الرّابحة
" أنا اغار من عابر فقط عابر, فما بالك بجليس يُحادثك ثُم يبتسّم من بعد .-"
_______
تقفُ امام باب منزله وتضغط على ذلك الجهاز منذ عشر دقائق ، تنهدت لتكتب كلمة المرور وتدلف منزله متجهةً لغرفته .
ضحكة ساخرة اطلقتها حالما رأته نائماً والجهاز يصدر اشعارات بجانبه ، تقدّمت بحنق متناولةً كأس المياة الّذي بجانبه لترش عليه قليلاً فيستيقظ بانزعاج .
- اللعنة ، ماذا ؟!
- وإن حاول فعلَ شيء آخر فَضعيها بجيبكِ واضغطي عليها ، حسناً ؟
اردفت تقلده بحنقٍ وهي متكتّفة .
- أحاول ؟
سألها ببرود بعد ان فهم مقصدها .
- لا واللعنة ، من يستند عليك كأنه يستند على حائطٍ مائل !
صرخت بحنق ليردف الاخر بملل بينما ينزع كنزته الَّتي باتت مبتلّة بسببها :
- اذاً لم واللعنة تضغطين عليه ؟! ثمَّ انني اعرف جاكسون جيّداً ، هو رجلٌ نبيل بالنّهاية ولن يمسّك بسوء ، اعطيتك الجهاز لكيّ تطمئني فحسب .. وايضاً كلّما زادت المسافة بين الجهازين كلّما اصبح صوت الاشعار اعلى ، واللعنة هل هذا كفيل بايقاظي ؟!
قلّبت عينيها لتلقي بمعطفها جانباً بعد أن نزعته وتردف بينما تخرج ثياباً من خزانته :
- سأبات عندك الليلة ، ثياكرس غيّرت كلمة المرور لتجعل الجميع يستيقظن ويستجوبنني .
همهم لها ليردف وهو ينظر لها تخرج كنزة بيضاء طويلة :
- أخبريهم بأمر الخطوبة فحسب ، لا مفرّ منها ، ثمَّ لم لم تذهبي للنوم عند صديقك ذاك ، يونقي ؟!
- لأنه ذهب لليابان لزيارة جدّته ، ولا أحبُّ النوم في منزله لوحدي ، اعتدتُ على تواجده به ، سيكون موحشاً بدونه ولن يقوى عقلي على النوم من كثرة التفكير .
اجابته وهي تقفُ في منطقةٍ لا يستطيع رؤيتها من الخزانة لتنزع ثيابها مرتديةً كنزته فحسب .
- ابتعد .
قالت تدفعه لتستلقي حيث كان نائماً كون المكان أصبح دافئاً ومثالياً بالفعل .
- اللعنة عليّ حين ادخلتك منزلي..
تمتم ليغطي رأسه باللحاف وينام .
________
نقرات على جبينها ظلّت تزعج نومها حتى فتحت عيناها بتعب لتنظر للفاعل والّذي من المؤكد أنّه جونقكوك .
- الرّحمة ! ماذا تريد غامبول ؟!
اردفت بصوتٍ نعس ، عكف هو حاجبيه ليجيب :
- غامبول لعنتك ، أريد أن اتناول الطّعام .
- ريس هاكيت .
اردفت بينما تضع يدها على رأسها بتعب مغلقةً عينيها .
- تشرفنا ، ما لِي باسمك ؟
سألها باستغراب ، للحق هو بالكاد كبت ضحكته على حالتها المزرية حاليّاً .
- اسمي ، ريس هاكيت ، ليس .. جيون سونجي ، ولا حتى جيون ريس .. لذا ، افرنقِع من أمامي يا هذا .
احتاجت ثوانٍ لتذكر اسم والدته الّذي قد رأته بالفعل محفواراً على سواره الفضيّ ليعكف حاجبيه بانزعاج للمرة المليون لهذا اليوم مردفاً :
- لاحظي أنّني حميتُكِ من التّشرُّد وجعلتكِ تباتين في منزلي مرّات عـ...
جلست فجأة معانقةً اياه بشهقةٍ طفيفة اطلقتها ليفتحَ هو فاهُ بصدمة .
- اللعنة يا رجل ! هذا رائع !!
قالت بحماس وهي تخضَّهُ بعنف ليهتزَّ جسديهما .
- أأ.. اعتقد ، حسناً ... اعرفُ طبيباً نفسيّاً ماهراً .. لو احتجتِ .
حسناً هو الان متأكد من خللها العقليّ ، وتأكد أكثر حينما بدأت تقفز على سريره لتقفز فجأة على الأوض وتركض خارج الغرفة ، ظلَّ يحدّق لدقائق بطيفها يحاول استيعاب الوضع حتى تراءت له مصائباً تحلُّ بمطبخه لدى سماعه لصوت الأطباق فهبَّ راكضاً خلفها .
وصل المطبخ ليجدها تضع مكونات عديدة في ذات الصّحن ، كانت تطبخُ بسعادةٍ عارمة مما توضحه ملامحها .
- مالذي بحقّ جنونكِ تفعلينه ؟!!
سألها مشدوهاً لتلتفت اليه لثانية وتعيد بصرها للمكونات امامها مجيبة :
- أعدُّ الطّعام ، (بانكيك) لكلينا .
قالت لتبدأ بسؤاله عن مكان المكونات وهو جالسٌ أمام الطاولة ينتف شعره بيديه ويجيبها .
دقائق حتّى سألته :
- لديك شموع ؟
- ولم عساي ان احتاجها ؟
عكف حاجبيه باستغراب ، يستطيع رؤية (البانكيك) في الطبقين وهو مزين بمربى التوت الأزرق ، لكن مالهدف من الشموع ، همهمت له لتردف :
- لديك أعواد ثقاب ؟
اومأ لها باستغراب ليشير على أحد الأدراج لتفتحه وتخرج علبة اعواد الثِّقاب ، وضعت صحناً امامه واخراً امامها ثمّ ظلّ يطالعها وهي تشعل اعواد الثقاب حتّى أشعلت واحدة ووضعتها فوق (البانكيك) خاصّته والأخرى فوق خاصّتها .
- ماللعنة !!
قال ليطفئ عود الثقاب وتفعل هي المثل لتصفق بعدها .
- لن أركَ لأربعة أسابيع ، أنا حتماً في النّعيم .
اردفت ليعقد حاجبيه بتفاجؤ تمتم بكلمات لم تسمعها ليردف بصوت مرتفع بعدها :
- ستعودين لبلادك ؟
- بل لاسبانيا .
اردفت بعد ان اومأت نفياً ، شرد قليلاً ولاذ بالصّمت بعدها .
__________
- جيّدٌ أنّك تذكرتِ أن لديكِ منزل ، سنخرج للاستمتاع وأنتِ عليكِ تنظيفه كوننا سنغادر غداً ، وطبعاً لكونك لم تمسي قشّة منذ أربعة أشهر ، تنظيفاً ممتعاً .
ادرفت نابيولا بينما تضع في يدها مكنسة بينما هي لا زالت تقف أمام الباب .
قلبت عيناها بانزعاج بعد خروجهنّ جميعاً ودلوفها لتصدم بالحالة الكارثيّة للمنزل ، لقد دمّروه عمداً هي متأكدّة .
- جايسون .
قالت بعد أن اجاب على هاتفه ليردف هو بصوت أجش بعد أن قلّب عينيه :
- جاءت المصائب ، ماذا تريدين ؟
- نظّف لي المنزل .
اردفت بأسى مفاجئة الآخر .
- وهل تظنينني ساندريلا او مصباح علاء الدين يا فتاة ؟! ثمَّ .. لاحظي أنني سيّدك وأشهر رئيس عصابة في القارات جميعها !
قلّبت هي عيناها من تفاخره المبالغ به لتردف بانزعاج لغبائه :
- اكيد لا أعني أن تأتي أنت لتتظفها ، وكما قلت كونك أشهر رئيس عصابة لن يصعب عليك ايجاد عاملة لتنظف المنزل !
- ولم عليّ أن اجد لوقحة مثلك خادمة ؟ ثمَّ لن تجدي لعينة في وقت قصير ، دون الحجز المسبق الأمور لن تجري .
اردف بضحكة ساخرة لتجيب هي بنبرة مستفزّة :
- لا تجلب خادمة حقيقيّة ، فقط احد رجالك سيفي بالغرض ، وايضاً أنتَ لن ترغب في أن يعلم عزيزي جاكسون بأمر ارهاق خطيبته صحيح ؟ ولا أرغب في التأخر عليه كوننا سنسافر لاسبانيا في صباح الغد والمبيت لدى والده وزوجته لفترة .
- ماللعنة ؟!! متى حدث هذا ؟!
سأل صارخاً لتردف هي ببرود :
- انتظر العاملة .
اغلقت الهاتف ملقيةً اياه لتجعل الآخر يلقي سيلاً من الشتائم عليها ، وذهبت تنتظر في غرفتها النَّظيفة ريثما يأتي أحد .
بضع دقائق حتّى رنَّ الجرس واصبحت مذهولة من سرعة جايسون .
- أنتَ !!
قالت بتفاجؤ حالما فتحت الباب ووجدت جونقكوك بملامح ممتعضة امامها ليدلف بعدها مخلّفاً اصطداماً بينهما .
- اللعنة عليك وعلى جايسون وعلى جاكسون ذاك وعليّ أنا الّذي راهنت مع ذلك الوغد .
اردف بحنق لتفهم كونه العاملة الّتي أرسلها جايسون .
- اتبعني . قالت آمرة ليفعل بتذمر .
عانقته تربط المئزر حوله لتردف بعدها بينما تعطيه المكنسة وأدوات التنظيف :
- انظر ، هذه ادوات التنظيف ، نظف المنزل وأنا سأنظف غرفة بروينوس كون السّافلة دمّرتها تماماً ، ساستغرق وقتاً طويلاً بها .
قلب عيناه بملل ليتمتم :
- لا يهم .
وذهبت هي لغرفتها التّي ادّعت بكونها غرفة بروينوس لتشَغل اصوات تكسير وتنظيف على السّماعة وتجلس هي لتشاهد فيلماً ما بينما تضع سماعات اذنها .
_________
صوت طرق قويّ على باب غرفتها ايقظها من نومها لتنظر للساعة فوراً وتجد أن خمس ساعات قد مضت بالفعل ، سمعت بعدها صوت جونقكوك يردف :
- ريس ، ألم تنتهي بعد ؟!
- هل فعلت ؟
سألت بصوت مرتفع كونها لا تريد الخروج قبل ان يفعل وصوت التنظيف قد انتهى بالفعل ليردف هو بنعم ، فاعتدلت لتفتح له الباب .
- كنتِ نائمة ؟!
سألها عاقداً حاجبيه بتجهم لدى ملاحظته لعيناها الناعستين فاردفت بعدها :
- في الواقع ، قبل نصف ساعة ، ارهقت قليلاً ولا اعلم كيف نمتُ وأنا جالسةٌ على الأرض .
اردفت وهي تستطيع ملاحظة لمعان المنزل من خلفه ورائحة النّظافة الّتي تفوح منه ، وبالطّبع هو لم يفعل هذا لوحده فقد اتصل بآخرين بعد نصف ساعةٍ فقط من عمله ليساعدوه .
- لا بأس بعملك .
اردفت مخفيةً انبهارها ليصرخ الأخر بصدمة :
- ماذا ؟!!
افزعها لترتدَّ للخلف مصطدمةً بالسّماعة التي وقعت ليعاد تشغيل اسطوانة التنظيف ..
حملقت به بصدمة بينما عقد هو حاجبيه يحاول تحليل الأمور .
- مهلاً مهلاً .. هذه صورك الّتي هناك ..
اردف وهو يشير لمجموعة صور بحانب السّريرليسترسل بعدها :
- وأنا قد نظّفت غرفةً بها صور بروينوس بالفعل..
كما أن هذا ذاته صوت التنظيف منذ ....
- حسناً حسناً كنت اشاهد فيلماً هنا ونمت بعدها ، هل لديك مانع ؟!
قاطعته بسبب فرط توتُّرها ، ليبتسم بعدها بحنق مردفاً وهو يتقدَّمُ نحوها لداخل الغرفة :
- قطعاً .
اصبح بالداخل وهي بمنتصف الغرفة ، اقفل الباب خلفه ليسترسل :
- لكن .. عملت كثيراً كما تعلمين ، احتاج لمكافأة اتعابي .
أخذ يتقدّم نحوها ببطئ بذات الابتسامة وهي تتراجع بخوف :
- وتعلمين ما هي مكافئتي ؟ ... دموعك .
اصبحت امام السّرير مباشرة ليردف وهو يدفعها :
- ستندمين .
اعتلاها بعدها ليردف وهو يرتب خصلات شعرها مردفاً :
- وما هي أسهل طريقة لجعل فتاة تعاني فوبيا الشبق تبكي بحرقة ؟!
- ابتعد .. ارجوك ، ليس هذا !
تمتمت بخوف تحاول ابعاده ، تستطيع رؤية الجموح في عينيه واصراره ، وهذا ما يخيفها أكثر .
- لم تحزري .
يده تسللت لظهرها نازعاً رباط كنزتها ليبعدها بكاملها بعدها .
- توقف !
صرخت بينما دموعها بدأت بالانهمار ، قهقه هو مردفاً :
- هذا ممتع !
قبّل وجنتها ذقنها وحتّى رقبتها .
أخذت تسحب ملاءات السرير وجسدها يرتجف ، ذكريات بدأت تتسرب الى عقلها وتخيلات زادت الأمر سوءاً .
- ارجوك ، اي شيء الا هذا .. ابتعد عني لا تلمسني .
قالت بهمس ضعيف وهو مستمرّ .
- ابعده عني.
بأضعف نبرة وما تبقى لديها من قوّة أردفت مغلقةً عينيها بشدّة ليتوقف هو ، ابتعد عنها مردفاً بينما يعقد حاجبيه :
- من هو ؟
فتحت عينيها لتهرب لإحدى زوايا الغرفة بفزع بينما تغطّي جسدها بيديها .
- لا تلمسني ، ابتعد عني .
ظلّت تهمس بهاتين الكلمتين مسهبةً بصرها في الفراغ بينما تدقع نفسها للحائط كما لو أنها تريد أن تلتحم به .
وقفَ هو بنيّة الذّهاب اليها و قفزت هي فجأة خارجةً من الغرفة بلمح البصر ليتبعها حيث اتّجهت الى دورة المياة تفرّغ ما احتوته معدتها والّذي بالكاد يكون كأس ماء .
- اللعنة !
همس لدى رؤيتها تتقيأ ليتقدّم سريعاً مبعداً شعرها عن وجهها ومربتاً على ظهرها العاري .
انتهت من افراغ ما بجوفها لتنهار بتعب ، لم تعد تقوى على الوقوف ، بل لم تعي شيئاً من حولها .
اسندها لتقف وتقدّم نحو المغسلة ليغسل لها وجهها الشاحب شديد الاصفرار .
كانت كالجثّة لا تستطيع حتى الوقوف باستقامة ، تميل عليه حتّى انه لو سقط فستسقط دون تردد .
حملها وهو يلعن نفسه ، لم عليه أن يكونَ نادماً في كلّ مرّة يؤذيها ، رغمَ أنّه أساساً لم ينوِ التمادي أكثر ، فقط نزع كنزتها وقبل وجنتها وعضدها ، وهذا برأيه ليس بالأمر الكفيل لجعل حالتها بهذا السوء ، فقط خوف يمنعها من العبث معه مجدداً كما أنّه لم يحدث لها شيئاً حينما قبّل شفتيها .
جعلها تستلقي على السّرير ليجلس بجانبها حتّى عانقته متمتمةً باسم يونقي بسرعة .
- اللعنة . همس لدى معانقتها له ليتنهد بقلّة حيلة ، تقبل الأمر كعقاب له على فعلته ليمسح على شعرها حتّى تسترخي وتنام بعمق .
لدى جلوسه الطّويل لاحظ رائحة شعرها المميزة ، اقترب مشتمّاً اياه وكم كان وقته خاطئاً لدى دخول الفتيات الى غرفتها .
- ريس و .. جونقكوك !!
همست ثياكرس بصدمة ليطالعهنّ هو بصدمة لا تقل عنهن .
حسناً ، وضعيّتهما وعدم ارتداء ريس لكنزتها لا تمنح لحسن الظّن بعلاقتهما أيّةُ مجال ، كما أنَّ بضعة الأزرار المفتوحة من قميص جونقكوك كونه كان يعمل قد زاد الطين بلّة.
- انتما ... تـ..تت ... واللعنة هل كنتما ت.. آه الهي لا استطيع قول كلامٍ بذيء كهذا !
لونا وهي تصرخ تارة وتهدأ اخرى قالت .
- الم تكن ريس تعاني من فوبيا الشّبق أصلاً ؟! كيف لها أن تفعل هذا ؟!
قالت بروينوس لتوكزها ثياكرس كون هذا شيء لا يجدر بها التصريح به بهذا الشكل امامه .
نظر هو لريس متمنياً استيقاظها لتنقذه من هذه الورطة ، لم يدر مالّذي عليه قوله ، فتنهد بقلّة حيلة .
- لا بأس ، لكننا نريد تفسيراً يقنعنا ما ان تستيقظ ريس ، لا بد وأنها ارهقت كثيراً .
قالت ثياكرس مخرجة الفتيات من الغرفة لتخرج خلفهنّ .
تنهد هو بقلّة حيلة مريحاً رأسه على وسادتها لينظر لوجهها :
- أنتِ تصعّبين حياتي ..
قرر بعدها العودة لمنزله وقد أخبر الفتيات بأنّ ريس ستشرح لهنّ ما ان تستيقظ .
- استيقظتي أخيـ.. ريس أأنتِ بخير ؟
أردفت ثياكرس بقلق بعد ملاحظتها لحالة ريس السَّيئة ، وجهها شاحب جدّاً .
- آه ..
تمتمت بها دون النّظر لوجه أحد ، عانقتها ثياكرس بقلق وأخذت تربّت على رأسها .
- لا أشعر بذلك ، مالخطب ؟
تمتمت لتتنهد الأخرى محاوطةً ثياكرس بذراعيها .
- انا بخير الان .
ابتسمت بدفئ لتشعر بها الأخرى ، كما أنهنَّ نسين موضوع جونقكوك بعد هذا وسؤال بروينوس :
- الى اين انتِ ذاهبة ؟ سنسافر بالغد !
نظرن جميع الفتيات لحقيبة السّفر خلفها وثياب الخروج التي ترتديها .
- هذا .. سأسافر اليوم ، هناك بعض الأعمال العالقة لديّ ، سأزور معرضاً فنيّاً في اسبانيا ، سآتي للبلاد لأسبوع ونعود معاً الى هنا ، حسنا ؟
قالت كذبتها التي يصدقونها ، كونها فنّانة جعل الامر سهلاً عليها .
__________
- مرحباً .
عانقته بابتسامة ما ان رأته ينتظرها في المطار كونه أرسل أحد رجاله لأخذها .
- يا أهلاً بملاكي ، خذوا حقيبتها لطائرتي .
رحبَ بها وامر رجاله ، ليمسك يدها بعدها ويتجهان لطائرته الخاصّة .
- مستعدة للقاء والدي ؟
سألها بابتسامة لتومئ له ايجاباً مبادلةً اياه الابتسامة وتردف بعدها :
- لكن جاكسون .. اشعر بالتّوتر قليلاً .. اعني ، ماذا ان لم ارق والدك او زوجته ؟
تسائلت بنبرة هادئة وملامح خائفة ليقهقه هو محاوطاً كتفها :
- والدي ، بغضّ النظر عن طبيعة عمله ، الا أنّه شخص يحترم ويقدّر النّساء ، اما زوجة أبي فلا كلمةً لديها ، لن تتجرأ عليكِ بحضرتي ، انتِ استرخي فحسب عزيزتي .
________
- ماللعنة التي تحدث جايسون ؟ كيف تسمح لريس بالذهاب مع جاكسون ؟!
سأله بصراخ وحنق ، غضبه عارم منذ معرفته بذهابها رفقة جاكسون .
- وماذا تريد مني أن افعل ؟ اخبر السّيد جاكسون أنّها عميلتنا ولن نسمح لها بالسّفر رفقتك لأنّها أساساً لا تحبّك وقد تفعل شيئاً يدمر حياتنا ؟ ليحرقنا والده بعدنا جميعاً ، اهذا ما تريده جونقكوك ؟!
اجاب الاخر بصراخ ، غضبه لا يقلّ عن جونقكوك الا أن سببه مختلف .
- واللعنة هي ستدمرنا بافعالها الطائشة !
قال الاخر ملقياً بتحفةً زجاجية على مكتب جايسون الذي ينتف شعره .
__________
- تلك الغبيّة تظنّ أن باستطاعتها العبث مع جايسون ! ستحرق نفسها !!
اردف بحنق.
- أنت من منحتها الثّقة الزائدة فالتتحمل العواقب .
اردف اللّطيف بابتسامة باردة بينما يضع قدماً فوق الأخرى على الطاولة .
- اخرس جيمين ، تنقصني أنت !
اجابه الاخر بحنق .
- اذهب ونَم يا صديقتي حتى تعود ، لكن لن أضمن أنَّك ستستيقظ في هذه الحالة .
اردف ساخراً ليصرخ الاخر بوجهه .
- لاحظ انني رئيسك بارك جيمين .
قال بابتسامة حانقة ليجيب الاخر بسخرية لاذعة :
- رئيس مؤخرتي ، صديقي العزيز .
_________
- عزيزتي ، استيقظي ، لقد وصلنا .
قال موقظاً التي تنام على كتفه ، حكّت عينها وفتحت الأخرى لتردف بصوت ناعس :
- حقاً ، مالوقت الان ؟
- الثانية ظهراً .
اردف بابتسامة لتوسع عيناها بتفاجؤ ، واسترسل هو :
- هيّا ، حماكِ وزوجته بانتظارنا .
ابتسمت له مومئة لينزلان من الطائرة مباشرة نحو السيارة التي تنتظرهما .
- سأريك اسبانيا باكملها اعدك بذلك .
اردف بسعادة لتهمهم له وتقول بعدها باندفاع :
- اريد الذهاب غداً لمتحف غوغنهايم بلباو ومتحف برادو وجميع المتاحف حوله .
عقد هو حاجبيه باستغراب دون ان يزحزح ابتسامته :
- كما تأمرين ولكن ، لم هذا الاهتمام بالفنون ؟
عقدت حاجبيها بانزعاج لتردف :
- الا تعلم أنَّني محترفة بالرّسم ؟ لديّ لوحات عدَّة .
- حقاً !! ارِني .
قال بتفاجؤ ، لم يتوقع هذا .
- احضرت بعضاً منهم رفقتي ، ساريك عندما نصل .. اوه تذكرت ، لدي صور على هاتفي .
قالت لتخرج هاتفه وتريه صور لوحاتها .
زمَّ شفتيه بدهشة ، تمتم بكلمات مديح ليردف بعدها :
- سأحرص على ان تعرض احدى لوحاتك بمتحف غوغنهايم بلباو !
- اتستطيع ؟
سألته ليضحك بتفاخر .
شعرت بكون السيارة توقّفت لتنظر أمامها ، وقد فعل جاكسون المثل بعد توقفه عن الحديث وقوله :
- اهلاً بكِ بقصر مارسيل دي لوكاسو .
فُتحت البوابة الضّخمة بعد ثوانٍ لتتقدم السيارة وسط حقولٍ شاسعة ونوافير من كلِّ مكان ، بالاضافة للبرك الاصطناعية وملعب الغولف ، والتماثيل الّتي لا تعلم من أين تظهر لك .
لم تبدِ هي اهتماماً كبيراً او تفاجؤاً ، فهذا ما قد توقعته بأي حال من السّيد مارسيل .
توقفت السيّارة مجدداً لتنظر من خلال نافذتها وتجد رجلاً في خمسينياته ، وامرأة ثلاثينيّة او في نهاية عشرينياتها بجانبه وحشد من الخدم المنظّم خلفهما .
نزل جاكسون من السيّارة وتقدم نحو الرجل الذي تقدم اليه ايضاً بدوره معانقاً اياه .
- يا اهلاً بصغيري !
- اشتقت لكَ أبي .
- وانا ايضاً ، اذا اين هي الحسناء ؟
- متشوقة لرؤيتك أبي .
قال كلماته لينظر لأحد الرجال فيفتح لها باب السّيارة لتنزل منها وتتقدم نحو الرجل الذي من الواضح جدّاً انه مارسيل والد جاكسون .
في كلّ خطوة تخطيها تضطرب نبضاتها اكثر ، هي خائفة مما قد يحدث بحق ، فلا مجال للهرب الان سوى بالموت .
تقدم مارسيل نحوها ليصافحها مردفاً :
- سررت بلقياك ، آمل ان تكوني فتاةً صالحة لابني .
- يشرّفني هذا سيّدي .
قالت بلباقة وابتسامة ، لمحت بطرف عينها العشرينيّة والتي استطاعت الاصابة بكونها زوجة والد جاكسون تنظر بملامح ممتعضة .
ابعد يده ليردف :
- لا داعي للرسميات بيننا ، واقدم لكِ ، زوجي صوفيا ، وهؤلاء الخدم تحت امرتك .
تقدّمت نحو صوفيا بابتسامة هادئة لتمدّ يدها لها بنيّة المصافحة إلّا أن الأخرى لم تتخلى عن عقدة يديها لتصافح ريس .
- صوفيا !
زمجر والد جاكسون باسمها لتصافحها سريعاً وتدلف للبيت بعدها .
_________
- اذهبي انت الى جناحك ، ساوافيك بعد قليل .
اردف فور رؤيته لزوجة ابيه تتقدم نحوهما ، اومأت هي له ايجاباً متجهة نحو جناحها الذي قد ارتاحت فيه مسبقاً لدى قدومها .
تقدم هو نحو زوجة ابيه ساحباً اياها من رسغها نحو زاوية فارغة محاوطاً اياها بينه وبين الحائط .
- افقدت عقلكِ لتعامليها بهذا الشكل ؟!
سألها بحنق لتقلب عينيها مردفة :
- جاكسون ! انت تعلم كم احبك ، هل حقاً ستتزوج هذه الطفلة !!
قالت بنبرة حزينة واضعة يديها على صدر الآخر .
- اجننتِ ؟! أنتِ زوجة والدي !
اردف مبعداً يديها لتهمس :
- زوجة والدك ؟! والذي حدث بيننا ؟! جاكسون اعلم أنّك تحبني .
قالت باصرار ليقلب هو عيناه بغضب :
- كانت مجرد غلطة ! انسي الامر واحذرك من تكرار هذا مجدداً .
قال دافعاً اياها لترتدّ مصطدمةً بالحائط ، واخذت تبكِ بعدها ، بينما هو اتجه نحو جناح الّتي قفزت سريعاً الى سريرها فور تحرّكه بسعادة عارمة .
_____________
"يتبع..."
البارت الجاي سدمه
ملاحظة : الكلام اللي باول مل فصل مب مكتوب عن عبث 🙂
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top