12
Start
بـ أحد المطاعم الراقيه كانت تجلس سوشيل بإبتسامة هادئه تُغلف شفتيها في حين كانت هيبا تجلس مقابلة لها بإبتسامة بلهاء مُتسعه تحاول إخفائها لكنها تفشل كلما وقعت عينيها على البروفيسور الذي يجلس بجانبها
"هنا، صغيرتي"
همس بهدوء و هو يضع قطعة لحم بالطبق الخاص بـ هيبا و هي بحماس أمسكتها بأعواد الطعام الخاصة بها تُلقيها بفمها
"تأخر موعدنا هذا الشهر لذا ظننت أنكما نسيتما أمري"
البروفيسور تحدث بهدوء ثم قهقه بخفه قبل أن يضع قطعة لحم أخري بطبق هيبا
"لم أنسي لكن أحدهم منعني عن الخروج و هاتفي مُعطل لذا لم أتمكن من الاتصال بك"
هيبا أجابته و هي تمضغ طعامها بلا مبالاه لتلك النظرات المُعاتبه التي رمقتها بها سوشيل
" أعتذر بروفيسور... أنا فقط كنت مريضة قليلاً لذا لم أستطع الخروج من المنزل"
"اوووه لذلك اختفيتي من العمل، هل أصبحتِ بخير؟ "
رفع حاجبيه بقلق و ألقي بنظرات مُتفحصه علي جسدها فـ ابتسمت هي
"أصبحت بخير الآن، لا تقلق"
"اااه هذا جيد"
تنهد براحه ليضحك بخفة بعدها
" و سيهون بالطبع كان ملتصق بكِ لذا اختفي هو الآخر "
قهقهت سوشيل بإرتباك لتقلب هيبا عينيها بملل
" إنه واضح للغاية فيما يتعلق بمشاعره نحوك، لم أراه يُهمل عمله سوي من أجلك"
البروفيسور علّق
"في نهاية المطاف سيتواعدان، ستكون حمقاء إذا تركت شخصاً مثله خلفها"
هيبا ألقت حديثها بنظرات ممتعضه ترمق بها أختها الأكبر التي عقدت حاجبيها بإستغراب لكلمات الأخرى
"بحق، لم لا تتزوجين به؟ سيهون شاب رائع و... "
" و لأنه شاب رائع لا أريد أن أكون معه "
قاطعت البروفيسور بإبتسامة منكسره ليضع أعواد الطعام جانباً ينظر إليها بإنزعاج حينما أكملت
"هو يستحق الأفضل"
"و ما العيب بكِ؟... اختيارك الخاطئ سابقاً لا يعني أنكِ لا تستحقين الأفضل فـ أنتِ لا ينقصك شيئاً صغيرتي "
مد يده نحو خاصتها التي تستند فوق الطاولة لتبتسم بتكلف
"أنتِ الأفضل و الذي يستحقه سيهون... كلاكما مناسبين صدقيني"
ضمت شفتيها و همهمت لتضع يدها الأخرى فوق يد البروفيسور المحتضنة لخاصتها ثم ربتت عليها بخفه
" هذا ليس الوقت المناسب للتفكير في أمور الحب و الزواج، لتنتهي تلك المشكلة التي حلت علي المدينه و بعدها لنفكر في حياتنا الخاصه "
تنهد البروفيسور بقلة حيله و ترك يدها ليلتفت نحو هيبا
"ما رأيك أنتِ أن تتزوجي به؟"
قهقهت هيبا بصخب لينفجر الآخر ضاحكاً
"هذا مستحيل، إنه حنون بصورة مبالغه و هذا ليس نوعي المفضل حتي "
" و ما نوعك المفضل آنسه هيبا؟ "
شابك أنامله أسفل ذقنه يرفع حاجبيه بفضول لتضحك هي بخجل
"شخص مثلك تماماً"
"هل هذا يعني أنني لست حنوناً؟ "
شهق بصدمه لتعبس هي و هزت رأسها
"أنت لطيف و حنون لكنك لست كما سيهون، أشعر أحياناً و كأنه أحمق "
" سيهون ليس أحمق، هو فقط لا يعرف كيف يتصرف حين يتوتر و لا يحب رؤية من يحب حزيناً هذا طبيعي"
سوشيل وبختها بنظرات مؤنبه لتبتسم هيبا بجانبيه و التفتت نحو البروفيسور
" أقسم أن لا أحد يمكنه تحمل وقاحتها سوي ذاك الأحمق... لذا هو أحمق للوقوع في حبها "
ضحك البروفيسور يُبعثر شعرها ثم سحبها نحوه يُقبّل رأسها
" أنتِ مشاغبة هيبا "
" ليس تماماً "
قهقهت ممازحه ثم عادت تتناول طعامها في حين سوشيل كانت تنظر نحو الصغرى بإبتسامة مُنكسره
إذا كان بمقدورها التصرف بطفولية و الضحك هكذا فـ لم تتعامل معها ببرود و كأنها ستقتلها إذا ابتسمت بوجهها؟!
_____________
استقام الطبيب بعدما انتهى من فحص تشانسوك ليرمق الشابين المقابلين له بنظرات متوتره
تشانيول و هيون بين لم يبدوان مُتفاهمين هذا إلي جانب أن جسد تشانيول الذي اختفى خلف ثيابه السوداء التي تُغطيه من رأسه و حتى أخمص قدميه لم يكن مُريحاً أبداً للمتواجدين عدا تشانسوك
"تعدي مرحلة الخطر لا يعني أنه بوسعك الشرب أو التدخين"
الطبيب حذرها لتومئ له بإبتسامة مُحرجه و بعدها هو خرج لكن لم ينسي أن يرمق تشانيول بنظرة سريعه توحي بعدم راحته نحو ذاك الرجل
"اااه من الجيد أنكِ تحسنتي... حين تخرجين سوف أحرص علي أن تستعيدي وزنك الذي فقدته "
هيون بين صفق بحماس و بعدها هو التفت نحو تشانيول
"شكراً على بقائك معها، يمكنك المغادره إذا أردت فـ غداً إجازتي و..."
"إذا أنهيت زيارتك فـ لتغادر"
تشانيول قاطعه ببرود ليعقد ذراعيه إلى صدره ثم سار نحو الأدوية الخاصه بـ تشانسوك
" اااه لديكِ دواء بعد نصف ساعه"
تحدث بصوتٍ عالٍ يجذب أنظار تشانسوك نحوه لتبتسم خفاء و هي تُراقبه من الجانب
" إذاً سوف... أعتقد أنه يجب علي أن أغادر "
هيون بين تحمحم محاولاً لفت انتباه تشانسوك نحوه لكنها اكتفت بالهمهمه مشغولة بالنظر إلى تشانيول الذي يبدو مثالياً رغم أن لا شيئ يظهر منه
هو بحق كان مُلثم و حتي عينيه تعلوهما نظارات شمسيه لكن ذاك المظهر كان قادراً علي إلقاء تعويذة عليها تجعلها غير قادره على إبعاد عينيها عنه
قاطع عبث تشانيول بـ عُلب الدواء طرق أحدهم علي الباب ليلتفت نحوه و معه تشانسوك التفتت بعدما وعت علي نفسها
"الغداء"
الممرضة همست و اقتربت تضع الصينية جانباً ثم غادرت الغرفه ليجلس تشانيول علي طرف السرير مجاوراً لـ تشانسوك يُطعمها بعقدة بين حاجبيه لم تكن تراها هي
"سابقاً أنت لم تكن تنزعج من أحد"
تشانسوك همست بصوت مبحوح لتتلقي التجاهل من تشانيول الذي ادّعي انشغاله بإطعامها فـ تنهدت لتفرق بين شفتيها تستقبل الحساء
"هل أنت غاضب لأنني قلت عنك سافل؟ أعني... في الواقع أنت بدوت هكذا و أنت تتحدث معي بتلك النبرة المزعجه"
عقدت حاجبيها بعدم رضا و هي تُراقب تجمد يده أمام شفتيها لبضعة لحظات لكن مرة أخرى هو التزم الصمت و عاد يُطعمها بهدوء
"أنا لم أحاول الانتحار"
"هل يمكنك أن تصمتي قليلاً؟ "
تنهد بضيق فـ ابتسمت هي كونه تحدث معها حتي و إن كان بنبرة تدل على انزعاجه منها
"كنت قد قررت أن أبتعد عنك"
همست و رفعت يدها نحو ذاك القناع الذي يُغطي نصف وجهه تُزيحه بعيداً عنه
"لم أكن أحاول قتل نفسي، لكن بسبب ظهور جون سو لم أستطع إيجاد ما يمكنني تناوله"
قهقهت بإحراج و رفعت يدها تُزيح النظارات جانباً لتلتقي عينيها مع خاصتيه و عقدة حاجبيه قد ظهرتا لمرئي عينيها
"منزلي كان فارغاً من أي طعام سوي بيضتين و كان من الصعب علي إيجاد ما يسد جوعي... فقط تلك السجائر و بحق لم أكن أقصد استخدامها لقتل نفسي أو شيئ من هذا القبيل"
أكملت ليبتلع ريقه و أشاح بنظره بعيداً عنها
"إذا أردت المغادره يمكنك ذلك فأنت لست مديناً لي... ذهابي إلي ذاك البرنامج كان لأنني سبب ما حدث... أخطأت و حاولت إصلاح خطأي بالمقابل لذا... "
" موت داك يونغ لم يكن بخطأ يمكن إصلاحه... لذا أنا هنا أرد لكِ الدين كونك خرجتي للدفاع عني و عن زوجتي أمام الجميع لكن هذا لا يعني أنني لا أكره رؤيتك لأنه بكل مره أنظر إلي عينيكِ أتذكر ما حدث بتلك الليلة المشؤومه "
اهتزت شفتي تشانسوك بإبتسامة مُنكسره مع كلماته البارده التي خرجت من شفتيه تخترق صدرها كـ خنجر مسموم لتبتعد عنه و هي تبتلع ريقها
" ضع قناعك و نظارتك.. ر ربما يراك أحد ما "
همست بعبوس لم تستطع منعه من الظهور ثم التفتت تنظر نحو النافذة بأعين دامعه هرباً من نظرات تشانيول نحوها
هو رمقها بنظرة مُبهمه ربما هو بنفسه لا يفهم معناها، رفع إحدي كفيه نحو وجنتها و لانت ملامحه حين تمردت دمعه من عينيها تلتها أخري و أخري
لكن باللحظة الأخيره و قبل أن يلامس وجنتها هو أدرك ما يقوم به لتعود عقدة حاجبيه من جديد و انتفض من مكانه كي يبتعد عنها
__________
سيهون تنهد و هو يُدون بعض ملاحظاته حتي قاطعه صوت تنهيدات بيكهيون العاليه
"لن تخرج من هنا لذا لا تُرهق نفسك بإصدار هذا الصوت"
ببرود نبس دون أن يتوقف عما يفعله فـ قلب بيكهيون عينيه
"أعدك لن أكررها مرة أخرى لذا فك هذه القيود "
صوته كان ضعيفاً فـ رغم مرور الأيام صوته مازال لم يعد لطبيعته بعد بسبب صراخه العنيف و المتواصل
"حين تلتئم جراحك تماماً سوف أضع شيئاً يخفي عنك منظر يدك كي لا تفقد صوابك مرة أخرى، و حتى يحدث ذلك لن أتركك تخرج من هنا"
" لا يمكنني التدرب بهذه الوضعيه، كما تعلم يمكن أن تؤثر على و بهذه الطريقه لا أتمكن من استخدام طاقتي كامله و حين أحاول تطبيق ما تمرنت عليه عندما أصبح حراً فأقوم بإيذاء شخص ما لأنني تمرنت بطريقة خاطئة، تفهمني صحيح؟ "
تحدث دون أن يلتقط أنفاسه و ابتسم ببلاهة نهاية حديثه ليبتسم سيهون بخفه... فقط لبضعة لحظات حتي اختفت تلك الإبتسامه و حل محلها نظراته البارده
" مازلت لن أفك قيودك "
أعاد نظره إلى تلك المذكرة أمامه في حين قلب بيكهيون عينيه من ثم مثّل البكاء كونه عالق هنا مع هذا البارد منذ أيام
و ربما شجاراته مع هذا البارد كانت كفيله بجعل بيكهيون يتخطى ما حدث و لو لبعض الوقت خاصة و أن الأخير حرص على أن تكون يد بيكهيون المتأذية مخفية عن أنظاره كي لا يرتعب مرة أخرى
"طبيب سيهون"
المقصود همهم ليتنهد بيكهيون
"أعتذر و لكن هل يمكنك أن تحك لي وجهي؟"
سيهون عقد حاجبيه و التفت نحو بيكهيون الذي سرعان ما ابتسم
ترك مقعده و اقترب منه يحك له وجهه ليتنفس الآخر براحه
"هذا جيد؟"
"نعم، شكراً لك"
أغمض عينيه و فتحهما بحركة سريعه شاكراً له الآخر فـ همهم سيهون و عاد بعدها إلى مقعده كي يُكمل ما يفعله ليرفع بيكهيون رأسه نحو السقف حيث الشيئ الوحيد الذي يمكنه النظر إليه براحة بسبب وضعيته
"هل يمكنك التحدث معي على الأقل كي لا أشعر بالملل؟ "
" لا "
" يا إلهي، أنت أكثر بروداً من تشانيول"
هز جسده يدّعي التأثر و عاد يتنهد بصوتٍ عالٍ من جديد ليزفر سيهون و ضرب بيده على الطاولة جاعلاً من بيكهيون ينتفض بمكانه
"لا يمكنني التركيز بسببك"
هسهس بإنزعاج و هو يجمع أغراضه كي يُغادر الغرفه لتتسع أعين بيكهيون
" مهلاً، صدقني لن أتحدث... مرة أخرى "
ختم حديثه بعبوس بعدما تركه سيهون و غادر الغرفة بالفعل ليغلق الباب بقوة تخبر الآخر و بكل وضوح أنه لن يبقي معه لفترة أطول من ذلك
" عُدتما؟ "
سيهون ابتسم بإتساع حين رؤيته سوشيل و هيبا تدخلان من باب المنزل، و كما توقع تلك الصغيره تجاهلته و سارت حيث الغرفة التي تمكث بها
"أمازالت غاضبة مني؟"
تسائل بهمس و هو يقترب أكثر من سوشيل لتستقر عينيه عليها بنهاية حديثه بعدما كان ينظر إلي هيبا التي دخلت غرفتها
سوشيل أبعدت عينيها عن أختها و رفعتهما نحو سيهون تنظر إليه بشرود مُتذكرة كلمات البروفيسور و هيبا
سيهون شخص رائع و هي تعرف جيداً أن له مكانة خاصه في قلبها، شخص لطيف و حنون
و ربما لولا ما حدث معها لكانت تبتسم كالمراهقة الحمقاء حين ترى توتره بجانبها و نظرات القلق بعينيه
لكن سيهون لطالما كان مثالياً بنظرها لذا هي لم ترى نفسها يوماً تستحق شخصاً مثله
"هل و أخيراً تشعرين بأنني جذاب؟"
قهقه يُمازحها يخفي توتره خلف ابتسامة هادئه ارتسمت علي شفتيه فـ تحمحمت هي تبتعد بنظراتها عنه
"هل التئمت جروح بيكهيون؟"
طرحت سؤالاً تعرف إجابته و جرّت خطواتها نحو غرفة المعيشه و هو خلفها يبتسم كونه لاحظ تلك الأطياف الورديه التي ظهرت على وجنتيها
سوشيل تخجل منه؟!
"هل كان لقائك مع البروفيسور جيداً؟"
هو الآخر تجاهل سؤالها ليجلس على الأريكة المجاورة لها
" لم تتجاهل سؤالي؟"
عقدت حاجبيها بعدم رضا و هو ابتسم بخفه يقترب من طرف الأريكة حيث لامست رُكبتيه خاصتيها ثم مد يده نحو أطراف أناملها يُداعبها بلطف
"تبدو هيبا مُنزعجه، هل حدث شيئ ما؟ "
همس بهدوء دون أن يمحو تلك البسمة عن شفتيه لتتسع عينيها بخفه من تجاهله المتواصل لكنها من بدأت ذلك
"سيهون!"
صاحت بعدم تصديق فـ همهم هو بأعين هلاليه و اقترب منها أكثر ليميل برأسه نحوها
"توقف عن تجاهلي"
"أنتِ من بدأتي "
همس بخفوت ليرفع عينيه يُراقب حركة أنامله نحو خُصلاتها يضعها خلف أذنها
و مع حركاته و نظرته المُحبه التي تعلو عينيه سوشيل ابتلعت ريقها بتوتر تستشعر قلبها يطرق ضد صدرها بقوة و انكماش بسيط بمعدتها
"أصبحت مُزعجاً"
صرخت عليه بإنزعاج مُصطنع و دفعت يده لتترك الأريكة ثم ركضت نحو الداخل هاربة منه و من تصرفاته التي تجعل من مشاعر هي ترفضها تتدفق إلى دواخلها
لأنه و منذ أن اتخذ قراراً بأن يُسيطر عليها هو نجح بذلك... سيهون ليس كالسابق و بدلاً من التردد، الخجل و الاحتفاظ بمشاعره لنفسه هو بدأ يُظهرها و يتصرف كما يُملي عليه قلبه
و مع نظراته المُحبه و لمسة يده الرقيقه التي تجولت حول أناملها و وجهها سيجعل من الصعب علي سوشيل الصمود
"حسناً هذا أكثر تسلية"
بيكهيون تمتم بإبتسامة مُتسعه مُستمتعاً بالإنصات إلى ما يدور بعقل الأختين... هو فقط كان يبحث علي شيئ قد يُسليه بدلاً من النظر نحو السقف كما كان يفعل لعدة أيام حتى كره ذاك اللون الفضي فوق رأسه
"ماذا تفعلين؟"
سوشيل تقريباً صرخت مما أفزع هيبا وجعلها تُلقي الكاميرا أسفل وسادتها بينما ترمق أختها بأعين متسعه
"لـ لا شئ"
ارتمت إلى الخلف تدفن نفسها أسفل الغطاء تحاول تنظيم أنفاسها كونها توترت من دخول سوشيل المُفاجئ... و ربما
فقط ربما هي تصرفت مع الأمر و كأنه امر محرج لا يجب أن يعرف به أحد
و المقصود بالأمر المُحرج هنا ليس سندريلا و إنما صديق سندريلا اللطيف الذي رسم بسمة صادقه علي شفتي هيبا بسبب تصرفاته و كلماته
إنه نقي و بريئ كالأطفال
"مهلاً أنتِ لم تصرخين بوجهي؟"
صاحت بأعين متسعه و خرجت من أسفل الغطاء ترمق سوشيل بصدمه
هي فقط طرحت سؤالها لتتأكد أن الأخري لم تُلاحظ ابتسامتها البلهاء و هي تُراقب بيكهيون من خلف الكاميرا
"و أنا متى صرخت؟"
سوشيل لم تعي على نفسها انها طرحت سؤالها بصراخ حتي
" ها أنتِ تصرخين مرة أخرى بوجهي"
"أنا لا اصرخ بل أنتِ من تصرخين بوجهي"
"سوشيل أخفضي صوتك"
"ياااا، أنا الأكبر هنا و أنا من..."
انتفضتا عندما فُتح الباب علي حين غُرة لتتسع أعين سوشيل و أشاحت بوجهها بعيداً عن سيهون الذي ابتسم لفعلتها ثم تحمحم قائلاً
"إذا انتهيتما من الصراخ فـ لتأتي معي لأن لدينا عمل "
أشار نهاية حديثه إلى سوشيل لترفع هيبا حاجبيها بإستغراب... هناك شيئ بين هذين
"هل تبادلتما القُبلات أو شيئ من هذا القبيل؟"
هي سألت بتفاجؤ لتتسع أعين سوشيل و معها ارتفعت زاوية شفتي ذاك الطويل بإبتسامة جانبيه عاقداً ذراعيه نحو صدره
" هيبا، هل جننتي؟ "
"أنتِ من يتصرف بغرابة هنا"
هيبا صاحت و هي تُشير نحو وجهها... سوشيل بالفعل كانت تمتلك حُمرة ليست بالطفيفة علي وجنتيها
تبدو و كأنها تكاد تختنق
"أنا لا أتصرف بغرابه بل أنتِ تفعلين"
"انظري إلي وجهك الخجول المقرف هذا، أنتِ حتي تصرخين بوجهي بتوتر منذ دخولك تبدين كمراهقة حمقاء واقعة بالحب"
أعين سوشيل اتسعت على كلمات أختها و سريعاً هي التفتت نحو سيهون الذي يكتم ضحكته لتصرخ عليه
"ما خطبك أيها الوغد؟ لا يوجد ما يُضحك هنا "
" أضحك مع نفسي، هل هناك مانع؟ "
رفع كتفيه و أخفضهما بحركة سريعه لتزفر سوشيل ثم خطت نحو الخارج و بطريقها هي دفعت كتف سيهون بخاصتها تدّعي الغضب
و بإبتسامة خفيفه هو استدار كي يلحق بها فـ ركضت هيبا نحو الباب تُغلقه ثم عادت تفتح الكاميرا مرة أخرى
~انظري حبيبتي، هذه تكون لوحتي الأخيره ~
صدح صوت بيكهيون بلكنته الأمريكيه و اقترب بـ سندريلا من لوحة تحتوي على منظر طبيعي لكن ألوانه كانت باهته و مُتداخله بطريقة جذابه
عقدت هيبا حاجبيها تنتظر سماع شخص آخر خاصة و أن بيكهيون بدأ بالقهقهة بصخب يتبادل أطراف الحديث مع أحدهم بينما يشرح لوحته و أسباب تفكيره بهذه الرسمه لكنها بدأت تضحك بخفوت حين أدركت أن حبيبته تلك ليست سوي سندريلا
الكاميرا تحركت قليلاً ليظهر وجه بيكهيون الذي تلطخ بالألوان فـ ابتسمت هيبا بخفه من ثم تنهدت و تمددت تنام علي بطنها بينما قدميها تتحركان في الهواء و ذراعيها مُمتدان إلى خارج حدود السرير تُمسك بهما الكاميرا تُشاهد ما خلفها
~سندريلا خاصتي ~
بيكهيون همس و هو يمضي بيده بنهاية اللوحه من الأسفل ليلتفت بعدها نحو الكاميرا يضحك بسعاده، ضاقت عينيه و أسنانه جميعاً قد ظهرت تقريباً
~هذا لأنكِ الأغلي لدي ~
همس بحب و اقترب ببطئ من الكاميرا لتتسع أعين هيبا تدريجياً حتى التصقت شفتيه بالكاميرا مُصدراً صوت تقبيل
حينها هيبا لم تعي على نفسها و هي تُغلق الكاميرا بتوتر و استقامت تجلس على رُكبتيها واضعة يدها فوق صدرها تلتقط أنفاسها بصعوبه
"ما خطب هذا الأحمق؟ يا إلهي قلبي كاد يتوقف من هذا الـ...اااه هذا مقزز"
تمتمت كلماتها بتوتر و بينما يدها مُنشغلة بالتربيت علي صدرها كانت اليد الأخرى تمسح على غُرتها تُعيدها خلف أذنيها من الجانبين برجفة احتلتها
هيبا ربما نسيت أن بيكهيون يستطيع قراءة ما يدور بعقلها
" لطيف "
كانت تلك الكلمه التي ترددت بعقلها تحاول تشتيتها هي بكلمات تخرج مسموعة من شفتيها لكن بيكهيون قد سمع حقيقة رأيها به و ابتسم بخفه دون أن يفتح عينيه
____________
ركض سيهون نحو باب مُختبره الخاص ليفتحه ثم أشار إلى سوشيل بإبتسامة كي تدخل فـ قلبت عينيها تتجاهل انكماش معدتها
"ماذا تريد مني؟"
"لدينا عمل مشترك كما تعرفين"
رفع حاجبيه ساخراً منها و اقترب يجلس على مقعده خلف ذاك المكتب لتجلس هي مُقابلة له
"يجب أن نعود إلى عملنا سيهون، غيابنا سوف يلفت الأنظار إلينا و تعرف جيداً إذا كُشف أمر مُختبرك الخاص هذا فـ ستكون نهايتك خلف القضبان "
هي تقريباً صرخت نهاية حديثها كون الآخر كان يدون شيئاً ما يتجاهل حديثها و بعد لحظات هو همهم ليضع القلم جانباً ثم رفع عينيه نحوها ينظر إليها بهدوء
عينيه تنظر إلي خاصتها مباشرةً و هذا كان كافياً لجعل توترها يتزايد
" هل تقلقين بشأني؟ "
" هل أنت غبي أم ماذا؟ كم مرة يجب علي قولها كي تصدق أنني أقلق بشأنك؟"
صاحت بوجهه تضرب المكتب بقوة ليقابلها بإبتسامة هادئه ثم اقترب يستند بمرفقيه فوق المكتب
"هل مهتمة بأن أصدقكك؟"
"بالطبع، أنا مهتمة بك "
مرة أخرى هي صاحت لتستوعب ما حدث و عينيها اتسعتا بخفه مع ابتسامته التي اتسعت
" حين تقولين هكذا كلمات حتي و إن لم تكن مقصوده مازال قلبي سينبض كالأحمق"
ضغطت على أسنانها بإنزعاج من نظرات الآخر نحوها ثم أمسكت ببعض الملفات فوق المكتب محاولة القائها نحوه
"ليس لدينا وقت لإعادة ترتيبها"
تركتهم و هي ترمقه بغيظ ليرفع حاجبيه و مازال يستفزها بإبتسامته
" سيهون أنت مزعج "
همهم يومئ برأسه لتقلب عينيها
" لا تحاول التصرف بهذه الطريقة لأنني لن أحبك مهما فعلت، فقط توقف عن إزعاجي"
أشارت نحوه بسبابتها تُحذره بصرامه لتتلاشي ابتسامته تدريجياً
"دعينا نُركز مع عملنا أفضل"
أشاح بوجهه بعيداً عنها يتحدث بجديه فـ ابتلعت ريقها و همهمت له قبل أن تقوم بفتح حاسوبها
____________
تنهدا براحة بعدما ألقيا بتلك الجثة فوق السرير ليلتفتا بعدها بفزع حين صدح صوت مزعج يعود لوحش جائع خلفهم و حركته العنيفة و هو يحاول التحرر جعلت من السرير يصدر صريراً مُزعجاً
"حتي الآن لم نري ما تحدث عنه بل أرى وحوشاً لا تمتلك عقل "
أحدهم همس بخفوت يميل برأسه نحو زميله كي لا يسمعه شخص ما بالصدفه و يشي به إلى رئيسهم فـ تنهد الآخر
"يجب أن نثق به... بالنهايه كلينا قد نجونا بالفعل و إذا تركنا جانبه سيتخلص منا البشر"
"البشر؟ مهلاً لماذا تتحدث و كأننا لسنا كذلك؟ "
صرخ بغضب مُنزعجاً مما نطق به الآخر
"دعنا نعترف بالحقيقه، كلانا خرج من تصنيف البشر و حتي الحيوانات"
بإبتسامة باهته هو نطق كلماته ليجر جسده بعدها يترك هذا المكان المليئ بالجثث فـ لحق به الآخر يصرخ بشتائم لا حصر لها رافضاً كلمات زميله
_____________
تنهيدات مُرهقه كانت تصدر من شفاه تشانيول بين الحين و الآخر
ربما تلك الأيام التي قضاها برفقة تشانسوك لم يجد الراحة سوي حين مُشاجرته لها على الاقل هناك ما يشغله
لأنه و باللحظة التي يبقي فيها وحده سيبدأ دون وعي في تذكر الماضي بذكرياته الجميله و يختتمها بتلك الذكري التي جعلته يكره نفسه و يرغب بقتلها بكل لحظة تمر
لكن بالنسبة له ما كان يستحق الموت، يجب أن يتعذب كما فعل بها بل و أكثر من ذلك
عقد حاجبيه و التفت لتغلق تشانسوك عينيها سريعاً تدّعي النوم فـ عاد ليتنهد حين رؤيتها نائمه
اقترب من الطاولة المجاورة إلي سريرها بخطوات واسعه يسحب هاتفها من هناك ليرمقه لبضعة لحظات بتفكير قبل أن يطلب رقم ما
اتصل مرة و لم يتلقى رداً
اتصل مرة أخرى و كما الأولى لم يكن هنا رد فـ بدأ جسده في التحرك بمكانه بتوتر و خوف
"مرحباً"
أتاه صوتاً رقيقاً هادئاً غلّفه الحزن قبل انتهاء اتصاله الثالث ليضم شفتيه بعبوس
"أمـ أمي"
همس بشفاه مُهتزه فـ قابله الصمت من الجانب الآخر
لحظات حتي سمع شهقاتها المكتومه تحاول السيطرة على نفسها لكنها فشلت بذلك و انفجرت باكيه ليبكي هو الآخر بصمت
" أمي... اشتقت إليكِ و إلي أبي"
"أنت بخير؟"
من بين شهقاتها هي نطقت بصعوبه ليومئ هو برأسه بسرعه
"بخير... أنا بخير لا تقلقي"
"داك يونغ؟"
هي سألت و عادت تبكي ليشهق هو باكياً ينتحب كالطفل ثم وقع على الأرض يجلس على رُكبتيه بضعف
"لقد خسرتها أمي... لقد رحلت و... صغيرتي... أمي أنا أصبحت وحيداً و لا... "
ضم قبضته أمام شفتيه يحاول تهدئة نفسه... هو لم يرغب بجعلها تقلق لكن حين سماع صوتها ما كان عليه سوي أنه انهار بضعف
تشانسوك فتحت عينيها ببطئ تنظر نحوه بعبوس، دموعه تغطي وجهه و جلسته علي الأرض يحني ظهره كانت كفيله بإظهار مدي ضعفه بهذه اللحظه
" اهدأ حبيبي... اهدأ رجاءً"
والدته همست بلطف و هي تمسح علي وجهها بعشوائية ثم سحبت نفساً عميقاً
"أمي... داك يونغ لم تقم بخيانتي"
"أنا واثقة من ذلك"
أجابته سريعاً و هي تومئ ليضم شفتيه بعبوس
"هل أبي نائم؟هو بخير صحيح؟ "
هو سأل لتتنهد والدته و هي تنظر حيث والده المُمدد فوق السرير أمامها لـ تُهمهم كاذبه
"هو بخير، فقط مُتعب من العمل... هل تريد مني إيقاظه؟ "
" لا، لا اتركيه نائماً... حين يستيقظ أخبريه أنني بخير"
همهمت بتفهم و زفرت براحه حين رفض ايقاظ والده
" أردت المجيئ إليك حين شاهدت الأخبار لكن هاتفك كان مُغلقاً و الآن جميع الطرق إلى أولسان قد تم إغلاقها "
" لا تقلقي أنا بخير، سوف أنتبه كي لا يُصيبني مكروهاً... "
شهق و جسده انتفض ببكاء مكتوم ليبتسم بحزن و أكمل بصوت مختنق
"انتبهي لنفسك و لوالدي"
"هل يمكنك الاتصال بي من وقت لآخر كي أطمئن عليك؟ "
همهم و أغلق الخط بعدها دون حديث ليعتدل بجلسته ثم ضم قدميه نحو صدره يحشر رأسه بينهما يبكي بصوت مكتوم كي لا تستيقظ تشانسوك
في حين هي كانت تراقبه و دموعها قد بدأت تنهال علي وجنتيها لتُدير وجهها بعيداً عنه كي لا يراها
فكرت للحظه بدفع حقنة المغذي بعيداً عن يدها و الركض نحوه تحتويه بين ذراعيها لعله يهدأ
لكن أفكارها تلك تبخرت و اكتفت بالإستماع إلي شهقاته المكتومه حين تذكرت حقيقة كرهه لها
___________
مساء اليوم التالي
كلاً من سيهون و سوشيل عادا من العمل يتخذ كلاً منهما طريقاً مُعاكساً للآخر حيث دخلت هي غرفتها مع هيبا و اتجه هو إلي غرفة بيكهيون
كلاً منهما كان يتجاهل الآخر
فـ لا سوشيل ترغب بالاقتراب من سيهون خاصة و هو يتصرف بمشاعر حب واضحة نحوها
و لا هو يريد الاقتراب منها في الوقت الحالي كي لا يغضب من دفعها له بكلمات جارحة و مُزعجه
"من العقل بيكهيون، كل شيئ يصدر عن عقلك"
هو صرخ علي الآخر يُفرغ به غضبه و بيكهيون انتفض بفزع من صوته الحاد
"أنا ا.. أحاول التـ التركيز"
همس بتلعثم و عينيه تدوران في الأرجاء بخوف
"بيكهيون رجاءً حاول التركيز، نحن لا نمتلك الكثير من الوقت... أنت تتحسن بالفعل لكن عقلك يجب أن يعتاد علي التركيز... عقلك يجب أن يكون تحت تحكمك و ليس العكس"
سيهون تنهد يتحدث بهدوء حين لاحظ خوف الآخر منه فـ اومأ بيكهيون بتردد يحاول التركيز مرة أخرى
"كم مرة حتى الآن فشلت فيما يخص قراءة الأفكار؟ "
سيهون سأل وهو يُدون ملاحظاته بالمذكرة بين يديه
" و لا مرة، أعتقد أنني أصبحت قادراً علي التحكم في ذلك "
أجابه بجديه ليهمهم سيهون و دون ذلك بالمذكرة
"مشكلتك مازالت تكمن في أمر تحولك فقط"
خلع النظارة يضعها جانباً و بعدها وقف من مكانه قائلاً
" لدي عمل الآن لذا لتنم أنت"
"يا إلهي، أنا لا أفعل شيئ سوي النوم و الاستلقاء هنا "
سيهون زفر بصوت عالٍ يُبدي إنزعاجه من حديث الآخر الذي سوف يبدأ الآن و تذمره الذي لن ينتهي
" ذراعي قد تحسن و أصبحت أسيطر علي نفسي نوعاً ما"
"لا"
سيهون نفي فـ مازال يجب عليه التأكد من قدرة بيكهيون على التحكم بنفسه
" حسناً اطلب من هيبا أن تأتي و تجلس معي"
سيهون شخر بسخرية و وقف من مكانه بعدها
"هيبا؟ أنت تحلم"
سار نحو الباب قاصداً الخروج ليبدأ بيكهيون في هز قدميه بتوتر باحثاً عن شيئ قد يجعل الآخر يتراجع
"حسناً في المقابل سوف أخبرك بما سمعته بعقل الطبيبة سوشيل البارحه "
تحدث سريعاً ليتوقف سيهون قبل فتح الباب و التفت إليه عاقداً حاجبيه
"لقد قلت أنك تستطيع السيطرة على استماعك لأفكار الآخرين"
"أعتذر و لكنني أردت شيئاً ليُسليني بدلاً من نومي هنا"
برر بإحراج فـ همهم سيهون و التفت يُمسك بمقبض الباب
" إنه عنك... أعرف... أعرف لماذا ترفض مشاعرك"
رفع حاجبيه بترقب ينتظر رد سيهون الذي بقي بمكانه يُفكر في كلمات بيكهيون
" لن تؤذيها؟ "
" أعدك لن أفعل "
بيكهيون أجابه بسرعة و إبتسامة تكاد تشق وجهه فـ تنهد سيهون و أومأ إليه دون الالتفات نحوه ليغادر الغرفة بعدها
طرق باب الغرفة و انتظر حتى فتحت له سوشيل ترمقه ببرود فـ قابلها بنظرات مشابهة لخاصتها
"هيبا"
نادي تلك التي تجلس في الخلف تحاول تخبئة الكاميرا خلفها فـ رفعت حاجبيها تنظر إليه بتوتر بينما أعين سيهون لم تنزاح عن خاصتي سوشيل
"اذهبي إلي غُرفة بيكهيون، فهو يشعر بالملل للبقاء وحده "
حرك عينيه نحوها ليُكمل بتحذير
"لكن ابقي بعيدة عنه و لا تقتربي من ذراعه المُضمده"
عينيها اتسعتا بذهول من طلب الآخر لكنها سرعان ما أومأت له ليرمق سوشيل بنظرة سريعه قبل أن يسبقها حيث مُختبره
"يُمكنني رؤية غضبه من هنا"
هيبا علّقت بسخرية لتزفر سوشيل قبل لحاقها به في حين وقفت هيبا من مكانها سريعاً تضع الكاميرا بين أغراضها تُخبئها هناك ثم تحمحمت
"ذاك الأحمق لا أريد رؤيته، لكن يبدو أنني مضطرة إلى ذلك"
و عكس كلماتها المنزعجه هي ابتسمت ثم سارت نحو غُرفته ليتحمحم بيكهيون و محي ابتسامته حين اقتحمت هي الغرفه
"هذا الباب موجود لتطرقيه أولاً"
تحدث يدّعي الجديه و عينيه مُغلقتين فـ قلبت هيبا عينيها و صفعت الباب خلفها لينتفض هو و ينظر نحوها فوجدها ترمقه بحنق
"ما بكِ تنظرين إلي هكذا؟"
"لقد أتيت كي لا تبقي وحدك، يجب أن تشكرني بدلاً من توبيخي"
"لكن أنا لم أوبخك، أنا فقط أخبرك بذلك لمصلحتك... ماذا لو فتحتي الباب و كنت أبدّل ثيابي؟ سيكون الموقف محرجاً بالتأكيد"
رفع صوته قليلاً يبرر إزعاجه لها منذ لحظات فهي تبدو مخيفه بتلك النظرة التي تعلو عينيها
و للصدق بيكهيون خشي أن تتركه و تذهب
مررت نظراتها عليه من شعره و حتي قدميه لتضحك بعدها و اقتربت تسحب كُرسياً لتجلس بجانبه
" تُبدّل ثيابك؟ بيكهيون ألا تشعر بالقيود حولك؟ "
سخرت منه تضحك بخفه ليبتسم هو
"من الجيد رؤيتك تضحكين"
جعدت أنفها و أشاحت بوجهها بعيداً عنه ليعض علي شفته السفليه
" بيكهيون"
التفتت نحوه مُتذكرة أمر ما لترمش بعينيها حين استقرت عينيها علي ابتسامته التي يُراقبها بها
همهم لتتحمحم هي
" تلك... أقصد الكاميرا خاصتك لماذا تدعوها بـ سندريلا؟ أعني أنت تتعامل معها و كأنها شخص مقرب "
سألت بفضول ليـُغمض عينيه بإبتسامة تتسع و كأنه يتذكر أمر ما
"أنا... حسناً لنقل مهووس نوعاً ما بالتصوير، أحب تصوير الأماكن التي تلفت نظري و الأشخاص المُقربين لي و حتي لوحاتي التي أرسمها لذا بدلاً من استخدام هاتفي في التصوير، والدي قام بشراء كاميرا من أجلي في عيد ميلادي كانت أحدث كاميرا بذلك الوقت"
"لكن ما علاقة ذلك بإسم سندريلا؟ "
قاطعته بتساؤل ليفتح عينيه و التفت برأسه نحوها
" لم تكن سندريلا بل كاميرا أخري أحدث و كذلك كانت جديده لكن وقع حادث معي.... "
تنهد و هو يسرد ما حدث بذلك الوقت مُتذكراً التفاصيل كما و كأنها البارحه
Flash back
مساء يوم ما... بين الطُرقات هو كان يسير حاملاً الكاميرا بين يديه يُجربها و هناك حبل يخرج منها يلتف حول رقبته
بيكهيون كان مُعجباً بعدسة الكاميرا و دقتها.. أثناء انشغاله بذلك هو لم يرى المُحيطين به حتى ارتطم بشخص ما ليقع أرضاً
رفع رأسه ببطئ يرى ذاك الجسد أمامه ليبتلع ريقه بصعوبه
بيكهيون كان بحجم عقلة الإصبع أمام ذاك الضخم ذو اللحية التي تنافس شعره في الطول، يرتدي قميصاً داخلياً أسود اللون بدون أكمام و وشوم قد ملأت جسده
مرة أخرى هو ابتلع ريقه و ابتسم ببلاهة حين اقترب منه ذاك الرجل ليتراجع بيكهيون يزحف بمؤخرته إلي الخلف يبتعد عنه
انحني نحو بيكهيون يسحبه من ياقته حتى أصبح رأسه مواجهاً له و قدميه لم تعد تلامسان الأرض
~كيف تجرؤ أيها الأنثوي؟~
هسهس بوجه ذاك الصغير يُلقي بلعابه المقزز عليه فأمال بيكهيون بوجهه و أغمض عينيه بخوف
End falsh back
"مهلاً ،أنت لسه أنثوياً... لست قريب من الأنوثة حتي"
قاطع سرده لذكرياته هيبا التي انتفضت من مكانها تصرخ بغضب مُنزعجة من كلمات الرجل الأمريكي
"اعتدت علي سماع كلمات مُشابهة لـ أنثوي، شاذ و أيها الصيني ذو الأعين المسحوبه... لذا أنا فقط كنت أتجاهل الأمر، ليس و كأنني أرغب بالشجار أو أهتم لكلماتهم "
" اهااا فهمت، أكمل"
همهمت بإحراج و عادت تجلس بمقعدها لكنها أشارت نحوه بتحذير قبل أن يُكمل
"لكنني مازلت عند رأيي، أنت لا تبدو أنثوياً أبداً... أنت رجولي و ربما طفولي أو خليط، لست متأكده "
ختمت حديثها بهمس خجول ليبتسم بيكهيون بخفه ثم رفع رأسه نحو السقف
Flash back
~كيف تجرؤ أيها الأنثوي؟ ~
هسهس بوجه ذاك الصغير يُلقي بلعابه المقزز عليه فأمال بيكهيون بوجهه و أغمض عينيه بخوف
~آسف، لم أراك... أنا حقاً آسف ~
اعتذر يحاول التخلص من تلك اليد التي تقبض علي ثيابه بقوة و بقدميه كان يضرب بالهواء بذعر فـ قهقه الآخر و أمام أعين بيكهيون المُتسعه هو سحب تلك الكاميرا المُعلقة بعنقه و سحقها تحت أقدامه ليُلقي بـ بيكهيون بقوة جعلته يصرخ بألم حين ارتطم جسده بالأرض و رأسه اخذ نصيبه من الضربه
~الكاميرا ~
همس بعبوس و أعين لامعه و هو يري بقايا الكاميرا علي الأرض... والده سيحزن إذا علم بذلك
هي كانت غاليه و كذلك هدية عيد ميلاده
اقترب ذاك الرجل خطوة أخري من بيكهيون لتتسع عينيه بفزع و سحب جسده إلى الخلف حتي تمكن من الوقوف و بدأ يركض مُبتعداً عن هناك
و ربما جسده الصغير كان السبب في جعله يركض أسرع من ذاك الضخم
وقف أمام منزله يلتقط أنفاسه بصعوبه
شعره مُبعثر كما ثيابه و هناك دماء تسيل من أنفه، كان في حالة يُرثي لها و لحسن حظه حين دخل المنزل لم يكن والده متواجداً و والدته كانت مشغولة بالمطبخ لذا ركض نحو غُرفته كي يستحم قبل أن يراه أحداً
مر يومان و بيكهيون مازال مُرتبكاً خائفاً أن يحزن والده كونه فقد الكاميرا التي أهداه إياها
و لأن بيكهيون لم يكن يمتلك الأموال الكافيه لشراء واحدة مشابهة لها فهو قرر شراء كاميرا من نفس النوع لكن مُستعمله فهذا سيقلل من ثمنها
توقف أمام محل لبيع الأجهزة المُستعمله و في أحد الأركان الخاصة بالكاميرات بيكهيون سار بينهم يعض علي شفته بقسوة خائفاً أن لا يجد واحدة من نفس النوع
~رجاءً أريد واحدة مشابهه، رجاءً ~
همس يضم يديه أسفل ذقنه و هو يُغلق عينيه يدعي الإله أن يجد واحدة مشابهه لكن حين خطي خطوة أخري تشابكت حقيبته من إحدي تلك الكاميرات لتقع أرضاً
أعين بيكهيون اتسعت بقلق و انحني يحمل الكاميرا خشية أن يكون مكروهاً قد أصابها و يتم توبيخه من قبل العامل هنا لكن بدلاً من ذلك بيكهيون وجد نفسه يُقلب الكاميرا بين يديه بإعجاب
كانت قديمه و غير مُغرية حتى لكن بيكهيون وقع بحبها
~هل أعجبتك؟ ~
فتاة تمضغ العلكة بصوت مزعج وقفت مقابلة له تتسائل ليرمق بيكهيون الحلق المُعلقة بحاجبها ثم أعاد نظراته إلى الكاميرا
~لا، اا أنا أبحث عن شيئ معين ~
أخبرها يُعيد الكاميرا بمكانها و مد نحوها علبة الكاميرا التي يبحث عنها لتضحك هي ساخرة
~هذا النوع لن تجده الآن سوي إذا كان مسروقاً ~
ابتسمت بجانبية و اقتربت منه بتغنج لتضع اصبعها فوق صدره ترسم دوائر وهمية جعلت منه يتصنم بمكانه
~لكن يمكنني إحضارها من أجلك إذا أردت ~
سارت مُبتعده عنه تشير بيدها له و هي تُعطيه ظهرها
~مُر علينا غداً و ستجدها ~
مسروقه؟
بيكهيون ركض من هناك بهلع خوفاً من تلك الفكره و من الفتاة نفسها
قضي اليوم يبحث بجميع المحلات التي قد تتواجد بها واحدة مُشابهه لكنه لم يجد لأنه كما قالت الفتاه
لا يمكن إيجاد كاميرا كهذه الآن سوي إذا كانت مسروقه
بيكهيون توقف مرة أخرى أمام محل تلك الفتاة يتنهد بضيق من تفكيره
يبدو كالأحمق لكنه وقع بالحب مع الكاميرا القديمه و لا يستطيع نسيانها
الوقت الذي قضاه في البحث عن كاميرا مشابهة لخاصته كان عقله حينها مشغولاً بالتفكير في تلك الكاميرا و التغييرات اللطيفه التي يستطيع فعلها بها كى يجعلها جذابة و راقيه
دفع الباب و دخل باحثاً عنها بمكانها لكنه وجد كاميرا أخري قد حلّت محلها، هذا يعني أنها قد بيعت
سار نحو الخارج بأكتاف مُترهله حتي مر بجانب مكتب البائع لتتعلق حقيبته بشئ ما و لم يلحظ بيكهيون ذلك حتي شعر بشيئ يضرب قدمه من الأسفل ليلتفت سريعاً و لم تكن سوي تلك الكاميرا القديمه التي عاد من أجلها
انحني سريعاً يحملها يقلبها بين يديه بحماس استغرب له الرجل الذي يقف خلف المكتب ليرفع بيكهيون رأسه نحوه
~هل مازالت مُتاحه؟ ~
سأل بحماس و الرجل أومأ له
~لكنها تحتاج إلى التصليح ~
~لا بأس سوف أتولي أنا ذلك الأمر ~
End pov
تنهد بحب يتذكر لحظاته مع سندريلا و التفت نحو هيبا التي توقع أن يراها تسخر منه لكنها كانت تبتسم بإتساع تماماً مثله
ربما لأنها أحبت سندريلا بتلك الفترة القصيره التي قضتها معها لذا يمكنها معرفة لماذا بيكهيون انجذب إليها
"كانت تبدو و كأنها ترغب بي كما أفعل أنا.. نحن مُقدرين لبعضنا"
هيبا ضحكت بصخب علي كلمات بيكهيون التي تبدو و كأنه يصف علاقته مع حبيبته و ليس مجرد جماد
"ماذا فعل والدك حين عرف بأمر الكاميرا؟"
"توقعت أن يحزن لكنه كان قلقاً من أن يكون مكروهاً قد أصابني حتي أنه أراد شراء كاميرا أخري من أجلي لكنني لم أرغب بذلك و اكتفيت بـ سندريلا"
شرح ببساطة لتبتلع هيبا ريقها و ابتسمت بإنكسار، إنها تحسده علي والديه
"ااه حين ينتهي هذا الكابوس دعيني أُعرفك على والداي... سوف تُحبينهما أنا واثق من ذلك "
" هذا لو لم يقضي الكابوس عليّ... تعلم لا أحد قد يهرب من الزومبي و مصاصي الدماء بسهوله "
قلبت عينيها و هي تتحدث بسخرية ليعقد بيكهيون حاجبيه
"لن يُصيبك مكروهاً، سوف أحميكِ... أعدك بذلك "
ابتسم بثقة نهاية حديثه لتنظر إليه هيبا بشرود قبل أن تُحرك عينيها بعيداً عنه بـ حرارة تصاعدت إلى وجهها خجلاً
_____________
" إنها الأخيره "
تشانيول همس و هو يقترب بالملعقة من فم تشانسوك لكن الأخرى حركت رأسها جانباً ترفض ذلك
" سوف أتقيأ صدقني "
همست بملامح مُتقززة و دفعت يده كي يبتعد عنها بالطعام فهي امتلأت بالفعل
سحب منديلاً يمسح على شفتيها ثم وقف يحمل صينية الطعام يضعها جانباً
كان هادئاً، يتجاهل النظر نحوها و حتي كلماته تكون مُختصرة للغايه
كما و كأن تلك المكالمة مع والدته من الأمس كسرته أكثر للحد الذي جعله غير قادر على جرح تشانسوك بكلماته
"تشانيول"
بعدما أعطاها الدواء و قرر الإبتعاد هي أمسكت بـ كفه ليلتفت لها دون إجابه، عينيه تمركزتا علي كفه الذي احتضنته بخاصتيها بينما تنظر إليه بأعين لامعه
"هل تشعرين بالتعب؟"
سألها بهدوء فـ هزت رأسها بالنفي و اقتربت منه قليلاً بينما تسحبه من كفه ذاك حتي وقف قريباً منها لتحتضن خصره و استقرت برأسها ضد معدته
تشانسوك لم تتحدث بكلمه
تشانيول كذلك لم يتحدث فقط بقي بتلك البقعة ينظر الي اللا مكان بشرود حتي شعر بإنتفاضها ليخفض رأسه نحوها
"تشانسوك"
همس بلطف و هو يدفعها بعيداً عنه ليتنهد حين قابلته بعبوس و دموعها لوثت وجنتيها بالفعل
"أنتِ بخير؟"
هزت رأسها بالنفي لينحني إلى مستواها و احتضن وجنتيها يمسح دموعها بـ رقه
"احظي ببعض الراحه همممم"
همس لتومئ له و ابتعد بعدما ساعدها في الاستلقاء ليقف أمام النافذة ينظر نحو الخارج
و حين رفع يده يمسح على وجهه بعشوائية تشانسوك أدركت أنه يبكي
فقط لو يوبخها و يجرحها بكلماته سيكون أفضل لها من رؤيته حزيناً هكذا
تشانيول عقد حاجبيه و التفت نحو تشانسوك التي انتفضت من مكانها بفزع حين تعالي صوت صراخ مذعور بالخارج و ضجة احتلت المكان فـ أشار لها بالصمت ثم اقترب من الباب بعدما رفع القناع يخفى وجهه و من ثم هو فتحه لتتسع عينيه
To be continued....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top