8

Start

~~~هيبا~~~

بوقت باكر قبل تجمع الطُلاب بالمطعم أتى المعلم ييشينغ يطلب منا أن نحصل على قسط من الراحة بعد أن نضع المشروبات من أجل الطلاب

لم أفهم رغبته في إخلاء المطعم لهم إلا أنني وجدتها فرصة لأبتعد عن هناك

أردت أن أجلس وحدي لذا تركت تشانسوك مع السيدة بارك بمنزلها ثم سِرت حيث الشجرة التي تقع بنهاية القرية حيث الأراضي الزراعية

جلست أتكئ بظهري ضد الشجرة بينما أنظر إلى السماء المليئة بالنجوم

النظر إليها كان مُريحاً، يجعلني أشعر بأن لا شيء ينقصني

هذا المكان مُخيف

لكن إن أطلت النظر إلى السماء أشعر بأن كل شيئ من حولي اختفى ثم يُسيطر عليّ شعوراً كأنني واحدة من تلك النجوم

ابتسمت براحة حين أتاني ذاك الشعور لأتنهد بعمق أزيح الثقل عن صدري

إلا أن هذه الراحة لم تطل فسرعان ما شعرت بنبضات قلبي تتسارع بهلع حين سمعت صوتاً غريباً فالتفت أبحث عن مصدر الصوت حتى رأيت أحد طُلاب المدينة هو من يُصدر هذا الصوت

لم يبدو بخير لذا أردت الاطمئنان عليه إلا أنني بقيت أُراقبه من مكاني حتى يهدأ

سأكره أن يُقاطعني أحدهم و أنا أبكي لذا انتظرت إلى أن رأيت اهتزاز جسده يهدأ فاقتربت لأجلس بجواره

"هيبا"

ابتسمت أُعرّف عن نفسي حين أدركت أنه لا يذكر اسمي فهمهم ليومئ ثم حرّكت رأسه إلى الجانب الآخر يمسح على عينيه و تحرك بعدها

كان على وشك المُغادرة لذا أمسكت بيده أُعيده إلى مكانه و همست

" لا بأس، يُمكنك أن تبقى هنا"

رمقني بنظرة بدا بها التردد فأشرت نحو السماء

"فقط انظر إليها و لا تتحدث، ستفقد الشعور بكل شيئ من حولك و لن يبقى لديك سوى شعور الراحة"

رفعت حاجباي و أخفضتهما بحركة سريعة نهاية حديثي أحثه على فعل ذلك فأبعد عينيه عني بتردد ثم رفعهم نحو السماء لأميل إلى الخلف قليلاً حتى اتكأ كفاي على الأرض

" لا تُفكر في شيئ و لتنشغل بالنظر إلى النجوم "

__________________

" اجلس بجوارها أنتما تتوافقان "

جونغ إن دفع جونغداي بخفة نحو المقعد المجاور إلى هانييل بغيرة طفولية فضم سيهون شفتيه بقهقهة مكتومة و جلس بجانب مينسوك في حين جلس جونغداي بجانب هانييل

التفت جونغداي نحو جونغ إن يبتسم إليه فقلب الآخر عينيه و تكتف بينما يتجاهل صديقه

" أتشعر بالغيرة من هانييل؟"

همس جونميون إليه بتساؤل فأخفض جونغ إن عينيه نحوه حيث كان الآخر يميل بوجنته على كفه

" هراء"

أطلق صوتاً قصيراً ساخراً ينفي بذلك اتهام جونميون و الذي بدا حقيقياً نوعاً ما

و حين لاحظت هانييل ذلك رمقته بإبتسامة جانبية قبل أن تستدير لتواجه جونغداي تفتتح معه حديثاً، ليس وكأنه الوحيد القادر على سرقة توأمها

بيكهيون لم يبدو بمزاج جيد منذ الصباح، كان هادئاً أكثر من المُعتاد، شارد و يتجنب أي حديث مع الآخرين

بفترة الاستراحة وقف شباب دونغ مع جونميون، مينسوك و بيكهيون في الخارج يتبادلون الحديث إلا أن بيكهيون لم يبدو و كأنه يسمع ما يقولونه

استقام بوقفته بشكل مفاجئ ثم تركهم و ابتعد يسير نحو غرفة الموسيقى فتحركت أعين أصدقائه معهم

"ما خطبه؟"

سيهون تساءل بعدم فهم و التفت ينتظر توضيحاً من جونغداي فرفع الآخر كتفيه بعدم معرفة

" كان هكذا منذ عاد إلى المنزل البارحة"

" هل أزعجه أي أحد؟ لقد غادر بشكل مفاجئ بالأمس؟"

تشانيول هو الآخر سأل فهزوا رؤوسهم ينفون ذلك و جونميون بهدوء برر

" وجهه شحب فجأة و لم يكن قادراً على التقاط أنفاسه، أردت الاطمئنان عليه حينها لكنه لم يرغب بأن ألحق به...ربما هو مريض "

انعقد حاجبي الآخرين و بإهتمام التفت سيهون ينظر حيث اختفى بيكهيون ثم انسحب من بينهم ليلحق به

" لقد قمت بإستغلالي"

توقف ييشينغ عن العزف و التفت بجسده ليرفع عينيه نحو بيكهيون الذي وقف خلفه بأعين لامعة بينما يضم قبضتيه بقوة

" قُلت أنني أمتلك حق الإختيار لكنك استغللت أنني صارحتك يوماً بما أعاني منه"

مسح بيكهيون بقبضته على أنفه بعشوائية ليتنهد ييشينغ بعمق ثم نبس بهدوء

" لم أستغل شيئاً و لم أضغط عليك، هذا لا علاقة له بإنضمامكم إلى المسابقة"

عُقد حاجبي سيهون و تراجع خطوة ليقف بجانب الباب من الخارج في حين استكمل ييشينغ حديثه

" أردت أن أُذكرك أن الأمر لن يقتصر على عدم رغبتك بدراسة الطب فقط و لكن رهابك سيمنعك عن ذلك"

" هذا شأني الخاص "

بيكهيون هسهس بنبرة مُختنقة ثم استنشق ماء أنفه فهمهم ييشينغ بتفهم و وقف من مكانه ليُربت على كتف بيكهيون

" أعتذر لأنني تدخلت بشأنك الخاص"

تحرك ييشينغ ينوي المُغادرة لكنه توقف مُجدداً و التفت إلى بيكهيون ثم اقترب منه خطوتين

" لا أطلب منك التمرد على عائلتك و لن أتدخل بشؤونك الخاصة مرة أخرى لكن بصفتي مُعلمك و كوننا كنا صديقين يوماً ما فسأُعطيك هذه النصيحة...استغل الفرصة لتجد ذاتك، حتى و إن كان بفترة المسابقة فقط فعلى الأقل ستحصل على ذكريات تجعلك سعيداً أثناء قيامك بعمل لا تُحبه فقط لأن عائلتك تريد ذلك "

ابتلع ييشينغ ريقه ليقضم شفتيه بضيق ثم همس

" جدك لن يبقى إلى جانبك طوال حياتك، و حين تفقده ستندم لأنك غُصت بعالم لا يُشبهك، هذا إن تخلصت من رهابك...أعتذر على صراحتي "

ابتسم بزيف نهاية حديثه ثم غادر الغرفة فتحرك سيهون جانباً كي لا يراه ييشينغ إلا أنه رآه

وقف ييشينغ أمام سيهون يتبادل معه النظرات بضعة لحظات فابتسم سيهون بإحراج ليتنهد الآخر ثم رحل تاركاً إياه يقف هناك لا يعرف إن كان عليه مواساة بيكهيون الذي يبكي في الداخل أم فقط يُغادر و كأنه لم يسمع شيئاً

و بالنهاية اتخذ قراراً مُختلفاً...عدم الدخول و عدم المغادرة، سيبقى في الخارج حتى يطمئن أن صديقه بخير

____________________

~~~سويون~~~

التخطيط لشيئ قد ينجح و قد لا يفعل

نسبة نجاحه كبيرة إن عملت بجد على تحقيق ذلك لذا لا أعرف من يعمل بجد على جمعي مع هذا الفتى

أنا واثقة من أنني لو كنت أنوي الإجتماع معه بكل فرصة لما كان الأمر سينجح كل مرة هكذا

زفرت بعمق قبل أن أطرق باب منزل جونغ إن ثم انتظرت إلى أن خرج كيونغسو و في صمت توجّه كلانا إلى الأراضي الزراعية لجمع الثمار

ناولته السلة و القفازات فالتقطهما دون رفع عينيه نحوي

حاولت تجاهله و تجاهل حقيقة أنه يتعامل و كأنني هواء

لا ليس هواءً فهو يتفاعل مع الهواء بإستنشاقه أما أنا فلا يتفاعل معي

بجدية هل أنا شيء قذر؟

جمع الثمار مع جونغداي كان أكثر راحة من هذا...صخب جونغداي كان مُريحاً أكثر من هذا الهدوء المُزعج

" التقط الناضجة فقط"

نبست بهدوء حين لاحظت أن الثمار التي التقطها لم تكن جميعها ناضجة، لولا ذلك لما تفوهت بحرف لكننا نجمع الثمار بشكل يومي كي تكون طازجة ولا نلتقط الغير ناضجة قبل موعدها فهذه مضيعة للثمار

تنهدت حين رأيته يلتقط المزيد من الثمار الغير ناضجة فاقتربت منه أُمسك بيده

" توقف عن..."

شهقت حين دفعني بقوة حتى وقعت أرضاً مع السلة التي أحملها فتناثرت الثمار على الأرض و منها دهستها دون قصد

" ااه كُنت..."

"كنت شارداً"

صرخت بإنزعاج أقاطعه ثم استقمت أنفض ثيابي بغضب لم أتمكن من كبحه

" لقد سئمت سماع هذه الجملة، إن كنت تشتاق إلى حياتك المثالية فلتعد لها و لتتركنا و شأننا"

مسحت دموعي بعشوائية فلم أرغب بالبكاء لكن السيطرة على دموعي بهذا الموقف كان صعباً

" أنت مُزعج "

دفعته بكتفي في طريقي إلى الخارج لكنه لم يُبدي ردة فعل

أنا غاضبةو حزينه...لم أشعر بهذا الرفض من قبل و هذا يؤلم قلبي

________________

توقف ييشينغ عن الركض حين رؤيته سويون قادمة من بعيد تمسح دموعها بعشوائية فانعقد حاجبيه بخفة في حين تخطاه طُلاب دونغ و اقتربوا منها بقلق

" ما الأمر؟"

تشانيول سأل بقلق و تلاه جونغ إن الذي ينظر إليها بحاجبين ارتفعا في تفاجؤ

"لم تبكين؟"

"هل تشعرين بالألم؟"

تفحصها سيهون أثناء سؤاله فأشارت إليهم بكفها أن يتوقفوا ثم تخطتهم لتعود إلى منزلها بينما جونغداي وقف خلفهم ينظر من بعيد ينتظر عودة كيونغسو لكنه لم يظهر بعد...و جونغداي كان واثقاً أنه السبب في ذلك

تركهم جونغداي و توجّه نحو الأراضي الزراعية باحثاً عن كيونغسو لكنه لم يلمحه هناك فانعقد حاجبيه بخفة

التفت جونغداي ينوي العودة لولا أن لمح يد كيونغسو تلتقط الثمار من الأرض فتنهد بعمق ثم تقدم منه بحذر

مسح كيونغسو على عينيه حين انحنى جونغداي ليجلس القرفصاء و التقط الثمار معه في صمت

حمل كيونغسو السلة و كاد يقف فأمسك جونغداي بيده سريعاً لينظر إليه الآخر لكن سرعان ما أشاح بنظراته بعيداً عنه يحاول إخفاء عينيه الباكيتين إلا أن جونغداي كان قادراً على رؤية ذلك

حمل جونغداي السلة ليضعها جانباً ثم اقترب من كيونغسو بحذر و أحاطه بذراعيه يحتضنه فتجمد كيونغسو و عينيه اتسعتا تدريجياً لكن ما كان قادراً على دفعه

لم العناق كان دافئاً؟! كان أفضل من المواساة بالحديث المعسول

ارتخى جسد كيونغسو و أغلق عينيه ببطئ حين ربتت كف جونغداي على ظهره بلطف دون التفكير في كم سيكون ذلك مُحرجاً لاحقاً

لكن جونغداي لم يجعله كذلك، حمل السلة و غادر في صمت، و طوال اليوم لم يقل أو يقم بتصرف قد يُذكّر كيونغسو بلحظة ضعفه أو يجعله يشعر بالإحراج و عدم الراحة

بعد انتهاء اليوم الدراسي عاد الطُلاب إلى منازلهم، كان من المُفترض أن يحصلوا على قسط من الراحة...قيلولة قصيرة قبل أن يبدأوا بالدراسة إلا أن بيكهيون لم يكن قادراً على ذلك

خرج من المنزل بحذر بعد أن غفى جونغداي ليبتعد عن القرية حتى وصل إلى النهاية حيث الأراضي الزراعية

و حيث الشجرة الضخمة توجّه ليجلس أسفلها بينما يتكئ عليها بظهره يحتمي بأغصانها من الشمس

" لم تظهر النجوم بعد"

جفل لينظر إلى جانبه فتقدمت هيبا منه حتى وقفت هناك

" أنت تسرق مكاني مُجدداً"

" أردت البقاء وحدي قليلاً"

نبس بهدوء ثم أخفض عينيه عنها ليضم قدميه إلى صدره فانحنت لتجلس مُقابلة له ثم أحاطت قدميها بذراعيها و اتكأت عليهما بذقنها

" هل تشتاق إلى والديك؟"

" توفيت والدتي و أنا طفل"

أجابها بهدوء فهمهمت بتفهم ثم تنهدت بعمق و قالت بينما تُحرك عينيها في الأرجاء

" و لا أظن سبب حزنك هو شوقك إلى والدك فأنت ستعود إلى المنزل غداً على أية حال"

رفع بيكهيون عينيه نحوها يرمقها بصمت دام لحظات قبل أن يزفر بعمق

" أبي...ليس في كوريا "

" ربما هذا هو السبب"

تمتمت بخفوت بينما تنظر بعيداً عنه و حين طال الصمت التفتت تنظر إليه فتلاقت نظراتها مع خاصته التي لم تبتعد عنها

" أنت لا تنوي طردي الآن، أليس كذلك؟"

"أنا حقاً بحاجة إلى البقاء وحدي"

همس برجاء خُتم بتنهيدة ثقيلة فرفعت هيبا كتفيها و أخفضتهما بحركة سريعة

"البارحة وحتى اليوم أنا أيضاً أردت البقاء وحدي لكنك تسرق مكاني"

اقتربت منه لتجلس بجواره أسفل الشجرة فأخفض بيكهيون عينيه ينظر إلى كتفها الذي احتك بخاصته ثم رفع عينيه إليها مرة أخرى حين أكملت

" لذا سيكون من الوقاحة أن تطردني الآن"

سحب بيكهيون نفساً ثم زفره بعمق و حرك عينيه نحو الزرع الذي يتمايل أمامه بفعل الهواء

و لوقت طويل دام الصمت بينهما حتى سأل بيكهيون

" إن أردتِ فعل شيئ لكنه سيؤدي إلى مشكلة كبيرة، و إن لم ترغبي بفعل هذا الشيئ كي تتجنبي تلك المشكلة لكنه سيؤدي إلى مشكلة أخرى فماذا ستفعلين؟"

عُقد حاجبي هيبا بعدم فهم و هي تُردد برأسها ما قاله تحاول فهم ما يرمي إليه بحديثه فالتفت ينظر إليها لتميل برأسها بينما تنظر إليه بنظرة مُتسائلة

" في كلتا الحالتين ستقع مشكلة؟ "

همهم بينما يومئ بحركة بسيطة فقلبت عينيها بتفكير قبل أن تنظر إليه مُجدداً

"أي مشكلة منهما هي الأسوأ؟"

حرّك بيكهيون عينيه جانباً بينما يُفكر

إن شارك في مسابقة الغناء سيتم توبيخه و سيكون عاراً على عائلته و يُلقى اللوم على والده الذي أهمل تربيته

و إن لم يُشارك فسيرفض ييشينغ انضمام طلاب دونغ إليهم أي الإنسحاب هو الحل الوحيد أمامهم و هو ما هربوا منه منذ البداية لذا...سيؤدي هذا إلى نفس النتيجة حتماً

"أعتقد...كلاهما"

"ستقع مشكلة في جميع الأحوال!"

تمتمت بإستغراب لتقلب شفتيها و هي تبتعد بنظراتها عنه ثم التزمت الصمت

التفت بيكهيون هو الآخر ينظر أمامه، كلاهما يُفكر في الأمر نفسه إلا أن بيكهيون قد ومض برأسه سؤالاً فضولياً فالتفت ينظر نحوها

" بأي عام دراسي أنتِ؟ لم أركِ ترتادين المدرسة أو تدرسين بالمطعم مساءً مع الجميع"

رفعت هيبا رأسها تنظر إلى السماء و بزيف ابتسمت

" لا أدرس"

همهم بعدم فهم فضمت هيبا شفتيها بعبوس لترفع حاجبيها ثم أخفضتهما

" كنت أعيش في دار للأيتام لذا لم تسنح لي الفرصة "

" ما أعرفه هو أن بإمكانكِ الدراسة حتى و إن كُنتِ بدار للأيتام "

بيكهيون اعتدل بجلسته و اقترب برأسه منها فالتفتت تنظر إليه

" كان هناك بعض من أصدقائي يدرسون لذا أردت أن أعرف السبب في عدم السماح لي أنا و بضعة فتيات أخريات بالدراسة...بالصدفة علمنا حينها أن لا أوراق تُثبت وجودنا على قيد الحياة و لذا لا يُمكننا أن ندرس مثلهم"

أمال بيكهيون برأسه بعدم فهم فقهقهت هيبا بخفوت

" كنا بضاعة سيتم بيعها لذا وجود أي أوراق تثبت وجودنا يعني مشاكل للدار..."

اتسعت أعين بيكهيون بصدمة فضمت الأخرى شفتيه بإبتسامة ثم التفتت تنظر أمامها مُجدداً

" حين علمنا بذلك حاولنا الهرب من الميتم لكن...اكتشف الحراس أمرنا و تم إمساك صديقاتي،  لا أعرف ما الذي حدث لهم لاحقاً لكنني نجوت مع تشانسوك "

" حبيبة تشانيول؟! "

تمتم بتساؤل و لم يكن بحاجة إلى هزة رأسها التي أكدت ذلك فالآن هو قادر على إدراك سبب تغير صديقه حين سأل عن أمر حبيبته

" مـ مهلاً...كيف وصلتم إلى هنا؟ "

تحرك قليلاً يسأل بفضول

" تقابلنا مع تشانيول و جونغداي بالصدفة حينها...لولاهما ولولا سكان القرية لا أعرف ما الذي كان سيحدث لنا"

تنهدت بصوتٍ عالٍ ثم التفتت بجسدها تُقابله

"إذاً...ماذا عنك؟"

رمش مرتين قبل أن يُشير بسبابته إلى صدره بتساؤل فأومأت إليه

" لقد أجبتك لذا أخبرني أنت أيضاً...لم كنت تبكي البارحة؟ "

أمالت برأسها تنتظر إجابته فقضم بيكهيون شفتيه بينما يرمقها بتفكير

لقد صارح ييشينغ من قبل و الأكبر استغل ذلك لذا هل يثق بها؟

" لست مُضطراً إلى إخباري بالأمر"

ابتسمت لينظر إليها بعدم فهم

"جميع من في القرية يعرف كيف أتيت أنا و تشانسوك إلى هنا، هذا ليس سراً لذا إن كان الأمر خاصاً فلست بحاجة إلى إخباري بذلك لكن..."

أمسكت بيده تبتسم بوسع فأخفض بيكهيون عينيه ينظر إلى كفيها ثم رفع عينيه نحوها مرة أخرى حين نبست بلطف

" ألم تقل بأنك تريد فعل ذاك الشيئ لكنك تتجنبه من أجل المشاكل؟ "

حرك بيكهيون عينيه جانباً يحاول فهم ما تقصده إلى أن تذكر سؤاله لها قبل بدء حديثهما حول حياتها فهمهم بإيماءة بسيطة ليُعيد نظراته إليه

" إذا كانت ستحدث مشكلة بكلتا الحالتين فافعل ذاك الأمر إن كنت تُريده...على الأقل سيكون هناك أمراً جيداً يُمكن تذكره خلال مشكلتك"

~~استغل الفرصة لتجد ذاتك، حتى و إن كان بفترة المسابقة فقط فعلى الأقل ستحصل على ذكريات تجعلك سعيداً أثناء قيامك بعمل لا تُحبه فقط لأن عائلتك تريد ذلك~~

صوت ييشينغ تردد برأسه بعد أن أنهت هيبا حديثها الذي ذكّره بما قاله مُعلمه فانعقد حاجبي بيكهيون بخفة لينظر إليها قليلاً ثم ابتسم

" أظنني سأفعل ذلك"

قهقه ليُعانقها فجفلت و عينيها اتسعتا بصدمة جعلتها تتجمد

" سأذهب الآن"

استقام من مكانه و ركض يعود إلى منزل جونغداي فتحمحمت هيبا لتمسح على غُرّتها بينما تتلفت حول نفسها بخجل

_________________

" حان وقت المُغادرة"

ييشينغ دلف إلى مطعم السيدة بارك حيث كان الطلاب ينتظرون مع حقائبهم الصغيرة من أجل المُغادرة

كان هناك من هو مُتحمس، من بمزاج عكر و من يشعر بالضيق بدلاً من الفراغ الذي اعتاده

" بالطبع سنعود إلى المنزل"

همست هانييل إلى أخيها بإبتسامة ماكرة فرمقها بنظرة جانبية ثم تحمحم لينظر بعيداً عنها

لديه يوم واحد لذا عليه إصلاح ما أفسده بالمرة السابقة مع ابنة الجيران

" خذ هذا أعطه لوالدتك"

اقتربت السيدة بارك من جونغ إن تناوله حقيبة بها طعام ثم ربتت على كتفه

"أخبرها أننا سنقوم بزيارتها قريباً"

أومأ بإبتسامة ثم غادر مع سيهون يسبقان الآخرين نحو القوارب التي ستنقلهم إلى الجانب الآخر حيث الحافلة التي ستقلهم إلى العاصمة

خرجوا الواحد تلو الآخر يحملون حقائبهم بينما أعين ييشينغ كانت تُراقب بيكهيون

ييشينغ كان متوتراً من قرار بيكهيون فالآخر بدا وكأنه مازال متردداً

المعلم لم يكن يرغب بإنهاء المسابقة بإنسحابهم منها و لا يريد أن يحبطه بيكهيون و يرفض شرطه

بينما بيكهيون كان يشعر ببرودة معدته لشدة توتره، كان الأمر رائعاً حين تخيله خلال حديثه مع هيبا لكن بتفكيره وحيداً في المساء وجد أن ردة فعل عائلته ستكون مخيفة

تجنب بيكهيون النظر إلى معلمه و لحق بأصدقائه إلى القوارب

كانت كاثرين على الضفة الأخرى تنتظر الطلاب بينما ييشينغ خلفهم يتأكد من مرور الجميع

و كي لا يُزعجهم ترك لهم حرية اختيار مقاعدهم فجلس شباب دونغ بنهاية الحافلة مع أصدقائهم الثلاثة من يونغبوك

كيونغسو جلس في المقعد المقابل إلى ييشينغ و كاثرين يتكئ برأسه على النافذة بجواره بينما ينظر إلى الطريق في الخارج، و خلفه جيون التي تجلس بذات وضعيته

بينما يُقابلها هانييل التي تعبث بهاتفها و بجانبها سويون تعقد ذراعيها إلى صدرها بينما تُراقب الطريق

"طريقنا سيكون طويلاً لذا بالطبع لن يكون هناك أي تدريبات اليوم، جونغ إن سيذهب إلى المشفى لزيارة والده، و أنتم كذلك بإمكانكم العودة إلى منازلكم إن أردتم ذلك لكن تذكروا أننا سنجتمع في السابعة و النصف صباحاً فلا نملك سوى يوماً واحداً لممارسة جميع الأنشطة "

ييشينغ وقف من مقعده بينما يلتفت إلى الطلاب يُحدثهم بلطف ثم مرر عينيه عليهم جميعاً قبل أن يعود ليجلس في مكانه

" يُمكننا أيضاً الخروج في موعد "

همس إلى كاثرين فقهقهت بخجل لتضرب ذراعه بخفة ثم أمالت برأسها تتكئ على كتفه بينما أناملهما تشابكت سوياً

و في نهاية الحافلة كانت الأجواء صاخبة، دون ملل قاموا بتجربة اللعبة تلو الأخرى مُستمتعين بذاك الطريق الطويل

حين وصلت الحافلة أمام المنزل خرج ييشينغ أولاً معه كاثرين يسبقان الطلاب إلى الداخل

بمجرد دخولهم وضع الطلاب حقائبهم جانباً ثم تلفت شباب دونغ حول أنفسهم بينما يتفحصون المنزل بأعينهم

"اعتقدت أننا سنمكث في فندق"

سيهون نبس بإستغراب لينظروا إلى ييشينغ حين همهم

" فكرت في ذلك أولاً لكن سيكون مُكلّفاً و إن تمكنت من تدبر الأمور بأول أسبوع فماذا سأفعل بالأشهر القادمة؟...منزلي ليس بعيداً عن مركز التدريب، ربما صغير بعض الشيئ لذا ستتشاركون الغرف و سأبقى هنا على الأريكة"

التفت يُشير إلى الأريكة بغرفة المعيشة ثم أشار إليهم

" من يرغب بالعودة إلى منزله فليفعل ولا تتأخروا غداً "

أومأوا إليه جميعاً ليُغادر كيونغسو أولاً في حين لاحقته أعين جونغداي و ييشينغ حتى خرج من المنزل

" إذاً...أراكم غداً "

مينسوك انحنى إلى ييشينغ و كاثرين بإحترام ثم لوّح إلى أصدقائه قبل أن يُغادر هو الآخر

جونميون و هانييل كذلك غادرا فحكّ جونغ إن مؤخرة رأسه بإحراج مُتسائلاً

"هل يُمكنني الإستحمام أولاً قبل ذهابي إلى المشفى؟"

"بالطبع، الحمام هناك"

التفت ييشينغ يُشير إليه حيث الحمام ليحمل جونغ إن حقيبته و ذهب ليستحم فاصطحبت كاثرين سويون و جيون معها نحو غرفة النوم

" الغرفة المُقابلة"

ييشينغ أشار برأسه إلى تشانيول، سيهون و جونغداي أن يُغادروا فتبادل ثلاثتهم النظرات بإستغراب لكن سرعان ما استوعبوا رغبة ييشينغ في التحدث مع بيكهيون بشكل منفرد فحملوا حقائبهم متجهين إلى الغرفة المقصودة

"ستعود إلى المنزل؟"

سأل ييشينغ بإهتمام فهمهم بيكهيون ليضغط على الحقيبة التي يحملها بتوتر بينما يتخذ خطوة نحو ييشينغ فاقترب منه الأخير عدة خطوات

" تعرف أن مساء الغد هو فرصتك الأخيرة لـ..."

" تعرف أن عائلتي ستكرهني؟!"

بيكهيون قاطعه بتنهيدة عميقة فرمقه ييشينغ بصمت دام لحظات قبل أن يُبرر

" و إن عُدت إليهم بعد اضطرارك إلى الإنسحاب من هذه المُسابقة فسيكرهونك أيضاً"

"لم يجب أن تضع غنائي بمقابل الإنضمام إلى المسابقة؟ "

تقدم منه بيكهيون خطوة أخرى يُهسهس محاولاً تمالك أعصابه فابتسم ييشينغ بجانبية ثم تمتم بينما يرفع حاجبيه بسخرية

"إذاً لم قد أوافق على انضمامهم إلى مسابقة حُسمت نتيجتها بالفعل دون مقابل؟ "

ساد الصمت مُجدداً حتى فهم بيكهيون ما يرمي إليه الآخر بحديثه فاتسعت عينيه تدريجياً

" لم تتغيروا"

علّق ييشينغ بينما يهز رأسه إلى الجانبين بحسرة فأخفض بيكهيون عينيه بحاجبين عُقدا بصدمة فشل في اخفائها

كيف يعرف ييشينغ بذلك؟ من المستحيل أن يكون متواطئاً مع مدرسة سونغ تانغ ضدهم

" هل تنتقم منا بسبب ما حدث؟"

همس بيكهيون و كأنه يطرح السؤال على نفسه فقهقه ييشينغ بعدم تصديق

"تعرفني جيداً...لست جباناً لأفعل شيئاً كهذا"

رفع بيكهيون عينيه نحوه حين أدرك أن سؤاله قد تفوه به و لم يكن يدور في عقله فقط

" لم تفعل ذلك؟"

" لأنني أبحث عن جائزة كبيرة بهذه المسابقة "

عُقد حاجبي بيكهيون بعدم فهم فربت ييشينغ على كتفه

"أمامك حتى الغد لتُخبرني بقرارك "

التفت بعدها ييشينغ و سار نحو الأريكة ليجلس هناك تاركاً بيكهيون دون توضيح لمقصده من جُملته الأخيرة

________________

بدّل ييشينغ ملابسه و جلس بغرفة المعيشة ينتظر أن تستعد كاثرين هي الأخرى كي ينطلق كلاهما في موعدهما، و بينما يعبث بهاتفه شعر بشخص يجلس بجواره فالتفت ينظر إليه و لم يكن سوى جونغداي الذي ابتسم في وجهه بلطف

" ظننتك ذهبت إلى المشفى معهم"

اعتدل ييشينغ بجلسته ليضع هاتفه بجانبه و ألقى اهتمامه نحو طالبه فهمهم جونغداي ينفي ذلك

" سويون مُرهقة و جيون أيضاً هنا لذا سيكون من الأفضل أن أبقى معهما فقد تحتاجان إلى شيئ ما"

ابتسم ييشينغ ليومئ إليه بتفهم ثم أمال بجذعه إلى الأمام يُشابك أنامله معاً فاتخذ جونغداي ذات وضعيته

"مُعلمي"

همس ليُهمهم إليه الآخر

" لا أعرف ما حدث بينك و بين الطُلاب من مدرسة يونغبوك و لكن... "

التفت ييشينغ ينظر إليه فابتلع جونغداي ريقه ثم أكمل

" هل يُمكنك أن تمنحهم فرصة أخرى؟...إنهم جيدين"

أمالت أعين ييشينغ بإبتسامة بالكاد ظهرت على شفتيه فالتفت بجذعه قليلاً نحو جونغداي

"هل تعتقد ذلك؟ "

أومأ جونغداي دون تردد ليومئ ييشينغ ثم همس بتساؤل

" ماذا عن كيونغسو؟ ليس صديقكم بعد، كما أنك رأيت أنه تسبب في بكاء سويون... "

" لا أعرف ما الذي حدث بينهما لكن لا أعتقد أنه جرح مشاعرها عن قصد، لا يبدو وقحاً"

جونغداي قاطعه بثقة ليزم ييشينغ شفتيه في خط مستقيم بينما يتنفس بعمق

" لا يجب أن تثق في الجميع بهذه الصورة المبالغة، أنت لا تعرفهم "

" لكنني لا أميل إلى تفسير تصرفات الآخرين بصورة سلبية كي لا أندم إذا اكتشفت أنني كنت مُخطئاً "

رفع كتفيه نهاية حديثه فقهقه ييشينغ ليومئ إليه

" امنحهم فرصة و صدقني أنا واثق من أنني قادر على التعامل مع كيونغسو..."

" لماذا لم تُخبرني من قبل أنك تُريد أن تُصبح مُعلماً؟ "

سأل ييشينغ يُغيّر مجرى الحديث فقلب جونغداي عينيه بتفكير

" لا أرى نفسي في مهنة مُعينة لذا فكرت ربما يكون التعليم أمراً جيداً... "

" أتعرف كم يُعاني المُعلم ليحصل على هذا اللقب و يقف أمام الطُلاب؟ الأمر ليس بهذه السهولة "

رفع ييشينغ حاجبيه و أخفضهما يؤكد بذلك حديثه فأومأ جونغداي بتفهم

" أعرف، لكن لا يوجد شيئاً سهلاً، أليس كذلك؟ "

قهقه ييشينغ على إجابة جونغداي ثم استقام من مكانه فلحقته أعين طالبه

"  تماماً، لا شيئ سهل لذا لا تتخلى عن حلمك الحقيقي "

بعثر شعر جونغداي ثم سار نحو غرفة كاثرين يطرق بابها فانعقد حاجبي جونغداي و هو ينظر إلى الأرض بعبوس

____________________

أغلق جونميون باب الغرفة و أوصده من الداخل ثم سار بخطوات واسعة نحو النافذة ليفتحها

الشرفة المقابلة له كان بابها مُغلقاً كما أضواء تلك الغرفة

و بإحباط ترهل كتفيه

ترك النافذة مفتوحة ثم سار نحو خزانة ثيابه، استحم ثم قام بتبديل ملابسه قبل أن يجلس خلف مكتبه كي يدرس قليلاً إلا أن تفكيره كان مشوشاً

سيُغادر صباح الغد لذا إن لم تظهر سولار الليلة و لم تظهر صباح الغد فلن يكون قادراً على رؤيتها لأسبوع آخر

حمل المقعد و اقترب يضعه خلف النافذة ليجلس هناك يقرأ بكتابه بينما يسترق النظرات نحو الشرفة من الحين إلى الآخر

بدأ النعاس يغلب على جونميون فتميل رأسه إلى الأسفل قليلاً ثم ينتفض حين يوشك كتابه على الوقوع فيعتدل بجلسته سريعاً ثم يُلقي نظرة على الشرفة المقابلة له قبل أن يُعيد انتباهه إلى كتابه

و في إحدى المرات تلاقت نظراته مع فتاة تقف في الشرفة تعقد ذراعيها إلى صدرها بينما تنظر نحوه بحاجبين معقودين

قلبه حينها انقبض لكن ملامحها توضحت سريعاً فلم تكن نفسها التي ينتظرها بل أختها الكُبرى

حين طالت نظراته إليها أشارت إليه بسبابتها تلفت انتباهه إليها ثم حدثته بالإشارة

" ما الذي تحاول فعله؟"

همهم بعدم فهم و استقام من مكانه ليتكئ بيديه على إطار النافذة

" هل تحاول إزعاج أختي؟"

همهم جونميون مُجدداً و ضيّق عينيه بعدم استيعاب فزفرت بعمق لتخرج من الشرفة، كتبت ورقة ثم عادت إليه تُلقيها نحوه فانحنى يحمل تلك الورقة و قام بفتحها

كان بداخلها ميدالية صغيرة ثقيلة قليلاً كي تُساعد بوصول الورقة إليه فترك تلك الميدالية جانباً ليقرأ ما كُتب بالورقة

"هل تحاول إزعاج سولار؟"

رفع عينيه نحوها فهزت حاجبيها بتساؤل ثم تكتفت تُظهر وجهاً صارماً

"فهمت ما قُلته"

أشار إليها ثم تنهد و تحدث بعدها بصوتٍ عالٍ كي تسمعه

"لكن لم أفهم لم قُلتِ ذلك"

زفرت بعمق ثم أجابته هي الأخرى بصوتٍ مسموع

" سولار بدت حزينة بسببك حتى أنها لم تخرج لتهتم بأزهارها كي لا تراك، هل تنمرت عليها؟ أقسم إن فعلت فـ..."

"مهلاً؟ لماذا قد أتنمر عليها؟"

قاطعها جونميون بعدم فهم ثم قهقه بصدمة

" هل تتجنبني لأنها خائفة مني؟ "

" يبدو أنك ذكي لذا أخبرني ما الذي فعلته؟"

تخصّرت مُنزعجة ففرّق جونميون بين شفتيه و كاد يُجيبها لكنه ضم شفتيه بتفكير قبل أن يقول بإبتسامة

" أريد أن أتحدث معها "

" لا يُمكنك أن..."

"أنا مُعجب بها"

قاطعها مُجدداً فانعقد حاجبيها بخفة ثم ضمت شفتيها بإبتسامة تحاول إخفائها

" أنت لا تكذب؟ "

" لا...أريد أن أتحدث مع سولار، أريد أن أُخبرها بذلك بنفسي لذا هلا ساعدتني؟"

ضاقت عُقدة حاجبيها و أخفضت نظراتها عنه بتفكير فأمال جونميون برأسه بلهفة ينتظر ردها

" لن أسمح بأن يتلاعب أحداً بأختي لذا..."

"لذا أنا خياركِ الأفضل"

قاطعها بإبتسامة واسعة فقهقهت دون مقاومة

" لو لم أكن واثقاً من مشاعري لما تحدثت...أريد فرصة واحدة لأتحدث معها"

"سولار بكماء"

نبست بجدية رغم ابتسامتها التي لم تُمحى بعد فأومأ سريعاً

"أعرف، و لهذا تعلمت لغة الإشارة لأجلها"

تنهدت بعمق فابتسم جونميون

" فقط أخبريها أن تسقي زهورها صباحاً، يجب أن أُغادر غداً تمام السادسة لذا سأنتظرها في الخامسة و النصف "

___________________

مسح كيونغسو على عينيه بنعاس ليجر خطواته نحو المطبخ بالدور السُفلي

كان المنزل مُظلماً، فقط مصباح واحد مُضاء في الدور العلوي حيث الطرقة الفاصلة بين غرفته وغرفة والديه لذا أوشك على الوقوع عدة مرات في طريقه إلى الأسفل

أخرج عُلبة من الثلاجة بها بقايا الطعام و اقترب من الطاولة ليجلس خلفها يتناول طعامه في هدوء و أعين شاردة في الفراغ

عاد والديه إلى المنزل و بالرغم من ذلك لم يطل عليه أي منهما لرؤيته

كيونغسو كان بحاجة إلى إخبارهما كيف كان أسبوعه هذا مُرهقاً، كذلك أراد مشاركة شعوره بالسوء حول تصرفاته مع المُحيطين به

لكن رغبة المشاركة لطالما انحصرت في مجرد رغبة لم تخرج إلى العلن

والدي كيونغسو كانا عمليين...كالآلات و ربما أسوأ

زواجهما كان زواجاً مبنياً على الشراكة بين عائلتيهما كي تصل أعمالهم إلى القمة

لطالما جمعهما العمل و الرغبة في تحقيق القمة بكل شيئ

كيونغسو نشأ على هذه الأفكار...بالرغم من أنه سيرث أعمال عائلته لكن يجب أن يكون الأول

إلا أن كيونغسو كان بحاجة إلى شيء آخر....الحب

كيونغسو كان بحاجة إلى حب من والديه، أراد أن تجمعهم علاقة أخرى لا علاقة لها بالأعمال

أن يحظوا بوقت خاص كمراهق و والديه المُحبين

ربما حدث ذلك في السابق..تجمعوا كعائلة...لكن لغة الحب التي تجمع والدي كيونغسو تختلف تماماً عن الحب الذي يُريده

تنهد ليُغلق العُلبة و أعادها إلى مكانها ثم صعد إلى الأعلى، وقف أمام غُرفة والديه ليرفع يده بتردد

كان سيطرق الباب، في لحظة مندفعة بسبب المشاعر التي تفجرت بداخله كاد يتحدث

لكنه تراجع

هذا حدث بسبب جونغداي و كيونغسو كان مُدركاً أن زميله القروي كان السبب

ذاك العناق ما كان يجب أن يحدث

To be continued.....

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top