1
Start
سوشيل pov
في هذا الوجود دوام الحال من المُحال ، امس فقط كنت اكتنف حجر والدتي واعتمد في حياتي على والدي والان أصبحا من الماضي، امس فقط كنتُ متزوجة، رأيتُ في الزواج مستقبلاً إلى أن وقعتُ على وجهي و واجهتني الحقيقة المرة
أصبحتُ اكرهه بل امقته، كيف إستطعت الزواج به
ياللعار!
منذ 15 شهراً الاوضاع هنا في تدهور، هناك اشياء غامضة دائمة الحصول خاصة بعد ان يسدل الليل ستاره
جُثث تختفي، و أشخاص يعودون للحياة وحوادث تتكرر والفاعل يبقى مجهولاً
الضغوطات تزداد حولي ولا احد يصدقني حين اقول ان هناك مخلوقات غير بشرية بيننا
هل ياترى سنتمكن من تجاوز هذه الفترة الصعبة من حياتنا...
إستفقت صباحاً وانا أشعر بالتعب
، مؤخراً أقضي الكثير من الوقت في المختبر رفقة سيهون
كلانا يعيش وقتاً عصيباً خاصة حين نتعرض للمضايقات والسخرية من الناس وحتى من وسائل التواصل
هم يعتقدون أننا حمقى فقط لأننا اخبرناهم عن مخلوقات غير بشرية
حين يرون بأعينهم سيصدقون.
"علي الذهاب الان، لدي مقابلة ، اراكِ مساءاً"
وقفت خلف الاريكة التي تستلقي عليها شقيقتي هيبا
رفعت بصرها ناحيتي ووضعت صحن الفطور خاصتها لتقلب عينيها في سخرية
"توقفي عن ترديد التفاهات، لم يعد بإمكاني الخروج للشارع فالجميع يعرف أنكِ اختي"
تذمرت في وجهي بإستياء لأتنهد بإنزعاج
"اغلقي الباب جيدا، وداعاً الان"
القيتها في وجهها وخرجت من المنزل
اختي واحدة من الذين لا يصدقونني
مالذي علي فعله بحق السماء كي يفتحوا اعينهم و يصدقونني
وصلتُ لمقر القناة الرسمي لأجد سيهون و جيبوم واقفان ينتظرانني،تنهدت بأسي على حالنا و توجهت لهما
"لما تقفان هنا؟ "
تسائلتُ بنبرة باردة من خلفهما ليلتفا لي بسرعة
"كـ كنا... ننتظرك"
قال سيهون بنبرة خافتة لأومئ بتفهم ثم سرنا مع بعضنا ودلفنا للداخل
تبادلنا اطراف الحديث مع الطاقم هناك،قبل ان يوجهوننا للمكان المخصص للتصوير
كانت هناك طاولة مستديرة واربع كراسي اشبه بالتي تظهر بالبرامج الاجتماعية
جلسنا بعدما تم تعديل الميكروفونات علي ملابسنا ،ازحتُ عيناي جانباً حين رأيت ذلك الحقير
جو هيون ، زوجي السابق و مذيع البرنامج
جلس مكانه وقد كان صامتاً ولمعرفتي به فهو يفضل إحراجي امام العدسات و ها أنا مستعده
أعطى المخرج إشارة البدء لأعدل من هيئتي
وهاقد بدأنا!
"بعد بضعة فحوصات للدماء المتواجده بمقر الجريمه تم التأكيد علي وجود ماده غير معروفه، و حسب خبرتي أعتقد أنها تركيب كيميائي دقيق يجمع بين أكثر من عنصر يصعب الخلط بينهم"
اردفت بثقة وأنا أجيب على سؤاله الذي يتكرر على مسامعي
"ماتفسيركِ على مايحدث مؤخرا؟"
بحق هم لا يمتلكون سوي هذا السؤال و رغم ذلك لا يقتنعون بإجابتي أبداً
تبادلت النظرات الحارقة مع زوجي السابق حين ابتسم وكأنه يسخر من جوابي
"اووه،حقا!"
اكتفى بقول تلك الكلمة المشككة لتبدأ معه حملته البشعة في السخرية منا لكنني تجاهلته مجدداً
" كاميرا المراقبه بتلك المنطقه علي الرغم من تعطلها منذ بداية سلسلة الجرائم هذه إلا إنها التقطت صور مشوشه لتلك الحادثه و التي بدت أن القاتل لم يستخدم سلاحه بل فمه، و عند تقريب الصورة سوف تجد أن ذاك الكائن يمتلك أنياب واضحه و أعين مُشعه"
أردف جيبوم يجيب جو هيون الذي لم يسأله حتى ليلتفت له رافعاً حاجبه بإزدراء
" الـ... الامـ ـر.. غـ غير طبيعي لذا إذا نظرنا إلي تلك القضيه منذ بدء حدوثها و.. و حـ حتي الآن سنجد انها تعني وجود كائنات غـ غريبه و الأقرب إلي المواصفات هـ هم مـ مصاصي.. الدمـ ماء"
أكمل سيهون الحديث عوضاً عن جيبوم و بعد صراعات مع كلماته المتلعثمة، انفجر جو هيون ضاحكاً تلاه ضحكات من طاقم العمل و كذلك المشاهدين المتواجدين بموقع التصوير
لكننا حاولنا قدر الإمكان الحفاظ على أعصابنا.
" إذاً تريدين منا جميعاً سكان أولسان أن نثق بـ ضابط سابق مُتهم بقتل والدته... امرأة مطلقه لم تتمكن من الحفاظ علي زواجها و تدّعي أنها تريد الحفاظ علي حياة الآلاف و أخيراً شخص يعاني من اضطرابات نفسيه..و ماذا؟ نصدق أن شخص ذو أنياب هو القاتل و يكون مصاص دماء... عذراً لكن ألا تعلمين أن هناك أشخاص يعانون من متلازمة مصاص الدماء و التي تتسبب في ظهور أنياب لهم أو وقوع أسنانهم كامله و قد يكون هذا تفسير وجود الانياب للشخص الذي التقطت الكاميرا صورته و ربما عينيه تلمع نتيجة الإضاءة فقط ؟! "
سأل بإستهزاء و حديثه كان موجه لي ،تابعتُ يديه كيف تشير إلينا الواحد تلو الآخر ابتداءً من جيبوم وصولا لسيهون
ازحت عيناي عنه ثم أنزلتهما إلي الأسفل لأرى يد سيهون ترتجف بتوتر كالعاده و جيبوم يضم قبضته بقوة كي لا يحطم فك المذيع و علي العلن
"الضابط جيبوم تم إيقافه عن العمل سابقاً بعدما تم اتهامه بقتل والدته، هو ليس القاتل و لا توجد ضده أي أدله و تم إتهامه باطلاً لكن جثة والدته اختفت بصورة غير طبيعيه و أثناء تواجده بالسجن لذا ليس هو سارقها، كما أن هناك أدله تشير لوجوده في مهمه رسميه أثناء وقوع الجريمه لذا هو هنا و يتحدث معنا عن تجربه و قد تولي هذه القضيه من أجل ذلك... كي لا يتم إتهام غيره بالزور أنه ارتكب جريمة قتل لمجرد أن الشرطة ترفض تصديق وجود كائنات مشبوهة بيننا و تعجز عن حل القضيه، و كما تري هو لم يعد ضابط سابق كما تقول أنت فهو عاد إلي عمله بعد إثبات براءته "
أردفت بنبرة باردة أخفي أعصابي التي تلفت وراء ابتسامة باردة وتوليتُ أمر الرد علي المذيع أمامي و الذي يكون زوجي سابقا.
اشرتُ بيدي على جيبوم الذي لا يزال يعاني من قضية وفاة والدته وكيف ليومنا رغم ظهور برائته لايزال هناك مشككون يحاولون الاساءة له
" المرأة المطلقه سوشيل التي تتحدث عنها هنا لم تحافظ علي زواجها لأن زوجها لعوب، يريد منها أن تتعري أمامه ليلاً و تُشبع غرائزه دون مبالاه لإرهاقها بالعمل طوال اليوم و في الوقت الذي لا تتواجد به بالمنزل سوف يجلب عاهرات بكل وقاحه يمارس معهن أفعاله القذرة فوق سريرها دون إهتمام... الا تعتقد أنك وقح بعض الشئ و ظالم كونك تُشبّه هكذا زواج فاشل بسبب زوج سافل، بحياة سكان أولسان الأبرياء؟!... هل تعتقد أن امرأة مثلي ناجحه في مجال الطب الكيميائي و درست مختلف أقسام الطب و مازالت تدرس ، لا يمكن الثقه بها لمجرد أنها رفضت أن تكون لعبه جنسيه بين يدي رجل شهواني "
رفعتُ عيناي بتحدٍ لأقابل خاصة طليقي و لم يبدو علي وجهي أي شئ سوي البرود و المزيد من البرود و الآخر إبتسم بجانبيه علي ردي الصريح و لم يهتم لكوني أهنته و فضحته علناً..
" الطبيب سيهون و الذي يعاني من بعض الاضطرابات النفسيه... هل يجب أن أقول بأنه من وجد علاج لمرض نادر و في فترة لا تتعدي العام و نصف بينما أشهر الأطباء عجزوا عن ذلك؟... نسيت أن أخبرك أن ذاك العلاج كان أول عمل يقوم به داخل حدود المختبر... عذراً سيد جو هيون لكن بالوقت الذي كنت تمرح به مع النساء و تأتي بعدها لتجلس علي هذا الكرسي تسخر من مجهودات غيرك، كان الطبيب ذو الاضطرابات النفسيه يحاول إيجاد علاج نهائي للكثير من الأمراض المميته التي قد تصيبك يوماً ما"
بكل فخر أنهيت حديثي ثم وضعت قدم فوق الأخري
" اوووه أهم نقطه... هل تعلم أن متلازمة مصاص الدماء قد تجعل للمصاب بها أنياب ظاهره أو يُمسي بدون أسنان لكن بالوقت ذاته هي لا تجعله وحش يتناول أعناق البشر بتلك الأنياب "
ابتسمت بتصنع و وقفت من مكاني أغلق أزرار الجاكيت الرسمي خاصتي و تبعني جيبوم و سيهون فـ التفتت إلي الكاميرات، انحنيت و مثلي تماماً انحني سيهون و جيبوم
" إعتذاري هذا ليس لأهالي أولسان فقط و إنما لجميع سكان المدن المجاورة، كوريا و كذلك دول العالم... اليوم أتيت لتحذيركم و هذه ليست المرة الأولي مني لتحذيركم و لن تكون الأخيرة... اسخروا منا كما تريدون لكن بالوقت الذي تجدون به أعز شخص يختفي من حياتكم لا تلومونا نحن... و تذكروا حديثي هذا.. المشكلة ليست وجود مصاصي دماء بل بتواجد كائنات أخري أسوأ "
انحنيت امام الجمهور مطولاً و من ثم إعتدلت بوقفتي و التفتت إلي زوجي السابق ثم إبتسمت بوجهه قبل أن ارفع إصبعي الأوسط بوجهه دافعة إياه أن يضحك بصخب
" أعدك أنه بعد اكتشاف الحقيقه سيتم القائك لـ تشحذ بالشوارع كونك كنت توصل صورة ساخره عن حقيقة مريعه و تدفع المشاهدين إلي عدم تصديقها، هذا ان بقيت على قيد الحياة"
مر ثلاثة أيام علي ذاك اللقاء المريع و الذي سبب فوضي بعدة مناطق
هناك القليلين ممن يعتقدون أن ما قيل في ذاك اللقاء رغم أنه غريب إلا أنه مقنع و الكثير قد رأي أن هذه خرافات
رغم ذلك،فلا بأس،ان صدقتني الأقليه افضل من لا شيئ
لكن ما يزعجني أنه تم النشر علي أن تلك القضايا ليست سوي جرائم متسلسله لمجرم يريد تشتيتهم، هم كعادتهم فقط القوا بالحقائق بسلة المهملات غير مستوعبين لحجم المصيبة التي وقعت بها مدينتهم
و رغم ذلك هناك شعور عميق في داخلي يخبرني انني نجحت في جعل المواطنين متيقظين
الجميع من داخلهم متيقنون أن حديثي صحيح او علي الأقل به شئ صحيح فالجرائم جميعها تحدث بعد غروب الشمس
"هيا الطعام جاهز"
تحدثت ببرود و أشرت لـ هيبا أن تنضم إلي، لكنها بكل برود اقتربت و سحبت الكرسي لتجلس مقابلة لي تتناول الطعام بهدوء
"لم تعودي للمنزل منذ يومين و عدتي صباحاً"
وجهت لها حديثي الموبخ الذي يحمل خوفا عليها في طياته لتنظر لي بإزدراء كعادتها
"هل الطبيبه الناجحه سوشيل و المطلقه التي تحافظ علي حياة سكان أولسان، قلقة علي أختها الصغري يا تري؟"
سخرت مني وهي تحشر الطعام في فمها غير مبالية بالألم الذي لا تزال تسببه لي
"من الأفضل أن لا تتواجدي بالشوارع بعد غروب الشمس، هيبا "
تحدثت بقلق عليها، فانا أعرفها ، هي شخصية متمردة ولا تصغي لأحد أياً كانت هويته
" لماذا؟ مصاصي الدماء مرة أخرى؟ "
قالت بصراخ وهي تنهض من الطاولة بهمجية فـ نهضت أحاول تهدئتها لأردف برجاء
" هيبا صدقيني، هذه ليست مجرد... "
'' نحن لم نعد أطفال كي نصدق قصص مصاصي الدماء، الا تشعرين بالغباء و أنتِ تتحدثين بهذه الطريقة أمام أختك الصغري؟! "
بوقاحة قاطعتني و عادت تمضغ طعامها بلا مبالاه لمشاعري التي جُرحت، ليست و كأنها المرة الأولي التي يسخر فيها شخص من حديثي
" ليس فقط مصاصي دماء، بل هناك كائنات أخري "
حاولتُ التوضيح لها لكنها كعادتها تجاهلتني،ولم أجد بُدّاً من البقاء في المنزل فالجو هنا يخنقني،سحبت معطفي الذي سبق وعلقته على الكرسي لأقف انظر لها لآخر مرة
"لا أهتم إذا صدقتيني أو لا، فهذه الكائنات لن تبقي في الظل لوقت طويل و حينها سوف تندمون جميعاً علي السخرية مني"
خرجت من المنزل بـ ثقه و استقليت سيارتي لأرخي أكتافي و تنهدت بضيق
كم أكره هذا الوضع الذي أعيشه
ليس أنا فقط إنما سيهون و جيبوم ايضا..
توجهتُ الى المختبر فليس لي مكان آخر اذهب له،دلفتُ وابتسمتُ في خفاء حين وجدت سيهون هناك
وجدته يقوم ببعض التجارب لأخلع معطفي وارتديتُ مئزري الأبيض دون حتى أن يشعر بي
"مالذي تفعله!"
ضربته على كتفه لينتفض مكانه
"اخفـ ـتِني"
تذمر بإنزعاج وهو يرمقني بنظرات لومٍ،تجاهلته وشاركته في ما يقوم به و لعدة ساعات دون أن نلحظ الوقت
"أ. ألن... تعودي إلي المـ منزل ؟"
سألني بتردد لأهز رأسي ببرود دون إجابته.
"سلة المهملات احترقت، لا بد من وجود ماده تتفاعل مع أشعة الشمس"
تحدثت بهدوء وانا أحاول تذكر الموقع الاخير الذي وُجدت به الدماء... المنطقه المُلطخه بالدماء نصفها كان مُعرض للشمس و النصف الآخر لا
"كانت 4 ساعات أو أقل التي استغرقتها الشمس لحرق تلك الدماء... حينما ذهبنا صباحاً لم يكن هناك خطب لكن حينما مررت بالمكان مرة أخرى سلة المهملات كانت محترقة"
أكملت استنتاجاتي وقد اتسعت عيناي بصدمة وبدأت أرتجف
مالذي يحصل! لا أريد أن أتوتر الآن
"اهـ اهد.. ئي"
ربت علي كتفي حينما بدأت بالبكاء و عيناي مازالت تنظر لتلك الأنابيب الصغيرة بين يداي بتركيز
أمسكني سيهون و حاول وضعها جانباً قبل أن تقع من يدي
" لا يمكن... يجب أن أعرف ما الذي يحدث، يجب أن أثبت أننا لم نفقد عقلنا بل هم الحمقي "
انتحبتُ بهستيريه و أنا أرمق تلك القطع التي تناثرت
" طبيب سيهون ، طبيبه سوشيل ؟! "
إلتفتنا بسبب الصوت الذي أتانا من خلفنا وابتعدت قليلا عن سيهون فقد كان يحتضنني تقريباً
نظر لي قبل أن يقترب يمسح تلك الدموع من عيناي، لـ أتذكر انني كنتُ أرتدي قفازات وقد تلطخت بالدماء.
" بروفيسور جونغ هون "
التفت إليه بإبتسامه مصطنعه ليهز رأسه بيأس
"لا تخبريني أنني مثل والدك طالما تتصنعين السعادة أمامي"
تنهد بإنزعاج مني و اقترب قليلاً حتي وقف بجانبي
"أنتِ تعلمين أنني أثق بكِ لكن طريقتك خاطئة... تمهلي قليلاً و احظي بالراحه كي يكون عقلك بكامل صحته و تتمكني من التركيز"
أمال برأسه قليلاً كي يري وجهي ثم ابتسم يكمل حديثه
" أثق أنكِ ستصلي إلي غايتك لكن بهدوئك و تمهلك الذي لطالما عهدته"
قال يربت على كتفي لأومئ وعيناي قد اغرورقتا بالدموع
أنا فقط أشعر بالضياع و أشعر أن جبال العالم فوق ظهري و المواطنون لا يزيدون سوى ألماً على ألمي
End pov
_______
" مرحباً حبيبتي... نعم وصلت المطار منذ ربع ساعه تقريباً... لا تقلقي سوف أصل قبل المساء... قلت لا تقلقي لن أتأخر، حسناً إلي اللقاء "
ختم حديثه بقبلة علي الهاتف و أغلقه ليضعه بـ جيب بنطاله ثم أكمل طريقه يخرج من المطار و خلفه عامل المطار يسحب حقائبه
"هل سـتغضب هيونا إذا التقطت بعض الصور؟ "
همس لنفسه بإبتسامه مُتسعه و عينيه تراقب الطريق، حتي و لو كانت هذه عطلة لقضاء وقت ممتع مع حبيبته فـلا يعني ذلك أنه قد ينسي هوايته و مهنته الأساسيه كـ مصور و رسام يعشق الجمال، و شوارع كوريا و جمالها الخلاب لن يفشلا أبداً في جذب انتباهه و السيطرة علي تفكيره بكل مرة يزور فيها كوريا
"هلا توقفنا جانباً؟"
بـ كوريته الركيكه تحدث و سائق سيارة الأجرة امتثل لطلبه و توقف جانباً
"انتظرني هنا، قليلاً"
أشار إلي السائق بذلك و الآخر اومأ إليه ليترجل متوسط القامه عن السيارة و معه حقيبته الصغيرة التي تحمل أغراضه الخاصه و صغيرته المدللـه سندريلا
سحب نفساً عميقاً و سار إلي الأمام عدة خطوات يلتقط صوراً بواسطة سندريلا لمدينة أولسان العزيزة و الأقرب لـ قلبه كونها من أجمل مدن كوريا و كذلك كونها المدينة التي تعرّف فيها علي حبيبته هيونا
"حسناً انتـ.. هيت"
تحدث بحماس بدايةً و سرعان ما اختفت ابتسامته و أكمل حديثه بإستغراب... هو واثق أن سيارة الأجرة كانت هنا منذ... ربما ساعتين و خمسة و ثلاثون دقيقه
"يا إلهي"
صرخ و سحب شعره إلي الخلف... الشمس أصبحت حمراء توحي بإقتراب موعد غروبها و الآخر بدأ يهتز مكانه بتوتر... تلك الحقيبه بها أغراضه المهمه كـ وسادته التي تحمل صورته و ملابسه التي تحمل إسمه و كذلك بعض لوحاته الثمينه و التي لا تقدر بـ ثمن
كل ما يفكر فيه الان أنه تعرض للسرقة
أشار إلي سيارة أجرة أخري وما إن صعدها حتى طالبها بالتوجه إلي أقرب مركز شرطة، لكن عن أي مركز شرطة يتحدث؟! أولسان أطفأت أضوائها تُرحب بالنوم و الهدوء، لا عمل، لا سعاده، فقط خوف
و الخوف ينقسم إلي جانبين بتلك المدينه اما خوف من وجود كائنات غير طبيعيه كما تزعم تلك الطبيبه و صديقيها و قلة قليله التي تشعر بهذا الخوف، و اما خوف من ذاك القاتل الذي يقتل بلا رحمه و لا يترك خلفه سوي آثار دماء
"لم المدينة هادئه هكذا؟"
سأل بإستغراب مُعتقداً أن حبيبته كانت تُبالغ بحديثها و هو ليس من متابعي الأخبار أو مستخدمي مواقع التواصل، لديه عالم خاص به لذا أن يكون علي علم تام بما يدور حوله و في دولة أخري غير التي يعيش بها ... هذه تعد معجزة
"طبيبه مختله تدّعي وجود كائنات وحشيه تظهر خلال الليل، تقول مصاصي دماء"
السائق شخر ساخراً و سحب نفس من سيجارته ليلقيها بعدها خارج النافذه و أعين هذا الشاب تراقب يده بشرود ثم عقد حاجبيه
"و لم تعتقد أنها مُختله؟ أقصد ربما هي مُحقه"
رفع كتفيه بينما يُدلي برأيه و لرأيه هذا السائق ضحك بصخب
" عن أي كائنات تتحدث؟ هي مجرد امرأة مُختله مُغترة بشهادتها و أعمالها تعتقد أننا قد نثق بها فقط لتلك الأسباب ... هي تُريد جذب انتباه طليقها علي حساب عقولنا نحن و بث الخوف بقلوب سكان أولسان "
بدا واثقاً من حديثه و حاقداً علي تلك الطبيبه، لذا الآخر فقط اكتفي بالتنهد ،أراد أن يُرسل إلي حبيبته رساله لكن هاتفه قد نفدت بطاريته فـ زفر مرة أخرى و علّق الحبل المتصل بالكاميرا خاصته برقبته
" انتبه! "
صرخ علي السائق بفزع حينما رأي شخصاً يتحرك علي مسافه قريبه من موقعهم ، ذاك الشخص كان يسير ببطئ شديد كما و كأنه شخص مريض يسحب أقدامه خلفه بصعوبه
هو لم يستجب لإنذارات السائق له حتي أوقف السيارة فجأة و علي بعد خطوات منه ليندفع جسد السائق و الفتي بجانبه إلي الأمام
أعين المصور ضاقت بتركيز، ذاك الشخص بدا غير طبيعي بالنسبة له
"هاااي أيها الأحمق ابتعد عن الطريق"
السائق صرخ بإنزعاج و فتح إضاءة سيارته نحو ذاك الشخص ليلتفت إليهما و أمال برأسه قليلاً
بشرته بيضاء ذات عروق زرقاء بارزة قليلاً مع دماء تخرج من فمه و أعين... غير طبيعيه
"قد بسرعة،تحرك!"
صرخ الشاب بفزع و هو يضرب علي ذراع السائق بأعين متسعه و رغم أنه تحدث بلغته الأم إلا أن السائق فر من هناك بخوف حينما بدأ ذاك الشخص يقترب منهم بخطوات سريعه و غير ثابته
أدار السيارة مُبتعداً عن ذاك المكان و علي بعد خطوات أخري ظهر ثلاث كائنات كالسابق بدأوا بمطاردتهم كذلك
المصور حاول إغلاق نوافذ السيارة و أبوابها من الزر المتواجد بجانب السائق أسفل نافذته حتي نجح بذلك بصعوبة بالغه
"هناك!"
أشار علي مجموعه أخري تُلاحقهم و جسده بدأ ينتفض بخوف بينما يتلفت حوله بهيستيريه، الأعداد تزداد بصورة هائلة و تلك الأشياء ليست بالبشر أو مصاصي دماء حتي
التفت إلي الأمام علي صراخ السائق لتتسع عينيه و لم يلبث حتي ارتطمت سيارتهما بأخري تصطف علي جانب الطريق لتنقلب بهما مُسببه ارتطام رأس المصور بسقف السيارة بقوة بالغه
...و ها هو عدد تلك الكائنات سوف يزداد بلا شك ...
To be continued...
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top