I see
لطالما كنتُ أعتبر لقائي بك من أفضل المكاسب في حياتي، تخيّل فقر العُمر لو لم نلتقِ .
_________
- مالّذي تتفوّهين به ؟! أنتما لم تكونا حبيبين من الأصل ؟!
صرخت ثياكرس بصدمة ، والأخرياتُ أصابهنَّ الخرس .
- للمرّة المليون ، تلكَ كانت مهمّة .. مُـ ـهِـ ـمَّـ ـة ! كان نصّاً جاهزاً ، ولا أدري مَن كتبهُ أصلاً ، لكنّني أُمرتُ بحفظه ولا بأس ان عدلتُ به ، و .. حسناً جونقكوك ممثل محترف بعد كلِّ ، انا بذاتي كدتُ ان اصدّق .
قالت بضجر ، هي بالاساس منزعجة بسبب جونقكوك الّذي أصبح سافلاً فجأة ، لا ، بل عاد لطبيعته بعد انتهاء المهمّة .
غلطتها انّها وافقت على مهمّة تعبثُ بها وبمشاعرها .
- مُهمّة ماذا ؟ اشرحي أكثر !
بروينوس تحدّثت تحاول الاستيعاب برزانة عكس الّتي اوشكت على الانقضاض عليها .
- كلُّ ما استطيعُ قوله أنَّ محققاً يدعى كيم نامجون كان يشتبه بجونقكوك ، لذا ادّعى جونقكوك أنَّ جايسون اجبرني على الانضمام لعصابته وهو يلازمني ليحميني كونه يحبّني ..
الامرأة الّتي ساعدتها في المطار لدى وصولنا تكون حبيبة المحقق ، لذا ، ان كنتُ فعلاً حبيبته فسيتركه نامجون هذه المرّة دون التحقيق بأمره ؛ ردّاً لجميلي ، ولو حقَّق بأمره فسيكشفُ أمرُ اعمال النّادي الحقيقيّة ، وهذا ما لا يريده جونقكوك بتاتاً ، ولأنَّ شركته ، والّتي هي بالأصل لوالده ستسيطر على النّادي ، لم يستطِع استلامها الى ان يصدِّق نامجون التمثيليّة كونه كان يراقبنا بكلِّ لحظة ، وحرفيّاً أعنيها .. لذا كان التمثيل واقعياً الى هذا الحد ، هذا ما قاله لي جيمين في اليوم الّذي تخلّصت به من جايسون .
سلّت نفساً عميقاً بعد ان انتحت لتريح ظهرها للخلف ، جلست نابي فجأة وقالت بخيبة أمل :
- كلُّ هذا يكون تمثيلاً بالنِّهاية ! لقد اخترتُ الفستان الّذي سأرتديه بزفافكما !!
نظرت لها ريس عاقدة الحاجبين ، الامرُ بدا لها غريباً .
- معلومة قد لا تعرفينها عن جونقكوك ، هو لا يقعُ في الحُب .. هل تتوقعين من رجل مثله أن يتزوّج ؟!
- اذاً ، هل ستستمرين في العمل معهم ؟
سألت ثياكرس بفضول ، وضعت ريس قدماً فوق الأخرى وأخذت تقلّب بهاتفها بينما تجيب لكيلا تبدأ سلسلة اسئلتهنَّ اللّامتناهية .
- أساساً ذلك كان جزءاً من عملي ، كما أنَّ المقرَّ اصبحَ في الشركة لمنع الشبهات ، سأكون تقريباً مصمِّمة في الشّركة ..
________
- مرحباً ..
ردّت على الهاتف بصوتٍ نعس بعد ان عادت من الجامعة متأخرة جدّاً كون خللاً ما قد حصل في جدولها .
- تعالي الى منزلي فوراً ..
بحدّة قال الاخر ، لم تأبه له ونامت فحسب ، اساساً هي فقدت القدرة على فتح عينيّها .
كانت نائمة ، تَحلُم ..
أميرةٌ في قصرها كانت ، وفقدت وعيها
جاءَ كلبها الوفيّ يضرب وجهها لتتيقّظ .. فابتسمت فاتحةً عينيها .
- سيب-استيان .. اوه ، مولاي
تمتمت باسم كلبها في الحلم ، ركزت رؤيتها لتقفز بفزع لدى ادرك ان الكلب الّذي كان يضرب وجهها بخفّة هو جونقكوك وانّها نادته لتوّها بمولاي كونه كان ملكاً في حلمها ، ولهذا شعرت بمدى واقعيّة الحُلم ..
- افزعتني يا وغد !
قالت تضعُ يدها على قلبها الثّائر ..
- هل قلتِ لتوِّك مولاي ؟!
سأل بابتسامةٍ ساخرة انسته موضوعه الاساسيّ .
- لا تهتم ، مالّذي تفعله هنا ؟
بانزعاج قالت تريد اغلاق الموضوع سريعاً لانّها لن تحتمل سخريّته إذا ما أخبرته عن حُلمها
تذكّر فجأة ليعيد عقدةَ حاجبيه ، سألها :
- لمَ تأخرتي اولاً ، تجاهلتني ثانياً ؟
نظرت له من رأسه حتّى اخمص قدميه باستغباء ، اعادت رأسها لوسادتها شادةً اللِّحاف عليها مجدداً لتتمتم بينما تغرق رأسها بلحافها :
- اغلق الباب ورائك .
- ماللّعنة ؟!!
قال بحنق ليسحب اللِّحاف عنها فجأة فتنزلُ هي كنزتها سريعاً كونها لا ترتدي بنطالاً .
- تبّاً لك أيُّها الوغد المنحرف !
بصوتٍ حانق هامس قالت ، قرّب وجهه منها لتتوتّر هي وتبتلع رمقها .
- أجيبي على اسئلتي ، فوراً ..
بصوتٍ خفيض قال نظراً للمسافة شبه المعدومة بين وجهيهما ، هدّأت من روعها تستلُّ نفساً ، استبدلت نظراتها الخجلة بأخرى باردة لتعيد رأسه بسبابتها بينما تجيب :
- اولاً لأنَّني لستُ حبيبتكَ ؛ لستُ مضطّرةً لأجيب على سؤاليك ، وثانياً لستَ رئيسي سوى بالعمل والمهمات ، عدا عن ذلك ، فأنتَ مجرَّدُ جارٍ او صديق ..
قلّب إجابتها برأسه ، شدَّ على قبضته ليردف :
- عموماً اردتكِ لإخبارك عن المهمة الجديدة كونها ستعنيكِ كثيراً ..
نظرت له بتساؤل فأكمل :
- ضحيّتنا التالية مدمنُ كحول ، لن أخبرك عنه كثيراً فأنتِ خيرُ من يعرفه ، كيفن ..
نظرت له مشدوهة ، اوشك على الخروج لتقفز واقفةً امامه تسدُّ الباب بجسدها ، قالت بحنق :
- انتظر ، أنا لن اسمحَ لكَ أن تؤذي اصدقائي .
اهلسَ ساخراً ، قرّب وجهه منها رافعاً حاجبه الايمن فيما يكتّف يديه :
- حقّاً ؟ كيف ستمنعينني ؟
نظرت لهُ بتحدٍّ واضح ، وأجابت :
- سأخبرُ كيم نامجون بالحقيقة ..
- سأقتله قبلَ أن تصلي له حتى ، كما أنّك جزءٌ لا يتجزَّأُ من أعمالي ، ستتأذين رفقتي ..
ببرود اجابها ، زمّت شفتيها تعضُّ على السفليّة بحنق ، استرسلت :
- سأقتلك .. سأقتلكَ أنت ..
ابتسمَ ، ذهبَ نحو خزانتها وأخرج منها مسدّساً مع كاتم ثمَّ عادَ اليها ، وضعَ المسدّس في يدها ثمَّ صوّبه على قلبه .
- افعليها ، هيّا ..
نظرت لعينيّه بدموعٍ قليلة تجمّعت بخاصّتيها .
اقترب منها أكثر مبعداً السّلاح ليسترسل :
- لأنّني إن خرجتُ من هذه الغرفة حيّاً ..
سيموتُ حتماً ..
لم يسبق لجونقكوك وأن نكث كلمته ، وهذا دبَّ الرُّعب فيها ، انزلت السِّلاحَ وانهمرت معه دموعها لتردف بصوتٍ ضعيف :
- لِمَ ؟ مالّذي فعله ؟ ما خطيئته ؟
مسحَ بابهامه دموعها ورفعَ رأسها بيده الّتي تموضعت اسفل ذقنها مجيباً بهدوء :
- عَبثَ معي ..
مسحت عينها بكمِّ كنزتها الطّويل لتنظر اليه بترجٍ :
- ارجوكَ لا تؤذِه .. هوَ صديقي بعد كلِّ شيء .. ارجوك كوك .
تذكّر حينما كانت تُناديه كوك اثناء تلك التمثيليّة ، ذلك جعل قلبهُ يُصارعُ قفصه الصدرّي ، البقاءُ أمامها أشعره بعدم الارتياحِ فأزاحها عن الباب برفقٍ ليخرج ، ولم تقوَ على منعه .
كانت تنزل ببطئ تكملُ بكائها ، هي ليس بيدها شيء في الوقت الرّاهن ، وهذا اكثر ما يؤلمها ..
___________
خرجت منذ الصباحِ الباكر للشركة اذ انَّ محلضراتها تبدأ في وقتٍ متأخِّر وهي لم تنَم بالأصل ، لم تمسَّ هاتفها ولم تتحدَّث لأحد ، تشعرُ بالخوف مِمّا قد حدث وتريد ان تبقى على أمل انَّ جونقكوك لم يؤذِ صديقها ..
جلست أمامَ مكتبها تقومُ ببعض الخربشاتِ على كرّاستها ، كانت تسرحُ في عالمٍ آخر ، ولم تقف رفقةَ زُملائها منحنيَةٍ للرَّئيس الأكبر الّذي دلف لتوِّه ، فلفتت هيَ نظره كونها لم تفعل .
تقدّم نحوها عاقداً حاجبيه ، ليردف بابتسامةٍ واسعة وصوتٍ مرتفع ما ان رآها :
- ابنتي ريس !
مالّذي تفعلينه هنا ؟؟
نظرت له جافلة ، استقامت لتنتحني بابتسامة متوتِّرة مردفة :
- اهلاً سيّد جيون .. أنا أعملُ هنا بدوامٍ جزئي ، لأتعلّم بعض الأمور .
شعرت بالضّيق من نظرات الموظّفين الفضولية الملتصقة بها ، الّا أنَّ السّيد جيون لم يلحظ هذا واسترسل في الحديث :
- جونقكوك الوغد ، لا بدَّ أنّه تعمّد ذلكَ ليراكِ كثيراً ، ابني حقّاً رومانسيُّ مع حبيبته ، كوالدهُ تماماً .
ضحكَ بعدها لتضحكَ له الأخرى بتكلُّف كونها محرجة بسبب التهامسات الّتي تحوم حولها ..
- عموماً يا بنتي ، ارجو المعذرة فلديّ عملٌ عليّ انجازه ، نتوقّع انا وزوجتي حضوركِ على العشاء الّلية مع حبيبكِ المغفّل ، لا اريد أعذاراً ..
اومأت له بمضض ، ربّت على رأسها ثمَّ ذهب لتنهار جالسةً على كرسيّها ..
" اذاً لهذا توظّفت بهته السُّرعة رغم أنّها مبتدئة "
"هي جميلة ، لا عجب بأنَّ السّيد الصّغيرَ يحبُّها ."
" سيتركها بعد أن يملَّ من جسدها ، أُراهنك .."
" لهذا تبدو مغرورةً جدّا .."
" الهي كم هي محظوظة ، السّيد جونقكوك وسيمٌ كاللّعنة كما أنّه ثريٌّ جدّاً "
"كيف اوقعته في شباكها ؟؟ أأسألها ؟ "
- اخرسوا !
صرخت فجأة تضربُ مكتبها لينظر لها الجميع بصدمة ويسود الصّمت في المكان .
وقفت لتذهب لدورة المياه .
تغسلُ وجهها سريعاً وهي تفكِّر :
- ذلكَ الوغد ، حتّى أنّه لم يخبر والديه بانّها كانت تمثيليّة !
تمتمت
نظرت للمرآة ، اغلقت عينيها تهمسُ بألم :
- ارجوكَ كُن بخير ، كيفن ..
جفّفت وجهها وعادت ادارجها .
- السّيدُ جونقكوك يطلبكِ الى مكتبه .
تقدّمت سكرتيرته مبلغةً اياها ، جفَّ حلقها ، تخيّلت ذاتها تسمعُ خبراً سيّئاً ولم تنتبه للهمسِ الذي ارتفع مجدداً .
وقفت لتقودها قدماها الى مكتبه ، فكّرت
"متى وصل ؟ "
طرقت البابَ ثلاثاً فأذن لها بالدُّخول ، كانت خطواتها بطيئة ووجهها شاحب .
اراحَ ظهره للخلف مردفاً :
- كيف حالك ؟
- هل هو بخير ؟
بصوتٍ خائف ضعيف سألته ، تقدّمت خطوة أخرى تحملق بعينيّه اذ ابتسمَ بهدوء رافعاً حاجبه الايسر ، وأجابها مريحاً ذقنه على اصابعه المتشابكة :
- رُبّما ..
أ - مات
ب - قد يموت قريباً وهو في المستشفى حاليّاً ، اي وضعه حرِج
ج - تركته ، غيّرت رأيي لأسبابٍ خاصّة ..
د - أجّلت الموضوع .
انهارت أرضاً تسند جسدها على ذراعيها ، شعرُها غطّى وجهها :
- ليسَ أصدقائي ، لا تعذِّبني بهذا الشّكل ..
أخرجت هاتفها لتتصل بصديقها .
ارتاحَ قلبها عند سماعها صوته والآخر عقد حاجبيه بشدّة ، ابتسمت عاضّة على شفتها السُّفليّة لتسأله بصوتٍ مبحوح :
- أنتَ بخير ؟
- آه ، ريس ، ما خطبك ؟
سألها باستغراب ، ليس من عادتها السّؤال عنه ، وصوتها يشير لأنّها بحالة سيّئة .
اغلقت الهاتف لتستقيم ناظرةً لجونقكوك بحدّة :
- اكتفيتُ من هذا .. لمَ تحاول ايذائي بأيِّ طريقةٍ تتاحُ لك ؟!
صوتها كانَ مرتفعاً قليلاً ، اراحَ هو وجنته على كفّه يطالعها باستمتاع .
- ايذاؤكِ ممتع ..
استقامَ معدّلاً من ربطةِ عنقه بينما حطَّ يده اليسرى في جيبِ بنطاله وهو يتّجه نحوها حتّى وقف أمامها مباشرة ، مقدِّمةُ حذائيهما متلاصقة .
- أحبُّ ضعفك ..
استرسل بنبرةٍ خفيضة مقّرباً وجهه من خاصّتها .
- أحبُّ كوني الوحيد القادر على إضعافك ..
نظرت له بملامح مشوّشة ، هو مختلٌّ على الأرجح .
استطرد :
- الأهم ، أحبُّ كوني الوحيد القادِر على انقاذِك وانتشالك من حزنك !
طفحَ كيلها معه لتدفعه عنها ، بنبرةٍ ساخطة تحدّثت :
- لا تغترَّ بنفسك ، أنتَ لا تستطيعُ فعلَ شيءٍ لي دون المساس بمن هُم حولي ، تأثيركَ عليهم لا عليَّ بشكلٍ مباشر وهذا هو اسلوب الضُّعفاء ، انت تستخدمُ ابرياءً وسيلةً لايذائي .. لا تتحداني جيون جونقكوك !
- ومالّذي تستطيعين فعله لو تحدّيتُكِ عزيزتي ؟
سألها بذات الابتسامة ، اطلقت ضحكة ساخرة قصيرة لتجيبه :
- جونقكوك ، عندما يتحداني أحد أفوزُ مهما كانت النّتيجة ، أعلمُ نقطةُ ضعفكَ جيّداً وقد استخدمها وإن أوديتُ بحياتي ، البقاءُ حيّة آخرُ اهتماماتي .
تلاشت ابتسامته ليرطِّب شفتيه مكتِّفاً يديه :
- اذاً أخبريني ، ما هي نقطةُ ضعفي .
ابتسمت بنصر ، عقدةُ حاجبيه راقتها لتهزَّ كتفيها بلامبالاة متّجهة للباب .
- أنتَ أدرى جيون ..
______________
بابهُ يُطرَقُ بقوّة منذ دقيقة ، استقامَ منزعجاً ليفتحه
فتحَ عينيه بدهشة لدى رؤيتها بملابس رسميّة وشيءٌ من مساحيق التّجميل يغطّي وجهها .
- أسرع ، سنتأخّر !
قالت بانزعاج ، عقد حاجبيه باستغراب ، هل طلب الخروج معها في موعد دون وعيه ؟
ثوانٍ حتّى تذكّر دعوة ابيه لكليهما فصفعَ نفسه داخلياً لنسيانه أمراً كهذا ، أمه حتماً ستقتله .
تنهد بارتياح كونه جاهزٌ بالفعل لأنّه كان سيتوجّه لحفلةٍ أقامها أحد أصدقائه ، تناول مفتاح سيّارته ليخرجَ بينما يرسلُ رسالة يعتذر فيها لصديقه عن القدوم .
كانت صامتة طوال الطريق تستمع للموسيقى بهدوء ، حتّى كسر الصمت هو بسؤاله :
- لم لم تخبري والدي بالحقيقة ؟ كنتِ تستطيعين فعل هذا ..
هو حقّاً كان فضوليّ بهذا الشّأن إلّا انّه حاول اظهار اللامبالاة اثناء سؤاله ، التفتت له باستغراب :
- لم يكُن من اللّائق إخباره بأمرٍ كذلك لاسيّما بعد دعوته لي ظانّاً أنّني حبيبتكَ حقّاً ، السنا ذاهبين اليومَ لإخبارهما بالحقيقة ؟
ابتلعَ رمقه مهمهماً لها بهدوء ، وعاد الصمت ليسود مجدداً لثوانٍ حتّى أخرجَ هو خاتمَ عائلتهم من صندوق مسند السيّارة مادّاً ايّاه لها .
- اذاً لنكمل هذه المسرحيّة .
- أينَ والداي ؟
سأل الخادمة بعد ان ادركَ أنّهما ليسا بالمنزل فانحنت الأخرى له مجيبه :
- السّيد والسّيّدة ذهبا على عجلة الى المشفى لأنَّ صديقَ السّيد تعرّض لحادث سيرٍ خطير مع عائلته .
همهم لها ليعيدَ نظره لريس ، عقد حاجبيه سائلاً :
- تريدينَ انتظارهما ؟
هزّت كتفيها مردفة :
- لا بأس ..
مضت ساعة وهما يشاهدان مسلسلاً سخيفاً ، حتّى ورد جونقكوك اتّصال من والده الّذي على ما يبدو أنّه فقط لتوِّه تذكّر أمرهما ..
- أجل بُني ، آسف على ما حدث ، فلندبر موعداً آخر للعشاء معاً .. لن نستطيعَ القدوم اليوم ، بيون تعرّض لحادث هو وزوجته وابنه الصّغير .. علينا البقاء ومساندته ، ابنهُ وضعه حرجٌ جدّاً وزوجته في غرفة العمليات ، وهو تعرّض لكسرٍ في ذراعه ..
انهى المكالمة مع والده لينظر لريس يفكِّر بأمرٍ ما :
- والداي لن يستطيعا القدوم اليوم ، لكن ...
نظرت له كإشارة بأن يكمل ففعل :
- صديقي يقيمُ حفلة كونَه اعترف لحبيبته وهما يتواعدان .. ما رأيكِ بالذّهاب ؟
كشّرت لتنفي :
- لا شكراً ، سأكون كالدّخيلة هناك ..
اومأ لها نفياً .
- اصدقائي ودودين مع الجميع .. كما أنَّ معظمهم سيحضرون مع حبيباتهم ، وأنا لا أعرفُ أيّاً منهم ، حتّى حبيبةُ صديقي الذي اقام الحفلة ، لا أعرف اسمها حتى ..
لم تجد ضيراً من الذّهاب والاستمتاع قليلاً ، لا تريدُ ان تضيعَ اناقتها اليومَ هباءً وهي نادراً ما ترتدي ملابسَ رسميّة .
___________
ما ان دلفا حتّى أخذَ يسلِّمُ على اصدقائه .
- لازميني ..
قالَ هامساً لها بعد أن نظرَ لشخصٍ ما بحدِّة ، قلّبت عينيها تتبعه من مكان الى آخر ، حتّى وصلا لصاحب الحفل على ما يبدو .
- اوه جونقكوك .
هتفَ الأشقر بابتسامة سعيدة ليسلِّم على جونقكوك .
- اوه ، متى واعدتَ أنت ؟!
سأله متفاجئاً بينما ينظر لريس الّتي قلّبت عينيها بانزعاج .
- منذ فترة قصيرة ..
قال بابتسامة لتنظر له بحقد .
- آه ، مباركٌ لك ، أعرِّفك ، حبيبتي ميونغ هان .
ابتعدا عنهما بعد حديثٍ قصير لتسأله بانزعاج :
- لمَ قلتَ له أنَّنا نتواعد ؟؟
- لاستفزّك .
اجابها بابتسامة ساخرة .
شتمته تحت انفاسها .
صاحَ لهُ أحد أصدقائه رفقة مجموعة اصدقاءٍ قدامى له ليتوجّه للجلوس رفقتهم ..
- سأذهب لشربِ شيء ..
اعلمته مقلِّبةً عينيها لتتجه لطاولة الساقي الا انّه لم يسمعها لصخبِ الموسيقى ..
- كأسَ رم من فضلك ..
طلبت ليقدّم لها طلبها فتشربه دفعةً واحدة .
لاحظَ جونقكوك اختفاءها بعد ان وقعت عينيه على شابٍ يمقته ، بحث عنها بناظريه وهدأ حينما وجدها تشرب وحدها عند الساقي ..
صرف انتباهه بعدها احاديث اصدقائه الطَّويلة ، ظلّوا يسألونه اسئلةً لا تنتهي .
اعاد بصره حيث تجلس بعد ان صمتوا قليلاً ليعقد حاجبيه ، لم يجدها .
تفاجأ حينما وجدها ترقصُ على الحلبة باستمتاع ، فجأة توجّهت انظار الجميعُ نحوها .
ادركَ انّها ثمله ، كونها لا تفعل اموراً كهته بالعادة ، جعلت جسدها يتكلّم بذلك ، جعلت من في الحفلة يصمتون ..
تقدّم نحوها بهدوء ، امسكَ يدها إلّا أنّها فاجأته بعد ان أخذت ترقصُ معه ، هو تصنّم في مكانه يتابعها بنظراته .
- هذا يكفي !
قال بحدّة ، وعانقته ، نظرَ امامه مشدوهاً .
رفعت بصرها اليه وابتسمت بثمالة .
- أنتَ سافل !
همست ، وابتعدت عنه فجأة متّجهةً للخارج ركضاً .
حاول ان يتبعها بملامحه القلقة إلّا أنَّ اصدقاءه الّذين هجموا عليه باسئلة لا متناهية اعاقوه عن ذلك ..
كانت تقفُ في رصيف الشارع الفارغ مستندةً بظهرها على الحائط خلفها ، تشعر بغصّة في حلقها تجهل سببها ، أخذت تمرر كفيها على كتفيها بسبب شعورها بالبرد إثر الهواء الّذي لفحَ جسدها .
معطفٌ امتدَّ امامها لتنظر لصاحبه عاقدةً حاجبيها ، رجلٌ لا تعرفه يبدو جذّاباً ..
- شكراً ، لكن ، وجوده وعدمه واحد ..
كانت محقّة كونه كان معطفاً خفيفاً جدّاً لا يقي من البرد ..
ابتسم الآخر معيداً ربط المعطف حول عنقه ليستند على الحائط كما تفعل .
- أأنتِ حبيبةُ جونقكوك حقّاً ..؟!
سألها بملامح هادئة بينما يطالعها ، هي جميلةٌ جدّاً .. ستكون مثاليةً معه ..
- واللعنة ، لستُ حبيبة ذلك السّافل ! هو وغد كاذب ..
قالت بنبرة ثملة منزعجة ،
قهقه الآخر يخرجُ سيجارة ليضعها بين شفتيه .
- معكِ ولّاعة ؟
سألها ، فنفت ، توجّه نحو الحارس ليطلب منه ولاعة ، اشعل سيجارته ليعود أدراجه بجانبها .
جونقكوك هدأ قليلاً ليظنّها ستعود بعد ان تهدأ ، ففضل تركها وحدها تستجمعُ شتاتها التي لا يعلمُ مالّذي بعثرها هكذا ..
نفث دخان سيجارته لينظرَ له بطرف عينه :
- لا بدّ أنَّ الامر سيكون مملاً ومحرجاً ان عدتِ للدّاخل ، وبما أنَّ رفاييل صديقٌ مقرّب من جونقكوك فأخمّن أنّه سيظلُّ حتى نهاية الحفلة ، لذا ما رأيك بأن اوصلك الى منزلك ؟
نظرت له بتردد ، بما انّه يعرف جونقكوك ، وملامحه توحي بأنّه شخصٌ مُحترم وافقت ، وتبعته نحو سيّارته .
لاحظَ جونقكوك أخيراً اختفاء الآخر الّذي يمقته لتدور برأسه أكثرُ الأفكارِ شناعة ، فزَّ بخوف يقسمُ أنّه سيحطم رأسه لو اقترب منها ، وصُدمَ لدى خروجه حينما وجدَ سيّارته تتحركُ وهي تجلسُ بجانبه .
- تلكَ الغبيّة !
قال حانقاً ليركبَ سيّارته سريعاً ويتبعهما بأقصى سرعة يستطيعها .
سبقه وأوقف سيّارته أمامه ليتوقّف الآخر ، نزل جونقكوك من سيّارته ثائراً ليتّجه نحوها ، فتح باب السّيارة لتنظر له باستغراب .
- انزلي ..
لم تفعل ، كان يصرخ وهذا ازعجها جدّاً ، طفحَ كيله فسحبها من رسغها وانزلها رغماً عنها مغلقاً ، كانت تضربُ ظهره وتصرخ طالبةً مساعدة الذّي كان سيوصلها الا أنّه لم يفعل شيئاً لكي لا يزيد الامور سوءاً عليه ..
وضعها في سيّارته واقفلها ثمَّ اتجه للآخر الّذي كان يقفُ بجانب الباب .
عرفَ الآخر مصيره فلم يُقاوم ، بضعةُ لكماتٍ توقّعها وتهيّأ لها ، إلّا أنَّ جونقكوك هذه المرّة بالغ كثيراً مما دفع الّذي أسفله لمقاومته والهجوم بدلاً من الاكتفاء بالدّفاع وهذا ما أدّى لزيادة غضب جونقكوك .
- هلْ تُحبُّها وهي ترفضكَ جيون ؟! لم يسبق لكَ وأن غضبتَ الى هذه الدّرجة قط ! كانت لتصبحَ أفضل عاهراتي
قال الآخر ساخراً بين لهاثه والدّماءُ الّتي تسيلُ من انفه وفمه ، وكلامه جعله يتلقى لكمةً افقدته وعيه من ذلك الأخير الّذي استقام بعد أن انتهى منه متّجهاً نحو سيّارته .
كان يقود بغضب وهي تنظرُ له بحنق ، يشدُّ على أسنانه كابتاً نفسه عن الصُّراخ بالجالسة بجانبه .
- لمَ فعلتَ هذه المهزلة ؟ الشّاب لم يفعل شيئاً سيّئاً ، كان سيوصلني فحسب ..
قالت ببرود تسند رأسها على كفِّ يدها بسبب الصُّداع الّذي يفتكُ بها لافراطها بالشُّرب .
ضحكةٌ خالية من الفكاهة اطلقها الآخر ليزيد من سرعته ، عروقه بارزة وكلمةٌ أخرى منها قد تجعلهُ يتسبب في موتها ..
- لا تتصرَّف بهذه الطّريقة ، أنتَ لا يحقُّ لكَ ارغامي على شيء جيون جونقكوك ..
مجددّاً قالت حتّى صرخَ الأخيرُ مجيباً ايّاها بعد أن اوقفَ السّيارة فجأة على قارعة الطّريق والتفَّ بجسده نحوها :
- اذاً ذكريني ان اتركك ، لا بل ارسلكِ بنفسي لصاحبِ أكبرَ بيوت دعارة ، ذكريني أن اتركك تُختطفين دون ادراكك لتصبحي عاهرة ، عندها سأزورك واحزري ماذا ، سأضاجعكِ والقي عليكِ شيئاً من الُّنقود وارحل .. ما رأيكِ بهذا السيناريو ؟ تفضلينه على الذّهاب معي صحيح ؟!
دموعها تجمّعت في عينيّها ، كان يستطيعُ تحذيرها منهُ منذ البداية ولم يكُن هناكَ داعٍ لأن يفعل هذا ، كان يمكن ان يكون أكثر لطفاً على الاقل ..
لم تحتمل نظراته الحادّة نحوها ، دون وعيها امتدّت يدها وصفعته ، ثمَّ غطّت وجهها بكفّيها .
- لن يلمسني رجل ، لم يكُن باستطاعته ايذائي .. و.. وأنت لن تتركني ، لا تُكن قاسياً هكذا ..
كانت تتكلّمُ بين شهقاتها ، ثمالتها أثّرت على عقلها حتماً ، وهو ابتعد عنها مستأنفاً القيادة بهدوء .
- لِمَ لم تخبرني بأن اتجنّبه ؟
سألته بعد مرور دقائق طويلة بينما تحتضنُ نفسها ، نظر اليها بطرفِ عينه ثمَّ اجاب مدّعياً التركيز في الطّريق :
- وهل تظنين أنَّ تجنُّبك اياه سيبعده عنكِ ؟ الشّيءُ الوحيد الّذي كان ليبعده عنكِ هو كونكِ حبيبتي ، وبسبب ذكائك العظيم ونفيكِ للأمر حدث ما حدث ..
عضّت على شفتيها بندم ، مسحت دموعها ثمَّ وضعت يدها فوق يده المتموضعة على غيارات السيّارة لتُتَمتم تنظر نحوها :
- آسفة ..
لم يَرُد ، اكتفى بالتّنفس بعمق مستشعراً ما يسري بداخله بسببها ، شعور اعتادَ عليه كلّما رآها ..
وصل المنزل ليركن سيّارته ، كانت نائمة بالفعل ولم يشأ ايقاظها فانتهى به الأمرُ حاملاً إيّاها .
اوشكَ على اخذها لمنزلها إلّا أنّه تذكّر اعتراض الفتيات على شُربها ، لم يشأ ان يوقعها في مشاكل فعادَ بها الى منزله .
- جونقكوك أنا مستيقظة ..
بصوتٍ نائم قالت ليخرج الآخر رأسه من غرفة الملابس مسهباً البصر فيها .
- اذن نامي ..
قال بابتسامة هادئة ، منظرها وهي تحكُّ عينها اليمنى بقبضتها جعلها تبدو لطيفة ومسالمة على غير العادة .
- لا ، عليَّ غسلُ اسناني اولاً !
قالت تحاول الاستقامة ، اوشكت على السُّقوط فهرَع نحوها سريعاً ممسكاً اياها .
- حسناً ، تعاليّ ..
حقيقةُ عنها استطاع معرفتها مسبقاً ، لا تستطيعُ النّوم براحة إن لم تغسل أسنانها لذا لم يفكِّر بردّها .
كانت تحرِّكُ الفرشاة داخل فمِّا بشكل معكوس ، هو ينظر لها محاولاً كبت ضحكته حتّى استيقظ ضميره وسحب منها الفرشاة ليقومَ بذلك بنفسه .
- لا لا ، أنا واعية استطيع فعل هذا بنفسي .
بصوتها الثّمل قالت ، نظر لها بحزمٍ فاستكانت ..
- سأنام في غرفة الجلوس ، لو احتجتِ شيئاً اندهي لي ..
تركها تستلقي على السّرير ، أخذ لحافاً ووسادة وذهب لغرفة الجلوس ..
كان موشكاً على النّوم حتّى لمحَ ظلّاً يركضُ نحوه بشكلٍ سريع مما افزعه حتّى أدرك أنّها هي .
- ما خطبك ؟
سألها عاقداً حاجبيه ، كانت نصفَ نائمة ، لم تتفوّه بشيء ، فقط استلقت بجانبه على الاريكة الضّيقة متشبِّثة به .
كان مصدوماً مشدوهاً لا يدري ما يصنع ، يداه معلّقتان بالهواء ووجهها مدفون في عضده ، وثوانٍ حتّى شعرَ بكفّها على وجهه تصفعه بخفّة .
- غرفتكَ كئيبة دونك .
بصوتٍ نعسٍ قالت ، ولم تستغرق ثوانٍ حتى نامت بعمق .
حلَّ الصباح ، استيقظت تشعر بالغرابة مما يحيطُ خصرها ، وعطرٌ ذكوري تشعرُ بأنّه علقَ برئتيها ، رفعت جسدها لتشهق بصدمة لدى رؤيتها لجونقكوك ينظر لها بابتسامة ساخرة .
- لا تقُل لي ، أنَّنا ... أنَّنا مارسنا الرّذيلة !
قالت بصدمة تغطي فاها بكفّيها وما زالت فوقه ، امال هو رأسه بذات الابتسامة رافعاً حاجبه ليردف :
- أنتِ أدرى بذلك ..
فكّرت مليّاً ، كان كلاهما مستوران بملابسهما فتنهّدت بارتياح .
- صدقاً ، لا رغبة لي في معرفة ما حدث لذا لا تحاول اخباري او احراجي ، سأتعامل معكَ وكأنَّ شيئاً لم يكُن كونني أذكرُ بعض الامور ، حسناً .
سريعاً وبابتسامة متكلّفة قالت ، اوشكت على الاستقامة الّا أنَّ يديه الملتقتان حول خصرها جذبتها اليه اكثر فتقترب .
نظرت له بلا استيعاب ، امال رأسه وكان موشكاً على قول شيء ، نظر لعينيها الضائعة لثوانٍ قبل أن يُحررها نافياً برأسه متمتماً :
- انسي الامر ..
استقامت تعدّلُ ثيابها وشعرها .
____________
"يتبع ..."
ناسية شو في بالتشابتر ف ماححكي اشي ولا حشتم حد .
حد بيحضر miraculous ladybug ؟؟
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top