Could be


" أُحبُّك عهداً والعهدُ ديناً لا يموت ."

_________

- لمَ أردتَ مقابلتي ، جيمين ؟
سألته فوراً بعد ان رأته جالساً ينتظرها في أحد مقاعد الحديقة .

- سأدخل بصلب الموضوع ، اخبريني بمَ حدثَ بينكِ وبين جونقكوك لنستطيعَ علاجَ المشكلةِ معاً .
قال بجديّة ، التفتت له لتردف :

- لمَ لا تسألهُ هو ؟ اليسَ صديقك المقرّب ؟

- هو يرفض اخباري ، حاولتُ كثيراً معه ، حتّى يأست ..
بمضض قال ، اطلقت ضحكة خالية من الفكاهة لتسأل :

- ولمَ تريدُ معرفة ما حدث ؟ لمَ صرتُم جميعاً فضوليين لهذا الحد ؟

- جونقكوك حاله سيئة جداً ، واعتقد انّك كذلك ، هو لا يتناول طعامه الّا ان اجبرته ، لا يطيقُ صبراً ليفرّغ غضبهُ باحد ، وان ذكرت اسمكِ امامه يُجنُّ جنونه .. كما انّ ما جعلني اضيقُ ذرعاً هو الامس ، لقد دخلتُ الى مكتبه ووجدتهُ شارداً يصوّب مسدّسه على رأسه .. الاله يعلم ما كان ليحدث لو لم أدخل
قلبها بات في معدتها مع جملته الأخيرة ، اخرجت تنهيدةً مرتجفة لتقف بتوتُّر مردفة :

- عليّ الذّهاب .

- مهلاً ، الن تخبرينني ؟
سألها لتتجاهله وتذهب راكضة .


فتحَ الباب بتهالك بسبب صوتِ الطرق الّذي اوشك على تكسيره .
صُدم لدى رؤيتها تلهث امام بابه ، ظنّها جيمين في البداية .

- لمَ أتيتِ ؟
سألها مدّعياً البرود .

صمتت ، حدَّقت بوجهه لدقائق ، عاد ما قاله يتكرر في رأسها لتردف :
- أنتَ سافلٌ ضعيف .
انّه لمن الممتع والمثير للشفقة ان أرى مدى تأثير "العاهرة" عليك .. يالَبؤسك ، انا استمتعُ مع من خُنتكَ معه وأنتَ هنا تدمِّرُ نفسك ، هنيئاً لي على هذا النّصر ، يبدو انّ عُهري لهُ فوائده .

هو بدأ يشكُّ انَّ اختصاصها هو علم الاستفزاز لا علمُ الفلك ، اغلقَ عينيه يحاول تمالك أعصابه .

- اخرسي ، من تظنين نفسك ؟! انتِ بتِّ قمامة حياتي ليسَ الّا .. ما افعلهُ بنفسي لن يكون بسبب ما قد تفعله عاهرة ، افهمتِ ؟ لذا اغربي عن وجهي ، لا اريد رؤية وجهك مجدداً .

اسهبت بصرها في وجهه ، عادت للخلف بضع خطواتٍ واخرجت من حزامها سلاحها الّذي يرافقها دائماً موجّهةً ايّاه على رأسها ، وبنبرة غريبة قالت :

- لكَ ما تريد .
هو ودون تردد هرَع اليها ساحباً السّلاح من يدها بوجهٍ شاحب مرعوب .

- أفقدتِ عقلكِ ؟!
صرخَ بوجهها لتبتسمَ ساخرة :

- ارجو أنَّك ادركت ، لا تقُل ما لن تستطيعَ تحمُّل مسؤولية لاحقاً عزيزي .

- كفّي عن فعل هذا بي ..
بنبرةٍ منهكة تمتم ، لتردف :
- الم أخبرك انّك مثير للشفقة ؟ انت تثبت هذا .

اكتفى بدفعها لتصتدم بالحائط بخفّة وعاد الى منزله مقفلاً بابه متمتماً :
- لن تتخيلي مدى كرهي لك ..

____________

- تبدين رائعة !
قالت نابي بذهول مخاطبة لونا ، بينما ريس تخنقها بعناقها .

- الوغدة ستتزوج ، مرحى !
قالت ريس وهي تتحرك يمنة ويسرة وتحرّك لونا معها .

- ابعدوها عنّي قبل ان أُعصر .
قالت نابي لتسحبها بروينوس الّتي قالت ماسحةً دموعها الوهميّة :

- واخيراً جرّبت شعور الام الفخورة ..

- يا رفاق ، انّها مجرّد خطوبة ، ماذا ستفعلون في الزّواج ؟!
قالت ثياكرس ساخرة .

- لكنّها ستنتقل !
آه ، لقد وصلَ هوسوك ، هيّا اخرجي .
قالت نابي بعد ان لمحت سيّارة هوسوك عبر زجاج الصّالون .
لتخرج لونا له مسرعة .

- سأذهب رفقة يونجون .
قالت نابي بينما تجمعُ اغراضها في حقيبتها .

- مهلاً ، اهو يونجون الان ؟!
تسائلت ريس مشدوهة لتومئ لها نابي بابتسامة غامزةً ايّاها ، مازلنا في البداية .

- ثياكرس ذهبت مع تاي ، هيّا ريس ، سيأتي جيمين ليوصلنا ..
قالت بروينوس لتنفي ريس بيديها :

- سأذهب مع كيفن .

عقدت بروينوس حاجبيها لتردف بحديّة :
- لكن ، جونقكوك سينزعج ، هل لا بأس بذلك ؟

- اجل ، لا تقلقي ، اعرف ما افعل ..
اجابتها تطمئنها .

_____________

كان يقفُ امام طاولةٍ انتقاها ، وبجانبه فتاة احضرها بغرض استفزاز الاخرى كونه لم يعتقد انّها ستكون رفقة كيفن بتاتاً .

وصدم لدى رؤيتهما يدخلان معاً .
انتبه جيمين لتعابيره الممتعضة وهو يحدّق بهما ، لاحظَ انّه اوشكَ على الّذهاب وافتعال مشكلة ليضعَ يده على كتفه ، اقترب منه هامساً :

- هذا يومٌ مميّزٌ لهوسوك ، لا تكُن سبباً في افساده وعالج مشاكلكَ لاحقاً .
فقط تجاهلهما الان .
اشاحَ بوجهه لينظرَ لصديقه الّذي يطلُّ من خلفِ السِّتارة بين الفنية والاخرى يرى ما اذا اكتمل الحضور حتّى يخرج مع مخطوبته .

- المعذرة ، اريد التّحدث مع يونقي .
استأذنت مغادرة الطاولة حيثُ كانت تجلسُ رفقة عائلة لونا .

وصلت ليونقي لتعانقه مردفة بصوتٍ مرتفع بسبب الموسيقى الصّاخبة :
- مالجديد ؟

- لنتحدّث خارجاً فالموسيقى صاخبة .
قال لتومئ له ويخرجا للحديقة التّابعة للفندق .

وقفت بجانب النّافورة ليقف بمحاذاتها .
- تبدين جميلة .
قال بابتسامته لتقهقه ، تحبُّ لطافته هته .

- لا شكرَ على واجب .
قالت ليقلّب عينيه ويدخل في صلب الموضوع :

- حقّقنا مع تلك الفتاةِ واعترفت اخيراً ، الامرُ كما توقّعت ، كيفن هو من دبّر هذا ، لقد دفعَ لها اموالاً طائلة وهدّدها بعائلتها ان لم تنفّذ ، جعلها تشبهكِ لحدٍّ كبير بمساحيق التّجميل ، وعدّل على وجهها لاحقاً بالفوتوشوب ، كما انّه طلب منها ان ترسلَ المقطع من هاتفها لجونقكوك ، أمّا بالنِّسبة لصوتكِ في المقطع فهو ليس حقيقيّاً ، محظُ تعديل بما يتناسبُ مع موجاتك ، ربّما سجّل صوتكِ سابقاً ..
تدركُ الان لما كانَ يضربها بقوّة مدّعياً المزاح .
كما انّها لم تكُن محتاجةً حقّاً لما فعله يونقي للتأكد من ان كيفن وراء ذلك ، لكنَّ اتّهام جونقكوك لها دون التأكد جعلها تتأنى ، شعور ان تكون مظلوماً مؤلم بحق ، خاصّة ممن تحب

- وايضاً ريس ، اعلمُ انّك تخفينَ امر الحقيقة عن جونقكوك لكيلا يتألّم حينما يدركُ انّه ظلمكِ باتّهامه .. لكن ، ان كان يحبُّكِ حقّاً فألمه الأكبر سيكون بابتعاده عنـ..

قاطعته بنبرةٍ حادّة :
- ان كان يحبّني حقّاً كانَ ليثق بي ، لكان مؤمناً بأنَّني لن اسمحَ لرجلٍ غيره بلمسي قط .. لم يكُن ليجعل مقطعاً مُرسل من مجهولٍ ان يزعزعَ ثقته بي ويدمّر كلَّ شيء ، هذا ولم يحاول التّأكد منه حتى قبل اتّهامي ..

عقد يونقي حاجبيه ، لا يعجبه ما يحدث مع هذين الاثنين فاعترض موبّخاً ايّاها :
- ومن قال لكِ ، لقد طلب منّي أن اتأكّد من صحّة المقطع !

- لقد تأخر كثيراً ..
ببرود قالت ، تنهدت ثمَّ ابتسمت مردفة :
- عموماً ، سأخبره بالحقيقة اللّيلة ، لا تقلق ، لنعُد للحفل .

لا هِي ولا هوَ لاحظا من تبعَ ريس وسمعَ كلَّ شيء .. وكلاهما سيندمان على قلّة اهتمامهما لاحقاً .

___________

خلال الحفل كيفن لم يفوّت ولا فرصة في اغاظة جونقكوك ، وهذا ما دفع الآخر للجنون .

- لقد ضقتُ ذرعاً جيمين !
اردفَ حانقاً ، هو وصلَ حدّه ليتّجه نحوهما اذ كان كيفن يقترب منها بشكلٍ مبالغٍ مدّعياً انّه يريد منها ان تسمعه بسبب صخب الموسيقى ، رغم انّها كانت مجرّد اغنيةٍ هادئة .

نظرت له بحنقٍ بعد ان امسك معصمها ، وسحبها خلفه رغماً عنها مردفاً :
- نحتاج للحديث .

ذهبَ بها الى احدى الغرف واوشكَ كيفن على اللّحاق بهما لولا أنَّ يونقي التصق به مدّعياً انّه يريد الحديثَ بموضوعٍ يخصُّ ريس .

دخلَ بها الى احدى الغرف واقفل الباب ، عقدت حاجبيها بانزعاج مردفة بينما تدلّكُ رسغها وتنفخُ عليه :
- الديكَ مشكلةٌ مع معصمي ؟! واللّعنة اوعيتي ان تقطّعت يوماً فستكون انتَ السَّبب !

- مالّذي تحاولين اثباته ؟ اخبريني ، مالدّاعي لكلِّ هذا ؟!
سألها محتدّاً ، واخذ يقتربُ منها لتظلَّ هي ثابتة مكانها .

- ماذا ؟ لم قد يهمّني ان اثبتَ لكَ شيئاً ؟!
قالت ببرود وشيء من السُّخرية ليصرخَ لاكماً الحائط بجانبه :

- وافعالكِ مع المسخِ ذاك !

- ما بها افعالي معه ؟ الا تبدو كأفعال عشيقان ؟ اليس ذلكَ المسخ هو من خنتكَ معه ؟ ارى انَّ افعالنا طبيعيّة .
بذات البرود قالت ، هي لا تملكُ دماً حتماً .

- كفى ، كفى  !! توقّفي عن هذا ! الا تشعرينَ أنتِ ؟! فقط لو اتيتِ لتبرري ، فقط لو اخبرتنيِ أنّه كان خطأً ، حتى ولو كذبتِ في ذلك ، فقط لو وعدتني بأنَّ ذلك لن يتكرر ، لنسيتُ كلَّ شيء ! بُعدكِ عنّي يقتلني ، وانت تزيدينها عليّ بتواجدكِ مع ذلك المسخ ، وبكلامك هذا ، لكنّك تدمرين كلَّ شيء ، انتِ حقاً لستِ سوى عاهرة رخيصة !
بقهرٍ قال ، ابتسمت بهدوء ، ونبست :

- جونقكوك ، لو اخبرتكَ الان انّني بريئة من كلِّ تلك الاتهامات ، هل ستصدقني وتنسى كلَّ شيء ؟
عيناه اتّسعتا بتفاجؤ ، هو لم يتوَقّع هذا ، بل مزيداً من استفزازها ، شيءٌ بداخله يصرخُ انّه سيفعل بكلّ تأكيد ، لكنَّ الشّك ساوره ، ابتسمَ بخيبة مردفاً :

- ليس بعد الان .. لن اعيشَ في هذا الشّك ..

تنهّدت ، امسكت حقيبتها الصّغيرة واخرجت منها ظرفاً ، نظرت له واردفت :

- كيفن يدرسُ البرمجة ، وهو محترفُ في تعديل المقاطع المصوّرة وغيرها ، مشروعنا كان مشتركاً لصنعِ برنامجٍ لهواةٍ علم الفلك هذا فقط ما كنا نفعله في تلك الليلة ..

في اللّحظة الّتي اثبتُ فيها لكَ برائتي بنفسي ، سيكون كلّ شيء بيننا انتهى ..
وضعت الظّرف في يده ، واسترسلت :

- الاوراق رسميّة ، تستطيع التّأكد من الختم عليها .

غادرت بهدوء ، هو ظلَّ يحدّق بالظّرف بصدمة ، خائفاً مما قد يحويه ، هو ولأول مرّة تمنّى الّا تكون بريئة من اتّهاماته .

جلسَ وفتحَ الظّرف ، كانَ يحوي مجموعة اوراق وكرت ذاكرة .

انتهى من قراءة ما يثبت براءتها وكانَ كرت الذّاكرة يحوي نسخة من مقطع الفيديو الاصلي دون التّعديلات ، و مقابلة مع الّتي انتحلت شخصيّتها .

هو اكتفى بالفعل لذا لم يآبه بتلك المقاطع ، امسكَ الاوراق ليذهب اليها .

بحثَ عنها في قاعة الاحتفال الّا أنّه لم يعثر عليها ، لمحَ يونقي ليتّجه نحوه .

- اين ريس ؟!
سأله سريعاً ، انتبه يونقي لما بين يده ليدرك انّه علم بالحقيقة ، الّا انّه عقد حاجبيه مجيباً :

- لقد ذهبت بعدَ ان تركتك منذ نصف ساعة رفقة كيفن .

اهتزَّ هاتف يونقي ليدركَ انّها رسالةٌ منها بسبب صوتِ الاشعار المميّز .
اخرج هاتفه ليعقد حاجبيه .

- هي تشاركني موقعها !

تبادل نظراته مع جونقكوك ليهبّا سريعاً الى سيارة جونقكوك متتبعين موقعها .

______________

- مالّذي تريدين اخباري به ؟
سألها عاقداً حاجبيه لتردف :

- قل ما عندك اولاً ، اعتقد انّه امرٌ مهم ما جعلكَ تطلبُ منّي تركَ الحفل لاجل الذّهاب معك .
وايضاً ، نحنُ في الطّريق منذ اكثر من نصف ساعة ، الى اين تأخذني ؟
عقدت حاجبيها بينما تتظاهر بالعبث بهاتفها وهي كانت بالاساس تشاركُ موقعها المُباشر مع يونقي .

- آه ، خمس دقائق ونصل .. حينها ستعرفين .
قال بابتسامة لتومئ له بهدوء .

ما ان داس الفرامل حتّى تظاهرت بانّها ارتدت واسقطت هاتفها لتدفعه سريعاً بقدمها اسفل الكرسيّ .

- هاتفي !
قالت مدّعيةً الضيق بسببه ، اردف بينما ينزل :

- لا بأس . سأخرجه لكِ حينَما نعود ، اساساً سيكون الوضعُ افضل دونه .
اومأت له لتنزل بانصياع .

- اهو كوخك ؟ انّه جميلٌ حقّاً !
قالت بابتسامة بينما تتفحص الكوخ بعينيّها .

- اه .. احقّاً اعجبك ؟
سأل لتبتسمَ له مومئةً ايجاباً ..

- لن اجاملك بهذا ..
سحبها من يدها نحو الغرفة الوحيدة بالكوخ مردفاً :

- ما رأيك ؟
سألها بحماس لتردف :

- انّها رائعة كحال الكوخ ..
لمَ اقفلت الباب ؟
سألت عاقدةً حاجبيها لتنظر لوجهه ، كان يبتسمُ بطريقة لا تبشّر بالخير .

- لأنّني سمعتُ حديثكِ مع صديقكِ الشُّرطيّ ذاك .. لأنَّني اعلمُ بأنّني ان لم اتصرف الان ، فذلك السّافل هو من سيفوز بالنّهاية .
بحنقٍ قال ، عقدت حاجبيها بحدّة واردفت :

- انتَ تعرفُ منذُ البداية ، لم ولن يكون لكَ مكان في قلبي كاكثر من صديق ، وها قد فقدت هذه المكانة ايضاً ، لماذا تماديت ؟؟ اظننت انّ بفعلتكَ تلك قد احبّك ؟ ولا بأحلامك حتى !
بتَّ اكثر شخصٍ اكرهه في حياتي .

ضحكَ فجأة ، هو مختل وهذا ما تأكدت منه :

- وانا فقدتُ الامل بالفعل ، لن تمنحيني مكانته في قلبك مهما فعلت ، ولكن حتماً لي مكانُ في جسدك ، واحزري ماذا ؟ هذه المرّة سيكون مقطعاً حقيقيّاً ، لنا معاً ، وسأرسله لحبيبك ليحترق قلبه وهو يرى ، انظري ، ابتسمي للكاميرا!
انهى كلامه مشيراً للكاميرا ، هي لم تتخيل يوماً انّ من كان صديقها قد يتمادى الى هذا الحدّ ايضاً ، جفلت ، دفعها الى السّرير وحاول اعتلاءها لولا دفعها له ، اخذت تبكي ووقفت في زاوية الغرفة ، بحثت حولها حتّى وقعت عينها على التحّفة التي بجانب السّرير ، سحبتها لتكسرها بالحائط وتمسكَ قطعةً منها توجّهها على رقبتها .

- فقط ، المسنى ، وسأقتلُ نفسي ، اقسم !
قالت وهي ترتجف .

- انا لم ولن اكون عاهرة ، اتفهم !
مجدَّداً صرخت ببكاء ، اعصابها تنهار .

لاحظت يدَ الباب الّتي تتحرَكُ بهدوء ، لتدرك انَّ يونقي اتى .

نظر له يونقي مومئاً نفياً بعد ان تأكد من ان الباب مقفل ، جونقكوك لم يستطع الانتظار اكثر كونه سمعها تهدّد بقتل نفسها وهذا ارعبه ليخرج مسدّسه ويطلقَ مكانَ قفل الباب دون تفكير ثمَّ يدفعه داخلاً .

التفت كيفن بصدمة ، دلف يونقي خلف جونقكوك ليعلن وهو يصوّب مسدسه على كيفن :

- سلّم نفسك ، الشّرطة تحاصر المكان .
ثوانٍ حتّى دخلَ عناصرُ الشّرطة يحاوطون كيفن بمسدساتهم ليستسلمَ الاخير فبالنّهاية هو لم يحسب حساباً لهذا .

- انتَ رهنُ الاعتقال بتهمة التّزوير ، والاختطاف ، ومحاولةُ الاعتداء .
قال يونقي بينما يكبّل يدا الآخر ليخرج مع رجال الشرطة .

جلست على السّرير منهارة تكفكف دموعها .
جلسَ هو القرفصاء امامها يحاول النّظر الى وجهها .
اعاد بصره ليديها بحجرها مقبّلاً اياهما .

- آسف .. انا حقّاً آسف ، لا ادري كيفَ صدّقتُ ذلك ، لم استطع استيعاب الامر ، لذا ... انا آسف ،
كنتُ اموتُ في كلّ ثانية تكونين ..
وضعت اصبعها مانعة اياه من الاكمال ، اسندت جبهتها ضدَّ خاصّته لتحاوط وجهه بكفّيها .

- جونقكوك ، أنا .. أحبّك ، اكثر من أيّ شيء ، او ايّ احد في هذا العالم ..
وَ .. وافضل الموت على ان يلمسني رجلٌ غيرك ..
قبّلته او قبّلها بعدها ، كلاهما اراد ذلك وكلاهما فعلا ..

ابتعدت بعد ان انقطعت انفاسها لتردف لاهثة :
- لكنّني لن أسامحك .
نظر ليعينها بندم ، استقامت هي متّجهة للخارج ، ظلَّ يشاهد ظهرها حتّى شاهدها تسقط ، هبَّ يمسكها قبل ان تلامس الارض .

نظرَ الى جرحٍ طفيفٍ على رقبتها ، وزمَّ ششفتيه نادماً
هرع يونقي اليهما يتفحّص نبضها ليتنهّد بعدها :

- هبوط في الضّغط ، هذا يحدث كثيراً مؤخراً ، هي فقدت شهيتها .
ابتسمَ متحسّساً جرحَ رقبتها ليردف :
- كانت جديّة بتهديدها ، هي تفضّل الموت على العُهر .

ضمّها جونقكوك اليه اكثر ، استقامَ حاملاً ايّاها ليغادر.

- طمئنّي عليها .

________________

- المعذرة ، كيفَ اتيتُ الى هنا ؟
سألت الممرضة بعد ان استفاقت ووجدت مغذّياً مغروزاً بها .

- الشّاب الّذي كان معك اوصلك ، بدا شاحباً وعندما تفحّصه الطبيب كان ضغطه منخفض ايضاً لذا وضعنا له مغذّياً ، ها هو نائمٌ خلف هذه السّتارة .
اجابتها لتدركَ انّه جونقكوك ، ازاحت السِّتارة لترى وجهه نائمٌ بسلام .

وقفت واقتربت منه بينما تجرُّ المغذي خلفها ، ابتسمت تطالعُه حتّى طبعت قبلة على جبهته الظّاهرة .

رفعت رأسها وكانت دموعها قد بللت وجهه بالفعل .
- كيفَ لكَ ان تكونَ قاسياً عليّ بتلك الدّرجة ثمَّ بلحظةُ تصبحُ أحنَّ من امي عليّ ؟
كيفَ بكَ كلُّ هذا التناقض ؟

- ليسَ تناقضاً ، خطأٌ شنيعٌ ارتكبته بحقّك ..
قالَ بصوتٍ متعب ، فتحَ عينيه لينظرَ لها .

- أنا اثق بكِ أكثر من نفسي ، اسلِّمكِ روحُ اغلى من لديّ ..
حتّى لو كانَ المقطع حقيقيّاً ، لن تتزعزع ثقتي هذه بك ، لكنَّ الامرَ ضربُ من الجنون كان .. حتّى فكرةُ ان يتخيّلك شخصٌ بتلكَ الطّريقة اثارت جنوني ، وانا لستُ رزيناً فيما يتعلّق بك ..

واقسمُ لكِ أنَّ كلَّ كلمةٍ قاسية تفوّهت بها بحقّك كانت تؤلمني أكثر مما تؤلمك ، كُنت اندم بعد فوات الاوان واتمنّى لو قصَّ لساني حينها ..

جلس محاوطاً بوجهها وهي تحاول اشاحة نظراتها عنه ليسترسل :
- أنا أحبّك ، ومؤمن أنَّ لا شيءَ سيفرّقك عنّي سوى موتي ، وهذا خياركِ ايضاً ..

لم تحرّك ساكناً واكتفت باشاحة وجهها حتّى اردف بمرارة :
- مالفائدةُ من حياتي لو كانت دونك ؟

نظرت له بحدّة هذه المرّة لتردف :
- جيمين ذات مرّة رآك تصوّب مسدساً على رأسك ، مالّذي كنتَ تنوي عليه ؟

عقد حاجبيه يستذكر حتّى فعل فاجاب :
- كنتُ بائساً محطّماً ، ندمتُ كثيراً على ما قلته بحقّك ، وفكرةَ أنّني ظلمتكِ كانت تزيدُ الامر سوءً عليّ .. لذا كنت ارى انّ الموتَ افضلَ لي من ..

- قد اسامحكَ على كلّ شيء جونقكوك ، الّا هذا !
حانقةً قالت ، فابتسم لها مقرّباً شفتيه من خاصّتها اكثر :
- اذاً سامحيني ، اعلمُ أنَّ هذا أنانيّ ، لكن لا تعاقبيني ببعدك ، عاقبيني وعاتبيني كما شئتِ فانا استحق ، لكن لا تبتعدي عنّي .

صوتُ الممرضة الّتي تحمحمت جعلها تفزع وتبتعد عن جونقكوك سريعاً بوجه محمر .

- مغذيكِ قد انتهى يا آنسة ، وتبقى القليلُ لك .
قالت تنزعُ المغذي من يدها وتنظر لخاصّة جونقكوك .

______________

- اذاً ، مالّذي تخططين لفعله لمعاقبتي ؟
سألها بينما يتمسّك بيدها بيمناه ويتحكّم في المقود بيسراه .

قهقهت قليلاً قبل ان تجيب :
- اخفائي الحقيقة عنكَ كانت عقاباً
كلامي المستفزُّ لكَ كان عقاباً
اخباركَ بانَّ كلّ شيء انتهى وأنّني لن اسامحك كان عقاباً ..
حتّى مخاطرتي بذهابي مع كيفن كان عقاباً .
ما حدثَ كان صعباً على كلينا فلا تجعل الامر يشعركَ بالسّوء ، على الاقل لم تقتل كيفن مباشرة ، لو كنتُ في مكانك سأقتل العاهرة التي تقتربُ منك .

ابتسم بعد ان تنهّد براحة مسترسلاً :
- أحقاً تغارين عليّ ؟ لا تبدين كَشخصٍ قد يغار .. أحياناً أشعر بأنّ مشاعرَ الغيرة لديكِ منعدمة .

امالت رأسها مضيّقة عينيها ، هي فتاةُ شهمة بعد كلّ شيء وستغار على حبيبها !

- اذاً فلتجرؤ وتقترب من عاهرة يابن جيون .

- أحبُّ رؤية جميع جوانبك !

_________

"يتبع .."

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top