Never be


أنت لا تعرف معنى أن تُحاط بكل هؤلاء الأشخاص بينما قلبك يفتقد شخص آخر، كما لو أنك توّد أن تهزم كل شيء لتصل إليه، بما فيها المسافه وكل هؤلاء حتى

__________


- ريس ، عمليته ستتم الآن ، لقد عثر على متبرع !
خرجت والدة الشّاب من غرفة ابنها تعلم ريس بسعادة غامرة لتبادلها الأُخرى الابتسامة السّعيدة ، رغماً عن قلبها المثكل .

دلفت لترى ليون وتقدم له الدعم الذي يحتاجه تاركةً هاتفها على مقاعد المشفى .

- ريس !
هتف بسعادة ما ان دلفت غرفتها ، وأخيراً سيقدر على العيش طبيعيّاً بقلب سليم .

- هذا افضل خبر سمعته في حياتي ، مبارك لكَ ليون ..
بابتسامة قالت مربتة على ظهر كفّه ليمسك يدها ، وكا اعتاد اراد اخبارها بما يقلقه :

- لكنني خائفٌ من الّا تنجح العمليّة .

اومأت نافية بابتسامة تهدّئه .
- ليون ، أعرفك جيداً .. أنت كالألم في المؤخرة ولن تتخلى عن هذه الحياة بسهولة ، ما زال أمامك الكثير .. رحلة لجبال الألب ، قفزٌ مظلي ، الغوص في عمق البحر ...
تجربة حب .. ناجحة .

قهقه بخفّة ليردف :
- أُريدها مثلك تماماً .. تنظر لصوري بذات الطّريقة التي تنظرين بها لصور صاحب الشّعر الأسود ذاك .

عقدت حاجبيها ، صحيح انها كانت تنظر لصور جونقكوك كثيراً لكن ليس أمام ليون .
- متى رأيته ؟

- ابتسامتكِ واللمعة في عينيكِ تكون واضحة جداً ، عندما رأيتكِ تحادثينه في اول مرة علمت حينها انّه من احببتِ ، كنتُ سابقاً اتمنى لو منحتني أنا هذه النظرة .. انتِ تنسين العالم من حولك ولا تلاحطينني حينما تنظرين لصوره ،
وهو أيضاً ، بدا لي صاحب مزاجٍ حاد وسيء الطباعِ صراحة .. عصبيٌّ جداً .. اعتقد انّك ذكرت له انني مريضاً ، لأنني استغربت عدم ضربه لي بصراحة ..

ضحكت بخفة ، ليون محق ، لو لم يعلم بأمر مرضه لربما قتله .

ابتسمَ لدى ملاحظته ليعلمها :
- بحياتك لم تضحكي اثناء ذكر أحد ، أتعلمين ... طوال معرفتي لكِ كنتِ بالنسبة لي كأحجية ، كان من المستحيل ان استطيع تمييز ما تشعرين به ، ملامحك دائماً تُخفي الحقيقة ، حبّك له هو الشيء الوحيد الواضح فيك .. أنا أغبطه .

احمرّت وجنتاها ، شعرت بالخجل ، وهي هنا لرفع معنوياته ، لا للحديث عنها .
- ليونادوس ، أنت شخص رائع ، وانا أعنيها .. عندي تمامَ الثّقة بأنّك ستعثر على فتاة أجمل مني وافضل مني وستحبك كما تستحق .. ستفعل المستحيل من أجلك ، لذا قاوم من أجل هذا .

ابتسم لها مومئاً .
- هي موجودة بالفعل ، لكنّها تمثل دورَ صعبة المنال قليلاً ..
أنا آسف ريس ..

- علام ؟

- لقد وقعت اوراق الطلاق منذ زمن ، ونحن رسمياً منفصلان .
قال الا انّها لم تنفعل عكس توقعه .

- اذا ؟! لمَ فعلت ذلك ؟

- في الواقع .. احببتك ، صرت صديقتي ، تألمت لدى رؤية اوراق الطلاق وتجاهلت امرها ، اخفيتها ، بعد اسبوع تقريباً تعرفت على فتاة .. بسببها أدركت انني فقط كنتُ معجباً بك ، بشخصيتك الفريدة ، ما كان ذلك حبّاً ، لكنّك أيضاً بتِّ مثل أختي ، انتِ غيرتِ كثيراً في مجرى حياتي .. لذا أردتُ ان القاك ، واعترف لكِ بهذا ، فان حدث لي شيءٌ سيء عليكِ ان تعلمي عن هذا ، لذا اردتك ان تكوني معي ، لمرة أخيرة ، اتعلمين أيضاً انني حقدت عليك .. اردت ان اريك ان رحيلك لم يكسرني وانني بخير دونك ، لكنَّ هذا سخيف ..

ريس .. رقمُ الفتاة التي أُحب مدوّن في هاتفي ، ان نجحت عمليّتي هلّا طلبت منها القدوم واخبرتها بحقيقة مشاعري ، كنتِ الشخص الأخير الذي رغبت برؤيته قبل عمليّتي وأعلم انّك ما كنتِ لتأتي لو علمت بالحقيقة ولكنني اريد ان تكون هي اوّل من أرى لدى استيقاظي ..
اريدها ان تكون لي ، واعلم انك خير من سيوصل مشاعري لها .

اومأت له بابتسامة مطمئنة ، دلف الطبيب وبعض الممرضات لنقله لغرفة العمليات .

تنهدت بتعب بعد ان لوحت له اثناء دخوله لغرفة العمليات بابتسامة واسعة ، اتجهت للمقاعد حيث كانت جالسة لتجد هاتفها مكالمة فائتة من جونقكوك وأخرى تم الاجابة عليها على الارجح انّها والدة ليون وقد اخبرته بأنّ ريس تحادث ليون قبل دخوله لغرفة العمليات او ربّما لم تستطع الحديث بسبب فرق اللغة .

نفسيتها كانت مرهقة ولم تشعر برغبة بالحديث معه ذاتاً لاسيّما انّه تجاهل كلَّ رسائلها واتّصالاتها الكثيرة في الثلاثة أيّام المنصرمة .. اي منذ مغادرتها ، الّا انَّها لوهلة فكّرت بأنّه يمر بأمر سيء وقد يحتاجها مما جعلها تعاود الاتصال عليه مراراً ، لكنَّ هاتفه كان مغلقاً لسوء الحظ .
خمّنت انّه حطّمه فهو لا يغلق هاتفه ابداً .


- ليون ..
بوجه مصفرّ وعيون زرقاء دامعة سألت الفتاة ما ان وصلت لرقم غرفة بوران ، قهقهت ريس للطافتها وتعرفت عليها فوراً اذ انّها هي من اتّصلت بها لتردف :

- ويحادثني عن لمعة عيناي ، الم ينظر لك وانتِ تنطقين اسمه .
لم تفهم القصيرة شيئاً ومازال جلَّ تركيزها على محبوبها الذي علمت منذ دقائق انّه كان يصارع الموت وقد نجى بأعجوبة .

ربتت ريس على ظهرها مادّةً لها زجاجة ماء لترتشف منها قليلاً .

- لم يستيقظ بعد ، هو نائمٌ في الداخل ..
أراد أن تكونين اوّل من يرى ، صديقي يعشقك ، أنتِ محظوظة .

قهقهت واشارت للتي احمرّت خجلاً بالدُّخول .

انتظرت حتى استيقظ صديقها ، اطمأنت عليه وشهدت على سعادته مع الفتاة التي اختارها ، كان انسجامهما واضحاً ، لذا تركتهما وعادت الى منزل ابيها .

اصرّت عائلتها على ان تبقى عندهم لأسبوع قبل عودتها وما كان لها كلمة في ذلك ، كما انَّ جونقكوك مازال يتجاهل رسائلها تماماً ، وهي تشعر بشعور سيء حيال الأمر .


9:33 pm ( Greece 🇬🇷 اليونان )
3:33 am ( south Korea 🇰🇷 كوريا الجنوبية )

هاتفها يرن مما ايفظها من نومها اذ باتت تستقيظ باكراً جداً وتنامُ باكراً جداً ، حملته لترد والرقم لم يكن ظاهراً .

- من ؟
سألت بصوتها النّعس ولغتها الأم ولا اجابة ، فقط صوت انفاس منتظمة .

عقدت حاجبيها لتسأل بالكورية ذات السؤال ولم تتلقى رداً .

هدأت بعد ان ادركت من يكون .
- جونقكوك .
همست واقفة لتجلس على حافة نافذتها تطالع السّماء .
بلا شعور منها دموعها اخذت تتساقط .

- اشتقت اليك ..
صوتها بُحَ بسبب بكائها .

- أحبك .
هذه كانت الكلمة الوحيدة التي سمعتها قبل ان تسمع صوت صفير اغلاق الهاتف .

___________
_________

وصَلت الى منزلها ،
خاوياً
مظلماً
بائساً ..
تذكرُ كلَّ لحظةٍ عاشتها فيه رفقةَ صديقاتها ،
وكلهنَّ مشينَ على خطى لونا ، بطريقة استغربتها بحق ..
بروينوس تعيشُ عند جيمين ، ثياكرس كذلك تعيش عند تايهيونق ، ونابي كونَ جامعتها الجديدة بعيدة قليلاً استأجرت شقّة بذاتِ البناية الّتي يعيش بها يونجون قريبة من جامعتها .

شعرت بالاختناقِ كونها معتادةٌ على وجودهنَّ به ، لا تستطيعُ تكرار ذكرياتِ ابتعادهنَّ عنها .

تنهدت ونزلت للطابق الّذي يسبقها ، تقدّمت نحو بابه وطرقته بتردُّد ، مراراً ، ولا رد ..
زفرت ما اختزنته رئتيها لتفتحه بنفسها ، وتدلف ، وكان حالهُ لا يختلفُ عن حال منزلها ..

خالياً منه ، ولفرطٍ تعبها من السّفر وصدمتها بمغادرة الجميع هي نامت على سريره وهي تسترجعُ ذكرياتها الجميلة معهم جميعاً ..

استيقظت وكان المساءُ قد حلَّ على صوتِ الجرس ، عقدت حاجبيها وذهبت لفتحِ الباب مستغربة .

- المعذرة آنسة ريس ، هلّا رافقتنا ؟
تحدّث أحد الرّجلان المتّشحان بالسواد الواقفان امام عتبة منزله ، ازداد استغرابها لتسأل :

- من انتما ؟ ومن ارسلكما ؟ والى اين سأرافقكما ؟

- السّيد جون جونقكوك ..
اكتفيا بذلك اجابةً على جميع اسئلتها ، هدأت ملامحها المستغربة لتدرك ، ومن قد يكون سواه ؟

اومأت لهما بهدوء متبعة :
- ساجلب معطفي ..

رغمَ انّها رغبت بزيارة الفتياتِ اوّلاً ثمّ تفريغِ كامل وقتها لجونقكوك ، الّا أنّه على ما يبدو لا وقتَ لديه .

____________

كانَ منزلاً ضخماً بحق ، يحاوطه الحرس من كلّ مكان مما جعلَ شكّاً يراودها ، اعمالُ جونقكوك في النّادي تستوجب عليه عدمَ جذب الانتباه له ، فمالّذي تغيّر ؟!

فتحَ لها رجلٌ البوابة وانحنى مشيراً لها للطريق لتتقدّم ، فتفتحَ خادمةٌ لها الباب وتنحني ايضاً .

نظرت امامها مباشرةً لتجدَ جونقكوك منتصباً امام درجِ القصر كما يبدو ، متّشحاً بالسّواد حرفياً ، بملامحَ لا تبشّر بالخير ، ومن لغة جسده الّتي حلّلتها ، هو لم يجلبها فقط لأنّه اشتاق لها ، هناكَ شجارٌ سيكون وراء هذا .

تقدّمت نحوه بخطى ثابتة حتّى ما عادت تفصلهما سوى انشاتٌ قليلة .

ضحكة ساخرة اطلقها ليردف :
- يا اهلاً ، هل شفيَ عزيزنا ليونادوس ؟

قلّبت عينيها لتهمهم :
- آه ، ليون بخير ، لا تقلق .

- رائع ..
تمتم ليسترسل متسائلاً :
- بالمناسبة ، حفيدُ ابنُ عمّة ابنُ شقيقةِ جدّتي مريضٌ جدّاً ولديه عملية قريباً ، ما رأيكِ بأن تذهبي اليه ؟

لم تجب ، فقط تنظر له بطريقة ساخرة ، طال الصّمت حتى اردفت بهدوء :
- وأنا ايضاً اشتقتُ لكَ كثيراً .
لمَ أتيت بي الى هنا ؟

- اوه ، الم تعلمي ؟
سأل ساخراً ، فنظرت له رافعة حاجبها ، ليسترسل بعد ان مدَّ يده يميناً لتضعَ بها خادمةٌ ما ملفّاً اسودَ اللّون تذكره هي جيّداً وتنصرف .

- آه .. هذا الملف ..
تمتمت لينظر لها رافعاً حاجبه قبل أن يفتحه حتّى مردفاً :

- ليسَ وكأنّك تعرفينَ فحواه .. بما انّك رفضت معرفة ما به حين وقعته .

وببرود اجابته :
- عقدُ زواجبنا المدني ، أعرفُ بالفعل ، لستُ مغفلة لكي لا القي نظرة عامّة حتى على ما أوقّعه .. لاسيّما أنّك كنت غاضباً آنذاك .

عقد حاجبه مقترباً منها أكثر متخصّراً وقائلاً بحدّة :
- لمَ وقّعته اذاً ؟

عدّلت شعرها مبتسمة :
- اوليست هذه رغبتك ؟ هذا كان لكَ ضماناً بأنّني لن اكون لسواك .. كما أنَّني زوجتك فقط ، لا تستطيع اجباري على شيء ، لذا هذا لا يغيُّر شيئاً ، كنتُ لكَ بالأساس ومازلت .. لن يتغيّر شيءٌ ما زالت هذه رغبتي ، رغبتنا ..

قهقه فجأة ، علمَ أنّه سبقها بخطوة ليردف :
- يبدو أنّك نظرتِ لأوّل ورقتين فقط ..
استرسل بينما يقرأ ما كتب على الاوراق الأخيرة :
عقدُ عمل ، مساعدتي الشّخصيّة لمدّة لن تقل عن الخمسِ سنواتٍ ما دامَ العقدُ لم يُفسخَ من قبل الرّئيس ، او للضّرورة القصوى بتراضٍ من الطرفين .
الشروط :
١. المساعد/ة الشّخصية الموقّع/ة ادناه يستوجب عليه/ا العيشَ مع الرّئيس في ذات المنزل .
٢. ساعات الدّوام اليومية يحدّدها الرّئيس بحيثُ لا تزيدُ عن الحدّ الاعلى لساعات العمل .
٣. أيُّ مخالفةٍ ستتمُّ بعقوبة يحدّدها الرّئيس .
٥. ممنوعٌ منعاً باتّاً مغادرةٌ البلاد دون موافقة الرّئيس .

قلّبت عينيها بملل لتردف :
- هذه ليست اوراقاً رسميّة ، كما أنّني وقعتها خداعاً ، انتَ لا تستطيعُ فعل شيءٍ بها ،
ولكن ..
سأقبل بكلِّ هذا .. ان كنتَ تريده ، لستُ ممن يفعلون أيّ شيء بالاكراه ، لا تظنَّ انّك بحكاية خياليّة يا عزيزي لتسيطر عليّ ببضعة أوراق تافهة !

ابتسمَ ساخراً ملقياً الاوراق في الهواء للتناثر واردف :
- هذه مجرّد شكليّات يا عزيزتي .. ما اريدُه احصل عليه ولو بالقوّة ، عقدُ العمل هذا أحتجته سابقاً لغرض مختلف ولم استخدمه وما عدت احتاجه ، لكنني لا أحب اضاعة الامور هباءً ، ولا اعتقدُ انّك ستظلين على رأيك المعفّل هذا بعد معرفة الحقيقة ، فجونقكوك الّذي تركته منذ مدّة ما عاد نفسه الذي ترينه امامك الان .

هنا بدأ ما لم تحسب له حساباً ، اقتربَ منها جاعلاً شفتاه تحتكُّ باذنها بينما يهمس :
- جرّبت العيش مع المافيا سابقاً ، ستجرّبينه هذه المرّة بنكهتي الخاصّة ..

بحركةٍ مباغته سحبت سلاحه من خصره لتصوّبه نحوه مردفة بسخرية :
- رجال المافيا لا يتركون اسلحتهم بالقرب من يد عدوٍّ حرّ ..

ضحكَ مردفاً :
- ليس هذه المهزلة مجدداً ..
سحبَ السّلاحَ من يدها قبل ان تنتبه حتّى ليطلقَ على قطعة اثاث كانت خلفها .

جفلت من ذلك ، اسهب بصره بها لثوانٍ قبلَ ان يندفعَ محتضناً شفتيها بين خاصّتيه .

ابتعد وكلاهما يلهثان ليسندَ رأسه ضدّ جبهتها بينما هي تحاوط عنقه ويردف :
- جرّبي وخالفي اوامري ، سيحدث ما لا تحمد عقباه ..
منذُ هذه اللَّحظة ، سترينَ اسوأ ما فيّ ..

- كوك ، لا تفعل ..
بتعبٍ قالت ، ابعدها عنه ليجعلها تدرك انّه لا جدوى من ذلك ، هو حاقدٌ حانق وعاشق في الوقت الرّاهن .
تركها وحيدةً وذهبَ خارجاً .

ارشدتها احدى الخادمات الى غرفتها كما أشارت للغرفة المجاورة بغرفة السّيد ، دلفت لتجدَ ورقةً موضوعةً على سريرها ، قرأت محتواها :

- سيتمُّ تفعيلَ منبّه تلقائي بحسب السّاعة الّتي يستيقظ بها السّيد
يجبُ تحضيرُ القهوةٍ له واحضارها الى غرفته ، على ان تكون ساخنة حتّى ينتهي من حمامه .
التأكد من جدول اعماله بالشركة وغيرها واعلامه به
مرافقته الى الحفلات وغيرها من دعوات
عدم التذمر او الاعتراض امامه
تناول الوجبات رفقته
التصرف بطبيعية امام والديه

لم تقرأ بقيّة ما كتب والقت الورقة جانباً بلا اكتراث متمتمة :
- جون سخيف جونقكوك
الا يجبُ ان ارافقكَ للمرحاض ايضاً ؟!

لم تستغرق كثيراً حتّى غطّت بنومٍ اعمق من سابقه ، هي حرفياً تشعر كما لو أنّ جسدها مهدّم .
كما لم تشعر بذلك الّذي بقي الى جانبها يشبعُ اشتياقه اليها لوقتٍ طويل .


- يا انسة ..
استيقظت بسبب الخادمة الّتي تهمس بجانبها ، نظرت لها عاقدةً حاجبيها بتساؤل حتّى أردفت الاخرى :

- تأخرت على السّيد جونقكوك كثيراً ، خُذي له قهوته قبل ان يغضب اكثر ، لقد حضرتها انا نيابة عنك .
قالت لتنظر الاخرى لساعة هاتفها بضيق ، حتّى حينما كانت في المدرسة هي لم تكن تستيقظ في السّابعة .

استقامت وهي شبهُ نائمة ، حملت فنجانَ القهوة لتتّجه الى غرفته ، دلفت دون ان تطرق الباب لتجده يجلسُ على كرسيٍّ بجانب نافذة الغرفة ينظر اليها بملامحَ حادّة .

عيناها حرفيّاً نصفُ مغلقتان وهي تتقدّم نحوه ، وضعت القهوة على الطاولة بجانبه لتهمَّ بالخروج قبل ان يستوقفها بصوته الحاد بينما ينظر لساعة يده :

- جدول اعمالي لليوم ؟

التفتت له بسخرية :
- بربّك ، ما قد يكون جدول اعمال رجل مافيا ؟ استلامُ شاحنة مخدرات ؟ او ربّما شاحنةُ نساء .. من يدري .

حتّى وهي نصفُ نائمة تكون سليطة اللّسان ومستفزّة .

- سأعذرك هذه المرة كونه يومك الاوّل ، لقد تأخرتي ربع ساعة بالفعل .
قال لتقلب عينيها وتوشك على الذّهاب مجدداً ليوقفها مجدداً :

- وما هذه الملابس ؟
قال وهو يتقدّم نحوها ينظرُ لقميصَ نومها الحريريّ .

- أنتَ من جلبتها ، كما انّني لم اتفرّغ لافراغ حقيبتي .
قالت بعد ان تثاءبت .

- جلبتها لأغراض اخرى ، عموماً ، الحرّاس يتجوّلون بالقصر ، ايّاك ان تخرجي من هذه الغرفة قبل ان تبدّلي ملابسك .
أمرها ثمَّ خرج سريعاً ، هو لم يشرب قهوته حتى ، وهي لم تأبه كثيراً ، استلقت فوق سريره غير المرتّب بعد لتستأنف نومها .

______________

- جونقكوك هو من طلب منكنَّ الانتقال ؟
سألت بصدمة ، ليس طلب جونقكوك ما صدمها بل موافقتهن .

- لقد كانَ يقنعنا بطريقة غريبة ! بل يقنعني ، الخائنتان ثياكرس وبروينوس تاي وجيمين سيطرا على عقليهما وما ان طلبا منهما ذلك حتّى نفّذتا ، اما انا فقد احتاج وقتاً طويلاً ليقنعني .
تحدّثت نابي بفخر .

- جونقكوك اذن ..
همست وهي تفكر بامورٍ كثيرة .

حلَّ اللَّيل وهي تستمع رفقة اصدقائها حتّى اتّصل بها فاجابت :
- ماذا ؟

- اين انتِ ؟
كان الغضب واضحاً من صوته وكأنّه يتمالك اعصابه بصعوبة .

- مع الفتيات .. للتو انتهينا من التسوق وها انا عائدة للمنزل .
صرخَ فجأة لتبعد الباب عن اذنها :

- وهل سمحتُ لكِ بذلك ؟
- المعذرة ابي ! غاب عن بالي .
ساخرة قالت مثيرة استفزازه اكثر .

-تصحيح ، زوجي ، انا قادمٌ اليك ، ابقيّ مكانك .
اقفلَ الهاتف لترسلَ له موقعها ، هي اساساً لا تعرف طريق العودة الى منزله لذا كانت ستتصل به على أيّ حال .

وصل بعد حواليّ عشر دقائق لتركب بجانبه ، كان غضبه واضحاً اذ انّه لم يتفوّه بحرف منذ ركبت وملامحه توحي بذلك .

- هـ..
اوشكت على الحديث ليخرسها محتدّاً :

- سنتحدّث في المنزل .
قلّبت عينيها بانزعاج ولاذت بالصّمت طوال الطّريق .

- اتبعيني الى غرفتي .
قال وترجلَ من السّيارة قبلها فركضت تلحقُ به .

دلفَ الغرفة متخصِّراً وأرخى ربطة عنقه لتدلف خلفه وتغلق الباب ثمَّ تستند عليه .

- ايّاكِ والتَّجرُّء على الخروج دون اذني مجدَّداً !
قال بغضب بعد ان التفَّ ينظر اليها ، عقدت حاجبيها لتسأل :

- ولمَ ؟ هل هذا سجن ؟

- نعم سجن ! وما أقوله هنا ينفّذ ، لا تجبريني على فعل امورٍ خانقة لك !
صرخَ مقترباً منها اكثر لتعترض ، حرّيتها تأتي اوّلاً :

- صحيحٌ أنَّني زوجتك ، ومساعدتك الشّخصيّة ربّما ، لكن هذا لا يعني بتاتاً انَّني عبدةٌ لديكَ تستطيعُ التّحكم بحياتي كيفما تشاء جونقكوك !
كانت حادّة ، هدوءها ما كان سوى كبتاً .

- بل استطيع ، جرّبيني لو اردت ، حتّى الجّامعة اقدرُ على منعك من الذّهاب اليها .. لذا لا تستفزيني ريس !
ضربَ كفيه بجانبيّ رأسها على الباب ناظراً لعينيّها مباشرة ، هذا اغضبها اكثر لتجيبه :

- لن تستطيع ! لم ولن تستطيعَ السّيطرة على حياتي جون جونقكوك ، استطيعُ العودة لعائلتي وترك هذه البلاد متى ما شئت لذا لا تظنّ بأنّك تستطيعُ التّحكم بي !

اطلقَ ضحكة ساخرة ليسأل بنبرة هادئة مستفزّة :
- حقّاً ، زوجتي ؟ هل ستستقبلكِ عائلتكِ لو علمت بزواجك دون علمهم ؟

اعتدلت بوقفتها تحيبه بذات طريقته :
- زواجنا ما هو الّا حبرٌ على ورق يا زوجي العزيز ، وعائلتي تصدّق الفتاة التي ربوّها قبل أيّ غريبٍ عليهم .. اعتقدُ أنَّ هذه الوسيلة لن تصلح مع عائلة كخاصّتي .

ابتسمَ مُستفزّاً ليجيبها :
- وهل ستهربين من رجل مافيا ؟ استطيعُ مراقبتكِ حتّى اثناء استحمامك عزيزتي ..

- ستصبح كَجايسون ؟ واللّعنة مالّذي اصابك جونقكوك ؟! أنتَ لم تكن حقيراً بهذا الحد قط !
قالت مستنكرة ما يحدث به .

- تخلي أكثر من أحببتُ عنّي وتفضيلها لآخر عليّ اسوءُ شعورٍ قد عايشته ..
تخيّلي ان اتركك لأجل خطيبةٍ سريّة لي اكتشفتِ امر وجودها مؤخَّراً ؟ تخيّلي ان تُقلب حياتكِ رأساً على عقب وانا بعيدٌ عنكِ معها انتظرُ شفاءها ، الّذي قد يطول سنيناً !
هل تريدينني ان اظلَّ ذلك الرّجل الجيّد الّذي لا يؤذي ؟
صمتت ، في كلامه شيءٌ من الصّواب ، وبمثاله الأخير ادركت شيئاً من مدى المه اكثر .. تنهَّدت لتردف :

- لكنَّه كان يموت ، لو لم يكن سيجري العمليّة ما كنت لأذهب واتركك ، كما أنَّني تركتك مكرهة ، مرجعي كان دائماً لك ..
حتّى هو يعلم بذلك .. لقد قال لي قبل عمليّته .. ونجا ، وها هو يعيشُ حياته سعيداً متخطّياً ايّاي .. لذا لم تعقّد الامور ؟

وضعت يدها على صدره ، اغلق عينيه بحنق ، ابعد يديها ليعطِها ظهره مردفاً :
- أخرجي ..

- لكـ..
اوشكت على الاعتراض ليلتفتَ صارخاً فجأة :
- قلتُ اخرجي !

حبست دموعها ، وخرجت بتثاقل ، جلست على ناصية الدّرج تبكي .

دقائق حتّى شعرت بيد تربّت على ظهرها وجثّةٌ تجلس بجانبها ، التفتت لتعقد حاجبيها بشيء من الصّدمة :
- المحقّق كيم نامجون !!

ابتسمَ الآخر مظهراً غمّازته ليومئ لها ، تفحّصته بعينيها جيّداً ، بدا شاحباً ، بائساً ، حاقداً وناقماً .

- مالّذي تفعله هنا ؟ اولستَ محقِّقاً ؟
خشيت على جونقكوك كثيراً ، قهقه الآخر ليردف :

- ليس بعد الآن ..
عقدت حاجبها لاجابته متسائلة :
- مالّذي تقصده ؟

- انا معاون جونقكوك ..
اجاب يسهبُ بصره امامه لتشهق مشدوهة وتسأل :

- جديّاً ! ما خطبكم يا رفاق ؟!

- تعاليّ لمكان آخر لنتحدّث ..
قال مستقيماً لتقترح غرفتها ويتّجهان لها .

- اذاً .. اخبرني مالجنون الّذي يحدث ؟
سألت بفضول ليجيبها بعد ان تنهّد :

- زوجتي قُتلت ..
احدى عصابات المافيا الّتي كنتُ الاحقها والّتي استهدفتا في اليوم الّذي انقذتها به في المطار قتلتها ..
والقضيّة اغلقت على أنّها حادثة انتحار ، حاولت فتحها مراراً ، لكنّني لم استطع ، وَفُصلتُ بعدها .. لذا ادركت ..
لن يهزم القويّ الا من هوَ اقوى منه ، والشُّرطة ليست بقوّة المافيا ، لذا توجّهت لجون جونقكوك ..
لم تقاطعه ، اساساً هي صعقت وفقدت قدرتها على الكلام من جملته الاولى .. عضّت شفتها السُّفلية بقهر ، زوجته كانت امرأة اكثرُ من رائعة كما تذكرها .. كما انّها راسلتها كثيراً ..

دموعها نزلت دون ان تعي حتّى استرسل نامجون :
- ولهذا يا عزيزتي .. لا تعاندي جونقكوك ، هو يفعل كلّ شيء لأجل حمايتك ، صدّقيني ، حتّى انّه طلب من صديقاتكِ الانتقال لأجل حمايتهن ..

عقدت حاجبيها بتساؤل لتردف :
- مالّذي تقصده نامجون ، وضّح أكثر ؟

- كون قوّة جونقكوك كبيرة في عالم المافيا لاسيّما أنّه كان يعمل مع جايسون بات له أعداء كثر ، لذا اعداؤه يستهدفون كلّ من يعرف ، استهدفوا والديه بالفعل تعرضا لحادث سير وانهار ذاك اليوم ، حتّى انّه اتّصل بك لكنَّ امرأة تتحدث بلغة غريبة هي من اجابت لذا زاد حنقه وألمه اضعافاً ، هو احتاجك باستماتة يومها ، لكنّهما نجيا لحسن الحظ ، ومن وقتها وهو يحرص على حماية جميع من يهمّونه ..
ارسل بروينوس الى جيمين لكي يحميها
وتايهيونق قوّته معروفة بالفعل لذا سيقدر على حماية ثياكرس
والمبنى الّذي تقطن فيه نابي جميعُ سكّانه هُم يعملون لدى جونقكوك ..
كما أنّه يمنعك من الخروج دون علمه كونك قد تكونين المستهدفة الاولى ..

كلام نامجون اشعرها بالسّوء كثيراً ، هي تقريباً قد ظلمت جونقكوك وكانت قاسية ، كرهت ذاتها لانّها ذهبت مع ليون بالاساس ، فقط تتمنى لو فضّلت نفسها لمرة واحدة وبقيت مع جونقكوك .

سمعَ كلاهما صوت ضجيجٍ في الاسفل ، استغربا وخرجا من الغرفة يطالعان ما يحدث

كان جونقكوك يقفُ وامامه عناصرٌ من الجيش ، عقدت ريس حاجبيها بقلق ، الّا انّ وقفته ونظرته الواثقة منحتها شيءٌ من الرّاحة .

تقدّم من بين اولئك العناصر شخص تعرفه جيّداً .

- يونقي !
هتفت بسعادة تنزلُ الدّرجَ مهرولةً لتقفزَ الى احضان صديقها الَّذي استقبلتها بدفء .

- اشتقتُ لكِ يا معتوهة !
قال ممازحاً بينما يبعثرُ شعرها ، كان جونقكوك يتابعها ببصره ليلتفت اليه يونقي ، همسَ لها :
- سنتحدّث لاحقاً .. الان هناك عمل بانتظاري .

همَّ بازاحتها عنه الّا انّها تشبّثت به ونظرات خوف في عينيّها تسأل بصوتٍ خفيض :

- لن تؤذوا جونقكوك او تأخذوه معكم ، صحيح ؟
سمعها الواقف خلفها ليحاول اخفاء ابتسامته جاهداً .

- لا تقلقي ..
اجابها وازاحها ، تقدّم لينظرَ للآخر بجديّة .

- جيون جونقكوك ، وصلتنا معلومات انّك رجلُ مافيا ، ولديكَ سجلٌ حافل من الاعمال اللاشرعية.

همهم جونقكوك مخرجاً يديه من جيوب سرواله ليردف مادّاً يمناه باتّجاه مكتبه :
- ما رأيك بالحديث داخلاً سيّد يونقي ؟

____________

- ماذا لديك يونقي ؟
سأله جونقكوك بصوتٍ خفيض ليجيب الآخر بذات العلوّ :

- هم يستهدفون ريس ، اعتقد أنّ هناك جاسوساً تابعاً لهم في قصرك ، وقد شكَّ بامر ريس ، وعلاقتها بك ، وكونها من تخلّصت من جاكسون وعائلته فهم باتوا يتخوّفون منها كثيراً .. لذا احرص على اظهارِ كرهكَ لها وابعاد الشبهات حول علاقتكما قدر المستطاع ، لا ، بل تظاهر بأنّك تكرهها وانّها مجبرة على البقاء هنا .

همهم له جونقكوك بقلق ، لن يسامح نفسه لو اصابها مكروه .
- سافعل ما بوسعي .

تظاهرا بعدها بالحديث بطبيعيّة ليخرجا ، يونقي يتقدّمه وجونقكوك يسير خلفه .

- اتبعوني يا رجال ، يبدو انَّ جيون جونقكوك البغيض قد نَفَذ هذه المرّة .
قال يونقي ، ابتسمَ ملوّحاً لريس قبل ان يخرج مردفاً :
- سأحادثك لاحقاً عزيزتي ..

اومأت له بابتسامة ، وما ان اغلقت الابواب حتّى التفتت وهبّت واقفة بطريق جونقكوك الّذي اوشك على الصعود والعودة الى غرفته .

- مالّذي تقود نفسكَ اليه ؟ هل انتَ فرحٌ باعمالك ؟
سألت بانزعاج ، نظرَ لها ببرود واجاب محتدّاً :

- راقبي تصرّفاتك جيّداً ! لستُ صديقك لتتحدّثي معي بهذه الطّريقة .

- نعم ، انا زوجتك ، لذا احترم هذا على الاقل !
صرخت تدفعه من صدره ليمسكَ برسغيها .

- زوجتي الّتي اجبرت على الزّواج بي لن يكونَ لها حقّاً واحداً من حقوق الزّوجة ، لم اتزوّج بكِ لِفرحِك ، تزوّجت بكِ لأجعلكِ تندمين على السّاعة التي تركتني بها ، هذهُ هوّة الجحيم لا عشُّ الزّوجية !
بروده ونظرته الحادّة وكلامه جعلها تهزُّ رأسها غير مصدّقة ، دموعها تجمّعت في مقلّتيها لتنبس :

- لم تغيّرت الى هذا الحد ؟! انا .. انا بتُّ اخافُك .

باتت تخافه ، هذا آلمه اكثر من تركها له ، لم يستطع التّفوه بكلمة ، تركها وذهبَ الى غرفته .

تبعه نامجون بقلق .

كانَ يدمِّرُ ما يقعُ تحت ناظريه حتّى اتى نامجون واوقفه .
- اهدأ .. جونقكوك لا يجدر بك فعل هذا !
قالَ يحاوط بالاخر الّذي جلسَ ووضع رأسه بين يديه ليردف :

- انا احبّها واؤذيها بهذا الشّكل ، هذا يقتلني .. في كلّ مرة انظر اليها وانا لا استطيع معانقتها واخبارها بكم احبّها اختنق
نظراتها الحزينة اليّ تقتلني ، تحرقني من الدّاخل ..

- ريس تحبّك كما تحبها ، لذا حينما تعلم بالحقيقة هي ستنسى كل شيء وستعيشان معاً بسعادة .. تعلم انّها لن تحقد عليك قط ، ريس تحبّك بطريقة لا تتصورها .
قال مهدّئاً اياه ليسترسل نامجون :

- لذا علينا التّخلص من تلك العصابة في اسرع وقت ممكن .. انتقاماً لزوجتي ، ولمن اذوا عائلتك وابعدوك عن فتاتك .

نظر جونقكوك له ليتنهّد مردفاً :
- هل اخبرتها عن سبب وجودك هنا ؟

- اه .. جونقكوك ، لمَ لا نخبر ريس بالحقيقة ، كما تخلّصت من ذلك الاسبانيّ المعتوه ، قد تساعدنا بالتّخلص منهم ايضاً .
اجاب مقترحاً ليرفض الاخر بحدّة :

- ولو على جثّتي ، ريس لا تستطيعُ العيشَ دون تعريض نفسها للخطر ، لن افرّط بها ، ولن اقحمها في هذا بتاتاً .

زمَّ الاخر شفتيه مستكيناً ، جونقكوك معه حق على كلٍّ .

___________

خرَجَ من حمّامه بينما يجفّف شعره ، عقد حاجبيه لدى رؤيتها تقفُ وبيدها فنجان قهوة بابتسامة ؛ ليردف وهو يرتدي معطفه ويغلق ازرار قميصه المتبقية .

- ارى انّك بدأت تحبين العمل !
علّق ساخراً ، وضعت فنجان القهوة جانباً لتتقدّم تساعده في اغلاق ازرار قميصه .

لم يستطع ان يرفض ، وقرر الاستمتاع بذلك كون لا احد مجهول يراقبهما الان .
- هذا لم يكن ضمن مهامك .
علّق لتهمهم له مردفة :

- كَمساعدة شخصية والتي أساساً لا اكترث بأمرها ، امّا كزوجة فهذه مهمّتي انا وحدي .. كما انني لن اسمح لأي انثى كانت ان تراك صباحاً ... سوى امك ، وامي .
رفعَ حاجبه مهلساً ، يروقه كثيراً حينما تصفُ نفسها بزوجته ، وحين تظهر غيرتها عليه .

احضرت ربطة العنق لتضعها له ايضاً ، هو ظلَّ سارحاً في وجهها غير مدركٍ للكارثة الّتي تحدث حول عنقه .

- انتهيت !
قالت بابتسامة انجاز تنظر لربطة عنقه ، نظر للمرآة ليعلّق ساخراً بينما يفكّها :

- هذه ربطةُ عنق ، لا ربطة حذاء يا صغيرتي ..
اعادَ ربطها مرياً ايّاها الخطوات ببطء .

- مهلاً ، سأجرب مجدداً .
قالت ليفكّها لها وتعيد هي ربطها فتنجح .

- تتعلّمين سريعاً .
قال بينما ينظرُ لنفسه في المرآة ، ثمَّ اعاد بصره لها ليتفاجأ بقبلةٍ سريعة حطّت على شفته . 

علّقت بعد ان نظَر لها بلا تعابير :
- ليست لك ، بل لجونقكوكي المتواجد بداخلك .. لِرجلي الرّائع .

حمحم منظّفاً حلقه .
- انا ذاهب ، سأتأخر .
قال هامّاً بالذّهاب لولا امساكها له ، التفت اليها عاقداً حاجبيه لتسأله :

- سأزور يونقي اليوم ، هل استطيع ؟
عقد حاجبيه مهلساً ، الهذا السّبب قامت بكلِّ ذلك ؟!
تنهد مومئاً لها ايجاباً :

- لا بأس ، لكنَّ رجالي سيلازمونك .
اومأت له بابتسامة سعيدة منكبّةً عليه بعناق .

- احبّك .. كُن بخير .
قالت بصوتِ مخنوق اثر حبسها لوجهها في عضده .

قلبه يكاد يخرج من جسده لسرعته .

___________

كانت نائمة في غرفتها ، الوقتُ تأخر جدّاً وهو لم يعد بعد وهاتفه مغلق الّا أنّها اطمأنّت كون نامجون حدّثها وقد كان رفقته .
لذا كانت تستيقظ في كلِّ مرّة تسمعُ فيها صوتاً .

سمعتَ صوتَ حركةٍ في الغرفة لتفتحَ عينيها بشيء من القلق ، وجدتهُ يقف في منتصف غرفتها ، بملامح ناعسة متعبة .

- جونقكوك ، اينَ كنت ؟
استقامت متوجّهةً نحوه سريعاً تسأله .

- هل انتَ ثمل ؟!
عقدت حاجبيها بينما تحيط وجهه بكلتا يدها ، اخفضَ بصره لها بهدوء ، وهمهم فحسب .

- كيفَ تثملُ هكذا ؟! جونقكوك انتَ ايضاً معرّض للخطر !
بقلّة حيلة قالت ، حاولت دفعه خارجاً الى غرفته لكي يرتاحَ لكنّه اعترضَ دافناً رأسه في عضدها .

- انتِ الخطر الحقيقيّ ..
بثمولٍ قال ، واسترسل :
- بعدي عنكِ هو أكثر ما يؤذيني ..

رفعَ رأسه مسنداً ايّاه على جبهتها ليكمل بينما يتلمّس وجنتها بهدوء وهي تحدّق به بصدمة :
- خوفكِ منّي ، عدم قدرتي على عناقك متى ما شئت .. هذا ما يقتلني حقيقةً ..

- جونقكوك..
همست لتزحف يده الى شفتها ويسترسل :

- انا اريدك .. بشدّة .
قلبها آلمها بسبب سرعته وجسدها اخذ يرتجف بينما هو ينزلُ أكمامَ قميصِ نومها الحريريّ .

- لكنّك ثمل ..
همست بصوتٍ ضعيف ليقهقه بثمالة .

- لم اكُن واعياً قط وانا معكِ من قبل فلا فرق .

عقدت حاجبيها لتردف :
- أهذه اهانة ؟

لم يُجب فاسترسلت :
- سأعتبرها شيئاً اخراً .. هَل ..

اخرسها بقبلة ، كانت تتكلّمُ كثيراً واسئلتها تتكرر برأسه .

- لنتكلّم بطريقتي .. أتسمحين لي ؟
سأل اذناً بعد ان ابتعد ، تنفّست هي بعمق لتجيب بسؤال :

- لمَ تريدني الآن تحديداً ؟
بؤسٌ تجمّع في عينيه ، شعر انّ ذلك رفضاً ليجيب :

- لانّني أشعر بالوحدة ، الظّلم والقهر .. اشتاقُ اليكِ بشدّة ولا تقدرُ نفسي اللّا مخمورة عن تخفيف حدّة شوقي بِك .. لذا هذا الّذي أمامك فقد قدرته على الاحتمال .
فكّرت قبل ان بجيبها ان تسأله عديداً ، لكنَّ الان ما تريده فقط هو تلبية ما يريد ، بعد ان رأت نظرته هذه ، هي اصبحت عاجزة عن ايلامه بأي شكل كان .

يدها هته المرّة هي من تحرّكت لنزعِ قميصِ نومها ، تجرّأت وفعلت ما لم تتخيل فعله في حياتها قط .

تعرّيا آنذاك من كلِّ شيء ، بؤس الماضي وافكار المستقبل ، واتّشحا بالجمال والحب ، ايروس وافروديت اجتمعا بهما في تلك اللّيلة لا قيود تحدّهما ولا شروط تبعدهما .
وكأنَّ الزَّمن توقّف عند نقطة الالتقاء ، عندَ البداية والنّهاية .

_____________

استيقظت قبلَ بزوغ الشّمس ، بجسدٍ منهكٍ ودافئ رغمَ سفوره ، فقد كان سافراً من كلِّ شيء عداه .

طالعت وجهه النّائم ، ولا اراديّاً ابتسمت ، ان انجبت طفلاً في المستقبل فستصلي مراراً ليكون كوالده تماماً .

ابعدت ذراعه الّتي تحاوطها بصعوبة وتملّصت من بين يديه لتستحمَّ وتغطّي جسدها بحرصٍ على عدمٍ ظهور ولو شيءٍ واحد يوحي بخطايا الأمس الجميلة .

وبصعوبة بالغة اعادت جزءاً من ثيابه الى جسده دون ان يستيقظ كون نومه عميقٌ بعد ثمالته .

- على الاقل هكذا لن تندم .
تمتمت بعد ان انتهت تنظر اليه ، ساعةُ استيقاظه اقتربت بالفعل لتذهب لتحضير قهوته سريعاً .

استيقظَ بسبب المنبّه المزعج متآوهاً اثر ثمالته ، دخلت هي الغرفة أثناء ذلكَ لينظرَ اليها وهو يضعُ يده على رأسه بألم .

تقدّمت تُعطيه القهوة المُرّة ليشربها لعلَّ المه يهدأ قليلاً .
تناولها بصمت وهي تجلسُ بجانبه على السّرير تتأمله بطريقة موتّرة .

- لمَ انا هنا ؟
سأل مدّعياً البرود لتنبسَ بلا مبالاة وابتسامة مستفزّة تعتلي وجهها :

- لا ادري ، لمَ انت هنا ؟

- اذكرُ انّني كنتُ مخموراً الامس ، وعلى الأرجح اخطأت بالغرف لذا ..
قال عاقداً حاجببه يحاول التّذكر رغم انّ القسم الثاني من جملته كان كذباً .
همهمتَ هي لهُ مسايرةً لتردف :

- نعم ، لقد كنتَ مخموراً واتيت الى غرفتي وسقطت على سريري نائماً بعد ان نزعت نصف ملابسك فلم استطع ايقاظك لذا ذهبت للنوم في غرفتك ..

- اه حقّاً ..
قالها بشيء من الحزن كونه يتذكّر شيئاً من ليلة الامس فظنّه حلماً وكم تمنّى لو كان حقيقة .

- لديكَ اجتماعٌ في الشّركة بعد ساعة تقريباً ، حريٌّ بكَ ان تسرع .
قالت بلا مبالاة وهي تلعبُ بهاتفها ، ليفزَّ سريعاً كونه تذكّر فجأة .

_____________
"بعد ثلاثة أسابيع "

كانَ يتناول العشاءَ وهي بجانبه كلاهما صامتان ، حتّى جاء نامجون حاملاً جهازه اللّوحي .

جلسَ في مكانه ليضعَ الجاهزَ جانباً ممرراً ايّاه لجونقكوك الّذي تركَ عشائه وأخذ يطّلع على الصُّور التي وضعها نامجون .

- هل تمَّ كلُّ شيء بسريّة ؟
سأل نامجون وهو يقلّبُ الصّور حتّى اجابه بعد ان ابتلع ما في فمه :

- آه ، تمّت مقايضةُ شحنة النّساء بالاسلحة ، وشحنة الاطفال بالمخدّرات ، هناكَ شحنةٌ لنا تبقّت سنستلمها غداً ..

- ماللّعنة ؟! جونقكوك ، أأنتَ واعٍ لما تقومُ به ؟!
صرخت بحدّة بعد ان ضربت كفيّها على الطاولة .

- لا تتدخلي .
قال ببرود ناظراً لها بطرف عينه ، استفزّها هذا لتزداد حدّة صراخها :

- هل تبيعُ نفسك بهذا الشّكل ؟ هل انتَ فرحٌ بهذا الحدّ الدّنيء الّذي وصلتَ اليه ؟!
ظلَّ صامتاً ولم يجبها ، لو فعل فسيحدث شجاراً سيندم عليه لاحقاً وهذا استفزّها اكثر لتنتقل لنامجون :

- ونعمَ المحقق ، زوجتكَ كانت لتشعر بالعار منكَ لو رأتك هكذا ! كانَ حلمها ان تنشيء داراً للايتام ومدرسة لتعليم النّساء الفقيرات الحرف اليدويّة ، كانت زوجتكَ انساناً فلمَ لست كذلك ؟!
ظلَّ الآخر صامتاً ، ليسَ لأنّه لا يستطيع الرّد بل لأنَّه لا يجب ان يرد .

اعادت نظرها لجونقكوك بابتسامة ساخرة :
- أتسائل ، كيفَ سيكون شعوركَ لو كنتُ احدى النّساء الّاتي تبيعهن ؟!

احتدَّ ليصرخَ في وجهها فجأة مستقيماً عن مقعده :
- اخرسي !

ابتسامتها المستفزّة اتّسعت اكثر لتسترسل مقتربةً منه :
- رائع ، انتَ حتّى لم تحتمل سماع ذلك ، ماذا عن اولئك الفتيات ؟! من اينَ لكَ الحق ببيع احدهم وامتلاك حياته ؟ من انتَ اصلاً لتفعل هذا ؟ المافيا هُم مجموعةُ جرذان ينمون قوّتهم باستخدام الضُّعفاء ، لأنّهم جبناء .
لربما يفعل أحد اعدائك بي المثل ذات يوم في سهوتك من يدري ؟!

كاد ان يصفعها لولا تمالكه لنفسه في آخر لحظة ، ضغطَ على فكّه بقوّة لينتشلَ معصمها يسحبها خلفه نحو غرفته .

كانت تحاول مقاومته وردعه عن هذا لأنّها تعلمُ جيّداً انّه لا خير فيما سيحدث لو بقيا لوحدهما .

وصل للغرفة ليغلق الباب خلفه ، دفعَ الأخرى على السّرير ليردفَ بنبرة تهديدٍ قبل ان تتفوّه بأيّ كلماً مشهراً سبابته :

- اذاً لنحدَّ من تخيّلاتك يا عزيزتي ، لن يكون لكِ خروج من هذه الغرفة حتّى ، ما رأيك بذلك ؟ تعلمين ، اعدائي كُثر .. وسأحطّمُ رأسَ كلّ من يساعدك في الخروج ، ارجو انَّك سعيدة بهذا .

تحرّك للخروج وتركها الّا انّه توقّف لدى تحرّكها سريعاً وسماعه لصوتها تتقيّأ في دورة المياه .
ذُعر وهبَّ اليها سريعاً ، ابعد شعرها عن وجهها ورّبت على ظهرها بقلق ، ما ان انتهت حتّى دفعت يده مردفة بحنق :

- لا تلمسني !

لم يعجبه هذا التّصرّف بتاتاً الّا أنّه هدأ سائلاً ايّاها :
- ما خطبك ؟ هل نذهب للطّبيب ؟

- ليسَ من شؤونك ، ابتعد .
ببرود اجابت بعد ان غسلت وجهها لتدفعه من طريقها عائدة للغرفة جالسةً على طرف السّرير تضعُ رأسها بين كفيّها .

- ريس لا تستفزّي اعصابي ولنذهب للطّبيب .
بحدّة قال ساحباً يدها يمسكها لتسحبها من يده بقوّة .

- لن اذهب مع رجلٍ مثلك لأيّ مكان
قالت تنظر له بحنقٍ لتسترسل ساخرة :
- من يدري ؟ قد تجِدُ بي صفقةً رابحة وتضمّني لمبيعاتك ايّها العظيم .

كلامها هذه أخرج شياطينه ، بحدّة امسكَ وجهها بكفِّه بقوّة مقرّباً ايّاه منه واردف قائلاً :
- زِني سمومك قبل اخراجها من فمك ، وصدّقيني خوفكِ منّي خيارٌ جيّد لاكمال حياتك رفقتي ان كانت هذه نتيجة اطمئنانك .. حتّى حبّي لكِ في السّابق لن يجعلني اتوانى في ايذائك ..

دموعها تجمّعت بعينيها ، افلتَها مديراً ظهره بغضب ، لتردف هي بقهر :
- أكرهك .. أنتَ أكثرُ رجلٍ سافلٍ قد عرفته في حياتي ، اتمنّى لو انّني متُّ قبل رؤيتك ..

لم تعني أيُّ حرفٍ تفوّهت به ، الّا انّ غضبها منه وصدمتها بما اصبحَ عليه من كانا يتحدّثان ، وهو خرج كونه لم يحتمل سماع هذا .

هي في تلكَ اللّيلة نامت على سريره ودموعها لم تجف ، وهو لم يعُد للمنزل .

______________

استيقظت في اليوم التّالي لتجد الخادمات يملأن الغرفة اذ كنّ ينقلن ملابسها الى غرفته ، جُنَّ جنونها لتوشكَ على الخروج فتحدَ حارسان يقفان امام باب الغرفة .

- المعذرة سيّدتي ، السّيد جونقكوك امر بعدم خروجك من الغرفة .

اطلقت ضحكة غير مصدّقة لتعيد بصرها للدّاخل تنظر للخادمات :
- ماللّعنة الّتي تحدثُ هنا ؟!
سألت بصراخٍ وهي تكاد تنتف شعرها حتّى اجابتها احدى الخادمات :

- السّيد جونقكوك امر بنقل حاجيّاتك جميعها الى غرفته .

بحثت عن هاتفها بناظريها حتّى التقطته عن الطّاولة لتتصل به على الفور .

مان اجاب حتّى اخذت تصرخ :
- ماذا تظنُّ نفسكَ فاعلاً ؟! لا يحقُّ لكَ بالتّحكم بحريّتي ، استطيعُ ان اتصل بيونقي وسيخرجني من هنا بالقوّة !

- اذاً اتّصلي به .
بنبرة باردة ساديّة اجابها واغلق الهاتف فوراً ، نتفت هي شعرها لتعاود الاتّصال بيونقي .

- اجل ريس ؟
اجابها وبدا كأنّه على عجلة من امره .

- يونقي ، جونقكوك يحتجزني بإحدى غرف قصره ، ارجوك تعالَ واخرجني من هذا السّجن .
بتوسّل قالت ليجيبها الاخر سريعاً :

- آسف عزيزتي ، لا نستطيع التَّدخل بهذه المشاكل الزّوجيّة ، لكنَّني سأحاول التّحدث مع جونقكوك لأجلك .
وهو ايضاً اقفل هاتفه سريعاً لتلقيه على السّرير وتصرخَ باعلى صوتٍ تمتلكه .

______________

- لقد اصيبَ جونقكوك ، نامجون آمر جالكم بالتّراجع لأنَّ وحداتي ستشتبكُ مع الجميع .
تحدّث يونقي عبرَ جهازه اللّاسلكيّ مع نامجون لينفّذ الاخر على الفور ثمّ يمسكُ جهازاً آخر يتحدّث به :

- الوحدة الفا تُهاجم من الشّمال ، بيتا وفاي حاصرا المكان كاملاً عدا طريق الأحراش ، البقيّة تراجعوا .

- جونقكوك انتَ بخير ؟
سأل جيمين بينما يطالعُ جرحَ الآخر الّذي شحب وجهه لكثرة ما فقد من دماء .

- ها قد وصل سوكجين .
استرسل مطمئناً ايّاه بينما يفتحُ الباب الخلفيّ للشّاحنة حيث يقبعا فيدخل طبيبٌ رفقة ممرضتين .

- انزع درعه سريعاً .
امره جين ليفعل جيمين على الفور ، تقدّم يقوم بعمله وقد زوّد جونقكوك بوحدات الدّماء المجهّزة مسبقاً .

- يبدو انّ قنّاصاً هوَ من اصابه .
تحدّث جين بينما يضمّد جرحه .

- نعم ، السّلاحُ العاديّ ما كان ليخترق هذا الدّرع وما كان لحامله ان يستهدف موطن الضّعف في الدّرع ، وهذه ليست رصاصةُ مسدّس .
اجابه جيمين بينما يطالعُ الرّصاصة الّتي اخرجها الطّبيب .

- سيكون بخير الإصابة ليست بالغة حقّاً لكن عليه ان يرتاح هذه الفترة ، لا اشتباكات على الاقل .. وليتناول المسكّنات ان تألّم كثيراً .
وصّى جين بينما يعيد عدّته الى حقيبته ليهمهم له جيمين .

- شكراً لكَ جين .. سأحرص على ذلك .

تصافحا ليخرج جين .

- عليّ العودة للمنزل .
تمتم بصوتٍ ضعيف ليعترض جيمين :

- الا تريد لمعشوقتك تلك الّا تعلم بالحقيقة ؟ هي لا يجب ان تراك بهذه الحالة .

- لا .. ريس .. ستقلق ، لم اعد للمنزل بالامس ، وايضاً .. أنا ، أنا بخير ، لن تعلمَ بامر ما حدث .
بتعب قال وهو يحاول ان يستقيم ليردف جيمين بانزعاج :

- اتمنّى ان ترى الجرح ولا تتركك حتّى تعلمَ الحقيقة كاملة اذاً .

____________

كانت تستلقي على السّرير مغمضة العينين ، سمعت صوتَ باب الغرفة يُفتحُ وخطيّات هادئة بعدها لتعرف انّه هو ، هدأت لتسمحَ لنفسها بالنّوم بعدها .

كان يبدلُ ملابسه على ما يبدو ليأتي ويستلقي بجانبها بقدر ما يستطيع من هدوء
الّا انّ صوتَ تآوهاته اقلقها ، التفتت تنظر له عاقدة حاجبيها ليتمتم :

- الم تنامي بعد !

- ما بك ؟
سألته تقتربُ منه ليبعدها من كتفها مردفاً ببرود :

- لا شيء ، نامي فحسب لا اريد رؤية وجهك او سماع صوتك .
رفعت حاجبها واردفت بجديّة اكثر :

- لا تكذب بهذه الطّريقة ، هذا يثبت لي انّ هناك شيءٌ اسوأ مما اظن ..

- انا متعب واريد الّنوم .
بنفاذ صبر قال ليستلقي بجسده على السّرير ، لاحظت وضعه ليده عند معدته كالحوامل لتبعدها سريعاً وترفع قميصه .

شهقت والدّم جفَّ بعروقها ، تستطيعُ تخيّل سبب هذه الضّمادة .

- مالّذي حدث جونقكوك ؟!
سألت بنبرة قلقة والدّموع تتجمع في عينيها .

- تباً لكَ جيمين ..
تمتم الآخر بينما يسند ظهر يده على جبهته وهو مستلقٍ .
استرسل :
- ليس من شؤونك .

- لن انام او ادعك تنم حتّى اعلم الحقيقة ، لذا مماطلتك ليست من صالحك .
قالت ليقلّب عينيه ، اوشكَ على قلب نفسه للجهة الاخرى ليتألّم بشدّة فيتآوه .

هبّت اليه تحاوط وجهه بكفيّها وقلقها واضحٌ جدّاً .
- ارجوك ، اخبرني ، لا تعذّبني بهذه الطّريقة .
دموعها نزلت على وجهه ، نسيَ المه وركّز بخاصّتها .

دونَ وعي منه رفعَ رأسه طابعاً قبلةً فوق شفتيها .
- ارجوك ..
بتوسّل قالت بعد ان اسندت رأسها ضدّ خاصّته .

- لمَ لم تكرهيني بعد ؟ لم ما زلت تخافين عليّ بعد كلّ ما فعلت ؟
سأل بتعب ، اومأت برأسها نافية لتجيب :

- قلبي المعتوه يتعلّق بالاوغاد .
قهقهَ بتعب لاجابتها لتسترسل عاقدة حاجبيها :

- كيف سأكرهك يا معتوه ؟ اعلمُ بأنَّ كلّ ذلك كذب .. ربّما صدّقت لحظتها لكنّني أعلم بأنّه كان كذباً .. كما انّ يونقي ما كان ليتركك بتلك السّهولة ، ونامجون لا يجيد التّمثيل ، ما كان ليصمت بهدوء لدى ذكري لامر زوجته في ذلك اليوم لذا ادركت انّ هناك خطأ فيما يحدث ، دلّني الى الصّواب .

- انتِ داهية .
قال مبتسماً يمسحُ على شعرها لتردف :

- لديّ سرٌّ سيهمّك اكثر من ايّ شيء ، اقسم بأنّني لن اخبرك به حتّى اعلم بالحقيقة .
من نبرتها ونظرتها ادرك صدقها ومدى اهميّة هذا السّر ، تنهّد باستسلام ، واردف بينما يعيد رأسها الى صدره .

- حسناً ، لكن عديني اوّلاً ، لن تفعلي ولو شيء بسيط قد يعرّض حياتك للخطر .

____________

"يتبع ..."

٥٥٢٠ كلمة !
عن تشابترين ونص ! كنت حقسمه نصين بس ما عرفت من وين فتركته .

ام سو هابي توداي والله 😭😭😭💜
واخيراً نجحنا 💃🏼💃🏼💃🏼

انييوايز

فاكت : بشمئز لما اكتب الجزئيات الرومانسية واللي فيها قلة ادب ، حتى بالتدقيق بعمللها سكيب فاللي بشوف فيها اخطاء املائية بسبب سرعة الكتابة يعمل سكيب برضو
اصلاً فعلياً لما ادقق ما بصحح الاغلاط حتى لاني بكسِّل 😂 - ريتشارد واترسون فرع الواتباد -

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top