With me .
- سأختارك دائماً وكأنّك الوحيدُ والأبديّ .
_________
- اين جونقكوك ؟
سالت بروينوس لدى وصولها لتجيب ثياكرس الجالسة بجانب سرير ريس النّائمة :
- ذهبَ ليجلبَ لها حاجياتها سيعود قريباً .
همهمت بروينوس بينما تضعُ حقيبتها على اريكة مجاورة ، اقتربت من ريس ماسحةً على رأسها .
- ماذا عن نابي ؟
سألتها مجدداً بعد ان التفتت لتجيب :
- ذهبت لتجلب لنا قهوة ..
همهمت لها بروينوس ، اوشكت على الجلوس لولا اقتحام الغرفة .
- ريس !
هتفَ شابٌّ تعرَّفتا عليه جيّداً ليركض نحوَ المتمددة على السّرير بقلق يتفحّصها .
- دومينيك ..
تمتمت ثياكرس بتوتُّر ، نظرت لخارج الغرفة لتجدَ رجالاً مسلّحين ونصفهم دلفوا الغرفة بالفعل .
استفاقت الاخرى بسبب تحريكِ الشّاب لها لتنظر له وتعقد حاجبيها لدى استيعابها .
- أخي ..
همست بضعف ، نظر لها ليردف :
- انتِ لن تبقين ثانية واحدة في هذه البلاد ، هيّا جئنا لأخذك .
قال بحزم لتنظرَ حولها ، رجالٌ مسلَّحين لا تدرِ كيف دخلوا للمشفى حتّى لكنّها لم تستغرب ذلك .
تقدّمت ممرضة يبدو انّها اتت مع شقيقها لتطّلع على الملف الّذي يحوي تقريراً عن حالتها الصّحيّة ومؤشراتها ، ثمَّ تردف مخاطبة دومينيك :
- يمكنُنا اصطحابها ..
اومأ لها لتتقدمَ وتنزع المغذي من يدها .
- لا ، لا تفعل ، اخي لا يمكنك هذا .. اريد جونقكوك .
قالت بتعب تحاول ابعاد يد الممرضة عنها واخذت بالبكاء.
- آه ، حبيبكِ ذاك ، لديه حسابٌ آخر معنا ..
تمتمَ بحنق واضح ليحملها بين يديه ويتّجه خارجاً وهي تحاول منعه بكلِّ قوتها المنعدمة .
- دومينيك ارجوك ، جامعتي وكلُّ حياتي هنا .. لا تفعل هذا بي .
بترجٍّ قالت ليتجاهلها الاخر .
_____________
- اينَ ريس ؟
سأل عاقداً حاجبيه بقلق لدى رؤيته لسريرها خالياً وملامح الفتيات لا تبشّر بالخير .
- اجبنني ..
بحدّة قال لدى تلقيه الصّمت فحسب .
- دومينيك ..
تمتمت ثياكرس ليتذكّر انّ هذا اسم اخيها الاوسط ، عقد حاجبيه سائلاً :
- هذا اخوها ، هل اتى ؟
- لقد اخذها .. الى البلاد ..
بصعوبة قالت نابي ، ليتحرّك الآخر سريعاً .
__________
وصلت الى بلادها الام وكانت الشّمس قد غابت وهي نامت في الطّريق بسبب الحقنة الّتي حُقنت بها ، استيقظت قبل وصولها للمنزل بقليل ، لتدركَ انَّ الاوان قد فات لمقاومتها فتظلّ صامتة .
لاحظ اخيها بكاؤها ليردف ممسداً على كتفها :
- ستتألمين الان ، لكن هذا لصالحك .. تعلمين انّك اذاك لا يهون علي .
ما ان وصلت لمنزل ابيها وفتحَ لها الحارس باب السّيارة حتى اندفعت للداخل حيث استقبلتها امّها بعناق مشتاق .
- هل انتِ بخير يا بنتي ؟ خفتُ عليكِ كثيراً عندما علمت بما جرى .
قالت امّها تربتُ على ظهرها وهي تتفحّص جسد ابنتها الّذي بات هزيلاً .
- أُمّي اريدُ العودة لجونقكوك .. هو .. هو لم يؤذيني صدّقيني ، دعيه يعيدني اليه ..
قالت ببكائها لتعقد والدتها حاجبيها مردفة :
- ذلك هو .. ابُ طفلك المُجهَض ؟
اومأت لها ريس ، لا تستطيع اخبار والدتها انّه زوجها بالفعل فتغضب منها ، لذا اكتفت بذلك .
- اذن هو المتسبب بكلِّ هذا الضّرر ..
سمعت صوت اخاها الاكبر خلفاً لتنظر له مردفة :
- لا .. جونقكوك لم يؤذني ابداً .. ارجوكم صدّقوني ..
اعادت بصرها لوالدتها لتشيح وجهها عنها بلا حيلة ، تقدّمت للداخل اكثر لتردف :
- اين ابي ؟
ثوانٍ حتّى سمعت صوته ينزلُ من الطابق العلويّ مخاطباً ايّاها :
- لا عودة لكِ مع ذلك الشّاب .. لن اسمحَ لك بالتّورط مع رئيس عصابة مافيا ، وفوق كلِّ ذلك اصبتِ مرتين بسببه ، وجعلكِ حاملاً ايضاً وحاولت اخفاء كلّ ذلك عنّا ..
- ابي .. انا احبه .
بضعف قالت ، تقدّم ابيها منها اكثر مربتاً على رأسها قائلاً بحنان :
- لا تبكِ يا بنتي ، من يستحقُّ حبّك لن يؤذيك بهذا الشّكل .. هو فشل في حمايتكِ مرّتين .. لن اسمح بتكرار هذا .
- ابي ، جونقكوك كان يحميني !
باعتراضٍ قالت ليجيب اخوها الاكبر بحدّة :
- وهو من كان يتسبب في اذيّتك .
- لا يهمّ من يؤذيك ، حتّى امّك قد تؤذيك بلا قصد ، المهمُّ من يحاول جاهداً ليحميك ..
بتعبٍ قالت ، انهارت بين يديّ ابيها ليردف :
- حرارتها مرتفعه .
تقدّم اخيها الاوسط ليحملها متّجهاً الى غرفته وخلفه الممرضة .
كانت تبكي في سريرها تدعو لان يكون هذا مجرّد كابوس ، ثوانٍ حتّى دخلت اختها تنظر اليها بأسى .
- ريس ..
همست بحزن على حالها لتنظر لها الاخرى بتعب .
- دوريس .. اخبريهم بان يعيدوني اليه ارجوك ..
بوهنٍ قالت لتجلس دوريس بحانبها مردفة :
- تعرفين اخوتك .. اربعتهم سيقفون في وجهك ..
استكانت الاخرى بيأس ، ثمَّ اردفت :
- أمعكِ هاتفك ؟
- لا ، لقد اخذاه حارسا غرفتك قبل ان ادخل بامرٍ من ادونيس ..
اجابتها لتتنهد الاخرى ، قررت دوريس التخفيف عنها لذا تحدّثت بابتسامة مبتهجة :
- عيدُ ميلادِ ليا بعد يومين ، لقد كبرت هذه الفتاة ، ستصبحُ عاماً ..
- اينَ اليس ؟
تذكرت اختها لدى ذكرها لابنتها لتجيبها دوريس :
- في منزلها ، امي طلبت عدمَ مجيئها لتوتر الاوضاع وازعاج اطفالها ..
- واينَ ابنك "اللا مزعج" ؟
مجدداً سألتها لتقهقه الاخرى مردفة :
- ذهب مع رودس ولان .. هما لم يعرفا عن وصولك بعد .. لكنهما يعرفان كل شيء عدا عن ذلك .
- دوريس .. عندما ياتي جونقكوك اخبريني بهذا ارجوك .. هُم سيمنعونني من الخروج انا متأكدة ..
__________
- نَوَّرتنا سيّد جيون ، بماذا استطيعُ مساعدتك ؟
سأل اخيها دومينيك لدى خروجه للبوابة الرئيسة بعد ان اعمله احد الحرّاس بوصول جونقكوك .
- اين ريس ؟
بحدّة سأل ، هوَ لم يرَ عائلتها مسبقاً سوى بالصّور ، لذا تعرّفه عليهم كان سهلاً .
- شقيقتي لن تكون لك لذا عُد من حيثُ اتيت .
ببرود اجابه الاخر ، تقدَّم جونقكوك ممرِّراً لسانه في فمه ومتخصّراً :
- دعني أصِغها بطريقة اخرى ، أينَ زوجتي ؟
قهقه دومينيك ساخراً ، اردفَ بعدها مُستفزّاً :
- كونها كانت تحملُ طفلك بطريقةِ لاشرعية لن يجعل منها زوجةً لك ، كما انَّها ما عادت تحمله لذا لا تسرح بخيالك بعيداً .
ابتسمَ جونقكوك ابتسامة صفراء لينظر لأحد حرّاسه الّذي ناوله ملفاً ومدّه لشقيقها :
- اعذرني لكنّني لن امسَّ الفتاةَ الّتي احبّها بطريقة غير شرعيّة .. هي زوجتي قانونيّاً ..
نظرَ اخيها للوثائق عاقداً حاجبيه ، لم يتخيّل قط انّ ريس قد تفعل هذا .
القى الملفَ ارضاً ليردف بحدّة ونبرة مُستفزَّة مهدَّدة :
- لن يدومَ هذا الزّواج ، ستطلبُ هيَ منك الطّلاق بنفسها ، عندها سأقتلكَ لو رأيتُ وجهك هنا مجدَّداً .
- سأتغاضى عن هذا فقط لأنَّك شقيقها وأكبر مني .. ولنرى ما اذا تستطيعُ ان تبعدنا عن بعضنا .
بتحدٍ قال جونقكوك ، ثمَّ عاد الى سيّارته ، يدركُ انّه لن يصل اليها بسهولة مع عائلة كهته .
لاحظ اثناء ذهابه لفتاة في ثياب ممرضة تقفُ بالقرب من احدى النّوافذ ليدرك ايّهم نافذتها .
ابتسم لدى تخطيطه لامر .
وقفَ بالقرب من منزل عائلتها ، بين يديه جهازُ تحكم وامامه ارضاً طائرة صغيرة (درون) حمّلها هاتفاً .
- زاجلُ القرن الواحد والعشرين ، انطلق .
قال محرّكاً الطائرة متّجهاً نحو النّافذة الّتي علم بانّها لها .
كانت هي مستلقية بتعب ، استطاعَ رؤيتها بواسطة الكاميرا على الطّائرة ، التفتت هي لدى سماعها لصوتِ المروحيّة لتعقد حاجبيها مستغربة .
- جونقكوك !
همست لدى ادراكها بما يفعل ، انزل الطّائرة لتستطيع هي اخذ الهاتف .
ثوانٍ حتّى وردتها مكالمةٌ منه لتجيب على الفور .
- جونقكوك ، ارجوك خُذني من هنا .. انّهم يحتجزونني في غرفتي وهناكَ حرّاسٌ عليها .
بصوتها المتعب قالت وهذا المه ، تبدو ضعيفة جدّاً حتّى انّها لم تشفى تماماً من الجرح .
تنهدَ هو ليردف بهدوء :
- حبيبتي .. اهدأي ، ستعودين اليّ أعدك ، لن يقدرَ مخلوق على سلبك منّي .. لكن عليكِ ان تكوني قويّة وتتعافين ، ريس الّتي أعرِفها لن يقدرَ أحدٌ على سلبها حرّيتها ، لذا لا تكوني ضعيفة ، لأجلنا ، تغذيّ جيّداً واريحي جسدك .. حسنا ؟
- أريدُ ان اراك ..
بصوتٍ مبحوح بسبب دموعها المنهمرة قالت ، ابتسمَ هو ليجيب :
- زوجكِ ساحرٌ يا فتاة ، انظري من النافذة ..
بسرعةٍ ذهبت للنّافذة لتراه ، كان يقفُ خلفَ قضبانِ المنزل يلوّح لها وبيده جهاز التّحكُّم بالطّائرة .
- فاتنة حتّى في اسوأ حالاتك ..
قالَ بالهاتف بعد ان لوّح لها ، لتبتسمَ وسط لهفتها :
- سافلٌ حتّى في اسوأ حالاتنا ..
هل لا بأس في القفز من هنا ؟ ستمسكني صحيح ..
بشرود استرسلت جملتها الثّانية ، شيءٌ من الخوف تسلل الى قلبه كونه يحفظُ جنونها جيّداً ليردف :
- ستقفزين كما تشائين .. حينَ يحين الوقتُ لذلك ..
اسندَ الهاتف بكتفه ليحرِّك الطّائرة بكلتا يديه .
- صوتَ اقدام يقترب ، ساغلق .
سريعاً قالت لتلفعل وتخفي الهاتف تحتَ سريرها بخفّة ليُفتحَ الباب فجأة .
- ريس ، ابي يطلبكِ ..
كانت دوريس لتومئ لها ريس وتتبعها نحو غرفة الجلوس .
- تعاليّ يا ابنتي ..
قالَ ابيها مشيراً الى جانبه لتنظر الى جدّها اوّلاً ذو الملامح الغاضبة وتسلِّم عليه ثمَّ تعود للجلوس بجانب ابيها .
نظرت لإخوتها الأربعة ببرود ثمَّ اعادت بصرها لابيها .
- جدُّكِ اقترحَ تزويجك ، ستنسينَ ذلك الشّابّ مع الايّام ، افضلُ شبّان هذه البلاد يتمنّون الزّواج بك .
قال ابيها برزانة لتوشك على اعتراض لولا دومينيك الّذي سبقها :
- لا ابي ، هذا خطأ سيكونُ كما لو انَّنا سنعطيها لأيِّ شخصٍ لننهي قصَّة ذلك الشّاب ..
نظرت له عاقدةً حاجبيها ، لتدركَ انَّ جونقكوك أخبره بأمرِ زواجهما ، ودومينيك حتماً لن يبوحَ بهذا ما دامَ سيجرحُ والديّها .
- لا افهم ، ما مشكلتكُم مع جونقكوك ؟! انتم حتّى لم تستقبلوه حينما اتى ! هل تعرفون شيئاً عنه سوى معلوماتكم المغلوطة ؟!
بحنق قالت ليعقد والدها حاجبيه متسائلاً :
- ومتى اتى ؟ نحنُ لا نرفضُ استقبال ضيوفنا .
ضحكت هي ساخرة تضعُ قدماً فوق الاخرى وتنظر لإخوتها مردفة :
- يبدو انَّ ابنائك قد نسوا من هو ربُّ هذه الاسرة ، هُم يتصرّفون بما يناسبهم دون استشارتك فاسألهم هُم .
نظرَ ابوها لاخوتها بحدّة منتظراً اجابّة حتّى اعترف دومينيك :
- اتى وصرفته ..
- وهل استأذنتي ؟
سأله ابوها وكان الغضب واضحاً من نبرته ليردَّ الاخر منكساً رأسه :
- لكنّه السّافل الّذي فعل كلّ شيء بريس .. ابي ، كيف سنسمحُ له بالجلوس بيـ..
لم يكمل كلامه اذ قاطعه صراخ ابيه :
- انا الآمر والنّاهي في هذا البيت ، وذلكَ الّذي تتحدّث عنه كادَ ان يصبحَ ابَ ابنِ شقيقتك ، لا تتجرأ وتتصرف بلا اذنٍ مني محدداً ، وادعُه الى هنا ، سيكون باستضافتنا الى حين عودته الى بلاده .
استرسل ناظراً لريس :
- لكن هذا لا يعني بتاتاً انّني سأسمح له بأخذك او الاقتراب منك .. فقط اريد معرفة من هو هذا الشّاب الّذي جعلَ متمرِّدة مثلك تستسلمُ له .
منعت الاخرى ابتسامتها السّعيدة من الظُّهور ، نظرت لاخوتها لتخرج لسانها قبل ان يلاحظَ ابيها وجدّها .
- امُّكِ وشقيقتاكِ بالغرفة الأخرى ، لي حديثُ رجال مع هؤلاء الاربعة فاذهبي .
قال مشيراً لإخوتها بحدّة لتذهب سريعاً .
_________
- اشرقت الانوار ، ما بال هذه الابتسامة .
قالت شقيقتها الكبرى بينما تتخذ هي مجلساً بجانب والدتها .
- ابي امر باستضافة جونقكوك عندنا ..
بابتسامة سعيدة قالت لترفع والدتها حاجبها باستغراب :
- ما بالكِ تبتسمين وتلمعُ عيناك بمجرّد ذكر اسم ذلك الشّاب ؟! لم اصدّق يوماً انّك قد تحبينَ احداً بهذا الشّكل قط ..
- سيكونُ بالنّهاية كمؤخرة القرد ، ذوقها رديء منذ الازل ..
علّقت دوريس ساخرة لتردف ريس بابتسامة بينما تعانق الوسادة :
- لا تقولي هذا امام احدٍ يعرفُ زوجك ، جونقكوك مثاليّ .
- الرَّحمة ، مالّذي احببته به ، لقد رأيتهُ بالفعل اثناء قدومي ، كان يبدو قاسياً .. وَ ... حسناً مُخيف ايضاً.
قالت اليس تضعُ يدها على قلبها باندهاش .
- جونقكوك ؟ قاسي ؟! بل هو اكثرُ رجلٍ دافئ على وجه هذه الأرض ، صوتهُ عميقٌ حينما يتحدّث واعتقد انّه سيكون مثالياً ان غنّى ، يجيدُ فعلَ كلِّ شيء ، يستطيعُ اضحاكي ، اشعاري بالامان وحمايتي .. كما انّني من كنتُ اعرّض حياتي للخطر ، هو من كان ينقذني دائماً .. لربما كنتُ ميّتة لو لم يكن موجوداً في حياتي ..
ابتسامتها كانت تتسع مع كلِّ مرّة تتذكر فيها شيئاً حوله ، عندها ادركن ثلاثتهنَّ مدى حبّها له .
مضى الوقت باحاديثها مع والدتها واختيها الّذي بدا ابديّ لولا سماعها لصوتٍ تألفه وتحبُّه جيّداً يلقي التّحيّة بالانجليزيّة ، لتهبَّ مقاطعةً حديث اختها للخارج ، رأته لتنهمر دموعها تلقائياً وتشعُّ ابتسامة في وجهها ، ركضت نحوه قافزةً عليه بعناق قويّ بادلها ايّاه حتماً .
اوشكَ اخوتها على ابعادهما لولا نظرات ابيهم الحادّة لهم .
- اشتقتُ اليك اكثر مما تتصورين .
قال بينما يربّت على رأسها ، طبعَ قبلة على وجنتها بعد ان ابعدها قليلاً ليردف :
- هل تتألمين ؟ كيفَ اصبح جرحك ؟
وضعَ يده مكانَ الجرح بلطف لتبتسمَ له مومئة مطمئنةً ايّاه :
- بخير .. لا تقلق .
حاوط وجهها بكفيّها يمسحُ دموعها بابهاميه .
التفت لوالدها ليمسكَ يدها جاعلاً ايّاها تقفُ بجانبه .
- كيف حالك ؟
بالانجليزيّة سأل والدها مستقيماً ليقتربَ الآخر مصافحاً ايّاه .
- لا بأس بي ، سيّدي .. ارجو انّك بخير ..
اومأ ابيها ببطئ ليردف مضيّقاً عينيه :
- اذا انتَ من تحبُّ ابنتي .. مالّذي فعلته لتجعلَ متهوّرة ومتمرّدة مثلها ترفضُ احداً غيرك بهذا الشّكل ؟؟
قهقه جونقكوك مخفياً توتُّره من نظرات ابيها باحتراف ليجيب :
- جاريتها .. وحميتها .. وآسفٌ على ما حدث سابقاً ، سأحرصُ على عدمِ ايذاء شعرة منها ولو كلّفني ذلك حياتي ..
اومأ له ابيها ليردف :
- شرفٌ لنا استضافتك هنا طوال فترة مكوثك في هذه البلاد ، لكن سأكون واضحاً منذ البداية ، ريس لن اسلّمها لأيّ رجل ، وبعدما حدث لا استطيعُ الوثوق بك لأكون صريحاً .. وايضاً ممنوعٌ عليكَ لمسها كما حدث منذ قليل .. ارجو ان تبقي مسافة امان بينك وبين ابنتي ، انتَ هنا الان بصفتكَ ضيفي لا بصفتكَ معشوقها .. وضيوفي يمنعُ عليهم النّظر لنساء منزلي حتى ..
________
- ريس ! انَّ دومينيك وحبيبك يتعاركان في السّاحة الخلفيّة.
قالت دوريس بصوت مرتفع خائف ما ان دخلت الى غرفة الّتي كانت جالسة تدرسُ بسلام .
- سحقاً !
تمتمت لتستقيم راكضةً لمكان العراك .
وجدت هناكَ ابيها واخوتها واقفون يطالعون ما يحدث بهدوء بينما زوجةُ أخيها تنظر نحوهما بخوف .
- ابي ! اوقف هذه المهزلة ..
قالت مخاطبةً ابيها لينظر لها مربّتاً على كتفها .
- هما من ارادا ذلك ، لا تخافي دومينيك لن يقتله .
ضحكةٌ ساخرة اطلقتها لتردف :
- لستُ خائفة على جونقكوك بقدر خوفي على دومينيك كوني اعرف كلاهما ابي ..
التفتت في نهايةِ جملتها لتجد جونقكوك موشكاً على لكمِ الآخر في منتصف وجهه الّا انّه ابتسم وتركه قبل ان تتفوّه بحرفٍ حتّى .
اقترب من اذنِ أخيها وهمسَ بشيء تاقت لمعرفته .
- انا فُزت ، يبدو انّني سأخبر العائلة بامر زواجنا ..
تركه ليلتفت نحو ريس ووالدها بابتسامةٍ واثقة .
ظلَّ أخيها ينظر نحوه بقلق ، ما ستواجهه عائلتها ان كشف هذا الامر ليس سهلاً كما يرى .
- آسفٌ على ما حدث سيّدي .
خاطب والدها ليومئ له بأن لا بأس مردفا :
- ما حدثَ كانَ بموافقتكما ..
بالمناسبة ، من الجيّد انّك اتيتِ .. لقد تقدّم شابٌّ لخطبتك ، سيأتي الليّلة مع عائلته .
خاطب ريس بعدها لتحملق به مشدوهة ، اقتربت منه اكثر تقول بشيء من السخرية :
- ابي ، هل تمزح معي ؟! انتَ تعلمُ رأيي بهذا الخصوص .
- لا نقاش في هذا ..
ببرود قال ودخل الى المنزل ليجلس رفقة بقيّة العائلة .
تبعتهُ هي راكضة ليتبعها جونقكوك بهدوء ، تقدّمت اكثر نحو ابيها مردفة بانزعاج :
- نحنُ لسنا في العصر الجّاهليّ لتزوّج ابنتك من رجلٍ لا تحبّه رغماً عنها بالرغم من معرفتك بالرجل الذي تحبّه ، كما انّك لا تستطيعُ تزويجي بلا موافقتي ولو على جثّتي لن اوافق على الزّواج من احد غير من احب !
رفع احد حاجبيه ناظراً لها ليردّ :
- عندها سنذهب لنعيشَ في مكانٍ حتّى اكبرُ رأسٍ في المافيا لن يعثر عليه ، لا تنسيّ من هي عائلتك ريس ، كما انّه من حسن حظّك انَّه لم يعلم احد بامر طفله المُجهض ..
هزّت رأسها غير مصدقة ، دموعها انهمرت من محجريها لتردف بضعف :
- منذُ متى وانت تتصرّف هكذا ؟! ابي .. لم تكن قاسياً هكذا البتة ..
لم تفعل هذا بي ؟!
اوشكت على الانهيار ليمسكها من خلفها فيردفَ ابيها بحدّة :
- اخبرتكَ يا ضيفي العزيز انّكَ ممنوعٌ من لمس ابنتي ، الم اكن واضحاً كفاية ؟!
جونقكوك قد ضاق ذرعاً من هذا فأردف بشيء من الحدّة :
- لا أحد يمنعني من لمس زوجتي .. ولا اعتقدُ انّ هناكَ شيءٌ قد يسمحُ لها بالزّواجِ من رجلين .. لذا من فضلك توقّف عن هذا ..
كلامه نزل كالصّاعة على جميع الحضور التفتت هي له ليومئ لها مطمئناً شادّاً وثاقه على كتفيها .
هبَّ اخيها الاكبر نحوهما موشكاً على سحبها من شعرها الّا انَّ جونقكوك اوقفه .
- المعذرة ؟ قبل ان تكون زوجتي او ان تكون مريضة حتى ، هي اختك ، بأيّ حقٍّ تحاول ايذاءها بهذا الشّكل ؟!
ضحكَ الاكبر بحنق وشيء من السّخرية مقلّباً عينيه ليعيد بصره لجونقكوك مردفاً بحدّة :
- اختي ؟! هل تعتبر نفسها من العائلة حتّى ؟! تتزوج دون معرفتنا بوجودك في حياتها اصلاً ، بل وتحمل خطيئتك .. اي اختٍ هذه ؟!
- تدخّل بابنتك ، موافقتكَ على الزّواج من عدمها لا تؤثر بشيء اصلاً ، والدها وحده من يتدخل ، كما انَّ الخطأ خطأي .. لقد تزوّجت منها لأنّني خفتُ ان اخسرها ، لربما لو احببتَ انتَ زوجتكَ بهذا القدر ايضاً وفعلت المثل لتغيّرت وجهة نظرك ، لذا لا تنظِّر عليها وانتَ لم تكُن في مثل حالتها .. وبالتّأكيد هي لم تكن سعيدة بذلك .. كما انّ زواجنا كان مدنيّاً ، اي لم نقم زفاف وقلّة من علموا بأمره .
امّا بالنّسبة لطفلنا فسأتحدّث بصفتي والده
ايّاك ووصف ابني بالخطيئة ، احذّرك من ذلك ، لانني عندها سأنسى انّك أخاها ..
انهى جملته بنبرة تهديديّة ، تدخل والدها قبل ان ينشأ شجار بينهما .
نظر لابنته ليمسح دموعها بكفيّه ، اردف بصوتٍ هادئ محملقاً بداخل عينيها :
- نحنُ أو هو ؟
رفعت بصرها اليه مشدوهة ، هذا آخرُ ما تمنّت حدوثه ، وأصعبُ خيارٍ قد تتَّخذه في حياتها .
اومأت برأسها نفياً ودموعها أخذت بالانهمار ، صوتها بات ضعيفاً .
- أبي لا تفعل هذا بي !
اغلقَ ابوها عينيه بقلّة صبر مع زفيرٍ أخرجه مكرراً لسؤاله .
- ريس ، نحنُ عائلتك أو هو ؟
ابتسم الواقف خلفها بهدوء ، آلمهُ وضعها بهذا الموقف وهو يدركُ تماماً ما يحدث ، لن يكونَ سبباً في بُعدها عن عائلتها مع ادراكه مدى حُبّها لهم .
- هيَ ستختارُ عائلتها .. وأنا أيضاً ، سأختارُ عائلتي الَّتي تتمحور حولها ، لذا .. حتّى لو لم تخترني ستبقى قراري الوحيد .
نظرَ لهُ والدها ليعيد بصره لابنته محاولاً التّأكد مما تفوّه به الواقف خلفها ، ابعد يديه عن وجهها ليردف ببرود :
- اذن .. سترفعين دعوى طلاق ضدّه .
ظلّت هي صامتة تقبضُ كفّها متسببةً بجرحه ودموعها لم تتوقّف عن الانهمار ، الواقفُ خلفها أبى ان يصمت .
- سأرفعُ دعوى ضدّكم .. عنفٌ أُسري وإكراهها على الطّلاق ، هي بعد كلِّ شيء زوجتي .
زمّت شفتيها ، لم يَعُد عقلها يحتمل لتنبس بصوتها الضّعيف محدّثة الواقف خلفها :
- كفى .. أنا لن اتخلّى عن عائلتي جونقكوك ، توقّف أرجوك .
لم تقدر على الالتفات ومواجهته ، هو فقط كان يطالعها بخليط من التّفهم والحزن ، أمّا هي فقد صعدت لغرفتها سريعاً لتفسح لنفسها مجالاً بالبكاء مثلما تشاء .
- أعتقدُ أنَّك سمعت قرارَها .. هي لن تخون عائلتها لأجل رجل .
سمعَ صوت اخيها السّاخر ليقتضب مجيباً ايّاه بحدّة :
- أأنتَ فرحٌ هكذا ؟ سعيدٌ بتألُّمها ؟
أنا عشتُ معها لأكثر من عام ، أنتَ عشت معها عشرون ربما .. لمن المؤسف أنَّ الرّجل "الغريب" بنظرك يهتمُّ لأذى اختك أكثر منك ، بل المؤسف أنّه يعلمُ مشاعرها أكثر منك مع أنَّ كلاكما خرجتما من ذات الرّحم ..
لن أُنكر انّها تأذّت كثيراً .. ولكنّه كان قدراً ، لو بيدي لدفعتُ حياتي ثمناً لكيلا تتأذى شعرة منها ..
أنا متملِّك كثيراً ، وأغارُ عليها بجنون ، لذا أقدّرُ غيرتك على أُختك ، لكن هذا لا يبررُ ابعادها عني ، هيَ لطالما حدّثتني عنكُم وعن حبّكم لها ، لكنَّني أرى هوساً بالسّيطرة عليها لا حبّها
لا تؤذوها بحجّة حمايتها ! لا تفعلوا هذا بها .
صمتَ وسط تحديق الجميع به ليبرحَ منزل ابيها ، هو سيعود حتماً ، لكنّه سيمنحُهم فرصةً ليصلحوا خطأهم بأنفسهم .
___________
- ريس ..
سمعت صوت أخيها بعد ان اغلق باب غرفتها خلفه ، تقدّم نحوها جالساً بجانبها على سريرها لتنظرَ اليه ، دموعها انفجرت لتعانقه فجأة وسط نحيبها تكلّمت :
- دومينيك .. أنا أُحبُّه !
لم ينبس ببنت شفة واكتفى بالتَّربيت على ظهرها ، صعبٌ جدّاً ان يُسلّم اخته لرجلٍ لهُ اعداء كُثر ، وقد تعرّض للخطر معهُ مراراً كما علم ، هو يهابُ فقدها .
- هو .. كان يحميني دائماً ، أنا كنتُ المتهوّرة .. انا من عرّضتُ حياتي للخطر مراراً!
نظَّفَ حلقهُ يَمسحُ دموعها بتريّث بعد ان ابعد وجهها عن صدره ، تنهد بأسى على حالها ، هو لم يسبق له بأن رأى اختهُ ضعيفة قط ، كما لم يسبق له وأن رآها واقعة في حبِّ أحدهم .
- أعلم .. هو شخصٌ جيّد ، ويحبّك كثيراً هذا واضح ، لكن ريس .. بقاؤك معه خطِر .
اومأت نفياً ممسكة بيده الّتي على وجنتها فيما تُسهب بصرها بعينيه :
- لا دومينيك ، جونقكوك سيحميني ، كما أنَّ الخطر قد زال .. أُقسم لك فقط .. أقنع عائلتنا بالأمر ، أرجوك .
تنهد بتعب .
- سأحادث والدي .
________
- كَيف ؟!
طالعته مشدوهة ، أنّى له ان يصل لغرفتها مع الكم الهائل من الحُرّاس في منزلهم وفي هذا الوقت خصيصاً ، الواحدة بعد منتصف الليل !
ابتسم بهدوء معانقاً ايّاها ، هو اشتاقها وان كان يراها .
- دومينيك .. هو من ساعدني .
خرج صوته مختنقاً ازاء دفنه لوجهه في عنقها لتبتسم بسعادة ، هي ممتنة لأخاها بحق .
- ريس ..
سألها هامساً اذ كانت تضعُ رأسها فوق صدره وكانت ساكنة تماماً فلم يستطع تحديد ما اذا كانت مستيقظة ام لا ، الّا انّها همهمت له .
- هل لي بطلب ؟
سأل لتستغرب ، منذ متى وهو مهذب معها هكذا ؟!
نظرت له بملامح ساخرة عاقدة حاجبيها ليزفر مسترسلاً دون سماع اجابتها التي ادركها .
- هل تستطيعين الهربَ بعد غد ؟
عقدت حاجبيها بتساؤل ، لمَ قد تهرب !
- لماذا ؟
- دومينيك أخبرني انّه تحدّث الى ابيك ، لكنّه لم يغير رأيه بعد وطلب مني ان انتظر بعض الوقت ، أخبرني انّ الامر لن يطول كثيراً ، وطلب منّي احضار اثباتات لأبيك بأنَّني تخليتُ عن تلك الاعمال تماماً ، لذا انا ذاهبٌ بعد غد ، سأجلب لأبيك ما يحتاجُ ليطمأنَّ عليكِ معي ، لكن ...
- لكن ماذا جونقكوك ؟
- اريد الزّواج منك ، زواجاً دينيّاً في الكنيسة ... أعلم هذا يبدو خاطئاً ولكن لنكن أنانيين هته المرّة ، ما ان تتقبل عائلتك الامر سنقيم حفل الزفاف ، لكن دعينا نتزوّج .
رأت الاصرار على الأمر في عينيه وحماسه له أيضاً ، فكان من المستحيل بالنّسبه لها رفض طلبه وهو هكذا ، ابتسمت بهدوء تعيد رأسها الى صدره لتردف :
- هذا جنون ، وأنا لستُ عاقلة ... ثِق بفتاتك الغجريّة !
- غجريّة ؟!
تسائل مستغرباً ، هذه المرّة الاولى التي يسمع بها هته الكلمة بحياته ، او لربما سمع من قبل لكنّه لم يفهم .
رفعت رأسها له عاقدةً حاجبيها .
- الا تعلم ؟ نحنُ غَجر !
أمال رأسه بلا فهم لتردف :
- يا مُغفل ! أصلي ليس يونانيّاً ، أنا من غجر الرّوما ..
انتمي للأرض بأكملها ! الم تتسائل سابقاً لمَ أبي معروف لدى المافيا مع انّه ليسَ منها ؟
- لأنّه رجل أعمال .
بلا استيعاب اجاب لتعقد حاجبيها مستغربة :
- أبي رجل أعمال ! متى ؟
انّه أخي الأكبر يا مغفل ، ابي يمتلك الشركات وهذا لا يجعل منه رجل اعمال !
عائلتنا معروفة لدى المافيا لانّنا غجر ، أحياناً لكي تقوم العائلات الغجرية بالسيطرة على الاماكن لكيلا تصبح مضطهدة تستعين بالمافيا ، وهذا ما فعله جدّي ..
- زوجتي غجريّة ، هذا مثير للاهتمام .
قال بابتسامة واسعة شادّة عناقه حولها لتضحكَ ازاء تعابيره .
- أحيانا أنا استغرب عاداتنا ، مثلاً هناك عادة قديمة متعلّقة بالزّواج ، يتصافح العروسان ثمَّ تكسر قطعة من الخبز ، وتسكب على كلِّ قطعة قطرات دمِّ من ابهاميهما فيأكل الزوج قطعة الخبز التي عليها دم زوجته والعكس صحيح ثمَّ يكسر ما بقي من الرّغيف على رؤوسهما .
- هل سنفعل هذا ؟!
سألها بصدمة ، هذا بدا له غريباً جداً .
اقتضبت لتجيب :
- قطعاً ، نعم نحنُ غجر ، ولكن عاداتنا باتت كعادات أهل اليونان ، لاسيّما انَّ والدتي يونانيّة أباً عن جد ، فعلياً انا لا أعرفُ عن الغجر وعاداتهم سوى من الكُتب ومما يرويه لي أبي .
- عنادُ الغجر غيرُ معقول ايضاً !
عبّر بجدّية لتضربه بقبضتها على معدته .
- أعلم انّك تقصد أبي ، لا تكررها والا ركلتك يا مغفل !
___________
كانت تختبئ خلف شجيرات الحديقة لئلا يراها الحرس ، الّا انّهم ولحسن حظّها غيرُ متيقظين تماماً اذ انَّ الساعة هي الرّابعة فجراً ، وقد قفزت من شرفتها بنجاح دون ملاحظتهم .
مشت على اطراف اصابعها تحاول التّسلل الى المنفذ الذي اعتادت على الهروب منه في طفولتها .
خطيتان تفصلاها الّا انّها تجمدت في مكانها وقلبها كاد ان يخرج من قفصها الصّدري ازاء اسمها الّذي سمعته .
- ريس !
_________
- اذا جونقكوك أخبرك ، دومينيك ؟
سألته بتوتر ليومئ لها ايجاباً .
- نعم ريس ، لقد أخبرني انّه يريدُ توديعك قبل ان يذهب الى كوريا .
عقدت حاجبيها ، اذا لم يخبره بالحقيقة كاملة ، واسترسل اخيها :
- في الواقع .. طلب مني ايصالك ، واردت فعل ذلك لكنني لم استطع منع نفسي حين شاهدتك تقفزين من الشرفة ، كان هذا افضل مشهد كوميدي شاهدته بحياتي .
اخذ يضحك لتبتسم له بحنق .
- وَصلنا .
قال لتومئ له ، التفتت لتجد جونقكوك واقفاً ينتظرها طبعت قبلةً على وجنتة اخيها مبتسمة بسعادة .
- أُحبك دومينيك .
لوّحت له ونزلت من السيّارة لتقفزَ معانقة الآخر .
- حتى دومينيك أحبّك ! لا اصدق ..
قهقه ملوحاً لأخيها الذي انطلق عائداً الى منزله ليربت على ظهرها .
- تعلمين ، من الصعب ايجادُ رجلٍ يكنُّ لفتاةٍ هذا القدر من الحُب ، أخاكِ كونه عاقل لا يستطيع التفريط بهكذا رجل لأخته الصُّغرى .
بغرور قال لتدوس على قدمه بقوّة فيتآوه ، ابعدت وجهها عن عنقه مقابلةً ايّاه ومبقيةً على عناقهما .
- وأنا أيضاً أُحبك .
حدّق بها بابتسامة وبغتةً سرق قبلة من شفتاها ليردف بعدها سريعاً :
- هيا ، وراءنا يومٌ حافل .
امسكَ يدها متّجهاً بها نحو منزل واسع بقبّة زرقاء .
- اتعلم ، الزّواج باليونان تقليديّ ، مُعظمُ الأزواج يأتون ليتزوجون هُنا .
قالت تمدُّ شفتاها بملل ؛ لينظر لها :
- عزيزتي ، الزواج في كلِّ مكان تقليديّ ، المُهم هو شهرُ العسل .
انهى كلامه غامزاً لها لتعقد حاجبيها ، ليس وكأنّهما سيذهبان بشهر عسل بعد هذا الزواج " السّري " الّا ان كان يحاول استفزازها .
دلفا الى غرفة في المنزل لتجد امامها مباشرة فستانَ زفاف معلّق وبجانبه صناديق كثيرة .
نظرت لجونقكوك بهدوء ليسأل بابتسامة :
- أعجبك ؟ شعرتُ انّهُ يشبهكِ كثيراً لذا اخترته ..
ابتسمت ولاحظ هو الحزن الّذي لاح في وجهها فجأة ، اخفضت وجهها محاولةً تغطيته بشعرها ليدرك انَّها تبكي .
بقلق بليغ ادارها نحوه محاوطاً وجهها الّا انّها سَرعان ما دفنته بصدره متشبثةً بقميصه .
- ما بِك صغيرتي ؟ ألستِ سعيدة ؟!
سأل مربتاً على رأسها بحنان لتومئ نفياً .
- بلى ، سعيدة ولكن ..
لطالما أردتُ ان تكون عائلتي معي في زواجي ، لطالما أردتُ ان تكون أُمي من تُساعدني في ارتداء هذا الفستان ، ان أكون رفقة أبي وأرى سعادته ، لا أريد أن أخيّب أمل عائلتي فيَّ جونقكوك .
انا لا استطيعُ فعل هذا .
ابعد وجهها عن صدره ليحاوطه بكفّيه :
- تُحبينني ؟
اومأت له ايجاباً بعد ان نظرت له بتهكُّم ليسترسل :
- اذاً افعلي هذا من أجلي ..
اومأت له موافقةً بعد تردد طويل ليتنهد براحة مبتسماً ، نظر الى ساعة يده ليردف :
- هيّا لننم قليلاً ، الوقت ما زال مبكراً جداً ، لذا سنستيقظ لنتجهّز على العاشرة تماماً ، حسناً ؟
اومأت له ايجابا .
استيقظت بسبب صوت المنبّه المرتفع ليفعل المثل ، كان يحيط بها بقوّة اثناء نومه وهي عادته ، لذا هو ظلَّ ينظر لوجهها القريب منه بابتسامة واسعة فتبتسم ايضاً بهدوء .
اوشكت على النوم مجدداً لولا صوت طرق الباب الّذي افزعها وعكّر صفوته ليردف :
- تفضّل .
فتحت خادمةٌ الباب لتردف باحترام :
- سيّدي ، مساعدات العروس وصلن .
اومأ لها ايجاباً ليردف :
- دعيهنَّ ينتظرنها في الغرفة المجاورة .
اومأت له ايجاباً لتخرج بعد ان انحنت بخفّة .
استقام ليرفعَ جسدها ناظراً في عينيّها .
- هذا أجملُ يومٍ في حياتي حتماً !
ابتسمت له مبتلعةً غصّتها ، استقامت ليعانقها ، لتظلّ جامدةً بين يديه ، لا تستطيعُ تزييف مشاعرها ، لاسيّما معه .
تنهد مدركاً خطبها ليمسكَ يدها ساحباً ايّاها للغرفة المجاورة .
- سأسأل قلبي الثبات حينَ أراكِ بالفستان ذاك ..
قال بابتسامة قبل ان يفتح الباب لتهمهم له بشرود ، فتحه لتجد أربعةُ فتيات ينتظرنها بالغرفة .
- اعتنين بها جيّداً ، رجاءً .
بابتسامة خاطبهنَّ ليغلق الباب بعد دخول ريس ويذهب ليتجهز هو ايضاً ..
مرّت ساعة ونصف وقد انتهينَ من تصفيفِ شعرها ووضع مستحضرات التجميل لها ، تبقى الفستان .
نظرت للفتاة التي تقدّمت لها حاملة الفستان الثقيل لتنظرَ لها مردفةً بخجلٍ مصطنع :
- في الواقع .. أنا ، حسناً لا استطيعُ نزعَ ملابسي أمامكن ، أشعرُ بالخجل ، لذا هلّا خرجتن قليلاً حتى ارتديه ؟ انتظرنني في الصّالة وسأناديكنَّ حينَ انتهي .
اومأن لها ليخرجن .
دقيقتان مرّت لتفتحَ طَرف الباب تطالع ما اذا كان هناك احدٌ حوله ولحسن حظّها كان المكان حول الغرفة فارغٌ تماماً فقد ذهبن الفتيات للصالة لانتظارها .
تنهدت براحة لتتسلل على اطراف اصابعها خارج المنزل ، وما ان نفذت منه بسلام حتّى اخذت تركض متجهةً لموقفِ سيّارات الأجرة لتركب أوّل سيارة أجرة كانت واقفة وتنطلق .
نصفُ ساعة ولم تناديهنَّ بعد مما جعل إحداهنَّ تذهب لتفقُّدها .
- الغرفة فارغة !
هتفت لتنظر للخادمة التي كانت تسير نحو الغرفة :
- هل رأيتِ الآنسة ؟
اومأت الخادمة نفياً لتتبع :
- لا ، كما انَّ هناكَ حمّاماً في الغرفة هذه وان ارادت شيئاً من الطعام او الشراب فعليها مناداتي ..
لاحظت ورقة متموضعة على السرير مكتوبٌ عليها اسم جونقكوك لتركض الأخيرة نحو الغرفة الّتي كان يتجهّز بها جونقكوك لتفتحَ الباب على مصراعيه هاتفة :
- سيّدي ، الآنسةُ ريس ليست موجودة !
تلاشت ابتسامته لينزل ذراعاه بهدوء متمتماً :
- لقد هَربت اذن .
- وأنتَ لمَ لم تضع حراسةً أمام غرفتها ؟ وجدّك جونقكوك ! هذه ريس ، لا فتاةٌ طبيعيّة تقبل بالأمر الواقع وتخشى الهرب في يوم زفافها من من تحب .
تحدّث يونقي مؤنّباً ايّاه ليوافقه جيمين - هُما بالتّأكيد لن يفوّتا هذا الزفاف - .
- على رسلكم يا رفاق ، على الاقل نحنُ نعلم الى اين ذهبت !
قال نامجون بهدوء ليضحكَ جونقكوك بحنق ، هيَ استفزّته وكثيراً بهروبها .
- لقد تركت هذه الرسالة على ما اعتقد .
تقدّمت الفتاةُ تعطي الورقة لجونقكوك ، اذ انّها فتحتها سابقاً لكنّها لم تفهم شيئاً ازاء اللغة الكورية المستعملة بها .
اخذها ليقرأها بحاجب مرفوع وملامحَ لا تفسّر .
" جونقكوك ، أنتَ تعلمُ أنَّني أُحبّكَ بلا حد ولكن .. مع ذلك
حبّي لأبي وأمّي يفوقُ حبّي لكَ ، لذا أرجوك سامحني ، من المستحيل ان افكّر بايذائهما هكذا ..
أحبك .
مع محبتي الخالصة ،
زوجتك المخلصة :
جيون ريس هاكيت . "
وقعت أسفل اسمها ليضحكَ ساخراً ، تُجيدُ المُزاج حتى في رسالة هروبٍ كهته .
_________
نزلت من سيّارة الأجرة لتدخل الى منزلها الّذي كانت تسمعُ ضجةً منبعثةً منه ، على الارجح لاحظوا هروبها من المنزل وهذا سببُ الضّجة .
دلفت بتوتر وتردد كبيران لتجد ابيها امامها مباشرةً وما ان رآها حتّى وقفَ بملامحَ لا تُفسّر .
- أبي أرجوك سامحني ..
قالت ما ان اقتربت من والدها ليرفعَ وجهها سائلاً ايّاها :
- هربتِ معه !
اومأت ايجاباً لتردف :
- نعم .. لكنني لم استطع ، ابي انا لا استطيع الزواج دون وجودك او دون موافقتك انتَ وأمي ، ولكنني لا استطيعُ ان اكون لأحد غيرَ جونقكوك ايضاً لذا أرجوك وافق يا أبي .
ارتفعت يدهُ لتمسحَ دموعها ، قرّبها اليه حاضناً ايّاها لتحيطه هي ايضاً .
- أبي هل تُسامحني ؟
فتحت عيناها لتنظر لأشقائها الّذي كانوا يجلسون في غرفة المعيشة ويطالعونها بوجوه ساخرة ، كان واضحاً عليهم محاولتهم لكتم ضحكاتهم خصّيصاً دومينيك .
عقدت حاجبيها ازاء ملاحظتها لثيابهم جميعاً ، كانت رسميّة على غير العادة .
اعادت نظرها لأبيها الّذي أردف بنبرة جديّة بعد ان ابعدها :
- حسناً ، ولكن لا تكرريها .
ما لبث ان تومئ له حتّى سَمعت صوتَاً مألوفاً جدّاً .
- ريس ؟!
عقدت حاجبيها لتلتفت اذ جاء الصّوت من خلفها فوجدت امّها تنظر لها بابتسامة وبجانبها والدا جونقكوك .
نظرت لأمّها بتساؤل فأدركت سريعاً نظرات ابنتها لتردف :
- أعني ... بالتّأكيد لن يفوّتوا حفلَ زفاف ابنهم !
التفتت مجدداً لوالدها لتجده يضحك بصمت الّا انّه سرعان ما مثّل الجدّية لدى التفاتها له .
تقدّمت امُّ جونقكوك لتردف :
- أخبرنا جونقكوك ان نأتي نحن لكم ، لا انّك ستأتين !
وأيضاً اين فستان زفافك ؟ اين جونقكوك ؟
- هذا لأنّها هربت يا أُمّي .
سمعت صوت جونقكوك لتلتفت للباب حيثُ دخل ، نظرَ لها مضيّقاً عينيه ليتّجه نحو أبيها ، وهي عقلها ما بات يستوعب .
صافحَ أبيها وعانقه وفكّها كاد يصل الأرض .
هزّت رأسها لترفع سبابتها مردفة :
- مهلاً ، مالّذي يحدثُ هنا تماماً ؟!
لم ابدو كالبلهاء ؟
- لأنّك بلهاء يا أميرتي .
قال جونقكوك ناكزا جبهتها بسبابته ؛ لتنظر له باقتضاب .
تقدّم دومينيك ليحيط رقبتها مردفاً :
- هذا يا عزيزتي لأنَّني عندما تحدّثت مع أبي أتى جونقكوك وشارك بالحديث ، وكما تعلمين أبي لم يرفض لكِ طلباً قط ، لذا ومع الحاحِ السّيد الفاضل جيون جونقكوك وأمّي وأخواتنا كانت المفاجئة بأنَّ أبي رفض !
لذا في مساء اليوم التالي حينَ كنتِ تبكين وتندبين حظّك أتى السّيدُ الكريم جونقكوك ومعه عشيرة ، ولم تكن أيَّة عشيرة .
كانوا والداه ، اصدقاؤكما ، وحتى ليونادوس ، ولكنّ كلام اصدقاؤكما وليونادوس لم يهزَّ شعرة من أبي حتى جاء والداه وطلبا ان تكوني زوجةً لابنهما بشكلٍ رسميّ ، وهنا وافقَ هذا الغجريّ اللَّطيفُ وبكلِّ سرور لدرجةِ انَّ جونقكوك بذاته لم يصدق وجعله يكرِّر جملة موافقته سبع مرّات حتّى انّه صوره ، وهكذا عمّت السّعادة .
امّا عن خداعك فتلك كانت فكرتي ، أعني كان عليكِ ان تعاني قليلاً كما انَّ أبي خطأً قال بأنّه بات يشكُّ بأنّك تحبين جونقكوك أكثر منه ومن أمّي لذا اقترحت هذا لاثبت له العكس ، أرأيتِ كم انا أخٌ رائع .
عقدت حاجبيها لتسأل :
- ولكن .. اين " اصدقائنا " ؟ لا بل صديقاتي ؟
- نحنُ هنا .
التفتت للأعلى لتجد بروينوس ، ثياكرس ونابي يستندن ويلوّحن لها من أمام باب غرفتها تحديداً وبجانبهنَّ شقيقتاها .
- جيمين نامجون ينتظرانا في مكان الزفاف ، لأنّ احداهنَّ هَرَبت ، ويونقي .. ذهب ليركن السيّارة .
تنهدت لتتخصر مردفة :
- أتعلمون ، بدأت افكّر جدّياً بالتّراجع عن هذا الزواج .. أعني ، أنا لا أحبُّ الألاعيب بعد كلّ شيء .
- واللّعنة سأقتلك ريس لو فكرت بهذا حتّى !
سمعت صوت صراخ يونقي فور دخوله مما جعلها تفزع ، التفتت لجونقكوك لتجده يطالعها بملامح لا تفسّر .
هزّت كتفاها بلا مبالاة تطالعه هامسة :
- آسفة على ذلك .
لاحظت ملامحهم جميعاً اذ انقلبت مئة وثمانون درجة لتردف بينما تصعد الدّرج متجهةً لغرفتها :
- تظنون العبث بي سَهل ، فقط لو ترون ملامحكم الآن وأنا لم البث ان اتفوّه بهذه الكذبة السّخيفة .
يونقي ، أحضر الفستان من جونقكوك .
- لم أتخيل قط أنَّني سألحقُ عروسي بفستان زفافها يوماً !
قال جونقكوك مشدوهاً ليسحب منه يونقي الفستان بملامح منزعجة :
- لم اتخيل قط بأن تخدعني تلك البلهاء بهذه السهولة ، أعطني هذا الشيء ، يكفيني انّها أمرتني .
- لا ! جميعكنَّ سترون عورتي ! هذا عَيب ..
قالت باعتراض ما ان رأت امّها وشقيقتاها وصديقاتها بالغرفة يردن مساعدتها في ارتداء فستان الزّفاف .
- نحنُ هنا لمساعدتك !
قالت أُختها الكبرى لتتخصر متحدّثة بتحاذق :
- لماذا ؟ تُلبسنَ فيلاً ؟!
- أصبتِ !
قالت أختها الأخرى لتبتسم بهدوء.
- سأركلُ مؤخرتكِ خارجاً يا سحلية ، أنا من ستتزوج الان لا انتن ! ثمَّ لمَ جميعكنَّ ترتدين فساتين قصيرة ؟ هذا زفافي لا مسابقة عرض أجمل سيقان ! وَقحات ..
- لمَ نفسيتها وكأنّها حامل ؟
همست نابي لثياكرس لتردف ريس :
- سمعتك !
هيا اخرجن ، ماما دعيهنَّ يخرجن ، يردن رؤية عورة طفلتك اللطيفة ولكنك تعلمين انَّ جونقكوك يغار ولا يحب هذا وتعلمين انّني زوجة صالحة جداً ولا تُخالـ...
- كفى !
استدرن جميعاً للحائط وانا سأساعدها ، من تلتفت ستعاقب ، وانتِ يا طفلة ، هيا انزعي ثيابك ! جنَّنتِني !
قالت امّها بصرامة لتخرجَ هي لسانها للفتيات قبل ان يستدرن وسرعان ما مدّت شفتها السفلى ازاء توبيخ امها لها الّا انّها ايضاً ابتسمت سريعاً ساحبة وجنتاها .
- امي الجميلة .
- مسكينٌ جونقكوك ، لا يعلم بأيِّ مصيبةٍ أقحم نفسه .
تحدّثت أختها دوريس لتؤيدها ريس وهي تنزع ثيابها .
- اتعلمين ، معكِ حق ، لقد اخبرتهُ بهذا مراراً ولكنّه كان يبتسم لي كالمغفل ويخبرني بأنَّ زواجه منّي هو أفضل شيء في حياته .
ضحكت بروينوس لتردف :
- ليونادوس محظوظ جداً ! لقد نَفذَ بحياته الرّجل .. ربما كان رجلاً صالحاً .
- ماما ، أخبريهم بأنَّني رائعة وان يتوقفو عن هذا ، انظري انهنَّ يجرحن طفلتك .
قالت بدلال زائد لا يعكس شخصيتها الحقيقية لتتهكم امّها :
- لا احبُّ الكذب يا صغيرتي ، حتى انتِ تعرفين الحقيقة ، جونقكوك ورّط نفسه .
انتهت من ربط فستانها لتديرها نحوها مسترسلة بابتسامة سعيدة :
- حظي بأكثر فتاةٍ مجنونة على الاطلاق ولكن هو محظوظ بهذا الجمال .
- القردُ في عينِ اُمّه غزال .
قالت اختها ليلتفتن جميعاً ازاء ادراكهنَّ انّها انتهت .
- هل تقبلين الزّواج بي ؟
قالت ثياكرس لتردف ريس سريعاً محتضنة نفسها :
- Netflix ، احضروا لي جونقكوك !
التفتت لأمّها لتجدها موشكة على البكاء فتعانقها سريعاً .
- صغيرتي أنا تزوجت ، والشيء الوحيد الذي سيتغيّر بالنّسبة لكِ هو انّك ستجدين رجلاً ينامُ بجانبي عندما تتصلين بي في الصباح الباكر او المساء المتأخر ، ولكنك عندها لن تستطيعي توبيخي لأنّه زوجي ، عدا عن ذلك لن يتغير شيء بالنّسبة لكِ .
قهقهت امّها ضاربةً كتفها بخفّة .
___________
كان ينتظرها في نهاية السّلم اذ ذهب والدها ليحضرها من غرفتها ، ثوانٍ حتى شعر بنقرات على كتفه ليلتفت ، كان فستاناً ابيضاً ولم يُركّز ، كانت مغطاةٌ بطرحتها ولا يظهر منها شيئاً فأدرك انَّ عليه رفع الطرحة ليتسنى له رؤية وجهها ، لم ينتبه انَّ والدها لم يكن بجانبها .
ما ان رفع الطرحة حتى وجد يونقي امامه ليسقط الآخر ضاحكاً بصخب ، جميعُ من كانوا حوله ضحكوا امّا هو فظلَّ غارقاً بتوتره .
رفعَ رأسها لدى ملاحظته للهدوء الذي حلَّ فجأة لينظر لها ، كانت تقف في بداية السّلم بجانب أبيها وأمّها .
ابتسمت باتساع ، ليس له بل قد كانت تشاهد ما حدث ، نزلت وهو شعر بفراشات في معدته بل وبكونه بأكمله ، كان الفستان رائعاً عليها ، كلُّ شيء كان بها مثالياً وهذا جعله يحملق فاغراً فاه قليلاً ، سعادته الان لم يشعر مثلها بحياته قط لدرجة انَّ دموعه سقطت سهواً .
صافحه والدها ليعطيه يدَ ابنته هامساً :
- اعتني بها ، سأكون عدوّك اللدود لو آذيتها يوماً ..
ابتسم جونقكوك له مومئاً :
- حتى روحي لن احافظ عليها كما سأحافظ على ريس ..
مدّت ريس شفتاها لتقفز معانقةً ايّاه ، همست له :
- هيا لنذهب للفندق .
قهقه ليجيبها :
- هناكَ زفافٌ علينا اتمامه اوّلاً ، وبعدها اعدك انَّ كلَّ ما أريده سيحصل .
ابتعدت عنه بابتسامة هادئة معانقةً والداه قبل ان يتجهوا جميعاً لمكان الزفاف .
___________
- لكن ... ليسَ هذا ما أردته !
قالَ شاعراً بالظّلم اذ انّه ما لبث أن دخل يستحمَّ بعدها حتى غطت بنومٍ عميق .
ظلَّ ينقرُ جبهتها باستمرار مما جعلها تهمهم له بانزعاج عاقدةً حاجبيها .
- ماذا ؟
همست بصوتها النعس ليردف هو :
- استيقظي .
- لماذا ؟
- هناك اطفال بانتظارنا لننجبهم .
- نم يا عديم الأخلاق ! جيلٌ وقح ..
قالت ضاربةً صدره بخفّة ، تنهد بانزعاج ليقترب طابعاً قبلةً طويلة على شفتاها قبل ان ينام محاوطاً جسدها باستسلام .
- لكن ماذا عن الاطفال ؟
_______________
تمت .
١١ . يوليو . ٢٠٢٠
السبت
٤:٥٤ ص
نتيجتي بعد ٣ ساعات و ٦ دقايق ..
- هاد التاريخ اللي كتبت فيه التشابتر مو اللي بنشر فيه 🌝-
كيف النهاية بس ؟ 😂
حعمل سبيشل تشابترز يعني ملحقات يعني ما فيهم عقد عقد ..
واللي عندو اي سؤال او استفسار يتصل على الرئم زيرو تمنية وخمسين خمسة اربعطعشر سبعتلاف مية واحدعشر
لا بمزح اللي عندو اي سوال او استفسار يحطه هون عشان اجاوبه بالسبيشل تشابتر .
__
الاثنين
١٣ . يوليو ..
نجحت يا جماعة بمعدل عالي 💃🏼💃🏼💃🏼
، بس نصيحة اخوية ..
لا حد يدخل الفرع العلمي
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top