13
Start
الأجواء كانت هادئه و أضواء خافته تُضيئ المشفى كي لا تُجذب الأنظار لها لكن ما لم يُخَطط له هو أن يساعد أحد بفتح الأبواب لتلك الكائنات الجائعه
شاب ذو أعين حمراء قفز من فوق البوابة الحديديه و وقف على الجانب الآخر منها حيث خلفه مباشرة المشفي ثم ضرب بقبضته بقوة فوق تلك الأقفال لتقع أرضاً و فتح البوابة ليتقدم مجموعة من الزومبي تتقدمهم فتاة تُصدر أصواتاً تجذبهم خلفها حتي اقتحموا تلك المشفى يكسرون الباب الزجاجي الخاص بها مُثيرين الرُعب
لم تكن تلك الفتاة بحاجة إلى إصدار أصوات أخري فـ أصوات الصراخ بذاك المشفى كانت كافية لجعل الزومبي يهتاج
لم يتمكن أحد من الفرار
أطفال، شباب و مُسنين
الكثيرون كانوا ضحايا هناك حتى من احتموا داخل غُرفهم فُزعوا حين بدأت الأبواب تُفتح بواسطة أشخاص غير طبيعين ذوي أنياب و أعين حمراء أو زرقاء فاتحه
من هرب من يد الزومبي سيلقي حتفه علي يد مصاصي الدماء
منهم من يتحول و يسير بلا وجهة باحثاً عن ضحيته الأولي... و منهم من كان ضحية أولى لوحش ما و لم يكن له فرصة للبقاء على قيد الحياة و لو كان في هيئة وحشٍ
تشانيول عقد حاجبيه و التفت نحو تشانسوك التي انتفضت من مكانها بفزع حين تعالي صوت صراخ مذعور بالخارج و ضجة احتلت المكان فـ أشار لها بالصمت ثم اقترب من الباب بعدما رفع القناع يخفى وجهه و من ثم هو فتحه لتتسع عينيه
كائن مر من أمامه... زومبي لم يلتفت نحو تشانيول و المشفى تقريباً امتلأت بتلك الكائنات و بعض مصاصي الدماء الذين قاموا بفتح أبواب المرضى المُغلقه كي يتسنى للزومبي الدخول إلى هناك
أصوات صرخات مخيفه ذكّرت تشانيول بزوجته و قد رأي نفسه بتلك الوحوش لكنه استيقظ سريعاً يعود خطواته إلى الداخل مُغلقاً الباب ثم سحب الكرسي الذي كان يجلس عليه ليميله يسند به مقبض الباب لعل ذلك يؤجل دخولهم الغرفه
"ماذا يحدث؟"
تشانسوك سألت بقلق ليهز رأسه إلى الجانبين يُهدئها
"لا تقلقي و إهدئي... أنا هنا بجانبك"
همس بخفوت و هو يُبعد أنبوب المُغزي عن ذراعها ثم أمال يحملها بين ذراعيه لتتشبث بعنقه سريعاً شاهقة بفزع
"لا تفتحي عينيكِ مهما حدث... ليس عليكِ سوي الثقة بي"
دفع رأسها من الخلف لتدفن رأسها بصدره مُغلقة عينيها بقوة بينما هو كان يقترب من الباب كي يختبئ خلفه حين بدأ مقبض الباب يُصدر صوتاً يُنبئ بمحاولة شخص ما لفتح الباب
"أنا أثق بك"
همست بصوتٍ خافت ليعقد حاجبيه و هو ينظر لها ترتجف بين ذراعيه بتوتر و مرة أخرى تلك الجملة ترددت بعقله بصوت زوجته
كانت تبتسم رغم تعذيبه لها... هي كانت تثق به كذلك
انتفض من شروده حين كُسر الكرسي و فُتح الباب ليطل من خلفه فتاة ذات شعر بُني قصير تمتلك عيناً زرقاء فاتحه و أخري حمراء بينما أنيابها بارزه
تشانيول استقام بظهره يحاول الاختباء عن أنظارها في حين يده كانت تضغط علي جسد تشانسوك يُخفيها أكثر بين ذراعيه
التفتت تلك الفتاة كي تُغادر و حينها لمحت ذاك الطويل المُلثم يحمل تشانسوك بين ذراعيه و يقبض عليها بحذر
"من تكون؟"
عقدت حاجبيها و اقتربت منه ليلتفت واضعاً تشانسوك علي الأرض ثم أعاد نظراته نحو تلك الفتاه و ذراعيه قد فردهما على جانبيه كي يحمي تشانسوك خلفه بينما هي كانت تدفن رأسها بظهره و ترتخي بجسدها ضد خاصته تُغلق عينيها بقوة
"أتحميها؟"
رفعت حاجبيها بذهول ثم أمالت بجسدها كي تري تلك المُختبئة خلفه لكن تشانيول تحرك معها حتي التصقت تشانسوك بالحائط خلفهما
"ابنتك؟ حبيبتك؟ زوجتك أم...."
أمالت برأسها مرة أخرى كي ترى لكن أعين تشانيول تحولت احداهما للأحمر و أخري للأزرق الفاتح يُبرز أنيابه خلف ذاك القناع
"على مهلك يا رجل... نحن نحمي بعضنا"
أشارت بكفيها أمامه توقفه عن الشجار ثم قهقهت
"دعها... إذا لم نقتلها نحن الآن، هي ستقتلك لاحقاً... علي الأقل لتكون واحدة منا أفضل "
"أنا لن أفعل.. لن أؤذيه "
تشانسوك تدخلت و هي تضغط على ثياب تشانيول بخوف ثم فتحت عينيها ليميل برأسه نحوها يرمقها بحده جعلتها تبتلع ريقها بتوتر
" تبدين مألوفه "
الفتاة أمامهما عقدت حاجبيها تحاول التذكر حتى اتسعت عينيها لتنظر نحو تشانيول و بحركة سريعه هي اقتربت تسحب القناع عن وجهه لتظهر ملامحه
"الباريستا؟"
همست بتساؤل و كف تشانيول تحركت نحو الخلف حيث خصر تشانسوك يضغط عليه بخفه فـ تبادلت النظرات بينهما
" إذاً أنت من قتلت زوجتك بحق"
ضحكت بصخب و هزت رأسها تقترب منه بلا مبالاة في محاولة لسحب تشانسوك لكنه أسرع و ضرب بذراعه عنقها بقوة أطاحت بها إلى الجدار الآخر بنهاية الغرفه
و تشانسوك كانت قادره علي سماع صوت تكسير عظام تلك الفتاه التي تم ترميمها مرة أخرى و بلحظات
" هيا بنا "
صاح بذعر و هو يرى تلك الفتاة تقترب منهما مرة أخرى و أمسك يد تشانسوك يسحبها خلفه ليُغلق الباب ثم ركض مُحتضناً كتف تشانسوك كي تُحيطها رائحته
كلاهما كان يمر من جانب تلك الكائنات و كأنهما لا شيئ بينما تشانيول كان يدفعها بعيداً عن أي كائن يمر بجانبها حتي وصلا إلى غُرفة أدوات التنظيف بنفس الطابق
صغيره و ضيقه لكنها احتوتهما بجانب بعض الدلاء و مساحيق الغسيل و لازال هناك مساحة فارغه
تشانيول أغلق الباب و هو يلتقط أنفاسه في حين تشانسوك كانت تميل برأسها بتعب تبكي بصمت و أنفاسها غير مُنتظمه
"هناك... هناك مصاصي دماء بالخارج و لا يُمكننا الخروج، الزومبي لن يشعروا بكِ بسبب رائحتي لكن مصاصي الدماء يمكنهم رؤيتك و معرفة أنك سليمه كما حدث منذ قليل"
هو همس مُستوعباً الأمر لتعبس هي و ألقت برأسها إلى الخلف غير قادره على الوقوف أكثر من ذلك
"أنت بخير صحيح؟... لم يُصبك مكروهاً؟ "
سألته بقلق و هي تحاول السيطرة على عينيها كي لا تُغلقهما أو تفقد الوعي فـ تنهد هو واضعاً يده خلف رأسها ثم سحبها نحوه لتستقر برأسها فوق صدره
"فقط اهتمي بنفسك الآن "
"تشانيول"
همست بتعب فـ أصدر 'هششش' هادئه يحثها علي الصمت ليضمها بذراعيه يستند بذقنه فوق رأسها، مُرهق هو الآخر من تحوله المفاجئ
تشانيول أمال قليلاً يُلقي بثقله علي الجدار خلفه و حينها شعر بثقل جسد تشانسوك ليُدرك أنها قد نامت بالفعل
" أين الهاتف؟ "
تنهد بضيق حين تذكر أنه بتلك الغرفة لينظر من حوله يبحث عن مكان يُخفي به جسد تشانسوك حتي وجد رُكناً صغيراً خلف تلك الدلاء لكن ربما لن يكفيها
أسند جسدها بذراعيه ثم مد قدمه نحو تلك الدلاء يدفعها بخفه حتي تبتعد عن الطريق ليزفر براحة بعدما أفرغ مكاناً من أجلها و اقترب يضع جسدها هناك برفق خشية أن تستيقظ لكنها فتحت عينيها ببطئ تنظر إليه بصمت و هو يضع الدلاء أمامها يُخفي جسدها خلفهم و إرهاق بدا على ملامحها
"يجب أن أُحضر الهاتف"
نبس بهدوء يخبرها عما سيفعله فـ هزت رأسها بأعين اتسعت بخوف
"إنهم بالخارج سوف تتأذي إذا خرجت و..."
قاطعها بوقوفه و خلع سترته ليضعها فوق جسدها
"لا تتحركي كثيراً كي لا تلفتي النظر إليكِ و لا تُصدري أي صوت حتي أعود"
اعتدلت لتُمسك بيده من خلف تلك الدلاء تمنعه عن المُغادره ليُربت علي كفها ثم أعاده فوق معدتها و غطاها جيداً بسترته
" لا تقلقي "
همس يمسح على جانب وجنتها قبل أن يرفع تلك السترة فوق وجهها يُخفيه ليتنهد بعدها و استقام يُعطي وجهه إلي الباب
قضي بضعة لحظات في دوامة تفكير خائفاً من تركها وحدها هنا و بالوقت ذاته لا يمكنه القتال كي لا يفقد وعيه من التعب و حينها هي سيلحق بها الأذى بدون أدني شك
تشانيول لا يريد رؤيتها تصرخ أمامه تطلب النجدة من أنياب تنهش جسدها بتلذذ كما زوجته... داك يونغ ترجته أن يتركها و طفلتهما، ألم تفعل؟!
هز رأسه سريعاً كي لا يضيع في دوامة أخري من الأفكار الكئيبه و ينسي ما يجب عليه فعله لذا هو وضع يده فوق المقبض يسحب نفساً عميقاً ثم زفره يصنع شقاً من جانب الباب كي ينظر إلى الخارج و حين فعل هو رأي شخص ملقي أرضاً أمامه يعتليه أحد تلك الكائنات يلتهم عنقه بأصوات مقززة و صاخبة تصدر عنه لتتداخل مع صوت صراخ تلك الضحيه
"التحول الأول!"
تمتم يتذكر كلمات سيهون حول التحول الأول ذاك... هو الآخر كان في تحوله الأول، رغم أن الأمر مع الزومبي لا يختلف في تحول اول أو غيره لأنك في كلتا الحالتين سوف ترقد مكانك ميتاً أو تسير كجثة
لكن القلق مازال قادراً على إفزاع تشانيول من هذا الشيء المدعو التحول الأول الذي يقضي على الضحية الأولي
أغلق الباب مرة أخرى و تنهد ليُزيح تلك الدلاء نحو الباب و اقترب يحشر جسده بجانب خاصة تشانسوك فـ فتحت عينيها تُبعد السترة عن وجهها
"لم أتمكن من الخروج، لقد وصلنا إلي هنا بمعجزة بالفعل"
همس بأسف و ألقي رأسه إلى الخلف يستند به علي الحائط فـ همهمت هي بتفهم و قد تنهدت براحه كونه لن يخرج
مشاعرها تجعل منها غبيه فـ إذا فكرت لو لوهلة فهي الوحيدة بخطر هنا
الباب فُتح علي حين غرة لتشهق هي بفزع في حين هو دفع رأسها بصدره سريعاً يحتضنها بذراعيه كي يحجب عنها الرؤيه لكنه كان مُراهقاً ذو جسد هزيل لوثت الدماء ثيابه
المسافة بين الدلاء و الباب كانت تقريباً معدومه بسبب صغر حجم تلك الغرفه و حين أغلق ذاك الفتي الباب و هو يلتقط أنفاسه بصعوبه، تلك الدلاء حُشرت بين قدمه و فخذ تشانيول فـ لفت ذلك نظره ليلتفت نحوهما برأسه ببطئ و هو يبتلع ريقه بصعوبة
الفتي بدا طبيعياً بأعين تشانيول المُتسعة بفزع... كلاهما تبادل النظرات بصدمه ليضع الصغير يده على المقبض كي يهرب مرة أخرى فـ رفع تشانيول يده يحاول إيقافه ممسكاً بثيابه
"لا تخف، أنا لن أؤذيك"
همس بخفوت فـ بدأت شفاه الصغير بالارتجاف،ليس و كأنه سيصدق شخص النظر بوجهه كافي لإدراك أنه غير طبيعي
"لا تقلق، هو ليس وحشاً"
همست تشانسوك و هي ترفع رأسها من صدر تشانيول تستوعب ما يجري فـ هز الصغير رأسه بتردد و حرك عينيه في المكان الضيّق
لا يمكنه البقاء واقفاً علي قدميه لوقت طويل لا يعلم أحد نهايته
"هل يمكنكما التحرك قليلاً؟"
همس بتردد ليرفع كلاهما حاجبيه بعدم فهم
" أعتذر، لكن قدماي ضعيفتان... لا يمكنني الوقوف لوقت طويل"
فرق تشانيول بين شفتيه بصورة دائريه يُصدر 'أوه' خافته ثم حرك ذراعه من خلف تشانسوك يدفعها كي يستقر جسدها فوق خاصته و سحب الدلاء نحوه يترك مجالاً لذاك الفتي الذي بمجرد أن جلس قريباً من تشانيول جعد الآخر أنفه لكنه تحكم في ملامحه كي لا يُحرجه
" علينا البقاء فقط حتي موعد شروق الشمس"
تشانيول أخبره ليومئ الصغير بإبتسامة مُصطنعه ثم أشاح بوجهه بعيداً عنه
الأصوات كانت تهدأ تدريجياً... ربما تم قتل جميع من بالخارج حتى لم يعد هناك بشرياً بذلك الدور من المشفى
الإختباء كان صعباً خاصة في وجود مصاصي الدماء الذين سهلّوا علي الزومبي اقتحام غرف المرضي و لم يكن هناك من سلم من أيديهم سوي القليل من المرضي الذين تم تجاهلهم من كلا الطرفين... الزومبي و مصاصي الدماء
صوت شخير خافت كان يصدر من ذاك الصغير و كذلك تشانسوك يدل على نومهما في حين تشانيول كان يحتضن تشانسوك بخوف و عينيه تتبادل النظر بينها و بين ذلك الفتي ثم ينظر نحو الباب
هو فجأة وجد نفسه مسؤولاً عن شخصين بدلاً من واحد و بالنسبة إليه الأمر كان مخيفاً لأنه إذا أصاب أحدهما مكروهاً سيتحمل هو الذنب لأنه لم يتمكن من الدفاع عنه
أراد التحرك لمعرفة ما يحدث بالخارج و إذا هدأ الوضع، أو حتي ليعرف إذا حان وقت الشروق أم لا لكن كان من الصعب التحرك بسبب تشانسوك التي تستقر فوق جسده نائمة بتعب يبدو بملامحها و بجانبه ذاك الصغير الذي لو فكر في التحرك من جانبه سوف يدهسه بلا شك خاصة و أنه يحتاج إلى مساحة يقف بها قبل خروجه كي يتأكد من الأجواء بالخارج
تنهد بتعب و التزم مكانه ينتظر بفارغ الصبر حضور أحد ما لإنقاذهم و ذلك لم يحدث سريعاً...و دون أن يشعر هو غط في نوم عميق يستسلم لتعبه
____________
"توقف عن استدعائي، هذا ليس جيداً"
هيبا هتفت تدّعي اللامبالاة في حديثها لكن ابتسامتها الغبيه فضحتها كما أفكارها ليبتسم بيكهيون مُغمض العينين الذي ادّعي النوم
لكن مهلاً!
فتح عينيه ينظر إليها بعدم فهم لترفع حاجبيها بإنزعاج
"ماذا؟أوقظتني سوشيل بهذا الوقت من أجلك... من يريد التسلية بهذا الوقت من الصباح "
"هذه المره أنا لم.... "
توقف عن الحديث للحظات يحاول الإستماع إلي ما يدور بعقل تلك الطبيبه و عينيه اتسعتا بخفة حين علمه أن المشفى تعرضت لهجوم لكن سرعان ما ابتسم بتوتر يُخفي ذلك
" أنتِ استيقظتي و انتهى الأمر لذا لا بأس "
قهقه لترمقه بإنزعاج تُبديه بملامحها ثم استدارت بوجهها بعيداً عنه تضم شفتيها بإبتسامه
"هيبا"
سوشيل فتحت الباب تبتسم بتصنع و المقصودة التفتت نحوها ترمقها ببرود
"لدي عمل ضروري أنا و سيهون لذا ابقي مع بيكهيون إذا أراد شيئاً، و لا تقتربي منه خاصة ذراعه المُضمده "
ختمت حديثها بنبرة تحذيريه فـ قلب بيكهيون عينيه
" هلا تحدثتما عني بسرية كي لا أشعر بالإهانة أو تُجرح مشاعري"
رمش ببراءة نهاية حديثه فـ همهمت سوشيل و خرجت من الغرفة دون إجابه في حين التفتت إليه هيبا تنظر نحوه بسخريه
" بسرية أو علانية بالنهاية أنت ستستمع إلى أفكارنا"
رفعت حاجبيها تؤكد حديثها ذاك ليضحك مُصدراً صوتاً رجولياً بنغمة طفوليه خجوله
" لا أقصد الاستماع إلى أفكاركم"
"لكنك تفعل الآن"
لوحت بيدها بلا مبالاة لتعقد ذراعيها نحو صدرها و هزت رأسها إلى الجانبين
" الطبيبة تجاهلتني... إنها بارده و مزعجه كما الطبيب سيهون... يليقان ببعضهما"
تحدث يفتتح معها حواراً و هي سريعاً صفقت بحماس و هي تبتسم بإتساع
" أقسم لقد قلت ذلك مراراً لكنها لا تُصدقني"
ضحك و أومأ يوافقها الرأي فـ اقتربت بكُرسيها منه لتستند بمرفقيها على السرير بجانب بيكهيون و فوق كفيها استندت برأسها
-----------
بيكهيون pov
رأسها كان بمساواة رأسي تقريباً و هي تستند به فوق كفيها... ابتسمت أنا بإتساع و صوت أفكارها منعته عني كي أستمع لها هي فقط
بدت كـ طفلة مُتحمسه حين ذكرت أمر هاذين الباردين و هذه المرة الأولى منذ وصلت إلى هنا أراها تتحدث بتلك الطريقه
صوتها مُرتفع تتحدث بسرعة و تهز رأسها مع حديثها إلى جانب أعينها التي تتسع كلما تحمست أكثر مع الكلمات
"أتعلم؟! سيهون لم يكن بارداً أبداً... ربما بسبب المشاكل و امر هؤلاء المتحولين الذين خرجوا عن السيطره و أيضاً هناك سكان أولسان الذين يحاول حمايتهم و من جانب اخر قلقه على المغفلة التي لا تشعر به هو أصبح بارداً لكنه لطالما كان لطيفاً خاصة حين يرتدي نظارات عمله تلك... يسهل جعله يخجل و تتورد وجنتيه خاصة إذا كان أمام سوشيل... هو لا يمكنه أن يغضب منها و ملامحه سوف تلين سريعاً حين رؤيتها حزينه أو غاضبه... إنه كـ الملاك الحارس و ربما هو مثالي كما تقول تلك الغبيه لكنه إذا حصل على امرأة مثاليه سيكون الوضع بارداً... العلاقات المثاليه إنها مزعجه، لكن تخيل أن يرتبط شخص لطيف و طيب القلب و رقيق مثل سيهون مع امرأة وقحه ذات لسان سليط متسرعة و متهوره و غبيه مثل أختي... الحياه ستكون أكثر متعه، هو سوف يُربت علي كتفها و يحتضنها برقة حين تكون حزينه أو غاضبه لن يُلقي بها بعيداً أو يتجاهلها... و لكونه شخصاً لطيفاً و ذو مكانة عاليه عندها هي حتي إن جرحته بحديثها سوف تعتذر لاحقاً و هكذا ستكون الحياه فهي ارتبطت سابقاً بشخص غير مثالي و يمتلك شخصية قريبة من خاصتها و لكن بخصال أسوأ و ماذا كانت النتيجه؟ "
تنهدت تمسح على أطراف شعرها بظاهر يدها بعشوائية بعدما أنهت حديثها لأضحك بعدم تصديق
لقد تعرق جبينها فقط من مجرد الحديث لكن لن أنكر أنه كان حديثاً مُرهقاً و هي تحاول السيطرة على أعصابها حين ذكرت زوج أختها السابق
" أنتِ مُحقه... أيضاً كون الطبيب سيهون شخص لطيف و مثالي هذا لا يجعلها ترفضه... ليس مُبرراً طالما أنه يحبها و يعرف شخصيتها جيداً"
"تماماً"
صفقت توافق حديثي ثم رفعت قدميها عن الأرض تعقدهما أسفلها حيث ترتاح أكثر علي الكُرسي
"إذاً لمَ لمْ تقعي بحبه؟ أم أنكِ فعلتي؟ "
سألتها بحذر أُراقبها تبتسم ببلاهه
" سيهون؟ لا لا إنه ناضج و هذا لا يصلح لي..."
تنهدت و ابتسامتها بدأت تهتز
" سيهون حين تعرفت عليه كنت خائفة منه... تدريجياً بدأ يقترب مني رغم أنني وضعت بيننا مسافة لكنني تقبلته كذلك... تقبلته بنظرة الأخ الحنون ربما "
"أحياناً أشعر و كأنكِ تكرهينه"
"لا، لا... أنا لا أفعل "
نفت سريعاً لتختم حديثها بهمس مُحرج
"فقط... لا أحب أن أكون مُقرّبة من شخص ما خاصة الرجال "
سيهون تحدث عن ذلك مُسبقاً لكن كما هو لم يدخل في التفاصيل فأنا أيضاً لم اسأل عن التفاصيل لربما يكون أمراً خاصاً
" تُحبين الطبيبة سوشيل صحيح؟"
سألتها بإبتسامه لتنظر نحوي قليلاً تُفكر في الإجابه و لم أرغب في التطفل عليها لذا لم أستمع لأفكارها رغم فضولي
" أحبها... أغار منها.. أكرهها... لا أجد الأمان بعيداً عنها.. أخشى اقترابها مني"
بين الحين و الآخر هي سـ تهمس بإجابة مُختلفه لأهمهم لها بتفهم
" هي تُحبك كثيراً... حين الاستماع إلى أفكارها أشعر بالغيره لأنني لا أمتلك أخت أو حتى أخ يحميني و يفكر بي كما تفعل معك "
أخبرتها و هي ابتسمت بإنكسار
" علي الأقل تمتلك والدين لطيفين يُحبانك و يهتمان لأمرك"
تبدو شاردة و أيقنت أنها لم تقصد ما قالت حينما اتسعت عينيها و التفتت تنظر لي بصدمه و كأنها كشفت نفسها أمامي أنها عبثت بـ سندريلا دون إذن لكنني تغاضيت عن إزعاجها رغم أنني أحب رؤية غضبها اللطيف لكن هذا ليس وقتاً مُناسباً
" هل تقبلين صداقتي؟ "
همهمت بعدم فهم و هي ترفع حاجبيها ببراءة لأبتسم أنا
"تشانيول كئيب، سوشيل وقحه، سيهون بارد و أنا أشعر بالملل و الوحده لذا هل يمكنك أن تكوني صديقتي؟"
رمشت ببراءة أضم شفتاي بعبوس أحاول إضعافها سامحاً لنفسي بالإستماع إلى ما تُفكر به و حينها اتسعت ابتسامتي
تراني لطيفاً!
"توقف عن قراءة أفكاري أيها الوغد"
تلقيت صفعة علي رأسي، قوية كانت لأتأوه بألم
" أنت غير مريح لا أقبل صداقتك "
رفضت تُشير لي بيدها بعدم إهتمام لكنها كاذبه... ابتسامتها تفضحها
"لو أنني غير مريح لم تكوني لتجلسي هنا وحدك دون تواجد شخص آخر بالمنزل معنا رغم أنكِ تعرفين أن رائحتك تجذبني "
جفلت حين ذكرت الأمر و كأنها قد تناست حقيقتي لكن خوفها و ارتباكها لم أستشعرهما
رائحتها كانت جذابه و قوية كما حين تتناول طعامها هذا يعني أنها مُتحمسه
End pov
" حسناً، حسناً أقبل... أنت مُزعج "
_____________
المشفى كان يُحيط بها رجال الشرطه يرتدون خوذات و بذلات واقيه مع مسدسات تتوسط أيديهم و شرائط صفراء قد التفت حول المشفى تمنع الدخول و الخروج
"طبيب أوه... تفضل"
تقدم رئيسهم يُصافح سيهون ليُخرج يده سريعاً من معطفه يُصافحه بحاجبين معقودين
"مـ ما الذي... حـ حدث هنـ ـا؟"
سأل يدّعي التأتأه و الآخر هز رأسه إلى الجانبين بأسي
"جميع الجثث اختفت لكن للأسف ليس الجثث فقط بل هذه المره كان هجوماً عنيفاً على غرف المرضي و مكاتب الأطباء"
"هل هناك ناجين من الحادثه؟"
سوشيل سألته بلهفه فـ اومأ ذاك الضابط و أشار لهما بالدخول ليرفع الشريط الأصفر كي يفسح لهما الطريق
"وضعناهم في غرف منعزله حتي نتأكد أنهم غير مُصابين لأن هناك منهم من قالوا أنهم تحدثوا مع مصاصي الدماء وجهاً لوجه "
سيهون توقف يضيق بعقدة حاجبيه بإستغراب ليتوقفا معه
"هل هناك شيئ ما؟"
الضابط تسائل و سيهون تنهد ليهز رأسه بالنفي ثم أكمل طريقه حيث غرف العزل
" منذ... مـ ـتى و هم بـ... بالعزل؟ "
" أربع ساعات تقريباً "
أجابه و هو ينظر إلي ساعته فـ اومأ سيهون بتفهم
"هنا، هذا الطابق و الطابق الذي يليه"
الضابط أخبره ثم أخرج المسدس كي يسير خلفهم لكن سيهون استوقفه سريعاً
"ليـ ليس هناك داعي... ابقي هـ هنا"
"لكن هذا خطر و إذا حدث لك شيئ "
" لن يحدث شيئاً "
سوشيل قاطعته بـ ثقه و هي تنظر نحو سيهون الذي رمقها بنظرة سريعه قبل أن يحرك عينيه في الأرجاء ثم سار نحو الغرف
"لا تقلق"
أشارت لذاك الضابط بالبقاء بمكانه فـ تنهد بإستسلام و اتكأ علي الحائط بكتفه ينتظرهما هناك و هو يُراقب
" ابقي خلفي"
همس لها فـ همهمت بالموافقه دون نقاش لتلتصق به و هو يسير بحذر يفتح الغرفة تلو الأخرى
بدوا طبيعيين، لا علامات عض ولا تجارب
"تشانيول و تشانسوك ليسا بينهم"
عند إغلاقه باب الغرفة الأخيره من غرف العزل هو التفت نحوها يتحدث بنبرة طغى عليها القلق لتبدأ هي بضرب قدمها بالأرض بتوتر
"ماذا نفعل الآن؟ أتعتقد أن مكروهاً قد أصابهما؟"
"حينها هيبا لن تُسامحنا أبداً، أنا السبب بذلك"
هو همس سريعاً قلقاً من احتمالية وقوع مكروه لـ تشانسوك
"ربما هما بمكان آخر... أعني لا بد أن تشانيول قد هرب معها"
"تشانيول ضعيف و يفقد الوعي إذا بذل مجهوداً لذا لا أعتقد أنه قد تصدى لهم او فكر في ذلك و إلا سيضع تشانسوك في الخطر بيديه "
كانا يُفكران بصوتٍ عالٍ يحاولان تخمين مكان تواجدهما لكن بلا فائده
"دعنا نصعد إلى الأعلى حيث غرفة تشانسوك... ربما يختبئان هناك "
سوشيل هتفت بتفكير و هو هز رأسه موقناً أنه لا يمكن أن يكونا هناك
"أتعلمين! لن نخسر شيئاً "
رفع كتفيه بإستسلام يوافقها ثم سارا نحو المصعد يتجهان حيث غرفة تشانسوك التي كانت تمكث بها
دفع سيهون الباب بكفه بحذر و يده الأخري كانت تُلامس خصر سوشيل التي تسير خلفه
الغرفة كانت فارغه و بارده لا يوجد بها آثار دماء لذا هما تنهدا براحه
" هاتف تشانسوك"
سوشيل ركضت نحو الطاولة حيث الهاتف لتمسكه و أمسكت بحقيبة الدواء كذلك ثم التفتت نحو سيهون الذي شرد ببقعة ما علي الحائط
"أعتقد أن هناك شجار قد نشب هنا"
نبس بجديه و هو ينظر حيث تلك البقعة على الحائط و التي كانت توحي بوجود شيئ قاسٍ قد ضرب بها ليكسرها بصورة بوضويه و ذاك المكان كان حيث الفتاة التي دفعها تشانيول سابقاً
"و الكرسي هناك"
سوشيل أشارت حيث كُرسياً واقع أرضاً بعشوائيه و قد كُسر جزءاً منه
" تعالي معي"
أمسك يدها يجرها خلفه ليخرجا من تلك الغرفه
"تشانيول"
سيهون صاح مُنادياً إياه لتعقد سوشيل حاجبيها و سحبته كي يتوقف ثم عاد يقف أمامها
"ماذا تفعل الآن؟"
"إذا كان يختبئ فلا بد أنه نائم أو لم يعرف بعد أن الشمس أشرقت لذا لا يوجد حل سوي أن نناديه "
فرّقت بين شفتيها عدة مرات تحاول رفض تلك الفكره لكن لا يوجد حل آخر... و انتهى بهما الأمر يُناديان بإسمهما
"تشانيول"
"تشانسوك"
سارا بالطرقات الواسعه يصرخان بالإسمين عدة مرات علّهما يجدان إجابه لكن لا يوجد
" سيهون "
سمعا صوته قريباً بينما هو الآخر كان يحاول إبعاد جسد تشانسوك عنه ثم استقام ليفتح الباب و أخرج جسده من هناك بحذر كي لا يدهس الصغير النائم
" تشانيول!"
سيهون ضيّق عينيه و هو يسير نحو الصوت حتي رأي تشانيول يقف أمام غرفة صغيره يأبى التحرك
" أنت بخير؟"
"أين تشانسوك"
ركضا نحوه يتسائلان بقلق فـ تنهد هو براحه
"أنا بخير، لكن تشانسوك تبدو مُتعبه يجب أن نغادر المكان"
أخبرهما علي عجل و فتح الباب بعدها ليظهر جسدها المُتعرق و وجهها الشاحب بينما هناك صغير ينام بجانب الباب مباشرةً
"اااه هذا الفتي اقتحم الغرفة حين هرب من تلك الكائنات"
فسّر لهما و هو يرى نظراتهما نحو الفتي فـ همهم سيهون بتفهم
" دعنا ننقلهما إلي منزلي فأنا و سوشيل يجب أن نعود إلي هنا مرة أخرى"
اومأ تشانيول لينحني سيهون يحمل الصغير بين ذراعيه فـ انتفض مفزوعاً و سيهون حينها جعد ملامحه للحظات للرائحة التي اشتمها
"إهدأ، أنت بأمان "
سوشيل همست بلطف و هي تبتسم له فـ حرك عينيه ينظر إليهم جميعاً بـ تيه
"هل كنت بالمشفى وحدك؟"
سيهون جلس القرفصاء أمام الصغير يسأله فـ حرك رأسه يومئ
" كنت مع أمي لكنها تركتني... قالت أنني فتى جيد و يمكنني الإعتماد علي نفسي فـ هي مضطرة للسفر مع زوجها... هـ هي تُحبني لكن... ستأتي لاحقاً من أجلي، أنا واثق "
اختنق بعبرته و بدا و كأنه يحاول إقناع نفسه، لكن الجميع كان مستوعباً للأمر
أن هذا الصغير المريض والدته تخلت عنه من أجل زوجها و الذي ليس والده بالطبع
" سوف أصطحبك إلى منزلي، إنه آمن و لطيف سوف يُعجبك "
الصغير جحظ بعينيه بحماس ثم ألقي بجسده نحو سيهون يحتضن عنقه بقوه حتي كاد يقع الآخر
"شكراً لك، أنا حقاً مللت البقاء هنا"
ابتسم سيهون و رفع يده يُبادله بينما يمسح بكفه علي رأس الصغير من الخلف
بعد دقائق طويله وصلوا إلي المنزل، تشانيول يخفى جسده بأكمله بالسواد كما كان بالأيام الماضيه و بين ذراعيه كان يحمل تشانسوك النائمه في حين سيهون كان يسير أمامه يحمل الفتي علي ظهره و أمامهم سوشيل التي فتحت الباب من أجلهم
"اووه، يبدو أنهم عادوا"
هيبا صفقت بحماس تتهرب من بيكهيون الذي لا يتوقف عن الضحك مُسبباً فراشات بمعدتها بمزاحه اللطيف و نظراته الباسمة نحوها
"مهلاً هل ستتركيني وحدي؟"
صاح يستوقفها فـ التفتت تبتسم له بخبث ثم ركضت نحو الخارج و أغلقت الباب خلفها تتقصد إزعاجه لكنه بالمقابل ابتسم و تنهد ينظر نحو السقف هامساً
"لطيفه"
________
هيبا سارت نحو الخارج بخطوات سريعه تُتمتم بشتائم غير مسموعه و الشخص الذي أزعجها هنا كان بيكهيون الذي لم يفعل شيئ سوي جعلها تخرج من قوقعة البرود و الحزن
"تشانسوك!"
صاحت بذعر و اقتربت سريعاً من تشانيول حيث كان يسير بصديقتها نحو الغرفة التي أشارت نحوها سوشيل، و حين وقفت هي بجانبه وضعت كفيها علي وجنتي صديقتها تحتضنهما بعبوس و عينيها لمعتا تقف الدموع علي حوافها
"ماذا فعلت بها أيها الحقير؟ لقد قلـ..."
"اهدئي هيبا، أنا بخير"
تشانسوك همست بخفوت و ببطئ فرقت بين جفونها ليتنهد تشانيول
"أفسحي لي الطريق أولاً كي أدخل الغرفه"
لم تستمع له بل عادت بظهرها نحو الخلف و هي تُحرك يديها نحو كف تشانسوك تحتضنه بقوة، و ما كان على تشانيول سوي أن يسير ببطئ كي يتساوى مع خطوات هيبا وحتي لا تتأذي إحداهما
وضع تشانسوك فوق السرير و خرج بعدها من الغرفة مُسرعاً قبل أن يتلقى التوبيخ من هيبا في حين اقتربت هي من تشانسوك و صعدت علي السرير بجانبها تحتضن جسدها بقوة كادت تخنقها
"لماذا فعلتي هذا بي هااا؟... هل هو أهم مني؟ لماذا تقتلين نفسك من أجله؟"
وبختها بنبرة حزينه و لم يكن صعباً علي تشانسوك إدراك ذلك... أن صديقتها تبكي الآن
"لمَ يعتقد الجميع أنني حاولت قتل نفسي؟ أنا لم أفعل"
تشانسوك قهقهت بخفه و رفعت رأسها تنظر إلى هيبا و ذراعيها أحاطتا خصرها هامسه بإبتسامه
" أنا لم أحاول قتل نفسي لكن مجيئ جون سو جعل الأمر صعباً عليّ للخروج و شراء الطعام...هذا كل ما في الأمر"
"أنا صديقة سيئه، ما كان على تركك وحدك... أنا حقاً أسفه "
هيبا انفجرت باكيه لتتنهد تشانسوك و ارتفعت بجسدها قليلاً تُقبّل وجنة صديقتها
"لست سيئه هيبا... أنتِ أفضل صديقه حظيت بها طوال حياتي "
" هذا لأنكِ لم تحظى بأصدقاء غيري "
مسحت هيبا علي وجهها بعشوائية بإحدى يديها لتضحك تشانسوك
" هل يمكنك تحضير شيئاً لذيذاً من أجلي؟ طعام المشفى كان مُهيناً لمعدتي"
برزت شفتيها بعبوس و هيبا اومأت سريعاً لتساعدها في الاستلقاء براحه ثم خرجت من الغرفه تزامناً مع دخول تشانيول فـ رمقته بنظرة حاده تجاهلها هو
تقدم بتوتر من سرير تشانسوك لتفتح عينيها حين شعورها بشخص ما يقف بجانبه ذو صوت أنفاس عالٍ
" هذا الدواء.. الطبيب سيهون قال أنه يجب أن تنتهي منه حتي و إن تحسنت حالتك"
همهمت له بتفهم ثم عادت لإغلاق عينيها بإرهاق
"هل أنت بخير؟"
أمسكت يده قبل أن يُغادر فـ التفت نحوها برأسه و همهم ثم دفع يدها برفق ليغادر الغرفة بحاجبين معقودين
بغرفة المعيشه حيث سيهون يجلس و إلى صدره يضم ذاك الفتي يُداعب شعره بلطف يتبادلان الهمسات و أمامهما كانت سوشيل تنظر نحوهما بتعجب
يبدوان كـ أخوين ربما أو...
أب و ابنه
يبدوان مرتاحين سوياً علي الرغم من أنهما لم يتعرفا بعد
"أيها الصغير... ما اسمك؟"
سوشيل قاطعت حديثهما بسؤال فضولي ليرفع الفتي عينيه نحوها و ابتسم بإتساع حتي أُغلقت عينيه
"يانغ جونغ إن.. يمكنكم مُناداتي بـ 'اي ان' هكذا اعتاد والدي أن يناديني"
اومأت سوشيل بتفهم و بعدها أشارت إلي سيهون بعينيها فـ ترك الصغير و ربت علي رأسه بإبتسامه قبل أن يبتعدا عنه
"ما كان يجب أن تحضره إلي هنا... بيكهيون بالداخل إن لم تكن نسيت ذلك و هذا قد يخيفه "
"تشانيول بالنظر إلي وجهه الشاحب و عروقه البارزة تلك سوف تدركين أنه غير طبيعي و الصغير بالفعل قضي معه الليل بطوله و لم يخف منه أو يُفشي سره أمام الضباط حين خرجنا من المشفي لذا لا تقلقي"
رمق الصغير بنظرة سريعه ثم أعاد عينيه نحوها لتتنهد
" دعنا نذهب... سوف أتصل على جيبوم كي يلتقينا بالمشفى "
عقد حاجبيه حين سماعه إسم الآخر ثم التفت يسير حيث الغرفة التي يتواجد بها بيكهيون و حينها قابل تشانيول بطريقه
" تعالي معي "
أشار له كي يلحق به و تشانيول بإستسلام سار خلفه حتى دخلا تلك الغرفه ليقلب بيكهيون عينيه حين رؤية تشانيول
" عاد البارد الآخر، يالسعادتي"
"لم هو مُقيد؟"
سأل بصدمه و هو يقترب من بيكهيون كي يجلس على السرير المجاور له فـ رمق سيهون ذاك المُقيد بنظرة ساخره و اقترب من تشانيول ليجلس بجانبه
"ارتكب حماقة ما لذا هو مقيد"
"يا رجل فك قيودي رجاءً و أعدك لن ألمس جسدي مجدداً "
بيكهيون تذمر يتخيل كيف ستكون حياته جحيماً إذا بقي مقيداً لا يزوره سوي هذين
"أرني ذراعيك"
سيهون تجاهله يوجه حديثه إلي تشانيول الذي رفعهما نحوه
"اخلع ثيابك"
بيكهيون أخبره ليزجره سيهون بنظرة حاده
"أغمض عينيك قبل أن تثور مرة أخرى أيها الطفل "
سيهون سخر ليغلق بيكهيون عينيه بإنزعاج مصطنع لكن في الواقع هو لم يكن لينظر حتي
تشانيول خلع سترته من ثم قميصه ليلقي بهما بجانبه و ذاك الشحوب و الجسد ذو العروق البارزه الذي أفزع بيكهيون سابقاً لم يكن شيئاً بنظر سيهون
أمال برأسه قليلاً يتحسس تلك العروق بتركيز ثم التفت نحو ذراعي تشانيول حتى وقعت عينيه علي ذاك التورم بأحد ذراعيه و الذي لم يكن بسوء ذراع بيكهيون
اعتدل بظهره و هو يمسك تلك الذراع ليري حفرة شبيهه بالمتواجده بذراع بيكهيون
"هل يذكر أحدكما ما الذي حدث حين..."
توقف و هو ينظر نحو وجه تشانيول الذي ينظر إليه بشرود
"لا، لنتحدث حين عودتي"
استقام و اقترب من بيكهيون يفك قيوده قائلاً بجديه
"إياك و ان تلمس ذراعك مرة أخرى"
"لن أفعل"
اومأ سريعاً ليلتفت برأسه نحو تشانيول يرى نظراته الغريبه نحو سيهون
"و أنت لا يجب أن تلمس ذراعك ذاك أو ستكون نهاية العالم"
بيكهيون حذره دون أن ينظر إلى ذراعه العاري فـ حرك تشانيول عينيه لتلتقيا مع خاصتي بيكهيون
" سوف أغادر إذن، لدي عمل "
سيهون انسحب من هناك و حين أغلق الباب اعتدل بيكهيون بجلسته و هو يمسد معصميه بينما تشانيول سحب القميص يخفي جسده
" أشعر بذلك أنا أيضاً "
بيكهيون همس و تشانيول همهم دون أن يلاحظ ذلك أن بيكهيون تطفل علي أفكاره للتو
تشانيول تنهد بعدما ارتدي ثيابه و عقد حاجبيه قائلاً
"سابقاً كنت أعتقد أنه أمر طبيعي لكن بعد ليلة البارحه أعتقد أنني لا أستطيع فعل شيئ سوي الشك بأمره"
_____________
سيهون و سوشيل غادرا المنزل بعد أن تركا المدعو 'اي ان' مع هيبا بالمطبخ حيث يجلس على الكرسي أمامها يستند بمرفقيه فوق الطاولة و رأسه يستقر فوق كفيه يراقبها و هي تحاول صنع الطعام من أجل صديقتها
" إذاً أنت في الخامسة عشر من عمرك "
هي تحدثت ليومئ سريعاً
"لقد أتممتهم منذ أسبوع... جميع من بالمشفى كانوا يحتفلون بي، إنهم يحبونني"
هتف بحماس لتبتسم هيبا و اقتربت منه تُبعثر شعره
"إذاً أيها اللطيف، هل تمتلك أخوه؟"
ملامحه السعيدة تلاشت تدريجياً يحل محلها ابتسامة منكسره
" لـ لدي ثلاثه لكن..."
هيبا همهمت تحثه علي أن يكمل فـ تنهد هو
" انهما أبناء زوج والدتي و ليس أبناء والدي "
عقدت حاجبيها حين ضم الصغير شفتيه بعبوس
"إنهم معها الآن و أنا... اااه لا هي لم تتركني، سوف تعود من أجلي لاحقاً، أنا واثق بها"
قهقه يمسح على عينيه بعشوائية لتبتسم هيبا بحزن ثم بعثرت شعره
"إذاً حتي تعود لتبقى معي لأنني وحيدة هنا "
ابتسم بإتساع و اومأ إليها حتي سمعت صوتاً آخر يقتحم مساحتها
" ماذا عني صديقتي الجديده؟ "
بيكهيون هتف بحماس و قهقه بعدها جاذباً إنتباهها جاعلاً منها تبتسم كالبلهاء حين رؤيته لكن سرعان ما هزت رأسها و التفتت تبتعد بعينيها عن هيئته
" يا إلهي، أشعر بالحريه"
مدد جسده يتأوه بصوتٍ عالٍ بعدما جلس على المقعد المجاور للفتي المراهق من ثم نظر إليه بأعين ضيّقه
"من أنت؟"
"يانغ جونغ إن، يمكنك مناداتي 'اي ان' "
ابتسم و مد يده يُصافح بيكهيون ليُهمهم الآخر و أمسك بيده يحافظ على ملامحه مُتجاهلاً رائحته
" هل... هل أنت متحول؟"
بيكهيون سأله ليرفع 'اي ان' حاجبيه بعدم فهم
"كان بالمشفى مع تشانيول و تشانسوك لذا سيهون أحضره إلي هنا لأن المشفى في حالة من الفوضي حالياً"
هيبا هسهست بحده و اقتربت تضرب بالطبق علي الطاولة أمام بيكهيون بقوة جعلته ينتفض لتميل بجذعها فوق الطاولة حتي وصلت إليه و أنفها يكاد يلتصق بخاصته
"كنت تعرف أن المشفي التي تتواجد بها تشانسوك تعرضت لهجوم و لم تخبرني "
كفحيح الأفعى هي همست أمام وجهه تضرب بأنفاسها الساخنة ضده ليبتلع بيكهيون ريقه بتوتر محاولاً إبعاد عينيه عن عنقها لكنها كانت قريبه اكثر من اللازم و ذلك كان صعباً عليه
"لـ لم يكن هناك داعي .. لأن.. تعرفي "
أجاب بتلعثم و حرك رأسه ينظر إلى الفتي بجانبه و ابتسم إليه يتجاهل هيبا التي عقدت حاجبيها و أمسكت بذقنه تُجبره علي النظر إليها فـ أغلق عينيه بقوه
"مازال كان يجب عليك اخباري"
"آسف، هـ هلا ابتعدتي؟"
دفع يدها بخفه و عاد بظهره إلى الخلف لتستوعب هي ما فعلته و استقامت بوقفتها
"لقد نسيت.. أعتذر"
تراجعت بظهرها كي تُكمل ما تفعله بينما الفتي بجانب بيكهيون كان يتبادل النظرات بينهما بعدم فهم
"لمن هذا الطعام؟ "
" تشانسوك "
أجابته سريعاً و لم تلتفت نحوه فـ همهم هو بتفهم
"أنا جائع"
برز شفتيه يُربت على معدته بطفوليه ليُقهقه 'اي ان' ثم مسد معدته يُقلد بيكهيون
"و أنا أيضاً"
التفتت إليهما هيبا تنظر نحوهما بصدمه فاغرة الفاه
"ما بالكما تتصرفان كطفلين؟"
" أنا جائع"
بيكهيون سحب ملعقة يضرب بها فوق الطاولة يُلحن الكلمه و 'اي ان' فقط يُقلده
كلاهما كان مُزعجاً يتصرفان كـ الأطفال
لكن نظرات بيكهيون نحو الصغير لم تخفي عن هيبا، عينيه تحمل تركيزاً نحوه كما يفعل حين يقرأ أفكارها
و بسبب ذلك هي ابتسمت بخفه مُدركة أن الآخر فقط يحاول تشتيت الصغير عن التفكير في أمور قد تزعجه
'اي ان ' يُشبه بيكهيون قليلاً في الشخصيه... كلاهما يلجأ إلي الضحك و المزاح حين محاولته التخلص من حزنه و خوفه
و هذا تماماً ما فعله بيكهيون حين أدرك أنه أصبح وحشاً
و أيضاً هذا ما يفعله الصغير الآن متجاهلاً خوفه مما وقع البارحة و هو وحيد في المشفى بعد أن تخلت عنه والدته و ركضت خلف زوجها و أبنائها الآخرين
"حسناً، حسناً... توقفا"
أشارت لهما هيبا بالصمت تصيح بوجههما بضحكة تتخلل حديثها ليلتزما الصمت
و بمجرد أن التفتت عاد بيكهيون يضرب على الطاولة بهدوء يُحرك شفتيه بهمس خافت و الصغير يُقلده بضحكات مكتومه
بينما في مكان آخر حيث يسير كلاً من سيهون و جيبوم تتوسطهما سوشيل بطرقات تلك المشفى و خلفهم مجموعة من العاملين معهم و الضباط
"أ أريد ملفـ ـات جميع المر مرضي الذين لم... يُصابوا"
سيهون تحدث بجدية يُشير إلى الضابط خلفه فـ توقف جيبوم ليتوقفوا معه جميعاً
"ما الحاجة إلي تلك الملفات؟ سيهون إنها مضاعة للوقت يجب أن تصل إلى علاج هؤلاء الوحوش ليس أن تبحث عن علاج لمرضي لا يُشكلون خطراً علينا "
زفر سيهون بحنق كونها لم تكن المرة الأولى منذ وصولهم التي يقاطعه بها جيبوم أو حتى يعترض على قراراته
"كما قُـ قُلت... أريد ملفـ ـاتهم.. جميعاً "
تجاهله يؤكد علي عدم تراجعه لـ يسبقهم حيث غرفة أحد المرضي في حين جيبوم بقي بالخلف مُمسكاً بذراع سوشيل ينتظر حتى بقيا وحدهما
"ما الذي يفعله سيهون الآن؟"
"جيبوم... هم لم يتم مهاجمتهم لذا لا بد أن يعرف سيهون السبب.. الا تعتقد ذلك؟ "
همست بخفوت كي لا تلفت الأنظار نحوهما فـ زفر جيبوم و حرك رأسه إلي الجانبين
"مجموعة تمكنوا من الهرب... فقط حالفهم الحظ، ما الغريب في ذلك؟"
"هذه ليست قضيه بسيطه لذا لا يجب أن نُمرر أبسط الأشياء كي لا نندم لاحقاً "
_________
أسفل الأرض حيث مخزن قديم لمصنع مهجور... أعداد بالمئات يقفون متجاورين يميلون بأجسادهم بضياع خلف تلك البوابة الضخمه التي تمنعهم عن الخروج
المخبأ الخاص بالزومبي
و على الجانب الآخر من البوابه اعداد أقل منهم بقليل تعود إلى مصاصي الدماء ذوي قوي متفاوته
فتاة ذات شعر بُني قصير و عروق بارزه كانت تقف بعيداً عنهم تنظر نحو الأرض بشرود عاقدة ذراعيها نحو صدرها و ظهرها يتكئ علي الحائط خلفها
"ما الأمر هي سو؟"
شاب اقترب منها يتساءل و من النظرة الأولي قد تعتقد أنه طبيعي لكنه لم يكن كذلك
وقف بجانبها يعقد ذراعيه نحو صدره مُنتظراً إجابتها
"هل مازلتي منزعجة من هجوم ذاك الباريستا؟"
همس و رفع يده يداعب خصلات شعرها بلطف ليبتسم
"لا بأس، ليس و كأننا كنا في حرب"
أخبرها يحاول جعلها تنسي الأمر لكنها لم و لن تفعل
"لقد دفعني بقوة أضعفتني حتي فقدت وعيي بمنتصف الطريق و أنا اطارده "
رفعت عينيها نحوه بنهاية حديثها ليري الغضب بهما
" نحن نحاول مساعدته و مساعدة أنفسنا قبل أن يقضي علينا البشر لكن هو؟...يفعل بي أنا ذلك من أجل تلك البشريه"
"هي سو"
الشاب تنهد و اعتدل بوقفته يجعل من ظهره يستند علي الحائط و التفت ينظر حيث تلك الكائنات أمامه
"هو لا يعرف شيئاً مما نفعله نحن... و إذا كانت نفسها الفتاة التي ظهرت بذاك اللقاء الذي قُتل به جايون كما تقولين فهذا يعني أنه محق في حمايتها لأنها بالمقابل كانت تساعده "
أعاد رأسه نحوها ليبتسم بخفه
" انسي الأمر هي سو... نحن لسنا أعداء معه "
"سوف أجعله يندم"
هسهست بحقد مُتجاهلة ما قاله صديقها بجانبها فـ تنهد هو
على علم تام أن الأمر لن يمر علي خير و ربما هذا أقلقه فهو منذ البداية لم يعجبه ما يقومون به و لم يكن موافقاً علي أمر الهجوم على المشفى أو تلك المنازل التي سبقتها حتي
To be continued.......
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top