فأنتَ


"اسمكَ لا يُشبهكَ بل أصبحَ مُلتصِقًا بي، كأنْ تراكَ صديقتي صُدفةً فأخطُر أنا على بالِها."

_________

- المهمّة الاولى ستكون عليكم التّخلص من هذان المحققان ، التفاصيل في الملفات التي امامكم ، لا تهمني السبل ، ما يهمني هو ان اسمع بخبر وفاتهما في مساء الغد ، هذه المهمّة لجونقكوك والفريق الذي يختاره ، مينا ويونجون ، عليكِما تضليل مجرى التحقيق لدى تنفيذهم للمهمة ، سويون ، عليكِ اطلاق شرارة البدء لاشغال الجميع في قضية اجتماعية ما ، بقيّة المشاهير المتواجدون سيكون عليكم تعزيز الوضع .. ريس ، سيكون عليكِ مساعدة جونقكوك اولاً في التخلص من المحققين وثانياً التأكد من أن كلِّ شيء يسير على ما يرام .
القى جايسون باوامره وكان أمام كلِّ واحد من المتواجدين ملف باسمه يحمل تفاصيلاً لم يذكرها هو نظراً لضيق وقته ، ذهب ليترك كلَّ فريق يتناقش على حدى .

- ريس ، مارك ، جاك ، ليا ، ستكونون معي .. سننفذ المهمّة الليلة .
قال جونقكوك ليجتمع المذكورين حوله .

- لنبدأ بالمحقق كانغ ، التخلُّص منه سيكون سهلاً كونه يعيش وحيداً وقد مرَّ بفترة اكتئاب سابقاً ، سنجعل الامر يبدو كانتحار .
قالت الفتاة لتنظر لها ريس معارضة :

- لكنَّ الأمر لن يكون منطقيّاً كون لا سبب له للانتحار اذ انّه تعافى ، صحته العقليّة لا بأس بها وعلاقاته جيّدة ، على عكس الآخر فحالته النّفسية ممتازة قليلاً ، نبدأ به كموتٍ طبيعيّ كون خلفيته الصحية ليست جيّدة اساساً وعلى اثر موت صديقه ينتحر الآخر بسبب دخوله بفترة اكتئاب ، اقترح ان نبدأ الليلة وننهي امر الاخر بعد يومين .

التفت لها المدعوَّ بجاك ليردف موافقاً اياها :
- اذا ما سمعته عنكِ كان صحيحاً ، أنتِ حقّاً داهية .

مرر جونقكوك لسانه بفمه لينظر لجاك بحاجب مرفوع مردفاً :
- اعتقد أنك تعمل لدى عصابة لا في مجلس نساءٍ تستمع فيه للقيل والقال ..
اي احد له اعتراض على خطة ريس ؟

مرر بصره على الجميع فظلوا صامتين كعلامة على موافقتهم جميعاً ..

____________

- الرجل يعاني من كولسترول مرتفع ، وفرت عقاراً يسبب تجلُّطٍ في الدم ، ولن يظهر اثره عند التشريح ، وان حدث في اسوأ الحالات فسيقوم يونجون بتزوير التحاليل ، كلُّ ما علينا فعله الان هو حقنه ، الا أنّه في اجتماع حاليّاً لذا ، ليا ، ستتنكرين بثياب نادلة وتقدمين له المياه ، سيحتاج العقار وقتاً ليظهر مفعوله لذا نستبعد شكّهم بأن المياه مسمومة كما أنَّهم لو شكوا فسيشكون بالطّعام لا المياه اولاً .

عرض جونقكوك الفكرة ليشرعوا بالتنفيذ ، تسللت ليا لتقوم بارتداء ثياب نادلة وتسير كما تقول الخطة بحذافيرها بينما هم ينتظرون في السيارة ويراقبون ما يحدث بالدخل من خلال اختراق كاميرات المراقبة .

- لكن ماذا لو عرضوا اشرطة كاميرات المراقبة ووجدوا أنَّ ليا لا تعمل في الفندق ؟
تسائلت ريس لينظر لها حونقكوك مجيباً :

- ولهذا مارك معنا .. سيقوم بتعديلات بسيطة على الاشرطة لكيلا يتواجد مقطع ليا .. كما أنَّه مستبعد ان يتفحصوا الكاميرات الا في حالة شكِّهم بأنه قد تسمم .

مضت نصف ساعة ليرون ليا تخرج سريعاً ، ركبت بالسيارة لتومئ لهم بانها نجحت ويبدأ مارك بعمله .

_________________

مضى يومين ليقوموا بالجزء الثاني من الخطّة ، نجحوا بجدارة لتبدأ بعض العقبات في التحقيق بمواجهة مينا ويونجون حتّى تخطوها ، انشغل العالم ليومٍ بقضيّة المحققان حتى أغلقت القضية كوفاة طبيعيّة وحالة انتحار لتبدأ سويون بتوجيه ابصارهم نحو قضية اجتماعية اخرى ، كانت الامور تسير على ما يرام حتّى اتمَّ جايسون عمله وصفقته .

___________

- جونقكوك ، اهتم بشقيقة زاك .. هي في الطابق الثالث .
قال جايسون بجانب اذن جونقكوك ليسمعه جميع المتواجدون حول جونقكوك على الطاولة ، اومأ له جونقكوك ليذهب جايسون نحو شريكه الجديد "زاك"

قلَّبت ريس عينيها بملل ، كلُّ ما يحدث هنا هو سخافة ، هي تنتظر ان يحين الوقت ليأتي جيمين وينهي موضوع جايسون .

ذهبت للمصعد لتصعد لشرفة الطابق الخامس ، وتتحدث مع جيمين كونها فارغة .

تبعها جونقكوك لتتبعهما مينا في بصرها .

- لم تتبعني ؟
سألته عاقدة حاجبيها ليردف بسخرية ممازحاً :

- من قال ذلك ؟ انا ذاهب للاهتمام بالفاتنة شقيقة زاك بالطابق الثالث .

- فلتلحل اللعنة عليكما .
تمتمت بانزعاج واضح ليبتسم بطريقة مستفزّة ، لفَّ يده حول خصرها ليسحبها نحوه رغماً عنها ويهمس بجانب أذنها :

- أرى أن الفاتنة الوحيدة هُنا تشعر بالغيرة .
هي أخذت تحترق خجلاً وما زاد الطين بلّة هي قبلته التي طبعها على وجنتها قبل ان يبتعد ، وبينما هما في لحظاتهما هذه كانت هناك من تحترق وهي تحدّق بهما بحقدٍ واضح وجليّ .

ذهب هو للطابق الثالث لاخت زاك التي اتضح فيما بعد انها امرأة في عقدها الرّابع اما هي فاكملت طريقها للطابق الخامس ..

اتصلت بجيمين .

- اجل جيمين ، الامور تحت السيطرة ، كل شيء يسير كما خططنا له ، ابدأ بتحرير الرّهائن اولاً ، سأرسل لك الموقع .. عليكَ أن تكون هنا في تمام التّاسعة ، هناك مكان لهبوط طائرة بحجم متوسط على سطح المبنى ، سأفتح لكم بوابة السطح في ذلك الوقت .. لن نستطيع فعلها في السابعة حتى نحافظ على حياة الرّهائن ..

- ماذا عن حرسِ زاك ؟

- كُثر ، خُذ احتياطاتك من جميع النّواحي ... وايضاً ، جونقكوك ، لا تقتربوا منه ، اؤكد عليك مجدداً ..

انهت المكالمة لتتجول في المكان حتى تحين الساعة التاسعة .
نزلت للطابق الثالث لتجد جونقكوك يتحدث مع الامرأة ، وقفت بجانب الحائط مقابلةً اياه خلف شقيقة زاك .

انتبه لها ليغمزها بابتسامة غريبة ، قلّبت عينيها ليعود للحديث مع الامرأة .

قررت العبث معه قليلاً لترسل له قبلةً طائرة ، حملق هو بها بلا استيعاب .

- أأنت بخير ؟
سألته الامرأة التي لاحظت شروده عن حديثها لينتبه لها مردفاً :

- آه .. آه ، فقط تذكرت امراً ما .

حاولت الاستمرار بما تفعله الا انه تجاهلها جيّداً ، فاستسلمت بعدها لتذهب وتضيع وقتها بأمور أخرى .

لم تصلها رسالة من جيمين بكونِهم نجحوا في تخليص الَّرهائن لتستغرب الامر ، الا انها كانت بحلول التّاسعة تفتح الباب ، وفور ان فتحته على مصراعيه وجدت جايسون وعدد هائل من رجاله خلفه ، بالاضافة الى زاك .

حدَّقت بهم بصدمة ، مالذي يحدث الان بحق الجحيم وأين جيمين ؟!

- ياللروعة .. خائنة لديَّ في عصابتي .. أعني كيف امتلكتِ الجرأة لفعلِ هذا ؟!
نظرت حولها ، جيمين لم يظهر بعد ، وجونقكوك ليس متواجداً حتى .. ، شعرت برجال يدفعونها للأمام ليمسكَ أحدهم يداها ويقيّدها .

- أوه .. أين هو سيّدكِ ؟يبدوا أنّهم تفاجؤا حينما وجدوا أنَّ الرهائن كانوا متفجرات .. ربما هم الان اما في الجحيم او يندبون حظهم الذي جعلهم يثقون بِك ..

استرسل ، رأت جونقكوك يدخل من جانبها دون ان يعيرها انتباهًا كما لو انها لاشيء ، لا اراديّاً دموعها استباحت وجنتيها ، الا انّها لم تنخلى عن ابتسامتها وهي تنظر له بخيبة .

وقفَ بجانب جايسون ليومئ للرجال خلفها ، شعرت بابرة تحقن بداخلها تزامناً مع غطاءٍ اسود وضع فوق رأسها مغطياً اياه بالكامل .

فقدت وعيها ، آنذاك ..

____________

استيقظت بسبب دلو ماءٍ بارد سُكبَ عليها ، جفلت لتنظر حولها ، كان جايسون أمامها وجميع افراد عصابته على الجانبين ، أعمدةٌ نهايتها مشتعلة كانت على طول الممر امامها ، لوهلة شعرت بأنَها في مراسم تقبين شيطانيّة .

تقدّم جايسون نحوها ليردف :
- لطالما نصحتُ افراد عصابتي بعدم الاغترار بانفسهم ، هذا ما تؤدي اليه الثقة الزائدة .

تلمّس وجهها وهي تحدِّق به بحدّة ، ابتسمت ساخرةً لتردف :
- ليتكَ اسديت معروفاً ونصحت نفسك أولاً فأنتَ أكثر من يحتاجها في الواقع .
شعرت بعدها بصفعةٍ قويّة اسقطتهاً ارضاً مع الكرسي المقيدة به ، هي تحاول جاهدة ان تفّك قيود يديها حالياً .

- لطالما تجاوزت حدودكِ يا فتاة ، لكنني لن اصمت بعد الان .
ابتسم ممسكاً عصا كبيرة كانت ملقاةً ارضاً ليبدأ بضربها بلا رحمة .

استطاعت تحرير يديها من قيود الحبال أخيراً ليبدأ عراكٌ جسديٌّ بينهما استطاعت هي التغلب به نظراً لخفّتها ولياقتها بالاضافة الى صغر حجمها مقارنةً به .

تسببت له بتورُّمٍ في عينه واصابات في اماكن عديدة حتى تدّخل رجاله مقيّدين اياها مجدداً .

- عاهرة !! سأريك ! سأجعل من جثّتك طعاماً لكلابي !!
صرخ بحنق ليعود لضربها مجدداً حتى تحطَّم جسدها .

دلف جونقكوك من بوابة ما لينتبه له جايسون .

- انطر ، انظر الى هذه العاهرة .. تعال .
قال قاصداً جونقكوك الّذي حدّق بمينا فور دخوله ، ليلتفت اليه بعدها ثم ينظر لها .. تمالك نفسه ليتقدّم واقفاً بجانب جايسون ، نظرت له ليردف جايسون مادّاً له بمسدّس :

- لطالما اردتُ اختبار مهاراتك في التّصويب .. خلِّصها من ذراعها .

امسك السلاح مصوّباً اياه نحو ذراعها تحديداً ، كان جايسون يراقبها بحماس ، هي لم يرف لها جفن ، متأكدة تماماً أنّه لن يفعل ، سمعت صوت اطلاق النار لتصدم بسبب رؤيتها لمينا التي سقطت ميتةً بطلقةٍ بالرّأس بجانبها ، تلاشت ابتسامة جايسون ليصرخ :

- مالذي فعلته بحق الجحيم ؟!!

فور ان انتهى حتى اقتحم رجالُ جونقكوك ويونقي المكان من كلِّ منفذ ، وجزءٌ من رجالِ جايسون انضموا اليهم ليدرك أنّه كان محاطاً بالخونة .

اوشك على اطلاق النار على ريس ليشعر بمسدس يرتطم برأسه مفقداً اياه وعيه ، اشار لرجاله بأخذه واحتجازه ليذهب لفكِّ قيود ريس معيداً سلاحه الى خصره ، كانوا وسط اطلاق النار ، والغلبة بالطبع كانت لرجال جونقكوك بقيادة جيمين ويونقي ، الا ان بعضاً من اعوان جايسون كان هدفهم ريس وجونقكوك كَـ "جاك" الذي كان يصوِّب على ظهر ريس ليلاحظه ويسبقه بالاطلاق .

التفت ليعيد بصره لريس مردفاً :
- اصمدي .. ستكونين بخير ..

وقفت لتفقد وعيها على الفور ، التفت يونقي لهما ليصرخ :
- اذهب ، سأحميكما ..

اومأ له الاخر ليحملها ويخرجا من المكان برمته ، وجدا يونجون ينتظر جونقكوك بالسيّارة امام البوابة وليا تجلس بجانبه ، ركبها ليردف :
- الى المقر .

- امرك ..
قال يونجون لينطلق باقصى سرعة لديه ، كان نبض ريس ضعيفاً بسبب الضرب القويّ الذي تلقّته ، هو يكاد ان يفقدها .

- سيّد جاي .. لقد وضعوا جايسون بالمستودع ، هل تأمرهم بفعل شيء آخر له ؟
قالت ليا بعد ان تلقت مكالمة ليومئ لها جونقكوك نفياً ويسترسل :
- فقط اسرع يونجون ، واخبريهم ان يجهزوا طاقماً طبيّاً كاملاً في المقر .

- عُلم .

______________

سابقاً :

- لأجلها لا لأجلي ، احتاج اليكَ في ما انا مقدم على فعله .. حمايةً لها ولجميع الّرهائن ، أعلم أنَّك قائد كتيبة في الجيش .. لكن لاجل  ريس عليك التعاون معي ..
فهل تقبل ؟
سأله ليمدَّ يده بنيّة مصافحته ، نظر له الاخر مضيًقاً عينيه ليردف :

- مهلاً .. انتَ الذي ذهبت معنا للتخييم وكنت مع جيمين ذلك اليوم ، لكن اسمك ليس يونجون !

- جون جونقكوك ، رئيس pacific club .. اليد اليمنى لجايسون وعدوّه اللدود في الان ذاته .

- والرَّجل الّذي يحبُّ ريس ، صحيح ؟
سأله مضيّقاً عينيه اكثر ، ليبتسمَ جونقكوك فيصافحه الإخر بابتسامة :

- لا اعتقد انّ التعاون مع pacific club ممنوع .. لاجل ريس .

- لا وقت لدينا ، هي محتجزة لديهم بالفعل ، جهِّز وحداتك وتواصل مع جيمين وهو سيخبرك بالخطّة .. احتاج للذهاب الان قبل ان يؤذوها .

____________

- انا لم افهم الى الان .. مالّذي حدث بالضبط ؟
سأل جيمين بضياع ، هو لم يستوعب بعد ما حدث .

- لقد اتصل بي جايسون يخبرني انّ ريس جاسوسة وانكم ذاهبون لتحرير الرهائن وقال انه امر بتبديل الرهائن بمتفجرات ، اخبرني انه علم بالخطة كاملة وسينصب كميناً لِريس ، كان علي معرفة من الذي اخبره لذا حينما عدت للكاميرات ادركت ان مينا قد تجسست على ريس بينما كانت تهاتفك لتذهب وتخبر جايسون بكل شيء .. كان صعب ان اواجه جايسون بعدد الرجال الذي جهزته فقط كونه قد زادهم بالاضافة الى رجال زاك ، فطلبت مساعدة يونقي .. وحدث ما حدث .
وضّح له بينما يطرق باصابعه على الطاولة بتوتُّر ، اعلمته ليا بقدوم يونقي ليسمح له بالدخول .

- كيف حالُ ريس ؟
سأل بقلق فور أن دلف ليجيبه جيمين :

- تجاوزت مرحلة الخطر ، وضعها مستقرٌّ الان ، الاطباء يقومون بعملهم في الدّاخل .

اومأ له ليجلس بتعب .

- يونقي ، هل تستطيع اخبار الفتيات بأن ريس ستبقى عندك لفترة ؟ لا اعتقد أنّها سترغب بان يعلمن بما حدث .
سأله جونقكوك ليردف الآخر بارهاق :

- لقد علمن بالفعل ، وأنا في طريقي الى هنا كنتُ متوتِّراً جداً ونابي اتصلت بي كونها قلقة على ريس لانها لم ترد منذ الصباح .. لذا صرخت بها ودون قصد بحت بالأمر ..

تنهد جونقكوك بلا تصديق ، ثوانٍ حتى رنَّ هاتفه .

- اجل هوسوك ؟
اجاب بتعب .

- جونقكوك ، ارجوك ، هل تعرف شيئاً عن مكان ريس ؟ لونا تكاد تموت من البكاء .. بل هنَّ جميعاً ..
قال الآخر وقد كان متورطاً بالفعل ، يستطيع جونقكوك سماع صوت نحيبهن ، خرج الطبيب في تلك اللّحظة ليجيبه سريعاً :

- نحنُ في المقر .
اغلق الهاتف ليقف امام الطبيب باستفسار .

- حالتها مستقرّة الان ، فقط رضوض ، عظامُ الفتاة قويّة ، خوفنا الوحيد هو ان تدخل في غيبوبة .. لذا المسألة مسألة وقت .. ان لم تستيقظ بحلول الغد فسيكون الوضع سيئاً .
قال موضِّحاً ليصفرَّ وجه جونقكوك ، لم يقدر على التفوه بكلمة فتحدّث يونقي :

- ما احتماليّة حدوث ذلك ؟

- لا احتمالات .. أعتذر .
قال الطبيب ليستأذن خارجاً وطاقمه .

دخل جونقكوك للغرفة حيثُ نُقلت ليقف كلٌّ من جيمين ويونقي امام الباب ، تقدّم نحوها ، كانت تبدو نائمةً بسلام .

ركعَ على ركبتيه ، امسك بيدها بقوّة ، اختنق قليلاً ليردف :
- أغضبتِ مني ؟

- آسفٌ لأنني لم أبُح لكِ بالأمر .. لم يكُن عليّ ذلك ، ولكن ..
دموعه بدأت بالنُّزول ، استرسل :
- ولكنني خشيت أن تكرهينني او تبتعدي لأنني اخفيته عنكِ منذ البداية ..
أعلمُ أنني أحمقٌ كبير .. تستطيعين شتمي والحديث بوقاحة كما شئت ، فقط استيقظي .. لم أقدر دونكِ ساعة واحدة فكيف تظنين سأحتمل لو حدث لكِ شيئاً ؟

- جونقكوك .
قال يونقي وهو يضع يده على كتفه ، الآخر يبكي ايضاً لكنّه يدرك أنَّ جونقكوك يتألم اضعافاً في الوقت الراهن .

- يونقي هي صديقتك صحيح ؟ هي تسمع كلامك جيّداً .. اخبرها أن تستفيق وتسامحني .. أنا .. أنا لديّ الكثير لأخبرها به .. أعلم أنني آذيتها كثيراً ، ولكنّها أغلى ما أملك .
قال للآخر كطفلٍ يبكي أُمه التي تركته .

- جونقكوك ، ريس لم تَمُت .. هي ستستفيق ، انها ترتاح الان فحسب ، أعرفها جيّداً ، ليست ممن يستسلمون بسهولة .
قال الآخر بثقة ، رغم قلقه ، الا أنّه متأكد من كلامه .

- لكن .. ماذا لو ارادت ان تعاقبني ؟
سأل بضياع .

- لديها أساليب أخرى لمعاقبتك ، هي ليست قاسية بهذا الحد ، انت تعلم ذلك جونقكوك .
التفت ليحدِّق بوجهها ، استقام ليقابل وجهه خاصّتها ويفصل بينهما انشات قليلة .

- عودي لي .. أحبّك .
همسَ بكلماته ليطبع قبلة فوق شفاهها السّاكنة ، ابتعد قليلاً ليسمع صوتَ ضجّة ، التفت ليدرك أنّهن صديقاتها .

نظر لها ليبتعد مغادراً الغرفة بعد أن مسح دموعه .

- أين هي ؟ كيف حالها ؟؟ مالّذي حدث ؟
فور ان خرج من الغرفة حتّى قفزت ثياكرس امامه ودموعها تبللها .

ابعدها عنه قليلاً ليلتفت للبقيّة مردفاً :
- ستكون بخير .. هي نائمة الآن .. توقّفن عن البكاء ، يجب ان تحظى بالرّاحة دون ازعاج .. تستطعن الدخول ورؤيتها ، بصمتٍ تام .

دلفن بهدوء ، فور أن رأوا جسدها الممتلئ بالكدمات عدنَ للنواح ، خرجت بروينوس بسبب عدم احتمالها للأمر بينما البقية كنَّ حولها .

كانت تغطّي فمها بيدها وتبكي بشدّة .

- أأنتِ بخير يا آنسة ؟
تقدّم نحوها جيمين ليسأل بتوتُّر ، كانت تكتم شهقاتها .

ابعدت يدها عن فمها لتسأل :
- مالّذي حدث لها تماماً ؟ لمَ الكدمات تملأ جسدها بهذا الشّكل ؟

- آ.. جايسون .. لقد ، أعني ... الامر أنّ جايسون هو من فعل بها هذا ..
قال بتلعثم لتنظر له بضياع ، لم تستوعب حرفاً مما قال .

تقدّم يونقي ليشرح لها الوضعَ كاملاً .

- واللعنة اذاً لمَ لم تَحمها ؟! اولست من أقحمها في ذلك ؟!
صرخت وسط دموعها قاصدة جونقكوك تزامناً مع خروج الفتيات من عند ريس ليستغربنَ من كلام بروينوس .

- مالخطب ، بروينوس ؟
سألت نابي بينما تتقدّم نحو الأخرى ، التفتت لها ، اوشكت على الإجابة الا أنَّ جيمين سبقها متفوِّهاً :

- لا شيء ، مجرَّدُ سوء تفاهم ، هلّا رافقتني آنسة بروينوس ؟ هناك شيءٌ هامٌ يجب أن تطَّلعي عليه قبل الحُكم ..
تقدّم نحو بوابة ما في الغرفة ليفتحها فتتبعه بمضض ، تأمل ان يكون شيئاً يقنعها او لن يكون خيراً لجونقكوك .

- ما هذا ؟
تسائلت عاقدةً حاجبيها حينما وضع على طاولةٍ تنتصف الغرفة مجموعة ملفات .

- انظري وستعلمين بنفسكِ ..
قال لتمسكهم وتطّلع عليهم ليسترسل :
- لم يسبق لجونقكوك وأن وضعَ حراسَةً سريّة مشددة على أحد كما ريس .. لم يسبق لجونقكوك وأن خاطر بحياته لأجل فتاة ، لم يسبق لجونقكوك وأن حمى أحداً بهذا القدر كما لو أنَّ حياته تتوقف عنده .. الخطأ كان خطأ ريس ، فلو كانت حريصةً أكثر لما حدث كلُّ هذا .. جونقكوك فعل كلَّ ما يستطيع لتخرج بأقل ضرر ممكن ، لأنّه بالنِّسبة له أذيتها تؤذيه اضعافاً مضاعفة .. هته الملفات بيدك توضح كلَّ شيء .. بل بها تقرير عن كلِّ شخص وكّل بحراستها ..

_____________

- مـياه ..
تمتمت بصعوبة ، حلقها جافٌ تماماً ، تشعر بالالم ينبض في سائر جسدها ، هو كان مستلقيا على الاريكة المجاورة لسريرها ، كان يائساً وكئيباً كون احتمالية دخولها في غيبوبة قد ارتفعت كثيراً وذلك كان يومها الثالث من بعد ليلة الحادثة ، لذا كان سماعه لصوتها أشبه بمعجزة ستجعله سعيداً لقرون .

قفز من مكانه هابّاً نحوها ليحمل كوبَ ماء .
عدّل من جلستها ليجعلها ترتشف قليلاً مما في يده ثمَّ جعلها تستلقي مجدداً وهو ما زال غير مصدِّقٍ لما يحدث .

عَجزَ عن التّفوه بحرف فخرج على الفور ليتصّل بالطبيب ليحضر فوراً كون الممرضة هي الوحيدة المتواجدة في المكان .

وصل الطبيب ودخلَ ليطمئن على حالتها ، اما الاخر فكان امام الغرفة يجلس بتوتُّر وهو يهزُّ قدمه ، اتى جيمين له ليعقد حاجبيه بتساؤل :
- سمعت أنّها استيقظت ؟

اكتفى الاخر بايماءة له دون ان ينظر حتى ، ثوانٍ حتّى استرسل جيمين :
- لقد أخبرت بروينوس والاخريات بالفعل .. اذاً .. هنَّ في طريقهن .
قال ، هو كان يعلم بالفعل أنّها استيقظت .

وصلت الفتيات ليدخلن لغرفة ريس حيث هي والطبيب ..

- الن تدخل ؟
سأله جيمين لينظر له الآخر بضياع .

- ما خطبك ؟
اردف سائلاً لدى ادراكه مدى ضياع الآخر .

- خائف .. جداً .
اجابه ليحيط رأسه بيديه .

- مِمَّ ؟

- ان تكرهني ، ترفضني .. تبتعد عني وتتركني .. خائفٌ من أن ابقى دونها .. بعد أن أصبحت عالمي بأكمله ..
صرَّح عن مشاعره مباشرة ، دون تزييف او تحريف ، ليستغرب الإخر فيجلس ، يعلم أن جونقكوك كانت له مشاعراً نحوها دون ان يدركها هو ، لم يعتقد أنّها قد وصلت الى هذا الحد وقد فاتته لحظة ادراكه لمشاعره ايضاً ، اردف :

- منذ متى ؟ .. اعني ، أنّى لك ان تتعلق بأحد بهذا الحد ؟ منذ متى وأن تسمح بذلك ؟

- ما كان بيدي منع الأمر .. أدركته بعد أن غصتُ عميقاً فاستحالت نجاتي منها .. كانت كدوامة تسحبك للاسفل لتجد نفسك غارقاً بها دون شعورك وادراكك ، وحين تحين اللحظة التي تعي وتدرك بها يكون الاوان قد فات .
قال مسهباً بصره ، يتذكر كلَّ لحظة جمعته بها حتى ترتسم ابتسامةٌ تلقائية على وجهه .. تخصُّها هي وما يتعلّق بها .

- آه .. كمسلسلٍ رومانسيّ اذاً ..
تمتم الآخر ليعقد جونقكوك حاجبيه .

- لم يكن كذلك .. كان أكثرُ شيء واقعيٍ قد حصل لي على الاطلاق .. لم تكن تلك البطلة السّخيفة التي تبكي لأيّة سبب فآتي لأمسح دموعها ، كانت اقوى فتاةٍ أرآها في حياتي ، وجميعنا نمتلك جانباً ضعيفاً ، ما كانت تظهره الّا ان كانت وحيدةً وكنتُ وحدتها .. لم أُحبّها شفقةً أو لجمالها أو حتّى بسبب اعجابي بها .. لا سبب لحبّي لها ، أنا الذي خضتُ في علاقاتٍ بعدد شعر رأسك  ادركت بسببها أنني لم أفهم معنى الحبَّ قط .. لطالما بحثت عن سبب اعجابي بالطرف الآخر في علاقاتي السّابقة وما احتجت للتفكير به لثانية لايجاده ، اما عندها فقد عجزت تماماً .. لم تكن تأبه لحياتها ، كانت تأبه لي بالرغم من عدم امتلاك مشاعرٍ نحوي وان كنت قد آذيتها سابقاً .. احبها أكثرَ من أيِّ شيء او شخص في حياتي ..
انهى كلامه مسنداً رأسه على الحائط خلفه بابتسامةٍ دافئة .

- آه .. ولكن ..
تمتم الآخر مشوشاً ، ليسترسل :
- تعلم أنَّ مشاكلاً كثيرة ستحلُّ على رأسك بسببها .. مشاكلها النّفسيّة سترهقك ..

- لا يهمني ، سأقف بجانبها دائماً .. سأساعدها في تخطيها وان لم تفعل فسأعيش بالطّريقة التي تريدها هي ..

- أشكُرك ..
سمعا صوتاً انثوي ليلتفت كلاهما بتفاجؤ ، فوجدا بروينوس تقف وعلى ما يبدو انها انصتت لحديثهما .

- لأنّك كنت بجانبها دائماً ، حميتها دائماً .. هي متهوّرة ولربما كنا قد خسرناها متذ زمنٍ لولاك ..
لكنّها ..

صمتُها المُفاجئ كان نذيراً بسوء ستتفوّه به ، فانقبض قلب العاشق بتوتّر يتفحّص عينيها علّه يدرك ، الّا انّها استرسلت سريعاً :

- ترفضُ رؤيتك او ذكر ما حدث وما له علاقة بك وبشدّة .
_________
"يتبع"

كله بسبب مشاعر كوكة فديته 🤣🖤🖤

ماخد تصريح اني زعيم كل المجاريح
الى اللقاء
بيببب

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top