ملاذي
" صُبي عتابكِ في فمِي تقبيلاً، ماضر لو كان العتاب جميلاً.-"
___________
تشّجع أخيراً ليدلف لغرفتها ، بخطواتٍ ثابته وقلبٌ ينبض بقوّة دلف ليجدها تجلسُ في الشرفة .
لم تلتفت له ، طال الصّمت حتّى تكلّمت :
- وأخيراً تجرّأت وأتيت ، جون جونقكوك .
تقدّم نحوها بهدوء ولم ينبس ببنت شفة حتى ابتسمت وعدّلت بتهكُّم :
- بل ، سيِّد جاي الحقيقيّ ، رئيس pacific club والسبب في انضمامي لعصابة جايسون ..
- إذن ، هلّا سمحتِ لي بالتّفسير ؟ ، ببرود سألها بعد ان اتّخذ مجلساً مقابلها .
التفتت له وبحدّة اجابته :
- الأمورُ واضحةٌ لي كفاية لأعلم ما حدث ومالّذي سيحدث
المشاعرُ المزّيفة والأكاذيب الكبيرة ..
استقامت واسترسلت :
- وطلبٌ أخير ، قبل أن أرحل ، أريد أن اتخلّص من جايسون بنفسي .
زمّ شفتاه ، همهم لها وأردف :
- لكِ ذلك .
___________
- مالّذي تعنيه بِـ "لا بأس" تحديداً يونقي ؟ لقد هددني ، هددني بمن أُحب لكي أكون ورقته الرّابحة وأنتَ تعلمُ أكثر ما أكره في الحياة ، كيف تطلب منّي أن اتغاضى عن هذا وأبتسم له وكأنّ شيئاً لم يَكُن ؟!
انفجرت بوجه يونقي الّذي حاول تهدئتها واقناعها بمسامحة جونقكوك .
- أعلم ريس ، أعلم تماماً ، ولكنّه بشر ، يُخطئ أيضاً ، كما أنّها كانت الطريقة الوحيدة لتنضمي اليهم ، ما كان له خيار آخر !
اجابها ، هو لا يعلم جونقكوك تماماً ، لكنّه يعلم بمشاعرها تجاهه ، يعلم أنّ كبريائها سيؤذيها قبل أن يؤذي أي أحد آخر لو لم تتخلى عنه ، يعلم بما لا تعلمه هي عنها .
- لم يكُن الخيار الوحيد بل كان الخيار السّهل ، وهو اختاره ، وأيضاً ، لم أنتَ تدافع عنه ؟! أنتَ لا تعلم شيئاً !
بحدّة قالت ، دفاع يونقي عنه الّذي كانت تتوقع أن يقف الى جانبها يثير جنونها .
- مالّذي لا أعلمه ، أنا أعلمُ أكثر منكِ يا عقلَ الجوزة !
قال وهو ينقر رأسها لتمسكَ يده وتردف بانزعاج :
- وماذا لو أخبرتكَ أنّه الرّجل الّذي تركت آيرين لأجله ؟!
صمت الآخر لثوانٍ ليقهقه بعدها مجيباً :
- إذن عليّ أن اكون ممتناً له ، فلولاه لما عرفتك ولما تركتُ تلك الأفعى ، أرأيتِ ؟! هو كالملاك الحارس بعد كلِّ شيء .
لاحظت السُّخرية في كلماته لتستقيم موشكة على القفز عليه لضربه إلّا أنّ هاتفها رن ، رفعته وهي تتمتم :
- ملاكك الحارس الحقيقيّ هو من اتصل لتوّه ، لقد كنتُ سأشوّهكَ لولاه .
ردّت على صاحب الرّقم المجهول ليحمرّ وجهها حينما سمعت صوت جونقكوك ويونقي الذي ابتسم ساخراً بعد ان الصق أذنه بالهاتف رفقتها .
- مالّذي تريده الان ؟
سألت بفظاظة وهي تغلق فمَّ يونقي ليجيب الآخر بهدوء :
- جايسون ، أردتِ التخلص منه ، وقد جهّزتُ كلَّ شيء كما طلبتِ ، تستطيعين القدوم الآن لو شئتِ .
قلّبت عينيها وهي تنظر ليونقي الّذي أخذ يقوم بحركات مغفّلة ليستفزّها ، واجابته :
- حسناً ، قادمة .
اقفلت الهاتف لتردف وهي تنظر ليونقي الّذي اصبح هادئاً :
- سأريك يا مؤخرة الحِمار ، بعد أن اتخلّص من ذلك الداعر .
ابتسم لها بتوتُّر هازّاً رأسه بالايجاب ، يونقي حازم وهادئ بالعادة لكنّه يصبحُ كالأطفال معها ، وتصرّفه جعلها تبتسم بعد أن اشاحت وجهها عنه ، قبّلت وجنته وبعثرت شعره لتَخرج من المنزل .
وصلت لحيث يجب أن تكون ، مَرّت بالمقر قبل أن تتجه لزنازن التّعذيب حيثُ صُدمت بوجود بروينوس ، عقدت حاجبيها لتسأل :
- بروينوس ! مالّذي تفعلينه هنا ؟
التفتت لها الّتي كانت تعطيها ظهرها لتجيب بتفاجؤ :
- اوه ، ريس ، لقد دعاني جـ..جيمين ، لقد كان واضحاً أنّني حاقدة على جايسون لذا اقترح أن آتي لأشهد على تخلّصك منه .. كما أنّه أخذني بجولة في المقر .
- جيمين إذاً .
قالت رافعةً حاجبها الأيسر وابتسامة ساخرة ظهرت على شفتاها ، القت مفتاحاً بالهواء وأمسكته لتردف :
- اتبعيني اذاً ..
تقدّمتها لتتجها نحو الزّنازن حيث وجدت جونقكوك يحادث جيمين أمام زنزانة جايسون ، صمت محدّقاً بها حينما انتبه اليها ، حتّى اصبحت أمامه تماماً ، أردف :
- مرحباً بِك .
ابتسمت له بتكلُّف لنظر بعدها لجيمين ، كانت نظرة "ساخرة" ، التفتت لبروينوس لتردف :
- السّيد جيمين سيبقى بجانبك ، لو شعرتِ بالصّدمة ، الغثيان ، او الخوف ، فلا تسمحي له بلمسك ، هو عبارة عن كتلة انحرافٍ قصيرة ، زيرُ نساءٍ متحرِّك .
حملقت بها بروينوس مشدوهة ، لا تعلم من نبرتها السّاخرة اتصدّقها ام انّها تسخر كعادتها ، ضحكة ساخرة اطلقها جيمين ليردّ :
- غريب ، هل كنتِ معجبةُ بي سابقاً لتبحثي عن حياتي وتعلمي كل هذه الأمور ؟
- ولا بأحلامك حتى ، لكنّ الاحتياط كان واجباً عليّ ، الاحتياط من كلّ من أعرف .
انهت كلامها موجهةً نظرة بطرف عينها الى جونقكوك لتعيد نظرها الى جيمين سريعاً الَّذياوشك على الرّد إلّا أنَّ جونقكوك قاطعهما مردفاً :
- ان انتهيتما فهلّا قمنا بما أتيتِ لأجله ، ريس ؟
قلّبت عينيها ، مرّت بجانبه نحو زنزانة جايسون وتبعها جونقكوك ليقف بجانب الباب ، بينما بروينوس وجيمين كانا يراقبان ما يحدث من الشاشة التّي تعرض ما تصوّره الكاميرات الموجودة بداخل الزّنزانة .
- كيفَ حالُك ، سيد جاي العظيم !
قالت بنبرة ساخرة ، فتح الآخر عينيّه وما لبث أن يجيب حتى سَكبت عليه مياهً متجمّدة ليشهق بصدمة .
- اوه ، آسفة ، ظننتكَ نائماً فأردت ان اوقظك ، هل تشعر بالبرد ؟!
مدّعيةً اللُّطف قالت ، رغبت بهذا التعذيب البطيء ، ما فعله بها ليسَ هيّناً .
تقدّمت لتحمل دلواً آخر يحوي مياهً ساخنة ، القتها عليه دون تردد .
- شعور البرد فظيع ، أنت أكثر من يعلم هذا ، أكثر من يشعر بالفقراء ، صحيح جايسون ؟
قالت وهي تشابك يداها خلف ظهرها وتحرك جسدها يميناً ويساراً .
زَمّت شفتاها لتتربع أرضاً امامه وهي تطالعه ، كان غضبه والمه جليّان ، هي سمحت له بالتّحدُّث .
- هل تشعرين بالنّشوة يا عاهرة ؟ أتَدّعين أنّك قديسة الان ؟ أنتِ لا تختلفين عنّي ..
بينما يثرثر تقدّم جونقكوك نحوها ليمنحها مصباحاً ، تناولته لتشغِّل الليزر به وتصوبه على عينيه وهي تضحك باستمتاع وهو أكمل حديثه :
- الم تقتلي أيضاً ؟ لقد قتلتِ جاكسون وعائلته ، لقد قتلتِ الكثيرين ، لقد خنتِني ، ودعيني أُخمّن ، انضممتِ لذلك العاهر ، جونقكوك ، لأنّك رغبتِ به صحيح ؟ هل اشتراكِ ؟ اراهن أنّك بعتِ جسدكِ له وادّعيتِ أنّك مصابة برهاب ، اساساً أنا الاحمق الذي ام يخطر هذا في بالي ، جونقكوك هو من اقترح انضمامك .
اقتربت تزحف عنده بابتسامتها ذاتها ، رفعت جسدها قليلاً لتصق المصباح بجسده ، وبدأ هو يهتزُّ اثر الكهرباء التي تصعق جسده .
ضحكت بصخب فجأة لتردف :
- شعر يداك توقّف ، انظر ، تباً لو كان لكَ شعر وأس لتوقّف الان !
- نعم ، هيا اقتليني ، مالّذي تنتظرينه يا عاهرة ؟! اقتليني فإن لم تفعلي وهربت فصدقيني لن تحيي ولو لثانية واحدة أنتِ وحبيبكِ العاهر .
نظر لجونقكوك الواقف بجانب الباب بهدوء ليردف :
- وأنتَ يا ناكر الجميل ، اولستُ من أنقذكَ من الشّوارع ! أنا من جعلت منك رجلاً ، أنا من كنت تناديه بأبي ، سيخونكِ كما خانني يا طفلة فلا تفرحي كثيراً .
- جايسون .. اشعر بألمك ، لذا ، ما رأيكَ بأن نشاهدَ فيلماً معاً ؟
ابتسمت باتّساع ، صفّقت ليقوم جيمين بالضّغط على زرّ ما عنده ، فارتفعت شاشة من الأرض ، لينظر نحوها باستغراب ، ابتعدت من امامه لتتربع بجانب كرسيه ، تناولت عُلبة فوشار كانت محضّرة سابقاً على طاولة جانبيّة بالزنزانة واخذت تطالع الشاشة باستمتاع .
بدأ الفيلم ، رفعت الفوشار للذي يداه مقيدتان خلف ظهره ليحدّق بها بحنق ، هزّت كتفيها بلا مبالاة وعادت للاكل باستمتاع وهي تشاهد ما أمامها .
عرضت الشّاشة صورة بناية ، سكنٌ جامعيّ على ما يبدو ، ظلّت الكاميرا تقترب نحو إحدى النوافذ حتّى أصبحت في غرفة فتاةٍ نائمة ، تعرّف على تلك الفتاة لتتسع عينيه بصدمة ، همَس :
- ميرڤانا !
فجأة ضحكت الأخرى وأخذت تصفق كالمجنونة ، نظر اليها واعاد بصره للشاشة محاولاً تحرير يديه ، سَكن وتجهّم وجهه بصدمة حينما ظهر قنّاصٌ على الشاشة يوجه بندقيته نحو مكان ما ، اعيدت الشاشة لتلك النّائمة وضوء الليزر الأحمر يتحرّك على جسدها ، شيئاً فشيئاً حتى وصل لرأسها .
- لا ، ميرفانا ، ابنتي ! دعيها وشأنها ، هي لا دخل لها .
ظلّت تنظر له باستمتاع وهو يصرخ ويبكي منادياً باسم ابنته .
ثلاثة
اثنان
واحد
و
- بووم !
همست بها تزامناً مع صوت اطلاقٍ ناريّ ليرتد جايسون للخلف بعنف ويسقط أرضاً بكرسيّة ، الشّاشة اصبحت سوداء ، استلقت هي ارضاً ونظرت يسارها حيثُ يقبع .
- ما خطبكَ جيجي ؟
بابتسامة سألت والآخر أخذ يبكي ، أردفت بعدها :
- هذا شعور والدا جونقكوك حينما جعلتهما يظنّان بأنّ ابنهما الوحيد قد مات ، في الواقع ، أردت تعذيبك بطريقة وحشيّة جسديّاً ، لكن ، بعد أن علمت بالقصّة خطرت لي هذه الفكرة ،
لم لا أذيقكَ من ذات الكأس ؟ سيكون هذا وحشيّاً أكثر .
جسده يرتجف ، جونقكوك نظر لها بتفاجؤ ، كيف علمت بقصّته وهو لم يخبرها قط ؟!
- سأقتلك ، ستموتين على يداي يا عاهرة ، سأقتل صديقاتك ، سأغتصبهنّ بأشنع الطرق ، سترين جثثهنّ ثمّ ستموتين ، ستموتين من قهرك ، واحزري ماذا ، سأرسل بجثتكِ الى والديك لكي يستمتعا بمظهرك وأنت ميّتة .
ظلّت تنظر له وهي تسند رأسها على يدها اليسرى بينما يهددها ، نفخت العلكة في فمها لتردف :
- أتعلم ، سأقوم بشيء اسوأ ، أكثر وحشيّة .
رفعت كرسيّه ليقابل الشاشة من جديد ، شهق عندما رأى ابنته مجدداً ، كانت تحادث شابّاً في حرم الجامعة وبدى عليها الاستمتاع .
تغير المشهد ليظهر الشّاب وهو يستنشق مسحوقاً ابيضاً مع مجموعة شباب وفتيات اخرين .
- هذه مخدراتك .
همست له بسعادة بينما يطالع بترقُّب .
تغيّر المشهد ليشاهد ابنته في مقهى مع ذلك الشاب يمسكان بأيدي بعضهما ، ثمّ مشهدها وهي تحمل هاتفها وبه رسالة ، ظهرت شاشة هاتفها .
" my love
تعاليّ اللّيلة إلى الملهى القريب من الجّامعة ، سنستمتع كثيراً . "
- بدأ المرح !
قالت ريس وهي تصفّق وتجلس بحماس .
هزّ جايسون رأسه نافياً
ظهرت بعدها ابنته وهي تدلف للملهى ، كانت تتجنّب السكارى وهم يقتربون منها حتّى وصلت لذلك الشاب ، ركضت نحوه لتعانقه ، ظهر وجه الشاب وهو يشير بمجموعة شباب آخرين بعلامة لم يفهمها .
ظهرت ابنته وهي ثملة ، كان واضحاً أنّ الشّاب لم يكن ثملاً .
كانت ابنته ملقاة أرضاً ، الشاب وشبانٌ آخرون كانوا حولها مع فتاتين .
فجأة ضحكت ريس مردفة :
- هذه تيريزا ، يا الهي !
استفاقت ابنته ، نظرت حولها وبدأت بالتحدث ، ثوانٍ حتّى رآها تستنشق مخدراته ، صُعق ، الشبان كانوا ينظرون لها باستمتاع ، ارتفع الصوت ليردف الشاب :
- هذه جرعتك الأخيرة ، لقد زودتك بالمخدرات طوال الشّهر المنصرم لذا ، إما جسدكِ او ودعي هذه النشوة .
- لك ، لك ما تريد ، لكنّ اعطني جرعة اخرى اولاً .
قالت ووالدها بدأ يصرخ كالمجنون .
كُتم الصّوت ، شاهد شابان يثبتانها على الارض ، مزّق احدهم ثيابها وتيريزا بدأت عملها ، كانت ابنته هادئة رغمَ أنّها تغتصب حالياً .
ابتعدت تيريزا ليلقي لها شابٌ بكيسٍ يحوي مسحوقاً ابيضاً فتنقضُّ عليه كطفل جائع ، أخذت تستنشقه كالمجنونة ، والدها لم يقوَ على الحديث لهول ما رأى .
ركل الشاب ما بين يديها لينثر المسحوق أرضاً ، اقتربت من الأرض لتستنشقه الّا أن شابّاً ثبتها أرضاً ، أخذت تصرخ ، وأخذ هو يغتصبها ، واحداً تلو الآخر ، سَمع والدها صوت صراخها ، صوت بكائها ، حتّى سكنت ، فقدت وعيها .
- رائع رائع !!
تحدّثت ريس وهي تصفق وتضحك ، اقتربت نحو الشاشة أكثر تطالع باستمتاع .
وقف الشاب ، ابتعد عنها ونظر لوجهها ، اخرج مسدّساً ووجهه نحوها ، طلقة استقرَت برأسها ، وأخرى بقلبها ، فتاته قتلت بأشنع طريقة أمام عينيه .
إلّا أنّ الأمر لم ينتهي بعد .
عرضت سيارة ، نحو طريق الغابة ، فُتح الباب والقيت منها جثّة لتتدحرج وتدخل الى عمق الغابة في المنحدر ، عرضت الشاشة تحذيراً بعدها للغابة ، تحذير حول دخولها بسبب وجود الأفاعي والحيوانات المفترسة .
اسودّت الشاشة ، استقامت ريس ، وقفت خلفه لتفكّ قيود يداه وتبقي على قدماه .
كُتب على الشّاشة
The end
أخذ يلطم رأسه ، أخذ يتوعدها ، تأكدت أنّه فقد عقله ، كانت عابسة ، لكنّها ابتسمت فجأة لتردف وهي تقفز :
- ألم يكن ممتعاً ! كان يحبس الانفاس !!
جلست القرفصاء أمامه ، أمسك برقبتها بقوّة ، عينيه احمرّت ، حاولت الافلات منه ولم تقدر ، كانت لتموت لولا جونقكوك الّذي أبعد يداه عنها ولكمه بقوّة ليرتدّ هو وكرسيه بعيداً ، جلس أمامها مطوّقاً وجهها بكفيّه ليردف بقلق :
- أنتِ بخير ؟
سعلت قليلاً لتومئ له بابتسامة ، اعادت بصرها لجايسون لتستقيم وجونقكوك ساعدها .
تقدّمت نحوه ، رفع جونقكوك الكرسيّ وقيّده مجدداً ، اردفت :
- أتعلم ، لديّ سيناريو افضل ..
حملق بها بصدمة ، وهو منذ ثوانٍ كان كالثّور ..
نظرت للكاميرا المعلّقة ليُفتح باب الزنزانة ، دلف رجلان وهما يحملان صندوقاً طويلاً ، تابوتاً .
وضعاه أمام جايسون لتجلس هي فوقه ، ربتت على ذلك الصندوق قليلاً لتسأل بابتسامة :
- سأجعلك تخمن ما في هذا الصندوق ، اما ان تصيب فتموت ، او تخيب فتموت ، هيا هيا .
ضحكت وهي تصفق ، همس الآخر بصدمة :
- مير..ميرفانا ! ابنتي .
صفّقت له بدهشة مصطنعة ، اردفت وهي تستقيم :
- يالكَ من ذكيّ ؟ كيف حزرت ؟!
التفتت نحو جونقكوك لتسأل مضيّقةً لعينيها :
- أنتَ لم تغشّشه صحيح ؟
اومئ لها الآخر نفياً وهو يرفع يديه باستسلام ، ابتسمت لتعيد بصرها لجايسون فتردف :
- لم اعتقدكَ ذكيّاً هكذا ..
تنهدت لتفتح التابوت ، شهق عندما رأى حثّة ابنته ، كان مكان الرصاصتين ظاهراً ، بذات الملابس ، وججها شاحب وجسدها ساكن .
تربّعت ريس بجانب التابوت مقابلةً له ، هو اخذ يصرخ باسم ابنته ، يتحرك ويبكي بعنف ، وريس تجلس بهدوء تطالعه تارة وتطالع وجه ميرفانا تارة أخرى بهدوء .
ظلّ يبكي ويبكي اختفى صوته ، حالته يرثى لها ، سقط ارضاً واخذ يطرق رأسه بها حتى أخذ ينزف .
- السِّحرُ قُلب على السّاحر ، جايسون .
بصوت هادئ اردفت ، حملقت بجثّة الفتاة ، وأردفت :
- ميرفانا ، أعتقد أنَّ هذا يكفي .
قالت ليرفع الآخر رأسه بصدمة ، فتحت الفتاة عينيّها ، نظرَ هو لها بلا تصديق .
- ميرفانا ، ابنتي ، أنتِ حيّة !!
هتف بابتسامة وسط دموعه ، ابنته لم تنظر اليه ، استقامت ريس لتفعل الأخرى بمساعدتها ، نفضت ثيابها ونزعت اللصقة التي كانت على رأسها والأخرى الّتي كانت على صدرها لتمسح وجهها بعد أن قدّمت لها ريس منديلاً مبللاً .
- ابنتي ، أتيتِ لانقاذ والدك صحيح ؟
قال بسعادة ، ضحكةٌ ساخرة اطلقتها ابنته لتنظر لريس .
- نعم أبي ، أتيتُ لأعيدك لحيث تنتمي ..
قالت لتتسع ابتسامة والدها ، نظر لريس بحنق بعدها :
- سأريك يا عاهرة ، ستنقذني ابنتي وسأجعلك تعيشين بالجحيم .
هذه المرّة من ضحكت بصخب لم تكُن ريس ، بل ميرفانا .
- خيالُك واسعٌ يا ابي .
ألم تَعلم ؟
أنتَ تنتمي إلى الجحيم !
بل حتى الجحيمُ يرفضك !
الكرهُ كان يخرج مع كلِّ حرف تتفوه به ، حتى بنظراتها كان واضحاً ، حملق بها ابيها مشدوهاً .
- ميرفانا ، ابنتي !
قال دون تصديق ، استرسل :
- مالّذي قالته لكِ هذه العاهرة ؟ مهما قالت ، لا تصدقي فهي تكرهني وتريدك ان تكرهينني .
- ميرفانا ، الخيارُ خيارك ، لو اردت تحريره فلكِ ذلك ، انتهى دوري هنا .
قالت ريس ببرود ، عادت لتجلس على الطاولة واضعةً قدماً فوق الأخرى ، أتى جونقكوك ليستند على الطاولة كذلك يطالع ما سيحدث .
ابتسمت ميرفانا بحقد .
- " الحمامَةُ عادت على نافذتك
الشّمسُ طرقَت الزُّجاج تستأذنك
استيقظي يا صغيرتي ، فالحياةُ تزينُّك ..
ضوء القمر أنارَ دربك
حتى السّماءُ تحبّك
إنّها تباركك
فلتنعمي بالسّلام يا صغيرتي فالأرضُ تحميك
فلتنعمي بالحبِّ يا صغيرتي فأمك تداريك
نامي يا صغيرتي فالغد يُناديك
نامي يا صغيرتي فالغدُ لن يعدّيك "
دندنت تهويدتها ، أمّها كانت امرأه حنون ، جميلة ، بريئة ، ملاك على هيئة بشر .
مسحت دموعها المترّدة ، أردفت بعدها بصوتٍ مرتجفٍ مختنق :
- أرجوك جايسون ، لا تقتلني أرجوك ، دعنا بسلام ، لأجل ابنتك ..
قالت كلمات يتذكرها الآخر جيّداً ، شهق ليردف :
- لا يا بنتي ، ذلك ليس صحيحاً ، اياً ما اخبرتكِ به ، لم يكن صحيحاً .
الشاشةُ السّوداء وراءها انيرت فجأة .
كاميرا كانت تصوّر من مكانٍ بجانب تلفاز على ما يبدو ، ميرفانا كانت نائمة ووالدتها تجلسُ أمام الكاميرا ، ثوانٍ حتّى بدأت تتحدث :
- اليوم هو الثاني عشر من تموز ، صيف عام الفانِ وأربعة ، في عيد الميلاد الثالث لابنتي ميرفانا اكتشفت امراً شنيعاً عن زوجي جايسون ، هو تاجر مخدرات واعضاء بشرية ، على مدار سنتين لم استطع مصارحته لسنتين ، حتّى هربت وابنتي قبل أسبوع من براثنه ، هو الان يبحث عني لذا عليّ الهرب من هذا المكان بأسرع وقت ، لن ادع ابنتي تعيش مع هذا المجرم .. قاتل الاطفال ومغتصب النّساء ، لذا ، اياً من كنت تشاهد ، سلّم هذا الشّريط للشرطة من فضلك .. فلربما يقع احد احبائك ضحيّةً لهذا السّفا..
لم تكمل كلامها ، البابُ فتح لتستقيم بذعر ، شهقت حينما رأت رجلاً ما ، ظلّت تعود للخلف وهو يتقدم ، لم يكن وجهه ظاهراً بالكاميرا ، وصلت الطاولة وبهدوء خبّأت الكاميرا خلف التلفاز دون ان يلاحظ .
- ميرفانا ، لا ، لا تأخذها .
قالت ، طفلتها أُخذت على ما يبدو .
- ششششش ، اخرسي .
صوت جايسون كان يقول .
- أرجوك جايسون ، لا تقتلني أرجوك ، دعنا بسلام ، لأجل ابنتك ..
قالت بترجي ، صوتُ صفعة دوى وجسد يسقطُ أرضاً سُمع ..
بكاءُ الأمٍّ ارتفع ، وقلبُ الابنة احترق .
- تختطفين ابنتي مني اذاً ! يا عاهرة .
قال ، سُمع بعدها صوتُ لكمات متتالية وصراخُ والدتها .
استقام بعدها ، صوتُ رصاصةٍ دوّى وما عاد يسمعُ شيئاً من الجثّة الطريحة أرضاً .
- لكن .. لكنّني تخلّصتُ من الشّريط !
قال بصدمة .
صوت جونقكوك الساخر ارتفع أخيراً :
- علئلتي ليست غبيّة لتمنح الشّرطة الشريط دون أخذ نسخ احتياطيّة ..
- لقد قتلت أُمّي ، وعندما أتا السّيدان جيون لتفقد المنزل حيث شعرا بأمرٍ خاطئ ووجدا الدليل هدَّدتهما بقتلهما ، ولثراء السيّد جيون وحراسته المشدّدة لم تستطع فعل شيء لهما لكنّك اختطفت وحيدهما مقابل الشّريط ، هدّدت بقتله لو سلّما الشريط للشرطة ، وعندما فعلا أرسلت بجسد طفلٍ مفحّم مدّعياً انّه ابنهما وزوّرت وثائق الطّب الشّرعي كانتقام كما أنّك رشوت الشُّرطة ليسلمونك الشريط .
قالت ابنته ، اكمل جونقكوك الحكاية :
- مالم تعرفه ، أنّ صديقي جيمين الّذي كان يدرس معي في الولايات المتحدة كان صدفةً ابن صديقة والدتي ، ارسل ذات مرّة بصورة لأمّه فغلب ظنّها أنني ابن صديقتها ، وتعرّفت أمّي عليّ ، بعمر السّادسة عشر، بعد أن كنت اظنّك منقذي اكتشفت أنّك مُهلكي ، ابعدتُ جيمين عني ، جعلتُك تثق بي ثقةً عمياء ، وبمساعدة والدي وجيمين ، أسّست the pacific club ، صرتُ عدوّك اللَّدود ، لم تعرفني يوماً ، كنتُ يدك اليمنى ورئيس pacific club في الوقت ذاته ، معظم من جعلتكَ تضمهم لنا كانوا مني ناديّ مسبقاً ، عدا ريس الّتي تدربت عندكَ منذ البداية ، وفي يوم احضرتها الى منزلي ، عندما خرجت أخذها جيمين ، عرّفها على نادينا وكونها كانت تمقتكَ بشدّة وافقت منذ ان علمت بأنَّنا اعداؤك ، لكنّها لم تعرفني ، امرتهم بالادّعاء بمقتي الشّديد أمامها ، وأدركتُ أنّها خلاصنا منك ، وها نحنُ ذا .
- عاهر ، عهرة ، جميعكم اوغاد فاسقون .
صَرخ ، فجأة حذاء ميرفانا اصبح بوجهه ليسقط على ظهره .
- اخرس !
صرخت ، انهالت عليه ضرباً ، عيناه تورّمت ، دماؤه لطّخت يديها كانت تضربُ وجهه بكلِّ ما تملكُ من قوّة وكره ، حتّى استقامت فجأة واضعةً النُّقطةً في نهاية حكايته برصاصاتٍ اخترقت جسده ورأسه .
- يكفي .
قالت ريس واضعةً يدها على كتف الفتاة التي فقدت صوابها ، هدأت الأخرى ومسحت دموعها لتبتسم باحتقار :
- تستحقُّ هذا أيُّها المسخ !
- هذا كان .. دمويّاً .
قالت بروينوس مسهبةً بصرها في الشّاشة التي أمامها ليلتفت لها جيمين ، عانقها بعد ثوانٍ مربتاً على رأسها .
- تبرعوا بأعضائه السّليمة .
قالت ميرفانا للرجال الذين دلفوا ليأخذوا جثّته .
اومئ لهم جونقكوك لتلتفت ميرفانا وتتقدم نحوه وريس .
- اشكرك ، لقد جعلتني انتقم من قاتل والدتي .. سأكون مدينةً لكِ ما حييت .
ابتسمت لها ريس ، واجابت :
- لا بأس ، انت الأحق بالتخلُّص منه .
بادلتها ميرفانا الابتسامة لتنحني وتخرج من تلك الزِّنزانة .
قفزت ريس عن الطاولة بعد أن خرجت الأخرى ، التفتت لجونقكوك لتردف :
- يبدو أنَّ المهمّة الّتي اخترتني لأجلها قد انتهت .
اوشكت على الخروج ليوقفها بكلامه :
- لكنَّ العالمَ ما زال متسّخاً ، ما زال يستوجب على المحيط سحبَ الكثيرين إلى إعماقه ، جايسون لا شيء مقارنةً بمن تبقوا .
تقدّمت نحوه ، ابتسامة ساخرة رُسمت على ثغرها لتضعَ سبابتها في مكان قلبه .
- العالم ؟ قلقٌ عليه أم على هذا ؟ المحيطُ لا يحتاجني ليسحب الآخرين إلى أعماقه ، لكن يبدو أنَّني من جرفتُ المحيطَ إليّ ، أخبرني ، هل أنا محقّة ؟
ظلّ صامتاً ، اطلقت ضحكة خفيفة لتوشك على الذهاب لولا سحبه لها والصاق شفتاه بخاصتها كإجابة .
يداها حاوطتا رقبته وخاصتاه حاوطتا خصرها مقرّبةً إيّاها أكثر .
قبلتها كانت عتاباً تحاول ايلامه قدرَ الإمكان ، أما هو فخاصّته كانت شاعريّة ، ضحِكَ لشعوره بأسنانها تحاول ايذاءه ولم يبتعد ، حتّى فقدا انفاسهما .
- لم يسبق لي وأن استمتعتُ بالألمِ بهذا الشكلِ قط يا انسة !
قال بسخرية بين لهاثه وجبينه يستند على خاصّتها بينما يداها تستندان على صدره ، عقدت حاجبيها لتدفعه بقوّة قائلةً بحدّة :
- ستكون اول و آخر مرّة تستمع به بهذا الشّكل اذن ، آملُ أن يكون هذا لقاؤنا الأخير .
ابتعدت وهو استند على الطاولة بابتسامة واسعة ، امنيتها لن تتحقق وهذا اكيد .
______________
نامت ذلك اليوم ، فور أن عادت ، منذ التاسعة مساءً وحتى السادسة مساءً من اليوم التالي ، ولم تَكُن لتستيقظ لولا سماعها لضجّة في الخارج ، فاستقامت ، بمنامتها المبعثرة وشعرها الأشعث وعينيها المنتفخة ، خرجت من غرفتها ، كانت الممرات فارغة فاتّجهت نحو غرفة الجلوس بينما تفركُ عينيّها حتّى اصطدمت بجسمٍ صلب ، فسقطت على مؤخرتها .
- اللعنة .
تمتمت وهي تتحسس مؤخرتها لترفع رأسها نحو من اصطدمت به بحنق ، حملقت بصدمة بعد أن تعرّفت عليه لتلتفت خلفه .
الفتيات ، تايهيونق ، كاي ، يونقي ، هوسوك ، جيمين وميرفانا ، والذّي اصطدمت به ، الموقّر جيون جونقكوك ، لا عجبَ في الضّجة التي ايقظتها اذن .
- وأخيراً استيقظتِ ايتها الأميرة !
قال يونقي ساخراً لتردف :
- اخرس أيها الباندا !
ما الذّي تفعلونه هنا ؟ أهناك حدثٌ مهم لا أدري عنه ؟ وأنتَ يا مؤخرة القرد ، ألم تصلكَ فكرة أنَّني لا أريد رؤية وجهك المغفل مجدداً ؟ بارك جيمين المنحرف ، أيُّ لعنةٍ جعلتكَ تطأ منزلنا ؟ أكرهكم !
قالت ، خاطبت في سؤاليها الأخيرين جونقكوك وجيمين ، كانت فظّة إلّا أنّ كلامها كان مضحكاً لهم ، فردَّ جيمين بشاعريّة :
- لعنةُ الحُب التي جلبتني الى هنا .
احمرّ وجه بروينوس التي حاولت تحاشيه لتردف :
- أنا دعوتُ الجميع ، حفلُ عشاءٍ بسيط .
- أتفهّم دعوتك لجيمين ، تايهيونق ، ميرفانا ، كاي ، لكن لم دعوتِ هذا الوغد ؟
قالت بحنق مشيرة الى جونقكوك في نهاية جملتها .
- لا شأن لك ، هو صديقي .
اجابتها بروينوس باستفزاز لتقلّب عينيها ، وتعود ادراجها لتبدِّل ملابسها .
خرجت بعد نصف ساعة لتجد المنزل خالياً .
- ماللّعنة ؟!
هسهست بحنق ، قفزت من مكانها بخوف حينما شعرت بشخص خلفها .
- يا أُمي !
اهلسَ هو لكيلا يُصفعَ بسبب ضحكِه على مظهرها الخائف ، التفتت له لتصرخ بانزعاج :
- أيُّها الوغد ، أينَ ذهب الجميع ؟!
- خانوكِ وذهبوا ، لنبقى وحدنا ونتحدّث .
قال مستفزّاً اياها ، ابتسامة صفراء رسمتها على ثغرها لتردف :
- لا حديثَ لي معك .
اوشكت على العودة لغرفتها لولا تثبيته لها على الحائط ، وها قد أصبحَ مزاجها معكَّراً .
- أنا من يُقرر هذا ..
كُفي عن لعب دور صعبة المنال أرجوك ..
كان جديّاً ، عقدت حاجبيها وأردفت بحنق :
- لم لا تفهم ؟! أنا ، لا ، أُريدكَ ، بحياتي ، جون جونقكوك !
عقد حاجبيه ، زمَّ شفتاه ليردف :
- حسناً إذن آسف ، لم اعتقد أنّك ترفضينني الى هذه الدرجة ، أعتذرُ على تجاوزِ حدودي ..
خرجَ فجأة الجميعُ من غرفةِ ثياكرس ، نظرت لهم هي بدهشة بينما كلُّهم ينظرون لها بعتاب .
_______________
"يتبع"
ريسسس حيوانههههههه
جونقكوك كسر خاطري 💔
الى اللقاء :(
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top