18

Start

سيهون pov

رؤيتها هادئة تجاه الأمر يقتلني ببطئ

لو أنها تتحدث و تصرخ بوجهي علي الأقل حينها سـ أحاول التبرير لكنها لا تفعل

لا تفعل و كذلك أسلوبها معي أصبح أكثر لُطفاً... بموقف آخر ربما كنت سأقول أنها بدأت تقع لي لكن في هذا الموقف تصرفاتها تُخيفني ليس أكثر

"سوشيل"

استوقفتها قبل أن تخرج من الغرفة لأسمع همهمتها و كي أكون صريحاً...ندمت على ذلك

مازلت خائفاً من ردة فعلها حين تُدرك أنني كنت علي علم بمخبأ تلك الكائنات حين كانوا لايزالون العشرات منهم فقط و بالرغم من ذلك لم أُبلّغ عن المكان حتي الآن و لم أتخلص منهم

التفت إليها لأراها تنتفض بفزع و تراجعت خوفاً مني

"سوشيل"

اقتربت منها ببطئ فـ تراجعت هي مرة أخرى و كادت تهرب مني لذا سحبتها سريعاً مُحاصراً إياها ضد الحائط كي لا تهرب

"هذا ما أنا عليه"

همست لها، و عينيها المُتسعتين تبادلت الأنظار ما بين شفتاي و عيناي كأنها تتأكد من حقيقتي أكثر

يدها ارتفعت نحوي.. تحديداً عيناي لأُغلقهما مُنتظراً أن تلمسهما لكنها لم تفعل رغم شعوري بأناملها قريبة من جفوني

" نسيت أن أطلب الطعام فـ بيكهيون و هيبا لم يُحضرا شيئاً "

دفعت ذراعي و ركضت إلى الخارج لا تترك لي المجال للحديث فـ زفرت بضيق و عُدت نحو السرير أحاول الإتصال بالبروفيسور لعله يُجيب هذه المره

لكن هاتفه مازال مُغلقاً

End pov

-----------

بغرفة المعيشه حيث تجلس تشانسوك و هيبا تتبادلان أطراف الحديث بهمسات خافته

كان كلاً من بيكهيون و 'اي ان' مشغولين بالرسم إلي أن خرج تشانيول من الحمام

"احتضن جسدي بسرعه"

بيكهيون همس إلي 'اي ان' ليعقد الآخر حاجبيه بعدم فهم فـ سحب بيكهيون ذراع الصغير يجعله يُحيط كتفه و تزامن ذلك مع وقوف تشانيول أمامه ليرفع بيكهيون عينيه نحوه و رمش ببراءة هامساً

"تذكر أن' اي ان' بجانبي و قد تؤذيه إذا لمستني"

"كن رجلاً و واجهني "

راقص حاجبيه بإستفزاز فـ قفز بيكهيون من مكانه و سحب نفساً عميقاً ينفخ صدره و اقترب يلتصق بصدر تشانيول ليُصبح فارق الطول بينهما واضحاً

"و لأنني رجل فأنا لا أرغب بقتلك"

"أوووه حقاً"

تشانيول قهقه ساخراً و بسبابته ضرب رأس بيكهيون ليعود خطوة إلى الخلف

"لا تستفزني..."

"و إذا فعلت؟"

اقترب خطوة من بيكهيون فـ التفت بيكهيون نحو تشانسوك و سحب نفساً عميقاً ثم أعاد نظراته إلى تشانيول و هو يجلس بجانب 'اي ان'

" لن أفعل شيئاً... لن أدخل معك في عراك أنت الخاسر به و لا أريد أن أؤذيك من أجل تشانسوك كى لا تحزن من أجلك لذا يجب أن تكون شاكراً لها"

هز رأسه بنهاية حديثه ثم أمسك بالقلم يعود للرسم فـ رفع تشانيول عينيه نحو تشانسوك التي بادلته النظرات للحظات

كانت نظرتها هادئه و أعينها لامعة جعلت من تشانيول يرتبك فـ ضرب فخذ بيكهيون بقوة جعلته يصرخ بألم ثم اتجه بعدها إلى الداخل حيث يجلس سيهون

" هل لازلت تشعر بالتعب؟"

سيهون رفع رأسه نحوه ينظر إليه قليلاً ثم هز رأسه بالنفي

"لا... علي الأقل توقف النزيف"

تشانيول همهم بتفهم و اقترب يجلس بجانبه بهدوء فـ تنهد كلاهما

" هل هناك خطب ما؟"

همس بخفوت و زحف بجسده الي الخلف ليفعل تشانيول المثل ثم همهم

" أنا أُفكر... ما الذي قد يجعل شخصاً يتقبل كونه وحشاً؟"

التفت نحو سيهون نهاية حديثه ليميل برأسه بتفكير

" ماذا لو كان بيكهيون بصفهم؟ هل كُنا لنصبح نحن الميتين الآن؟"

سيهون عقد حاجبيه لتساؤلات تشانيول و شرد بالفراغ يُفكر فيما قاله... ربما لم يلحظ ذلك و تشانيول بنفسه لم يلحظ أنه لم يتلقي إجابة و فقط شرد في الفراغ غارقاً بتفكيره

أفاقهما صوت طرق خفيف على الباب ثم ظهرت من خلفه تشانسوك قائلة بهدوء

" الطعام قد وصل "

سيهون أومأ إليها في حين تجاهل تشانيول النظر نحوها و خرج يمر بجانبها و كأنها غير موجوده

اجتمعوا جميعاً بغرفة المعيشه يتناولون الطعام في هدوء عدا صوت همسات خافته تصدر من حين لآخر صادرة عن بيكهيون و 'اي ان'

"أين أنام؟"

تشانسوك انتهت من تناول الطعام أولاً و تثاءبت تتسائل بنعاس ليلتفت سيهون برأسه نحوها

"يمكنكم البقاء بغرفة النوم و تشانيول سينام معكم لكن علي الأرض بجوار الشرفة تحسباً لدخول أحد المتحولين بواسطتها"

"و لم أنا؟"

عقد حاجبيه بإنزعاج ليتنهد سيهون

" لأنك طويل على أن تنام علي الأريكة هذه و بيكهيون لن أتركه ينام بنفس المكان مع هيبا"

بيكهيون جفل حين نُطق إسمه ليستقيم بظهره

" لم الجميع يتحدث عني و كأنني منحرف؟ "

تلقي التجاهل حين التفت سيهون نحو سوشيل يوجه حديثه إليها

"السرير واسع و هناك أريكتين بالداخل، أعتقد هذا كافٍ لكن إذا أردتم فـ يُمكننا إدخال اريكة أخري أو ليأتي أحدكم للنوم هنا"

سوشيل هزت رأسها بإيماءة خفيفه و تلفتت حولها

" لكن... ألن تكون الأريكة مُتعبة لك؟"

"انسي أمري الآن"

عقدت حاجبيها لإجابته ثم دفعت الطبق من أمامها لتتجه إلي الحمام كي تغسل يديها

" هل حدث بينكما شيئ؟ "

هيبا سألت بتفاجؤ فـ تنهد سيهون بينما بيكهيون أخفض رأسه يحاول تجنب الإستماع إلى أفكار سيهون

" سوشيل "

سيهون استوقفها قبل أن تدخل غُرفة النوم فـ تجاهلته و دخلت لتصفع الباب خلفها

"اووه يبدو أن شيئاً قد حدث"

تمتمت هيبا بخفوت و هي تُحرك عينيها بين البقية حتي التقت بأعين بيكهيون الذي ابتسم لها بإتساع لتحشر الطعام بفمها و أخفضت رأسها حتي غطي شعرها على وجهها

"حسناً"

انتفضوا جميعاً حين فُتح باب الغُرفة و صوت سوشيل العالى جذب انتباههم ليلتفتوا نحوها بتفاجؤ بينما سيهون ابتلع ريقه بتوتر

"دعنا نتحدث عن الأمر، لكن أنا من سيطرح الأسئلة و أنت عليك أن تُجيب فقط"

أشارت إليه بتحذير ليومئ بتردد فـ تبادل تشانيول و بيكهيون النظرات بصدمه

"هـ هل نترك لكما... مساحة للتحدث؟"

بيكهيون سأل بتلعثم لكنه لم يتلقى رداً

"متى حدث ذلك سيهون؟"

طرحت سؤالها الأول لترفع هيبا حاجبيها بتفاجؤ و التفتت نحو تشانسوك التي رفعت كتفيها بعدم فهم

" ربما منذ البدايه"

"و لكن كـ... كيف حدث ذلك؟ أنت كنت دائماً بجانبي و لم ألحظ أي تغيير بك سوي مؤخراً، أنت متى تمكنت من السيطرة على نفسك و... "

مسدت جبينها بتوتر تطرح السؤال تلو الآخر، أسئلة هي بنفسها لا تعلم من أين ظهرت؟

الأسئلة بدأت تخرج تلقائياً من ثُغرها رغم عدم رغبتها في التحدث كثيراً حول الأمر فـ كلما زاد النقاش حوله كلما زاد توترها و خوفها

" بعد وفاة والداي "

أجابها بهدوء و أشاح بوجهه بعيداً عنها فـ عقدت حاجبيها بإستغراب

"تلك الفترة التي اختفيت بها..."

أغمض عينيه و سحب نفساً عميقاً ثم عاد يفتحهما

"بداية كانت بسبب حُزني علي فراقهما لكن.... بعد ذلك حدث الأمر و.. و كان عليّ الاختفاء عن الأنظار لبعض الوقت"

بيكهيون و تشانيول راقبا سوشيل بحذر ينتظران رد فعلها لكنها كانت هادئه... التوتر يبدو عليها لكن لا يوجد أي علامات للإنفعال

"ماذا يحدث؟"

هيبا ضربت قدم بيكهيون بخفه فـ التفت إليها ينظر نحوها قليلاً ثم أشار إليها بالصمت لتضم شفتيها مُكتفية بالمُراقبة بصمت كما صديقتها

"لكنك لطالما كنت حذراً..."

سوشيل همست بخفوت لتهز رأسها إلى الجانبين

" انـ.. انسي الأمر ،لا داعي لـ..."

"والداي تحولا إلي زومبي"

قاطعها بهدوء فـ اتسعت عينيها بصدمه كما هيبا، تشانسوك و 'اي ان'

"سيهون.."

"لقد رأيت شخص ما يسير أمام الزومبي و يوجههم نحو منطقة مُعينه كل يوم قبل شروق الشمس لذا أنا اتخذت قراري ذات يوم و ذهبت خلفهم... "

" حسناً، يكفي إلى هنا"

سوشيل قاطعته بضيق و تراجعت بخطواتها إلى الخلف فـ أكمل سيهون و كأنها لم تمنعه

" نسيت كل شيئ حين رأيتهما أمامي بين مجموعة من الزومبي، لقد غفلت عن حقيقة أنني دخلت جحر الوحش...و حينها تعرضت للهجوم "

" إذاً... "

هيبا رفعت حاجبيها بتفاجؤ و هي ترمق سيهون من الأعلى إلى الأسفل بعدم تصديق

"أنت مصاص دماء؟"

همهم و عينيه لم تبتعدا عن ظهر سوشيل التي ضمت قبضتيها بقوة

" لقد قتلت... "

" سيهون "

التفتت نحوه تُقاطعه بصراخ غاضب ليتنهد

" ضحيتي الأولي قتلتها بالفعل "

عقدت حاجبيها بضيق و أشاحت بوجهها بعيداً عنه

" كانت طالبة.. فتاة صغيره"

زفرت بحنق و اقتربت منهم ليقف سيهون من مكانه فـ أشارت إليه بصراخ

" ما خطبك؟ لقد أوقفتك عن التحدث ، أخبرتك أنني لا أهتم للتفاصيل فلماذا تتحدث بأمور و كأنك... "

التقطت أنفاسها بغضب ثم مدت يدها نحوه تضرب صدره بظاهر كفها بحركة سريعه

" و كأنك تُريد ازعاجي"

"أنتِ من بدأتِ الحديث"

أجابها بهدوء لتعقد حاجبيها

"هذا لأنك لم تتوقف عن ازعاجي... سيهون أنت تحولت بكل وضوح أمامي، لقد رأيت أعينك الحمراء و أنيابك... أنت من أردت أن نتحدث عن الأمر لكنك فضّلت أن تكون البداية من جانبي أنا و ها أنا حققت رغبتك لكنني قُلت بأنني من سيطرح الأسئلة فلماذا تُخبرني بما لا أرغب بسماعه؟ "

أعين المتواجدين كانت تتحرك تارة نحو سيهون و تارة أخري نحو سوشيل

أحدهما بارد و الآخر وصل إلي قمة غضبه لكن كلاهما اشترك في نقطة واحده و هي أنهما كرها التحدث عن الأمر رغم فضول سيهون نحو ردة فعل سوشيل، و فضول سوشيل نحو كل ما مر به سيهون

" أنتِ من تجاهلتي التحدث عن الأمر و هذا كان مُزعجاً بالنسبة لي، بدأت تتعاملين بلطف أكثر من المُعتاد و هذا كان يقتلني ببطئ"

"أيها الأحمق أنا تعاملت بلطف لأنني كنت قلقة بشأنك، كنت خائفه أن أخسرك و لم أهتم لأمر تحولك بقدر اهتمامي بصحتك التي تدهورت فجأة و أنا لا أعلم كيف من المفترض أن أتعامل مع متحول ينزف الدماء دون توقف و كأنه علي وشك أن يموت "

بيكهيون رفع طرف شفتيه بعدم فهم ليميل نحو هيبا هامساً

" لماذا يتشاجران الآن؟ "

" اعتادا أن يكونا أحمقين.. لا تهتم "

همست و أعينها تُراقب ذاك الشجار الغريب ما بين سيهون و سوشيل و الذي لم يعلم أي من المتواجدين ما سببه... هل هو غضب أم قلق؟!

" و من أين لي أن أعرف؟ أنتِ تجاهلتي التحدث حول الأمر... و كذلك الآن أنتِ مازلتي تتجاهلين التعليق حول قتلي لفتاة صغيره "

" أنت متحول سيهون و لقد مررت بمرحلة التحول الأول و الذي بالطبع يعني وجود ضحية.. لماذا أتعامل مع الأمر و كأن هناك اختلاف إذا كانت الضحية طفل أو عجوز، ليس و كأن الجميع محظوظ مثل هيبا التي وجدت من يُنقذها "

" لكنني قتلت طالبة بريئه "

" لم تكن بوعيك... هذا لم يكن مقصوداً "

تشانيول حك مؤخرة رأسه بعدم فهم ثم حرك عينيه نحو تشانسوك ليقترب منها هامساً بجانب أذنها

" هيا لتتناولي دوائك كي تنامي "

همهمت إليه و سارت معه نحو غرفة النوم غير مُهتمين لذاك الشجار

" سيهون.. "

سوشيل تنهدت بتعب و هي تشعر بحُرقة بـ حنجرتها اثر صراخها المتواصل

"ماذا تريد الآن؟"

أغلق عينيه للحظات يُهدئ نفسه و سحب نفساً عميقاً ثم زفره ليجلس بمكانه و أشار إليها أن تجلس أمامه فـ فعلت

" لنتحدث بهدوء... و رجاءً دون تجاهل لأي شيئ أقوله لأن هذا يُزعجني"

همهمت بالموافقه و عقدت ذراعيها نحو صدرها تستند بظهرها إلى الخلف ضد مسند الأريكه ليجلس بجانبها 'اي ان' مُحتضناً خصرها و استقر برأسه فوق كتفها بينما بيكهيون جلس بجانب سيهون و علي الأريكة المجاورة جلست هيبا وحدها

" أنت تحولت أثناء مراقبتك لشخص يقوم بجمع الزومبي في مكان معين كل ليله قبل شروق الشمس و بهذه الطريقه تحولت بسبب مهاجمة أحد مصاصي الدماء لك... لقد فهمت ذلك"

كانت تُشير بكفيها بعشوائية و هي تشرح الأمر بتوتر ليومئ سيهون برأسه

" هل لذلك صرخت علي بيكهيون حين قتل مصاصي الدماء اللذين هاجمونا بمنزلك؟... أنت خشيت أن يكون مصير والديك مثلهم، أليس كذلك؟ "

تسائلت بتفكير ليرفع عينيه نحوها سريعاً ثم همهم بتردد

" فقط... لماذا لم تُخبرني؟"

هسهست بإنزعاج ليزفر سيهون بضيق

"لأنني أحبك سوشيل "

تسارعت نبضات قلبها حين اعترف بنبرته الهادئه و مع اعترافه بيكهيون أعينه اتسعت بإعجاب يُصدر 'اوه' خافته غير مسموعه

"أنتِ لم تُعجبي بي أبداً لكنكِ لطالما وثقتِ بي و تعاملتي معي كـ شخص مهم، و أنا منذ أن خسرت والداي و لم يعد لدي أي شخص بهذه الحياة سواكِ أنتِ... لا.. لا يُمكنني رؤيتك تبتعدين عني لأنكِ خائفة مني أو لأنكِ كرهتي تصرفاً قمت به دون قصد"

مُقلتي سوشيل اهتزتا بتوتر حين شعرت بطرق عنيف ضد صدرها و أنفاسها اضطربت عند التقاء عينيها مع خاصتي سيهون لتُشيح بنظراتها بعيداً عنه

" أردت علي الأقل أن أحتفظ بمكانتي كـ صديق تثقين به "

" هل لك علاقة بما حدث؟"

هز رأسه ينفي سريعاً

" أتعرف الشخص المُتسبب في ذلك أو شاركته بطريقة ما فيما يفعل؟"

طرحت سؤالاً آخر ليُحرك عينيه بصورة دائريه قبل أن ينفي ذلك

"إذاً لماذا تعتقد أنني سوف أكرهك أو تهتز مكانتك لدي أيها السافل؟ "

هسهست من بين أسنانها و هي تُلقي الوسادة نحوه ليضحك 'اي ان' بخفه و مسح برأسه ضد كتفها بلطف

" لأنني أعرف بمكانهم "

سيهون نطق بتوتر لتعقد سوشيل حاجبيها

"المكان الذي يتجمعون به جميعاً كل ليله... لكنني لم أُبلّغ بشأنهم و لم أتخلص منهم حين سنحت لي الفرصه"

"اووه"

هيبا همست بتفاجؤ فـ التفتوا نحوها جميعاً لتضم شفتيها بإحراج فـ أعادت سوشيل عينيها نحو سيهون

" لقد ساعدت بطريقة غير مُباشره في جعلهم يتزايدون"

سوشيل صرخت فجأة جاعلة من بيكهيون و هيبا ينتفضان بفزع بينما 'اي ان' ابتعد عنها و هو ينظر إليها بخوف لتُكمل بهدوء

"هذا ما كنت سأقوله سابقاً"

سوشيل ابتسمت ببلاهه لتقلب هيبا عينيها و تنفست براحه

"لكن بعد كل ما مررنا به و بعد رؤيتهم يقتلون جايون... أعتقد أن هذا أفضل شيئ فعلته أنت، ربما كانوا سيقتلون جميع المُتحولين للتخلص منهم او سيتم استغلالهم لتجارب و أبحاث غريبه، و لن يهتم الكثيرين لإيجاد علاجهم "

همست بتفكير ثم تنهدت

" من الجيد أنني لم أعرف بهذا الأمر سوي الآن... لأنني حينها كنت سأتخذ قراراً مُتسرعاً و أبلّغ عن ذاك المكان "

" هذا لأنكِ غبية و مُتسرعه "

هيبا هسهست و عقدت ذراعيها إلى صدرها بلا مُبالاة لتتلقي نظرات فارغه من سوشيل

" فقط لأفهم... لماذا لم تتحدثا بهدوء منذ البدايه بدلاً من الصراخ بكلمات عشوائية لا داعي لها؟ "

رفعت طرف شفتيها بسخرية منهما ليتبادل سيهون و سوشيل النظرات بإحراج ثم تحمحما حين وافقها بيكهيون

"إنها محقه... بدوتما.."

التزم الصمت عندما التفت إليه سيهون فـ وقفت هيبا من مكانها تُكمل حديث بيكهيون

" بدوتما أحمقين...ثنائي غريب الأطوار، تليقان ببعضكما "

قلبت عينيها بملل و مدت يدها نحو 'اي ان' ليُمسكها ثم اتجه كلاهما نحو غرفة النوم

"أ.. أنا أيضاً سوف أنام "

بيكهيون انسحب بظهره نحو الخلف لينام فوق إحدي الأرائك في حين سيهون و سوشيل بقيا بمكانهما يتبادلان النظرات بهدوء

" لم أتوقع ردة فعل كهذه "

همس بصدق و قهقه بعدها لتبتسم سوشيل بإحراج

" هل أُخبرك الحقيقه؟"

همهم لتتنهد سوشيل ثم رفعت عينيها نحوه ببطئ

" لقد شعرت بالراحة حين اكتشفت أنك مُتحول... هذا بالنسبة لي أفضل من كونك المُتسبب فيما يحدث"

ضمت شفتيها بتردد حين ترك سيهون مكانه و اقترب ليجلس بجانبها

"كنت خائفة أن يخيب ظني بك.."

استدارت إليه لتُكمل

"لم أرغب أن تتدمر صورتك المثالية أمامي أبداً... لا تعلم كم هي مهمة بالنسبة لي "

قهقه بخفه و مد يده نحو خاصتها ليُداعب قبضتها المُغلقة بسبابته بلطف

"أتعرفين كم أكره مثاليتي هذه التي تتحدثين عنها؟"

همس بخفوت و رأسه يميل نحوها فـ همست هي الأخرى بإبتسامه

" أتعرف كم أحب مثاليتك هذه؟ "

رفع عينيه نحو خاصتيها و اقترب نحوها أكثر حتي أصبح قادراً علي الشعور بإضطراب أنفاسها التي تضرب وجهه بنعومه

"أشعر أحياناً أنها الحاجز بيني و بينك "

تنهد و هو يميل برأسه نحوها أكثر حتي تلامست شفاههما بسطحية لتُغلق سوشيل عينيها بقوة لكن صوت شخير بيكهيون الذي تعالي فجأة أفاقهما ليبتعدا عن بعضهما بتوتر و هما ينظران نحوه

"سـ سوف أذهب للنوم"

تحدثت علي عجل و هي تنسحب نحو غرفة النوم ليزفر سيهون و التفت يرمق بيكهيون بحنق ثم ألقي نحوه الوسادة بإنزعاج

"مزعج"

________________

اليوم التالي... سيهون كان يسير بخطوات بطيئة بجانب دونغهي حيث كان يُعطيه نظرة مُفصلة حول الفندق

" الغُرف واسعة و جيده كما رأيت و لدينا ما يكفي حاجتنا من الطعام و الشراب"

"فندقك رائع.. لكن تعرف هذا ليس الوقت المُناسب للترويج"

سيهون التفت يستند بيده علي السور خلفه و أخفض رأسه ينظر إلى الأسفل حيث يظهر له الأدوار الأخرى وحتى ساحة الاستقبال في الدور الأول

" سابقاً حين تحدثت أنت و سوشيل عن وجود كائنات غير طبيعيه راودتني فكرة... ربما حينها كانت تبدو طفولية لذا لم أرغب بإخبار الآخرين بشأنها لكن أعتقد أن هذا الوقت المناسب للإفصاح عنها"

"أي فكرة تلك؟"

أمال برأسه يتسائل فـ التفت دونغهي يستند علي السور بيديه هو الآخر

" لقد جهزت الفندق بأحدث وسائل الحمايه بحجة عدم السرقه لكنني في الواقع فعلت ذلك كي لا يتمكن أحد تلك الكائنات الغريبه من الدخول الي الفندق و ليبقى منطقة آمنه "

شرح بهدوء فـ همهم سيهون يحثه علي أن يُكمل

" كما تري... الفندق خاصتي قد يكون هو المكان الوحيد بالمنطقة بأكملها الذي لم يتعرض للهجوم... "

اقترب من سيهون قليلاً ليهمس

" الأسوار المُحيطه بالفندق لا يمكنك تخطيها لأن الكهرباء المُتصلة بها سوف تسحقك بلحظة واحده و بالطبع يتم توصيلها مع غروب الشمس "

سيهون رفع حاجبيه بإنبهار و التفت نحو دونغهي ليتكئ بمرفقه علي السور

" متى فعلت كل ذلك؟ "

" لم تكن الوحيد الذي يعمل"

رفع كتفيه بغرور ليضحك سيهون بخفه

" إذاً كيف أساعدك؟ "

" لديك دور هام في هذه القضيه و بعد الأحداث الأخيره سيكون لكلمتك أهمية كبري... لذا أريد منك أن تحصل على الإذن لنقل سكان أولسان الذين لم يُصابوا بعد إلى فُندقي... و أيضاً أن تحصل على المساعده في فحصهم قبل الدخول الي الفندق كي لا يدخل أي شخص يُشكل خطراً على بقية السُكان "

" دونغهي "

سيهون ضيّق عينيه بشك ليضحك دونغهي

" لا تقلق، هذا مجاني... أريد أن أكون شخصاً جيداً "

" أنت جيد بالفعل "

سيهون احتضن عنق الآخر يسحبه نحوه مُبعثراً شعره ليضحك دونغهي بصخب محاولاً التحرر منه

مر بعض الوقت ليترك سيهون صديقه مُتجهاً إلي الجناح الخاص بهم و حين فتح الباب تم سحبه نحو غرفة النوم بواسطة سوشيل 

" ما الأمر؟ "

سأل بإستغراب حين أغلقت الباب و التفتت إليه تعقد اناملها سوياً بتوتر و عبوس يحتل شفتيها

"المُختبر... لـ لقد انفجر، البروفيسور كان متواجداً مع مُتخصص يقومان بتجربة اللقاح الذي سلمناه إليه "

شهقت باكيه ليعقد سيهون حاجبيه و اقترب يحتضنها بلطف

"التجربة فشلت و البروفيسور جونغ هون بحالة سيئه "

نطقت من بين شهقاتها ليُغلق سيهون عينيه و هو يُربت على رأسها

" لا بأس... سوف نجد الحل "

" و هيبا؟... هي لن تُسامحني إذا علمت بما حدث للبروفيسور"

غمغمت ببكاء فـ دفعها سيهون قليلاً ليهمس بينما يمسح دموعها

" إنه عملنا سوشيل... جميعنا مُعرضون للخطر و هيبا تعرف هذا جيداً.."

تنهد ليتجه نحو السرير و هو يُمسك بيدها ثم جلس على طرفه جاعلاً منها تجلس بجانبه

"في الوقت الحالي لن نُخبرها بشيئ و من الأفضل أن نُركز علي عملنا... يبدو أن الأمر سيستغرق طويلاً"

همهمت بالموافقة و رفعت يديها تمسح على وجهها بعشوائيه بينما سيهون أخرج هاتفه من جيبه يتصل على هاتف البروفيسور

"مازال مُغلقاً"

تمتم بخفوت ليلتفت برأسه نحو سوشيل

" من أخبرك بأمر البروفيسور؟ "

" جيبوم "

أجابته بصوت مبحوح اثر بكائها ليعقد سيهون حاجبيه 

" هناك أمر مهم يجب أن أتحدث مع جيبوم بشأنه... سوف أغادر الآن"

وقف من مكانه يتجهز للمُغادرة فـ لحقت به سوشيل تُمسك بيده

" لكن جسدك مازال ضعيفاً"

"لا، لا... لقد تحسنت بالفعل، لا تقلقي "

ربت علي يدها بإبتسامة و سحب مُفتاح سيارته ليُغادر بعدها

بينما بغرفة المعيشه حيث تجلس هيبا علي الأريكة بصورة عكسيه تعقد قدميها فوق الأريكة، رأسها يُلامس الأرض و السماعات بأذنيها مُتصلة بهاتف تشانسوك... بيكهيون كان يجلس بجانبها علي نفس الأريكة و لكن يلتصق بالطرف الآخر منها

على الأرض يجلس كلاً من 'اي ان' و تشانيول، و تشانسوك تجلس على الأريكة المجاورة لهما

" لماذا تبدو أذناي كبيرتين هكذا؟ "

تشانيول سأل بتفاجؤ ليضحك 'اي ان' بطفولية و هو ينظر إلي رسمته التي لم تنتهي بعد

"إنها تبدو صغيرة و مُرتفعه، لكن لا أعرف كيف أقوم بضبطها"

عبس بتفكير ليحتضنه تشانيول من الجانب و استند بظهره ضد الأريكة خلفه 

" لنُشاهد التلفاز أفضل"

'اي ان' أومأ إليه ثم التفت نحو تشانسوك الشارده قائلاً

"اجلسي بجانبي هنا "

أشار علي جانبه الآخر لتنظر تشانسوك نحو تشانيول بضعة لحظات ثم هزت رأسها بالنفي

"أنا مُتعبه.. سأنام قليلاً"

انسحبت من هناك مُتجهة إلي غرفة النوم فـ اقتربت سوشيل التي خرجت من الغرفة لتوها لتجلس هي بجانبه

"ماذا تريد أن تُشاهد صغيري؟"

سألته بإبتسامة مُتسعه نجحت بتصنعها ليبتسم و سحب منها جهاز التحكم يقلب بين القنوات في حين تشانيول التفت برأسه نحو باب غرفة النوم

بيكهيون كان يجلس فوق الأريكة حيث تعقد هيبا قدميها و هناك مسافة بينهما حيث التصق كلاً منهما بطرف الأريكه

كان يجلس بجانبيه بحيث يُعطي هيبا وجهه، و قدميه يضمهما نحو صدره و هو يُراقبها بإبتسامة يُفكر فيما حدث

يستعيد ذكرياته معها منذ التقيا للمرة الأولي و مع كل ذكرى ابتسامته كانت تتسع أكثر

تحمحم و حرك جسده نحوها لتنتفض حين شعرت بالأريكة تنخفض من جانبها فـ اعتدلت بسرعة و هي تبتسم بإرتباك

"ما.. ماذا تفعل؟"

همست بتلعثم و الهاتف مع السماعات وضعتهما علي الأريكة المجاورة لها ليميل بيكهيون برأسه نحوها و هو يعتدل بجلسته

" لقد طلبت مواعدتك كي نتقرب ليس لتقومي بتجاهلي"

هو كان يقصد أن يهمس لكن صوته كان مسموعاً للآخرين الذين التفتوا نحوهما بتفاجؤ فـ اتسعت أعين هيبا بخجل

" تتواعدان؟"

سوشيل رمشت عدة مرات غير مستوعبه لما سمعت فـ أومأ إليها بيكهيون سريعاً

"واااه.. أنا مُتفاجئ "

فغر فاه تشانيول بصدمه ليُصفق بيديه ساخراً

" أنتِ رائعة هيبا"

تأوهت بإحراج و انحنت تدفن وجهها بين يديها ليرفع بيكهيون حاجبيه بإستغراب و هو يمسح على شعرها بلطف

"هيبا، أنتِ بخير؟ هل تشعرين بشيئ ما؟"

"بالحب... إنها تشعر بالحب"

تشانيول قهقه ساخراً ليميل بيكهيون إلى مستوى هيبا يهمس لها بكلمات لطيفه حين أدرك أنه احرجها بتصرفه بينما سوشيل ابتسمت بخفه و هي تُراقبهما

هيبا لم تصرخ بوجه بيكهيون و هو يهمس لها بكلماته اللطيفه بل كانت تدفعه بخفه و قهقهات خافتة خجوله تصدر عنها

هذا كان كافياً لتُدرك سوشيل أهمية بيكهيون لدي هيبا و تأثيره عليها... تبدو و كأنها أخيراً بدأت تتخطى الماضي

" 'اي ان' ما رأيك أن نتجول بالفندق قليلاً؟"

سوشيل همست للصغير و هو أومأ موافقاً إياها ليقف من مكانه كما فعلت ثم سارا نحو الخارج كي يتركا مساحة لبيكهيون و هيبا للتصرف براحة في حين تشانيول اتجه إلى غُرفة النوم حيث تشانسوك

طرق الباب بخفة و فتحه بعدها فـ التفتت هي سريعاً تنظر نحوه ثم أعادت رأسها إلي الأمام، حين أغلق الباب خلفه

هي كانت تقف أمام النافذة الُزجاجيه الضخمه المُغلقه التي تحتل جانباً كاملاً من أحد الجوانب الأربعة للغُرفة، تعقد ذراعيها نحو صدرها و تنظر إلى الخارج بشرود

تشانيول اقترب ليقف بجانبها تاركاً بينهما مسافة و عقد ذراعيه إلى صدره هو الآخر ينظر نحو الخارج بهدوء

"هل تناولتي دوائك؟"

همهمت دون أن تلتفت نحوه ليسحب نفساً عميقاً و التزم الصمت لوقت طويل حتي قاطعه بـ قهقهة خافته

"هل تعرفين ذلك؟... بيكهيون و هيبا يتواعدان"

حركت رأسها نحوه تنظر إليه بأعين مُتسعه ليلتفت نحوها بإبتسامة

"تمزح؟!"

"لا... بيكهيون قال ذلك للتو، كانا يتغازلان لذا تركنا لهم المكان كي يكونا علي راحتهما"

تشانسوك رمشت عدة مرات ثم هزت رأسها إلي الجانبين

" هـ هذا... ااه هذا رائع "

قهقهت بسعاده لتضم شفتيها بعدم تصديق ثم حركت رأسها إلي الجانبين

"أنت لا تمزح، أليس كذلك ؟"

" لا"

نفي بإستغراب لتضحك تشانسوك بخفه

" إنها تستحق ذلك، بيكهيون شخص لطيف "

رفعت عينيها نحو تشانيول الذي همهم موافقاً إياها ثم أعادت عينيها تنظر إلي الخارج فـ عادت تشرد مرة أخرى و ابتسامتها تلاشت تدريجياً تحت أنظار تشانيول الذي لم يُزيح عينيه عنها

"تشانسوك"

همس بجديه لتبتلع ريقها ثم التفتت نحوه بتردد

" من هو جون سو؟ "





To be continued....





بارت هدية متأخره لعيد ميلاد إحدي النونبيات العزيزات على قلبي 🖤🌨️

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top