لنجاتِك



" كآنَ مجيئُك حَنوناً بشكلٍ مُفرِط ، وَكأنَّك تَعتَذِرُ لي نِيابةً عَن كُلِّ ما آذاني ، وَبينما أَنا أَرفُضُ كلَّ العالَم بِشدّة ، كُنتَ أنتَ قبولي الوحيد دائماً .-"

_______

تنهدت لتردف :
- انا انسحب .

- انسيتي القواعد التي وضعتها بنفسك ؟ الانسحاب يولّد عقاباً يحدده صاحب السؤال ، انتِ مستعدّة لعقابي؟
سألها كاي بتحاذق .

- نعم .
اجابت بتوتر ولعنت نفسها مليون مرة على القوانين التي وضعتها .

- اجعـ...

- أنا مستعدٌّ لتحمل العقاب بدلاً منها .
قاطعه جونقكوك بحدّة لينظر لهما كاي بتحدٍّ .

- قبِّلها !
قال رافعاً أحد حاجبيه ، اوشك على قول شيء ما إلّا أنهُ فوجئ بجونقكوك يقبِّلُ قطعة المارشميلو الّتي بيده .

- قصدتُ ريس !
قال بابتسامة مستفزّة لتقاطعة ريس ببرود :

- قواعدي تنص على أنّ الّذي يكون غير واضح في حكمه - سؤاله او تحديه لا يحقُّ له الاعتراض على التنفيذ .

__________

ترددت قبل أن ترنَّ جرس منزله ، للحظة فقط ، حتّى تذكرت من تكون ، ليست من تهاب بسبب فعلٍ قد مضى ، بل من تصبح أقوى ، تبني حصونها جيداً ومجدداً .

فتح الباب ليدلف للداخل ، عقدت حاجبيها وهي تتبعة إذ أنه لم ينبس ببنت شفة ، وقف أمام مرآة كبيرة معدِّلاً ثيابه لينظر لها خلال المرآة بحاجب مرفوع .

- قبعتي على الطّاولة خلفكِ ، ضعيها وأبقي وجهكِ منخفضاً .
اردف لتعقد حاجبيها بتساؤل :

- ذاهبان لمكانٍ ما ؟

قهقه ليضيف اللمسات الأخيرة لهندامه ملتفتاً إليها ، ظلَّ يتقدم نحوها حتّى أصبحت شبه جالسةٍ على الطاولة ، تتجهز لركله عند أيّ حركةٍ خارج الحدود .

انحنى مقترباً من وجهها ومردفاً :
- ماذا تظنين يا صغيرة ؟ تركك جايسون تستمعين لجميع مخطط المقايضة لكي تذهبي وتشي بنا ؟

شعرت بكونه ينذرها بأمرٍ ما خلال حديثه المبطّن ، عقدت حاجبيها بضياع تحاول فهم ما يرمي إليه لتردف :
- اهي اليوم ؟ سأذهب معك ؟

- ما رأيك ؟ فقط ستراقبين ... وفي حالة تدخل شخوص غير مرغوب بهم ستكونين عازلنا ، سمعتُ أن جايسون أمر بتدريبك على السِّلاح والقتال الحرّ جيّداً .

___________

ظَلّت جالسة طول الطريق بتوتّر ، تحتاج لاخبار جيمين بالتّراجع عن اقتحام المقايضة ، لكنّ جونقكوك لا يعطيها مجالاً .

استطاعت بعد تفكير طويل أن ترسل لجيمين رسالة مشفرة بعد أن غيرت اسمه لبروينوس .

كانت تقف خلف جونقكوك تماماً بجانب بضع رجال ، تستطيع رؤية  رجال جايسون منتشرين في ذلك المستودع الكبير .

فُتح الباب الآخر للمستودع ليدخل منه رجل ذو ملامح مكسيكيّة ، وجسدٍ متوسط وخلفه مجموعة رجال .

- تستطيع ارسال رجالك لتفحص الشحنة .
اردف جونقكوك بعد أن أظهر ذلك الرّجل مفتاح شاحنة على ما يبدو ليخرج بعدها مفتاحاً أيضاً ويناوله لرجل خلفه سريعاً من بعدها ، فتذهب مجموعة رجال من حيث الباب الذي دخل منه جونقكوك .

مرت دقيقتان ليلتفت جونقكوك ليمينه قليلاً فيمسك الّذي على يمينه معصم ريس ويجعلها تقفُ جانباً .

- أهذه ضمن الصّفقة ؟
سأل المكسيكيّ بضحكة متغطرسة وهو يطالعُ ريس بعيناه الَّتان بدأتا تطالعان أماكناً ما جدر به النّظر اليها .

- لها مفتاحٌ أيضاً .
أجاب بابتسامة باردة مخرجاً جهاز تحكُّمٍ صغير به ضغطة واحدة وفقط ، رجلٌ كهذا يعلم تماماً ما يعني هذا الجهاز وفي غضون تحديقه بجونقكوك بصدمة احتلَّ صوت مسامعه انفجار .

- آه ، اعتقد أنَّه المفتاح الخاطئ !
قال ساخراً وما هي الّا لويحظات حتّى ظهر رجال جايسون الّذين كانوا مختبئون في المستودع من خلف المكسيكيّ ورجاله لينقضّوا عليهم فيبقى السَّيد وحيداً .

ظلَّ ينظر خلفه بصدمة ليدرك أن رجاله الَّذين بالخارج أيضاً قد قضيَ عليهم بالفعل ، اعاد بصره لجونقكوك كما لو أنه ينظر لهلاكه بعينيه .

- وهذه لأنَّ لا أحدَ يجرؤ على النَّظر لامرأة تحملُ علامتي بتلك الطَّريقة .
انهى كلامه مخرجاً سلاحه فوراً ليطلق رصاصةً اخترقت رأس الآخر جاعلةً منه جسد بلا روح .

انحنى مخرجاً المفتاح الّذي كان بيده واضعاً شعاراً معدنياً بشكل مرساة حولها حبل بدلاً من المفتاح ليقف ويعطي المفتاح لرجل من خلفه مردفاً :
- تدبر البقيّة ، واترك شاحنة المال في أبعد مستودع .

التفت بعدها لريس ناظراً إليها ببرود ، اوشكَ على التَّحرك لولا تفوهها بشرود :

- لقد قتلتهُ أعزلاً .

ابتسم ساخراً لينظر اليها بطرف عينه مردفاً بذات سخريّة ابتسامته :
- اعزل ؟ عدد الرِّجال الحاضرون معه خمسون ، الحاضرون معي نصفهم ، أحمل مسدَّساً عاديّاً بينما يحملُ هو uzi ، جميع الحاضرون معه ابطال في المصارعة الحرّة ، معظم رجالي هنا كالفتيات مقارنةً ببنياتهم ، اخبريني ، من الأعزل منّا ؟ المعلوم لدينا أنَّ النِّد واحد ، لو قطعت الرّأس ، البقيّة لن يؤذونك ، ولو كان الرأس هو ندّك منذ البداية بعدل ، فالبقية لن يتدخلوا في صراعكما ، يبدو أنَّ جايسون حرص على مهاراتك ساهٍ عن تعليمكِ القوانين .

- وهكذا تنهون أعمالكم ؟
سألته بسخرية .

- تماماً .

- انتم تبنون أعداءً ، مؤكدٌ لديه اتباع ، سيعادونكم حتماً .
أردفت بحدّة ليضحك هو ساخراً .

- تعالي يا صغيرة .
قال لتتقدّم نحوه ، نظرت للجثة حيث اشار لها لتجد في يده شعار المرساة ، تذكره جيّداً ، تذكرت قوله قبل أن يأتيان لتسأل بضياع مصطنع :

- ما هذا ؟

- the pacific club ، الا تزورين ملاهٍ ليليّة يا فتاة ؟
اجاب ساخراً .

- وما شأن هذا بذاك ؟

نظر لها لثوانٍ بهدوء قبل أن يردف ببرود وهو يتّجه لسيارته بينما تلحقه هي  :
- pacific club يا عزيزتي هم أعداؤنا ، هذا شعارهم وسنتدبر البقية كونهم يصطادون تجّار المخدِّرات والاعضاء البشريّة .. كما لو انهم المفتعلون فيصبح لدينا عدوٌّ مشترك ، عدوُّ عدوّي هو صديقي كما تعلمين .

رَكِب السَّيّارة ليردف اخيراً بنبرة غريبة :
- ولا تتظاهري بالجهل امامي أيضاً يا حلوَة مجدداً .

ابتلعت رمقها لتردف كابتةً توتّرها :
- ماذا تقصد ؟

ضحك ساخراً مجدداً جاعلاً من قلبها ينفجر توتُّراً :
- اخبرتك ، لا تتظاهري بالجهل .

- تقصد أنني جاسوسة لديهم صحيح ؟
سألت بحدّة استغربها هو ليرفع أحد حاجبيه ناظراً اليها .

- اثبت ذلك وسأعترف .
قالت بهدوء ليظلَّ هو صامتاً بابتسامة غريبة .

___________

تزفر بعمق وهي تطالع نفسها في مرآته ، صفّر بإعجاب مردفاً بشكل اشعرها بالتّقزز :
- لو لم تكن المهمّة اليوم لجعلتكِ أ...

- اخرس!
صرخت بحنق لتقف وتتجه نحو طاولة متموضعة في الزاوية لتشرب كأس المياه الّذي كان هناك .

- حسناً .. اغلبهم يكون ثملاً الآن ، موعد الوصول المتأخر لساندريلا .
قال وهو يطالع ساعة معصمه لتومئ له وتخرج من منزله نحو شقّة تيريزا .

فتحت لها الفتاةُ الشَّقة لتنكب عليها بعناق فور أن راتها .

- تبدين فاتنة !
قالتها لتشعر ريس بالتقزز وتفصل العناق مردفة بابتسامة اجتهدت كثيراً لتخرجها بهذه الطبيعية :

- لن أصل لكِ مهما فعلت ..

- منذ متى وأنتِ تغازلين بهذه الطريقة ؟
سألت بخجل لتقهقه الاخرى ومن ثمَّ تعقد حاجبيها باستغراب :

- لا اسمع صوتاً ، اين الرِّفاق ؟

- في الواقع ، تأخرتِ كثيراً ، فأمرت رجال والدي بأخذهم لبيوتهم وصرفتهم لبعض الوقت ، والان الحفل لنا وحدنا .

همهمت لها الأخرى بهدوء لتدلفان للداخل عقدت ريس حاجبيها حينما وجدت كأسا نبيذ مجهزان مسبقاً ، اثنان فقط.

- في الحقيقة ، ارغب باخبارك بأمر مهم الليلة .
قالت تيريزا وشيء من الاحمرار يغزو وجنتيها .

- لنذهب لشرفة غرفتك أفضل ، اريد هواءً نقياً .
قالت ، لتومئ تيريزا بسعادة .

حملت اكواب النبيذ والزجاجة لتتجهان للشرفة .

- بصحتك .
كانت تيريزا تشرب وتشرب لفرط توترها بينما تتحدثان عن مواضيع عشوائية ، بينما ريس لم تنهي نصف كأسها الاول حتى !

شعرت من طريقة كلام تيريزا انها ثملت بالفعل لتدرك أنه الوقت المناسب وتردف :

- اذاً ، ما هو الأمر الّذي أردتِ إخباري عنه ؟
سالتها لتردف تيريزا بعد صمتٍ طويل .

- في الواقع .. في الواقع ، ريس انا أحبك .
قالت لتصمتا كلاهما وتنظر ريس للامام بهدوء مردفة :

- وانا ايضاً .. ما كنت لاتخيل هذا ، لكنَّني احبك بصدق .
قالت ريس لتندفع تيريزا بترنح مقبلةً ريس الّتي كادت أن تتقيأ وبدأت ترتجف لفرط خوفها .

أخذت تدفعها تيريزا بقوتها الضئيلة نحو سرير غرفتها لتلقيها وتعتليها .

وفي اثناء انجراف الأخرى خلف مشاعرها وانشغالها وخوف ريس أسفلها ، بهدوء دون ان تستوعب تيريزا ما يحدث استطاعت نقل القلادة من عنق تيريزا الى عنقها .

- جونقكوك !
قالت بوهن ليستطيع جونقكوك سماعها من خلال السماعة التي تضعها في اذنها المغطاة بشعرها ويأتي لانتشالها من هذا المكان كونها لم تعد تقوى على الحركة ، ابتعدت عنها سريعاً وهي ترتجف وتتعرق .

- ريس ، ما خطبك ، تعالـ..
اوقفها صوت فتح الباب - كون ريس تعرف كلمة مرور شقتها لم يكن الامر صعباً على جونقكوك الذي دلف سريعاً ورجاله وقفواً بانتظار رجال والد تيريزا .

- انتِ !!
قالت تيريزا لتقف فجأة وتقفل الباب وتتجه نحو ريس التي تجلس بزاوية الغرفة بخوف تحتضن نفسها .

- انتِ فعلتِ هذا لتدميري !!
قالت بصراخ لتمسك بريس وتبدأ بمحاولة (اغتصابها) حتى أخذت ريس تصرخ محاولةً بجهد ابعادها .

- اللعنة على هذا !
تمتم بحنق حينما وجد أن باب الغرفة مقفل ، حاول دفعه لكنَّه كان صلباً جداً ، شتم بكلِّ ما يعلم وهو يخرج كاتم المسدَّس ليضعه فوقه ويطلق رصاصةً على مكان قفل الباب فيُفتح ليجد ريس وهي تستنجد أسفل تلك الفتاة المختلّة .

- جونق.. كوك !
قالت اسمه بصعوبة كونها بالكاد تتنفس وتلك الفتاة قد مزقت معظم ثيابها بالفعل .

- ريس !
صرخ باسمها ليذهب سريعاً مبعداً تيريزا عنها بعد أن ضرب رأسها بالمسدس ليغشى عليها ، نظر لريس الّتي كانت بحالٍ يرثى لها ليحملها وهي ترتجف فتتشبث به .

خرج من المنزل سريعاً وسحب القلادة من رقبتها ليمنحها لرجل كان ينتظر أمام باب الشقة فيذهب الاخر على عجلة أمّا هو فقد ذهب بها لشقته ليجد الطبيب سوكجين والذي قد استدعاه حين ذهاب ريس تحسباً لحالات كهذه ليهرع اليها ويتجهان نحو غرفة جونقكوك .

- اعطيتها مهدئاً ، ستستيقظ بعد ساعة او اثنتان ،  هي بخير الآن .
اخبره جين بعد ان خرج من غرفة جونقكوك ليشكره الاخر ويودعه فهو صديقه قبل كلِّ شيء .

والد تيريزا أصبح خلف القضبان فما كان في كرت الذاكرة ذاك قد نُشر في كلِّ مكان ، تيريزا في منزلها تنتظر حتفها حيث انَّ والدها قد ارسل لها رسالة تنص على انه لن يدعها حيّة وهو خلف القضبان ، كما ان كونها فتاةً غير شرعية قد فضح .

تنهد بعد طالع الاخبار في غرفة المعيشة ليذهب بفزع نحو غرفته حالما سمع صوت تكسير زجاج.

لم يجدها في الغرفة فاتجه للحمام ليتنهد براحة حالما وجدها تمسك بالمنشفة وتمسح شفتيها ورقبتها بخشونة حتى دميت شفتيها .

- توقفي .. توقفي .
قال بهدوء وهو يتقدّم نحوها .

- لقد ، لقد قبلتني ، لمستني بتلك الطريقة ، لقد شعرت بجسدها فوقي ..
قالت وسط شهقاتها ومسحها لشفتيها ، اقشعرّت وهي تشعر بالاشمئزاز ، تألّم لحالها ليسحب منها المنشفة بهدوء ويشتدَّ بكاؤها وارتجافها .

- انظري إليّ .
حاوط وجهها بين كفيه لتفعل كما لو انها طفل تائه يحتاج الى من يرشده ، هو اول من يراها وهي بحالة الضعف هذه .

تنهد ليقترب منها واضعاً شفتيه فوق خاصتها بقبلة هادئة ، ابتعد ليجدها متجمدة بين ذراعية ، نزل لرقبتها ليفعل ذات الشيء برقّة وهدوء ثمَّ ابتعد لينظر لها مجدداً بابتسامة بعثت اطمئناناً الى قلبها رغم الهلع الذي يعيش بها ، من ما حدث معها اوّلاً ومن ما يحدث الان أيضاً .

- أفضل ؟
سألها بهدوء ليبعد يديه عن وجهها مسترسلاً :
- خُذي حماماً دافئاً سيهدئك ويزيل اثارها عنك ، ساذهب لاحضر لكِ ملابسك ، حسناً ؟

سالها لتصمت بهدوء كموافقة ، اوشك على الخروج لولا صوتها الذي دلف مسمعه تنادي باسمه ليلتفت لها مهمهماً .

- رمز مرور شقتي ٩٢١١٢٨٣ ، سيكنَّ نائمات الان .
قالت بهدوء ليبتسم لها مجدداً مومئاً .

عاد لها بملابسها بعد دقائق وخرجت هي منتعشة بعد أن اخذت حماماً بارداً .

نظرت له لتجده مستلقٍ على السرير ليقف فجأة مردفاً :
- تستطيعين النوم هنا ، سانام في غرفة اخرى .

- لا بأس ، اعتدت على النوم بجانب يونقي ، طالما انك لن تقترب مني فلا داع للنوم في مكان اخر.

همهم لها ليستلقي مجدداً وتاتي هي بجانبه ، وكون السرير كان كبيراً هذا ساعدها جداً .

عكّر صفوها الذي جاء عنوة ايقاظها من نومها برسالة من جيمين ، التفتت لتتأكد من كون جونقكوك ما زال نائماً كون نغمة الرسالة كان ت عالية بعض الشيء لتتنهد براحة حينما وجدته نائماً بسلام .

عقدت حاجبيها لدى قرائتها الرِّسالة لتقف بهدوء وتبحث عن سلاح جونقكوك رفقة الكاتم حتى عثرت عليه .

_________
"يتبع .."

ريس مالها امان 💔

الزبدة ، البقرة تيريزا بودي ادخل الرواية واقتلها ..
🙂

الى اللقاء .

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top