14
Start
بسبابته رفع نظارته الطبيه لتستقر فوق أنفه ثم وضع قدم فوق الأخرى يُدون بعض المُلاحظات و سوشيل تجلس بجانبه
نفس الوضعيه و نفس عُقدة الحاجبين و هذا جعل من بيكهيون يُراقبهما بفاهٍ مفتوح بإعجاب
يبدوان مثاليين بجانب بعضهما
"لا أذكر الكثير... لكنني ،أعتقد كان هناك دقائق شعرت فيها بجسدي يتم سحبه علي الأرض بعدما وقعت"
تشانيول تحدث و هو يحاول أن يتذكر تفاصيل حادثته
"حين استيقظت لم أكن بنفس المكان الذي فقدت وعيي به و لا أعرف حتي كيف وصلت إلى هناك... لكن داك يونغ حين.."
ابتلع غُصته حين ذكر إسمها ليضم شفتيه بعبوس يُكمل بهمس مُختنق
" داك يونغ تحدثت و كأنني غبت ليلة بخارج المنزل و عُدت الليلة التي تليها"
توقف سيهون عن الكتابه و رفع عينيه نحو سوشيل ثم التفت إلى تشانيول
" لكن تحولك الأول كان... "
سوشيل تحدثت لتلتزم الصمت سريعاً حين رفع تشانيول عينيه نحوها
"لقد وصلت منزلي و أنا... ااه كُنت مُتعب ربما لكنني لم أكن قد تحولت بعد "
" بيكهيون أيضاً عندما وجدته كان لا يزال طبيعياً"
سوشيل أومأت و هي تتذكر حين رؤيتها بيكهيون أمام باب جارتها
" سبعة عشر ساعه..."
بيكهيون همس بخفوت و تشانيول المجاور له عقد حاجبيه بعدم فهم ينظر إليه كيف تتسع عينيه تدريجياً و هو يتذكر أمر ما
"لقد قال أنه مر سبعة عشر ساعه علي تواجدها هناك لذا اخرجوها و كانت تتحول حينها"
"ماذا تقصد؟"
سوشيل تسائلت كونها لم تفهم كلمة مما قالها الآخر فـ اعتدل بيكهيون بجلسته يحاول التذكر جيداً
"أنا تعرضت لحادث سياره حين هاجمنا الزومبي و فقدت وعيي بذلك المكان"
حرك يديه يشرح الأمر بأعين ضيّقه كي لا ينسى شيئاً بينما الآخرين أنصتوا إليه بتركيز
" حين استيقظت كنت علي سرير صلب و... المكان كان مُظلماً لكن.."
ضغط علي جبينه بتوتر و هو يحاول التذكر فـ أنزل سيهون قدمه و اقترب بجذعه إلي الأمام قائلاً
" لا داعي لأن تضغط علي نفسك كي لا تسوء حالتك مجدداً"
"لا، لا... أنا لا أشعر بشيئ و لكن... فقط لا أريد نسيان شيء ما "
همس بـ ضياع و هو يحرك رأسه بالأرجاء بعشوائيه حتي صرخ جاذباً انتباههم
"جُثتين..."
اومأ برأسه سريعاً حين تذكر ذلك و حرك عينيه يتبادل النظرات بين ثلاثتهم
" كان هناك جُثتين لإمرأتين بثلاجة بزاوية الغُرفه... انها الشيئ الوحيد الذي صدر عنه ضوء حينها لذا اقتربت منه و حينما فتحت الثلاجه وجدت تلك الجُثتين ثم اختبأت لأن أحد ما كان قادماً و قاموا بإخراج جثة من هناك... كانت مُتحوله وعروقها بارزه كما الزومبي الذي هاجمني قبلها و سمعتهم يقولون انه يجب عليهم إخراج الجثه لأنه مر علي تواجدها سبعة عشر ساعه "
جسده تعرق و ارتجف و هو يتحدث بـ هيستيرية خوفاً من أن ينسي ما حدث فـ أشار سيهون إلي سوشيل بتهدئته لتقترب هي من بيكهيون و امالت نحوه بجذعها تُربت علي كتفه
" حسناً هذا يكفي... اهدأ الآن "
" ربما مازال... "
" اهدأ بيكهيون... هذا سيساعدنا بما يكفي "
تشانيول هو الآخر رفع يده يُربت على كتفه بلطف ليتنهد بيكهيون و اومأ بإستسلام
"هناك شيئ آخر"
عينيه اتسعتا مرة أخرى ليُهمهم له سيهون
"ذاك الفتي الذي أحضرتموه من المشفى.. لقد استحم بالفعل لكن مازالت هناك رائحة قذره تصدر عنه، إنها رائحة تجعلني ضعيفاً و أرغب بالتقيؤ"
"ما الذي تقوله الآن؟"
سوشيل وبخته بإنزعاج ثم عقدت حاجبيها مما قال
" هو لم يمتلك رائحة قذره حتي قبل استحمامه، لا تقل شيئاً كهذا بيكهيون "
المقصود ضم شفتيه بإحراج في حين سيهون كان ينظر نحو الأرض بحاجبين معقودين يُفكر فيما قاله الآخر
" أنا أيضاً اشتممت تلك الرائحه... كانت قويه حين اقترب مني"
تشانيول تحدث بتفكير ثم رفع عينيه نحو سوشيل
" الرائحه لا تصدر عن جسده من الخارج بل الداخل "
هو أكمل لتميل سوشيل برأسها بعدم فهم ثم التفتت نحو سيهون الذي استقام من مقعده
"هذا يكفي إلي الآن... هيا سوشيل كي نذهب إلي العمل "
أشار لها بأن تلحق به ليغادر الغرفة و هي خلفه
"لماذا لم تسأله؟"
تشانيول همس يتسائل ليهز بيكهيون رأسه
" لنتحدث معه وحده، الطبيبة سوشيل لا يجب أن تعرف"
تشانيول همهم بتفهم و التفت ينظر نحو الساعة المتواجده فوق الطاوله ليخرج بعدها من هناك مُتجهاً حيث غُرفة تشانسوك بينما بيكهيون اتجه إلي غُرفة المعيشه حيث يجلس 'اي ان' و معه بعض الأوراق و الأقلام الملونه بينما يرتدي ثياباً مناسبة لعمره- و التي احضرها سيهون من أجله - بدلاً من ثياب المشفى
"اوووه، هل تُحب الرسم؟"
بيكهيون هتف بحماس و هو ينضم إليه ليجلس بجانبه مُحيطاً كتفه بأحد ذراعيه و اليد الأخري استند بها فوق الطاولة مُتجاهلاً شعوره بالتقزز من الصغير بجانبه
"أنا أحبه لكن لست جيداً به"
قهقه بإحراج ليبتسم بيكهيون و سحب منه القلم قائلاً
" دعني أُعلمك قليلاً"
"هل تعرف كيف ترسم؟"
شهق بصدمه و بيكهيون اومأ إليه بحماس قبل أن يعتدل بجلسته كي يتمكن من الرسم بدقه
"كنت أمتلك العديد من اللوحات الرائعه حين وصولي كوريا لكن شخص حقير سرقها "
هسهس بحقد و هو يضغط بأنامله علي القلم ليسمع قهقهة ساخره تصدر من خلفه و لم تكن سوي هيبا التي حضّرت الغداء من أجل صديقتها
بينما في الداخل حيث تجلس تشانسوك على السرير تنظر إلى أناملها بشرود
" هل تناولتِ غدائك؟ "
تشانيول سأل بهدوء و هو يبحث بين الأدوية خاصتها فـ رفعت رأسها نحوه تنظر إليه لبضعة لحظات قبل أن تهز رأسها بالنفي
"ليس بعد"
همهم بتفهم و وضع علبة في المقدمه بجانب تشانسوك قبل أن يخطو نحو الخارج قاصداً إحضار الغداء من أجلها لكن هيبا فتحت الباب قبله و هي تدخل من هناك معها صينية الطعام
"لمن هذا؟"
سأل بإستغراب لتُشير بعينيها نحو تشانسوك
"مهلاً! هل تمزحين؟"
ضيّق عينيه بسخريه فـ هزت رأسها بالنفي ليُمسك بالصينية محاولاً سحبها منها
"هل تحاولين قتلها؟ هذا الطعام غير مسموح به"
"لم تصرخ بوجهي؟ من تظن نفسك حتي تفعل؟"
صرخت بحنق و سحبت الصينية نحوها ليسحبها تجاهه
"أنا من كنت معها بالمشفى و أنا أدري بصحتها و ما يجب أن تتناوله و ما لا يجب أن تتناوله"
"و أنا صديقتها منذ سنوات و أنا أكثر من يهتم لصحتها "
" بالطبع هذا واضح من طعامك الغير صحي بتاتاً الذي حضرته من أجلها"
"يااااا هل سخرت مني للتو؟"
عينيها اتسعتا بصدمة مُبالغه و تشانسوك كانت تراقبهما بصمت مُتعجبة من هذا الشجار الذي أقل ما قد يُقال في حقه أنه شجار طفولي لا داعي له
" فقط منذ مده كنت تريد قتلها فلماذا تدّعي اهتمامك الآن؟ "
" هذا ليس اهتماماً و لا يهمني إذا ماتت أو بقت علي قيد الحياه إنه مُجرد دين أرده ليس أكثر"
رفع كتفيه بلا اهتمام و مع كلماته الجارحة تلك رفعت تشانسوك عينيها نحوه و الدموع تسللت إلى أحرف جفونها فـ رمقتها هيبا بنظرة سريعه قبل أن تُعيد عينيها نحو تشانيول
"أنت... "
" انسي الأمر هيبا، و دعيه يتخلص من هذا الدين الذي يقتله "
تشانسوك قاطعتها بهدوء و التفتت بعدها تنظر إلى الجانب الآخر كي لا تتشابك نظراتها مع نظرات تشانيول و لو بالصدفه
--------
هيبا pov
كنت أعرف أنها تتألم بسبب هذا الحقير بعد ما قاله بعدم اهتمام لمشاعرها لكنني لم أُضف حرفاً آخر و خرجت من هناك نحو المطبخ بينما هو لحق بي لكي يُجهز الطعام من أجلها و لم أنسى أن أضرب كتفه بخاصتي بعدما ضربت بالصينية الطاولة بقوه
اتجهت إلى غُرفة المعيشه حيث يجلس 'اي ان' و بيكهيون
حينها شعرت بأعينهما تتحرك معي لكنني كنت غاضبه و لم أرغب بالنظر نحوهما كي لا أصب غضبي المدفون بوجههما
هذا الـ....
لا أعرف حتي بمَ أصفه
من يظن نفسه كي يصرخ بوجهي و يقول هكذا كلمات لصديقتي؟!
تشه، يقول دين و هو مُضطر لسداده؟
من سيصرخ بذاك الغضب العارم فقط من أجل دين؟
يا إلهي... بيكهيون بنفسه لم يكن مُخيفاً هكذا حين تحول
هذا المنزل بأكمله لا يوجد به رجل طبيعي و هذا يُثير أعصابي
فقط... أقول فقط ربما بيكهيون لطيف بعض الشيئ و يُمكن...
عيناي اتسعتا حين قهقه بيكهيون لألتفت إليه ببطئ
لا تقل رجاءً أنك تستمع إلى أفكاري
لكنه كان يفعل
تلك الإبتسامة علي شفتيه و رأسه الذي يميل نحوي بإهتمام يعني أنه كان يتنصت علي أفكاري الخاصه
"ياااااا"
لم أشعر بنفسي حين صرخت بوجهه جاعلة منه هو و الصغير ينتفضان بفزع لكنه سرعان ما ابتسم بُخبث و عاد يرسم بينما 'اي ان' ينظر لي بتشوش
هذا مُحرج
'بيكهيون توقف عن قراءة أفكاري'
كانت جملة واضحه لكنه فقط ابتسم و هز رأسه إلى الجانبين يرفض ذلك و عينيه لم تنزاح عن الرسمة أمامه
'أنت شخص مُزعج'
هذه المره قهقهه هربت من شفتيه لأبتسم دون شعور... هل لا بأس بقولي أنه ألطف من' اي ان'؟!
"هل تعتقدين ذلك؟"
اتسعت عيناي و أصابتني الحازوقة فجأه حينما رفع عينيه نحوي يسأل بهدوء... نبرة جديه و ابتسامة لطيفه تعلو ثُغره
كنت حمقاء...
بحق كنت حمقاء حين أومأت له بإبتسامة بلهاء لأحرك رأسي إلى الجانب الآخر مُتجاهلة إياه
عيناي كانتا تتراقصان بين أركان الغُرفه لدقائق طويله اتجاهل النظر إليه و اتجاهل نبضات قلبي
لا أريد ذلك... و لا أرغب بالتفكير في ذلك و الضعف نحوه لكنني...
أظن أنني مُعجبـ...
"أليست تُشبه هيبا؟"
التفت سريعاً حين هتف الصغير يتسائل بقهقهة عاليه لأراه يُمسك تلك الورقة بين يديه و اقترب مني يضعها بجانب وجهي مانعاً عني رؤيتها
"إنها هي حقاً"
بيكهيون ابتسم لكلمات الصغير و عقد ذراعيه إلى صدره بـ ثقة يبتسم نحوي فـ حركت رأسي قليلاً كي أري تلك الرسمه
'اي ان' تركها لي ثم ركض نحو بيكهيون يُلقي نفسه عليه يحتضنه بقوة بينما أنا أمسكت تلك الورقة أنظر إليها
كان وجهي لكن أكثر حيويه و سعاده مع تلك البسمة المُتسعه التي ترتسم علي شفتاي
شعري مقسوم إلى ضفيرتين علي جانبي كتفي بمظهر طفولي يتناقض مع الفستان الذي يُظهر مُنحنيات جسدي بمظهر أنثوي مُبالغ
"ليست دقيقه... حين أستعيد أغراضي سوف أتأكد من رسم واحدة أخري أفضل"
بيكهيون اقترب يزحف علي رُكبتيه حتي أصبح أمامي يتحدث بإحراج و هو يسحب الورقة مني لكنني تشبثت بها بأعين لامعه
لقد أحببتني بها...
"لم أعرف ماذا أرسم لكن حين مررتي من خلفي أردت رسمك كما أراكِ "
أزحت نظراتي عن الورقة لأنظر إلى عينيه أراهما تضيقان بإبتسامة تتسع
"حين تعبسين تبدين كـ امرأة ناضجه مُثيره تحمل الكثير من الهموم و هذا يتمثل في فستانك الأسود الأنثوي..."
شرح بهدوء و أنا همهمت له... أرغب بسماع صوته أكثر
" و حين تضحكين أو تتحدثين بحماس كما البارحه تبدين كـ طفلة بريئه و لطيفه، و هذا يتمثل في ضفائرك..."
أخفض رأسه قليلاً ليُحرك يده نحو خاصتاي يحتضنهما و إبهامه شعرت به يُمسد كفاي بـ رقه و ظهره استقام قليلاً كي يصل إلى مستواي ليهمس
"أما وجهك المُبتهج فهو ما أتمني رؤيته دائماً كما كنتِ البارحه... أتمني السعادة لكِ صديقتي العزيزه "
رفع أناملي نحو شفتاه يُقبلهما بخفه ثم رفع عيناه نحوي لأشعر بدموعي تلسع عيناي
بيكهيون للحظات جعلني أشعر بالدفئ رغم اقترابه المُبالغ مني
جسدي لا يرتجف أو حتى يشعر بالخوف من هذا القُرب
لمساته ليداي لم أشعر بها قذره
بل ذكريات و مشاعر الماضي عاجزة عن التأثير بي و هو مُمسك بيدي بهذا الإهتمام
"رائحتك..."
همس بخفوت و أغلق عينيه بتخدر و هو يسحب يدي نحوه يستنشق رائحة معصمي
"رائحتك تُفقدني صوابي "
تلك الأنفاس البارده و هي تُلامس كفى تجعل من جسدي يقشعر و حرارة تتصاعد إلى وجنتاي من الإحراج
"بيكهيون"
همست بخفوت و عيناي تتحركان ما بينه و بين 'اي ان' الخجول من تصرفات بيكهيون نحوي لدرجة أنه دفن رأسه بين كفيه كي لا يرانا
بينما بيكهيون فتح عينيه ينظر نحوي لأشهق بفزع و سحبت يداي حين رأيت لونهما أحمر لامع
ركضت من غُرفة المعيشه نحو الحمام أختبئ عن الجميع... لا أريده أن يراني هو أو غيره
لا أريد أن أكون واضحه فلا أرغب بالوقوع في الحب و ما أنا بغبية كي لا أُدرك أن مشاعري نحوه تتحرك
منذ تلك اللحظه التي رأيته بها يبتسم لوالديه و يضحك بمرح و كأنه طفل صغير
حنون مع والديه و بريئ كالأطفال
رجلاً مُختلفاً عن جميع من رأيتهم
يا إلهي... ما الذي أُفكر به الآن؟.. بيكهيون لديه حبيبة بالفعل و لا أعتقد أنه قادر علي الوقوع بالحب مجدداً
على الاقل في الوقت الحالي
و أنا لا يجب أن أنساق خلف مشاعري لأننا نمر بوقت عصيب لا أعرف كم شخصاً قد أخسر و لا أريد أن أتعذب مرة أخرى
أنا لم أكن يوماً محظوظه كـ سوشيل التي حظت بحب والدي و اهتمامه
و لم أجد يوماً رجل يهتم لأمري و لمشاعري كما هي وجدت سيهون
ليس و كأن حظي سيتبدل فجأه
بالمرة الوحيده التي اهتز قلبى نحو رجل كان بأيام تغزو بها كائنات خياليه عالمنا الواقعي
لديه حبيبة كان علي وشك الزواج بها
إلي جانب أنه أحد تلك الكائنات و ما يجذبه نحوي ليس سوى رائحة دمائي
واقعي مؤلم للحد الذي يجعلني أرغب بالضحك
End pov
___________
"هل تعتقد أن للأمر علاقة بـما يحدث؟"
سوشيل تسائلت بإهتمام في حين سيهون همهم بعدم معرفه و هو يعقد حاجبيه يصب تركيزه علي الطريق
"اتصلي على الضابط المسؤول عن القضيه و أخبريه أن يبحث عن ملف المريض يانغ جونغ إن و يُضيفه إلى الملفات الأخري"
رفعت حاجبيها بتفاجؤ لكنها سرعان ما اومأت لتخرج هاتفها تفعل كما أمرها
"اااه هو يبلغ خمسة عشر عاماً... حسناً شكراً لك.. نعم نحن بالطريق، إلي اللقاء "
أغلقت الهاتف ثم وضعته بحقيبتها لتلتفت نحو سيهون
" الا يجب أن نطلب المساعده من منظمة الصحه العالميه للتغطية علي الأمر ؟ كما تعرف هذه مشكله لا تقتصر علي أولسان أو كوريا فقط"
"لن يفعلوا شيئ كما كان يحدث دائماً بكل وباء ينتشر... تعرفين.. "
رفع كتفيه نهاية حديثه و التفت نحوها يرمقها بنظرة سريعه ثم أعاد عينيه نحو الطريق أمامه
" فيروس ينتشر لا نعرف من أين أو كيف بدأ و لا يوجد له علاج كما أنه مازال في حدود مدينة واحده لماذا قد يشغلون أنفسهم به و يُثيرون الذعر "
" لكن أليس لدينا حق نحن أيضاً في أن نعيش بسلام مثلهم؟!"
هسهست بحنق و عقدت ذراعيها إلى صدرها عابسة مُنزعجة من تلك الحقيقه
جميع من يجب أن نعتمد عليهم و يجب عليهم حمايتنا هم من يخذلوننا دائماً
و تلك المقولة تسير علي المنظمات الكبري و الشخصيات المسؤولة عن الحمايه في مجتمعنا من رجال الشرطه، الوزراء و غيرهم من ذوي المكانات العاليه
"سوشيل..."
همس يتنهد ثم ترك يداً تتولى القياده في حين اتجهت الأخري نحو وجهها تحتضنه و إبهامه مسد وجنتها بلطف
"نحن لا نحتاج إلي أحد، سوف نجد الحل بأنفسنا"
"ماذا لو فقدنا حياتنا؟ من سيساعد هؤلاء الـ..."
"لن يحدث شيئ، لن أسمح أن يقع لكِ مكروهاً "
قاطعها سريعاً و نبرته مالت إلى الحده تجعل من جسدها يقشعر
أمسكت يده لتُبعدها عن وجهها ثم التفتت نحو النافذة بجانبها تنظر إلي الخارج بعقل شارد في حين سيهون سرق نظرة نحوها قبل أن يُعيد تركيزه إلى الطريق يستخدم كلتا يديه في القياده
" لم تُخبريني حتي الآن..."
نبس فجأة عاقداً حاجبيه لتزفر هي و تجاهلته
"سوشيل"
"سيهون نحن مُجرد صديقين لم لا تفهم ذلك؟"
التفتت برأسها نحوه ليشخر بسخريه
"صديقين؟... اوووه هل نظراته و نبرته في التحدث معكِ توحي بأنكما مجرد صديقين؟"
حكت جبينها بإنزعاج و أعادت وجهها نحو النافذة ليتوقف بالسيارة جانباً
"لدينا عمل..."
قاطعها بسحبها نحوه ليرتطم أنفه بخاصتها فـ اتسعت عينيها لنظراته الغاضبة نحوها
"ألم نكن في منتصف تأدية عملنا حين ذهبت أنا إلي غرف المرضي و بقيتي أنتِ معه... وحدكما سوشيل... كنتما وحدكما"
نطق ببرود ثم حرك عينيه نحو شعرها ليبتسم بخفه و هو يعبث بأطراف شعرها مُتذكراً الوضعيه التي رأي سوشيل بها مع جيبوم باليوم السابق حين ذهبوا إلي المشفي
"كان يتلاعب بها هكذا..."
لف بضعة خصلات حول إصبعه لتبتلع ريقها
"أنت تُخيفني "
" فيمَ تحدثتما؟ "
تجاهل ما قالته يطرح سؤاله بهدوء لتدفعه بقوة كي يبتعد
"بشأن العمل... كان منزعجاً لأنك تُعطي إهتماماً للمرضى الذين لم يُصابوا بينما تترك القضية الأساسيه"
"و هذا لا يلفت نظرك إلي أمر ما؟!"
قهقه ساخراً لتعقد حاجبيها
"لم تتصرفين و كأن الأمور ليست واضحة أمامك؟"
هز رأسه إلى الجانبين و هو لازال يسخر منها فـ قهقهت هي بينما تهز رأسها ثم اعتدلت بجلستها و هي تنظر إلى الأمام
" هل تُريد مني أن أتصرف حسب الأمور التي أراها؟حسناً ... أنا لم أعد أشعر بالأمان بجانبك كالسابق، لست سيهون الذي أعرفه... هناك نظرة بعينيك تُخيفني رغم أنني لم أخشى يوماً سيهون، الأمر الواضح أمامي هو أنك لست أوه سيهون صديقي هل يكفيك هذا القدر أم يجب أن أتحدث في أمور أخري لكنني واثقه أنها سوف تجرح مشاعرك "
"و في كلتا الحالتين أنتِ تتجاهلين مشاعري... سواء كنت سيهون الذي يُشعرك بالراحه أو سيهون الذي يُخيفك بينما تسمحين للجميع أن يقتحم حياتك و يتجاوز حدوده، أولاً كان جو هيون و الآن جيبوم "
صرخ بحنق ليضرب على المقود و حينها أعين سوشيل تمركزت حيث تلك القطعة المفقوده من المقود التي كسرها سيهون سابقاً
" لا توجد فرصه لأي شخص "
همست بخفوت لتسحب نفساً عميقاً
" لم أعد أرغب بدخول أي شخص آخر حياتي... "
رفعت عينيها نحوه لتبتسم بخفه
" سيهون... إذا مرت هذه المحنه على خير مازلت لن أرتبط بأي شخص و لا أتمني أي من قصص الحب المثاليه فقط ما أتمناه هو أن تبقى صديقي... و أتمنى أن تعود سيهون الذي لطالما شعرت بالراحة في وجوده "
___________
" كم تبقي علي الطائرة المُتجهة إلي اليابان؟"
رجل أربعيني سأل و هو يتفقد ساعته ليتلقي جوابه
" بعد 47 دقيقه سيدي "
همهم و عاد إلى الخلف ليجلس علي مقاعد الإنتظار مجاوراً لفتاة عشرينيه ذات شعر أحمر ناري يصل إلى منتصف ظهرها
أخفضت نظارتها الشمسيه قليلاً كي تنظر إليه ثم ابتسمت بجانبيه لتُعيد ارتدائها
إنها البدايه
كل ما حدث لا شيئ مُقارنة بالقادم
الساعة كانت تُشير إلى الثامنة مساءً بتوقيت كوريا، و الطائرة المُتجهة إلي اليابان كانت بمنتصف الطريق تقريباً
الجميع نيام بتلك الطائره و منهم من يجلس بهدوء يضع السماعات بأذنيه يُشاهد فيلم ما و النعاس يبدو علي ملامحه
"سيد ماكس"
إحدي المُضيفات كانت تصرخ بهمس و هي تقترب من المطبخ الخاص بالطائره فـ خرج لها شاب ذو شعر أسود قصير و شامة أسفل عينه اليُمني يهز رأسه بسؤال هامس
"ما الأمر؟"
"هناك فوضي بالأسفل"
"أي فوضي ؟"
عقد حاجبيه بعدم فهم فـ حركت رأسها تنظر بالأرجاء تتأكد أن لا أحد يسمعها ثم همست بأذنه
"كان هناك صوت كـ الزئير يصدر من الأسفل لذا ذهب جين سونغ للتأكد من مصدر ذاك الصوت لكن..."
ضمت شفتيها بـ شهقة باكيه ليبتعد هو قليلاً
" ماذا حدث له؟ "
"لـ لا أعرف... أنا فقط سمعت صوت صراخه لذا ركضت إلى هنا"
عينيه اتسعت و هو يرى من الجانب الآخر من الطائرة شخص مُلطخ بالدماء بدا كـ صديقه لكن...
هذا كان ذو أعين زرقاء فاتحه و عروق بارزه مع بشرة شاحبه
"أنتِ لم تُغلقي الباب؟"
سأل بهمس و هو يتراجع بظهره إلى الخلف فـ هزت رأسها نافيه
" لم أتمـ... "
التفتت تُقاطع حديثها حين زمجر ذاك الكائن بصوتٍ عالٍ و هجم علي أحد المقاعد يعتلي الفتاة هناك بينما عُنقها وقع ضحية لأسنانه
الصمت عم الطائرة يُشاهدون ما يحدث و صراخ تلك الفتاه هدأ تدريجياً حتى جسدها توقف عن المقاومه، لا يُسمع سوي صوت ذاك الكائن الذي لم يفهم أحداً ماهيته
رفع رأسه بفم مفتوح لتتناثر الدماء علي المُحيطين به يُصدر صوتاً مُخيفاً مُزعجاً و خلفه ظهر كائن آخر يُشبهه يهجم على المُتواجدين لتعم الفوضي بالطائره
منهم من يصرخ محاولاً الهروب من هناك يختبئ بعيداً عنهم، و منهم من يصرخ للألم الذي يتعرض له من الهجوم العنيف علي جسده
الشاب المدعو ماكس وقف أمام الجانب المؤدي إلى الدرجة الخاصه برجال الأعمال يُشير إلى الناجين بالدخول ليفعلوا بينما البقية بالخارج لم يكن بمقدورهم التحرك
"لنلتزم الصمت"
همس يُشير إليهم بالصمت ليضموا شفاههم و فقط صوت أنفاسهم العاليه هو ما يُسمع بذاك الجانب مع صوت الصُراخ بالخارج
لم يكن هناك فاصل بين الجانب المُدمر الخاصه بالدرجة الاقتصاديه و الجانب الخاص برجال الأعمال سوي ستارة ذات لون رمادي
تلك الكائنات صوتها هدأ حتى اختفي تماماً و لم يعد يصدر عن ذاك الجانب سوي صوت أنفاسهم الغريب
"ما الذي يحدث؟"
أحد المتواجدين بجانب رجال الأعمال تسائل بحاجبين معقودين غاضباً لشعوره بأشخاص يقفون فوق قدمه لكن لم يكن هناك مكان آخر
لتوه استيقظ من نومه و بغبائه هو تحدث بصوتٍ عالٍ ليتلقي نظرات مذعوره من المتواجدين بينما ماكس أسرع يضع يده على فم ذاك الرجل كي يلتزم الصمت، و حين حاول شرح الأمر له بهمس، انتفض ذاك الرجل يصرخ بوجهه بغضب
"من تظن نفسك حتي تلمسني أيها القذر؟"
تجمدوا بمكانهم حين صرخ هو ليلتفتوا نحو تلك الستارة المُغلقه
لحظات هدوء
و مرة أخرى الصراخ عم الطائرة حين تمزقت الستارة بواسطة تلك الكائنات التي ركضت نحوهم
و بأحد الجوانب بالخلف كانت الفتاة ذو الشعر الناري تُشاهد بإستمتاع
" لا بأس بوجبه "
تمتمت ترفع كتفيها بإبتسامة جانبيه ثم خلعت نظارتها تُلقي بها جانباً قبل أن تتلون عينيها بالأحمر بعدها ركضت حيث الرجل الذي هرب نحو الحمام
____________
بمنزل سيهون حيث كان يجلس هو مع سوشيل بمكتبه الخاصة بعد أن عادوا إلى المنزل
بيكهيون كان يجلس بغرفة المعيشه أمام التلفاز يُجاوره ' اي ان' و تشانيول علي الأريكة المُجاورة لهم
بينما بالداخل حيث تشانسوك التي تتمدد علي السرير تنظر نحو السقف بشرود
اقتربت منها هيبا لتجلس بجانبها هامسه
"هلا استعرت هاتفك؟ خاصتي فقد النُطق تماماً"
قهقهت بإحراج نهاية حديثها لتُهمهم لها تشانسوك دون أن تُحرك عينيها عن السقف
ابتسمت هيبا بإتساع و سحبت الهاتف عن الطاوله لتركض بعدها إلى السرير المُجاور تضع السماعات بأذنها ثم جلست على الطرف تعقد قدميها سوياً فوق السرير بينما جذعها يتدلي عن السرير حتي لامست رأسها الأرض
" هكذا سأتخلص من تفكيري"
تمتمت و هي تفتح الأغاني لتُغلق عينيها براحه تحاول الاندماج مع الموسيقى كي تتوقف عن التفكير في بيكهيون و مشاعرها نحوه
و تشانسوك حركت رأسها تنظر إليها بإستغراب لكنها سرعان ما ابتسمت
دفعت الغطاء عن جسدها لتنزل عن السرير و بخطوات ضعيفه هي سارت نحو الخارج لتتحرك الأعين نحوها حين مرت من غُرفة المعيشه
"إلي أين؟"
تشانيول سألها بجديه لتنظر إليه بصمت لبضعة لحظات قبل أن تنطق بخفوت
"أريد استنشاق بعض الهواء"
همهم و رفع كتفيه بلا مُبالاه ليُعيد نظره نحو التلفاز في حين بيكهيون كان يتبادل النظرات بينه و بين الصغير بجانبه
"انظر إلى هذه"
'اي ان' رفع ورقة أمام بيكهيون برسمة مُبعثره لوحش مُخيف يحتضن جسدين صغيرين و الذي لم يكن سواه هو و تشانسوك
"هذا تشانيول؟"
بيكهيون تسائل مُتنصتاً علي أفكار الصغير الذي اتسعت عينيه بحماس
"أنت رائع، كيف عرفت ذلك؟"
"هذا لأنه مُخيف لكنه يهتم للآخرين"
صوته ارتفع قليلاً و هو ينظر نحو تشانيول فـ رمقه بنظرة غاضبه
"أنا لا أهتم لأمرها"
هو هسهس قاصداً بحديثه تشانسوك ليبتسم بيكهيون ببراءه
"لم أقل شيئاً"
تشانيول زفر بحنق و ضرب قدم بيكهيون بخاصته ليرفع بيكهيون حاجبيه يدّعي الجديه
" هل لتوك عرضت عليّ القتال؟"
"هل ترغب بذلك؟ لا بأس لدي بتحطيم عظامك"
تشانيول رفع طرف شفتيه بإبتسامة جانبيه ليقلب بيكهيون عينيه
"أنت الأضعف هنا"
"أنت مغرور "
بيكهيون رفع كتفيه و أخفضهما بإبتسامه ثم وقف من مكانه قائلاً
"سوف أنسحب من هذا القتال حفاظاً علي كرامتك فقط كي لا يقولوا أن قصير لطيف قتل عملاق مُخيف بضربة واحده"
حرك رأسه بغرور قبل أن يسير مُتجهاً إلى الداخل ليبتسم تشانيول بخفه
" أحمق"
" هل ستقتلان بعضكما؟"
'اي ان' سأل بصدمه ليهز تشانيول رأسه بإبتسامة لطيفه
" لا، بيكهيون يمزح فقط "
الصغير تنهد براحه و عاد يعبث بالأقلام و الورقة التي معه بينما تشانيول حرك عينيه نحو الشُرفة حيث تشانسوك تقف خلف بابها المُغلق تُراقب السماء بشرود
أشاح بوجهه بعيداً عنها حين لاحظ مُراقبته لها لدقائق معدوده ثم تنهد و سحب جهاز التحكم يقلب بين قنوات التلفاز
بيكهيون توقف أمام غُرفة الفتيات يمسح على شعره ليضبط خصلاته من ثم تحمحم قبل أن يطرق الباب لكن ما من رد
"هيبا؟"
طرق مرة أخرى يضع أذنه علي الباب كي يتأكد من كونها بالداخل لكنها لم تُجب و لولا صوت أفكارها الذي يتمحور حول كلمات الأغنيه لإعتقد أنها ليست هنا
فتح الباب يطل برأسه حتي لمحها تجلس علي السرير بوضعيتها المُحببه و بتلقائيه هو ابتسم يتذكر لقائهما الأول حيث كانت نائمه فوق أريكة منزلها بتلك الوضعيه
دخل يُغلق الباب خلفه بحذر ليقترب منها بخطوات بطيئه كي لا يُصدر صوتاً حتي توقف قريباً منها ليميل بجذعه قليلاً كي يكون قريباً من رأسها المُلامس للأرض في حين يديه قد تشابكتا خلف ظهره
نفخ نحوها و قهقه رغم عدم ظهور أي رد فعل عنها
"هيبا"
همس بخفوت و مرة أخرى قهقه... هي لا تسمعه بسبب الصوت العالي الذي يصدر عن السماعات لكنه كان مُستمتعاً بما يفعله
"هاااي هيبا"
همس مرة أخرى من ثم نفخ نحوها لتعقد حاجبيها تشعر بشخص قريب منها فـ فتحت عينيها ببطئ مُعتقدة أنها تشانسوك
رمشت بضعة مرات تستوعب وجوده حتي ابتسم هو لتتسع عينيها بينما تعتدل لكن بسببه إمالته نحوها كادت أن تتلامس شفاههم فـ فزعت لتقع عن السرير حين حاولت العودة الي وضعيتها السابقه
"أنتِ بخير؟"
تسائل بقلق و هو يقترب محاولاً مُساعدتها فـ أشارت له بالإبتعاد ثم خلعت السماعات عن أذنها و هي تتأوه بألم
"لم أقصد إفزاعك"
"لماذا لم تُصدر صوتاً؟"
صاحت بإنزعاج تُخفي إرتباكها مما حدث
أكانت تتهرب من النظر نحوه و التفكير به لتجد نفسها قريبة منه إلي ذاك الحد الذي يجعلها تشعر بأنفاسه الباردة تضرب وجهها؟
ليست واثقة حتى إذا كانت ما لمست شفتيها تلك كانت شفتيه أم أنفاسه القريبه لكن أياً كان... هذا يوترها اكثر من مشاعرها التي تميل له
"طرقت الباب، ناديت عليكِ قبل دخولي، اقتربت منكِ، نفخت بوجهك و ناديت بإسمك مرة أخرى"
رفع أصابعه أمامه يعد خطواته التي سار عليها منذ قليل قبل أن يُفاجئها مُباشرةً فـ همهمت هي لتنظر حولها بتوتر تُتمتم بكلمات غير مفهومه
"تشانسوك في الخارج، يبدو أنها تريد البقاء وحدها لبعض الوقت "
جلس علي طرف السرير و عاد برأسه إلى الخلف قليلاً كي يراها لكنها أدارت وجهها بعيداً عنه فـ ابتسم بإتساع من ثم تحرك ليُمدد جسده علي السرير بينما رأسه يتدلي نحو الأرض كما كانت هي نائمه
"ماذا تفعل؟ "
سألته بإستغراب فـ أدار رأسه نحوها حيث تجلس هي علي الأرض بجانبه
"هذه الوضعيه... إنها مُريحه"
عينيه اتسعت بإنبهار ليمد يده نحوها فـ انتفضت هي
"تعالي إلي هنا"
ربت بجانبه علي السرير ثم اعتدل و أغلق عينيه يتنهد بصوتٍ عالٍ تحت نظراتها المُتعجبه
أتركض الآن و تهرب منه كي لا تكون بقربه و تفضح نفسها أمامه؟ أم فقط تستسلم وتجلس بجانبه كونها فرصة قد لا تتكرر؟
هي فضّلت الخيار الأول و حركت قدميها نحو الباب قاصدة الخروج لكن خطواتها قادتها للسرير كي تصعد عليه و بجانبه هي تمددت تُلقي برأسها نحو الأرض مثلما يفعل هو
"سماعه"
همست و هي تنظر إلى وجهه القريب منها فـ استدار إليها برأسه ثم ابتسم
"إذا كنتِ لا تُمانعين"
قهقه حين ألقت السماعة نحوه دون رد بينما السماعة الأخري وضعتها بأذنها المجاورة له
بيكهيون وضع السماعة بأذنه ليرمق هيبا بإبتسامه قبل أن يعتدل و كلاهما أغلق عينيه يستمع إلي الأغنية الهادئه
"هذا غريب!"
سوشيل همست و رفعت عينيها نحو سيهون المشغول بمراجعة ملفات المرضي
"جميعهم يمتلكون أمراض خاصه بالدم"
سيهون تنهد ليهمس و هو يفرك جبينه بتعب فـ همهمت هي
"بيكهيون و تشانيول يشعران بالتقزز من الصغير..."
همست بتفكير و أغلقت الملف الأخير تضعه علي الطاولة أمامها ليهز سيهون رأسه
"أتعتقدين أن لهذا علاقة بالعلاج؟"
"ربما... "
رفعت كتفيها بحركة سريعه ثم أخفضتهما ليخلع سيهون نظارته قائلاً
"يكفي إلي هنا، تبدين مُتعبه... دعينا نُكمل صباحاً "
خرج من المكتب مُتجاهلاً النظر نحوها لتزفر بضيق ثم لحقت به هي الأخري
" هيا 'اي ان'"
أشارت إلي الصغير كي يلحق بها نحو الغرفه من أجل النوم بينما تشانسوك ظلت بمكانها تنظر إلي الخارج غير مُدركة لما يحدث حولها... عقلها شارد تُفكر في الكثير من الأمور و التي أكثرها يتعلق بالمدعو جون سو
" أنتِ هنا منذ وقت طويل، يجب أن تعودي إلي الغرفه كي ترتاحي"
تشانيول وقف بجانبها ينظر إلي السماء كما تفعل هي فـ تنهدت و التفتت إليه تنظر نحوه بهدوء ليلتفت إليها هو الآخر
"أنا أحبك تشانيول"
همست بخفوت ليبتلع ريقه و هو ينظر نحو عينيها مباشرةً
"لذا رجاءً حاول التفكير بمشاعري قبل أن تقول كلمة جارحه... أنت تؤلمني"
ابتسمت بخفه لتمسح علي عينيها بعشوائيه ثم عقدت ذراعيها إلى صدرها
"أعلم... أعلم أنك تُحبها و تُحمّلني المسؤوليه، لكن خطئي لم يكن كبيراً لكي تقتلني بكلماتك كلما سنحت لك الفرصه، لم أقتلها و لم أقصد أن يحدث ذلك لذا توقف عن تذكيري بالأمر كل لحظه... أنا بالفعل أمتلك الكثير من الأمور التي تُرهق قلبي لذا..."
رفعت كتفيها نهاية حديثها ثم فكت عُقدة ذراعيها لتتجه نحو الغُرفة دون إضافة كلمة أخري تاركة إياه يقف هناك شارداً بالبقعة حيث كانت تقف منذ لحظات
رُبَما تمادى لكنه لم يقصد ذلك
__________
بعد دقائق طويله... حيث الغرفة التي تضم الرجال الثلاث
بيكهيون كان يجلس فوق السرير عاقداً قدميه أسفل جسده و ذراعيه عقدهما إلي صدره بينما تشانيول يجلس مجاور له عاقداً ذراعيه إلى صدره و قدميه إحداهما تموضعت فوق الأخرى تماماً كما يجلس سيهون المقابل لهما
"ما الأمر الذي ترغبان بالتحدث عنه معي؟"
سأل بجديه و هو يتبادل النظرات بينهما ليبتلع بيكهيون ريقه بتوتر قبل أن يبتسم
"حسناً هو فقط مجرد فـ فضول و..."
قهقه و التفت إلى تشانيول يُشير إليه بعينيه أن يتحدث هو فـ تنهد الآخر قبل أن يتحمحم
" نحن نشك... لأكون أكثر دقه... أصبحنا نمتلك ثقه أنك لا تختلف عنا، أنت مُتحول مثلنا أليس كذلك؟"
To be continued.......
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top