2

Start

سوشيل pov

مزيج من المشاعر تعترمني و معظمها تتعلق بالخوف... الخوف من الفشل،الخوف من الفقدان،الخوف ان اكون السبب في تدهور الاوضاع

رغم ان الجميع لا يصدقنا لكني احمل على عاتقي ايجاد الحل لكل ما يحدث في اولسان

بذكرها إشتقت إلي الليل الهادئ فيها،اضواء المصابيح التي تنار في الطرقات،إحتسائي للكحول مع وجبة دسمة من اللحم المشوي رفقة سيهون و زملائنا بالعمل

لو كنتُ ارى المستقبل ورأيت ان هذا ما سيحل بـ مدينتي ما صدقتُ مطلقاً

القيت نظرة سريعة على ساعة يدي لأجد ان الوقت قد تاخر وانا لا ازال في المختبر و هيبا بمفردها في المنزل

إنتشلت الاحذية البيضاء بعدها تلك الجوارب البلاستيكية وفتحت الخزانة بمكتب الأطباء لأسحب حذائي

التفت نحو سيهون الذي كان يستلقي على الاريكة يحظى بقليل من الراحة لأنبس بخفوت

"سيهون!سأذهب الان،هيبا بمفردها"

انتفض من فوق الأريكه حين تكلمت في وجهه ليقف قبالتي

"يمكنـ ـني إإيصا.. لك"

نبس بتردد واضح وهو يخفي نظراته يحاول ان لا تلتقي عينيه بخاصتي

"ليس هناك داعي،  إحظي ببعض الراحه"

ربت علي كتفه دون أن أرمقه بنظره ثم تحركت حيث مكتب البروفيسور لكن الآخر لم يكن متواجداً

رفعت كتفاي بعدم اهتمام، فـ ربما هو خرج للقيام بأمر ما.

"هل هذه أحرف هنديه ؟"

تمتمت أعقد حاجباي حين تعثرت بكتاب ملقى على الأرض بجانب مكتب البروفيسور ، و إنحنيت احمله  بين يداي

شعرت بالكتاب يُنتزع مني بقوة لأنتفض في خوف وذعر لكني سرعان ما عدت اشعر بالراحة حين ترائى لي جسد البروفيسور

"اعتقدت أنك رحلت دون إخبارنا؟ "

نبستُ بنبرة تميل للتساؤل ،أنا الآن أشعر بالحرج كوني دخلت مكتبه دون إذنه وكونه أمسكني   متلبسة

"لا، شعرت بالتوتر فقط لذا خرجت للتدخين بما أن الشمس قد أشرقت "

قال بإبتسامه ويده تعبث بشعري، همهمت إليه بتفهم ثم قطبت حاجباي باستفهام وانا  أشير إلي الكتاب بين يديه

"تعرفين، أنا مهووس بعض الشئ باللغات  و الإطلاع علي الثقافات المختلفه"

ضحك بثقة لينظر للكتاب نظرات حب

اغمضت عيناي وطردت تلك الافكار الغبية التي داهمتني للحظة لأعيد تركيزي الكامل للبروفيسور بينما أبتسم

" إبتسمي دائماً صغيرتي فلا يوجد ما يستحق حزنك "

ربت على كتفي يحاول طمأنتي،همهمت له ولسبب ما عيناي تجمعت بهما الدموع

" شكراً لك... دائماً ما أستمد طاقتي من كلماتك "

إبتسمت له مرة أخرى ثم إنحنيت كي أعود إلي المنزل فـ علي الاطمئنان على أختي

و لن أنكر، القلق يتآكلني من أن تكون هيبا  تجاهلت تحذيري  بعدم الخروج

"هل وقع حادث هنا؟"

تمتمت بإستغراب و انا  أمر من أمام أحد الطرقات  حيث سيارتين قد ارتطمتا ببعضهما

" هل سيتزايد العدد؟ "

مرة أخري انا سألت نفسي بصوت مختنق،أخشي أن يتحول جميع من حولي إلي وحوش قاتله....

خائفه ان تصاب هيبا بأذى،جيبوم والبروفيسور وكذلك سيهون

أنا خائفة من ان أفقد احدهم...

من قد ينقذ أولسان حينها؟ هل ستتزايد أعداد تلك الوحوش حتي يصبح العالم هكذا؟!

وصلتُ للحي السكني الذي نقطن به،نزلت بعدما ركنتُ سيارتي أمام البوابة الخارجيه للمنزل ثم دلفت إلي الداخل

فتحت الباب ليقابلني صمتٌ رهيب، ناديت عليها لكنها لم تجبني وهنا بدأ قلبي بالخفقان بقوة 

تنفست الصعداء حين لاح لي جسدها أمام عيناي لأتكئ على الحائط

أقسم أن الدم جف في عروقي من شدة خوفي

سرت ورائها لأجدها جالسة تتناول الطعام ،كدت أشاجرها كوني ناديتها وهي لم تجبني لكن ظهور السماعات على أذنها حين أزاحت شعرها جعلني أدرك أنها لم تسمعني

"أنا هنا"

تحدثت و سحبت السماعات من أذن هيبا  و كـ رد فعل تلقائي منها هي دفعتني بقوة لأقع أرضاً

"متي أتيتِ؟"

تسائلت بتفاجؤ وهي تقف ويدها على أذنها وقد لمحت بها ارتجافاً طفيفاً

لابد أنني أخفتها بتصرفي

"للتو"

أجبتها  و ضممت يداي إلي صدري بينما أمسح علي رسغاي بألم واضح

"لم أقصد ذلك"

بررت تصرفها بوقاحه رغم ترددها بداية، ثم سحبت هاتفها و صعدت إلي غرفتها

فـ تنهدت و استقمت من مكاني لأتوجه إلي غرفتي كي أحصل علي حمام دافئ يُبعد الإرهاق عني









يوم جديد يعلن بدايته،استقمت من سريري وقمت بـ روتيني،كل يوم انهض على أمل إيجاد حل لما يحصل أو الوصول لثغرة تجعلني أكتشف المشكلة من أساسها

تناولت كوب قهوة فقد تأخرت وليس لدي وقت للأكل في المنزل

"هيبا سوف أذهب إلي العمل"

طرقت باب غرفة أختي لتفتحه مباشرة، مرت  ببرود من جانبي لأتبعها بعيناي بينما اتنهد بإنزعاج ،خرجت من المنزل لتغلق الباب بقوة ما جعلني انتفض مكاني

ما الذي علي فعله كي أجعلها تدرك أنني لا أكرهها كما تعتقد !

(لا تبقي في الخارج بعد غروب الشمس)

أخرجت هاتفي  و أرسلت  تلك الرساله إلي هاتف هيبا ، و رغم أنني لم اتلقي منها إجابه إلا أنني ابتسمت  بخفه حينما ظهرت لدي تلك العلامه تشير إلي قرائتها  للرساله

خرجت من المنزل بدوري قاصدة المختبر ومن غيره أصبح يشغل أيامي مؤخراً

"ميونغسو، أين البروفيسور؟"

سألت زميلي حين التقيته في الردهة  و الآخر رفع كتفيه بعدم معرفه و أكمل عمله فـ تنهدت و توجهت إلي الداخل ابحث عن سيهون

"لا أصدق أن يدك لا ترتجف حينما تُمسك هذه الأنابيب، رغم أنها دائماً ما ترتجف"

تحدثت بإنبهار بعدما لوحت له اعلمه بقدومي  اما هو فقد اكتفى  بالضحك بخفه و سرعان ما عادت عقدة حاجبيه يصب تركيزه علي ما بين يديه

"لم تعد للمنزل، أليس كذلك؟"

سألته بهدوء و سيهون أنزل يديه بسرعه يضع الأنابيب بمكانها كي لا تقع منه

" لـ لا... ليس هـناك.. دا داعي لذلك "

أجابني بإبتسامه مُصطنعه و إبتعد عني يدّعي إنشغاله بالبحث عن كتاب ما لألحق به

"و أنا بطريقي إلى هنا تأملتُ اولسان "

تحدثت بصوتٍ عالٍ قاصده تغيير الموضوع و الآخر التفت لي مُتناسياً ما حدث منذ ثواني

انا نادراً ما أتحدث مع سيهون عن أمر غير العمل و نادراً ما أتحدث مع الآخرين خاصة بعد طلاقي لذا لا بد أنه تفاجأ

"أولسان التي أعرفها... تُصيبني الصدمه بكل مرة أفكر بها بالفرق بين أولسان الراقيه و المضيئة ذات الأصوات السعيده و النشاط صباحاً، و أولسان المظلمه، المخيفه ليلاً"

بخطوات بطيئة اقتربت منه حتي توقفت أمامه، عيناي  كانت تراقب الأرض بشرود طوال حديثي مع إبتسامه مُنكسره، حزينه

" سنجد اا الحل.. قـ قريباً "

تحدث بـ ثقه وماكان  مني سوى أن اجيبه  بضحكة خافته مليئة بالإحباط و السخرية

" مر 15 شهر حتي الآن... و حتي الآن الخطر يزداد و لا أحد بصفنا... بنظرهم ثلاثتنا مختلين و بكل مرة نجد مواد مختلفه مختلطه بالدماء و حتي تلك المواد لا يمكننا معرفتها... لم نصل إلي أي عنصر إلي الآن سيهون ولا نعرف ما سبب وجود هذه المواد في دماء هؤلاء الأشخاص و كيف تصل لها "

زفرت بأنفاس مهتزة و ضممت شفتاي  بعبوس لينظر لي و تنهد بضيق 

" سيهون إذا حدث لك شئ قد أقتل نفسي... أنت الأمل الوحيد لي في التخلص من كل ما يحدث و إنهاء هذه الفوضي... إذا أُصبت بخدش واحد فـ سوف ينتهي العالم "

أفصحت عن مشاعري و الكابوس الذي يطاردني  منذ بداية هذه الفاجعه... سيهون ربما مازال شاباً و صغير السن و الخبره مقارنة بأشهر الأطباء علي مستوي العالم و كذلك يعاني من اضطرابات نفسيه إلا أنه يمتلك مهارة عاليه و دقة بالعمل هزم بها أفضل الأطباء و أكثرهم شهرة

و كونه يصدقني و يقف بجانبي  فهذا يُعطيني  أمل في القضاء علي تلك الكائنات، لكن خسارته تعني النهاية

فـ لا أنا   أستطيع التصرف وحدي  و لا هناك من يثق بي

"هـ هذه المرة الاولـ لي"

همس بخجل و هز رأسه إلي الجانبين فـ التفت إليه و همهمت دون الرد علي حديثه

مشاعر سيهون تجاهي واضحه و هو لم يُقصرّ أبداً في إظهارها لي لكن أنا  لا اريد إعطائه آمال زائفه فتجربتي السابقة تمحي من رأسي أي إحتمالية لإرتباطي من جديد 

لقد مررت بتجربة فاشله جرحتني، كسرت غروري
، خدشت كبريائي و قضت علي شبابي و أحلامي... لا أريد تكرار الأمر خاصة و أنا أدرك أن الخاسر الوحيد هذه المرة لن يكون سوي سيهون

قضيتُ يومي بأكمله رفقة سيهون في المختبر وقد انضم لنا جيبوم منذ فترة،احضر معه بعض الادلة وقمنا بمراجعتها معا و محاولة مطابقتها مع النتائج التي توصلنا إليها سابقاً

غادر منذ لحظات لأنهض خلفه ارتدي سترتي كي أستعد للمغادره عليّ العودة للمنزل فـ تلك المشاكسة وحدها ككل يوم

توقفت قدماي عن الحركه ومعها توقف نبضي حين وصلتني رسالتها الصوتية و صوتها الذي كان يرتجف بينما تتحدث بصوتٍ بدا عليه الاختناق و البكاء

(عودي للمنزل رجاءً، أنا خائفه)

سحبت اغراضي و بخطوات سريعة توجهت للخارج لكن يداً ما سحبتني  

"الشـ شمس.. لم تشرق بـ بـ ـعد"

سيهون تحدث و اعترض طريقي سريعاً  و بحاجبين معقودين، يشعر بالغرابه لتصرفي الغير مسؤول

بالنسبة له أنا متسرعة لكن هيبا بمفردها وربما حدث لها شيئ سيئ فهي لن ترسل لي رساله بدون سبب

"لا يمكنني ترك هيبا وحدها، هي تشعر بالخوف و أنا لا..."

تمتمت بخوف ونبرة باكية ضعيفه لا أسمح لها بالخروج أمام أي شخص كان

لكنني خائفه بحق

"اهدئي"

همس و حاول إمساك يدي كي اهدأ لكن سرعان ما دفعت يديه بعيداً عني... أريد أن أذهب إلى هيبا

"حـ حسناً... فقط لحـ ظه "

أشار إلي بسبابته كي أنتظر و اتجه إلي الداخل حيث خزانته ثم عاد إلي بينما يتلفت حول نفسه

"هـ هذه الحقنه يمـ مكنها تخدير أي كائن "

ضيّقت عيناي بعدم استيعاب لكن لم أتلقي منه سوي دفعه خفيفه كي أذهب فتحركت أخرج من المختبر

"أجيبي هيبا "

تمتمت بقلق بينما اصعد إلي سيارتي،لكن دون جدوى

قدت بسرعة ناحية المنزل ،سيحل الصباح قريباً و أنا أخشى أن أكون قد تأخرت

"هيونا، افتحي الباب"

صوت يصرخ بضعف بينما يطرق علي باب منزل هيونا جارتنا قد لفت انتباهي لأتوقف بالسيارة أمامه ... هو لم يكن يطرق الباب بعنف بل طرقاً خفيفاً مُتعباً، بدا كشخص يوشك علي فقدان وعيه و يحارب ذلك بكل ما لديه من قوة

يبدو في حالة يرثي لها، خيوط النهار قد توضحت و الشمس علي وشك الشروق و هو قد يتأذي ... رغم الدماء التي تملأ ملابسه و تتدلي من رأسه حتي عنقه، مازال يبدو شخصاً طبيعياً و ليس وحشاً

زفرت بحنق أشتم ذاتي ، فـ علي الرغم من إدراكي انه قد يكون كائناً غريباً إلا أني مازلت أخشى أن تصيبه الشمس ... لن تصيبه فقط بل ستحرقه مثل ذاك الصندوق

  فتحت باب السيارة و خرجت منها بينما أتمسك جيداً بالحقنه بجيب معطفي

"سيدي"

همست و مسحت علي رأس ذاك الشاب فـ انتفض بفزع و انكمش علي نفسه يلصق وجهه بالباب و بين يديه كان يحتضن شئ ما بدا كـ كاميرا أو شئ من ذاك القبيل

"لا تقلق، أنا طبيبه "

همست مرة أخرى و جلست أمامه علي ركبتاي أحاول رؤية وجهه أوضح

"هل طاردك كائنات غريبه؟"

اقتربت منه بوجهي و صوتي يوشك علي الاختفاء، أخشي أن يسمعني أحدهم رغم أن الوقت مازال مُبكراً علي خروج أهالي أولسان من منازلهم

"أنا لست وحشاً"

أجابني بشرود و رفع عينيه الدامعه ينظر إلي بـ رجاء، أيخشي أن لا أصدقه؟!

"منزلي هناك"

أشرت خلفه حيث منزلي الذي يبعد عن هذا بمنزلين فـ استدار بتردد ينظر حيث أشير و أومأ بينما عينيه مازالت تراقب منزلي ، لا يوجد حل آخر لا يمكنه البقاء في العراء بهذه الحاله 

"هيا"

استقمت أنفض الغبار عن ثيابي ، و بإبتسامه لطيفه همست له  بينما أمد يدي نحوه كي يطمئن  ، و الآخر استجاب لي ليمسك بها ثم وقف من مكانه بصعوبه ليصعد معي إلي السيارة

"أختي الصغري مُتسلطه قليلاً، لذا ربما تجرحك بحديثها... فقط تجاهلها"

التفت إليه بنهاية حديثي ثم قهقهت بخفه و أوقفت السيارة بجانب المنزل

"ضع هذا علي رأسك"

خلعت معطفي و التفت إليه بكامل جسدي أساعده في إخفاء وجهه ثم خرجت من السيارة و هو لحق بي بخطوات غير متزنه و علامات الألم بادية علي وجهه

هذا الشخص لربما يكون سبب النجاه، لربما يساعدني في إيجاد الحل

دخلت المنزل و هو خلفي لأغلق الباب حينما لمحت تردده و خوفه و بمجرد أن صدر صوت إغلاق الباب، جسده انتفض و التفت نحوه

"لا تقلق... هيا اجلس علي الأريكه هناك حتي أجد ثياباً من أجلك"

أشرت له من بعيد تجاه الأريكه التي يظهر جزء منها فقط و الآخر امتثل لي ليتوجه إلي هناك بينما أنا إتجهت نحو الداخل أبحث عن هيبا

"هيبا .. هيبا أين أنتِ؟"

بحثت في المطبخ، غرفتها وكذلك الحمام لكن لا أثر لها و هذا أفزعني

End pov

-------

هيبا pov

أن تمر حياتك بمنعطفات مختلفه لهو أمر صعب التكيف معه

والدي كان متزوجاً من امرأة و أنجب منها طفله لكن بعد وفاة زوجته هو تزوج من أمي و كانت فترة قصيرة التي قضاها معها و انفصل عنها وهي حامل بي

قضيت حياتي معها هي لا أعرف شئ عن والدي... كل يوم أراها مع رجل مختلف و قد كبرت علي هذه الحال... الرجل الذي تنام معه اليوم يأتي في الغد يريدني أنا و كم كانت حياتي معها قاسيه

امرأة لا تتوقف عن الشرب و تعاطي المخدرات فحياتها لم تخلو منهما بالإضافة إلى الرجال

لم أسمح لأن أكون مثلها يوماً أو أن يستغلني أحدهم و هذا لطالما خلق بيني و بينها العديد من المشكلات

لكن مع ذلك أثناء تواجدها علي فراش الموت أنا سامحتها خاصة و أنها سمحت لي بالعوده إلي والدي

لم أصدق نفسي حينما تواصلت معه وهو أتي لإصطحابي لكنه لم يكن فارغ اليدين بل معه إبنته من زوجته الحبيبه... الفتاه التي لم يتخلي عنها بينما تركني أنا مع امرأة تنتقل من رجل لآخر دون الإكتراث لإبنتها الصغيرة و من رؤيتها لهكذا مناظر بشعه

أبي قضي معي بضعة أسابيع جعلتني أبكي من شدة السعاده و لأنني لم يُكتب لي الفرح  فقد مات بعد أسابيع من انتقالي للعيش معه و تركني مع سوشيل

الشخص الذي أمقته كونها حظيت بمحبة والدي طوال هذه السنوات علي عكسي أنا

أصبحت ميته و لم يبقي مني سوى جسدٌ يحاول التكيف مع الوجود من جديد

سوشيل أنا لا أكرهها لكن لا يمكنني أن أحبها وهي من حظيت بالإهتمام بدلاً مني

لا يمكنني النسيان ولا يمكنني الإستمرار

انا فقط عالقة لا أستطيع التراجع خطوة ولا التقدم نحو الأمام

وعكس ما أظهره أمام سوشيل أو أمام تشانسوك صديقتي فأنا في أعماقي أنتظر فارساً ينتشلني من مستنقعي هذا... أريد شخصاً كوالدي و ليس الرجال الذين اعتدت رؤيتهم حول أمي

وضعت سماعاتي وتوجهت لتناول الطعام، لم أشعر سوى بشخص يلمسني،فـ انتفضت من مكاني لأدفع ذلك الشخص

كانت سوشيل لا غيرها

لستُ آسفة، فهي من تصرفت كالجواسيس و أرعبتني

"متي أتيتِ؟"

سألتها بتفاجؤ

"للتو"

أجابتني بينما تمسح علي رسغيها لأبرر فعلتي

"لم أقصد ذلك"

لم أعطها أهمية وغادرت لغرفتي احظى بالقليل من النوم

سوشيل وكلامها عن الكائنات الغير بشرية يجعلني أود الهرب من هذا المنزل

أي عقل بشري هذا الذي سيصدق مثل هذه الترهات.

استفقت صباحاً بفعل المنبه الذي كاد يحطم طبلة أذني ،أخذت حماماً دافئاً وقمت بروتيني

ارتديت فستاناً ثقيلاً نوعاً ما فالجو اصبح بارداً مؤخرا،قمت بتسريح شعري الأسود الذي تميل بعض خصلاته إلي الاحمر و وقفت أمام مرآة زينتي

و لأن والدتي أمريكية فقد اكتسبت ملامحاً مختلفه بعض الشئ عن الملامح الآسيويه و كذلك أمتلك جفوناً مزدوجه علي عكسهم

قلم كحل رفيع سطرته فوق جفن عيني و أحمر شفاه بلون باهت يستهويني و كأنه يعكسني

سحبت معطفي الذي يوازي طول الفستان لأرش القليل من العطر كآخر لمسة في تجهيز نفسي

كدت أفتح الباب لكن صوت الطرق عليه استوقفني للحظات ،أغمضت عيناي وسرعان ما تغيرت ملامحي لأخرى باردة وفتحت الباب في وجهها

تجاهلت كلامها لأغادر فـ لدي لقاء مع صديقتي تشانسوك في نفس المقهى الذي سيؤدي بي للموت بنوبة قلبية قبل أواني

"مجدداً !"

تذمرت حين توقفنا امام ذلك المقهي لتسحبني من يدي، و كدت أضرب رأسي بـ بابه لولا سرعة بديهتي

"سنجلس على الكراسي أمام بار المقهى،كي أراه بشكل جيد"

قالت تشانسوك بإبتسامه لتدفعني حيث تحدثت

جلسنا وكالعادة طلبنا قهوة مثلجة

"الا تظنين ان.."

تحدثت فجأة بعدما أنهيت كوب القهوة خاصتي لأرفع رأسي فتوقفت عن الحديث حينما وجدتها تنظر إلى الخلف بينما تبتسم فـ التفت لأجد تشانيول معذب قلب تشانسوك ،يخرج من المطبخ المتواجد في المقهى وهو يرتدي مئزراً أسود تحته قميص أبيض بأزراره العلويه مفتوحة،حتى أن شعره كان مبعثراً قليلا

كدت أتحدث من جديد لكن صدمتي علتني حين ظهرت زوجته من خلفه ووجنتاها حمراوتان

هي حامل وبطنها برزت كثيراً رغم ذلك لم تفقد رشاقتها أو جمالها

"تشانسـ.."

التفت لها من جديد لأعاود النظر ناحية تشانيول حين رأيت عيناها تذرفان الدموع وتسمرت مكاني حين وجدتهما يتبادلان قبلة فرنسيه كأنه لا يوجد غيرهما بالمقهى

ياللقرف!

فتحت محفظتي و وضعت النقود ثم سحبت تلك الغبية خلفي لنخرج من هنا

دفعت يدي عنها بفظاظة لأرمقها بغضب واضح

"هل أنتِ غبية ! إنه متزوج وقريباً سيرزق بطفل،ماذا تودين أن تري أكثر حتى تقتنعي أنه ليس ملكك"

صرخت بنفاذ صبر في وجهها لتنزل رأسها أرضاً بإحباط

وكأني كنتُ السهم الذي أصاب الهدف

أعرف ما مرت به تشانسوك سابقاً و أعلم أيضاً أن مشاعرها نحو تشانيول كانت السبب في تخطيها المحن التي مرت بها و التخلص من عاداتها السيئه بالإضافة إلي تشجيعي لكن...

لكن مشاعرها نحوه لن تجلب لها سوي الألم، هذا الرجل هنا يعشق زوجته و جميع من يراه سوف يُدرك مدري عمق مشاعره نحوها فقط بالنظر إلي عينيه

"صدقيني،لقد حاولت كثيراً نسيانه لكني دائمة الفشل،أنا فقط أحبه و أنا من يستحقه ليس هي "

همست بنبرة مختنقه وعيناها فاضت بهما الدموع

سحبتها لي وعانقتها بقوة لتتشبث بي و أطلقت العنان لدموعها فـ ما بوسعها سوي البكاء

لا أريد أن أكون قاسية نحوها لكن لا أريد التفكير في أنها قد تعود إلي ما كانت عليه و بلا شك إذا استمرت في التعلق به بهذه الطريقه فـ سوف تصبح أسوأ مما كانت عليه حين تستوعب أنه لن يكون لها أبداً

افترقنا عند محطة الحافلات و كلاً منا توجهت إلي منزلها

وصلت للمنزل ولا أدري لما شعرت بأحد ما خلفي  فتشبثت بحقيبتي جيداً وركضت للداخل،اغلقت الباب بإحكام وانتشلت المعطف ارميه جانبا بينما سحبت هاتفي والسماعات وتوجهت لشرفة غرفة المعيشة ألقى نظرات للأسفل

دب الرعب في قلبي حين ظهر شخص يضرب باب منزل هيونا إحدي جاراتنا بقوة بينما يصرخ بألم

التفت في الأرجاء و كأنه يبحث عن شئ ما لتتقابل عيناي بخاصته فصرخت في فزع حين أظهر مصباح المنزل وجهه الدامي

جلست أرضاً أضم قدماي لصدري وأخذت أبكي أتخيل أسوأ السيناريوهات و عقلي لا يُفكر سوي في شئ واحد

أريد أختي الآن

بصعوبة هجأت كلماتي  وأرسلت لها رسالة صوتية آملة ان تاتيني بسرعة

و لأنني أجد صعوبه في النوم بهذه الأجواء المخيفه، سحبت جسدي بخوف حيث غرفة المعيشه لأنام فوق أريكتي المفضلة حيث لا يمكن لأحد رؤيتي كونها مختبئة عن بقية الأرائك و من ثم نمت فوقها بوضعيتي التي تشعرني بالراحه بحيث رأسي يتدلي من فوقها و يكاد يلامس الأرض بينما أقدامي معقودة فوق الأريكه

فتحت عيناي بصعوبة لأشعر و كأن عظامي تكسرت وللتو أدركت انني نمت عميقاً دون أن أشعر

حركت رأسي كي أعتدل فشعرت بتواجد شخص آخر لألتفت إلي جانبي

عيناي تحركتا من الأسفل للأعلى أري أقدام داميه تعود إلي رجل غريب حتي رأيت وجهه المليئ بالدماء لأصرخ و سحبت جسدي إلي جانب الأريكه أبتعد عنه

"هيبا .. هيبا اهدأي"

وجدت نفسي فجأة بين أحضان سوشيل التي تحاول تهدأتي لأتوقف عن الصراخ بينما جسدي يرتجف و عيناي ترمقان هذا الغريب بخوف

رغم مظهره المخيف من الخارج بتلك الدماء التي تملأ جسده و خاصة وجهه إلا أنه بدا مثيراً للشفقه مع تلك الدموع التي تسيل علي وجنتيه بهدوء و لا يصدر عنه أي رد فعل يُذكر

"مـ من هذا؟"

أشرت نحوه بتلعثم و سوشيل إبتعدت عني لتجلس بجانب ذاك الشاب و كأنه ليس لديها مشكله من تواجده

"إسمك؟"

سألته بإبتسامه  فـ التفت ينظر إليها قليلاً قبل أن يُجيبها

"بيكـ بيكهيون، بيون بيكهيون "

"حسناً هيبا  ... هذا بيون بيكهيون ... بيكهيون هذه هيبا أختي الصغري"

أشارت علي كلاً منا بينما تُفصح عن هويته للآخر، و كلانا تبادل نظرات فارغه تجاه بعض ثم أعدنا النظر إليها

"أعتقد... ربما ملابس والدي مناسبة لك بما أنه كان يمتلك بنية أضخم من خاصتك"

مهلاً ماذا؟!

" لا تقولي أنكِ ستُعطين ملابس والدنا لهذا الـ.... شئ"

صحت بحده رافضة تماماً لهذه الفكره و خوفي منذ قليل قد تلاشي فهي لا يمكنها أن تفعل ذلك و بالنهاية لم أتلقي منها سوي التجاهل حينما دخلت غرفة والدي لتحضر ملابس لهذا البيكهيون

"ما الذي حدث لك؟ "

سألته بوقاحه و رفعت حاجباي لكن نظراته تجاهي مازالت بارده لا توحي بأي شئ

" تلك الغرفه هناك، ستجد الملابس فوق السرير... احصل علي حمام دافئ و ارتديها"

وقف من مكانه و اتجه حيث أشارت له سوشيل تحت نظراتها الحذرة لتلتفت لي بعدما دخل الغرفه و أغلق الباب

"يجب أن أعود إلي المختبر مرة أخرى، لن أتأخر...  من الأفضل أن تبقي بغرفتك حتي عودتي و لا تخرجي من هناك... و احتفظي بهذه ربما تحتاجينها، هي سوف تُخدره "

تحدثت بسرعه و مدت يدها تضع حقنة ما بـ يدي فـ عقدت حاجباي لأنه من المستحيل أنها تريدني أن أبقي مع هذا الشئ... أردتها أن تأتي لحمايتي لا أن تضعني داخل جُحر الأسد

"أنتِ لن تتركيني مع هذا الشئ وحدنا... ماذا لو التهمني؟ "

" التهمك؟ أفيقي هيبا نحن لسنا أطفال لكي نصدق بوجود الوحوش... هو رجل طبيعي "

بسخريه رددت أقوالي السابقه لها مُسببة لي الإحراج فتحمحمت أدير وجهي بعيداً عنها

"أنتِ مثل الجميع، جميعكم تدركون أنني لست كاذبه لكن ضعفكم هو ما يدفعكم لمهاجمتي"

"أنا لا أصدقك، لكنني لن أبقي مع هذا الشئ بمنزل واحد "

بـ ثقه مُصطنعه تحدثت و ابتعدت عن الأريكه لأقف مقابلة لها

"من الأفضل أن لا تتحدثي  معه فـ يبدو أن عقله لا يعمل بصورة جيده في الوقت الحالي و تحركاته تُثبت ذلك و من الأفضل أن تستمعي لي و تبقي بغرفتك حتي عودتي و أغلقيها جيداً "

مرة أخري تجاهلت حديثي تُملي عليّ أوامرها و ربتت علي كتفي بهدوء لتسحب بعدها مفتاح سيارتها

" إلي الغرفة الآن "

أمرتني بجديه لأرفع حاجباي بعدم تصديق لكنها كانت أكثر من جاده لذلك ضربت الأرض بأقدامي بإنزعاج وتوجهت نحو الغرفة و كانت ثواني حتي سمعت صوت إغلاق باب المنزل

هي غبيه... لا وجود لهكذا كائنات، لن أصدقها أبداً

أخرجت الهاتف ألعب به حتي مر الكثير من الوقت و معدتي قد بدأت تُصدر أصواتاً دلالة علي الجوع

" لا وجود لكائنات غريبه أو مصاصي دماء "

تمتمت  بعد ما يقارب ساعه و بضعة دقائق من التفكير لأسحب جسدي عن السرير بملل و مُتناقضه تماماً مع حديثي ، سحبت  الحقنه التي تركتها  سوشيل معي، ثم خرجت من الغرفه... ربما أحتاجها

أخرجت رأسي أولاً أنظر يميناً و يساراً أتأكد من عدم تواجده في الأرجاء، و حينما لمحت باب الغرفه التي دخلها سابقاً مُغلقاً، تنفست براحه و توجهت إلي الخارج أسير بظهري و عيناي مُعلّقه علي ذاك الباب بترقب

"اعااا، أفزعتني يا هذا"

صرخت بفزع حينما خطوت علي أقدام بيكهيون الجالس علي الأريكه و بنظرات فارغه رمقني ثم نظر أمامه بهدوء

"أووه"

همست بخفوت و إنحنيت أنظر إلي وجهه بأعين مُتسعه و وجهي يكاد يلتصق بخاصته

"أ.. أنت تبدو غريب.."

هو وسيم

"أقصد مختلف عن... هل تريد تناول شئ ما؟ "

اعتدلت بسرعه حينما لمحت إبتسامته الجانبيه و اقتربت من المطبخ بخطوات مبعثرة خجلةً من تفكيري

ليس ذنبي فهو وسيم، أعني مظهره يختلف تماماً عن المنظر المخيف الذي أتي به سابقاً فلم أتوقع أن خلف هذه الدماء ملامحاً رجوليه تميل إلي اللطف

"أنا فقط خرجت من الغرفه لأنني جائعه و لم أتناول شئ منذ أن استيقظت لذا..."

بررت بخجل و يداي انشغلتا بتحضير البيض لذا وضعت الحقنه فوق الطاولة الخاصة بالطعام

" هل ستبقي هنا لوقت طويل؟ أليس لديك منزل أو عائلة؟"

سألته بإنزعاج و لم أتلقي رد لأتنهد بضيق... لا أحب التواجد بالقرب من الرجال و خاصة الغرباء منهم

"ألا تعتقد أنه يجب أن... "

صحت بصوتٍ عالٍ لأصمت و عيناي اتسعتا حينما شعرت بأنفاسٍ بارده تضرب بعنقي جمدت أطرافي

"أن تُجيب حينما يتحدث معك شخص ما"

أكملت بخفوت و تركت المقلاه بتردد ثم استدرت ببطئ و ابتلعت ريقي بخوف

دموعي نزلت بـتلقائيه حين رأيته بذلك المنظر عيناه حمراوتان وما أكمل عليّ كانت ابتسامته التي اظهرت أنياباً على الطرفين

هل هي النهاية!

يده أخذت تتحسس خصري ببطئ و لم أشعر سوى بيده تدفعني نحوه بخشونة

راقبني بعينيه وهو يمرر لسانه على اطراف أسنانه العلويه وبيده عبث بأزرار قميصي قبل أن يزيحه عن كتفي لأبكي بصمت فـ عينيه تمركزت نحو عُنقي و لست غبيه كي لا أدرك غايته

اغمضت عيناي بقوة مرحبة بالموت بأبشع طريقة في الوجود، و بعد ثواني سمعت همسه تلاه التصاقه بي

"أنتِ ملكي"

End pov

To be continued...

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top