وَرقتك


"كم كنتُ مغفلة لأظنَّ أنَّ باستطاعتي مواجهة العالم وأنا بالكاد أواجه نفسي أمام المرآة .-"

________

دلفت للشقة بخطوات هادئة ، ظلَّت تتلفت يميناً ويساراً لتجد من تبحث عنه حتى جفلت حينما اغلق أحدهم فمها ملصقهاً ظهرها بصدره جاراً اياها وهو خلف حائط ما ، استطاعة تمييز رائحته لتهدأ فوراً ملتفةً اليه بعد ان ارخى قبضته عنها .

- مالّذي تفعلينه هنا ؟ اجننت ؟!
صرخ لها بهمس لتردف بحنق :

- لن أدعها تموت بهذه البساطة ، كما أنها ليست مذنبة ! الذنب ذنبنا ، جونقكوك دعني انهي عملي.

تنهد بنفاذ صبر ليسأل بصراخ هامس أقوى من الذي سبقه :
- ولم لم تخبريني ان افعل هذا وحدي فحسب؟

- امتلك يدان وقدمان سليمتان كنا تر..

صمتا لدى سماعهما لحركة أخرى بالمنزل ، ليطلا من خلف الحائط فيجدا رجلاً يحمل سلاحاً علما هدفه ولحسن حظيهما كانا مختبئان .

تقدّم جونقكوك بهدوء ليشغل الأضواء مفاجئاً الرّجل ، الّذي فور التفاته للخلف تلقى لكمةً اسقطته أرضاً وجعل صوتها يُخرج الفزعة من غرفتها .

اوشك الرجل على اطلاق النّار الا انَّ ريس سبقته مطلقة على رأسه .

نظرت لتيريزا الّتي وقفت برعب في رواق المنزل تطالع جثّة الرجل لتردف ببرود :
- أنتِ بأمان الآن .

خرجت من المنزل سريعاً ليتبعها جونقكوك ويرى في طريقه مجموعة رجال تابعون لجايسون أتوا لأخذ تيريزا .

امسكت هاتفها فور أن دلفت غرفته لتحذف رسالة جيمين والتي فحواها :
"مصيرها بين يديك ، رجل والدها اصبح في منزلها بالفعل ."

تنهدت براحة لتنظر لجونقكوك الّذي دلف للتو .

- أنتِ بخير ؟
سألها وهو يتقدم نحوها فهمهمت له ايجاباً .

- فقط .. رؤيتها جعلتني أتذكر ما فعلت .

________

- العلامة التي على رقبتك وسبب مبيتكِ خارج المنزل كثيراً؟
سألت ثياكرس بحاجب مرفوع منتظرة تبريراً من الأخرى .

- أمور خاصّة افضّل أن تبقى بيني وبين نفسي .
اجابتها بهدوئها وبرودها المعتاد لتشتاط الأخرى صارخة :

- واللعنة مالّذي تعنينه ؟! لا شأن لنا !

حدّقت بها ريس بحدّة ، مزاجها حقَاً لا يسمح بهذا لتردف بعد أن اخرجت هاتفها من جيبها وبدأت تقرأ لها اشياءً :
- السابع عشر من تموز ، عدتِ في الخامسة فجراً ولم يسألك أحد عن ذلك كونني الوحيدة التي علمت بغيابك ، وقتها لم تقويّ على المشي لبقيّة اليوم ،

الخامس من آب عدتِ ثملة ولم نسألك عن شيء حينما قلت أن لا رغبة لكِ بالحديث عن الأمر ،

الثالث عشر من اب ، رأيتك تضعين مياهً ساخنة على رقبتك فوق علامة بنفسجية ،

الثالث من ايلول قلتِ أن لديكِ محاضرات كثيرة وستعودين في وقت متأخر لكنني علمت أنه في ذلك اليوم لم تكن لكِ سوى محاضرة واحدة في السابعة وأنت خرجت من المنزل في التّاسعة ..
انتِ لستِ ملاكاً ولستِ وليّة أمري ، لذا لا تتحدثي معي بهذه الطّريقة مجدداً لأنني أعلم تماماً ما حدث بهذه التواريخ ..

وأعلم جيّداً أن كيم تايهيونق لم يكن صديق هوسوك قبل تاريخ الّسابع عشر من تموز طبعاً .

هذا ما يحدث عندما يحاول أحدهم التَّدخل بها ، تؤمن أنَّ لكلّ شخص حياته فلا تسمح لأحد بامتلاك حياتها .

تركت الّتي كانت تحدّق بها بتفاجؤ - حسناً هي لم تصدم لحدّة ريس ، بل لفحوى كلامها - واتّجهت لتبدل ملابسها وتستعدَّ للجامعة .

___________

- ماذا يا نحس حياتي ؟
اجابت هاتفها بملل ليحمحم الطّرف الآخر مردفاً بصوته الأجش .

- جونقكوك سيأتي ليقلّك من الجامعة ، كوني مطيعة تماماً ، لا أريد أن افعل شيئاً لن يعجبك لو خالفتِ الأوامر .
قالها بنبرة تهديد ليغلق الهاتف بعدها غير سامحٍ لها بالتّفوّه بحرف ، تنهد بحنق تشتم جايسون وجونقكوك والحياة باكملها تحت أنفاسها .

_____

ركبت سيارته سريعاً لتضع حزام الأمان دون التّفوه بحرف ، هو نظر لها لوهلة لينطلق وابتسامة غريبة تزيّن شفتاه .

اخذت تغنّي بصوتها المزعج ليضحك هو ساخراً متمتماً تحت انفاسه :
- فقط لو تعلمي مالّذي ينتظركِ لما شعرتِ بهذه السّعادة.

- عذراً ؟
نظرت له بتساؤل ليهزَّ رأسه نفياً.

عقدت حاجبيها لدى توقفه أمام صالون تجميل ونزوله لتنزل خلفه مردفة :
- لم نحنُ هنا ؟

- جايسون أعدَّ لكِ مفاجئة كونكِ نجحت بمهمّتك الاولى .
قال ساخراً وهي أخذ شعور غريب يراودها ، تراهن أنّها مفاجعة .

دلفت للصالون رفقته لتتجه امرأة نحوهما مردفة وهي تطالع ريس :
- هذه هي الفتاة ؟
همهم لها جونقكوك مسترسلاً :
- سآتي لأخذها بعد ساعتين ، اعتنين بها جيّداً .

- عذراً ، لكن لمَ أنا هنا ؟
تسائلت فور خروج جونقكوك بسبب شعورها بكون هذه الفتاة تعلم شيئاً عن الأمر ، فأجابتها بجديّة لم تتوقعها :

- يمنع عليّ اخبارك بشيء دون موافقة جايسون .

تنهدت واستسلمت للتي بدأت تعبث في وجهها وشعرها ثمَّ جعلتها ترتدي فستاناً لم تره من قبل في غضون ساعة ونصف لتنتظر جونقكوك بعدها .

" أُخرجي ، انا في السّيارة ."
وصلتها رسالة منه لتقلّب عينيها بانزعاج متنهدة وتخرج بعدها .

دلفت سيارته ليلتفت اليها أخيراً بعد أن كان سارحاً في الشارع يساره ، رفع أحد حاجبيه وطالعها من رأسها لأخمص قدميها مردفاً :
- لم أكن أعتقدُ أن سونهي بهذه الموهبة !

ابتسمت له بتكلُّف لتردف قبل أن تشيح وجهها عنه :
- سأعتبره اطراءً ، لا تكررها .

تحرّك وظلّا صامتين طوال الطريق حتّى توقفت سيّارته أمام فندق .
- لم نحن هنا ؟
رعبٌ وشكٌّ بدآ يساورانها ، تذكّرت ما أخبرها به جيمين حول تيريزا لتتنهد بضيق .

نظر هو لها بابتسامة ساخرة ليردف :
- اليس من الواضح وجود حفلٍ بالدّاخل ؟ هيا ، انه على شرفك .

ترجّل من السيّارة ليناول الحارس المفتاح وتنزل هي ايضاً .

تحمحم لتنتبه ليده فتضع خاصّتها فوقها ، وان كان جونقكوك ، فهي احتاجت لالتماس ولو قليلٍ من الامان .

دلفا قاعة الحفل ليبدأ جميع الحضور بالتّصفيق ، التفتت حولها لترى جايسون على المنصّة وأخذ يتفوه بكلمات ترحيب .. لها !

- اذهبي اليه .
همس لها لتتقدم نحو جايسون بتوتُّر .

أخذ يتفوه بترهات حول انجازاتها ، لم تهتم بالواقع حتّى اتى رجلٌ ذو هالة غريبة لم تحبّذها ووقف بجانب جايسون ، ليصافحا بعضهما ، وهي فقط لتوها أخذت تتيقظ لما سيتفوه به جايسون .

- وكما تعلمون جميعكم ، أعمالي وشركاتي تحتاج لحليف ، وأتشرف الليلة بالاعلان عن حليفي الجديد ، السّيد جاكسون .
توقف قليلاً ليصفّق الجميع فاسترسل بعد أن هدأوا :

- وبالطّبع ، نتشرّف أنا والسّيد جاكسون بالاعلان عن خطوبته من ابنتي ويدي اليمنى الانسة ريس هاكيت .

حملقت به مشدوهة ، نظرت لجونقكوك بملامح لا تفسَّر لتجده يبتسم بسخرية على هذا بينما يصفّق رفقة البقيّة ، تلاها سماعها لصوت جايسون الهامس بنبرة تهديديّة بجانبها :
- أنتِ تحت أوامري يا طفلة ، هيدشوت رهن اشارتي كما تعلمين .

هو بات كأفعى التفت حول رقبتها ، لا مجال لها للنفاذ ، تنهدت بضيق ، وجهها أخذ يحمر ودموعها القليلة بدأت تتسابق بالنزول لدى رؤيتها لذلك الرّجل يتقدّم نحوها ممسكاً يدها ليحاوط بنصرها بخاتم ملكيّته.

رغبت بالصراخ ، بافراغ مسدسها برؤوسهم ، بشتمهم ولعنهم ، بالرّفض واخبارهم بأنّها حياتها وقراراتها ، بأن يهتموا لحياتهم ويدعونها وشأنها ، بأن تكون ذاتها .. لكنّها عجزت تماماً ، وهذا ما جعلها تبكي .

قبّل ذلك الرجل الثلاثينيّ يدها بابتسامة أشعرتها بالاشمئزاز لتسحبها وتفرَّ سريعاً للحمام مع اصطدامها ببعض الحضور وتمتمتها بالاعتذارات المتكررة ، كما تغطيتها لوجهها ، لم تحبّ فكرة أن ترى كلّ هذه الحشود دموعها فدلفت أول غرفة لاقتها بوجهها وقد كانت مكتباً كبيراً .

خارت قواها فجلست ارضاً مستندة على كفيها وأخذت تبكي بحرقة ، دقائق قليلة مرت حتى سمعت صوت الباب يفتح ويغلق بعدها ، وصوت خطوات تعود لحذاء رجاليّ بالخارج .

كان يقف خلفها تماماً واضعاً كلتا يديه بجيوب سرواله ، ثوانٍ حتى اردف بسخرية :
- هيّا ، ليس كما لو أنّه اغتصبك ، انها خطبة ، وربما زواج مستقبلاً فحسب ، أم كان جايسون محقّاً بكونها دموع الفرح ؟

نهاية جملته استفزَّت اعصابها لتزداد شدّة بكائها ! هي ولأول مرة في حياتها تعجز عن فعل شيء سوى البكاء .

قلّب هو عينيه بانزعاج لينحني خلفها واضعاً يديه على كتفها جاعلاً منها تلتف إليه .

- أنتِ آخر فتاةٍ توقّعتها بهذا الضُّعف !
أردف بنبرةٍ جديّة لتنكَبَّ عليه هي بعناق ، احتاجته ، ولو كان من جايسون بحدّ ذاته ..

- تعبت .. تعبتُ من كوني قويّة ، أنا عاجزة الآن !
قالت وشهقاتها تتعالى ، شعور أن تكون مهددة بحياة من تحب لفعل أشياء لا ترغب بها ، شعور أن تكون مقيّدة بهذا الشكل يخنقها هي الّتي خلقت للحريّة ، تنهد هو ليربت على ظهرها مردفاً بينما يرفع ذقنها لتنظر اليه :

- ماذا لو أتيتُ أنا وهددتك بذات ما هددك به جايسون لتكوني عاجزة ، لكي ارغمك على تخليص نفسكِ من جاكسون ؟

حدّقت بعيناه بضياع ، مسح دموعها ليتفاجآ بباب المكتب يفتح وكان جاكسون خلفه .

- اوه ، ارجو المعذرة .
قال بهدوء ونظرة حادّة ليردف جونقكوك بابتسامة وهو يساعد ريس على الاستقامة دون أن يلتفت لجاكسون :

- لا بأس ، تفضّل ، فقط أتيتُ لأتفقّد ريس ، هي عاطفيّة كثيراً ، وكونها مثل اختي الصُّغرى بل وأقرب جعلني عاطفيّاً أيضاً .. استمتعا .
قال كلمته الأخيرة وهو يبرح المكان تاركاً جاكسون وريس وحدهما .

تنهدت هي بحنق لتنظر له بابتسامة ، لحظاتُ ضعفها لن تتعدى الخمسَ دقائق ، بعدها ستعود أقوى من ذي قبل ، ستفهم جاكسون وتنهيه ، هكذا هي مع من يعبث بها .

- لقد احترقت شوقاً للحديث معكِ .. أنتِ فاتنة بحق ، كما رأيتك اوّل مرّة .

جاهدت لتحلّ ابتسامتها بدل ملامح الاشمئزاز ، وأخذت تستدرجه بالأحاديث .

___________

خرجا من المكتب ليجدا جونقكوك في وجهيهما ، نظر لها مردفاً :
- هيا سأوصلك للمنزل .

اوشكت على الذهاب لتتبعه إلّا أنَّ جاكسون أحاط كتفها لتبتسم هي ويقول هو :
- لا داعي لذلك ، هي منذ هذه اللحظة مسؤوليتي ، سأعتني بها بنفسي ، تستطيع الذّهاب أنت .

نظر لملامحها المرتاحة عاقداً حاجبيه ، هذه الفتاة مستعصية على الفهم ، ظنَّ جاكسون سيخرج جثّة هامدة من ذلك المكتب .

___________

- اريد لقاءك .
قالت عبر الهاتف لتسمع صوت ضحكته الساخرة .

- أحب بجاحتكِ يا فتاة .. لكن بالصدفة حتى أنا افعل ، فلتأتي لمكتبي .
قال ساخراً لتغلق هي الهاتف قبل أن يفعل وتتوجه لوجهتها .

- هلّت الآنسة ، يا اهلاً !
ومجدداً بنبرة ساخرة استفزّتها اردف لتتقدم جالسةً أمامه بهدوء منتظرةً منه أن يبدأ بموضوعه .

- اذاً ، كيف أحوالكِ وجاكسون ؟
سأل لتقلّب عيناها وبابتسامة متكلّفة أجابت :
- بخير لا تشغل بالك ، مالموضوع الّذي احتجتني به؟

- آه ، هذا ، أردت اخبارك عنه ، اي جاكسون ، لكي لا تتهوري يا طفلة وتجلبي لنا المتاعب .

- وبالصّدفة هذا ما اتيت للحديث بشأنه ايضاً ، كلّي آذانٌ صاغية .
قالت لتستمع له باهتمام إلّا أنّه قبل أن يبدأ القى بنكتة حعلته تتمنى لو تبصق في وجهه .

- ان كنتِ كلّك آذان صاغية فأين ستضعين عينيك ؟
أخذ يضحك لتبقي جمود ملامحها منتظرةً اياه الدخول بصلب الموضوع حتّى شعر بسخافته فتحمحم مردفاً :

- اذاً ، جاكسون هو الابن الوحيد لأكبر تاجرٍ بالسُّوق السَّوداء ، مارسيل سيفيليا ، اسبانيّ الجنسيّة ، عاش وترعرع رفقة والده بالمكسيك ، هو عادةً لا يلقِ بالاً للفتيات ، لكنّه رآك في أول مرّة قدمتِ فيها إلى مركزنا الرَّئيسي ، وبدأ يراقبكِ أثناء تدربكِ على السّلاح في ذات المركز أيضاً ، كونني وعدته بأن أهديه إحدى فتيات عصابتنا لأنه يكرهُ النّوع العادي الرقيق من الفتيات ، لذا هو لم يختركِ عبثاً ، وبما أنَّ هزيمته ووالده شبه مستحيلة قررت جعلهُ شريكاً لا عدوّاً .. وأنتِ الوسيلة ، وإن علم والده بخدشٍ أصابه فليكن بعلمكِ أنّك وجميع من حولكِ ستكونون تحت التراب .. لذا ، لا مزاح في هذا الأمر يا فتاة ، هذه الخطبة ليست مجرّد مهمّة او تمثيليّة ، لذا ...
اراحَ ظهرهُ خلفاً ليردف بابتسامة شزاء :

- اقترح الذّهاب لتجهيز فستان زفافكِ وقميصُ نومٍ يليقُ بليلتكِ الأولى معه ... وأيضاً ، طبيبٌ نفسيّ يخلّصكِ من رهابكِ المثير للشفقة ذاك .

ضيّقت عينيها قليلاً سارحة ، ثوانٍ حتّى اومأت له وغادرت المكان برمّته بهدوءٍ فاجئه .

خرجت من المصعد لتعقد حاجبيها وترتدَّ قليلاً لدى اصطدامها بشخص ما ، رفعت رأسها تناظره فقلبت عيناها .

- مالّذي تفعلينه هنا ؟
سألها معكّراً صفو ما بين حاجبيه لتجيب بملل :

- الحديث مع كتلة الدهون الشّقراء ذاك ، وماذا غير ذلك ؟

- بشأن ؟
استفسر بذات الملامح لتجيب مجدداً :

- جاكسون .

همهم لها ليلاحظ تحركها فيردف مجدداً وقد استدار ليتقدّمها :
- سأوصلك للمنزل ، هيا سيكون صعباً ايجادُ سيّارة اجرة بهذا الوقت .

قلّبت عينيها وأخذت تتبعه ، هو محقٌّ بالنّهاية فالطريق من جامعتها الى هنا يستغرقُ ساعة ونصف ومحاضرتها كانت متأخرة ، لذا الساعة الآن تقارب الحادية عشر .

- ماذا عنك ، لم أنتَ هنا ؟
سألته عندما بدأت تتحرك السيّارة ليجيب بملامح جادّة :

- انفجرت إحدى مستودعاتنا .. أتيت لنحقق حولَ المتسبب .

عقدت حاجبيها لتتمتم :
- لقد كانَ مزاجه جيّدٌ ويلقي النّكات !

- هذا لأنَّ الضّحايا كانت بشريّة ، البضاعةُ سليمةٌ تماماً كونها مدفونةٌ تحت أرض المستودع .

شعرت بالضّيق بعد إجابته لتظلَّ هادئة طوال الطّريق .

- ألن تعود لجايسون ؟
سألته بعد أن ركن السيّارة في المرأب ونزل منها رفقتها ليردف وهو يطالع هاتفه منتظرها أن تتقدمه فيتبعها نحو المصعد :

- لا ، لقد كنت أحقق منذ وقوع الحادثة بالفعل وهو لا يأبه للأمر حقّاً كونه يظنُّ أنّه الأذكى وأن لا خطراً يهدده ، أنا مرهق وأخبرته بالأمـ..

- جاكسون !!
قاطعه صوتها ليرفع رأسه عن هاتفه بتفاجؤ يطالع الرّجل الذي يقف أمام المصعد والّذي التفت اليهما حالما تفوهت هي باسمه فيرى باقة وردٍ حمراء بيده .

- أوه ، كنتِ خارجاً .. أتيتُ لأخذكِ في موعد .
قال بابتسامة ليعقد حاجبيه لدى رؤيته لجونقكوك .

- أنتَ تعتبرها كشقيقتك أم تعتبر نفسكَ كسائقها الخاص ؟
سأله ليبتسم جونقكوك بسخرية مجيباً :

- وما فائدةُ الأخوة لو تركوا اخواتهم يعدنَ للمنزل لوحدهنَّ في منتصف الليل ؟

قهقه الآخر ضارباً على كتف جونقكوك بخفّة ليردف :
- ابنه عميّ تريد الزّواج ، أنت خيارٌ مثاليّ !

ابتسم له جونقكوك ليعيد جاكسون نظره لريس التي لم تتخطى صدمتها بعد .

- اذاً ، هذه لكِ .. أنذهب ؟
سألها بابتسامة لتمسك باقة الورود التي مدّها لها مردفة :

- ما كان هناكَ داعٍ للورود .. وأيضاً عليّ تغيير ملابسي اولاً .
قالت بابتسامة متكلفة .

- لا داعي لهذا ، تبدين مثاليّة بجميع حالاتك ، وثيابك جميلة بالفعل .
اوشكت على البصق في وجهه كونها تكره الغزل لكنّها ابتسمت بتكلف للمرة المليون لهذا اليوم مهمهمةً له ليتدخلَ جونقكوك مردفاً بابتسامة :

- لكنَّكِ لن تبقين باقة الورود معك هكذا ، عليكِ وضعها في قارورة لكيلا تذبل .

اومأت له لتنظر لمارسيل بتساؤل فيردف :
- لا بأس اذاً .. سأنتظركِ بالسيّارة.

همهمت له ودلفت المصعد رفقة جونقكوك ، ظَلَّت صامتة طوال تواجدهما بالمصعد وبدأت بصراخها فور دخولها لشقته والقاؤها لباقة الورود أرضاً :

- واللعنة من أين له عنواني !! ماذا لو رأوه صديقاتي ؟! ماذا لو آذاهن ان حدث شيء سيء لاحقاً !!! اللعنة عليكم !

- اهدأي !! حتى أنا لا أعلم من اين له العنوان ، لكنَّه ابن مارسيل بأي حال ، لن يصعب عليه هذا .. لذا تقبلي الأمر فحسب .
رفع صوته مهدّئاً اياها لتتنفس بحنق ماسحة وجهها .

تقدَّم نحوها ممسكاً بكتفيها ليردف :
- فقط لا تبدِ أيَّة ردة فعل سلبيّة امامه ، ان قبَّلك فاهدأي ، تجاهلي الامر كما لو أنه أحمر شفاهٍ لامس شفتاكِ ، حسناً .. وإن حاول فعلَ شيء آخر فَ ..

سحب بيمناه قطعةً سوداء كانت على طاولةٍ جانبيّة ليسترسل :
- ضعيها بجيبكِ واضغطي عليها ، حسناً ؟

عقدت حاجبيها لتبتسم بعدها ساخرة :
- ستأتي وتقتله مثلاً !

- من يدري .
قال متنهداً ليبعد يديه عنها بعد أن تناولت القطعة ووضعتها في جيبها .

التفتت واوشكت على الذّهاب ليردف :
- مهلاً .

لم تكد أن تلتفت حتّى شعرت بشفاهه فوق خاصّتها .
ابتعد بعد ثوانٍ ليجدها تحدّق به بصدمة وارتجاف طفيف طغى عليها ليبتسم مردفاً :
- تماماً ، هذه ردّة الفعل التي أريدها لو قبّلك !

ابتسمت بحنق واحمرّت عيونها قليلاً لتردف قبل أن تذهب سريعاً :
- ولو على جثتي جونقكوك ، لن أقبِّل رجلين بذات الليلة !

__________

- أنت تعرفُ طبيعة عملي صحيح ؟
سألته حينما بدأ يتحدّث حول ترهات الزّواج ليبتسم مردفاً :

- طبعاً ، ولا مانع لديّ حوله ..

- الست متعجلاً قليلاً بموضوع الزّواج ؟
سألته بتوتُّر ليردف عاقداً حاجبيه :

- تظنين ذلك ؟ فقط اريدكِ بأسرعِ وقت .. لا اطيق صبراً ..

__________

الساعة الثالثة بعد منتصف الليل ، صوتُ جهازٍ صغير يسمع بالغرفة بينما هو نائمٌ وسماعاته الموصولة بهاتفه بأذنيه .

_____________
"يتبع.."

اللي ما فهم اخر مقطع ، ريس ضغطت عالجهاز يلي اعطاها اياه
وشكرن

تشابتر لاني قاعدة مع بنت خالتي وطفشانة

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top