فهلّا
"صَفِّق بحرارة لِمن عَلَّمكَ القسوة ، ثُمَّ اصفعهُ بقوّة لِكيّ يعلَمَ أنَّك تعلَّمت !-"
_________
يدٌ حاوطت خصرها لتسحبها لزاوية ما ، جفلت لتلفت تطالع الذي تجرّأ وسحبها بهته الطريقة موشكة على صفعه لو كان آخراً غير الّذي رأته .
- لمَ تكرهين آيرين ؟ ما علاقتكما سابقاً ؟ ، اردف بسؤاله بنظرات فضوليّة نحوها ، قلّبت عينيها بازدراء لتعيد بصرها نحوه مردفةً بفظاظة :
- ليس من شؤونك !
ابتسم لها ، كان قد توقع اجابتها بالفعل ، وهذا تحديداً سبب سحبه لها الى هذه الزاوية ، انتقل لخطته الاولى لدى عدم اجابتها ليحاصرها بذراعية مسترسلاً بابتسامة مُستفزّة :
- طبعاً ، ولكن فلتحلُمي بالابتعاد من بين ذراعيّ يا عزيزتي قبل أن أعرف القصّة كاملةً !
حدّقت به بصدمة لدى تذكرها لما حدث بليلة الأمس ، احمرّت وجنتاها وانزلت رأسها بتوتّر ..
استغرب في بادئ الامر لتغيُّرها المفاجئ حتى استطاع تحليل ما خطر لها ليجاهد بكتم ضحكته ، بدت له ولأول مرّة لطيفة .
- هيا ، ام انك تريدين عناقاً لتنامي بين يدي وتتشبثي بي كليلة الأمس ؟ سأخبر الجميع بما حدث .. كم سيكون هذا محرجاً لكِ !
رفعت بصرها لتناظره ببرود ، شكَّ بامر انفصامها ليبتسم محرِّكاً حاجبيه لأعلى واسفل .
- فقط ابعد جسدك القذر عني !
قالت بحنق ليقترب أكثر ، ساقاهما تلامست وهما شبه ملتصقان .
- جون جونقكوك ، أحذِّرك !
اقترب أكثر مقرِّباً وجهه ايضاً هذه المرّة .
اغلقت عينيها مردفة سريعاً :
- العاهرة كانت حبيبةُ يونقي ، تركته حين كان في أمسِّ حاجته لها لأجل شابٍ ما مدّعيةً انّها مثلية ، حاول الانتحار .. احرق منزله وكاد أن يحترق هو به لولا أن انقذته ..
ظلّت مغلقةً عينيّها بانتظار ابتعاده إلّا أنّها ما زالت تشعر به ملتصقاً بها ، فتحت عينيها لتجد وجهه قريباً منها بشدة وهو ينظر اليها بطريقة عجزت عن تفسيرها ، ثوانٍ طويلة مضت حتى شعرت بيده على ظهرها ، اخذ يصنع دوائراً وهميّة فوق قميصها مردفاً :
- هذه النُّدوب من تلك الحادثة إذاً ..
اكتفت بالايماءِ ايجاباً محاولةً ابعاده الا أنّها عجزت حتى ابتعد أخيراً قالباً ملامحه الغامضة تلك لأخرى مغفلة ، اقترب من أذنها مردفاً :
- ما زلتُ أشكُّ بكِ يا جاسوسة ، وما حدث اليوم في مكتب جايسون زاد شكّي بك أكثر .
- اخبرتك ، سأعترف امام الجميع لو استطعت اثبات ذلك .
_____________
- جيمين ، جايسون سيقيم اليوم احتفالاً ، على شرفي بما أنني قدّمت له مكانة جاكسون ، اعتقد هذه فرصةٌ مثاليّة للقضاء على أفضل عملائه كونه دعاهم وحدهم ، لا توجد حراسة مشددة ، لن تحتاج لِكُثر والعدد موثوق ، فقط حوالي خمسةُ رجال وثلاثةُ قناصين .
- متأكدة من معلوماتك ؟
سألها الآخر بينما يسند ذراعه على الطاولة ويضغط أرقام الهاتف الأرضي واضعاً سماعته على أذنه .
- حسناً . ، قال هته الكلمة ليغلق الهاتف وينظر اليها مجيباً :
- حسناً اذاً ، سنقوم بذلك .
ابتسمت له لتذهب وتجهز نفسها لأجل الحفل .
______________
- اذاً ، ما سرُّ هذا الاحتفال ، جايسون ؟ عدا عن التفاخر طبعاً ..
سأله بشيء من السُّخرية واضعاً قدماً فوق الأخرى ، الاخر ظلَّ مسهباً بصره في الفراغ حتى اجاب :
- سافاجئ تلك الصُّعلوكة ، قبل كلِّ شيء عليها أن تدرك أنها لن تهزمني ابداً فأنا لستُ مغفلاً كجاكسون ، عليها ان تهابني ..
- ستسخدم تيريزا ! بحقك جايسون !!
قال بصدمة لدى ادراكه ما هو بصدد فعله ، تلك الفتاة ستعيش أسوأ لياليها .
___________
- مُتأكدة من قرارك ؟
سألها وهو يطالعها بينما تعدل مساحيق التَّجميل على وجهها ، نظرت اليه خلال المرآة حيث كان يجلس على السرير خلفها ، ابتسمت بهدوء لتجيب :
- يونقي ، لربما اعرف جايسون اكثر من ما اعرفك .. للحق لا اصدق كيف لرجل بغبائه ان يسيطر على عصابة بهذه القوّة .
ولا تنسَ أن الحفل على شرفي .
قالت جملتها الأخيرة غامزةً اياه .
_____________
- شرّفت مبكراً يا طفلة ، ضيوف الشرف عادةً اخر الحضور !
قال بنبرٍ ساخر بينما يطالعها من الاعلى للأسفل .
- لا تؤاخذني سيّدي .. احتاج لأن اتحدث معكَ في أمرٍ طارئ جداً ..
بنبرة لبقة أردفت ، ادبها المفاجئ اثار ريبته إلّا أنه سمح لها بالدخول الى مكتبه ليبدأ حديثهما الّذي استمر لغاية النِّصف ساعة الاولى من الحفلِ حيث اكتمل عدد الحضور .
خرج كلاهما بعدها ، هي بملامح راضية وهو بملامح مشوشة ، وهذا بدا جليّاً لجونقكوك الّذي استغرب تواجدها في مكتبه .
لم يكن هناك الكثير من الحضور والتملق كان واضحاً من كلِّ شخص يتحدث اليها ، لم تصدق أن ينتهي جايسون من القاء كلمته المملة والتي طالت ليرحب بها وتخرج للشرفة .
كانت تتأمل نافورة المياه في وسط الساحة الكبيرة حيث تطل الشرفة عليها ، اعجبتها خلوتها بنفسها بعيداً عن ضجيجهم حتّى رنَّ هاتفها لتجيب سريعاً .
- اجل جيمين ؟
- مهلاً ، ساعة الكهرباء في السطح ، احتاج خمسة عشرة دقيقة كأقصى حد ، تستطيعون الهجوم بعدها ، كل شيء جاهز .
خرجت سريعاً متجهة نحو السطح وبسبب حماسها لم تنتبه للذي كان يقف بجانب باب الشرفة ، والذي قد تبعها بعد ذلك .
وصلت للسطح ، ولسوء حظها كان الباب مقفلاً .
- اللعنة !
تمتمت لتقرر بعد ثوانٍ قليلة .
- إما الان وإما فلا ..
رفعت فستانها الطويل لتخرج سلاحاً كان مثبتاً بحزامٍ حول ساقها مع كاتم للصوت ، وصلتهما معاً لتطلق رصاصة على قفل الباب تسببت في كسره .
تقدمت سريعاً نحو ساعة الكهرباء لتفتحها ، وفي اثناء عبثها كانت تجري مكالمة مع جيمين :
- لقد قطعتُ الكهرباء ، سيبدو الأمر كتماس ، هذا ان بقى أحد منهم حياً .
قالت لتقفل الهاتف وتسمع بعدها مباشرة صوت تلقيم سلاحٍ جعلهاً تلتفت خلفها سريعاً مصوّبةً سلاحها نحو صاحب البذلة السّوداء والذي قد كان يصوب سلاحه عليها بالفعل .
- جونقكوك !
همست باسمه ليُظهِرَ ابتسامةً ساخرة على محيّاه .
بيده الأخرى اخرج سيجارته من فمه ليردف بعد ان نفث دخانها :
- لم يخب ظنّي قط سوى مرّة واحدة ، الا أنَّها لم تكن هته .. انا فُزت ريس هاكيت.
ملامحها كانت ضائعة جدّاً ، حتى سمعت صوت طلقٍ ناريّ تلاه رنين هاتفها بمكالمةٍ من جايسون لتبتسم بنصرٍ بعدها مشوشةً الإخر .
- لم اعهد الخسارة ، كنتُ وسأبقى الفائزة دائماً جون جونقكوك ، لربما سهوك عن بعض الأمور او استخفافك بي كونكَ لا تعرف شيئاً عني جعلك تخسر ..
اجابت المكالمة ليسمعا كلاهما صوت جايسون السعيد :
- ريس ، انتِ حتماً أفضل قرار اتخذته في حياتي ، لقد استطعنا ولأول مرة هزيمة pacific club .. وهذا بفضلك !
- أيُّ شيء لأجلك سيّدي .
قالت بابتسامة لتغلق الهاتف وتنظر لجونقكوك الّذي أنزل سلاحه بصدمة .
- مالذي حدث ؟!!
سأل بضياع لتقهقه متقدّمةً نحوه .
- كنتَ محقّاً .. كنتُ أعمل مع pacific club كجاسوسة لهته العصابة ، إلا أنَّهم لم يعلموا لأيّ طرفٍ أنا منحازة .. عموماً ، لطالما كنت بصفِّ جايسون ، اضطررتُ لاظهار كرهي له في مواقف كثيرة لأكسب ثقة pacific club وحين فعلت أصبحت جاسوسة لدى جايسون ضدهم الا ان جايسون لم يعلم بهذا حتى اخبرته اليوم ، كما أخبرته بأنَّ pacific club سيقومون بعدوان على الحفل ليتخلصوا من اكبر قدر ممكن من المتواجدين ويلقوا القبض عليهم ، طلبتُ منه جمع اكبر قدر من الرجال بشرط عدم اخبارك بحجة انك لا تطيقني وقد تفعل المستحيل لكي تجعل خطتي تفسد وان كان ذلك بغير صالح العصابة وبالفعل قد استمع الي وهته هي النتيجة ، جايسون قد فاز !
- انتِ حقاً .. شيء آخر !
قال بذهول ليبتسم بتكلف مغادراً المكان .
- لن اصدقك ..
قال قبل أن يخرج ليسترسل :
- متأكد من انَّك جاسوسة ولن يهدأ لي بالٌ حتى أثبت هذا .. انا لستُ جايسون يا عزيزتي لأصدق كلَّ كلمة تقال .
______________
وقفت أمام مقرِّ pacific club تقدّمت نحو جهاز الأمن لمسح عينها إلّا أنّ الانذارات بدأت بالعمل لتعقد حاجبيها ويخرج لها جيمين بعد دقائق وخلفه مجموعةٌ مسلّحة تنظر اليها بحقد .
- وبكلِّ جرأة تعودين الينا ؟! اي قوّة قلبٍ هذه ؟ ما هو الفَخ هته المرّة يا ترى ؟
قال ساخراً لتقلّب هي عينيها مردفة :
- اسمع بارك جيمين ، لم اتى لسماع هته الترهات ، احتاج للحديث معك بموضوع جدي وعلى انفراد ..
ظل الاخر ينظر اليها بتعابير باردة تنهدت بانزعاج لتخرج سلاحها وهاتفها وسماعاتها مقدّمة اياهم لفتاةٍ ما تقف خلف جيمين وتتقدم اخرى لتقوم بمسح جسدها بكامله بعصا مضيئة .
اومأت الاخيرة لجيمين ايجاباً ليدلفوا جميعاً للداخل ..
- باشري فليس لديّ وقت كثير ..
قال ببرود لتتنهد بانزعاج .
- اسمع يا قصير ، احتملتك كفاية .. اولاً فعلت ما فعلت ليس خيانة لكُم كما ظننت ..
ابتسم بسخرية لتلاحظه وتزداد حدّتها مخرسةً اياه فجأة :
- اخرس ولا تقاطعني ، ما فعلته كان بصالحنا ، في الواقع ، ذلك السّافل ، جون جونقكوك ، هو يشكُّ بأنني جاسوسة لديكم ، وكما تعلم فهو اليدُ اليمنى للسّاقط جايسون ، ولو أخبر جايسون بشكوكه فلن يتردد الأخير ولو للحظة بتأكيد الأمر في دماغه الذي اشكُّ بتواجده ، لذا قررت فعل هذا ، اخبرت جايسون أنني ضدكم وكنت معكم فقط لأضمن حمايتنا متظاهرة بأنني جاسوسة لديكم .. وبالطّبع هو صدق .. ومهما كان ما سيخبره جونقكوك به الآن كونه ما زال يشكُّ بأمري لن يجعله يصدّق بسهولة ..
ولو كنت قد أخبرتك عن الخطة مسبقاً ما كنت لتوافق .. كما أنَّك قد حررت رجالك الّذين قد أسرهم جايسون في نفس الليلة فلا داعي لسخافتك هته ، حسناً ؟!
ظلَّ يحدق بها جيمين لثوانٍ يحاول ترتيب الأمر برأسه ، مضت دقيقة ليتقدّم نحوها مستنداً على الطاولة مردفاً :
- لكن .. مالّذي يضمنُ لي أن ما اخبرتني به لتوِّك هو الحقيقة ، لا ما قلته لجايسون ؟!
قلّبت عينيها بملل ، نظرت له مجدداً مجيبة :
- تعرف تقريباً كلَّ شيء عن صديقاتي ، تستطيع قتلهنَّ إن كنتُ ضدّكم .
اشار عليها بسببابته بابتسامة ليردف :
- اقنعتني يا فتاة ، سأخبر الرَّئيس ، اعتقد أنَّه سيقتنع ايضاً .. تستطيعين الذّهاب ..
- مهلاً ، الست الرّئيس ؟
سألت بتفاجؤ عاقدة حاجبيها ليقهقه نافياً برأسه مسترسلاً :
- انا يده اليمنى ..
- ياللروعة !
قالت ساخرة ، اوشكت ان تصل للباب ليردف الآخر موقفاً اياها :
- مهلاً ، جونقكوك ذاك ، علينا التَّخلّصَ منه بأقرب وقت .. لتكوني على علم بذلك ..
مشاعر لم تستطع تفسيرها اجتاحتها كانت أشبه بالشعور بالسّعادة .. او ربما التوتر .. كلما في الأمر أن قلبها أخذ ينبض كما لو أنه يريد أن يخرج من قفصها الصّدريّ .
اومأت له ، خرجت بينما أحذ شعورها بالأدرينالين ينتشر في دمها ..
تلك الليلة ولفرط سعادتها قد عادت لمنزلها سيراً على الأقدام وليتها لم تفعل ، لأنَّ أوّل شخص قد رأت وجهه بسبب تأخرها موته السبب في سعادتها ، إلّا أنّها كان بحالٍ يرثى لها .
رفعت حاجبها تنظر اليه باستغراب ، يبدو ثملاً ، واضحٌ أنَّه بقي كثيراً في السيّارة قبل أن يترجل منها ، كان يتظاهر بأنّه طبيعيّ بينما ينتظر المصعد وما استغربته هو عدم تفوهه بحرفٍ معها ، وهذا تماماً ما أكد لها كونه غير طبيعيّ البتة .
فُتح باب المصد لتتقدمه ، نظرت له يقف متردداً كأنّه نسي كيفيّة استخدام المصعد ، همَّ بالدُّخول إلّا أنّه تعثّر فجأة ، أمسكته سريعاً قبل أن يسقط لتبدأ بشتمه .
- ان لم تكن تستطيع تحمّل مسؤولية الثمالة فلمَ أثقلتَ في الشُّرب يا قذر ؟!
- ريس ، خذيني إليكِ ..
قال بصعوبة ، رفعت رأسها تنظر له بلا استيعاب .
- ماللعنة ؟! أجننت يا هذا ؟!
سألته تحاول دفعه بعدما ضغطت على طابق شقته .
- لا ... لا تفعلي .. اريد ان اذهب معكِ ..
ومجدداً قال لتوشك على صفعه ، الّا أنّها هدّأت من روعها قليلاً لتفهم قصده :
- لمَ تريد ذلك ؟! الست تكرهني ؟
- لا .. لا اعلم ، ايرين تنـ..تنتظرني في شقتي ..
- مهلاً ، ماذا ؟!
سألت بتفاجؤ ..
- صديقنا يوقيوم ، جعلني اثمل .. ريس ايرين تعرف قفل شقتي ..
فهمت الأمر لتقلِّب عينيها بازدراء ، فُتح باب المصعد لتدفع جونقكوك نحو شقته مغلقة باب المصعد عليها سريعاً قبل أن يدرك الأمر ، ولم تستغرق ايرين كثيراً لتفتح باب شقته إذ أنَّها كانت تنتظره خلف الباب بالفعل .
______________
- مساءُ الخير ..
حدّثت صديقاتها اذ كنَّ يشاهدن فيلماً ما لتجلس رفقتهن .. مضت عشرةُ دقائق تقريباً ولم تستطع ان تنسجم معهم كون أمر جونقكوك يشغل تفكيرها .. تشعر بأنّ تصرّفها كان دنيئاً وهي تعرف نفسها ، ستظل تفكّر بالامر ان لم تذهب الان وتعالج المشكلة ، ولم ينتبهن اليها صديقاتها الا حينما سمعن صوت باب المنزل يغلق ليدركن أنّها خرجت بالفعل .
وفي اقل من دقيقة كانت تفتح باب شقته بهدوء لتدلف للداخل ، كانت غرفة الجلوس وكذا المطبخ فارغان لذا استطاعت تخمين تواجدهما في غرفة النّوم - وهي صائبة - لتتجه نحوها ..
وقفت لدقائق امام الباب بتردد ، كثير من الاحتمالات والتّخيّلات قد عبثت برأسها ، اوشكت على التراجع عن ذلك لكنَّ فضولها كان أقوى منها ، لتفتح الباب وترى ما خلفه ..
جونقكوك كان يجلس على السرير مسنداً جسده على ذراعه خلفه ويده الأخرى على فخذ المُقتربة منه بشكلٍ زائدٍ والتي تحاول تقبيله على ما يبدو كونها تحاوط وجهه بكفيّها ..
تقدّمت بحنق نحو ذات الفستان الأحمر الضّيق ، التفتت لها الأخرى لتتصنَّع التفاجؤ إلّا أنّه أصبح حقيقيّاً حينما صفعتها الأخرى .
- لا تمارسيِ عُهركِ مع كلِّ الأنام ..
اردفت بحدّة بينما الاخرى ما زالت تتألم من الصّفعة ، ليس ما تحاول فعله مع جونقكوك هو ما اغضبها ، بل ما أغضبها بشدّة هو تذكرها أنَّ عاهرةً مثلها كادت أن تتسبب بمقتل اقرب شخصٍ لها .
- ريس ، وأخيراً أتيتِ !
قال الآخر بابتسامةٍ بلهاء بعد أن فقد قواه مستلقياً على السّرير ..
- لستُ العاهرة ! هو من طلبني ، هو ما زال يحبُّني أنا لا انت والا ما كان ليخونكِ معي أفهمتِ ؟!
صرخت الأخرى وعينيها مليئتان بالدُّموع ، ضحكت ريس بسخرية ، التفتت إلى جونقكوك آمرة :
- قِف عزيزي ..
- لماذا ؟؟
قال بطفوليّة كونه تحت تأثير الكحول لتجيب :
- لأنني أريد هذا ..
ابتسم مظهراً اسنانه ليقف بترنُّح وعينيه نصف مغلقتين ..
- جونقكوك ، انا وايرين أمامك ، اختَر إحدانا ، وتذكّر أنّك ثمل ، لذا تعلم أنني لن الومك حتى ولو نمت مع ايرين .. ولن اغضب او احزن ايضاً ان فعلت ، حسناً حبيبي ؟ الان اختر انا ام ايـ ..
لم تكمل كلامها كون الآخر سحبها بين ذراعيه غارساً وجهه في عنقها ليخرج صوته الثّمل مختنقاً قبل أن يبدأ بالضَحك :
- لا أريد ولا أحبُّ سواك أنتِ .. ايرين عاهرة ..
- والآن هلّا انصرفت من أمامي ومن منزلي كوني أحتاج لأن احظى بوقتي رفقة حبيبي ..
قالت بينما تظهر ابتسامة مستفزّة وهي تربِّت على ظهر جونقكوك ، خرجت الأخرى بدموعها مجدداً لتقوم ريس بدفع جونقكوك فور أن سمعت صوت اغلاق الباب .
- اللعنة ابتعد عني يا سافل ..
تمتمت بحنق ليستلقي هو فوق السّرير ..
- كنتَ مستمتعاً بما كانت تفعله تلك العاهرة هاه !
صرخت بانزعاج .
- ارغب حقّاً بجعل شفتيك تنزفانِ يا وَغد !!
ومجدداً صرخت لتحملق به بصدمة لدى استيعابها لما قالت ..
- اللعنة ! عاهر ، سافل .
هسهست تركل قدمه .. تنفست بعمق لتتقدم بهدوء معدلةً طريقة نومه ، نزعت له ملابسه لتضع فوقه اللحاف تاركةً ملاحظة صغيرة بجانب السَّرير .
* ستكون ممتناً لي لبقية حياتكَ جون جونقكوك ..*
R.H
_____________
استيقظ في الصباح بصداعٍ يفتك برأسه بسبب اثقاله بالشرب ليلة البارحة ، بعثر شعره وهو يتّجه بالحمام ليأخذ حماماً يريحه .
عقد حاجبيه لدى ملاحظته للملاحظة المتموضعة بجانب السرير عند خروجه من الحمام وهو يجفف شعره ، تقدّم ليقرأها .
- ريس ؟!
عقد حاجبيه باستغراب ليجلس مستذكراً كلَّ ما حدث .
- اللعنة !! مالّذي فعلته !
عقله قد ضخّم الأمور وتذكّر اشياءً ليس لها وجود بالفعل بسبب ثمالته الشديدة .
قفز سريعاً ليرتدي ملابسه وخرج من منزله كما لو أنه في ماراثون متجهاً نحو منزل ريس .
طرق الباب لتفتح له بروينوس وفرشاة اسنانها في فمها .
حملقت به بصدمة .
- جونقكوك ؟!
قالت ليخرج صوتها مختنقاً بسبب ما في فمها ، ابعدها سريعاً واتجه لغرفة ريس التي كانت مستلقية على السرير تضعُ قدماً فوق الأخرى وترسم شيئاً ما في كرّاستها على ما يبدو .
دلف للداخل واغلق الباب خلفه لتنظر له بحاجب مرفوع .
- خيراً ؟ امازال تأثير الكحول سارياً ؟
- ريس .. أنا حقاً لم أقصد ما حدث البارحة .. أعني ، لم أكن بوعيي وكلُّ شيء حدث بلا ارادتي .
برر سريعاً لتعقد حاجبيها محاولة تحليل قصده .
- لكن .. مالّذي حدث ؟!
سألت لدى عجزها ليردف كما لو انه طفل يعترف بذنبه :
- تعلمين .. حينما كنتُ أعتلي ايرين ودخلتِ أنتِ .
- آه .. اولاً .. لمَ تبرر لي ؟ ، ثانياً أنتَ لم تعتليها ، هي كانت على وشكِ تقبيلك اثناء دخولي .. هذا اقصى ما حدث بحسب ما ظهر لي .
قالت ببرود ليستوعب هو اخيراً ما يفعله ، ما سبب تبريره لها أساساً .
حدّق بها باحراج لتقلّب عينيها ..
- هلّا جلست قليلاً ؟
قالت بتنهد لتخفف من احراجه الواضح اذ ان الامر لم يكن مريحاً لها .
فعل ما طلبته لتضع كرّاستها جانباً وتقف متجهً نحو أحد أدراجها مخرجةً مجفف الشعر .
وصلته بالكهرباء لتشغله وتبدأ بتجفيف شعره مفاجئة اياه .
- على الاقل جفف شعرك قبل أن تخرج من المنزل بجوٍّ كهذا جون مغفل كوك .
قالت بعد أن انتهت ليلتفت لها ، جلست على السرير وهو وقف .
- أأنتِ معجبةٌ بي ؟
سألها بعد تحديقٍ طال .
- أأنتَ معجبٌ بي ؟
سألته ليعودا للتحديق ببعضيهما .
- لا شيء مستحيل في الواقع .. سوى أن أقع في حبّك .. او أُعجب بك يا مغفل .
قالت لتقلب عينيها وتعود لتستلقي مكملةً ما كانت تفعله قبل ان يأتي هو .
- أرحتني .. خشيت أن اكسرَ قلبكِ حين أقوم برفضك .
قال بعد ان زفر .
_______________
"يتبع"
ريسكوك تعبولي نفسيتي .
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top