11

Start

بيكهيونpov

احتضنت جسدي علي الأرض أمام إحدي الأرائك أستند بظهري ضدها و عيناي تنظران في الفراغ بشرود مُتذكراً ذاك التورم الخفيف بـ يدي و الذي لمحته حين وصلت هنا للمرة الأولي

هو لم يبدو أبداً كـ خاصة تشانيول بل أقل بشاعة منه

أقل بكثير... كان يبدو مثل تورم خفيف اثر لدغة حشرة ما و بسبب ما نمر به و لأنه لم يكن هناك وقتاً أغير به هذه الثياب أو أستحم فـ لم أنظر نحو ذراعي بل حتى لم أُفكر في أمره و لم أهتم لأنني لم أعتقد أن شيئاً قد يحدث له

حتي رأيت ذاك المنظر... تشانيول رغم أنه لم ينظر إلى جسده لكن تفكيره لم يكن بعيداً عن تلك البشاعة التي رأيتها أنا لأنه لا يبدو طبيعياً بالنظر إلى وجهه، لا نحتاج إلى خلع قميصه لندرك ذلك لكن أنا؟

أنا أبدو طبيعياً لكنني خائف من حقيقة أن يكون ذراعي كـ خاصته

لا يمكنني تحمل فكرة أنني أحمل هذا المنظر البشع بجسدي

التفكير في ذلك يجعل جسدي يقشعر و قلبي يؤلمني

حركت عيناي أنظر إليه بتردد و سرعان ما أغلقتهما أشهق بخوف مُتخيلاً بشاعة المنظر

طوال حياتي لم أكن خائفاً هكذا... حتى بذلك الوقت الذي هاجمتني فيه كائنات غريبه حين وطأت قدمي أرض أولسان هذه المره

و بعد محاولات عدة فاشله أمسكت طرف ثيابي العلويه لأخلعها ببطئ أنظر إلى جسدي

كان شاحباً رغم أنني في الواقع أمتلك بشرة تميل قليلاً إلى السُمره

تنهدت براحه حين رأيت جسدي نظيفاً لا يُشبه خاصة تشانيول و هذا ما دفعني لأنظر نحو ذراعي

تلاشت أنفاسي لأصرخ بفزع حين رؤية تلك البشاعة تتوسط ذراعي

كانت تنبض كما قلبي ينبض بعنف و قسوه

لونها قاتم ما بين الأحمر و الأسود و عروقي تلونت بتلك الألوان المخيفه حتى نقطة معينه قبل نهاية ذراعي

لم أكن بوعيي.. لا أشعر بألم لكن المنظر كان كفيلاً بجعلي أشعر بالتمزق بأنحاء جسدي

تشانيول؟

ذراعي أسوأ من خاصته و مصدر تلك العروق البارزة كان جرح بذراعي أشبه بالحفره يمكنني من خلاله رؤية ما يوجد أسفل جلدي

لم أعي علي نفسي حين أمسكت سكيناً حاد و بدأت أجرح ذراعي حيث تلك العروق و مع أول جرح صنعته قريباً من تلك الحفره صرخت بألم أبكي لشعوري بقدماي لا تحملانني

أصوات الكثير من الأشخاص اقتحمت عقلي و لم أكن قادراً علي السيطرة على تلك الأصوات

افكار أشخاص... أشخاص لا أعرفهم، ربما من يمرون بالطرقات المجاوره لهذا المنزل و هذه المرة الأولى التي يحدث فيها هذا

إنه مؤلم

تلك الأصوات لا تتردد بعقلي فقط بل تبدو و كأنها تصرخ بكل جزء من جسدي

و خاصة هذا الذراع الذي أغرقني بدمائي

بهذه اللحظه أدركت أنني ما كان يجب أن اخلع ثيابي أو أنظر إلى جسدي

سحبت ملابسي أرتديها أخفي بها جسدي لكن لم أستطع تحمل شيئاً يلمس ذراعي و بهيستيرية بدأت بقطع كُمَ ثيابي حيث جروحي

صرخت بألم و بكاء حين استقرت عيناي حيث تلك الحفرة بمنتصف ذراعي

لقد كانت أكثر قسوة من هذه الجروح لكنني سرعان ما ضممت شفتاي استمع إلي صوت إغلاق غرفة هيبا تلاه صوت أفكارها العالي و المزعج

إنها الأكثر إزعاجاً

صوتها يُغطي علي تلك الأصوات التي أصبحت كما و كأنها موسيقى خلفيه لأفكارها الغبيه

لم أكن أتحمل فـ هي بدت و كأنها تصرخ بأذناي و ليس مجرد صوت تفكير اعتدت سماعه

اقتحمت غرفتها محاولاً جعلها تتوقف لكنها بدت خائفة مني و رائحتها كانت تصبح أقوى و علي غير العاده كانت مؤلمه و ليست مُثيرة لغرائزي

طالبتها بالصمت و التوقف لكنها لم تكن تفعل ذلك

و مرة أخرى أنا بدأت أشعر بشيئ داخلي يدفعني نحوها لأنحر عنقها لكن ما منعني كان ضعفي و بهذه اللحظة كنت مُمتناً لهذا الضعف فما كان لشيئ أن يتمكن من السيطرة على رغبتي القاسية هذه

انا بنفسي عاجز عن منع ذاتي من الاقتراب منها لكن قدماي رخوتان

جسدي كان يهدأ تدريجياً بعدما تمكن مني الألم و بالنهايه أنا وقعت بمكاني أغلق عيناي ببطئ حتى لم أعد أرى شيئاً

أتمني أن أكون قد مت فما عدت قادراً علي تحمل كل ما يحدث

End pov

________________

"ما الذي حدث؟"

سيهون سأل بعدما وضع جسد بيكهيون فوق السرير يتفحصه بحذر فـ هزت هيبا رأسها بذعر غير قادرة على التحدث

"سيهون، انظر إلى هذا"

سوشيل عقدت حاجبيها بفزع و أشارت إلي سيهون بأن يقترب فـ سار إلي الجانب الآخر من السرير حيث تقف هي و انحني حيث ذراع بيكهيون ينظر إليه يإستغراب

"هل جرح نفسه؟"

"هذا لا يبدو كـ جرح عادي"

سيهون هز رأسه بالنفي... كلاهما ينظر إلى تلك الحفرة بـ منتصف ذراع بيكهيون حيث كانت أكثر جرح بذراعه قد لفت انتباههم

هو لم يكن ينزف حتى لكنه كان مفتوحاً و لا يبدو و كأنه ينوي علي الالتحام

"جروحه تلتئم"

همس و رفع رأسه نحو سوشيل ثم أعاد نظره حيث الجروح التي أحدثها بيكهيون بذراعه و قد كانت تلتئم بالفعل لكن ببطئ شديد

سوشيل تراجعت بخطواتها إلى الخلف باحثة عن شيئ ما ثم عادت بخطواتها نحو بيكهيون

رفعت يدها إلى الأعلى بينما تحتضن قلماً بين كفيها و حين استوعب سيهون و هيبا ما تفعله اتسعت أعينهما لكن لم يتمكن أي منهما إيقافها و ذاك القلم هي طعنت به ذراع بيكهيون الأخري

"هل جننتِ؟"

سيهون صرخ بغضب و تنهد براحه حين اعتقد أنها أخطأت الهدف لأنه و للحظه شك انها سوف تُقدم علي قتل بيكهيون في حين هيبا قد انسحبت نحو الخارج تجر قدمها خلفها بخوف غير قادره علي رؤية المزيد

"انظر!"

بأعين متسعه هي أشارت حيث الجرح العميق الذي أحدثته بذراع بيكهيون

التئم بثواني و كأن لا أثر له

رفعت يدها مرة أخرى و أخفضتها بسرعه تُخلّف جرحاً آخر عميقاً التئم أمام عينيها هي و سيهون

"ذلك اليوم كانت عظامه أيضاً تعود إلي مكانها و جروحه تلتئم بسرعه "

نبست بينما تتذكر ذاك اليوم في مقهى تشانيول... جميعهم بلا استثناء شهدوا علي تلك الحادثه و سيهون هو من حضر تلك المعركة منذ البداية و حتى النهايه لذا هو بالطبع لاحظ ذلك

"جرح يده يلتئم بسرعه لكن انظر إلى هنا "

هي أشارت إلى ذراعه السليمه من ثم تلك الذراع التي أُهلكت و برزت عروقها

"أعطني هذا"

سيهون سحب منها القلم بحاجبين معقودين يُحدث جرحاً بذراع بيكهيون المجروحه بعيداً عن عروقه البارزة و بعيداً تماماً عن تلك البقعة التي تُشبه الثُقب الأسود و سرعان ما التئم الجرح ليرمق سوشيل بنظرة سريعه

"ماذا ستفعل؟"

سوشيل استوقفته حين رفع يده مرة أخرى قاصداً منتصف ذراعه

"يجب أن أتأكد من شيئ ما"

دفع يدها بخفه ثم أعاد عينيه نحو بيكهيون بتردد يُبلل شفتيه قبل أن يغرس ذاك القلم بمنطقة ما بتلك البُقعه المشوهه بذراع بيكهيون و حينها انتفض الآخر من نومه صارخاً بألم حتي كادت تتقطع أحباله الصوتيه، تلي ذلك خروج طاقة من يد بيكهيون دفعت جسد سيهون نحو الخلف ليرتطم بالحائط نهاية الغرفة بقوه

"سيهون"

سوشيل صرخت بفزع محاولة الاقتراب منه لكن جسدها هي الأخري اندفع نحو سيهون حين خطت نحوه لترتطم بجسده واقعة بين ذراعيه فـ تأوه كلاهما بألم

بيكهيون كان في حالة غير طبيعيه

جسده بأكمله ينتفض عن السرير و هو يصرخ بألم بينما عينيه تذرفان الدموع دون توقف

كان يُطالبهما بالمساعدة لكن مساعدته بتلك الحاله تعني الهلاك لهما

سيهون أمال بجسده سريعاً يحتضن جسد سوشيل مُعتلياً إياها علي الأرضية و رأسها كان يدفنه بصدره حين بدأت طاقة تخرج من كف بيكهيون مرة أخرى تُدمر ما تمر عليها

و اثر ما يحدث جسد سوشيل كان يرتجف لتتشبث بـ سيهون بخوف

"هيـ هيبا إنها.. وحـ ـدها"

همست بفزع فـ ضغط على رأسها يدفنه بصدره هامساً بخفوت

"هشششش، اهدئي"

عقد حاجبيه و هو يُلاحظ هدوء جسد بيكهيون تدريجياً حتي فقد وعيه ليتنهد سيهون براحه ثم رفع رأسه قليلاً

"أنتِ بخير؟"

همس بقلق و عينيه ترمقان مُقلتي سوشيل الدامعتين بتوتر فـ اومأت له و دفعته بعيداً عنها حين حاول مسح دموعها

"ما... الذي حدث.. للتو ؟"

مسحت علي وجهها بعشوائية و هي تتسائل بحاجبين معقودين فـ هرع سيهون نحوها حين أمال جسدها جانباً لتستند بكفيها فوق صدره بضعف

"ابتعد"

همست تحاول دفعه بعيداً فـ دفع رأسها لتستقر علي صدره

"لا أشعر بجسدي"

همست بضياع و سيهون همهم لينحني واضعاً يداً أسفل فخذيها و الأخري أحاطت خصرها ليتجه بها نحو غرفتها كي يضعها على السرير

حين لامس جسدها السرير تأوهت لتنكمش ملامحها بألم فـ اتسعت أعين سيهون بفزع

"ماذا حدث؟"

"كتفي"

همست تعض علي شفتيها بألم فـ اقترب هو يزيح ثيابها عن كتفها ليتنهد حين رؤيته علامات خفيفه توحي ببداية تورم

وقف من مكانه بهدوء غادر الغرفة باحثاً عن صندوق الإسعافات من ثَم عاد إليها ليجلس على طرف السرير بجانبها

"انتبهي"

همس بخفوت مُحتضناً كتفيها بلطف و هو يسحبها نحوه لتستقر بظهرها ضد صدره ترخي رأسها إلى الخلف حيث استند علي كتفه و بتعب رأسها أمال
قليلاً حيث عنقه غير قادره علي تحمل الألم

أحاط جسدها بأحد ذراعيه ليرفع الأخري يزيح ثيابها عن كتفها

"يجب أن تبقى أنتِ و هيبا بعيدين عن بيكهيون في الوقت الحالي... لن تتحملوا ما يفعله حين يخرج عن صوابه مجدداً"

همس مُحذراً إياها و حديثه انتهى تزامناً مع انتهائه من وضع الدواء حيث موضع التورم

و رداً عليه هي همهمت بتعب لترفع رأسها قليلاً ترمقه بأعين ناعسه لينخفض برأسه كي ينظر إليها

" لم تتأذي؟ "

" ليس كثيراً "

أجابها كاذباً فـ تنهدت براحه و أغلقت عينيها ليميل نحو رأسها قليلاً يُقبّل جبينها قبل أن يبتعد عنها جاعلاً منها تتمدد فوق السرير ثم سحب الغطاء فوقها ليخرج من الغرفه

"هيبا"

وقف عاقداً حاجبيه يبحث عن الأخري فـ لم يكن لها أثراً بغرفة المعيشه أو حتي بغرفة والدها و كذلك الحمام و المطبخ

"إلي أين ذهبت هذه؟"

تمتم بقلق و ركض نحو الخارج كي يبحث عنها فـ لمح الشرفة مفتوحه ليقترب منها بتردد

"ماذا تفعلين هنا؟"

ابتسم حين رآها تجلس في بقعة تصل إليها الشمس و جسدها قد انكمش علي نفسه بخوف

"ماذا حدث له؟"

انتفضت تتسائل بفزع فـ تنهد سيهون و احتضن وجنتيها يمسح دموعها بلطف

"لا أعلم لكن كل شيئ بخير الآن"

اومأت بعبوس و دفعت يديه بخفه لتمسح دموعها بينما تشيح بنظراتها بعيداً عنه

"سوشيل تأذت.. مجدداً"

ختم حديثه بسخرية فـ اتسعت أعين هيبا و أعادتهما نحو سيهون

"ماذا؟"

هي تقريباً صرخت بفزع لكن سرعان ما تحمحمت تدّعي اللامبالاة فـ ابتسم سيهون

" هي بغرفتها... من الأفضل أن تبقى بجانبها حتي نغادر"

"أتعتقد أن مغادرة منزلنا هي الحل الأفضل؟ "

سألت بتردد غير مستوعبه انها ستترك هذا المنزل بذكرياتها المحدوده مع والدها و تلك الأريكة التي تحتويها كلما شعرت بالضيق، الخوف، الغضب أو الحزن

"أتمني ذلك"

______________

" أنا أحبك "

همستها المُحبه مع تلك القُبلة الرقيقه التي وضعتها علي شفتيه تلاها نزيف فمها بدماء غزيرة ظهرت لمرأي عينيه بعدما ابتعدت عنه جعلت من تشانيول ينتفض بفزع من كابوسه المُزعج ذاك ليتنهد حين أدرك مكانه

أخفض عينيه حيث كف تشانسوك الذي يُمسك بخاصته يحتضنه ثم أعاد عينيه نحو وجهها ليراها نائمة بسلام

حاجبيها مُرتخيان و ملامحها كذلك عكس ما كانت عليه حين وصل صباحاً

هذا مع يدها التي تحتضن خاصته لم تكن سوي إشارة لإستيقاظها و لو للحظات و تشانسوك كانت بالفعل قد أدركت أن هذا الملثم ليس سوي تشانيول لذا احتضنت كفه لتشعر بالأمان

حرك رأسه ينظر نحو النافذة يرى حلول الظلام فـ رفع كفه يخفض ذاك القناع عن وجهه و خلع نظاراته السوداء يتنفس براحه فلا أحد قد يتجرأ و يدخل الغرفة بهذا الوقت من الليل

ابتسم بخفه عندما داهمته ذكرى لطيفه لزوجته حين كانا بالمشفى بالمرة الأخيره يُتابعان مع الطبيب حالة الجنين و تلك القهقهة الرقيقه التي تسربت من ثُغر زوجته الباكيه حين رأت طفلتهما هي فقط ترددت بعقله و كأنه يسمعها الآن لتتسع ابتسامته و يده الحُرّه ارتفعت تمسح على عينيه

و مع تلك الذكريات التي تغزو عقله هو تذكر تشانسوك حين تشبثت به بذلك اليوم المشؤوم تمنعه من المغادرة في وقته فـ زفر بضيق و رفع عينيه نحو وجهها ينظر إليها بهدوء

"أكره تواجدك حولي"

تنهد بعدم راحه و رفع هاتفها ينظر إلى الوقت من أجل موعد دوائها

و تلك الصورة التي تعلو شاشة الهاتف جعلته يتنهد عدة مرات يشعر بالثقل الذي يضغط فوق قلبه

هذه الصغيره تبدو و كأنها مهووسة به و بتفاصيله للدرجة التي تجعلها تلتقط له صوراً في الخفاء

تشانيول وجد نفسه يعبث بهاتفها بفضول و تحديداً معرض الصور حيث كان مملتئ بالكثير من الصور الخاصة به

ربما صوره كانت أكثر من خاصتها

عقد حاجبيه و يده توقفت عند صورة معينه حيث كان يقف هو بإبتسامة مُتسعه يُحضر القهوة بنشاط و على بُعد خطوات منه زوجته التي تُراقبه

هو ضم شفتيه بعبوس و أغلق الهاتف سريعاً يضعه جانباً ثم القى برأسه فوق السرير أمامه ليبتلع غُصته

و بصعوبة هو كان يحاول التفكير في شيئ آخر بعيداً عن كل هذا

______________

في منزل كبير الحجم نوعاً ما...و ذات قبو بنفس حجمه يكون واقعاً أسفل المنزل تماماً

سيهون أغلق باب تلك الغرفة الفارغه سوي من سريرين و أحدهما كان جسد بيكهيون مُقيد فوقه

في غرفة أخري كانت تجتمع سوشيل و هيبا... إحداهما شبه واعيه تُفكر فيما حدث سابقاً و جسدها بالكاد تشعر به

في حين كانت الأخري تقف خلف النافذة تنظر نحو الخارج بشرود تُفكر في صديقتها

سوشيل استقامت تتأوه بألم لتلتفت هيبا نحوها سريعاً لكنها عادت تنظر نحو الخارج مُدعية عدم الإهتمام لأنها لم تنسي بعد أفكارها الظالمة نحو أختها و صديق أختها

"سندريلا"

هيبا تمتمت حين تذكرت أمر تلك الكاميرا... هي فقط وجدت نفسها تبحث عنها حين مغادرتهم منزلهم لأن صورة بيكهيون و هو يتحدث مع سندريلا بحماس لم تغب عن عقلها

سحبت الكاميرا من فوق الطاولة و اقتربت تجلس على السرير تتربع في منتصفه و بفضول هي رفعت تلك الكاميرا تنظر إلى الصور بداخلها الواحدة تلو الأخرى

أماكن عدة و وضعيات كثيره كانت قادره على جعلها تستوعب الكثير عن شخصية بيكهيون و أهمها أن ذاك الشاب ليس سوي طفل بريئ مرح غير مهتم لمشاكل الحياة

ابتسامته المُتسعه بريئة للغايه ربما أكثر مما اعتقدت هي

~بيكهيون توقف و تعال لتناول الطعام~

رفعت حاجبيها حين وجدت فيديو قد فُتح بين تلك الصور و امرأة ذات لكنة أجنبيه قد تحدثت تنادي طفلها المدلل الذي ركض نحوها و هذا كان واضح من اقتراب الكاميرا السريع من تلك المرأة

~صباح جديد مع السيدة بيون و هي تُحضّر الحليب بالشيكولاته لزوجها الحبيب ~

صوته كان عالياً و هيبا قهقهت دون وعي حين سمعت صوت صفعة ترددت تلاها تأوه متذمر صدر عن بيكهيون الذي لم يظهر حتى الآن في الشاشه... فقط مجرد صوت يعود إليه

"توقف عن إزعاج والدتك"

هذه المرة ظهر رجلاً يُشبه بيكهيون و كوريته كانت دقيقه و أصليه و ليست ركيكة مثل خاصة بيكهيون

~أبي، هذا كان مؤلماً ~

تذمر بدلال و وضع الكاميرا بيد والده وحينها بدأ الآخر بالتصوير ليظهر بيكهيون في الشاشة و حينها رفعت هيبا حاجبيها بإعجاب حين بدأ بيكهيون يتمسح بوالدته كـ قطة صغيره

"تشه، إنه مدلل"

هيبا سخرت تزامناً مع نطق والد بيكهيون لنفس الجملة لتُقهقه بصخب

"على الأقل هذا ليس رأيي وحدي"

قهقهت مرة أخرى تُتمتم بذلك ثم أعادت تقليب بتلك الصور ترى الكثير منها و الكثير من الفيديوهات و كأن بيكهيون يستمتع بتسجيل يومه

و دون أن تشعر هي تناست كل ما يُحيطها من مشاكل غير مدركة أن سندريلا حبيبة بيكهيون المدلله قد سحبتها إلى عالم بيكهيون المفضل حيث ينسى نفسه هو الآخر

_____________

سوشيل تحركت ببطئ تستكشف المنزل بينما تبحث عن سيهون فـ هو لم يكن متواجداً بالغرفة التي ينام بها بيكهيون

تنهدت تنظر نحو السلالم التي تؤدي إلى القبو لتنزل ببطئ و فتحت الباب ليُقابلها الفراغ

"سيهون"

هي نادت و هو عقد حاجبيه حين سمع صوتها قريباً ليخرج من خلف أحد الأبواب بثيابه الخاصة بالعمل و نظارته الطبيه التي كان يرتديها قد رفعها عن عينيه لتتوسط شعره

"استيقظتي أخيراً"

همس براحة و اقترب منها بلهفة فـ رفعت يدها بوجهه تمنعه من الاقتراب أكثر ليتنهد بإستسلام

"ماذا تفعل هنا؟"

سألته بإستغراب و تلفتت حولها ترى المكان فارغاً تقريباً سوي من أريكة وُضعت أمام شاشة التلفاز بأحد الأركان

و بهدوء سيهون أمسك يدها لتحاول سحبها لكنه ضغط عليها بخفه يجرها خلف حيث ذاك المكتب الذي خرج منه منذ قليل

"ما هذا؟"

مكتب صغير بجانب الغرفه و بقية المساحة كانت أشبه بمعمل مُصغر

"معملي الخاص"

"تعرف أن هذا تم منعه منذ عامين"

صاحت بصدمه فـ تنهد سيهون

"لقد أغلقته بالفعل سابقاً و كان مجرد مكتب أعمل به لكنني وجدت نفسي أحتاج إليه لأعمل بعيداً عن الأعين"

"و هنا حيث صنعت تلك الـ..."

رفع عينيه بترقب ينتظر ما ستقوله و هي صمتت قليلاً بينما تسير في الأرجاء تكتشف المكان

" الحقنه "

نطقتها بسخريه ليسحب سيهون نفساً عميقاً و ذراعيه عقدهما نحو صدره

" لم أتمكن من إيجاد مصل معالج لذا كان لا بد من وجود شيئ يساعدني في اصطياد تلك الكائنات حتي أتمكن من إجراء تجاربي، تلك الحقنة لم يمضي الكثير علي تصنيعها"

هو فسر بهدوء لتومئ هي تتصنع اللامبالاة ثم سارت تُكمل تفحصها للمكان و معها أعين سيهون كانت تتحرك ببطئ

"هل وجدت علاجك هنا؟ "

سؤالها هي طرحته بينما تقف أمام إحدي الخزانات الزجاجيه التي تحتوي على بعض المواد الكيميائيه تدّعي تفحصها بإهتمام رغم أن اهتمامها بأكمله كان موجهاً نحو سيهون تنتظر اجابته بفارغ الصبر

"لا"

نفي بهدوء و اقترب منها خطوة فـ ابتلعت ريقها حين سماعها صوت ضرب حذائه ضد الأرضية و هو يقترب منها

"أنت لاحظت أن عنق بيكهيون ليس به أي آثار عض و حتي ذراعه"

همهم و اقترب منها مرة أخرى لتبلل شفتيها دون أن تزيح عينيها عن ما يقع خلف تلك الخزانه

"كانت توجد آثار بذراعه كلانا يعرف جيداً إلي ماذا تعود"

هي عادت تتحدث تُلقي بإتهامات نحو سيهون الذي كره ذلك لكنها كرهت تلك الاتهامات أكثر منه

لكن عقلها لا يتوقف عن الشك نحوه و تلك الآثار بيد بيكهيون و خاصة تلك الحفرة تعني أنه تعرض للتجار ب و لم يكن متحولاً عن طريق عضه

أنفاسه الباردة استقرت علي عنقها حين توقفت أقدامه خلفها لتخفض سوشيل عينيها تنظر نحو الفراغ ثم التفتت إليه و عينيها رفعتهما لتلتقيا مع خاصتيه اللتان ترمقانها ببرود

"ليس أنا"

همهمت بعدم فهم و مقلتيها اهتزتا تنظران إلى خاصتيه

"أفهم ما ترمين إليه بحديثك"

همس و رفع يده يحتضن جانب عُنقها و بإبهامه هو مسح على فكها وحتى ذقنها بلطف

"ما يحدث حولنا لست المُتسبب به"

"كيف تخلصت من تلعثمك و إرتجاف يديك سيهون؟"

سألت بنبرة عاليه تخللها التوتر، و ما تريده هو إجابة واضحه لتتأكد أنه ليس الفاعل

أمال برأسه يستند بجبينه ضد خاصتها ليُغلق عينيه

"جسدي مازال يؤلمني"

هي همست لتبتلع ريقها بصعوبة ثم رفعت كفيها تتشبث بثياب سيهون بقوة حيث جانبي خصره لتكمل

" فـ لماذا أنت بخير رغم أنك تأذيت أكثر مني؟!"

أغلقت عينيها بقوة و هي تضغط بيديها علي ثيابه تحكم إغلاق قبضتيها حولها كي لا يبتعد هارباً منها

"سيهون "

همست برجاء تنتظر لو إجابة علي أي من أسئلتها لكنه كان هادئاً

"أنت متحول؟ أم المذنب؟"

سألت و رفعت رأسها قليلاً ليبتعد بجبينه عنها و حين فتح عينيه التقيتا مع خاصتيها الباكيتين

"لا أريد أن أفقد ثقتي نحوك لكن لا يمكنني سوي الشك بك "

عبست تُلقي برأسها ضد صدره بتعب فـ تنهد و أحاطها بذراعيه يحتضنها بالقليل من القوة

"إذاً ثقي بي... أنا لم و لن أفعل ما قد يهز ثقتك نحوي سوشيل"

قبّل جانب رأسها ثم سحب نفساً عميقاً

"لأنكِ كل ما أملك ولا أريد خسارتك "

_____________

فوق سطح إحدي البنايات شاهقة الإرتفاع و علي حافة السور تماماً كان يقف رجلاً يبدو في منتصف عقده الرابع و بجانبه فتى لازال علي مشارف العشرين و بجانبه الآخر فتاتين ربما في بداية العشرين

تشابهوا في شحوب بشرتهم و لون أعينهم الأحمر مع بروز أنيابهم عدا إحدي الفتاتين التي برزت عروق وجهها قليلاً تمتلك عينين احداهما زرقاء و الأخري حمراء

"بمن نبدأ"

ذات الأعين الحمراء تسائلت و بعض التوتر يزور قلبها خوفاً من ما هم مُقبلين عليه

"لنبدأ بالحراس... أريد أن يخاف البقية و يتعذبوا أولاً"

ذاك الرجل هسهس بحقد و هو يراقب بعينيه شوارع أولسان المظلمه و من بُقعته هو كان قادراً على رؤية بعض الجثث التي تسير بلا هدف أو وجهة محدده

الثلاثة بجانبه انحنوا إليه قبل مغادرتهم كلاً منهم متوجهاً نحو منزل معين

الشاب تسلق جدران أحد المنازل حتى وصل إلى الشرفة ليكسر زجاجها بلا مبالاة جاعلاً من تلك الصغيرة النائمه تصرخ بفزع و انتفضت من مكانها تركض نحو الخارج حين رؤيته يقف بغرفتها أمام النافذة بأعين حمراء لم تخفي عنها رغم الإضاءة الخافته بتلك الغرفه

هو زمجر و فرق بين شفتيه يُظهر أنيابه أمام عينيها لتتسع بخوف و هي تتراجع بظهرها نحو غرفة والديها

"أمي"

صرخت ببكاء حين وقعت أرضاً و ذاك الشاب اقترب أكثر غير مهتم أن الصغيرة لا ذنب لها بما يحدث و بقوة أمسك بياقة ثيابها يرفع جسدها عن الأرض حتى أصبحت بطوله

ذات السادسة من عمرها كانت تبكي بهيستيرية تحاول التحرر منه و هو ابتسامته كانت تتسع مع خوفها الذي يتزايد

رفع عينيه نحو باب الغرفة الذي فُتح ليظهر والديها و القلق بادي على وجههما

اتسعت أعين الأم و قبل أن تستوعب ما يحدث هي سمعت صراخ ابنتها المتألم و ذاك الوحش يمتص دمائها مُستمتعاً بتلك الرائحة التي يُسيطر عليها الخوف

ألقي جسد الصغيرة أرضاً لتسعل دماءاً و هي تنتفض أمام أعين والديها في حين مسح الشاب على فمه بعشوائية يبتسم بجنون و هو يراقب خوفهما وجسد الصغيرة الذي سكن قبل أن يعود و ينتفض مجدداً

هي شهقت تستيقظ من غفوتها لتشهق معها والدتها ببكاء

"ابتعدي"

زوجها صرخ عليها لكنها كانت مُغيبة تنظر إلى صغيرتها براحه... و حين التفتت نحوهما الصغيرة بتلك الأعين الحمراء هي اكتشفت أن تلك ليست ابنتها

و هذا بعد فوات الأوان

و بينما ذاك الشاب يُراقب من بعيد بإستمتاع كانت الصغيرة تعتلي والدها تمتص دمائه بعدما تخلصت من والدتها

و لم يغادر سوي بعد أن تأكد من موتهما و فُقدان الصغيرة لوعيها بجانب جثة والديها ليحملها و خرج من هناك مُتجهاً نحو مخبأهم

مهمته انتهت إلى هنا

_______________


بعد عدة أيام ....

سيهون كان يجلس أمام شاشة حاسوبه بمكتبه بالمنزل في حين سوشيل كانت تجلس مقابلة له تبحث عن شيئ ما هي الأخري بحاسوبها

" ربما تلك تكون نقطة ضعف بيكهيون"

هي تحدثت فجأة ليرفع سيهون عينيه نحوها

"فكرت بذلك أيضاً"

هو همهم موافقاً إياها لتتنهد

"برأيك ما السبب الذي يدفع شخصاً لفعل ذلك؟"

تسائلت ليرفع كتفيه بعدم معرفه فـ عادت تتحدث مرة أخرى

"كلما فكرت لا أجد سوي سبب واحد و هو ربما أنهم يحاولون نشر الوباء من ثم يقومون بـ بيع المصل المعالج"

"فكرت في ذلك أيضاً لكن لو انهم يسعون إلى ذلك لكان الوباء انتشر بعدة دول و من مناطق مختلفه كي يسيطر على العالم و بذلك تتحقق مصالحهم لكن الوباء مازال في حدود أولسان "

أشار نحوها بسبابته نهاية حديثه ثم أعاد عينيه نحو الشاشة بإهتمام لتعقد هي حاجبيها

" أنت مُحق... و بالطبع هذا ليس من مخلفات المصانع الكيميائيه أو انتشار فيروس في الهواء "

هزت رأسها بتفكير تُشير بحديثها نحو ما رأوه بذراع بيكهيون

" بم أنت مشغول هكذا؟ "

سألت بإهتمام و استقامت من مكانها لتلتف حول المكتب حيث يجلس هو ثم استندت بكفيها فوق كرسيه تنظر إلى الشاشه

" الحوادث التي تحدث منذ أربعة أيام تقريباً تبدو غريبة و مُرتبطة بطريقة ما"

مسح ذقنه بطرف سبابته و هو يعقد حاجبيه بتفكير لتنحني سوشيل برأسها نحوه

"و كيف ذلك؟"

رفع رأسه نحوها حيث كانت قريبة منه و دون وعي نظراته استقرت حيث شفتيها اللتان تتحركان بكلمات غير مفهومه صُمت أذنيه عن سماعها يحل محلها وسوسات تدفعه لتقبيلها

" سيهون! "

أدار وجهه سريعاً نحو الشاشة و تحمحم بتوتر بينما يعتدل بجلسته

"هـ هذاا.. احممم... انظري هنا و هنا و هنا"

أشار نحو بضعة مواضع معينه بتلك المقالات التي كان يقرأها لتُعيد سوشيل نظرها نحو الشاشة بإستغراب من شرود الآخر منذ لحظات

"معظم القضايا الأخيره بها شخص يختفي من المنزل بعدما يقتل عائلته و إذا نظرنا إليهم بوضوح أكثر انهم يقتلونهم كما يحدث بالتحول الأول لا يقوموا بتحويلهم مثلهم"

"لم أفهم..."

سوشيل رفعت حاجبيها بعدم فهم ليبلل سيهون شفتيه

"مع التحول الأول الشخص يفقد صوابه و يهاجم من أمامه كما حدث مع تشانيول حين قتل زوجته، إنه يمتص دماء الضحية حتى القطرة الأخيره في حين الشخص الذي تحول مسبقاً حين يهجم علي ضحية فيما بعد فقط يقوم بتحويلها لأنه يهتم بإشباع ظمأه ليس أكثر من ذلك و هذا يفسر حدوث التحول و تزايد الأعداد "

هو فسر بهدوء بعدما ربط جميع القضايا التي قابلها سوياً

" و لكن الغريب في الأمر أن جميع من فقدوا حياتهم بهذه الطريقه كانوا يعملون بالاستديو الذي يتم تصوير برنامج جوهيون به و كذلك منهم حارس جوهيون الخاص لذا ربما جوهيون المقصود "

سوشيل عقدت حاجبيها بتفكير لتستقيم بجذعها مُتسعة الأعين

"أو الكارثه أن تكون هذه حرب "

سيهون امال برأسه بعدم فهم فـ رفعت يدها تمسح على جبينها بتوتر

" ربما قتل متحول مثلهم على الشاشة دون تدخل أي شخص يوقف ذلك جعلهم يوقنون أن لا يوجد بشري قد يتقبل وجودهم لذا هم بدلاً من طلب المساعدة منا سوف ينتقمون من أجل جايون و بالوقت ذاته يحمون أنفسهم منا خاصة بعدما تأكدوا أن في هذا العالم يجب أن يكون هناك نحن أو هم"

" إذا كان هذا المقصود بفعلتهم تلك فهذا يعني أننا مُقبلون علي كارثة حقيقيه... العالم أجمع و ليس أولسان فقط "

____________

" ماء؟! "

سأل بهدوء و تشانسوك أومأت له دون أن ترفع عينيها نحوه

جلس على طرف السرير بينما يُساعدها بأن تستقيم ثم أمسك بالكأس يضعه قريباً من شفتيها و أمال به لتبتلع هي القليل من المياه قبل أن تُهمهم له إشارة بإكتفائها

" الطبيب قال أنه يجب عليكِ الإنتظار يومين آخرين كي تستقر حالتك أولاً"

اكتفت بالهمهمة لتستلقي مرة أخرى و عينيها تنظران إلى السقف بشرود في حين جلس تشانيول علي مقعده المجاور للسرير ينظر نحو يدها بتفكير

"تشانسوك"

رفع عينيه نحوها يراها ترمش دون رد فـ تنهد يتساءل

" لم حاولتي الإنتحار؟ "

عقدت حاجبيها بإستغراب غير مستوعبة لما قال لتميل برأسها نحوه تنظر إليه بعدم فهم

"انتحار؟"

همست بصوت مبحوح ضعيف لتسعل بعدها فـ اقترب سريعاً كي يُساعدها بـ شرب الماء مرة أخرى

"من الواضح أن هذا ما حاولتي فعله... أم أنكِ تحاولين لفت انتباهي بتصرفاتك الغير عقلانيه هذه؟"

ختم حديثه بنبرة متسائلة تميل إلى السخرية و هو يعود إلى مقعده يشيح بنظراته بعيداً عنها

"تبدو سافلاً حين تتحدث بهذه النبره"

سحبت نفساً عميقاً و أدارت وجهها بعيداً عنه حين التفت يرمقها بغضب

" فقط لا تعتقدي أنكِ نجحتي بجذب انتباهي، لقد كنت أقوم برد الدين لا أكثر لذا إذا أردتِ قتل نفسك الآن فـ لتفعليها"

هسهس بإنزعاج ثم ترك المقعد و اقترب من النافذة يستنشق بعض الهواء قبل أن يُفرغ غضبه بها فـ هو بالفعل بدأ يشعر بإرتجاف جسده في حين هي عادت برأسها تنظر نحوه حيث يقف أمام النافذة لـ تبتسم بخفة قبل أن تُغلق عينيها مُستسلمة للنوم


To be continued......


Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top