The End

Start

"أبي استيقظ"

ربتت هانييل على كتف جونميون الذي يجلس على مقاعد الإنتظار مُقابلاً لباب غرفة والده في المشفى، ثم جلست بجواره لتتكئ بوجنتها على كتفه و مررت سبابتها على وجنتيه بلطف تمحو دموعه

"إنه بخير الآن"

" حدث هذا بسببي"

همس بنبرة مُختنقة ثم استنشق ماء أنفه

" لكنك لم تقصد ذلك، كما أنه ليس غاضباً منا...إنه يُريد رؤيتك"

زم شفتيه بعبوس و أخفض عينيه نحوها فأغلقت عينيها و أعادت فتحهما بحركة بطيئة ثم رفعت رأسها عن كتفه و أمسكت يده بلطف

"هيا لندخل "

ابتلع جونميون ريقه ليقف من مكانه و مسح على وجهه قبل أن يدخل معها إلى الغرفة

تحرّكت أعين والده معه إلى أن جلس بجواره في هدوء فابتسم نحو الأصغر لتنكمش ملامح جونميون و شهق باكياً

"أبي أنا آسف"

"لا تبكي، كان خطئي أنا"

ربت على يد جونميون ثم أمسك بها ليرفعها نحو شفتيه و ترك عليها قُبلة طويلة تنهد بعدها بعمق

" أردت أن أجمع ثروة تكفيك أنت و هانييل ،كل ما فكرت فيه تكوين العلاقات و جمع المال لكنني لم أعتقد أن هذا يهدم علاقتنا"

"أبي أنا حقاً لم..."

"لقد كُنت مُحقاً فيما قُلته ،كلانا سيئ"

قاطع حديث جونميون فنفى الأخير برأسه لتقترب منه والدته ثم أحاطت وجنتيه بكفيها

" لم نقصد تجاهل مشاعركما و لم نفكر أنه يجب علينا تقديم أي مواساة بعد ما حدث في المسابقة لأنكما فزتما و لم تخسرا...بدا كأمر يستحق الاحتفال بالنسبة لنظرتنا السطحية"

انحنت لتُقبّل جبين جونميون ثم لاطفت وجنتيه بكفيها

"بعد خروج والدكما من المشفى لنحظى بوقت عائلي خاص بنا و لنتحدث فيما يُزعجكما "

التفتت إلى زوجها فهمهم موافقاً إياها

" سنحاول تغيير تصرفاتنا كي لا تشعرا بالخجل منا بعد الآن "

" أنا أحبكما كثيراً صدقاني"

غمغم جونميون ببكاء ليومئ والده بإرهاق

"نعرف هذا بُني، تصرفاتنا هي التي لم تكن ناضجة "

" لكن هانييل كانت تستحق التوبيخ ،ألم تجد سوى ذاك الفتى المُتنمر لتواعده؟"

والدتهما هتفت بحنق فارتفع حاجبي هانييل بتفاجؤ ثم استقامت من مكانها

" و لم تذكرين هذا الأمر الآن؟"

"هذا لأننا لم نُخطئ بكل شيئ"

عبست هانييل و تكتفت لتجلس في مكانها مرة أخرى

" ااه يبدو أن جونميون سيُصبح مُدلل والدينا الآن "

تمتمت بصوتٍ مسموع فقهقه جونميون ليمسح دموعه بكفه الحُرّة

"أحسني الاختيار في المرة القادمة، ليكن شخصاً جيداً، أو ربما قروي ما "

توسعت عينيها و تسللت الحُمرة إلى وجنتيها ،لكنها لم تجد ما تقوله فكلما فرّقت بين شفتيها كي تصرخ عليه تعجز عن الرد

" لا تدفعها إلى التفكير في هذه الأمور الآن، إنها طفلة"

"جونميون توأمي"

أشارت بسبابتها نحو المقصود فرفع عينيه إلى والدته ثم أخفض نظراته نحو أبيه

"بخصوص سولار..."

"آسفة بشأن ما قُلته"

اعتذرت والدته سريعاً لينظر إليها

"انفعلت قليلاً و هذا أيضاً لم يكن تصرفاً ناضجاً مني...إنها حياتك الخاصة كما قُلت أنت و إن لم يكن هناك ما يعيبها فلا دخل لنا لنرفض هذه العلاقة"

ابتسم جونميون إلى والدته ليقول والده

" سندعو كذلك عائلة السيد ايم إلى منزلنا لنعتذر عن سوء الفهم الذي حدث"

_______________

" لا يوجد أي خطب في الأشعة"

نبس الطبيب بهدوء بلكنته الإنجليزية بينما ينظر إلى صورة الأشعة التي يحملها ثم وضعها فوق مكتبه والتفت لينظر إلى المراهق أمامه

" هل نمت بشكل خاطئ على ذراعك أو قمت بحمل شيئ ثقيل ؟"

همهم كيونغسو بالنفي ليومئ الآخر بتفهم

"كم مرة تكرر الأمر؟"

"كثيراً "

همس كيونغسو فاستقام الطبيب من مكانه و دار حول المكتب ليجلس على المقعد المُقابل إلى كيونغسو

" عدا ارتجاف يديك هل تُعاني من مشاكل أخرى؟ "

" في بعض الأحيان... "

نبس كيونغسو بتردد ثم ابتلع ريقه

" لا يُمكنني الرؤية بصورة جيدة، و في أحيان أخرى لا أسمع بشكل جيد كما أن قلبي يؤلمني "

"ولا يوجد خطب بنظرك،قلبك أو أذنيك ؟"

حرك الطبيب رأسه إلى الجانبين يتساءل بحذر فأومأ كيونغسو بهمهمة خافتة

" هل فكرت من قبل في زيارة طبيب نفسي؟ "

انعقد حاجبي كيونغسو فأشار له الآخر

" حين تكتم مشاعرك يُعطي جسدك ردود أفعال مزيفة كهذه لكن قد يتحول الأمر لاحقاً إلى أمراض عضوية..."

أخفض كيونغسو نظراته بتفكير فأشار له الآخر بإبتسامة

" لا تقلق ،لن تكون تجربة سيئة "

أومأ كيونغسو و انحنى إليه ليُغادر المشفى ثم توقف في الخارج ينظر إلى الحراس المُلتفين حول سيارته الخاصة

تنهد بضيق ثم نزل الدرج و سار نحو السيارة فأسرع أحد الحراس ليفتح الباب من أجله....و أولئك لم يكونوا مُريحين في التعامل البتة

كانوا أكثر صرامة من حراسه في كوريا

____________

في حديقة الجامعة نُصبت مظلات بينهم مسافات قصيرة و أسفلها طاولات يقف خلفها الطلاب الأكبر سناً لإستقبال الطلاب المستجدين و تسجيلهم في الأنشطة

توقفت سوشيل بمقعدها المتحرك بعيداً عن الآخرين بينما تنظر إلى هذا الزحام بتفكير حتى لمحت وجهاً مألوفاً

كان يقف خلف إحدى الطاولات يضحك بصخب مع أصدقائه فابتسمت ثم حرّكت مقود مقعدها بين المستجدين إلى أن وصلت أمام طاولته

"سيهون!"

المقصود توقف عن الحديث مع أصدقائه و التفت إليها ثم أمال برأسه و ضيّق عينيه بتفكير قبل أن يتساءل

"سوشيل؟"

قهقهت بخفوت

"نسيت اسمي؟"

حك مؤخرة رأسه بإحراج ليتكئ بكفيه على الطاولة

"أعتذر، لم أركِ منذ عامين تقريباً لذا ..."

رفع كتفيه فضيّقت عينيها لتنفي برأسها

"ليس مُبرراً فها أنا قد تذكرتك بمجرد رؤيتك"

همهم سيهون ليميل بجذعه أكثر فوق الطاولة كي يكون قريباً منها ثم تأتأ بدرامية

" كم أنا شخص سيئ؟ كيف أقوم بتصحيح هذا الخطأ ؟"

انفلتت منها قهقهة مكتومة ثم تحمحمت و جارته بأسلوبه

"ربما...تُساعدني في اختيار نشاط مُناسب ؟"

أمالت برأسها بلطافة فضحك بخفوت ثم استأذن صديقه ليدور حول الطاولة إلى أن وقف بجوار مقعدها و انحنى إلى مستواها بينما يتكئ بكفيه على مرفقيه

" بأي نشاط ترغبين الإنضمام؟"

"لا أعرف ،لم أُفكر يوماً في شيئ عدا الباليه لكن كما ترى "

أشارت بعينيها نحو قدميها فلانت ملامحه بضيق لتضحك سوشيل

"لا تشعر بالشفقة تجاهي ليس و كأنني سأبقى مُقعدة إلى الأبد...مازلت بمرحلة العلاج الطبيعي فقط لكن بالتأكيد لن أرقص الباليه مُجدداً "

" لمَ لمْ تقولي هذا منذ البداية؟ كنت على وشك البكاء "

عبس بزيف فضحكت سوشيل بصخب ليبتسم و استقام من مكانه ثم وقف خلف مقعدها ليتولى دفعه فتركت المقبض و شابكت كفيها معاً فوق فخذيها

" هل تدرس الفنون ؟ "

" لا، أنا بكلية الطب لكنني أتيت لمُساعدة بعض من أصدقائي "

همهمت بتفهم ثم تنهدت

" ظننت أنني وجدت زميلاً أكبر كي يُساعدني "

توقف سيهون عن دفع مقعدها و أمال إليها فالتفتت برأسها تنظر إليه

" مازال بإمكاني مُساعدتكِ"

"هذا لُطف منك"

ابتسمت لتُعيد نظراتها أمامها في حين عاد هو لدفع مقعدها

" إذاً...كيف سارت الأمور بعد المسابقة؟"

همهمت بتفكير ثم لوّحت بيدها في الهواء بحماس

" اضطررت إلى تأجيل دراستي حتى أتحسن قليلاً ،ذلك و عدا عن كوني صِرت منبوذة بشكل رسمي من عائلتي بأكملها لكنني بخير"

ضحك سيهون و توقف بالمقعد أمام إحدى الطاولات كي يُسجل اسمها

" كنتِ منبوذة بالفعل لذا لا شيئ جديد"

" و هل هذه مواساة ؟"

عقدت حاجبيها بإبتسامة و هي تلتقط ورقة التسجيل من يده فضحك ليومئ

" أعتقد ذلك "

____________

في المرحلة الجامعية انشغل الطلاب بدراستهم، الأنشطة و الكثير من التدريبات بينما مواعيدهم كانت لا تتناسب في الكثير من الأحيان

قد ينفصلوا لأشهر لكن ما إن يلتقوا سيبدو الأمر و كأنهم لم يبتعدوا أبداً، ذات الحماس و ذات السعادة بكل مرة يلتقون فيها

بينما كيونغسو بالكاد كان يتواصل معهم، و قبل عامين توقف عن التحدث بمجموعة الدردشة الخاصة بهم جميعاً

"لن تُغادر ؟"

تساءلت جيون بعدما تثاءبت فهز جونغداي رأسه إلى الجانبين

"ليس الآن"

" ألن يغضب مدير أعمالك إن اكتشف غيابك عن السكن حتى الآن؟"

لوى جونغداي شفتيه بعبوس ثم ترك الأريكة التي يجلس عليها و جلس على الأرض خلفها حيث كانت تدرس أمام الطاولة الصغيرة بمنتصف غرفة المعيشة

" سأُسافر بعد غد ولا يُمكنني توديعكِ غداً لذا لا أريد أغادر الآن "

أحاط كتفيها فتركت القلم من يدها و رفعت يديها لتُمسك بذراعيه ثم تنهدت

" أنت ببداية ترسيمك لذا يجب أن تكون حذراً فهذا لن يضرك فقط بل سيضر الفرقة بأكملها"

تنهد و أمال ليترك قُبلة خلف أذنها

" آسف لأنني لا أستطيع حضور حفل تخرجك "

" تعرف أن هذه الأمور ليست مهمة بالنسبة لي جونغداي"

"لكن كل ما يخصكِ يهمني"

نقرت بسبابتها على ذراعيه كي يتركها وحين فعل التفتت بجذعها لتُقابله

" سنحتفل معاً لاحقاً "

ضم شفتيه بإبتسامة و رفع حاجبيه بعبث فاحتضنت وجنتيه بصفعة خفيفة

" مجرد احتفال جونغداي"

" يوجد الكثير من الطرق لنحتفل بها "

هز رأسه إلى الجانبين و هو يدفعها لتستلقي على الأرض و اعتلاها

"جونغداي"

قهقهت بخجل لتدفع صدره فأمسك بيديها و عانقهما فوق رأسها ثم انحنى نحو عُنقها ليترك عليه قبلات مُتفرقة تحولت تدريجياً إلى دغدغات فضحكت بصخب و هي تتلوى أسفله

" جونغداي توقف "

رفع رأسه عن عُنقها لينظر إليها قليلاً و ابتسم بوسع حين رؤيتها تلتقط أنفاسها بوجه متورد

نقر شفتيها بقُبلة سريعة ليرفع رأسه و رمقها بنظرة قصيرة قبل أن ينحني نحوها مُجدداً يسرق قُبلات رقيقة من شفتيها

"يجب أن تُغادر..حقاً"

دفعت صدره بلطف فتنهد ثم استقام ليعود إلى مكانه فوق الأريكة و ضم ساقيه إلى صدره

" سأكون مُهذباً"

"لا، يجب أن تُغادر قبل أن يكتشف مدير أعمالك الأمر، أو الأسوأ... الشركة"

زفر بحنق ليعبس محاولاً استمالتها لكنها وقفت من مكانها و ناولته قناع وجهه ثم طردته إلى خارج المنزل

____________

"المزيد من اللحم خالتي"

هتف سيهون إلى صاحبة المطعم حيث اجتمعوا سوياً بمجرد عودة بيكهيون و جونغداي من جولتهما الغنائية

الجميع كان متواجداً بما في ذلك آيونغ، تشانسوك، هيبا، سولار و سوشيل التي دعاها سيهون كصديقة مُقربة

طاولتهم كانت صاخبة ،كل مجموعة تتحدث مع بعضها إلى أن هتف مينسوك

"إنه كيونغسو "

هدأت أصواتهم و التفتوا إليه جميعاً فابتلعت سويون ما بفمها و أدارت عينيها تدّعي عدم الإهتمام لكن ما إن سمعت صوته الهادئ أخذ قلبها يخفق بصخب

"مرحباً"

"مرحباً، يا رجل أين أنت؟ و... مهلاً هل أنت في الحمام؟"

هتف سيهون و هو يقترب من مقعد مينسوك لينعقد حاجبيه حين رؤيته الخلفية المثيرة للريبة خلف صديقه

" الحراس كما تعرف"

نبس كيونغسو بهدوء ثم قلب عينيه نهاية حديثه ليومئ سيهون بتفهم فسأل تشانيول بإندفاع

"متى ستعود؟ اشتقنا إليك "

" إلى الآن لا أعرف...ااه الحراس وصلوا إليّ"

أغلق الإتصال سريعاً فتنهدوا و عاد كل منهم إلى مكانه

" والده غير طبيعي "

هسهس سيهون بحنق فنكزه جونغ إن كي يصمت

" على الأقل اكتمل يومنا برؤية كيونغسو أيضاً"

هتف مينسوك و استقام من مكانه بينما يرفع كأسه

" نخب تخرجنا "

هتفوا جميعاً بصخب في حين تنهدت سويون بضيق لتتكئ بمرفقها على الطاولة

"سأبقى قليلاً"

كاد أن يعترض جونميون على حديث هانييل لكن حين رؤيته جونغ إن لم يُغادر بعد هو اكتفى بإيماءة بسيطة ليعبث بشعرها بلطف و غادر بعدها مع سولار

عادت هانييل إلى الطاولة مرة أخرى لتجلس بجانب سوشيل مُقابلة إلى جونغ إن، و الأخير كان ينظر إليها بإبتسامة بسيطة تعلو شفتيه

" بيكهيون، يجب أن نُغادر"

جونغداي تحدث وهو يقف من مكانه لكن المقصود كان تركيزه في مكان آخر

"بيكـ.."

ضم جونغداي شفتيه حين التفت إلى بيكهيون و رآه شارداً بالنظر إلى هيبا التي تتحدث مع آيونغ فصفع مؤخرة رأسه ليتنفض بيكهيون بفزع و التفت إليه

"ماذا؟"

"يجب أن نعود إلى السكن، إنها الواحدة صباحاً"

لوى بيكهيون شفتيه بعبوس ليسترق نظرة نحو هيبا ثم استقام من مكانه كي يُغادر فأشار جونغداي إلى جيون

"راسليني حين عودتكِ إلى المنزل"

أومأت إليه فلوّح إليهم ليودعهم جميعاً و جرّ بعدها بيكهيون من ياقته كي يُغادرا

"سنُغادر كذلك "

وقف تشانيول هو الآخر لينسحب من المكان مع تشانسوك، هيبا و سويون

" ينتهي اليوم بسرعة"

هز مينسوك رأسه إلى الجانبين بعبوس ثم لوّح إليهم بيديه و غادر مع آيونغ فالتفتت سوشيل نحو هانييل

"لنُغادر نحن أيضاً"

استرقت هانييل نظرة نحو جونغ إن ثم تحمحمت و وقفت من مكانها لتُغادر مع سوشيل لكن استوقفهما جونغ إن بهدوء

" ليُعيدكِ سيهون إلى المنزل سوشيل"

أشار سيهون إلى نفسه بتساؤل فركله جونغ إن من أسفل الطاولة

"انها فتاة لا يجب أن تعود إلى المنزل وحدها بهذا الوقت، كما أنها صديقتك"

حرّكت سوشيل عينيها نحو سيهون الذي أومأ دون اعتراض ثم استقام من مكانه ليُغادر معها فقالت هانييل على عجل

" و أنا أيضاً سـ..."

جذبها جونغ إن من مرفقها حين أوشكت على اللحاق بسيهون و سوشيل، ثم أشار لهما جونغ إن بأن يُغادرا ففعلا ذلك

" كنت... سوشيل إنها...أعني.. أنت"

تحدثت بتلعثم حين وجدت نفسها مع جونغ إن وحيدة ،دون أي شخص آخر من حولهما

" لنتجول قليلاً"

أشار لها بحاجبيه ثم سبقها بالخروج من المطعم فزفرت بعمق و ربتت على صدرها قبل أن تلحق به ،سارت بخطوات واسعة إلى أن أصبحت موازية له

" الآن... "

تمتمت لينظر إليها بجانبية ثم أعاد نظراته إلى الطريق أمامه بعدما همهم

"ماذا ستفعل ؟"

" قمت بمقابلة لبضعة شركات و أنتظر الرد...ماذا عنكِ ؟"

همهمت بتفكير ثم رفعت كتفيها

" سأحصل أولاً على بعض الراحة قبل الإنضمام إلى أعمال العائلة"

أومأ بتنهيدة عميقة ثم التفت لينظر إليها قبل أن يتوقف فتوقفت هي الأخرى

"ماذا عن حياتكِ الشخصية؟"

جفلت وتوسعت عينيها بتوتر فقهقه جونغ إن ليقترب منها و بتلقائية عادت إلى الخلف

" لقد تخرجنا بالفعل ،ألم يحن الوقت لنعترف بذلك ؟"

شهقت حين تعثرت و أوشكت على الوقوع فأحاط خصرها بذراعه سريعاً و جذبها إليه

تنفست هانييل بوتيرة سريعة حين وجدت المسافة بينهما تكاد تنعدم ،ابتسامته الجانبية و ملامحه الهادئة تنظر إليها كأنه يدري ما يدور بخاطرها فابتلعت ريقها بتوتر

" نـ...نعترف بما..ذا؟ "

همست بتلعثم لتسترق نظرة نحو شفتيه ثم رفعت عينيها سريعاً نحو خاصتيه و أخفضتهما لا تعرف أين يجب أن تهرب بنظراتها

" ربما..."

تمتم و رفع كفه الحُرّة نحو شعرها ليُعيد خصلاتها برقّة خلف أذنها

"يجب أن أعترف أن راقصة الباليه التي خطفت أنفاسي لم تكن سواكِ و... "

ثقلت أنفاسها حين اقترب منها ليهمس بجانب أذنها

"أنني لست مجرد قروي أحمق بالنسبة لكِ"

ابتعد عنها قليلاً فتحركت عينيها معه ليميل نحوها مُجدداً و مرر أنفه على وجنتها بينما ينثر أنفاسه عليها بلطف فأغلقت هانييل عينيها لتقبض بأناملها على قميصه

" جونغ إن "

همست بنبرة مُهتزة فهمهم بتساؤل ليبتعد عنها ببطئ ففرّقت بين جفونها و رفعت عينيها نحو خاصتيه تهمس بخجل

" أنا...أحب الشجار معك"

ضحك بخفوت فقضمت سُفليتها بإبتسامة خجولة ليومئ جونغ إن

" يُمكننا أن نتشاجر دائماً ثم أُراضيكِ بعناق"

أمال برأسه فضيّقت عينيها بخجل بينما تضم شفتيها

" من يرغب بمعانقتك؟"

تمتمت بينما تبرز شفتيها بعبوس مزيف ليتنهد جونغ إن بعمق ثم أمال نحوها و اختطف شفتيها بقبلة رطبة فاتسعت عينيها بصدمة

ابتعد عنها لتتحرك عينيها المُتسعتين معه فجعّد أنفه ليهز رأسه إلى الجانبين

"لا أظنه سيكون عناقاً فقط"

رفع ذراعه عن خصرها حتى استقرت كفه على رأسها من الخلف و دفعها نحوه ليميل برأسه مُلتقطاً سُفليتها بقُبلة أخرى

" ليس الشجار فقط ما أحبه"

همست بخجل حين ابتعد عنها لوهلة فنقر شفتيها بقبلة سريعة و همس

"أحبكِ"

ثم عانقها فأحاطت خصره بذراعيها لتُخفي وجهها بعنقه خجلاً

سارت سوشيل إلى جانب سيهون تُنصت إلى حديثه العشوائي بإبتسامة واسعة إلى أن توقف أمام منزلها حيث تسكن وحدها فوقف سيهون ليُلوّح إليها

"إلى اللقاء"

همهمت لتعقد كفيها معاً خلف ظهرها و لم تتحرك فرفع حاجبيه بتساؤل

" تريدين قول شيئ ما؟"

أومأت فأومأ يحثها على التحدث لتزم شفتيها في خط مستقيم

" مازال أمامك عامين لتتخرج"

قلب عينيه بإستغراب ثم أومأ يؤكد ذلك

" أعرف أنك لا تُفكر في الإرتباط بهذا الوقت لكن...هذين العامين سيكون تدريبكِ العملي و ستقضي وقتاً طويلاً مع زميلاتك و الكثير من النساء سيكـ.. "

"ما الذي ترغبين بقوله؟"

قاطعها بعدم فهم و قهقه بخفة فتنهدت سوشيل

" لا أريدك أن تكون لطيفاً مع فتاة أخرى غيري"

ارتفع حاجبي سيهون تدريجياً فأشارت له

" أنت لا تتعامل بلطف مع أصدقائك فقط بل الجميع...لقد ساعدت الفتيات في المطعم بشواء اللحم كأن لا يوجد غيرك هناك "

" لكنهن من طلبن ذلك"

برر لتلوّح بكفها في الهواء بإنفعال

"هذا ما أتحدث عنه، لا يجب أن تكون لطيفاً مع الجميع، هذا يجعلني أشعر بالغيرة"

شهق سيهون بأعين اتسعت بصدمة ثم عاد خطوة إلى الخلف

" يااا، لا تقولي هذا لي، مازلت صغيراً"

تنهدت سوشيل بإحباط ثم اقتربت منه لينكمش على نفسه بفزع فلكمت صدره بغضب قبل أن تركض إلى منزلها

تنفس سيهون براحة حين دخلت إلى المنزل ثم ضم شفتيه ليُربت على صدره

" مازلت صغيراً سيهوني"

______________
.
" جانغ يي ابتعد عن الباب "

هتف ييشينغ بتحذير حين سمع صوت رنين الجرس لكن الفتى الصغير لم يُنصت إليه و ركض نحو الباب كي يفتحه فترك ييشينغ ما بيده و ركض ليلحق بالصغير الذي فتح الباب

أطلّ جانغ يي برأسه من خلف الباب لتميل معه غُرّته الناعمة بينما ينظر بعينيه الصغيرتين إلى الرجل أمامه

" مرحباً أيها الصغير"

مد كفه نحوه فأوشك الصغير على مصافحته لولا أن جذبه ييشينغ من ياقته

"كم مرّة حذرتك من فتح الباب ؟"

جعد الصغير أنفه بعبوس لينظر ييشينغ إلى الرجل أمامه و تدريجياً توسعت عينيه

"يااا كيونغسو ما الذي أتى بك إلى هنا؟"

هتف بتوبيخ فقهقه كيونغسو و اقترب منه ليُعانقه فاحتضنه ييشينغ بقوة ليضرب ظهره بعبوس

" أكرهك"

ضحك كيونغسو و ابتعد عنه ثم انحنى نحو الصغير

" أنت جانغ يي"

أومأ الصغير و اقترب من كيونغسو

"و أنت العم كيونغسو"

"مازلت تذكرني أيها الذكي "

بعثر شعر الصغير فتمايل الآخر يميناً و يساراً سعيداً بالإطراء

" هو ليس ذكياً فقط بل اجتماعي بصورة مرعبة "

ييشينغ هز رأسه إلى الجانبين بعدم تصديق فقهقه كيونغسو ليحمل الصغير ثم توجّه إلى الداخل مع ييشينغ

جلس وعلى فخذيه أجلس الصغير ذو الرابعة فأشار له ييشينغ

" اختفيت بشكل مفاجئ و الآن أراك أمام باب منزلي دون أي مقدمات... "

قبّل كيونغسو الصغير ثم رفع عينيه نحو ييشينغ

"في المرة الأخيرة التي حادثتك بها اكتشف أمري أحد الحراس و وشى بي إلى أبي...كنت سأعود إلى كوريا لكنه أصرّ على بقائي هناك لعام آخر كعقاب لي...لكن التدريب هناك أفضل من هنا لذا كان الأمر لصالحي "

عقد ييشينغ حاجبيه و هو يُحرك عينيه مع كيونغسو الذي يضحك مع الصغير كأن ما يقوله أمر عادي

" و الآن؟ أنت لن تبقى هكذا إلى الأبد كيونغسو ؟"

ابتسم المقصود ليرفع عينيه نحو ييشينغ

" لا تقلق بشأني..."

مرر عينيه في الأرجاء ثم أعاد نظراته إلى ييشينغ

" أين مينا ؟"

"موعد التطعيم اليوم و لحظي العثر تركتني كاثرين أتولى أمر هذا المشاغب وهي تعرف جيداً أنها أفضل مني في ترويضه "

قهقه جانغ يي بطفولية و ألقى رأسه على كتف كيونغسو مُدركاً أنه المقصود فهز ييشينغ رأسه إلى الجانبين بإبتسامة

" هل يعرف أصدقائك أنك عُدت ؟"

همهم كيونغسو بالنفي

" لم أتواصل مع أي أحد ،استلمت هاتفي من الحراس في المطار و أبي بعث برسالة لي كي يعرف متى سأفتح الهاتف لذا مازال الهاتف مُغلقاً"

"أتيت من المطار إلى هنا؟"

أومأ كيونغسو لينعقد حاجبي ييشينغ

"أين حقائبك ؟"

" أرسلتها إلى المنزل مع السائق"

أمال ييشينغ برأسه بإستغراب فقهقه كيونغسو

" أعبث مع والدي قليلاً "

" هل تغيرت أم فقدت عقلك ؟"

ضيّق ييشينغ عينيه ليبتسم كيونغسو ثم أخفض نظراته إلى جانغ يي

" حفل زفاف تشانيول و تشانسوك الأسبوع القادم"

توسعت أعين كيونغسو بإبتسامة ليرفع عينيه نحوه

"حقاً؟"

أومأ ييشينغ ثم أشار إليه

"الآن أشعر بالغيرة لأنك ستحضره بينما لم تحضر حفل زفافي "

ضحك كيونغسو لينظر إلى جانغ يي

"والدك غيور"

قهقه جانغ يي بصخب فقلب ييشينغ عينيه

______________

دخل كيونغسو إلى المنزل فوجد والده يجلس بغرفة المعيشة مع والدته ينتظران عودته فابتسم ليتقدم منهما و انحنى بخفة قبل أن يجلس مقابلاً لهما

" أين كنت ؟"

" بمنزل ييشينغ"

أجاب بهدوء فانتفض والده من مكانه بغضب ليرفع كيونغسو عينيه نحوه

"هل فقدت عقلك ؟كيف تعصي أوامري ؟"

"إنها الحادية عشر"

ألقى كيونغسو نظرة نحو ساعة يده ثم استقام من مكانه

"يجب أن أحظى ببعض الراحة فبالتأكيد سأبدأ عملي بالشركة منذ الغد "

محى ابتسامته و انحنى إلى والديه مرة أخرى ليصعد نحو غُرفته

ألقى بجسده فوق السرير بإرهاق ثم تنفس بعمق

التفت بعد بضعة لحظات لينام فوق بطنه بينما يفرد ذراعيه أمامه و بإبتسامة بسيطة عبث بذاك السوار متعدد الألوان الذي يرتديه

_____________

(يا رفاق)

بعث مينسوك رسالة إلى المحادثة الجماعية فتلقى منهم الإجابة بأوقات متفرقة

( كيونغسو قد عاد)

توسعت أعين سويون تدريجياً و استقامت عن السرير لتنظر إلى الهاتف بعدم تصديق

(لم يُخبرنا أنه سيعود)

بيكهيون عقد حاجبيه و تبادل النظرات مع جونغداي المجاور له قبل أن ينظرا إلى الهاتف مُجدداً حين أجابه مينسوك

(التقيت المعلم ييشينغ و هو أخبرني بذلك ،لكن يبدو أن والده لا يزال يُقيد حُريته)

عبست سويون بضيق لتميل بوجنتها فوق كفها بينما تنظر إلى الهاتف تنتظر المزيد من المعلومات دون أن تسأل بنفسها

(لكن المعلم ييشينغ أخبرني أيضاً أن...)

رفعت حاجبيها بترقب لكن مينسوك بقى صامتاً لبعض الوقت فوبخه سيهون بإنزعاج

(اكتب كل شيئ دفعة واحدة أيها الأحمق)

قهقه مينسوك ليكتب رسالة أخرى

(أكّد أن كيونغسو سيحضر حفل زفاف تشانيول و تشانسوك )

انقبض قلب سويون ثم تجمد عقلها من بعد ذلك و لم تركز مع أي مما قاله الآخرين

الآن..و بعد أكثر من ستة أعوام ستلتقيه مُجدداً

_____________

كان لتأنق سويون سببين أحدهما كان حفل زفاف صديقيها، و الآخر كان لتبدو فاتنة بأعين شخص ما

لكن حفل الزفاف يكاد ينقضي و ذاك الشخص لم يصل بعد

اجتمعن الفتيات خلف تشانسوك لتُلقي بباقة الزهور فوقفت هيبا بعيداً عنهن  في حين كانت سويون مشغولة بالبحث عن كيونغسو بعينيها

احتضنت سوشيل الباقة ما إن التقطتها و ابتسمت بوسع ثم حرّكت عينيها في الأرجاء باحثة عن سيهون حتى رأته يقف مع جونغ إن يُثرثر كعادته

رفعت أطراف فستانها و اقتربت من سيهون فنكزه جونغ إن ليلتفت إليها سيهون

"التقطتُها!"

هتفت فربت على رأسها يثني عليها لتضم شفتيها ثم مدت الباقة نحوه

"لست فتاة"

قهقه سيهون بمزاح ليُمسك بالباقة

"لكنك تخرّجت، لم تعد صغيراً سيد اوه"

لم يستوعب ما قالته إلا وجذبته من ياقته لترتفع على أطراف أناملها لتُقبّل شفتيه بقوة فشهق جونغ إن بقهقهة مصدومة ثم صفّق لتبتعد سوشيل عن سيهون بخجل حين سمعت أصوات صفير و تصفيقات من جانب أصدقائه

"أنت لي منذ الآن فصاعداً "

أشارت إلى سيهون بتحذير فرمش بصدمة وهو يُحرك عينيه بتيهٍ بين أصدقائه

" هل رأيت قُبلة رجل المبادئ للتو؟"

التفتوا جميعاً نحو ذاك الصوت لتتسع أعينهم بحماس فاتسعت معهم ابتسامة كيونغسو

"اشتقتم إليّ؟"

قهقه حين ركض الشباب نحوه لمُعانقته، الجميع كان يضحك بسعادة بينما سويون كانت تقف في مكانها ساكنة لا تُبدي ردة فعل عكس صخب جسدها من الداخل

ذاك الارتجاف بأطرافها و الطرق ضد صدرها

و صوت طنين أذنيها الذي غطى على أصوات الجميع المختلطة بصوت الموسيقى

كل شيئ بدا مشوشاً فجأة عدا كيونغسو الذي يضحك مع الآخرين، بدا و كأنه يتحرك بالتصوير البطيء

تلك الضحكة التي رأتها للمرة الأولى حين توديعه لها ها هي تعلق بمثيلتها إلا أن هذه كانت بملامح أكثر نُضجاً ،و بطريقة ما كانت لاتزال طفولية كذلك

ابتلعت غُصتها لتخفض عينيها اللامعتين عنه ثم انسحبت من المكان كي تهدأ قبل أن يُكشف أمرها

شابك بيكهيون كفيه خلف ظهره و سار نحو هيبا فحرّكت عينيها معه إلى أن استقر بجانبها

"كيف حالكِ؟"

انفلتت منها ضحكة خافتة لتهز رأسها إلى الجانبين

"بيكهيون...لقد أتينا معاً"

ضم شفتيه ليُدير عينيه ثم أمال نحوها برأسه

"يمكنني تكرار السؤال مراراً إن كنت سأرى هذه الضحكة"

"توقف"

صفعت وجنته بخفة فتنهد و استقام بجذعه

" حتى سيهون يكاد يواعد و أنا مازلت أعزباً"

رفعت حاجبيها لتقلب شفتيها بلا مُبالاة مُزيفة

" ألم تكن هناك شائعات من حولك مؤخراً؟"

تخطته فتحرك بسرعة ليعترض طريقها

" قُلتها بنفسكِ إنها شائعات...مصدرها الشركة و ليس تصرفاتي الخاصة لذا لا شأن لي بذلك...أنا مُتيّم بفتاة أخرى لكنها لا تنظر إليّ "

ارتفع حاجبيها بتفاجؤ فتنهد بعمق

"هذه النظرة تجعلني أرغب بعض وجنتيكِ "

احتضنت هيبا وجنتيها بخجل فقهقه بيكهيون

"ألا يُمكنكِ منحي فرصة؟ جميع العوائق أمامنا تخلصنا منها، حتى أنكِ تدرسين الآن فما المانع هيبا؟ "

قضمت شفتيها فاقترب منها خطوة

" تعرفين جيداً أنني لن أخدعكِ و لن أكون رجلاً سيئاً، لذا لا ترفضيني هذه المرة "

" مُعجباتك لن يُعجبهن الأمر"

همست بتردد فابتسم بوسع حين لمح الموافقة بعينيها

" بالطبع لن أعلن هذا الآن، امنحيني الفرصة أولاً و حين تتخذ هذه العلاقة مساراً أكثر جدية سأعلن عن الأمر بنفسي و أتحمل النتائج...لن تكون النتيجة سيئة مادُمتِ معي "

حكّت هيبا جبينها بخجل لتشيح بنظراتها بعيداً عنه فأمال بيكهيون برأسه معها لتبتسم دون مقاومة

"هذه موافقة ؟"

" سأُفكر في الأمر "

دفعت صدره ثم سارت نحو الآخرين بخطوات واسعة ليلحق بها بيكهيون

" لم لا تزال صغيراً هكذا؟ "

تحدث سيهون و هو يحيط عنق كيونغسو بذراعه فتنفس كيونغسو ليرفع عينيه نحوه

" أنت الذي أصبحت طويلاً للغاية و..."

التفت إلى تشانيول ليُشير نحوه

" هذا الرجل معلم أم مُدرب رياضي ؟ما هذه العضلات؟"

ضحكوا على تعليقه ليُشاركهم الضحك إلى أن لمح سويون تقترب منهم، و بحذر تحرّكت من خلفهم لتختبئ خلف جونغ إن فابتسم ليخفض رأسه

___________

أبعدت سويون الغطاء عن رأسها لتنظر إلى السقف بعبوس ثم التفتت لتنظر إلى هاتفها

" هذا الأحمق؟ "

هسهست حين رأت أن الوقت قد تأخر و إلى الآن هي عاجزة عن النوم بسبب كيونغسو

"لم تحدث مع الجميع عداي؟"

استقامت بجذعها لتعقد حاجبيها ثم ضربت بكفها على السرير بصرامة

"ألم يكن هو من أخبرني أن أنتظره ؟"

شهقت لتتوسع عينيها

"هل فهمته بشكل خاطئ؟ "

هزت رأسها إلى الجانبين ثم تكتفت

" بالطبع لا، لقد قام بتقبيل وجنتي حينها"

قضمت شفتيها لتنظر إلى الفراغ بتفكير ،و مُجدداً توسعت عينيها

"هل وقع بحب إحداهن و نسي أمري ؟"

أمالت مُجدداً نحو الطاولة لتجذب الهاتف من فوقها و بحثت بمواقع التواصل الخاصة بكيونغسو لكنها كانت كالصحراء

التحديثات الأخيرة كانت قبل عامين وجميعها تخص أنشطته الجامعية

"لم هذه الشقراء معه بجميع الصور ؟"

تمتمت و هي ترى الفتاة الشقراء بجواره، ثم ضيّقت عينيها

"حبيبته ؟ربما لهذا السبب نسي أمري؟ "

قامت بتقريب الصورة لتنظر إلى وجه الفتاة بشكل أفضل ثم أغلقت الهاتف و ألقته على الطاولة بعشوائية

"لا يهم"

رفعت كتفيها تدّعي اللامباة ثم استلقت على السرير و أغلقت عينيها

"يا إلهي"

صاحت بإنفعال و جذبت هاتفها مُجدداً لتنام على بطنها بينما تبعث برسالة إلى المحادثة الجماعية

(رفاق)

لكنها لم تتلقى رداً فالجميع كانوا نيام،و بينما تنتظر الرد وقعت نائمة في وضعية غير مريحة حتى سمعت صوت المنبه

أغلقته بنعاس ثم ذهبت لتغتسل و تتجهز من أجل العمل

كانت تجلس خلف مكتبها تعمل بأعين ناعسة حتى وصلها ردوداً من أصدقائها فجذبت الهاتف سريعاً

(كنت أتساءل إن كان لديكم بعض الوقت لنلتقي بعطلة نهاية الأسبوع)

(كنت أريد قول ذلك)

سيهون أجابها ليوافقه جونميون

(أنا أيضاً أردت ذلك فكيونغسو عاد للتو)

(أنا و بيكهيون لدينا تدريبات لكن لا بأس إن كنا سنلتقي ليلاً قد نحصل على الإذن لساعة )

قضمت سويون شفتيها لتُمسك الهاتف بكلتا يديها بتردد

(أخبروا كيونغسو أيضاً و إن أراد اصطحاب حبيبته معه لا بأس بذلك)

هزت قدميها بتوتر ثم بعثت برسالة أخرى

(هو لديه حبيبة أليس كذلك؟)

(فلتسأليه بنفسك)

همهمت بعدم فهم حين رأت رسالة مينسوك ثم أغلقت هاتفها و وضعته جانباً لتعود إلى العمل

بينما كيونغسو ابتسم أثناء قراءته الرسائل، أجاب رسالتها ثم وضع الهاتف فوق الطاولة ليستكمل العمل

(ليكن لقاءً خاصاً بالأصدقاء فقط)

قرأت سويون رسالته عدة مرات بينما تتأكد من اسمه، قهقهت بلا فكاهة ثم أمسكت برأسها وهي تصرخ بصوت مكتوم فلفتت انتباه زملائها إليها

سويون كانت قد نسيت وجود كيونغسو بالمحادثة كونه توقف منذ زمن عن التردد إليها

_______________

اجتمع الأصدقاء بحديقة منزل جيون حيث وضع الخدم طاولة مستطيلة تدور حولها عدة مقاعد

و على مسافة قصيرة طاولة أخرى وُضعت فوقها أطباق الخُضرة ،و في جانب آخر المشواة التي يتولى أمرها تشانيول و مينسوك

التفوا جميعاً حول الطاولة الكبيرة يتبادلون أطراف الحديث أثناء تناولهم العشاء

كيونغسو غاب عنهم لسنوات طويلة و بالكاد تواصلوا معه لذا كان هناك الكثير من الأمور التي يتشاركونها معه

بينما سويون اكتفت بمُراقبتهم في صمت ،و بين الحين و الآخر تسترق نظرة نحو يديه لعلها تلمح ذاك السوار الذي منحته إياه قبل سفره

لكنها لم تتمكن من رؤية إن كان يرتديه أم لا

" انظر أمامك"

ألقى سيهون ملعقته نحو جونغ إن المُقابل له فالتقطها الآخر سريعاً و قهقه حين كشف صديقه أمر نظراته إلى هانييل، والأخيرة ملأت فمها بالطعام بخجل

" يا رجل تعايش مع حقيقة أننا نتواعد"

رفع جونغ إن كتفيه ببساطة فهتفوا جميعاً لتُخفي هانييل وجهها خلف كفيها بينما سيهون أغلق عينيه بدرامية

" لم يا صديـ..."

"هيا سيهون ،لقد رأى الجميع ما حدث بحفل زفاف تشانيول و تشانسوك"

قاطعه بيكهيون بسخرية فتحمحم سيهون ليحك مؤخرة رأسه

" لا بُد أنها كانت ثملة"

" سوشيل أخبرتني أنكما تتواعدان"

نبس جونميون بعبث فتوجهت الأنظار نحو سيهون ليرمش مرتين ثم رفع رأسه نحو السماء

" هل ستُمطر؟ "

" إنها تُمطر حُباً أيها الصغير "

داعب تشانيول أسفل ذقن سيهون بسخرية لينفخ الأخير وجنتيه بإحراج ثم مرر عينيه بين أصدقائه

" لقد تخرجت بالفعل و أصبحت رجلاً لذا إلى اللحظة الأخيرة لم أتخلى عن مبادئي"

تلقى صفعة على مؤخرة رأسه من جونغداي و تشانيول في آن واحد ليعبس ثم اقترب بجذعه من الطاولة لينظر إلى كيونغسو

"ماذا عنك ؟أنت لم تتحدث أبداً عن حياتك الخاصة"

قضمت سويون باطن سُفليتها لترفع عينيها نحو كيونغسو فابتسم جونميون بخفة حين لاحظ ذلك و سأل بهدوء

" هل واعدت إحداهن لذا لم ترغب بالعودة؟"

ابتلعت سويون ريقها حين ابتسم كيونغسو بخفة لينظر إليها ثم رفع كأس الماء يتناول القليل منه و لم يجب سؤاله

" سويون في طريقك كيونغسو هل يُمكنك أن تقلها إلى المنزل؟"

جيون هتفت بإندفاع حين أوشك الجميع على المُغادرة فنفت سويون

" لا بأس، لقد طلبت سيارة أجرة"

"أنتِ ثملة لا يجب أن تعودي وحدك"

اعترض جونغداي لتومئ جيون موافقة إياه

"لم أتناول الكثير.."

"لا بأس، معي سيارتي "

كيونغسو قاطعها بهدوء ثم أشار لها أن تلحق به فزفرت بإرتجاف قبل أن تفعل ذلك

صعدت سويون إلى السيارة بجواره ليقول

" ضعي عنوانكِ على جهاز الملاحة "

" ااه حسناً "

تمتمت بخجل و أمالت نحو الجهاز لتضع عنوانها غافلة عن عيني كيونغسو الباسمتين أثناء مُراقبتهما لها

اعتدلت بجلستها لتُمسك بحزام الأمان بقوة بالقرب من صدرها ثم التفتت لتنظر إلى الطريق بجانبها

" تبدين مُختلفة عن السابق "

التفتت لتنظر نحوه فألقى نظرة نحوها و أعاد عينيه إلى الطريق أمامه

"تبدين...ربما ناضجة"

أو خلابة...لكن كيونغسو اكتفى برفع كتفيه نهاية حديثه و لم يضف وصفاً آخر فهمهمت سويون

"ألم ينضج الجميع؟"

"هممم، أنتِ مُحقة"

همهم و التزم الصمت بعدها فتحركت في مكانها بعدم راحة و التفتت إليه

"الدراسة في الخارج صعبة؟"

"قليلاً"

أومأت لتنظر إلى حزام الأمان حيث تعبث فيه بأناملها

" لديك أصدقاء ؟"

بقى صامتاً لبعض الوقت قبل أن ينفي برأسه بحركة بسيطة

" مجرد زملاء دراسة "

" كنت تتواصل مع الجميع تقريباً عداي أنا..."

التفت لينظر إليها فأشاحت بنظراتها بعيداً عنه

" هل حصلت على حبيبة أثناء تواجدك في الخارج؟"

قلبت عينيها تدّعي اللامُبالاة لكنها لم تتلقى رداً من جانبه و لم يقل شيئاً حتى توقف بسيارته أمام المبنى الذي يقع به منزلها

" هنا؟ "

همهمت بإحراج لتفتح حزام الأمان ثم فتحت الباب لتخرج فأمسك بيدها

انقبض قلبها و اضطربت أنفاسها ظناً منها أنه لربما حان وقت الإعتراف الذي تنتظره، ابتلعت ريقها و التفتت لتنظر إليه فترك يدها و تحدث مُبرراً

" كنت مُراقباً بواسطة رجال أبي طوال الوقت و بالكاد تواصلت مع الآخرين..."

بلل شفتيه حين عقدت حاجبيها

" هناك أمور أخرى لم يحن الوقت بعد لأتحدث عنها"

رمقته في صمت لبضعة لحظات قبل أن تومئ ثم غادرت سيارته لتصعد إلى منزلها

وضعت المنشفة حول رأسها و جلست على طرف السرير لتجذب هاتفها من فوق الطاولة

" إنها تلك الشقراء بلا شك "

هسهست بحنق و مُجدداً أخذت تبحث بصفحات كيونغسو على وسائل التواصل، تقرأ التعليقات و تتأكد إن كانت تعود إحداها إلى تلك الشقراء

أثناء تنقلها بين صفحاته وضعت إعجاباً على منشور قديم دون قصد لتمحوه سريعاً و تنفست براحة بعدها

( ليس من اللائق التجسس على أحد)

توسعت عينيها حين وصلتها رسالة من كيونغسو فصرخت لتُلقي هاتفها بفزع ثم جذبت المنشفة من فوق رأسها لتكتم بها صوت صراخها المُحرج

__________

مر على عودة كيونغسو إلى كوريا بضعة أشهر اعتاد فيها لقاء أصدقائه بالعطلة الأسبوعية

قد يتغيب أحدهم عن اللقاء بسبب انشغاله لكن كيونغسو لم يفعل و كذلك سويون، جونميون، جيون و مينسوك

انحنى كيونغسو إلى والديه بإحترام قبل أن ينضم إليهما على طاولة الطعام ثم بدأ بتناول إفطاره في هدوء إلى أن انتهى

"بشأن الحراس..."

رفع والده عينيه نحوه ليُشابك كيونغسو كفيه فوق الطاولة

"لم يعد هناك داعٍ لمُراقبتهم لي، ليس و كأنني سأهرب"

قهقه بخفوت نهاية حديثه فارتفع حاجبي والده في سخرية

"تعرف جيداً أن وجود الحراس ليس لهذا الغرض فقط"

رمقه كيونغسو لبضعة لحظات ثم التفت إلى والدته التي تنظر إلى والده كموافقة على حديثه

" امتلكت حُلماً ذات يوم...أردت أن أكون مُعلماً لكنني دخلت إلى مجال لم أفكر فيه يوماً فقط لأجلكما"

أشار بسبابته لهما نهاية حديثه فوقف والده تتبعه والدته مُتجاهلين إياه فالتفت معهما و تحدث بهدوء

" لم أكن أتلقى علاجاً لذراعي في الخارج ..."

توقف والديه فابتسم ليُكمل

" تلقيت علاجاً نفسياً حينها "

التفت إليه والديه بأعين واسعة فأشار بكفه بجانب رأسه

"كنت على وشك فقدان عقلي بسببكما"

طرق بكفه على الطاولة و هو يقف من مكانه ثم اقترب من والديه ليقف أمامهما

" حينها لم يكتشف حراسك الحقيقة ،و الآن لا يُمكنك منعي عن لقاء أصدقائي بوجود حراس من حولي فأنا أفعل ما أريد "

ضم شفتيه لوهلة ثم أومأ

"لا أريد أن اتأخر عن عملي لذا سأكون أكثر وضوحاً... "

عانق كفيه إلى صدره ليتبادل النظرات بينهما ثم أوضح

" لم أتلقى منكما الحب الذي انتظرته لكن لم يمنعني ذلك عن حُبكما، لقد ضحيت بأحلامي لأجلكما، درست مجالاً لا أرغب فيه و أنا من عانيت وحيداً في بلد غريب لكن...إلى هنا تنتهي سُلطتكما سيد وسيدة دو "

" ماذا تقصد ؟"

اقترب منه والده خطوة فحرك كيونغسو عينيه معه ثم رفع كتفيه و أخفضهما بحركة سريعة

" قمت بشراء شقة قريبة من الشركة سأنتقل إليها، سأعمل بجد و أحافظ على استمرار إمبراطورية دو العظيمة لكن لا تتوقعا مني أكثر من ذلك "

انحنى إليهما و التفت كي يُغادر فجذبه والده من مرفقه بخشونة

" يبدو أنني تهاونت معك كثيـ..."

دفع كيونغسو يد والده بخفة و ابتسم

" لست بحاجة إلى تأديبي سيد دو، لم أعد مُراهقاً و ما ستفعله بي هنا قد يؤثر على شركتك بصورة سلبية...أنا رجل كاد يفقد عقله لذا توقع مني أي شيئ"

ضحك بخفوت ثم انحنى إلى والديه ليُغادر إلى عمله

____________

تبادل جونميون و سولار خواتم الخطبة ليُصفّق المتواجدين ثم بدأت الثنائيات بالتجمع إلى ساحة الرقص في منتصف الحديقة حيث يُعقد حفل الخطبة

" مهلاً هل سترقص و تتركني وحدي ؟"

تشبث سيهون بذراع جونغ إن رافضاً تركه فعبست هانييل

" هل يجب أن أترك حبيبتي و أرقص معك ؟"

سخر جونغ إن و حاول دفع سيهون إلا أنه تشبث بذراعه بقوة يأبى تركه

" الرقص سيضر عظامك لذا ابقـ..."

"كنت أبحث عنك سيهون"

هتفت سوشيل و هي تقترب منه ثم ابتسمت حين وقفت أمامه

"هيا لنرقص"

"هيا"

ابتسم بوسع و ترك ذراع جونغ إن ليعقد ذراع سوشيل مع خاصته لينضم إلى الثنائيات الأخرى فعقد جونغ إن حاجبيه بينما هانييل ضحكت وهي تقترب منه

" للتو كان يقول أن الرقص سيؤذي عظامي "

أمسك بيد هانييل بلطف و جذبها معه نحو ساحة الرقص

" من الجيد أنه يواعد سوشيل أو كنت لترقص معه الآن حقاً"

قلب عينيه ليُحيط خصرها بذراعيه ثم تمايلا مع الموسيقى

" الخائن يتخلى عني من أجل حبيبته"

" هل تشعر بالغيرة على سيهون ؟"

قهقهت بعدم تصديق فقلب شفتيه ليُدير عينيه بعيداً عنها

و حول إحدى الطاولات كان بيكهيون يقف بجوار هيبا ،هو مشغول بالتحدث مع والد جونميون، و هيبا مشغولة بالتحدث مع هيونا

بينما يديهما مُتشابكتين بحميمية خفاءً أسفل الطاولة

أوقف كيونغسو السيارة أمام المبنى حيث منزل سويون فشكرته بهمس خافت لتفتح باب السيارة كي تخرج

"لم أتناول العشاء بعد"

انعقد حاجبيها بخفة و التفتت إليه فارتفع طرف شفتيه بإبتسامة بسيطة حين أجابته

" و أنا أيضاً"

" يُمكنني تحضير وجبة لأجلك"

قضمت باطن سُفليتها بتفكير ثم أومأت إليه لتخرج من السيارة فلحق بها إلى منزلها

دخلت أولاً و تحرّكت جانباً تسمح له بالدخول ثم أشارت له نحو المطبخ

" سأُبدّل ثيابي أولاً لذا...افعل ما شئت"

أومأ ليخلع سُترته ووضعها جانباً ثم رفع أكمام قميصه لتتوجه سويون إلى غرفتها

أغلقت الباب خلفها ثم التفتت لتنظر إليه بصمت قبل أن تضع كفيها فوق فمها تكتم صراخها

"يا إلهي ،ماذا أفعل؟"

تمتمت لتسير نحو خزانة ملابسها لتنظر إلى ثيابها المنزلية

" قصير للغاية، طفولي للغاية...ااه لا هذا غير مناسب.."

صفعت جبينها و أغلقت الخزانة ثم اقتربت من المرآة تتأكد من مظهرها و خرجت بعدها

ابتلعت ريقها حين رؤيتها إياه مشغولاً بتحضير الطعام بينما يعقد حاجبيه...كيونغسو يُصبح جذاباً بصورة تخطف الأنفاس حين يعقد حاجبيه

اقتربت لتجلس على المقعد خلف البار فرفع عينيه نحوها ثم أخفض نظراته إلى ما يفعله

"لم تُبدلي ثيابكِ"

همهمت ثم اتكأت بمرفقيها فوق البار لتُدير عينيها في الأرجاء تحاول تجنبه

جفلت حين لمحت السوار حول معصمه لتتوقف نظراتها عليه لبضعة لحظات ثم رفعت عينيها نحو كيونغسو

"مازلت تحتفظ به؟"

التفت لينظر إليها فأشارت بحاجبيها نحو السوار فابتسم و أمال ليخفض الشعلة أسفل وعاء الطعام ثم اقترب من البار ليقف مُقابلاً إليها

" كان جيداً بمواساتي، لطالما فكرت أنني حين أعود سأجد من يُحبني و ينتظر عودتي لذا...لقد خفف من وحشة الوحدة"

ضمت سويون شفتيها وهي تتبادل النظرات معه فابتسم

" حين رأيتكِ خشيت أنه لربما نسيتِ أمري لكن بحثكِ خلفي يوضح العكس"

توسعت عينيها بخجل فقهقه بخفوت ثم رفع يده نحو شعرها ليُبعثره بلطف

" بالإضافة إلى مراقبة حراس أبي لي كنت أيضاً خائفاً من أن لا أكون قادراً على اتخاذ قرارات وحدي"

أبعد يده عن شعرها ليتكئ بكفيه على البار

" اعتدت على ارتجاف يداي لكن الأمر أصبح أسوأ حين سافرت إلى الخارج، نظري كان مشوشاً في الكثير من الأحيان، و تكرر الأمر كثيراً أن أشعر بوخزة مؤلمة في قلبي و بالكاد ألتقط أنفاسي "

" هل أنت مريض؟ "

استقام جذعها بقلق فتنفس بعمق ثم نفى برأسه بحركة بطيئة

" لم تكن مشاكل عضوية..."

"تلقيت العلاج النفسي؟ لذا تبدو هادئاً بشكل مختلف عن السابق؟ "

أمالت برأسها بتساؤل فأومأ

" لكنني مازلت أشرد كثيراً "

تنهدت لتُشير إليه بسبابتها بينما تُضيّق عينيها

" في هذه الحالة لم يكتمل علاجك"

قهقه ليُمسك بسبابتها فجفلت و حرّكت عينيها مع أنامله التي تعبث بخاصتها حتى تعانقت معها

" تمتلكين حيزاً كبيراً من تفكيري و مشاعري سويون"

لوت شفتيها بخجل ثم أدارت عينيها و تمتمت

" و لهذا لم تتواصل معي أبداً"

" لم تتح لي الفرصة "

" ألم يكن بإمكانك خلق ولو فرصة واحدة طوال الأعوام الستة؟"

همست بتأنيب ليتنهد بعمق

" خشيت أن أبني لكِ آمالاً زائفة و أنا لست واثقاً إن كنت قادراً على مواصلة العلاج و التحسن"

"كصديقين كيونغسو، على الأقل تحدث معي كصديقين "

" توقفت عن رؤيتكِ كصديقة لي منذ أن كنت مراهقاً"

قاطع انفعالها بنبرة هادئة فابتلعت ريقها لتضغط على أنامله بتلقائية

" و هل ظننت أن ستة أعوام لن تمحو ما حدث بعام واحد؟ هل اعتقدت أن المشاعر ستبقى كما هي و..."

" لذا لم أرغب بالضغط عليكِ... "

قاطعها مُجدداً لتعقد حاجبيها بإنزعاج

" و لو أنني عدت و وجدتكِ قد نسيتِ أمري لم أكن لألومكِ فلا ذنب لكِ بما يحدث في حياتي"

"لكنني انتظرتك و ما تلقيته منك كان التجاهل "

هتفت بإنفعال فقهقه لترتفع بجذعها قليلاً و صفعت صدره بيدها الحُرّة

" هل تضحك الآن ؟"

"كان من الممتع رؤيتكِ تحاولين معرفة من أواعد "

ضمت شفتيها بغضب خجول فصفعت صدره مُجدداً ليضحك بخفوت

" لكنني كنت أنتظر إلى أن أستلم منصباً بشركة أبي.. "

عقدت حاجبيها ليبتسم

"أخبرتكِ من قبل أنني لن أبقى هكذا إلى الأبد سويون..."

أمالت برأسها بعدم فهم لينظر إلى كفيهما المُتعانقين

" العمل هو كل شيئ بالنسبة إلى والداي، لم يُنجبا سواي لذا أنا من يجب أن يحافظ على استمرار اسم دو و لذلك...سأكون أنا الشخص المتحكم منذ الآن فصاعداً...لقد تحكما بحياتي من قبل و الآن سأحصل على حريتي مقابل الحفاظ على كل شيئ"

مررت سويون عينيها على وجهه الباسم ثم تنهدت بعمق

" لا تؤذي نفسك "

" لا تقلقي "

رفع أناملها نحو شفتيه ليترك عليها قبلة رقيقة ثم تركها و اقترب من المقود ليتأكد إن نضج الطعام

" انتقلت البارحة إلى شقة لأعيش بها وحدي كما أنني تخلصت من الحراس "

وضع الطعام بصحنين ثم اقترب من البار ليضعهما عليه و دار من حوله ليجلس بجوارها

"لم أرغب بالتحدث معكِ قبل أن أتخذ خطوة جدية أثق بنفسي من خلالها "

ابتسم و رفع كفه أمام وجهها

"و كفي لم يرتجف رغم أنني لمحت بأعين والدي رغبته في ضربي "

ضحكت لتنكز باطن كفه بسبابتها

"هل واثق أن عقلك سليم الآن ؟"

ثنى أنامله مُضيّقاً المسافة بين سبابتها و ابهامه

" قليلاً فقط "

هزت رأسها إلى الجانبين بإبتسامة ثم شرعت بتناول الطعام فأمال كيونغسو بوجنته على كفه بينما ينظر إليها من الجانب

" كان هناك الكثير من الأمور التي أردت تجربتها معكِ ثم اكتشفت فجأة أننا لم نحظى بالفرصة المناسبة لنتعرف على بعضنا"

رفعت حاجبيها لتنظر إليه

" ربما إن وافقتِ على مواعدتي ستكون أمامنا فرصة لنتعرف على بعضنا بشكل أفضل"

سعلت فانتفض بفزع ليُحضر كوب ماء من أجلها ثم ربت على ظهرها بلطف

" أنتِ بخير ؟"

أومأت لتتنهد براحة ثم عبست بوجهه لترفع كفها أمامه

" ظننت أننا نتواعد منذ اللحظة التي قبّلت فيها يدي "

همهم بعدم فهم لينظر إلى كفها ثم رفع عينيه نحو وجهها العابس

" هل هذه تُعد موافقة ؟"

"و هل سأترك أي رجل يُقبّل يدي هكذا ؟"

لوّحت بيدها بإنزعاج فقهقه ليهز رأسه إلى الجانبين

" لم أواعد من قبل لذا لا أعرف أي شيئ "

عقدت حاجبيها تدّعي الإنزعاج ثم أشارت له بسبابتها بتحذير

" من الأفضل أن تكون شخصيتكِ الجديدة هذه جيدة كطهيكِ "

" لست واثقاً من ذلك "

____________

" كيونغسو، أنت الوحيد الذي لم يصل إلى الآن"

هسهست سويون بتوبيخ عبر الهاتف فقهقه الآخر و هو ينظر إلى الطريق من خلال المرآة الجانبية

"أنا حقاً آسف لكن الطريق مُزدحم...هل وصل العروسين؟ "

" ليس بعد، لكن الجميع هنا "

همهم لينظر إلى المرآة مُجدداً

"عشر دقائق فقط "

" حسناً و احذر أثناء قيادتك "

" حسناً حبيبتي"

أقفلت سويون الإتصال ثم عادت إلى الآخرين لينعقد حاجبيها بإستغراب

" أين ذهب تشانيول و تشانسوك ؟"

" تشانسوك شعرت بركلة طفلها و قالت آهٍ خافتة بالكاد سمعناها لكن تشانيول أصرّ على أنها بحاجة إلى الراحة و ما كان يجب أن تأتي "

تحدث بيكهيون بسخرية فأشار له مينسوك

"أنت تشعر بالغيرة منه لأنك لن تتزوج قبل خمسة أعوام على الأقل"

كشّر بيكهيون ليومئ معترفاً بذلك فضحك الآخرين ليتلقى تربيتة مواساة ساخرة على كتفه من جانب هيبا

" لقد أتيت "

هتف كيونغسو ليُرحبّوا به ثم اقترب من سويون ليُعانق خصرها بجانبية و ترك قبلة لطيفة على وجنتها

" هل حدث شيئ مع والديك؟ "

همست بقلق لينظر إليها قليلاً ثم هز رأسه إلى الجانبين

"لنتحدث لاحقاً"

عقدت حاجبيها بقلق لتدفع ذراعه عن خصرها ثم أمسكت بيده و سارت معه بعيداً عن الآخرين

" ما الخطب؟ هل عرفا بأمرنا؟"

" أنا لم أخفي الأمر منذ البداية"

رفع كتفيه بلا مُبالاة فتوسعت عينيها

" هل أخبرتهما ؟"

"لم أخبرهما و لم أخفي الأمر...هذا حتى قبل ساعتين "

همهمت بعدم فهم فابتسم

" كنت بموعد مُدبر تقريباً"

"كنت مع فتاة ؟"

همست بعدم تصديق فقهقه

" بالطبع لن يكون موعد مع فتى سويون "

ابتلعت ريقها لتضم شفتيها بعبوس

"لا تبكي هذا سيُفسد مساحيق التجميل "

احتضن وجنتيها ليضع قُبلة على عينها اليُمنى ثم اليُسرى

" لم أكن أعرف ذلك لكنني فهمت الأمر"

همهم بتفكير ليترك وجنتيها ثم داعب ذقنها

" أخبرتها أنني أواعد فتاة أخرى فغادرت الفتاة مع والديها  فأوقعت أبي بمشكلة و قام بتوبيخي لذا قمت بتهديده بشأن العمل و....ربما كذبت كذبة صغيرة"

كان يتحدث بلا مبالاة إلى أن وصل للجزئية الأخيرة فأشار إلى عُقلة سبابته بقصد صغر الكذبة فضيّقت عينيها بشك

"قُلت... "

أدار عينيه بحذر ثم أكمل

" أنكِ حامل و حذّرته إن أصابكِ أو الجنين أي مكروه فسقوط امبراطوريته سيكون حتمياً حتى و إن لم يكن هو الفاعل و..."

التزم الصمت حين توسعت عينيها و لم تتفوه بحرف فأمال برأسه نحوها بقلق

"سويون أنا آسف...لم أقصد أن.."

"كيف عرفت؟ "

همست بتوتر فهمهم بعدم فهم لتبتلع ريقها بصعوبة ،و كلاهما تبادل النظرات بترقب

" عرفت...ماذا ؟"

تمتم بحذر فقضمت سُفليتها ليرفع حاجبيه و أخفضهما بحركة سريعة بتساؤل

" هل أنتِ حامل ؟"

" كنت سأُخبرك صدقني لكن بسبب المشاكل بينك و بين والدك مؤخراً لم أرغب في...أن أثقل همومك"

بررت بإندفاع و ختمت حديثها بنبرة خافتة

" تثقلين همومي ؟"

ضحك ليضع كفيه على فمه بسعادة ثم تحمحم و أغلق عينيه يحاول تهدئة نفسه

أبعد يديه عن فمه ثم تنفس بعمق لتنفلت منه قهقهة أخرى

" يا إلهي هذا...لا أعرف كيف أصف ذلك"

مسّد جبينه بإبتسامة مصدومة فأمالت برأسها

"ألست...غاضباً أو.."

"لا، لا"

نفى سريعاً ثم عانقها

"لا يُمكنكِ تخيل سعادتي سويون"

ابتعد عنها قليلاً لترفع عينيها نحوه و بحذر مررتها على وجهه

"حين تفوهت بتلك الكذبة راودني شعوراً غريباً "

همس بنبرة مُختنقة ليُفرّق بين شفتيه و زفر بإرتجاف

"تمنيت لو أنها حقيقة و هناك صورة لطيفة مرت بذهني سريعاً لنا مع أسرتنا الصغيرة "

قهقه حين أدمعت عينيه فاحتضنت سويون وجنتيه لتُلاطفهما بإبهاميها

" هل يجب علينا أن نتزوج معهما اليوم؟ "

ضحك يتساءل فقهقهت ثم عانقته ليُحيط خصرها بذراعيه و قبّل جانب رأسها

" عُذراً لمُقاطعة لحظاتكما الحميمية "

نقر بيكهيون كتفيهما ففصلا العناق لينظرا إليه

"يكاد ينهي العروسين تلاوة عهودهما"

شهقت سويون بتفاجؤ فأومأ يؤكد ذلك ثم سبقهما إلى الداخل

" برؤية سيهوني يتزوج بدأت أشعر أننا كبرنا بالفعل"

علّق جونغ إن بأعين لامعة ليومئ الآخرين موافقين إياه قبل أن ينضموا إلى أهل القرية برقصهم العشوائي بينما تشانيول كان يجلس مع زوجته العابسة كونه رفض أن ترقص ببطنها المنتفخ هذا كي لا تُرهق نفسها

و كيونغسو وقف بعيداً عنهم ينظر إليهم بأعين لامعة بينما يُفكر كيف كانت لتكون حياته دون هؤلاء

ماذا لو لم يذهب إلى تلك المُسابقة؟

ربما لم يكن ليجد ما يجعله يتمسك بالحياة

ربما كان ليُصبح نسخة من والديه، يتزوج بفتاة عملية ،و علاقة عملية أخرى ثم يحصل على طفل لا يمكنه مده بالحب الدافئ ثم يُكرر قصته مع طفله

رؤية الجميع بحفل زفاف سيهون أعاد له الكثير من الذكريات، بدءاً من استقبال سكان القرية لهم، مقلب تشانيول السخيف و الذي تحول إلى حقيقة و هاهو الآن أصبح مُعلماً في القرية كما تمنى

كل منهم وصل إلى حلمه و سعادته التي تمناها

ربما لايزال الطريق طويلاً أمامهم لبناء مشفى كبير بالقرب من القرية لكن مازالت القرية تمتلك الطبيب اوه و بعض مُساعديه

قهقه حين تذكر كيف انتهت رحلتهم بمركز الشرطة ثم تنهد بإبتسامة ما إن تلاقت نظراته مع سويون فابتسمت نحوه هي الأخرى لتُرسل إليه قبلة طائرة

"هيا لنلتقط صورة،ميونغداي تعال "

هتف جونغ إن لينضموا جميعاً إلى العروسين

" لنُقيم حفل زفافنا في القرية"

همس كيونغسو إلى سويون فالتفتت تنظر إليه ليرفع كتفيه

" أحب أجواء القرية أكثر"

"من سيتزوج؟"

أطلّ سيهون برأسه من خلف كيونغسو ينظر إليه ثم حرك عينيه نحو سويون

" هل ستتزوجان ؟"

"مهلاً، من سيتزوج؟"

هتف جونغداي حين سمع سيهون فتذمر بيكهيون

" هل سيتزوج الجميع الآن؟"

"انظروا إلى الكاميرا؟"

هتف المصور كي يتوقفوا عن الحديث لكنهم لم يتوقفوا عن ذلك

هناك من يُهنئ و هناك من يتذمر لذا...من بعد الصورة الأولى جميع الصور كانت عشوائية لكنها بدت حيوية و مليئة بالسعادة

The End. 

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top