارد التي نمتلكها "
" و هل أخبرته بذلك؟ "
دونغهي عاد يتسائل مرة أخرى ليومئ الطاهي
" أخبرته لكنه انزعج قائلاً أنه لا يجب مقارنته بالآخرين "
تأوه بألم نهاية حديثه فـ أومأ دونغهي بتفهم ثم ترك الطاهي ليدخل المطبخ كي يُحضر كُرسياً و عاد به ليضعه خلف الطاهي كي يرتاح
" لقد أخبرك بالقوانين هنا، و لا أعتقد أن ما قاله يستدعي أن تضربه أنت أو حراسك بهده الطريقة المُهينه "
دونغهي ابتسم بلطف و هو يضم قبضتيه محاولاً السيطرة علي نفسه لكن ملامح الآخر الغير مُبالية أثارت غضبه
"دو...دونغهي"
سمع صوت سيهون ليتلفت حوله حتي رآه يخرج من بين ذاك التجمع و خلفه سوشيل فـ تنهد دونغهي براحه
" هـ هل حدث... أمر ما؟ "
تسائل بتلعثم لتُحرك سوشيل عينيها نحوه بشرود، هي لوهلة خُدعت به
شعرت بأن سيهون قد عاد إلي طبيعته لكنها سرعان ما استفاقت علي الواقع، هو فقط يدّعي ذلك
"إنه أمر يخصني أنا لذا لا تتدخل"
جوهيون اندفع بحديثه ليدفع كتف سيهون بقوة جعلته يتراجع خطوتين حتي ارتطم بـ سوشيل التي تقف خلفه فـ عقد دونغهي حاجبيه
"ما خطبك يا هذا؟ من تظن نفسك كي تتعامل بهذه الهمجية مع الجميع؟"
دونغهي تقدم من جوهيون حتي أصبح أمامه يفصل بينهما خطوة واحده فـ دفعه حراس جوهيون حتي كاد يقع ليسنده سيهون سريعاً
"حـ حسناً... حسناً"
عدّل ثيابه بقهقهة ساخره ثم دفع سيهون بلطف كي يبتعد عنه
" بكل غرفة يوجد ما يكفيها من المُسليات و الوجبات الخفيفه لذا أتمني أن تتمكنوا من توزيعها بطريقة منظمه تكفيكم لأسبوع علي الأقل فـ الطاهي خاصتي تعرض لحادث كما ترون و لا يمكنه استكمال عمله في الوقت الحالي"
صوت دونغهي كان عالياً بينما يُوجه حديثه للمتواجدين جميعاً ثم أشار نحو الطاهي الجالس علي الكرسي
" صحة العاملين لدي هي الأهم بالنسبة لي، و أتمني من الجميع أن يتفهموا قراري هذا "
سحب نفساً عميقاً ثم التفت نحو الطاهي قائلاً بجديه
" أغلق المطبخ و تأكد من تخزين موارد الطعام جيداً ثم اذهب إلي غرفتك لترتاح"
"هل تعتقد أنك تُهددني بهذه الطريقه؟ ألا تعرف من أكون؟ سوف أقدم شكوي ضدك "
جوهيون صرخ بغضب حين تجاهله دونغهي و أشار إلي المتواجدين بالابتعاد ثم التفت نحو سيهون يُشير إليه بالمغادرة معه لكن جوهيون سحبه من ذراعه ليعيده أمامه
" حين أتحدث معك لا تتجاهلني "
دونغهي قلب عينيه بملل ليدفع جوهيون بعيداً عنه ثم مسح علي ثيابه بتقزز
" أعرف من تكون، أنت المذيع الذي لديه أكبر دور فيما نمر به الآن... اهددك ؟نعم لأن هذا فندقي أنا و إذا أردت فلتقدم شكوي ضدي، لكن لأكون صادقاً معك..."
ضحك بخفوت ليضع يديه بجيوب بنطاله بـثقه
"حتي إذا ألقيت بك خارج الفندق في هذا الوقت فلا يمكن لأي شخص أن يُعاقبني علي ذلك "
اقترب قليلاً من جوهيون ليتراجع الآخر و حراسه سريعاً وضعوا أذرعتهم كحاجز أمامه فـ رمقهم دونغهي بنظرة ساخرة
" هذا فندقي أنا و وجودك هنا مساعدة يجب أن تنحني لي احتراماً بكل مرة تراني بها بسبب تقديمها إليك لذا إذا كنت تنوي التسبب في المشاكل منذ اليوم الأول لك هنا فمن الأفضل أن تُغادر فندقي بعد شروق الشمس لأنني لن أقبل أن تعم الفوضي في المكان... أنا هنا أحاول توفير الراحة النفسية و الجسديه من أجلكم و جعلكم تعيشون حياة طبيعيه و كأن لا شيئ يحدث بالخارج بالرغم من أن مسؤولي الدولة بأنفسهم لم يفعلوا ذلك لكن إذا كان هذا يعني أن يتعرض العاملين لدي للإهانه فلن أسمح بذلك "
جوهيون ضم قبضتيه بغضب حين ربت دونغهي علي كتفه بنهاية حديثه ليلمح بعدها ابتسامة سيهون الجانبيه فـ زفر بحنق
" هؤلاء ليسوا حُراسك بعد اليوم فـبداخل فندقي الجميع متساوين لذا بعد خروجكم من هنا يمكنهم العودة إلي عملهم لكن حالياً هذا لن يكون مُريحاً بالنسبة لي و للمتواجدين هنا"
أشار نحو حراس جوهيون الذين تبادلوا النظرات بتردد
" لقد أنهيت حديثي و هذا كان تحذيري الأول و الأخير لأنني بالمرة القادمه سوف ألقي بك خارجاً... و بالطبع حراسك سوف يلحقون بك لأن عملهم معك يعني مشاركتهم بتصرفاتك الهمجيه "
ابتسم بتصنع ثم التفت ليُغادر و معه كلاً من سيهون و سوشيل بينما جوهيون بقي بمكانه يُراقبهم و هم يبتعدون عنه غافلاً عن رجاله الذين تخلوا عنه و ابتعدوا هم الآخرين
هم ليسوا بوضع يسمح لهم بالعمل من أجل المال، سابقاً حين فقدوا صديقاً لهم عندما تعرض منزل جوهيون للهجوم من قِبل مصاصي الدماء لم يُوفر لهم جوهيون الحماية و الأموال لم تنفع صديقهم ذاك
و بعد هروبهم جوهيون لم يهتم سوي لنفسه و غروره لم يهتز لذا العمل لديه في ظل هذه الظروف ليس لصالحهم لأنه إذا تم طردهم من الفندق الوحيد الآمن ربما في كوريا بأكملها، سيتم قتلهم لا مُحاله
"لم أتوقع أن أراك جدياً لهذه الدرجه"
سيهون قهقه بصوت مكتوم ليضحك دونغهي هو الآخر بينما سوشيل رفعت رأسها تنظر إلي سيهون الذي تخلي عن تلعثمه أمام صديقه.. هذه كانت المرة الأولي التي تُلاحظ بها الأمر
" ذاك المغرور إنه أكثر شخص أكرهه في هذا العالم، أتعلم؟ بكل مرة كان يسخر منكم كنت أرغب بالركض نحو موقع التصوير لقتله...الا يخجل من إلقاء أوامره في هذا الموقف و الذي لن ألقي اللوم علي أي شخص آخر سواه في جعله أكثر سوءاً"
هسهس بحقد فـ همهم سيهون بتفهم
"بالمناسبة... ماذا تفعلان في هذا الوقت خارج جناحكما ؟ "
" نشرب القهوه براحه بعيداً عن إرهاق العمل ... هذا كان من المفترض أن يحدث قبل أن يُفسد جوهيون الأمر "
سوشيل أجابته بإحراج حين تجاهله سيهون ليشخر دونغهي ساخراً
" أوه سيهون ذهب في موعد مع حبيبته و أخيراً بعدما أصبح جريئاً لكن عدوه أفسد الليله... أرغب بالبكاء علي حالك صديقي "
سيهون التفت إليه يرمقه بحده ليرفع دونغهي كتفيه بلا مُبالاة
" لن أُفسد ليلتكما أكثر من ذلك و سوف أعود إلي غرفتي لكن رجاءً تذكر أن هذا ليس وقتاً مُناسباً للوقوع في الحب "
" إذاً هل هو الوقت المناسب لتحطيم فكك؟ "
سيهون سأله ببرود ليبتلع دونغهي ريقه بتوتر و تراجع نحو الخلف بإبتسامة مُصْطَنَعه
"لا.. انه الوقت المُناسب للنوم.. تُصبحان علي خير "
ركض مُبتعداً عنهما ليهز سيهون رأسه بيأس ثم أكمل طريقه بهدوء حتي قاطعه حمحمة من سوشيل
" هل... هل دونغهي يعرف بأمر تحولك؟"
التفت برأسه نحوها ينظر إليها قليلاً قبل أن يُهمهم بالإيجاب ثم أعاد نظراته إلي الأمام
" كان يجب أن يعرف من أجل تسهيل دخولي أنا، تشانيول و بيكهيون إلي الفندق"
"اووه"
اومأت بتفهم لتُعيد نظراتها إلي الأمام بينما تضم شفتيها مُلتزمة الصمت حتي توقفا أمام باب الجناح من الخارج
رفع سيهون البطاقة نحو الباب كي يفتحه لكنه تذكر أمر جوهيون ليعقد حاجبيه و توقفت يديه في الهواء بتردد
" لم لا تفتح الباب؟ "
أمالت برأسها قليلاً كي تري وجهه الذي يُقابل الباب فـ تنهد سيهون و استدار إليها لتعتدل هي
"يبدو أنه اليوم الأول لـجوهيون في الفندق لكنه لا يتوقف عن الظهور أمامي"
"و ماذا في ذلك؟"
عضت علي شفتها السُفلي بتساؤل و هي ترفع حاجبيها بعدم فهم لتضيق عُقدة حاجبي سيهون أكثر من السابق
" نظراته نحوك تُزعجني سوشيل... بل إنها تُثير غضبي"
رفع كفه نحو وجنتها ليُمسدها بلطف و هو يُراقب بعينيه حركة ابهامه الرقيقة علي بشرتها فـجفلت هي لتصرفه و ابتلعت ريقها بتوتر
" نحن هنا للعمل فقط سيهون و يجب أن نتذكر دائماً أن مُهمة إنقاذ جميع المتواجدين هنا تقع علي عاتقنا لذا هذا ليس الوقت المُناسب للشعور بالغيرة من جوهيون أو غيره... لنُفكر بالعمل فقط، سيكون هذا أفضل "
دفعت يده بلطف بعيداً عنها لتترك بينهما مسافة
" الجميع هنا... الجميع بلا استثناء يعيش حياته بطبيعه، لا يتعاملوا طوال الوقت علي انهم قد يقعوا تحت انياب تلك الكائنات بالخارج لأننا في الواقع لطالما كنا مُعرضين للموت سوشيل... لا نحتاج إلي كائنات غير طبيعيه لنعتقد أننا سنموت لأن هذه ليست الطريقة الوحيده التي يموت بها البشر.. أنتِ قد تقفين أمام طريق فارغ لتعبريه لكنكِ لستِ واثقه إذا كانت ستأتي سيارة مُسرعه لتدعسك و تقضي علي حياتك أم لا... لا تحتاجين للخروج من المنزل حتي بل ربما تفقدين حياتك و أنتِ تضحكين علي فيلم كوميدي يُعرض أمامك بالتلفاز "
تحدث بجدية و هو يقترب منها لتتراجع حتي لامس ظهرها السور المُقابل للباب فـ أصبحت مُحاصرة بين السور و جسده حيث استند بكفيه علي جانبيها
" نحن دائماً مُعرضون للموت لكن الجميع يرغب بأن يعيش حياته و يبحث عن سعادته إلي اللحظة الأخيره التي يفقد بها أنفاسه فلماذا تُريدين مني أنا ان اتجاهل مشاعري و حياتي فقط من أجل الآخرين؟! "
سحب نفساً عميقاً بعدما أشاح بنظراته بعيداً عنها ليُغمض عينيه بإنزعاج
" أتعلمين؟... أنتِ مُحقه "
استقام بوقفته ليعقد ذراعيه نحو صدره و هو ينظر إلي عينيها بجديه
" كما تكتمين مشاعرك نحوي سوف أفعل المثل، ليس لأنني أراكِ مثالية كما ترينني مثالي لكن لأنني مللت من ذلك... أشعر و كأنني اتخلي عن كرامتي لأنني أتمسك بشخص بارد مثلك سوشيل... سوف أعطي اهتمامي للعمل لكنني لست بالشخص الذي يهب حياته للآخرين مثلك ... حان الوقت لأبحث عن سعادتي بعيداً عنكِ "
ابتعد عنها بعدما رمقها بنظرة أخيره بارده ثم سار نحو الباب ليفتحه مُتجاهلاً ضيق صدره بينما هي ظلت بـ بُقعتها تنظر حيث كان يقف و عقلها يُعيد سرد كلماته مراراً و تكراراً
ألم يكن هذا ما ترغب به هي؟لماذا إذاً تشعر بالضيق و الضياع؟!
" انظر لقد أصبح المكان نظيفاً و..."
بيكهيون قفز أمام سيهون حين فتح الباب لكن الآخر تخطاه و اتجه نحو غُرفة النوم ليصفع الباب خلفه بقوة جعلت من الجميع ينتفض بفزع
ضم بيكهيون شفتيه بإحراج و التفت نحو الباب مُنتظراً دخول سوشيل لكن هي الأخري تجاهلته قبل أن ينطق بحرف واحد و اتجهت نحو غُرفة النوم لتفتح الباب و أغلقته خلفها
و بالرغم من تواجدها هي و سيهون بمكان واحد، كلاهما تصرفا و كأنهما ليسا كذلك
"ماذا حدث بينهما؟"
'اي ان' سأل بإستغراب لتهز تشانسوك رأسها بعدم معرفه
"بالتأكيد تلك الغبية أزعجته كالعاده"
هيبا شخرت ساخره ليرمقها بيكهيون بتأنيب
"إنها أختك الأكبر هيبا"
قلبت عينيها بعدم اهتمام لتعقد ذراعيها نحو صدرها و أشاحت بوجهها بعيداً عنه
"لا يُمكننا سؤالهما كما تعرفون"
تشانيول وضح لينظروا إليه جميعاً فـ التفت هو برأسه نحو بيكهيون ليفعلوا مثله
"لم تنظرون إلي هكذا؟... لا ،لا أنا لا أحب الاستماع لأفكار الآخرين، هذه خصوصيات"
تقاطع ذراعيه أمام صدره بعلامة إكس رافضاً الأمر ليقلب تشانيول عينيه
" تخلي عن مبادئك هذه المره سيد الأخلاق "
سخر منه ليهز بيكهيون رأسه بالنفي
" سوف أسامحك إذا عرفت ما يحدث بينهما"
هيبا هتفت بحماس
" و أخيراً وجدت حجة لتُسامحه... كادت أن تفقد وعيها لأنها لم تلتصق به لبضعة ساعات "
تشانيول سخر من هيبا سريعاً لتعقد حاجبيها و بحركة سريعه هي ركلت قدمه بقوة بخاصتها ليصرخ بألم ثم حرك عينيه الغاضبتين نحوها
"أنت ضعيف"
" هل ترغبين برؤية من الضعيف؟ "
تنهد 'اي ان' و تشانسوك بإنزعاج من شجارهما الذي لا يتوقف فـ أشار إليهما بيكهيون بالتوقف عن الشجار ثم أغلق عينيه
" ما يدور برأس سيهون خصوصيات لن أخبركم بها..."
بدأ حديثه بهدوء ليقلب تشانيول عينيه مرة أخرى
" سوشيل حزينه و خائفه..."
هو همس ليفتح عينيه ثم هز رأسه إلي الجانبين
"لا أشعر بالراحة و أنا أُفصح عن مشاعرهما الخاصه... فقط لأخبركم بأنهما تشاجرا لأمر يخص مشاعر سيهون نحو سوشيل "
" لقد أخبرتكم بذلك "
شخرت هيبا ساخره لينظر نحوها بيكهيون ثم تنهد
فُتح باب غُرفة النوم فجأه ليلتفتوا جميعاً نحو سيهون الذي خرج لتوه من هناك
"أريد أن أنام "
همس بجديه ليبتعدوا سريعاً تاركين له الأريكة فارغه فـاقترب لينام بينما يُعطيهم ظهره
" لنذهب إلي الغُرفة نحن أيضاً"
تشانيول همس بخفوت يشير إليهم بالمغادرة ليتجهوا جميعاً نحو غرفة النوم عدا بيكهيون الذي بقي بالخارج ينام علي الأريكة المجاورة لخاصة سيهون
------------
بيكهيون pov
مر يومين منذ شجار سيهون و سوشيل، و إلي اليوم لم يتحدثا سوياً لكنني لم أغفل عن نظرات سوشيل التي تسترقها نحوه بينما هو ينظر إليها حين تكون مشغولة بشيئ آخر كي لا تكتشف أمره
بذلك اليوم أنا لم أستمع اليهما فقط بل كذلك إلي هيبا، لقد ادّعت أمامنا انزعاجها من تصرفات سوشيل مع سيهون لكنها كانت قلقة عليها
ربما لأنها ظنت أنني لن أستمع إلي ما يدور بعقلها فـكانت مُطمئنة لإطلاق أفكارها الخاصه
لا أدري لماذا تكذب علي نفسها فيما يتعلق بمشاعرها نحو سوشيل و لم هي مُتناقضة نحوها فيما يتعلق بمشاعرها و تصرفاتها لكنني واثق أن حياة هيبا بدون سوشيل لا شيئ
ربما هي تمتلك مشاعر قوية نحو سوشيل أقوي من مشاعرها نحوي لكنها لن تعترف أبداً
بينما سوشيل...كانت مُبعثرة المشاعر ،تقول أن ابتعاد سيهون عنها أفضل لكليهما لكنها تكره ذلك
هي الأخري خائفه و لا تري نفسها مُناسبة لشخص مثله لكن أليس لسيهون الحق في تحديد من هو المناسب بالنسبة إليه؟!
سيهون إنه مُدرك لمشاعر سوشيل نحوه... قد يري الإعجاب نحوه في تصرفاتها لكنه مازال مُنزعجاً لعدم اعترافها بإمتلاك مشاعر تجاهه
لا أحتاج إلي الإستماع لما يدور بعقله كي أُدرك حقيقة خوفه من القادم
هو يخاف من فقدان فرصته مع سوشيل أكثر من أي شيئ آخر
علاقتهما مُعقده رغم أنها لا تحتاج إلي كل هذا التعقيد
سوشيل و هيبا غير صادقتين مع مشاعرهما
إنها النقطة المُشتركه بينهما
"هل تعتقد أنك سوف تنجح في إثارة غيرة سوشيل؟!"
املت نحو سيهون الذي يجلس مجاوراً لي أسأله بهمس خافت كي لا يسمعنا أحدهم لكنه تجاهلني
تلك كانت أفكاره الخاصه التي لم أرغب بالإفصاح عنها للآخرين كي أكون حريصاً علي أن لا تعرف سوشيل ذلك بأي طريقة كانت
لكن هذا البارد بجانبي لا يتفاعل معي... أشعر بالتوتر أكثر منه
"ضيف لك"
تشانسوك أشارت نحو سيهون بعدما فتحت الباب لشخص ما و بعدها بلحظات فقط ظهرت مي سون وهي تبتسم بإتساع لتلوح في الهواء بينما تُلقي التحية علينا جميعاً
" مرحباً، كيف حالكم؟"
حركت رأسي سريعاً نحو هيبا التي رمقتني بغضب و كأنني أنا من دعاها للمجيئ لأبتلع ريقي
هذا البارد هل يحاول إثارة غيرة سوشيل أم يحاول إنهاء علاقتي أنا و هيبا؟
" مرحباً مي سون"
أجابها بإبتسامة جانبيه ليدفعني بعدها كي يُفسح لها المجال
" لتجلسي بجانبي "
" لا، ما رأيك أن تأتي إلي غرفتي... سيكون ذلك مريحاً أكثر"
أعين الجميع اتسعت و هم ينظرون نحوها...بدأت أشعر بالتوتر و أنا ليس لي دخل بذلك
"ماذا تقصدين بذلك آنسه مي سون؟"
تشانسوك تسائلت بإبتسامة متوتره و من موقعي هذا يُمكنني رؤيتها كيف تضغط علي كف هيبا تمنعها من الهجوم علي تلك الفتاة الآن
" ااه هذا مُحرج "
قهقت و هي تحك مؤخرة رأسها و لأكون صادقاً إنها بارعة في التمثيل
"أنا و مي سون نتواعد "
سأفقد وعيي... لا يمكنني تحمل ذلك، لمَ أشعر و كأنني مُذنب
"ماذا؟ مهلاً سيهون لا تمزح"
هيبا صرخت بفزع وهي تقف من مكانها ليقف هو الآخر واضعاً يديه بجيوب بنطاله ببرود و هز رأسه بالنفي
"لا أمزح، مي سون عرضت علي الفكره و لا أرى أن هناك ما يدفعني للرفض"
حركت عيناي نحو سوشيل حين هيبا فعلت ذلك لأراها هادئة تنظر إلي يديها المُتشابكتين فوق فخذها و لا تتحدث
إنها تُقنع نفسها بأن هذا هو الأفضل لسيهون
هل هو واثق أن ما يفعله هو الصواب بحق؟!
" لقد أخبرتكِ أنه يكون زوج أختي المُستقبلي، لماذا تحاولين سرقته منها؟"
هيبا تصرخ بحزن و ليس بغضب، إنها تتصرف و كأنها ستفقد والدها و ليس مجرد شخص يُحب أختها
هل سيهون مُدرك أن ما يفعله الآن يؤثر علي هيبا هي الأخري؟
"أنا لست غرضاً خاصاً بأحد هيبا... سوشيل لا تهتم لأن تكون في علاقة سواء الآن أو فيما بعد و بالطبع حين تُفكر لن أكون أنا اختيارها لذا لا يوجد داعي لأن أقضي المزيد من الوقت في التفكير بشخص لن يُفكر بي مهما فعلت..."
"هل سمعتِ؟ إنه مازال يحب سوشيل؟"
تنهدت حين قاطعته هيبا بأعين دامعه و هي تصرخ علي مي سون لكن الأخري سرعان ما ابتسمت و هي تهز رأسها بالنفي
" أنا أعرف ذلك و سيهون أخبرني بالفعل أنه لا يُحبني لذا نحن نرغب بالحصول علي وقت خاص بنا لنتعرف أكثر "
أثناء حديثها سيهون اقترب ليقف بجانبها حتي احتضن كتفها ليُشير إليها بالخروج دون استئذان من المتواجدين
أغلق الباب و معه أعين هيبا ذرفت دموعها ببكاء صامت لأبتلع ريقي
سيهون لم يطلب مني عدم اخبار هيبا الحقيقه، أليس كذلك؟
End pov
---------
" لمَ تركتيه يذهب معها؟ "
اقتربت هيبا لتدفع كتف سوشيل بقوة فـ تجاهلتها الأخري
"لم تفعلين ذلك؟ إنه يُحبك و أنتِ لا تفعلين شيئ سوي تجاهله، أنتِ عديمة المشاعر و..."
"لم تتحدثين و كأنكِ تمتلكين مشاعر هيبا؟ ألا أحبك أنا أيضاً؟ لكن علي ماذا أحصل في المقابل؟ القسوة و التجاهل "
أجابتها بصراخ لتقف من مكانها مقابلة إلي هيبا التي ترددت للحظات قبل أن ترد
" إنهما أمرين مختلفين "
" نعم إنهما كذلك هيبا فأنا أختك الكبري و أكثر من يهتم لأمرك لكنكِ تكرهينني بسبب خطأ لم أرتكبه أنا، بينما سيهون شخص غريب ليس من العائله لكنكِ تريدين مني أن أبادله مشاعره فقط لمجرد انه يمتلك مشاعر نحوي... من منا عديمة المشاعر هيبا؟!"
تنهدت بضيق نهاية حديثها لتمد يدها نحو هيبا لكن الأخري تراجعت سريعاً كي لا تلمسها سوشيل
" سـ سوف تندمين علي تركه ليذهب معها سوشيل "
همست بتلعثم لتركض نحو غُرفة النوم فـ لحق بها بيكهيون بينما سوشيل عادت لتجلس بمكانها و هي تلتقط أنفاسها بصعوبه و كأنها ركضت لأميال فـاقترب 'اي ان' ليجلس بجانبها ثم احتضن خصرها بذراعه و الأخري ربت بها علي ظهرها من الخلف
بالداخل حيث هيبا التي استلقت علي السرير تختبئ أسفل الغطاء ببكاء مكتوم
اقترب بيكهيون من السرير بخطوات حذره إلي أن استقر خلفها ليميل بجذعه نحو رأسها الذي لا يظهر منه سوي بضع خصلات قد تناثرت فوق الوسادة
"هيبا"
همس بخفوت ليُقبّل رأسها من فوق الغطاء
"تعرفين أن ما تفعلينه خاطئاً"
عقدت حاجبيها بإنزعاج لتخرج من أسفل الغطاء لتصرخ عليه من بين بكائها
"دائماً أنا المُخطئة في حقها و الجميع يقف معها دائماً...لماذا تحبها هي؟"
"من قال ذلك أيتها الغبيه؟"
قهقه بخفه لينقر أنفها بسبابته فـ عبست هيبا
"أقصد أن الاختباء أسفل الغطاء و أنتِ تبكين أمر خاطئ... قد تختنقين، أنا قلق عليكِ أنتِ"
استنشقت ماء أنفها لتُشيح بوجهها بعيداً عنه فـ ابتسم
" هل تُحبين سيهون لهذه الدرجه؟ "
"إنه وغد... خائن "
هسهست بحنق لتمسح علي وجهها بعشوائيه
"لذلك أنا لا أثق بالرجال... إنهم مُتشابهون "
" هذا مُهين بالنسبة لي "
مد كفيه ليحتضن وجنتيها ثم مسح دموعها بإبهاميه لتعض علي شفتها بخجل
"أنا أثق بك أنت فقط"
" و تثقين بـ سيهون أيضاً "
هزت رأسها بالنفي ليضحك بخفوت
"أنتِ غيورة جداً هيبا... تبدين كالطفلة التي رأت والدها مع امرأة أخري غير والدتها "
رفعت عينيها نحوه لتعقد حاجبيها بإنزعاج مما قال فـاتسعت ابتسامة بيكهيون
"سيهون لم يتخلي عن سوشيل، هو فقط يرغب بإثارة غيرتها ربما هذا يجعلها تعترف بمشاعرها نحوه... و مي سون تُساعده بذلك "
تحمحم بتوتر قبل أن يُكمل حديثه فـ تراخت عقدة حاجبي هيبا تدريجياً
"حقاً؟!"
أمالت برأسها ليميل برأسه مُقلّداً إياها
"حقاً"
"لكنه كان قاسياً في حديثه معي "
عبست مرة أخرى ليضحك بيكهيون بخفوت
" حين يأتي قومي بتوبيخه ... انه يستحق ذلك "
" سوف أفعل"
اومأت بعزم ليسحب بيكهيون نفساً عميقاً
"ما رأيك إذاً أن نخرج من هنا... وحدنا بالطبع"
وضح سريعاً فـ رفعت هيبا حاجبيها بتفاجؤ
" إلي أين نذهب؟ بيكهيون هناك وحوش بالخارج"
"نحن بمنتصف النهار هيبا... "
قلب عينيه ساخراً فـ ضيّقت عينيها بشك
" أيضاً أنا لم أقل اننا سنخرج من الفندق بل أقصد الغُرفه... لنتجول قليلاً بالفندق "
همهمت بتفاجؤ ثم اومأت إليه بالموافقه
"هذا يبدو جيداً"
______________
" أنا كنت في منزلي أنتظر أخي لكن زوجته منعته من المجيئ إلي أولسان بسبب ما يحدث... شخص ما دق جرس الباب و لم أُفكر أنه من المستحيل أن يأتي أخي بعد غروب الشمس لذا ظننت أن زوجته ربما تراجعت في حديثها فمن قد يُفكر أن هناك مصاص دماء سوف يرن الجرس قبل دخول المنزل ، كل شيئ حدث سريعاً و بالطبع لم أتمكن من التصدي إلي تلك الفتاة التي اقتحمت منزلي تبحث عن عُنقي"
مي سون قهقهت ساخره نهاية حديثها ليتنهد سيهون ثم عقد ذراعيه نحو صدره بينما يضع قدماً فوق الأخري
" لقد قُلتِ أن لديكِ أصدقاء متحولين "
" ااه نعم... بكل ليلة يتم جمعنا في مكان أسفل مصنع قديم ربما يكون مخزن، لست واثقه...في الواقع تعرفت علي أصدقائي بذلك المكان و لم نكن نخرج كثيراً سوي إذا أردنا استنشاق الهواء بعيداً عن ذاك المكان المُنغلق لكن ذات يوم تلقينا أوامر بأن من يُريد أن يبقي هناك فهذا يعني أن نُشاركهم في هجومهم علي البشر... كان ذلك حين قرروا الانتشار في أماكن عديده ليتكاثروا حول العالم... أنا و أصدقائي كنا خائفين من ذلك و لم نرغب بأن نُهاجم البشر لذا هربنا من ذاك المكان و سرعان ما عثروا علينا و تلقينا منهم إنذاراً، إما يقتلوننا أو ننضم إليهم "
سردت عليه بجدية وهي تتذكر التفاصيل ليهز سيهون رأسه
" بتواجدك في ذاك المكان ألم تسمعي شيئاً ما؟... ربما سبب ما يحدث، و ما الهدف من تحويل البشر إلي كائنات كـ مصاصي الدماء و الزومبي؟ "
مي سون همهمت بتفكير ثم قفزت فوق الأريكة بحركة سريعه لتعقد قدميها أسفل جسدها
"أنا من النوع الفضولي في الواقع لذا أحياناً كنت أدّعي النوم بينما أسترق السمع للقادة الذين يتولون أمر جمع الجُثث لذا... "
" مهلاً ،مهلاً... ماذا تقصدين بجمع الجثث؟ "
اعتدل بجلسته يتسائل بإستغراب لتميل مي سون برأسها قليلاً
"هناك مجموعة يقومون بجمع الموتي، الأشخاص الذين يتعرضون لحوادث و كذلك الحالات المتواجدة بالمشفي التي تلفظ أنفاسها الأخيره و ما إلي ذلك... "
الغرض من ما يحدث ليس تقديم لقاح مُعالج بعد فتره، أليس كذلك؟"
قاطعها مُضيّقاً عينيه بشك فأومأت مي سون
" لقد رأيتها في عديد من أفلام الزومبي لذا ظننت أن هذا هو السبب لكنني اكتشفت انه ليس كذلك... في الواقع الأمر عبارة عن..."
أصدرت همهمات تدل علي تفكيرها قبل أن تومئ برأسها قائله
" ما يحدث أشبه بالهوس...جميعنا ضحية لشخص مهووس"
"أنتِ تعرفين ذاك الشخص؟"
سؤاله كان أشبه بمعلومة واثقه لتبتلع مي سون ريقها بتوتر
" لست واثقه من الأمر لذا لن أخبرك لأنني أعرف أنك لن تُصدقني "
نبست بتردد ليُفرق سيهون بين شفتيه قاصداً التحدث لكنها قاطعته
" رجاءً... لا تضغط عليّ فيما يتعلق بهذا لأنني لست واثقه كما أخبرتك و لا أريد أن أتحدث بشيئ لست واثقة منه... لكن هناك شخص ما سمعت إسمه يتردد كثيراً بين أولئك القادة المسؤولين عن نقل الجُثث، إنه الشخص الذي يُساعدهم في تعطيل الكاميرات و ساعدهم سابقاً في إخفاء الأدلة التي تُشير إلي وجود كائنات غير طبيعيه... أنا واثقة من تواطئه معهم لكن هل ستُصدقني أنت إذا أخبرتك بهويته ؟! "
سيهون ضم شفتيه بتفكير ليُغلق عينيه بتردد قبل أن يُعيد فتحهما و هو ينظر إليها
" جيبوم... إنه جيبوم،أليس كذلك؟ "
ابتلعت مي سون ريقها لتومئ إليه
" نعم، إنه هو "
_____________
علي الأريكة المتواجدة بغرفة المعيشه في ذاك الجناح الخاص بـ سيهون و الرفاق
سوشيل كانت تنظر نحو شاشة التلفاز بشرود تدّعي اهتمامها مع ما يُعرض أمامها كي لا يشعر 'اي ان' بوجود خطب بها
بينما تشانيول تنهد و هو يتبادل النظرات بينهما و بين باب غُرفة النوم المغلق حيث دخلت تشانسوك منذ مُغادرة بيكهيون و هيبا
أغلق عينيه و هو يهز قدميه بتوتر حتي اتخذ قراره بالدخول إلي هناك
اتجه إلي الغُرفة و فتح الباب لتلتفت تشانسوك نحوه ثم أعادت نظراتها نحو الخارج بإبتسامة رقيقه
اقترب منها بعدما أغلق الباب ليقف مُقابلاً لها حيث كانت هي تقف أمام الشرفة تستند بكتفها ضد الحائط و تعقد ذراعيها إلي صدرها
"أنتِ بخير؟"
سألها بتردد لتُحرك عينيها نحوه
"ماذا تتوقع؟"
تسائلت بهدوء ليبتلع ريقه ثم التزم الصمت لبضعة دقائق و هو يُراقب هدوئها
"تجاهلك لي يُزعجني"
"و اهتمامي بك كان يُزعجك"
أغلق عينيه بتنهيدة مُنزعجه لتضحك تشانسوك بخفوت
" لتُحدد موقفاً تشانيول... هل تريد مني أن ابتعد عنك أم لا أتجاهلك؟ "
" لا... لا أعرف تشانسوك"
تنهد وهو يهز رأسه بـ تيهٍ لتبتسم تشانسوك و هي تُعيد نظراتها نحو الخارج
" لكنني أعرف... "
أغلقت عينيها لتميل برأسها ضد زجاج النافذة
" أشعر بأن سيهون كان مُحقاً.. لا يوجد داعي لإضاعة وقتي علي شخص لن يُفكر بي مهما فعلت "
" إذاً هل و أخيراً ستتخلين عن مشاعرك نحوي؟"
تسائل بإستغراب لتفتح عينيها و ترفعهما نحو عينيه
"لقد قُلت أنني أشعر أنه كان مُحقاً لكنني لم أقل أبداً أنني سأتخلي عنك"
اقتربت منه ببطئ ليعقد حاجبيه و هو يراها تقترب منه بأعين لم تبتعد عن خاصتيه حتي أصبحت أمامه لترفع كفيها تستند بهما علي صدره فـ اهتزت مُقلتيه بتوتر
"فأنا لم أفعل شيئاً بعد"
همست بخفوت قبل أن ترفع جسدها على أطراف أناملها لتضع قُبلة سطحيه علي شفته السُفلي ثم ابتعدت قليلاً و هي تنظر نحو عينيه اللتان لم تبتعدا عنها
لم يصدر عنه رد فعل سوي اتساع طفيف بعينيه فـحركت يديها تتلمس طول صدره إلي أن استقرتا خلف عُنقه
" أحبك تشانيول "
همست أمام شفتيه قبل أن تدمجها مع خاصتها بقبلة رطبه غير مُتبادله بينما ذراعي تشانيول وقعتا علي جانبيه بصدمه، غير قادر علي مُبادلتها أو حتي دفعها بعيداً عنه
To be continued.....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top