9
Start
بإحدى غرف النوم كانت سويون نائمة بينما بزاوية الغرفة كانت جيون تجلس أرضاً تضم ساقيها إلى صدرها بينما تميل بوجنتها فوقهما، ذراع تُحيط بساقيها و الأخرى ترسم بها دوائر وهمية على الأرضية بعقل شارد
استقامت عن الأرض و خرجت من الغرفة متوجهة إلى الخارج حيث الحديقة
حديقة منزل ييشينغ لم تكن بواسعة بل ذات مساحة صغيرة و مقعد خشبي عريض بجانب الحديقة
" أين سويون؟"
التفتت تنظر إلى جونغداي حين وقف بجوارها ثم تنهدت بعمق، لم تُكمل دقيقة وحدها إلا و قد ظهر من حيث لا تدري
"نائمة"
تمتمت و التفتت تنظر أمامها مرة أخرى فجلس جونغداي على طرف المقعد لتلتفت برأسها إلى الجانب الآخر تحاول بذلك تجاهله
جونغداي كان يلتفت نحوها بين الحين و الآخر، بدا و كأنه يرغب بقول شيئ ما لكنه لم يتفوه بحرف لوقت طويل، كان حذراً و لم يرغب بقول ما قد يجرح مشاعرها دون قصد
"تبدين جميلة من هذا الجانب"
جفلت جيون حين همس بهدوء و بتردد التفتت تنظر إليه فابتسم بلطف
"ألا يُزعجكِ طول شعرك؟"
حرك يده على شعرها الطويل دون لمس فانعقد حاجبي جيون بخفة لتنظر إلى كفه التي تتحرك ببطئ على الهواء قريباً من شعرها ثم رفعت عينيها نحو خاصتيه ما إن جذب يده بعيداً عنها
" حين تشعر نساء القرية بالضيق يأتين إلى محل والدتي، ستقوم بقص شعرهن و حينها يشعرن بالراحة"
رمقته جيون بصمت دام لحظات قبل أن تهمس بخفوت
"هل تبحث عن زبونة لمحل والدتك؟"
"هل هذا واضح؟"
مازحها ليضحك فتنهدت جيون لتهز رأسها إلى الجانبين بإبتسامة تكاد تُلاحظ
" يُمكنكِ التجربة صدقيني "
أمال برأسه حتى أصبح بمستوى أقل من مستوى رأسها كي يرى وجهها بوضوح فحرّكت عينيها نحوه
"لقد رأيت إبتسامة"
همس بخفوت ثم نكز وجنتها فاسترقت نظرة نحو سبابته التي لم تبتعد عن وجهها و أعادت نظراتها إليه مرة أخرى
" ابتعد"
تمتمت فضم شفتيه ليجذب يده بعيداً عن وجنتها إلا أنه بقى قريباً من وجهها و بعبث قال
" أشعر بالضجر لذا إما أن نتحدث أو سأقوم بالغناء "
و جيون لم تكن تُمانع الشرط الآخر فالغناء يعني أنها لن تتفوه بحرف...غناء جونغداي لم يكن مُزعجاً بل كان مُريحاً كذلك
" أعرف أنكِ مُعجبة بصوتي لذا سأقوم بـ..."
اعتدل جونغداي و هو يتحدث بذات نبرته العابثة فالتفتت إليه سريعاً تُقاطعه
" لم أقل أنني مُعجبة بصوتك أبداً"
" لم تعترضي في السابق على غنائي و الآن يبدو أنكِ تُفضلين خياري الثاني"
" أفهم ما تقوم به"
رفعت حاجبيها بثقة فابتسم جونغداي ليميل برأسه
" و ماذا أفعل؟"
" أنت تحاول التحدث معي فقط"
"هذا واضح ليس بحاجة إلى قول عكس ذلك "
رفع كتفيه ببساطة ثم قهقه
" في النهاية عليكِ التنازل و التحدث معي لو لمرة واحدة فأنا مُزعج أكثر مما تتخيلين "
" هذا واضح"
تمتمت بخفوت ثم أشاحت بنظراتها جانباً فزم جونغداي شفتيه لوهلة قبل أن يعود إلى الثرثرة من جديد
" أثناء اختبار المعلمة كاثرين عرفت بالمجال الذي يرغب الآخرين في دراسته لكن لأن المعلم ييشينغ هو من تشارك الحديث معكِ فلم يتحدث لذا كنت فضولياً حول ما تُريدين دراسته "
همهم نهاية حديثه ليميل نحوها قليلاً إلا أن جيون لم تتفوه بحرف فظل يقترب منها و هو يُهمهم بتساؤل حتى التفتت إليه لتضع كفها على صدره هامسة بإنزعاج
" ابتعد "
و بلا اعتراض زحف إلى نهاية المقعد يترك بينهما مسافة
" أريد دراسة علم النفس "
تمتمت و التفتت تنظر بعدها بعيداً عنه عاقدة ذراعيها إلى صدرها
جيون كانت مُستعدة لسماع سُخريته إلا أن ذلك لم يحدث، جونغداي التزم الصمت لوقت طويل حتى شعرت هي بالغرابة من ذلك فالتفتت بتردد كي تتأكد إن كان قد غادر أم لا و حينها جفلت لرؤية إبتسامته اللطيفة التي يرمقها بها
"ماذا؟"
هز رأسه إلى الجانبين ثم برر
"فقط....الجميع كان يرغب بدراسة إدارة الأعمال أو الطب عدا تشانيول الذي يرغب بأن يُصبح مُعلماً لذا فكرت في أنه من بين المجالات الثلاثة سيكون لطيفاً إن كُنتِ مُعلمة....مُعلمة للأطفال، لكن هذا مُفاجئ"
ارتفع حاجبي جيون قليلاً فأشار إليها جونغداي
" هذا لتفهمي الآخرين أم لمعالجتهم؟ "
أمال برأسه بتساؤل فارتخى حاجبي جيون كما ارتخت ملامحها تدريجياً لتتنهد بينما تلتفت برأسها لتنظر أمامها
" كلاهما "
همهم جونغداي بتفهم ثم التفت ينظر أمامه
" إن كان لفهم الآخرين فلتنسي الأمر، لا يُمكنكِ فهم البشر جميعاً و لا تحاولي إرضاء الجميع فهذا مستحيل...أما إن كان لعلاج الآخرين فهذا لطيف"
التفت نحوها مُجدداً ليُكمل
" بعض الأشخاص بحاجة إلى التحدث مع شخص أمين لن يُفشي أسرارهم، شخصاً سيكون مُهتماً لسماعهم لذا أرى هذا المجال رائعاً...كوني طبيبة و سأكون أول مريض لديكِ "
" مريض؟ "
تمتمت جيون بتساؤل و التفتت إليه فهمهم جونغداي
" كلمة المرض ليست بإهانة و لكنها كلمة تشمل الكثير، الآلام و الجراح الناتجة عن أسباب مختلفة لذا كون روحك مريضة ليس ذلك بإهانة...بجدية لا يوجد شخصاً ليست روحه بمريضة "
قهقه بخفوت نهاية حديثه بينما جيون اكتفت بالإنصات إليه دون إبداء ردة فعل تُذكر
" لكن لتدرسي هذا المجال عليكِ التحدث مع الآخرين...حتى و إن كانوا سيئين فيجب أن تعتادي ذلك "
التفتت إليه جيون و الصمت حلّ على المكان للحظات معدودة حين تلاقت نظراتهما
كانت و كأنها تبحث بملامحه على ما يُشير إلى سُخريته لكن لم ترى أي من ذلك
جونغداي لن يُخبرها شيئ كـ 'أنها بحاجة إلى طبيب نفسي فكيف تُريد أن تكون واحدة منهم؟' لم يقل بأنها غريبة أطوار و لم يُقلل من رغبتها تلك بأية صورة
لأن رأسها كان مليئاً بتلك الأفكار هي استوعبت بوقت متأخر تلاعبه بالكلام بينما يدفعها من جديد للتحدث معه فقهقهت بخفوت بينما تهز رأسها إلى الجانبين مما جعل من إبتسامته تتسع
جونغداي لا يستسلم....لكنه لم يكن مُزعجاً كما قال
"تُحبين الباليه؟"
سألها بإهتمام فهمهمت بينما تومئ بالإيجاب
" أعتقد أن شعركِ الطويل مع ثياب الباليه يكون لطيفاً،سأحرص على اللحاق بتدريبكِ لرؤيتكِ"
تمتم جونغداي بخفوت فالتفتت جيون تنظر إليه قليلاً ثم تنهدت بعمق
"لطيفة؟"
همهم جونغداي وهو يومئ بعنف فهزت رأسها إلى الجانبين بخفة
"ألم يُخبرك الآخرين بأنني حاولت الإنتحار من قبل؟ لن أصدق أنهم أضاعوا الفرصة ليُثرثروا بهذا الأمر "
ارتفع طرف شفتيها في ابتسامة ساخرة فقضم جونغداي شفته السُفلى ليخفض نظراته عنها
"في الواقع أخبروني بذلك و لم يكن بداعي الثرثرة"
رفع عينيه نحو جيون مُجدداً و بدت من ملامحها أنها اعتادت شيئاً كهذا فلم يبدو بأنها ترغب بالبكاء أو حتى أنها تُصدق ما قاله للتو...الجميع كان يُثرثر حول هذا الأمر ليسخروا منها
" أنا و الرفاق كنا قلقين لأنكِ لا تتحدثين مع أحد منهم، ظننا أنهم يتجنبون الحديث معكِ لكن...لا أحد منهم يكرهكِ أو يتجنبكِ...لا أعرف بشأن جميع طُلاب صفك لكن على الأقل المشاركين بهذه المسابقة لا يتجنبونكِ"
قلبت جيون عينيها اللامعتين بعيداً عنه و صوتاً قصيراً ساخراً غادر ثُغرها فاقترب منها جونغداي ليُمسك يدها بلطف بالغ
" انظري إليّ "
همس ليضغط على كفها بخفة لكنها لم تفعل ما قاله
" يُمكنكِ النظر إلى عيناي و ستُدركين أنني لست كاذباً "
جذبت جيون يدها من خاصته و استقامت تنوي المغادرة فهتف جونغداي سريعاً يستوقفها
"لا أعرف كيف يبدو والدي"
توقفت جيون في مكانها فأكمل جونغداي
" أمي تقول أنني أُشبهه لكنني لم أره من قبل، لا أعرف حتى إن كان لايزال على قيد الحياة أم لا "
استقام بجذعه قليلاً ليجذب جيون من يدها كي تعود إلى جانبه و بإستسلام تحركت معه حتى جلست في مكانها مرة أخرى
" كان يتردد الكثير من الأشخاص إلى قريتنا، رجال أعمال يرغبون في الاستثمار بالقرى المجاورة، المعلمين المُتدربين أو حتى الأطباء الذين أتوا لقضاء فترة تدريبهم هنا..ذات مرة أراد أحد رجال الأعمال السيطرة على قريتنا لذا حاول التقرب من أهل القرية.."
همهم بتفكير ثم قهقه
" كانت أمي فتاة صاخبة وحيوية كما هي الآن لذا دون قصد منها جذبت انتباه أحد المهندسين الذين أتوا مع ذاك الرجل...تقرّب منها ثم تواعدا طوال فترة بقائه هنا و قبل مُغادرته وعدها بعودته ليتزوج منها..."
عقد كفيه معاً ليرفع رأسه نحو السماء بإبتسامة
" مر شهر ثم الآخر و اكتشفت أمي أمر حملها، بالطبع كانت مُتحمسة لكن مع وصولها إلى الشهر الأخير من حملها بدون والد الطفل كانت خائفة...والد سويون هو من ذهب معها حينها إلى المدينة التي أتى منها ذاك الرجل و قاما بالبحث عنه، حينها اكتشفت أنه كان ابن رجل الأعمال الذي يرغب بأن يستولي على قريتنا...التقته أمام منزله الضخم و توجها بعدها إلى أحد المطاعم الراقية، حظت معه بموعد آخر لكنه كان الأخير...كان متزوجاً و يمتلك عائلة أخرى بالفعل "
اتسعت أعين جيون فضحك جونغداي حين رأى ردة فعلها
" في الواقع أنا لا أكرهه، على الأقل هو لم يقم بأذية والدتي و لم يرغمها على إجهاضي، لقد تركني لأكون بجانبها و لم يتركها وحدها تتألم...أنا أيضاً لا أحبه و لست فضولياً لرؤيته، أخبرتني أمي عدة مرات أنني أُشبهه لكن هذا أيضاً لم يُحرك بداخلي أي مشاعر نحوه..."
"هل كان الأمر قاسياً؟ "
انعقد حاجبي جونغداي بإبتسامة حين خرجت نبرتها مُهتزة و مُختنقة كأنها تكتم بكائها فرفع عينيه نحوها مرة أخرى و قد كانت تبكي بالفعل
" لا تبكي، كل شيء على ما يُرام "
همس بلطف و رفع إحدى كفيه نحو وجنتها ليمسح دموعها برقّة
" لا، أنا و أمي لم يكن لنا دخل بما حدث لذا لم يُحمّلنا أي من سكان القرية ذنب أفعال ذاك الرجل...ربما أمي لم تكن بخير في البداية... قالت أنها أرادت إنهاء حياتها لكن لم تفعل ذلك من أجلي... "
ضم جونغداي شفتيه في خط مُستقيم ثم حك أسفل أنفه بسبابته
" إذا أنهيت حياتك بسبب بعض الأشخاص الذين يكرهونك فهم في الواقع لن يشعروا بشيئ تجاه خسارتك... "
جيون نبست بهدوء لينظر إليها جونغداي...هو كان على وشك قول ذلك!
" من سيُعاني و يشعر بغيابك فقط من أحبوك لذا لا تنهي حياتك و لتحاول أن تعيشها بسعادة"
"هذا صحيح "
بعثر جونغداي شعرها بإبتسامة ثم عقد كفيه معاً
" شكراً لك "
همست جيون بإبتسامة بسيطة فاتسعت ابتسامة جونغداي
" إبتسامتكِ جميلة"
جفلت جيون بخجل و لون وردي طفيف زحف إلى وجنتيها فتنهد جونغداي بعمق ليميل برأسه قليلاً و عينيه الباسمتين تطوفان وجهها
" ظننتها مُهمة صعبة لكن المعلم ييشينغ كان مُحقاً...التقرب منكِ ليس صعباً"
"هل المعلم ييشينغ من طلب منك التحدث معي؟"
تساءلت بتردد فهمهم بالنفي
" سألته عنكِ من قبل و قال أن لا حق له في قول شيئ لكن التقرب منكِ ليس صعباً"
مسحت جيون على شعرها بخجل بينما تُتمتم
" لولا أمر والدك لم أكن سأستمع إليك "
" لا بأس كنت سأجد حديثاً آخر، أنا جيد في التحدث مع النساء "
ضحكت جيون لتمسح على عينيها ثم سحبت نفساً عميقاً و كتمته حين التفت جونغداي نحوها مُجدداً يسأل بإهتمام
" ما المشكلة بين المعلم ييشينغ و بين الآخرين؟"
" أنت فضولي للغاية "
قهقهت جيون بعدم تصديق فجعد جونغداي أنفه بإحراج ليحك مؤخرة رأسه
" لا، أنا فقط...أريد أن تُصبح الأمور على ما يُرام بينهم، المعلم ييشينغ رجل رائع و الرفاق كذلك جيدين لذا لا أريد أن تكون بينهم مشاكل "
ضحك مُحرجاً فابتسمت جيون لتشيح بنظراتها بعيداً عنه
" إذاً..."
همس و هو يميل برأسه نحوها لكن سرعان ما التفت كلاهما نحو الباب حين هتف سيهون بحماس ساخر
" خالتي شين هي ستكون فخورة بك "
استقامت جيون بخجل تنوي العودة إلى الداخل فمقصد سيهون من سخريته كان مفهوماً...والدة جونغداي لم تُقصّر في إظهار رغبتها بأن يواعد ابنها
" ألن تُخبريني؟"
جونغداي اعترض طريقها فتخطته و هي تلوّح بخجل
"لاحقاً"
قضم جونغداي شفتيه و هو يلتفت معها بينما يُراقبها و هي تسير نحو المنزل بخطوات مُرتبكة...لاحقاً ؟أي سمحت له بالتحدث معها مرة أخرى
" أعرف أن خالتي تُريد ذلك لكن صدقني..."
سيهون همس و هو يُحيط بعنق جونغداي فالتفت إليه الأخير بينما جونغ إن اقترب يحيط عنق جونغداي من الجانب الآخر و أكمل بدلاً من سيهون
"ستكون أحمقاً كما تشانيول لذا انسى الأمر"
التفت جونغداي ينظر إلى جونغ إن ليومئ إليه بينما يُغلق عينيه و يفتحهما بحركة بطيئة يؤكد ذلك فابتسم جونغداي يُغير مجرى الحديث
"كيف حال والدك؟"
_______________
~~~جونميون~~~
لم أتمكن من النوم...تقلّبت طوال الليل و لم أنم بشكل جيد لكن بالرغم من ذلك لم يكن شعوري سيئاً
لم أتمكن من النوم لأنني كنت مُتحمساً
أُفكر فيما سأُخبرها به
هل يجب أن أُخبرها كيف انبهرت لرؤيتها أول مرة؟ حين فتحت النافذة و رأيتها تقف بشُرفتها يُداعب الهواء وجهها بينما يُحرك شعرها خلفها برقّة
إبتسامتها حينها جعلت قلبي يخفق بإعجاب
كان إعجاباً عادياً كالإعجاب بقطعة فنية تلفت الإنتباه أو ربما ممثلة رأيتها بالتلفاز
لبضعة أيام لم أُلاحظ شيئاً حولها، لم يجذب انتباهي رؤيتي لها تفتح النافذة أو تُغلقها، و لم يلفت انتباهي اعتنائها بزهورها في الصباح الباكر
لاحقاً رأيتها تتحدث بالإشارة مع كل فرد بالمنزل، أحياناً أختها، أحياناً الخادمة و في أحيان أخرى والديها و أدركت أنها بكماء
لم أفهم ما تقوله لذا كنت فضولياً، كنت فضولياً لأعرف لم تبكي و لم تضحك حتى تدمع عينيها
دون أن أفهم وجدتني أبتسم معها و أعبس كذلك حين تفعل
وقت راحتي من الدراسة قضيته في تعلم لغة الإشارة، و كلما فهمت كلمة مما تقول شعرت بسعادة عارمة
أردت مشاركة ذلك معها لكنني لم أتمكن من ذلك فلم تسنح لي الفرصة أبداً
في بعض الأحيان توقعت ردة فعلها حول ما يقوله الآخرين لها و قد كان توقعي صحيحاً، إهتمامي نحوها جعلني أفهم القليل عنها
و دون أن أشعر أصبحت سولار جزءاً مهماً من يومي...لقد وقعت بحبها
توقفت أمام البوابة و برودة غريبة سيطرت على جسدي من الداخل
كنت أرتجف بتوتر و قلبي ينبض بصخب حين رؤيتها تقف أمامي مباشرةً و ليس على مسافة بعيدة حيث زهورها
الكلمات التي حفظتها و رددتها طوال الليل تلاشت من رأسي و لساني لُجم فوجدتني عاجزاً عن التفوه بحرف، حتى ذراعاي نسيت كيف أحركهما
تعلمت لغة الإشارة لأتمكن من التواصل معها و ها أنا في الوقت الذي يجب عليّ استخدامها وجدتني عاجزاً عن فعل ذلك
قضمت شفاهها لتخفض عينيها عني فتنهدت بعمق لأنظر جانباً أحاول لململة ذاتي فلا وقت لدي
لوّحت إليها لترفع عينيها نحوي بتردد فابتسمت و أظنني بدوت كالأحمق بهذه الإبتسامة الواسعة
" يجب أن أُغادر قريباً "
تمتمت بينما أُحرك يداي بحذر خشية أن أُخطئ و دون أن تُبدي ردة فعل حركت عينيها نحو خاصتاي بمجرد أن أنهيت هذه الجملة مما أربكني
لا بأس جونميون، اهدأ
" أشعر بالإحراج و التوتر"
قهقهت لأحك مؤخرة رأسي فارتفع حاجبيها بتساؤل
"أنا مُعجب بكِ "
جفلت لتنظر إلى يداي ثم رفعت عينيها نحو خاصتاي مرة أخرى لتتسع ابتسامتي
"لن أعرض عليكِ أن نكون معاً الآن لكنني أريدكِ أن تعرفي ذلك و لتُفكري في الأمر"
اقتربت خطوة
" اسمحي لي أن أكون صديقاً لكِ و سأحرص على أن تُدركي حقيقة مشاعري"
رائع جونميون، أحسنت
ابتسمت بثقة نهاية حديثي و لم أفهم لماذا يبدو و كأنها لا تُصدق ما أقوله لكن بالرغم من ذلك لن أستسلم
لا أثق في شيئ بقدر ثقتي في مشاعري نحوها كما أثق بأنني سأبذل ما بوسعي لتعرف كيف تبدو بعيناي
أخرجت هاتفي لأناولها إياه فنظرت نحوه ثم رفعت عينيها إليّ بعدم فهم
" أريد أن أكون صديقكِ"
أشرت إليها ثم مددت الهاتف إليها مُجدداً و بتردد تبادلت النظرات بيننا فرفعت حاجباي أحثها على تدوين رقم هاتفها
أمسكت به بتردد واضح بينما تتبادل النظرات بيننا لمرات لا تُعد و لا يبدو عليها الرفض أو القبول...فقط التردد
استقرت عينيها على هاتفي تنظر إليه لوقت طويل حتى رأيتها تدون الرقم ثم ناولتني الهاتف لتبتعد بمجرد أن أمسكتُ بالهاتف
حرّكت عينيها في الأرجاء بخجل ثم لوّحت إليّ لتعود إلى الداخل بينما تتجاهل ندائي
لربما أردت أن يطول الأمر لكن هذا كان كافياً بالنسبة لي أيضاً
_________________
كيونغسو كان يتناول الإفطار بوقت باكر عن والديه كي يُغادر إلى مركز التدريب حيث سيلتقي بالآخرين لكن و بالرغم من أنه كان أول النهار و لم يقم بأي مجهود بعد إلا أنه كان مُرهقاً و مُتعباً من التفكير
"ستُغادر؟"
رفع رأسه عن طبقه لينظر إلى والدته التي دخلت إلى غرفة الطعام فهمهم بخفوت ثم حرك عينيه معها حتى جلست على المقعد المقابل له
"سمعت أن مدرسة سونغ تانغ استعانت بالكثير من المدربين ليشرفوا على طلابهم، لا يجب أن تخسر أمامهم هممم"
رمقها كيونغسو في صمت في حين ارتفع حاجبيها هي بتساؤل تنتظر إجابته فتنهد بعمق بينما يومئ إليها
" لا تأتي كل عطلة إلى هنا"
رفع عينيه نحوها مُجدداً لتُشير إليه
" ستكون رجل أعمال لذا يجب أن تعرف أهمية الوقت، عليك أن تدرس بجد و تستغل وقت فراغك في ذلك لا أن تقضيه في الذهاب و الإياب"
"أتينا لنتدرب"
نبس بهدوء فاقتربت من الطاولة بجذعها بإبتسامة متحمسة
" أين تتدرب؟ هل هو مركز جيد؟ ابذل ما بوسعك فيجب أن تفز بهذه المسابقة "
" أمي "
كيونغسو قاطعها بتنهيدة ثقيلة فتوقفت عن الحديث
" أريد... "
همس بتردد ليضم قبضته أسفل الطاولة...'أريد عناقاً' تلك الجملة التي أراد قولها هو احتفظ بما تبقى منها لنفسه
"تريد ماذا؟ المال؟ يجب أن تعتاد على استخدام المال بحذر أكثر من ذلك "
رمقها كيونغسو بعدم تصديق ثم انحنى برأسه هامساً
"آسف"
"لا بأس، سأُعطيك هذه المرة فقط "
_________________
تلفت شباب دونغ حول أنفسهم بإنبهار بمجرد دخولهم إلى مركز التدريب الذي بدا أضخم مما تخيلوا
ربما بحجم قريتهم أو أكبر
ييشينغ اصطحب كل منهم إلى مكانه حيث سيتدرب في حين اصطحبت كاثرين كيونغسو، سويون و جونميون إلى المكتبة ليدرسوا هناك سوياً
"آنسة صوفيا"
ييشينغ هتف فتحركت هانييل بخجل تختبئ خلفه ما إن التفتت إليهم المدعوة صوفيا
كانت شقراء ذات أعين زرقاء تُشبه لون السماء الصافية بعد ليلة ممطرة
ابتسمت صوفيا و اقتربت منهم لتُعانق جيون بحماس فرمشت جيون بضعة مرات حين قُيدت بين ذراعيها
"جيون، لا أصدق أنني رأيتكِ مُجدداً... ااه تبدين أكثر نحافة عن السابق"
كانت تتحدث بلكنة كورية ركيكة متحمسة ثم ابتعدت عن جيون قليلاً تتفحصها بعينيها و عانقتها مرة أخرى فقهقه ييشينغ بخفوت ثم تحرك جانباً يكشف عن هانييل التي تقف خلفه
"هانييل"
هتفت صوفيا بأعين واسعة و تركت جيون لتقترب من هانييل التي تفاجأت من عناق المدربة لها كأن ما حدث لم يكن
"أنا سعيدة أنكما من ستتدربان معي، هذا مُريح"
تنهدت براحة ثم لوّحت إلى ييشينغ
"هيا، هيا لا وقت لدينا فلترحل أنت"
ابتسم ييشينغ ليومئ إليها ثم خرج من غرفة الباليه ليمر على الآخرين يتأكد من أن الأمور على ما يرام
قهقه حين وقف أمام المسبح يرى سيهون و جونغ إن يتنافسان بإستمتاع و لا يبدو أن أي منهما يواجه صعوبة بالتدريبات
بينما بملعب السلة تشانيول كان يتدرب مع كُلاً من مينسوك، جونغداي و بيكهيون
تنهد ييشينغ بعمق ليُصفّق بيديه هاتفاً
"بيكهيون"
التفتوا نحوه جميعاً قبل أن يركض بيكهيون تجاهه في حين استكمل الآخرين التدريب فابتسم ييشينغ و أشار إليه أن يلحق به حيث مقاعد التشجيع
جلس ييشينغ و بيكهيون جلس على المقعد بجانبه بينما يلتقط أنفاسه بوتيرة سريعة
" لديك الحق في..."
"سأُشارك في مسابقة الغناء..."
بيكهيون قاطعه بتوتر فانعقد حاجبي ييشينغ بخفة
"إن كنت لا تريد ذلك فلا تفعل، أريدك أن تتخذ القرار و أنت راضٍ عن ذلك"
ضم بيكهيون شفتيه بينما يومئ ثم أمال برأسه
" أنا خائف و لن أنكر ذلك لكنك مُحق فيجب أن أحتفظ ببعض الذكريات السعيدة لنفسي و لهذا...لن أخبر عائلتي في الوقت الحالي"
كاد أن يعترض ييشينغ فأمسك بيكهيون بيديه برجاءٍ
" رجاءً مُعلمي...سأُخبرهم لكن في الوقت المناسب أما الآن فسأفعل ذلك من أجلي و..."
أخفض نظراته عن ييشينغ ليقضم شفتيه بإحراج ثم همس
" كي تعرف بأنني حقاً آسف ..."
رفع عينيه نحو ييشينغ مرة أخرى ليُكمل
" لم تكن مجرد معلم بالنسبة لي و لكن كذلك صديق و أخ...أعرف أن ما فعلناه لن تغفره لنا بسهولة لكنني لم أقصد، بل جميعنا لم نقصد..."
ضغط بيكهيون على يدي ييشينغ بينما يتنهد بضيق
" السيد جون قام بتهديدنا و كنا جميعاً خائفين"
" لا بأس"
همس ييشينغ بلطف فابتسم بيكهيون ليُعانقه بجانبية مما جعل ييشينغ يضحك بخفوت
" قدمي مازالت تؤلمني "
سيهون همس بتأوه بينما يسير بجوار جونغ إن بعد أن انتهى كلاهما من تدريب السباحة
استحم كلاهما و خرجا بعدها يبحثان عن الآخرين إلى أن وصلوا إلى غرفة الباليه حيث كانت هانييل لاتزال تتدرب مع جيون فتوقف جونغ إن حين رؤيتهما و لأن سيهون لم يره حين توقف ارتطم بظهره من الخلف بقوة
"ماذا تفـ... اوووه"
همس بتفاجؤ حين رؤية هانييل و جيون بثياب الباليه تتحركان برشاقة مع الموسيقى
هانييل التي اعتادت الشجار مع جونغ إن بدت رقيقة أثناء الرقص
تأوه سيهون بإنبهار وهو يُراقب الفتاتين بينما أعين جونغ إن كانت تُلاحق هانييل و كأن هناك شعاع مُضيئ يتحرك خلفها حيثما ذهبت
ييشينغ دخل ليقف بجانبهما يعقد ذراعيه إلى صدره لينظر نحو الفتاتين بإبتسامة فابتسمت هانييل بالمُقابل بينما جيون قضمت شفتيها بخجل لتنظر بعيداً عنه
الشباب الأربعة من ملعب كرة السلة بمجرد أن انتهوا من تدريبهم لحقوا بييشينغ إلى غرفة الباليه بينما يتحدثون بحماس حول تدريبهم حتى توقفوا لرؤيتهم الجميع ينظرون إلى بقعة واحدة بإهتمام فالتفتوا حيث كانت هانييل و جيون
ابتسم جونغداي ليتقدم بضعة خطوات كي يرى جيون بشكل أوضح و بصورة غريبة أصبحت حركتها بطيئة و صوت نجوم لامعة تردد بأذنيه
جيون لم تبدو كئيبة بل وردية...فتاة ناعمة و هادئة فلم يستطع جونغداي السيطرة على نبض قلبه حينها الذي خرج عن السيطرة
نمت ابتسامة على شفتي جونغداي حين تلاقت نظراته مع جيون فجفلت لرؤيته هناك مُتذكرة ما قاله سابقاً
" أعتقد أن شعركِ الطويل مع ثياب الباليه يكون لطيفاً،سأحرص على اللحاق بتدريبكِ لرؤيتكِ"
و حينها توقفت جيون عن الرقص لتُعيد شعرها خلف أذنها بخجل و بتيهٍ دارت حول نفسها فقهقه جونغداي حين أدرك أنه السبب في ذلك
"تبدين رائعة جيون"
صفّق بينما يهتف بحماس فتوقفت هانييل عن الرقص لتتبادل النظرات بينهما بإستغراب و الأنظار حينها توجهت نحو جونغداي إلا أن الأخير لم يزح عينيه عن جيون التي تبحث عن مكان تختبئ به من نظرات الجميع
" إنها رائعة"
قهقه بإحراج حين لاحظ نظرات الجميع نحوه ثم انحنى إلى ييشينغ بإعتذار فأغلق ييشينغ عينيه و أعاد فتحهما بحركة بطيئة بينما يبتسم نحوه
"سأتصل بكاثرين لأرى أين هم الآن"
انسحب ييشينغ من الغرفة ليتصل بكاثرين في حين خرجت جيون لتُبدّل ملابسها فلحق بها جونغداي بينما هانييل همست بسخرية حين مرورها من جانب جونغ إن
" ما بك أيها القروي؟ ألم تسمع من قبل عن شيئ يُدعى مُجفف للشعر؟"
همهم جونغ إن بعدم فهم فأشار سيهون إلى شعره المُبلل ليقلب جونغ إن عينيه...حتى و إن كانت ترتدي ثياب الباليه فهذا لن يُغير من حقيقتها الوقحة
" هل قلقة عليّ؟"
هتف من خلفها بصوتٍ عالٍ فالتفتت إليه قبل أن تخرج من الباب
" تتمنى ذلك "
" يُمكنكِ تجفيف شعري إن أدرتِ، سأدّعي أن السبب وراء ذلك هو اهتمامكِ بأن لا أمرض من أجل المسابقة"
ارتفع طرف شفتيها بقهقهة مصدومة ثم هزت رأسها إلى الجانبين لتُغادر الغرفة فقهقه جونغ إن و التفت ينظر إلى أصدقائه الذين ضحكوا على ما قاله لكن أحدهم لم يكن راضياً عن ذلك
جفل جونغ إن حين تلاقت نظراته مع سيهون الذي يرمقه بحدة فهمس بتساؤل
" ماذا؟ "
" أعرف هذه البداية، لا تُصبح مثل تشانيول يكفيني أحمق واحد"
أشار إليه بسبابته بتحذير ثم غادر الغرفة فضحك بيكهيون ليُربت على كتف جونغ إن وهو يلحق بسيهون بينما مينسوك نبس و هو يتخطى جونغ إن
"سأُخبر جونميون أنك تُغازل أخته "
قهقه جونغ إن بعدم تصديق ليلحق به بينما يتذمر
" هي من غازلتني "
__________________
" دائماً ما تأتي الأسئلة بهذه الطريقة"
جونميون همس بخفوت بينما يدون الملاحظات من أجل سويون فهمهمت بتفهم و هي تومئ إليه، و على الجانب الآخر من سويون كان كيونغسو يدرس في صمت لكنه و بدون قصد يشرد بين الحين و الآخر
رفع كيونغسو عينيه نحو سويون ليقضم شفتيه بعبوس ثم تنهد بعمق و أخفض نظراته عنها مُجدداً
" يكفي إلى هنا، دعونا نعد لنتناول الغداء ثم تنضمون إلى الآخرين بالتدريب"
كاثرين همست إليهم بحذر بعدما وقفت بجوار مقعد كيونغسو فأومأ إليها ثلاثتهم ثم لحقوا بها إلى الخارج حيث يسير جونميون بجوار سويون يتحدثان سوياً و خلفهما كيونغسو يضع كفيه بجيوب بنطاله بينما يُراقب سويون من الخلف بعقل شارد
" سويون "
التفتت هي و جونميون حين سمعا صوت كيونغسو ، و لأن جونميون لاحظ تردد صديقه؛ ابتسم بلطف ليتركهما وحدهما بينما يلحق بكاثرين في حين عقدت سويون حاجبيها دون أن ترفع عينيها نحو كيونغسو
"بشأن ما حدث..."
تمتم ليتقدم منها خطوة ثم ابتلع ريقه هامساً
"آسف"
"حسناً"
أجابته ببرود ثم تركته و لحقت بالآخرين فتنهد كيونغسو قبل أن يستكمل طريقه
عادوا إلى القرية صباح اليوم التالي و طوال الأسبوع كانت الأمور تمر بهدوء دون مشاكل
جمع الثمار صباحاً، المدرسة بعدها ثم ينل كل منهم قسطاً من الراحة قبل أن يجتمعوا ليلاً من أجل الدراسة
و هذه المرة اختلطت الطاولتين معاً إلا أن جيون كانت لاتزال تحاول تجنب الجميع، و كيونغسو لم يتفاعل مع أي أحد و كان لايزال كثير الشرود
"صباح الخير"
لوّح جونغداي إلى جيون بمجرد أن خرجت من المنزل فهمهمت بينما تومئ إليه ثم سارت بجانبه حيث كان يومهما بجمع الثمار
جيون لا تعرف لم توقعت ذلك لكنها فكرت أن جونغداي سيقع عليه الإختيار ليجمع معها الثمار بشكل دائم و قد كان
لكن الأمر لم يكن مُزعجاً، بالرغم ثرثرته و ذكره كيف كانت تبدو لطيفة بملابس الباليه
تنهدت براحة حين انتهى كلاهما و سبقت جونغداي بالخروج من هناك بوجهٍ تمكنت منه الحُمرة خجلاً
جونغداي كان يتفوه بكل كلمة يُفكر فيها، ربما كان جريئاً لكن....كيف يُخبرها ببساطة أن قلبه كان يخفق حين رؤيتها ترقص؟!
وقفت جيون أمام المرآة بينما تُمشط شعرها و ابتسامة بالكاد تلاحظ ارتفع بها طرف شفتيها
هذا الشعور لم تُجربه لوقت طويل...ربما منذ أن فقدت والدها أو قبل ذلك بفترة
جيون شعرت بالإهتمام الغير مُزيف
أخفضت عينيها بخجل لتضع الفُرشاة جانباً ثم جذبت هاتفها تنظر إلى الساعة و حينها تلاشت ابتسامتها بمجرد أن وقعت عينيها على التاريخ
اقترب عيد مولدها
ييشينغ و كاثرين كانا في الحافلة مع الطلاب متوجهين إلى المدينة من أجل التدريب
عاد طلاب يونغبوك إلى منازلهم عدا جيون التي بقيت مع طلاب دونغ بمنزل ييشينغ
كيونغسو كان مُتردداً حول عودته إلى المنزل فوالدته أخبرته أن لا يفعل، و والده لم يبدو راضياً بعودته إلى المنزل في العطلة
لكنه و على عكس طبيعته لم يفعل ما طُلب منه
دخل إلى المنزل يجر قدميه بإرهاق ليتوجه إلى الأعلى حيث غرفته
المنزل كان فارغاً عدا من كبيرة الخدم
أرسل إلى والديه بالفعل يُخبرهما عن عودته لكن الساعة تعدت منتصف الليل و كلاهما لم يعد بعد
شهق بعبوس ليمسح على عينيه بعشوائية
"لن أبكي"
تمتم بصوتٍ مُختنق لكنه انفجر باكياً ليضم قدميه إلى صدره و دفن وجهه بينهما
رفع رأسه و شهق يبكي بصوتٍ عالٍ يتمنى لو سمعه والديه حتى و إن قاما بتوبيخه لكن لا أحد سمع ذلك
بعد وقت طويل ترك مكانه ليخرج من الغرفة متوجهاً إلى الأسفل يسير بخطوات غير متزنة كأنه ثمل
حين وصل إلى المطبخ مسح بقبضته أسفل أنفه بخشونة ثم سار بخطوات واسعة نحو الثلاجة ليفتحها بعنف
زفر بإرتجاف ليستنشق ماء أنفه ثم قضم شفتيه و انحنى باحثاً بالثلاجة عن شيئ ما حتى وجد مبتغاه فوقف بينما ينظر إلى العلبة بتردد
سار بها نحو طاولة المطبخ ليضعها هناك ثم جلس بينما ينظر إلى العُلبة بأعين لامعة
سيبدو كحادث غير مقصود فتناوله شيئ يُعاني من الحساسية ضده لن يجعل الآخرين يتحدثون حوله بالسوء كما سيفعلون إن قطع شرايينه أو تناول الأدوية بإهمال، كيونغسو كان يُدرك أن هذا خاطئ
لكنه لم يعد يتحمل ذلك بعد الآن
فتح الغطاء ليضعه على الطاولة بعنف ثم سحب نفساً عميقاً قبل أن يتناول ما بالعلبة بنهم و دموعه أخذت تسيل على وجنتيه بغزارة مُجدداً بينما جذعه ينتفض من حين إلى آخر بسبب شهقاته
To be continued.....
رمضان كريم و عام وانتم بخير وصحه وسلامه 🌙 ♥️
طبعاً التحديث هيتوقف طول شهر رمضان و إن شاء الله بعد رمضان لو عِشنا وكان لينا عمر هستكمل الرواية 🌚🌝
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top