Is everything

‏مَا كنتُ اؤمنُ بالعيونِ وفِعلها حتَّى دَهَتني في الهَوَى عيناكِ 🤍.

___________

- تعاليّ الى مكتبي .
بغضب واضحٍ على ملامحه منذ وصوله اتّجه نحوها وهي تنظر له باستغراب ، قالَ سريعاً وسبقها الى مكتبه فتبعته بفضولٍ ينهشها .

فورَ أن دخلت حتّى جفلت قافزةً في مكانها بسبب التُّحفة الّتي ارتطمت في الباب بجانب رأسها .
- واللّعنة مالّذي فعلتِه أنتِ بغبائك ؟!

سأل صارخاً لتنظرَ لهُ مُشوّشة .
- ماذا تقصد ، جونقكوك ؟

- لمَ أخبرتي ذلك السّافل عن عنوانك ؟!!
صرخَ سائلاً ملتصقاً بها ، توسّعت عيناها بصدمة وخوف ، ما خطر في بالها هو أنَّ مكروهاً حصل لصديقاتها ، بسببها .

- لـ .. لقد ، لقد طلبهُ لكي يوصلني ..
بتمتمة وصوتٍ ضعيف أجابته تشدُّ على قبضتها والخوفُ ينهشها .

- اللعنة !
نظر لعيونها ضارباً الباب بجانبها .

- مالّذي حدث ؟
سألته رافعةً يداها حتّى صدره لتدفعه بخفّة كون ذلك القُرب يخنقها .

- لقد اختطف بروينوس وثياكرس ، جيمين يكادُ يفقد عقله ..
قال بهدوء مبتعداً عنها .

كما توقّعت ، عضّت على شفتها مانعةً نفسها من البكاء ،
ليسَ وقتُ الضعف البتة .

- ألا تعرفُ مكانه ؟
سألته متأملة ، لربما يجدون حلّاً ..

- لا ، وليست هذه المشكلة ..
تكادُ تفقد وعيها ، مالّذي سيكون أسوأ من ذلك ؟

نظرَ لها بطرف عينه لثوانٍ حتّى يستدير مستنداً بكلتا يديه على طاولته مستطرداً :
- هو يطلبكِ أنتِ بالذّات ليطلقَ سراحيهما ، وهو يرسِلُ كلَّ ساعة مقطعاً مصوّراً يؤذيهما بشكل ما ..

فغرت فاها بلا استيعاب ، اقتربت منه واضعةً يدها على كتفه لتردفَ بحزم :
- حسناً اذن ، هاهو الحل ، أنا سأذهب ، الغلطةُ غلطتي منذُ البداية ..

التفت لها فجأة ليدفعها على الكرسي بجانبها فتجلس خائفة وهو يقتربُ منها منحنياً ، ابتسامته الحانقة اظهرت لها شياطينه .
- أنتِ لا تعرفين ذلك السّافل ، وليسَ لنا ضمانٌ بتسليمهما هذا اولاً ، وقد يستغلُّهما ليجبركِ على تنفيذ ما يريد ، كما أنَّ قوته لا يستهان بها ، ولو كانَ ندّاً بسيطاً لتخلّصنا منه في النّادي منذُ زمن ! أنا لن أرسلكِ للجحيم بيداي .

طفحَ كيلها عند هذا الحدِّ عدا عن شعورها بالذّنب ، اخفضت رأسها تشدُّ على ثيابها لتردف :
- اذاً ماذا .. ماذا تريدني أن افعل وهما هناك بسببي .. اقفُ مكتوفة الايدي خوفاً على نفسي ؟! واللعنة ان كان يريدني أنا فلن أُقحمهما في نتائج اخطائي !
صرخت في نهاية كلامها سامحةً لدموعها بالانهمار .

ورت جونقكوك مكالمة ليردَّ قارصاً ما بين حاجبيه بصداعٍ بدأ يفتكُ به .
- أجل جيمين ، مالجديد ؟

- لقد أخبرتُه أنَّنا سنسلِّمُ ريس .. العنوانُ اصبحَ بحوزتنا ويونجون اخترق الكاميرات ، سنستكشفُ مواطنَ الضّعفِ هناك ..
قال جيمين بنبرة باردة ، ليصرخ جونقكوك لدى ما سمعه :

- أنتَ تعلم ما نتائجَ فعلتك ؟ ان لم يرَ ريس لن نضمن أنّه لن يؤذي الفتاتان ، وليس لنا ضمانٌ أنّهما في ذات المكان !

- نعم ، لكنّه سيأخذها للفتاتان ، وسنضعُ جهازَ تتبع مع ريس ..
اجابه بذات النّبرة ، حتّى جُنَّ جنون الآخر :

- أنا لَن ارسلَ ريس لابن العاهرة ذاك ! لن أُعرِّضها للخطر ، أتفهم ؟!
ضربَ الطّاولة بقبضته فضاق ذرع الآخر ليصرخ هو ايضاً :

- لا تكُن أنانيّاً جونقكوك ! كما تريدُ حمايةَ ريس انا اريد حماية بروينوس ، وتايهيونق قد طلبَ مساعدتنا في ايجاد ثياكرس بالفعل .. لا تجعل مشاعركَ الغبيّة ورغبتكَ في حمايتها تُنسيكَ الصّواب ! كما أنَّني اعتقد أنّ ريس توافقني الرّأي .

- نحنُ قادمان ..
قالَ ببرود ، اغلق الهاتف ونظر اليها بملامحَ لا تفسّر ..

- لنذهب .. لانقاذهما ..

__________

- ما خطّتك جيمين ؟
سأله بعد ان وصل ، الأخرى لم تحتمل نظرات جيمين لها فذهبت للحانة المتّصلة بالنّادي .

- العنوانُ بحوزتنا ، طلب ان تأتي مساء هذا اليومِ اليه ، اجهزةُ التَّتبع جاهزة .. البقيّة سيكون على ريس ..
ان حدث طارئ فسنكون على مقربةٍ منها لنتدخّل .
ما ان انهى كلامه حتّى ضرب الآخر الطّاولة حانقاً :

- ما هذه السّخافة جيمين ؟!
بحدّة اجابه الأقصر قاضباً حاجبيه :

- ليست كسخافةِ من عرّضت نفسها وصديقاتها للخطر !
سحبه جونقكوك من ياقته بغضبٍ واضح .

ابتسمَ ساخراً يُبعد يديّ صديقه عنه :
- هيَ حقّاً غيّرتك جون جونقكوك ، ما كنتَ لتتهاونَ مع خطأ كهذا البتّة ، بل ستحمُّل من يخطئ نتائج أفعاله كاملة ، مالّذي حدث لكَ الان ؟!

- اخرس .. جيمين
ابتعد خارجاً ليستنشقَ هواءً نقيّ ، كان يقفُ متخصّراً بملامحَ مقتضبة ، وما زاد الطينَ بلّة هو الاتِّصال الّذي ورده :

- من ؟
بصوتٍ أجش سأل .

- تؤ تؤ .. ألم تكُن بانتظارِ سماعِ صوتي كوكي الجميل ؟
بنبرةٍ مستفزّة قالَ الآخر والّذي تعرّف عليه على الفور .

- اقسم لو مسَستَ شعرةً من إحداهنّ فسأجعل منكَ طعاماً لكلابي مين وو ..

- سأفكِّر بهذا لاحقاً ، عموماً ، أنا بانتظارِ الصّغيرة ، أرسلها للعنوان .. وآه ، احذر ، مجرّد شكّي بأمرٍ ما سيجبرني على التّخلّص من آنستين جميلتين ، عندها احزر ماذا ؟
ستكرهُك تلكَ الطِّفلة .. ومن يدري قد تقتلُ نفسها لشعورها بالذّنب ..
خلالَ ساعتين اريدها أمامي .

القى الآخر الهاتف ارضاً غاضبة ليصبحَ اشلاء ، وعاد للداخل يبحث عنها .

عثرَ عليها بالحانة ، تجلسُ مسهبةً بصرها بحزن بينما تسند وجهها على كفِّها ، تقدّم نحوها سريعاً ليمسكها من ذراعيها موقفاً اياها .

هي كانت تحدِّقُ به فحسب دون التّفوه بحرف .

- مـ..

- أنا أُحبك ..
قالَ مقاطعاً اياها فور ان اوشكت على التّكلم ، ظلّت تحدُّق به بلا تعابير .

- جو..
مجدّداً قاطعها ملصقاً شفتيهما .

ابتعد فوضعت يدها على جبهتها .
- أريدُكِ .. أنتِ لي ، لا تسمحي لهُ بلمسكِ او النّظر اليكِ حتّى ..
بنبرةِ عاشقة أمرها مسنداً جبهته ضدَّ خاصّتها ، اومأت ايجاباً مسدلةً جفنيها ، رفعتها لدى شعورها بحلقةٍ تطوِّق سبابتها لتنظر له .

كانَ خاتماً بحجرٍ بنفسجيٍّ لامع ..
- هل هذا عرض زواج ؟

سألت بضحكة غريبة بعد ان اعادت رأسها للخلف ، ليدركَ أنّها ثملت بالفعل ..

لم تعد اقدامها تحملها فاوشكت على التّهاوي ليمسكها عن ذلك ..

- أنتِ ثملة ..
همس بخيبة .. هو لم يدرِ كيف جاءته الجرأة ليعترف لها ، واكتشف بالنّهاية انّها ثملة .

ضحكة ساخرة سمعها ليلتفت ويجد جيمين الّذي تحدّث :
- تثملُ قبل المهمّة ! يا لها من مسؤولة ، بل وتدّعي اكتراثها بامرهما !

- أنا حقّاً لا أرغب في تشويه وجهكَ الوسيم هذا لذا اغرب عن وجهي جيمين ..

تقدّم قليلاً تاركاً عُلبة على طاولة السّاقي وغادر قائلاً :
- هذا سيعيد لها وعيها .

______________

كانت بالسيّارة مع رجلٍ ارسله مين وو وبيدها كوب قهوة ، تشعرُ بشيء خاطئ ، تذكرُ أنّ جونقكوك تحدّث معها ولكنّها لا تستطيع ان تذكر ما قاله ، بالاضافة الى الخاتم الّذي يطوّقُها ، يجعلها مشوّشة أكثر فأكثر .

كانت تتابعُ الطّريق المنشود عبر هاتفها وهي شاردة ، حتّى أخرجها من شرودها صوت نظام تحديد الموقع يعلمها بأنّها سلكت طريقاً خاطئاً ، نظرت للسّائق لتسأل :

- هذا ليس الطريق الصّحيح .

- انا اتّبع أوامر السّيد مين وو فحسبُ يا آنسة .

قلبها بدأ يضطرب .

ليس باستطاعتها فعل شيء بالوقت الرّاهن فهدأت حتّى تصل وتتفاوض مع ذلك السّافل .

- اللّعنة !
همست ، لدى ادراكها بأنَّها فقدت اتّصال جهاز التنصُّت ، مما يعني أنَّ السّائق استطاعَ تفويت من يلاحقونها من اتباع جونقكوك .

وما زاد الطينَ بلّة هو أنَّ وجهتهم كانت لقبَّةٍ تحتَ الأرض .

وقفت السيّارة في مرأب مخصَّص ، التفت لها السّائقُ قائلاً :
- اصعدي للطّابق الثّاني ، ستجدين السّيد بانتظارك .

فعلت ، كانت في طريقها بين ممرات الغرف تسمعُ اصوات تآوهات عالية ، هيَ حرفياً في بيتِ دعارة ، وهذا اشعرها بالاشمئزاز بشكلٍ لا يوصف .

سرّعت في خطواتها حتّى وصلت للمكان المنشود ..

- يا اهلاً وسهلاً ! ما هذه الزّيارةُ الجميلة ؟!
قالَ مين وو ساخراً مادّاً ذراعيه وهو يتقدّم نحوها .

- حقّاً لم يبدُ عليكَ بأنّك شخصٌ سافل .. عموماً ها قد أتيتُك ، أعِد صديقتاي ..
قالت بحنق متقدِّمةً نحوه أكثر .

- اوه .. اخشى انّني لا استطيع .. فكما تعلمين ، أنتِ نقطةُ ضعفِ جيون .. لن أتخلى عن الفتاةِ الّتي يحبُّها بهته السُّـ..

صوتُها المرتفعُ بحدّة قاطعه :
- واللّعنة لستُ حبيبة ذلك السّافل الآخر ! أنا هنا لانقذ صديقتاي فحسب ، لا آبه لجونقكوك او لأيٍّ كان ! اساساً انا معه لأنّه هددني بصديقاتي .. كلُّ سوءٍ يحدثُ في حياتي يكون بسببه .. أحذركُ من ذكر اسمه امامي مجدداً .

كلامها وصدقها جعل فكرةً أخرى تطرأ في باله ، اقترب منها مميلاً رأسه بابتسامةٍ خبيثة .
- اذاً .. ما رأيكِ بأن نتخلّص معاً من سوء حياتك هذا ؟! طالما أنَّنا نكرهُ ذات الشّخص .

احتدّت اكثر مبتعدةً قليلاً :
- تحلُم ! لن افعلَ شيئاً ما دامت صديقتاي مرهونتان عندك .. لم اعُد اعمل تحتَ التّهديد ..

مدَّ يده مصافحاً اياها قائلاً :
- ولستُ بحاجةٍ لتهديدكِ بهما ما دمتِ لا تستطيعين الخروج من هنا ، اذاً ، أأنتِ موافقة ؟ أحررهما وتصبحين في صفّي ؟!
نظرت ليده الممتدّة لمصافحتها لثوانٍ ، زمّت شفتيها وبعد تفكيرٍ صافحته ..

وجهازُ التّنصُّت كان يعمل ، لمْ تدرِ هي هذا ..

_______________

- هل هما معك ، جيمين ؟
سألته تطمئنُّ على الفتاتين وهذا كان شرطها ، ما ان اجابها الاخر بالايجاب حتّى سحب مين وو الهاتف .

- لا وقتَ لدينا ، ها قد نفذت وعدي وأريتكِ صورتهما رفقة جيمين بالفعل .. حان دورُكِ لتنفيذ وعدك ..

______________

- جيون جونقكوك أضعف مما تظن ، ولا ادرك لمَ الجميع يعطيه هذه القيمة الكبيرة .. هو بدون رجاله لا شيء .. وحسبما رأيت انتَ اقوى منه بكثير ، استطعتَ ان تأخذني من بين يديه بسهولة ، وجهه الخائف والغاضب ما زال مطبوعاً في ذاكرتي .. لذا تستطيع انهاءه بحلول الغدِ فحسب !
لديّ خطّة بسيطة ، تهوّره وحبه لي سيوقعانه بالفخ .. وسينتهي أمره .

بثّت كلماتها في مسامعه ، هي بطريقتها المتهاونة واسلوبها السّاخر جعلته يؤمن بكلّ حرفٍ تفوّهت به ، وهذا جعل النشوة تدبُّ في اوصاله .

- جونقكوك تقوى عليه فتاة ، يالسخرية القدر ! ما هيَ خطّتك ؟

___________

- اللّعنة !
بغضبٍ ضرب الطّاولة وهو يشاهدَ مقطعاً مصوّراً لريس في احضان مين وو ، هذا جعل من شياطينه تتراقص أمامه .

قرأ الرّسالة الّتي أُلحقت بالمقطع :
" ارى أنَّ فتاتكَ فضّلتني ، كوكي .. المتعةُ والنّشوة الّتي أشعر بها الان لم أشعرها مع امرأة من قبلها قط ، سيكونُ من الجميل لو اتيت لرؤية هذا بعينيك في العنوان المرفق .. "

- وصله .
قال بسعادة لتبتسمَ الّتي تستند على صدره .

ثوانٍ حتّى وردها اتّصال :
- انه كاي .. لا بدّ ان خطّتنا نجحت .
كاي كما ادّعت لمين وو أنّه رفيقها الّذي يكره جونقكوك من النّادي .. لذا هو سيكون جاسوساً لديهم هناك ..

- اجل ريس ، جونقكوك قد جنَّ جنونه وهو الان متوجّهٌ للعنوان .

- رجالُ مين وو سيكونون بمقرِّ المحيط بعد قليل .. اعتني بهم .
بابتسامةٍ قالت ، اغلقت الهاتف ونظرت لمين وو .

- كأسُ نبيذٍ لنحتفل قبل ان ندمِّر ذلك المتعجرف لن يضُر .

رطّب الاخر شفتيه بسعادة مردفاً :
- كأسٌ واحدٌ فحسب ..

استقامت تسكبه في كأسيهما ، عادت نحو سريره واعطته كأساً ، لتتجرّع الآخر ..

مضى الوقت ، هو شرب كأسه دفعة واحد .. دقيقة تلو الأُخرى ، حتّى تحدّثت :

- مين وو ، سأخبرك سرّاً .
نظرَ لها لتسترسل :

- جونقكوك انقذني بضع مرّات .. مراراً من نفسه ، من فتاةٍ حاولت اغتصابي ، من جايسون ، من صديقاتي ، والأهم .. من نفسي ..

عقد حاجبيه بلا فهم ، اوشكَ على سؤالها لكنَّ اتصالاً قد ورده .
كان يشعرُ بخدرٍ في يدهِ فلم يقوَ على الاجابة لتجيب هي بدلاً منه مستخدمةً مكبِّر الصّوت .

- سيّدي ، العنوانُ هو لمجرِّد ملهى ليليّ فحسب ! لقد بحثنا جيّداً ولم نعثر على طيف جونقكوك حتى .

نظرَ لها بصدمة لتعقد حاجبيها :
- ماذا ! لا بدَّ أنّهم اخطأوا في العنوان ..
قالت باندفاع ، ظلَّ صامتاً ، اقفلت الهاتفَ لتضحكَ بعدها بصخب .

- قد تخونني نفسي ، لكنّها لا تخونه ..

- أنتِ أفعى !
بحنقٍ قال يحاول تحريكَ جسده لكنّه لم يقوَ على شيء .

نزعت خاتماً من بنصرها لتطلقهُ بالهواء وتعيده لقبضتها مراراً باستمتاع قائلة :
- لا ، أنا أسوأ .. كما أنّ غبائك هو من اوقعك .. لو كنتُ مكانك لجرّدتني من ابسط الاشياء .. كخاتمي الّذي يحوي سُمّاً أصابكَ بالشّلل بعدما تجرّعته في كأس نبيذ .. ويقتلك تدريجيّاً ..
جميعُ الرّجال أغبياء ، شهوتهُم وغرورهم تسيطران عليهم ، امرأة واحدة بكلماتها قادرة على جعلكم تحلِّقون فوقَ الرّيح وما ان تغفلوا حتّى تسقطكم وتهشّمكم ..

بدأ يصرخُ في وجهها بكلماتٍ غيرِ مفهومة ، قلّبت عينيها مسندةً رأسها على ساعديها بانتظاره ان يصمت .

- لديّ اعتراضٌ على كلامك ..
صوتُ فتحِ الباب الّذي تلاه صوت جونقكوك جعلها ترفع رأسها ناظرةً له بتساؤل .

- هذا المسخُ لا يمتُّ للرجولة بصلة ..
استرسلَ لتسهب بصرها فيه لثوانٍ حتّى قالت دون وعي :

- بصلة ام ثومة ؟
ضحكةٌ غيرُ مصدّقة اطلقها جونقكوك مردفاً :

- حسُّ فكاهتك يذكِّرني بالطّبيب سوكجين .. 
لا تعيديها مجدّداً ..

قلّبت عينيها بانزعاج والتفتت للذي يحتضرُ بجانبها قائلة :
- بالمناسبة يا صاح ، لن اتعاون مع من مسَّ صديقاتي بسوء ولو على جثّتي .
احتضاراً سعيداً .
استقامت مبتسمة متّجهة للخارج حيث اعترض جونقكوك طريقها لتمسكَ يده وتضعَ في كفِّه الخاتم الّذي اكتشفت صدفةً انّه يحوي سمّاً ..

- في المرّة القادمة اخبرني لما تخطط له بالمهمة وانا واعية ، اعتصرتُ دماغي حتى ادركَ ما هدفك خلف اعطائي هذا الخاتم ..
خرجت تاركةً اياه يحدّق بالفراغ بلا استيعاب .

خرجت لتجدَ امامها سيارةَ جونقكوك ومجموعة سيّاراتٍ تقلُّ فتياتٍ وصبيان تستطيعُ ادراك سبب اختطافهم ووجودهم بمكانٍ كهذا
معظمهم يبتسمون بسعادة لنيلهم الحريّة وهم لم يتجاوزوا الخامسة عشر حتّى ..

معظمُ الاشخاص اسوأ مما يبدو عليهم ..

ركبت سيّارة جونقكوك ليرده اتّصال من جيمين اذ ترك هاتفه بالسيّارة ، فردّت .

- رجالُ مين وو معنا الان .. هل حررت ريس ؟
ضحكت ساخرة لتجيبه :

- الان تسأل ؟! يا رَجل كدتَ تقتلني بنفسك .

- لا بأس ، انتِ كالقطةِ بسبعةِ ارواح ..
اجابها ساخراً كذلك لتتنهد مسترسلة :

- حقِّق مع رجاله ، قد يكون لاعماله امتدادات ، وربما نتخلص من شركاءٍ او معارف له .. اعتقد انَّ جونقكوك تخلّص ورجاله ممن تبقوا بالدّاخل .

صراخ جيمين المفاجئ افزعها :
- ماذا !! بقي رجال ! جونقكوك لم يحسب حساباً لهذا ، ظننا جميعهم قد اتوا للبحث عنّا !
قوله اقلقها ، وصوتُ الرّصاصِ الّذي سمعته فجأة ارعبها وارعب الاطفال حولها ، كما رجال جونقكوك الّذين ركضوا للداخل زاد الطين بِلّة ، قلبها يوشك على التّوقف ..

اخرجت مسدساً من صندوق السيّارة المتموضع امامها وخرجت سريعاً ، امرت الاطفال :
- اصعدوا للسيّارات ، واقفلوا الابواب عليكم واخفضوا رؤوسكم ولا تفتحوها لأحد حتّى آتي اليكم ..

ركضت نحو الدّاخل ، تحديداً نحو صوتِ الرّصاص ، وفي طريقها تخلّصت تماماً ممن بقي بهم رمق .

كادت ان تصلَ حتّى توقّف صوتُ الرّصاص الذّي كان اشبه بهطول المطر منذ ثوان ..
- جونقكوك ..
همست بضعف كان وحيداً في الدّاخل ، وصوتُ الرّصاصةِ الاولى الّتي سمعتها كانَ من بندقيّة ..

خطواتها عادت للخلف ، اسوأ ما قد يحدث يخطرُ ببالها ويفزعها بشدّة ..

ادارت جسدها بنيّة العودة ادراجها ، حتّى شعرت بيدٍ على كتفها .
- انتِ بخير ؟
ارتاحت لدى سماع صوته لتزفر بارتجاف مرتاحة ، التفتت لتعانقه بسعادة ودموعها انهمرت بالفعل .

- انت بخير .. كدتُ ان اموت ، جونقكوك ..
هو استغرب ذلك ، وهي لم تعي ما تفعل ، لطالما ظنّها تكرهه ، ولطالما جهلت هي ما تشعر به نحوه .. او ربما انكرت.

ابعدها عنه قليلاً ناظراً لعينيّها محاوطاً وجهها بكفِّه الدّامية وملامحُ التساؤل على وجهه .

ثوانٍ حتّى انتبهت لذراعه المصابة .

وجهها شحب ويدها تقترب من جرح الرّصاصة ، اعادت بصرها لوجهه متسائلة ليجيبها :
- كانَ هناك قنّاص ، اعتقد انّه كان يستهدفكِ في حالِ اظهرتِ خيانته .. لقد اصابَني لكنّني كنت قد لاحظته بالفعل فاصابتني ب...

لم يعد يقوَ على الحديث ، وجسده انهارَ موشكاً على السُّقوط لتمنعه . 
تقدّم احد رجاله ليحمله متجّهاً نحو سيارته .

______________

- لقد فقد دماً كثيراً .. هو بخير الان ..
اعلمها جيمين بعد ان خرج من غرفة جونقكوك ، هي كانت جالسةً تهزُّ قدمها بتوتّر ..

تنهدت بارتياح ، زمَّ جيمين شفته ليردف :
- اعتقد .. سيحتاجك بجانبه ..

ذهب فوراً ولم يترك لها فرصة للاجابة ، جونقكوك حتماً سيقتله لو علم بهذا ..

هي دلفت للغرفة لتجده نائماً ، جلست بجانبه وحدّقت بوجهه مطوّلاً ..

- لا اعلم حقّاً مالّذي اشعره نحوك .. لكنَّني متأكدّة أنّ ألمك يؤلمني اضعافاً .. لذا ، كُن بخير أرجوك .
مسحت ما تجمع بعينيها من دموع لتسترسل :
- رغمَ أنّك سافل ، وغد ، حقير ، دنيء ، منحط ، قذر ، سيء .. سيء جداً ونذل ... وايضاً معتوه ، منفصم .. استغلاليّ ..
لكنَّني لن احتمل ان يصيبك مكروه ..

كما أنّني أعلمُ أنَّك مستيقظٌ يا سافل .
قالت وهي تضربهُ بخفّة بيمناها وتمسحُ دموعها مجدداً بيسراها .

- انا لستُ سيّئاً الى هذه الدّرجة !
بصوتٍ متعب قال ، لتعود للبكاءِ مجدّداً ..

- حسناً ، اعترف .. انا سيء ، لا تبكِ ..
امتدّت يده ليمسحَ بابهامه دموعها .

-لا تتصرّف كما لو أنّك حبيبي يا قذر !
قالت تدفع يده ليعقد حاجبيه بانزعاج .

- انا مريض !!
قال منزعجاً ليسترسل بعد ان تذكر شيئاً :

- ستبقين في منزلي لتعنين بي هذه الفترة .

- انا حتماً لم ارَ شخصاً بهذه الوقاحة في حياتي مسبقاً ..

_____________

- جونقكوك ، لن استطيع العودة مبكّراً في الغد ، لذا ، لا تنتظرني ، سأذهب للمنزل الان تصبحُ على خير .
قال واوشكت على الخروج من غرفته ليوقفها متسائلاً :

- مهلاً ، ليسَ لديكِ سوى محاضرةٌ في التّاسعة وتنتهي في الحادية عشر والنصف بالغد حسبما علمت ..

- آه ، لقد دعاني كيفن لموعد .. هو صديقي منذ زمن كما انّه جيّد بغض النّظر عن سلبياته ويحبّني كثيراً ، لذا لا ارى ضيراً في اعطائه فرصة ليكون حبيبي ..
قالت بابتسامة بعد ان اعتدلت بوقفتها ، الآخر استقام واخذ يقترب نحوها بخطى هادئة وثابتة مع ابتسامة .

- اعيديها .. آخر كلِمة ..
بذات الابتسامة طلب منها لتعيدها ببطئ مستفزّةً اياه :

- أيُّ كلمة ؟ آآه ، حبيبي ؟!

- فرصة لمَ ؟

- لأن يكون حبيبي ..
اجابته بلا اكتراث ولا حساب لما سيحدث ..

سُحبت للداخل واقفل باب الغرفة بالقفل .. نظر لها وحقدٌ واضحٌ في عينيّه حتّى اردف حانقاً :
- فكِّري في ذلكَ مجدّداً وسأضمنُ لكِ ان يصبحَ صديقكِ ذاك وجبةً فآخرة في أحد فنادقي ..

عقدت حاجبيه ومدّت شفتيها بانزعاج ناظرةً اليه :
- حتّى اخي وابي لم يقولا هذا ! بصفتكَ ماذا تحاول فرض رأيك عليّ ؟!

- لا شأن لك ..
اجابها بنبرة اكثر هدوءاً من سابقتها .

- اذاً يبدو انّك مقرّب ، ذكِّرني بان ادعوكَ على زفافنا مستقبلاً لو اغرمتُ بكيفن ..
بابتسامة مدّعية البراءة قالت ، حتَى صرخَ الآخر :

- كُفّي عن استفزازي بهذا الشّكل !!

- بحقك ، ولم هذا قد يستفزُّك ؟! انا لستُ سوى موظفة لديك !
بملامح منزعجة قالت مما اثار غضبه اكثر ، ضاق ذرعاً وامسكَ كتفيها بحدّة مردفاً وهو يسهب نظره في عينيها :

- بل أنتِ من أحب .. لم تكوني مجرّد فتاةٍ عاديّة بالنّسبة لي قط .. لأنّني أحبّك ولو كلَّفني ذلكَ حياتي ، لن تكوني لسواي ..

ابتسامتها الهادئة وذراعيها الّلتان التفتا حول عنقه وكأنّ هذا ما كانت تنتظره جعله يحملق بها بلا استيعاب .

- من المستحيلات المستحيلة تماماً ان افكِّر بكيفن كأكثر من صديق هذا اولاً ..
وثانياً ، من قالَ لك انّني انسى تماماً ما يحدثُ معي وانا ثملة ؟!
وثالثاً ، استدراجك كان اسهل ممّا توقعت .. من الجيّد اعترافُ المرء بمشاعره .

ما قالته له جعله يدرك أنّ ما حدث منذ قليل كان محظُ تمثيليّة منها لاستفزازه وجعله يعترف بما يحس .. وقد نجحت في ذلك بجدارة .
ابتسمَ ساخراً على حالِه ، لتردف :

- لم اظنَّ يوماً انّني قادرة على خداعك بهذا الشّكل !
طبعت قبلة على وجنته لتبتعد مبتسمة .

- هذا لم يكن لصالحك البتة ، فمنذ انّكِ تعرفين بهذا الان ، سترينَ أيُّ نوعٍ من العشّاق اكون ..

- اطوق شوقاً لرؤية هذا ..

- ستندمين صدِّقيني .. بالمناسبة ، بعد ان انتهت المهمّة التب كانت تتضمن ارتباطنا تنهدتِ انتِ بارتياح ، خشيتُ ان اخبرك بأنّني لم أكُن امثّل ابداً .. كلُّ شيء كان صادقاً ، حتّى انَّني لم أكن انوي على اخبارك بأمر المحقق ، ولكنّ جيمين أخبرني بأنَّ أعلمك بعد الأمر باسبوع .
قالَ متوقّعاً انّه يستفزّها لكنّها ضحكت فعقد حاجبيه مستغرباً ضحكتها .

- يا مغفّل ، لقد فرحتُ لأنّني لن أكون مجبرة لرؤية جانبك ذاك ، خشيتُ أن أحبّك ..
حملقَ بها متفاجئاً ، امال رأسه قليلاً ليردف بابتسامة :

- اعلمُ أنّني رائع ، لكنّني لم اعتقد أنّني سأجعلُ معتوهةً مثلكِ تحبّني !

__________

"يتبع.."

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top