ولكنَّني


"الشَّياطينُ تَتَصارَخُ في رأسي وَجسدي ، لعلَّ ما بداخلي أَرعَبها .-"

___________

- صباح الخير .
قالت بابتسامة سعيدة لتتجه نحو جاكسون الذي ردَّ عليها ووالده وتطبع قبلةً على وجنته ليقهقه .

- هل مزاجكِ جيّدٌ دائماً هكذا يا زوجة ابني ؟!
سألها والده لتقهقه مومئة بالنّفي وتردّ :
- فقط ان كنت بجانب جاكسون .
انهت كلامها لتتعانق يديهما اسفل الطاولة وتحترق صوفيا .

- هيا تناولي فطوركِ سريعاً لنذهب .
قال جاكسون وهو يطالعها بسعادة لتومئ له حتّى سألت صوفيا بحنق :
- لم تلبث ان تأتي ! الى أين ؟

- سنذهب للمتاحف الفنيّة انا وجاكسون ، لقد وعدني أن يضع إحدى لوحاتي في متحف منهم ، انه موعد خاص بنا وحدنا .
اجابتها ريس محققةً رغبتها في اثارة استفزاز الأخرى ، طريقها بات واضحاً بفضل هذه الامرأة .

- لقد شبعت .
قالت بحنق لتستقيم وتذهب نحو غرفتها .

- اتسائل ما خطبها هذه الايام ، هي تتصرف بغرابة .
قال والد جاكسون عاقداً حاجبيه ليبدي جاكسون ملامح تنم عن عدم الارتياح .

- جميع الاناث لديهنّ هذه المرحلة في حياتهن .. هذا طبيعيّ جداً .
أردفت بابتسامة مطمئنةً الأكبر ليومئ هو نفياً ويسترسل :

- اخشى أنَّ مكروهاً قد اصابها ، هي تتقيأ كثيراً مؤخراً ، وقد فقدت وعيها بالامس قبل مجيئكما ، قلقت عليها كثيراً .

- آه .. آمل ان تكون بخير .
اصفرَّ وجه جاكسور لدى سماعه لما تفوه به والده أما ريس فكادت ان تقفز لسعادتها .

____________

- جونقكوك ، ما خطبك ؟
تقدّمت نحوه وسألته بسبب شحوب وجهه الغريب .

- لا شيء مينا ، اذهبي قبل ان يغضب جايسون .
قال ببرود دون أن ينظر اليها حتى .

- لقد أحضرت لكَ طعاماً ، انت تعمل منذ الأمس ، كما أنَّ الصفقة مع دانييل بالمساء ، عليك أن تكون بكامل قواك .
تقدّمت نحوه لتضع له صينيّة الطعام على مكتبه .

- حسناً .
تمتم ليجعلها تخرج بعدها الا انها ظلّت تنظر له بصمت .

- ألا زلت تتذكرها ؟
سألته بعد ان نظر اليها بتساؤل ، عقد حاجبيه مجدداً متسائلاً عمنّ تقصد .

- تقصدين ريس ؟
اردف بتعجُّب ، سؤالها غريب .

- بل ايرين ، اعني ، بما أنّك رأيتها اليوم بالشّركة ، هل يؤلمك الأمر .
سألت بهدوء وملامح غريبة ، عقد هو حاجبيه ليسأل بتفاجؤ :

- ايرين هنا ؟!

- الاجتماع منذ قليل .. لقد كان معها .. ذات الفستان الابيض.
هو للحق لم ينتبه لوجودها ، بل لم ينتبه لأحد ، تنهد بعدها ليجيب الاخرى التي بدت له مزعجة :

- لا مينا ، لم انتبه لها اصلاً ، كما أنّها مجرد حبيبة سابقة عابرة ولا تعني لي شيئاً الان ، وارجوك اريد البقاء بمفردي .

انحنت له لتخرج من مكتبه بهدوء .

________

عادا للمنزل في وقت متأخر ، ترجل كلٌ من جاكسون وريس بذات الوقت ليدلفا متشابكي الايدي الى المنزل .

فتحَ لهم الخادم الباب ليسأله جاكسون كونه لاحظ اختفاء سيّارة والده :
- اين والدي ؟!

- لقد ذهب السّيد لتسوية بعض الاعمال.
اجابه ليومئ له الآخر بهدوء ويدلف ، استغرب كلاهما من كون الانوار مطفأة في غرفة الجلوس ليضيئها جاكسون ، فزعا لوهلة من منظر الجالسة لوحدها في زاوية المجلس وهي تغطي وجهها بكلتا يديها .

- اذهبي لغرفتك ، ساوافيك ، احتاج لتسوية بعض الامور معها .
قال بحدّة لتومئ له ريس متظاهرةً بأنها ذاهبة لغرفتها .

- نحتاج للحديث ، تعالي الى غرفتي  .
انهى كلامه ليتوجه نحو غرفته فتقف الاخرى وتتبعه بجسد متهالك .

اغلق الباب خلفها لدى دخولها ليردف بحدّة بعد ان دفعها للحائط :
- وما المصيبة الجديدة التي ستأتيني من خلفك الآن ؟! هيا لا داعي للاخفاء اكثر من هذا .

لم تجب ، اطلقت ضحكة ساخرة رافعةً له جهاز ابيض صغير عليه خطيّن ورديين .

- رائع ، ومتى ستتخلصين منه ؟!
بذات الحدّة سألها لتردف ساخرة :

- في أحلامك ، اما أن يتربى كأخٍ لك ، او ابن لك ..

- حقاً ؟! واين تريدين من والدي أن يعلّق جثّتينا كلينا ؟
قال بسخرية ، دفعته هي بخفّة لتردف :
- ليس إن علّقنا جثته اولاً .

تلقّت صفعة ما ان انهت جملتها ليدفعها الاخر ويبدأ بضربها :
- تريدين التخلص من والدي يا عاهرة !! فقط لو لم يكن يحبّك لقتلتك منذ زمن يا سافلة !!

- ل.. لا تتحدث وكأنكما شريفان ! كم من امرأة اغتصبتما ! كم من طفلٍ قتلتما ! فقط لاشباع غرائزكم !! هذا وانا لا اعلم شيئاً عن اعمالكم القذرة ! ابني سيعيش !
تحدّثت رغم صعوبة الكلام ، تأمل فقط أن يبقى ابنها حيّاً حتى ولو كان جاكسون ضعيفاً بضربها .

- ماذا ؟! انظروا من تتحدث !! الست العاهرة التي كانت تخدع الفتيات لبيعهنَّ لنا لاجل المال؟! الم يجلبك والدي من تلك القمامة ام ماذا ؟!
صرخ بينما هي اخذت تبكي ، مهما فعلت سيظلُّ ينظر لها كعاهرة ، بينما الواقفة خلف الباب والتي استمعت لكلّ ما يجري ظلّت تحملق بالفراغ بصدمة .

________

- مساءُ الخير .
قالت بملامح مرهقة وهذا طبيعيّ ، فقد نامت متأخرة واستيقظت في وقت المغيب ، نظر لها والد جاكسون ليردف :

- استيقظت الان يا كسول ! هل انتِ بخير ؟

همهمت له بينما ذهبت لتجلس على اريكة مقابلة له :
- نعم فقط توعَّكت قليلاً ليلة الأمس ولم استطع النوم .

- آه ، اسف حبيبتي ، لم استطع الاعتناء بكِ جيّداً لقد نمتُ دون وعيٍ مني .
قال جاكسون الذي دخل من الباب الواقع خلفهاً مقبلاً عضدها لتشعر بالتقزز .

- لا بأس .
قالت له مغتصبةً ابتسامة على شفتيها .

- ابي ، سيحدث التفجير بعد نصف ساعة ، هل أخلي المكان ؟
سأله جاكسون بينما يجلس ليردف والده ببرود :

- لا ، قد يشكون أنَّنا من افتعلناه ان لم يكن هنالك ضحايا ، من الافضل ابقاؤهم ..

- عن ماذا تتحدثون ؟
سألت ليتبادل جاكسون ووالده النظرات حتى اومأ له جاكسون أنه لا بأس باخبارها فيجيب :

- الم تتسائلي يا عزيزتي من اين لي بكل هذه الثروة ؟!

اومأت له نفياً ليقهقه ويسترسل :
- حسناً اذاً .. كما تعلمين فأنا لديّ أكبر شركة في العالم للتبرعات ، لذا ، الامر هو مجرد اختلاس بسيط من اموال المغفلين الّذين يدعون الانسانيّة للفقراء او الايتام الذين لا يساوون شيئاً ، اساساً حياتهم ستكون بلا فائدة ، وبما ان هناك القليل من الشكوك حول اختلاسنا قررت ان افجِّر المخزن الخاص بالتبرعات اليوم ، بدلت النقود والوثائق الاصلية بأخرى مزيّفة ، سأحرص على ان يحترق عن بكرة أبيه بالاضافة الى الابقاء على العملاء هناك لكي لا تحوم الشكوك حولي ، وكما تعلمين ستوجه اصابع الاتهام لاعدائي الكثر .

- آه ..
ابتسمت رغماً عنها بدل البصق في وجهه ، لا تستطيع رؤية هذا السافل أكثر من هذا !

_________

- كم عدد الاطفال ؟
سأله أحد رجاله الذي ذهب ليتفحص الشحنة ببرود .

- خمسون يا سيّدي .
اردف الرّجل لينظر جونقكوك للشاب الذي أمامه بهدوء .

- عجيبةٌ قدرتك على احتواءِ خمسين طفلاً في شاحنةٍ كهذه !
قال ليسخر الاخر :
- الاعجب هو قدرتك على احتوائك لتلك الكمية المهولة من المخدرات في تلك الشاحنة !

- ليس عحيباً عليّ بما انني جون جونقكوك ، هل جميعهم احياء ؟
انهى كلامه سائلاً رجله ليردف الاخر بالايجاب فيلقي للشاب مفتاح الشاحنة ويعود ادراجه لسيارته بشاحنة الاطفال ورجاله خلفه . 

_________

- لقد وصلتنا شحنة جديدة من الاسلحة ، ترغبين برؤيتها رفقتنا ؟
سألها جاكسون بينما تطالع برنامجاً صباحياً سخيفاً لتستقيم رفقته لشدّة مللها .

خرجا للحديقة ، رأت صندوقاً خشبيّاً كبيراً به مجموعة اسلحة ووالد جاكسون امامهم يحمل بندقيّة بقبعته السّخيفة ونظارات الشمس خاصته المضحكة .

تقدّمت نحو الاسلحة ليبدأ أحد الرجال بالحديث عنها بينما جاكسون ووالده يطالعان باهتمام وهما يتفحصانهما .

وجّه والد جاكسون بندقيته فجأة على احد الرجال مطلقاً عليه رصاصة في وسط رأسه ليسقط جثة هامدة ، هيَ صُدمت ولم تبدِ ردّة فعل ، بل ظلّت شاردة حتى رأت آخراً يسقط بفضل جاكسون الذي أخذ يضحك بشكل اثار اشمئزازها .

- هيّا ، جرّبي عزيزتي .
قال جاكسون مادّاً لها بندقيّة ، خرجت من صدمتها لتمسكها ، توتّرت قليلاً لتتنهد بعدها مصوٍّبةً نحوَ طائرٍ مار ليسقط بعدها .

- لم لم تجربي عليهم انهم امتع ؟!
سألها جاكسون عاقداً حاجبيه لتردف متظاهرة بالاستهزاء لتستفزّهما :

- بهذا القرب والحجم استطيع قتله ب sawed-off هذه مضيعة وقت ، ان اردت ان تجرب فعليك التجربة على شيء صغير وسريع ، كهذا مثلاً .
اشارت على الطير الذي سقط جريحاً ، حتى هو تمنت لو تبصق في وجههم لأجله الا انها ولّت قتل طير على قتل بشريّ .

- انت جيّدة في السلاح يا صغيرة ، لم اعتقدكِ هكذا ، يبدو أن ذلك الغرَّ جايسون علّمك جيّداً .
قال والده بنظرات اعجاب بمهاراتها لتبتسم له رغماً عنها .

- ابي ! لا تتحدث عن جايسون هكذا ! هو رباها منذ طفولتها كأنه والدها .
تذمّر جاكسون محاوطاً كتفها لتدرك ما اوهموه به لكي لا يسأل عن عائلتها ليتسائل والده :

- اذاً انتِ ابنته التي كان يخبئها بالولايات المتحدة ، لم اعتقد انه سيقحمك باعماله اللاشرعية .

- لا سيّدي ، ميرفانا لا تزال بالولايات المتحدة .
هي تعلم كون لديه ابنك اسمها ميرفانا من خلال شبكة المعلومات الخاصة بال pacific club الا انَّ الفرصة لم تسنح لها بمعرفة المزيد او بالاحرى جيمين لم يسمح وها هو مارسيل يخبرها بالكثير .

___________

- نحنُ مدعوون لجنازة السَّيد مارسيل ..
قال جايسون بوجه متجهم لجونقكوك الّذي بحلق به بصدمة .

- هل هي المفتعلة ؟!
سأله بذهول ليومئ له جايسون :

- بل زوجته صوفيا ، بدّلت له الدواء لتقتله لأنّها كانت تحبّ ابنه جاكسون .. بل وكانت حاملاً منه .
اردف بملامح غريبة ، شعر جونقكوك بالقلق لوهلة ، ثمَّ غادر جميعهم لحضور جنازته .

____________

- انتِ المفتعلة ! انتِ من بدلت له الدواء يا سافلة !!
صرخ ليضربها بقوّة ويسحب شعرها بينما هي تبكي بحرقة وتقسم لها بأنّها ليست الفاعلة وريس تقفُ في الزاوية بصدمة ، ودموع قليلة اجتمعت في عينيها .

- اقسم لك ليست انا ! لم لم تشكَّ بتلك العاهرة ؟!
صرخت لدى رؤيتها لريس ليصرخ هو بقوّة اكبر :

- ريس اذا هاه ؟! هي من قالت ان علينا تعليق جثته اولاً ! هي الحامل من ابنه والتي كانت خائفة من ان يعلم بامره صحيح ؟!!
سأقتلك ، سأقتلك اقسم بذلك !
صرخ واتجه نحو أحد رجاله ساحباً سلاحه بينما هي ارتعبت من الامر تحاول تخبئة نفسها المنهكة حتّى باغتتها رصاصات متتالية ثقبت جسدها مراراً .

- جـ..اك ..
قالت بصدمة وهي تناظره ، وجهه محمرٌّ ملطخٌ بالدم والدموع .

- حضروا مراسم الجنازة ، ادعوا جميع من لهم صلةً بأبي ، اريدها جنازةً مهيبة ، واخفوا جسد هذه السافلة ، سأعدم من يتجرأ ويسرّب أنّها قاتلةُ أبي .. اتفهمون ؟! سبب موته هو جلطةٌ قلبية مفاجئة ، انصرفوا .
قال ليجلس بتعب محنياً ظهره ليسقط السلاح ، نظر لريس بطرف عينه ليمدَّ لها يده فتتسمر في مكانها بخوف .

- لن اؤذيك ، لا تخافي منّي .
قال بنبرة هادئة لتتقدَّم نحوه بتردد ، وفور ان اصبحت بجانبه انكبَّ عليها بعناق خنقها .

- لقد خسرت ابي ..
قال باكياً .. لقد مضى اسبوعين فقط على مجيئها وها قد مات والده وزوجته ، هي حقاً نحسٌ لهذه العائلة ، ولكنه لم يلاحظ هذا .

ربَّتت على ظهره بهدوء .

____________

مضت خمسةُ أيامٍ ولا زالت الجنازة مستمرّة ، وصل يونقي باليوم الخامس لمنزل العائلة مؤديّاً الواجب كونها دعته بنفسها .

فور دخوله انكبَّت عليه ريس بعناق متظاهرةً بالبكاء ، هي اخبرت جاكسون بالفعل عنه ليبتسم له بتعب ، اما هي فكانت منشغلة بوضع ووقة بها خزعبلات مشفرة خاصة بهما وحدهما في جيبه الخلفيّ بعد دفعه للحائط وتأكدها من عدم ملاحظة أحد .

- يونقي ! انا لست بخير .
قالت ليفهم كونها ترمي لشيء ما ، شعر بالرسالة في جيب بنطاله ليربت على ظهرها كونه ادرك ما تقول ، ابتعدت عنه ليمسح دموعها مبتسماً لها متظاهراُ كونه يريد التخفيف عنها لتعود وتعانقه عناقاً حقيقياً هذه المرّة .

- سبعةُ رجال من رجالك ، موثوقين ، في البلاد ، للغد وبعده ، راقبوني ، ساعدوني . -
هذه الكلمات التي سيخرجها هو بعد أن يحلل الكلمات المشفرة خاصّتهما .

وقد فهم مرادها تماماً .

______

- لنعد للبلاد ، البقاء هنا سيؤلمك ، فلنذهب لفترة نقاهة ، بلا رجالك وتلك الحشود التي تحميك ، لسنا خائفين من احد ، انت ستبقى ابن مارسيل ، لقد حجزت شقةً لنا تطلُّ على المحيط ، لنرتاح لفترة قصيرة من هته الضغوطات .
قالت له ليقتنع على الفور آمراً خدمه بتجهيز الحقائب وطائرته الخاصة .

جاء اليوم التالي لتنزل رفقة خطيبها وتلاحظ جونقكوك الذي قد اتى للجنازة منذ أربعة أيام للمرة الاولى ، الا انه قد انتبه على حركاتها التي جعلته يشك بكونها قد وقعت بحبّ جاكسون بالفعل .

تشبثت بذراع جاكسون اكثر لينزلا بينما جميع رجال العصابات الموجودون يطالعونهم .

ركبت السيارة رفقته ، التفتت لجايسون وجونقكوك لتنزل النافذة ، ابتسمت لثوانٍ وحرَّكت طرف نظارتها بسبابتها بحركة مستفزّة ، ابتسامتها تلك جعلت الآخر يدرك أموراً كثيرة ، اموراً ليست كما تبدو عليه .

_____________

كانت تقف خارج المخزن تحاول تدفئة نفسها بالرغم من ارتدائها لمعطفٍ طويل فوق فستانها أحمر اللون ، تنتظره حتى يستيقظ بسبب المخدِّر الذي وضعته له في كوبه بعد ان وصلا للشقة للتي استأجرتها لليلة .

قاطع شرودها احد رجال يونقي اللذين قد ساعدوها في نقله الى هنا بقوله :
- لقد استيقظ .
التفتت له لتبتسم بعدها مومئة ، امالت رأسها لليمين لثوانٍ قبل أن تتدلف للمخزن .

- يا مساء الخير .. نمتَ جيّداً ؟
صوتها صدح وتردد في ذلك المخزن ليصل الى مسامع الّذي حملق بها متفاجئاً ومفجوعاً في الآن ذاته .

- ريس ! لمَ نحن هنا ؟ ولم أنا مقيّد هكذا ؟!! مالّذي يحدث ؟! من هؤلاء !
تساؤلات كثير بل مخاوفٌ ترددت في رأسه ليسأل على الفور ، صفّرت الأخرى مردفة :

- على رسلك يا رجل ، سأخبرك بكلِّ شيء ، صبراً .

نظرت لأحد رجال يونقي ليتقدّم ويضع لها كرسيّاً فتجلس عليه مقابلة لجاكسون واضعةً قدماً فوق الأخرى ، وتردف :
- اولاً ، كيف تشعر ؟! المكان هنا جميل جدّاً ، لا يوجد تلوثٌ ضوئي وتستطيع رؤية النجوم بوضوح شديد ، أتصدّق ؟!

عقد حاجبيه بلا استيعاب ، ثمَّ صرخ فجأة :
- ريس كفى مزاحاً وفكّي وثاقي !

تلاشت ابتسامتها لتردف بحدّة :
- ليس سافلٌ مدلل من يأمرني بما أفعل ..
ابتسمت بطلف بعدها لتسترسل :
- عيبٌ عليكَ أن تصرخَ في وجه قاتلةِ والدك ووريثتكَ الوحيدة من بعد أن تلقى حتفك القريب جدّاً !

بحلق بها بصدمة ، عقله توقّف يردد "قاتلة والدك" ، تمتم بصدمة :
- كَـيف.. صـو .. صوفيا هي من قتلته !
ضحكتها الساخرة جلجلت في المكان ليلتفت اليها محملقاً .

- الهي !! أنتَ حقّاً أغبى مما توقعت ! هل تظنَّ أن امرأةً كَصوفيا لديها الجرأة على قتل أخطر مجرمٍ في اوروبا !! يالك من مسكين .. حقاً أُشفقُ عليك ..
قالت من بين ضحكاتها .

- كيف .. هو .. لقد تسمم ، أعني .. دواءَهُ قد بُدِّل ، وأنتِ لا تعلمين بأمر دوائه ...
قال بضياع لتقلِّب الأخرى عينيها مردفةً بجديّة :

- لستُ غبيّةً يا عزيزي لأقطن في ذات المنزل مع مجرمٍ كوالدك ولا أعلم شيئاً عن حالته الصحيّة .. في الواقع .. استطعت الحصول على جميع الملفات الخاصّة بأعمال والدك الغير قانونية من مكتبه بعدما أخبرتماني بأمر اختلاس الاموال .. وبالصدفة وجدتُ الدواء في مكتبه .. كنت أنتَ آنذاك تقضي ليلةً حميميّة مع صوفيا ووالدكَ كان في صفقة مهمّة ..

وبعدها استطعتُ الذّهاب الى الصّيدليّة وحصلت على ذاتِ دواءِ والدك ودواءٍ آخر سيسبب موته في بضعةِ أيام بوصفاتٍ طبيّة مزوّرة ، طبعاً بعد أن سمحت حضرتُكَ لي بالذّهاب للصيدليّة لشراء أمورٍ تخصُّ الفتيات .. آه دور الفتاة الخجولة كان سخيفاً بحق ..
ضحكت بسخرية بعدها تنهدت براحة لتسترسل بابتسامة واسعة :

- أما تبديل الدواء فكان أسخفُ شيء .. فقط خادمة مغفلة تنظف المكتب لأتوجه نحوها واسألها بكلِّ براءة عن طريق الساونا في المنزل كوني لا افقهُ شيئاً ، بينما أبدل الدواء المتموضع على الطاولة بذات العلبة ولكن بمحتوى مختلف تماماً ..

آه .. وتحسُّباً لكونك قد تتذاكى قليلاً وتحقق بالأمر فقد خبأت العلبة في غرفة صوفيا الخاصّة بينما تعبث أنت معها في غرفتك .. لكنّك للاسف أغبى من ان تفعل .. لقد سهّلت الأمر عليّ عموماً ..

ثمَّ ... والدك تلاشى .. وبغبائك العظيم قتلتَ صوفيا وابنك الّذي بأحشائها ..
قهقهت قليلاً تتذكر حالته لتسترسل :
- والان حان دورك لتكون عائلة سعيدة في الجحيم .

- لقد أحببتكِ .. كنتُ لأقدّم لكِ العالم .. عشقتُكِ كما لم أفعل لأحدٍ من قبل .. وبالنهاية ماذا ؟! تكونين مجرَّد عاهرـ...
صفعةٌ تلقاها منها جعلت علامات أصابعها على وجنته ، قرّبت وجهها من خاصّته لتردف بحدّة :

- إيّاك .. ابنةُ أبي لم ولن تكون كأمثالكَ يا ساقِط .. كررها وسأجعلك تتمنى الموت .

نظر لها بحنق لتبتعد ، استرسلت :
- وإن لم تكن تعلم فسأخبرك قبل موتك ، من يُحب لن يخون التي يحبها وإن كانت أمامه أكثر النساء فتنة .. وأيضاً ..

ابتسمت بسخرية لتلتفت إليه :
- لَمْ يُخلق بعد الَّذي يجبر ريس هاكيت على شيء لا تريده ..
نزعت خاتم خطوبتها لتتقدم نحوه مجدداً ضغطت على فكِّه من كلا الجانبين مجبرةً إياه على فتح فمه لتحشر الخاتم به ، مدَّت يدها لأحد الرِّجال ليعطيها قارورة ماء وتملأ فمه بالماء حتى ابتلع ذلك الخاتم وكاد أن يختنق به ، إلّا أنَّه نجا لِصغر حجم أصابعها .

- عاهرة ! سافلة ، ستموتين أقسم لكِ !
أخذ يصرخ بهستيريا بينما تضحكُ هي بسخرية ، ثوانٍ حتّى وقفت بعيداً عنه متكتّفة لتأمر رجال يونقي :

- اقطعوا لِسانه .
كانت جديّةً تماماً ، ليتقدّم أحدهم ويفعل ما أمِر به بينما جاكسون يصرخ برعب .

- الان لن تكررها ..
قالت لتتنهد مردفة :
- صدقاً .. لقد مللت منك ..

تناولت مسدّساً من على الطاولة ليشهق هو ويحرِّك رأسه بذعر ، ابتسمت بعد أن نقّمته لتصوِّب على رأسه وتطلقَ بدمٍ بارد حتى سقط جثّةً هامدة .

ابتسمت ببرود لتتقدّم نحو جثته هامسة بينما تتلمس وجنته :
- أخبرتك .. استطيع قتل رجلٍ ب sawed-off بهذا القرب .. ولكنَّك صَدَقت ، قتلكَ كان ممتعاً .
طبعت قبلة على وجنته لتقف مبتسمة وتخرج من ذلك المكان ليفجّره رجال يونقي برمته بعدها .

_____________
" يتبع .."

بنتي محد يلعب معها 🤡

الزبدة احس جاكسون ومارسيل وصوفيا يستاهلون .. كلهم أسوأ من بعض .

اي اراء ؟

ملاحظة : التشابتر اهداء لكنشي بنشي 🤣

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top