Start

في الصباح طُرق باب منزل جونغ إن بواسطة سيهون الذي يبتسم بوسع و كأنه لم يضطر إلى الإستيقاظ بوقت أبكر عن المُعتاد

فتح جونغ إن الباب من أجله ثم عانقه بأعين ناعسة قبل أن يسأل

" لم أتيت الآن؟ مازال الوقت باكراً "

"المُعلم ييشينغ هو من أيقظني، سأتولى اليوم أمر جمع الثمار مع مينسوك"

انعقد حاجبي جونغ إن بخفة و رمش بضعة مرات

"هذا يعني أنك لن تُشاركني ذلك مرة أخرى؟"

رفع سيهون كتفيه بعدم معرفة ليومئ جونغ إن ثم تحرك جانباً يسمح له بالدخول

سار بعدها جونغ إن نحو غرفة النوم و بعد دقائق معدودة رأى سيهون مينسوك يخرج من الغرفة بأعين ناعسة يجر قدميه نحو الحمام بثُقل بينما يحمل منشفة على كتفه

أمال سيهون برأسه يتفحصه بإبتسامة جانبية ثم جلس على الأريكة الصغيرة بغرفة المعيشة الخاصة بمنزل صديقه

بمجرد أن انتهى مينسوك خرج إلى سيهون بينما يرتدي ثياباً مُريحة فتفحصه سيهون بعينيه قبل أن يُشير إليه نحو الباب أن يسبقه

خرجا من المبنى و تحركا خطوة واحدة ثم وقف مينسوك في مكانه بأعين ناعسة يتلفت حوله

" لم الجو مظلم؟"

"الشمس لم تُشرق بعد؟"

سيهون قهقه بينما يُجيبه بنبرة تميل إلى التساؤل فاتسعت أعين مينسوك لينظر إليه سريعاً

" هل سنستيقظ كل يوم بهذا الموعد؟ أليس باكراً للغاية؟"

تحرك سيهون ببطئ يدعو الآخر إلى أن يسير بجواره ففعل ذلك بينما يرفع عينيه نحو الأطول ينتظر إجابة

" لا أعتقد أننا سنستيقظ بهذا الوقت كل يوم، فقط من عليه أن يقوم بجمع الثمار سيقوم بوقت أبكر عن الآخرين كي نلحق بهم أثناء ممارسة الرياضة...ربما "

رفع كتفيه بعدم ثقة ثم توقف أمام الأراضي الزراعية ليُشير إلى مينسوك على جانبه الأيمن

"لنبدأ من هنا"

همهم مينسوك ليلحق به فناوله سيهون سلة يضعه بها الثمار و قفازين

" كي لا تؤذيك الأشواك "

" اااه، شكراً لك "

ابتسم مينسوك نحوه بلطف ليحمل القفازين عنه ثم بدأ بإرتدائهما

" لا أحب جمع الثمار و أنا صامت فهذا يجعلني أشعر بالملل و الإرهاق، لن تنزعج من حديثي، أليس كذلك؟ "

رفع مينسوك عينيه ينظر إلى سيهون الذي تساءل بإهتمام فابتسم الأخير ثم شرع ببدء عمله

" رأيتك تضع الكثير من المُلاحظات بمُذكّرتك، جونميون أيضاً يفعل ذلك فهل هي طريقة دراستكم أم ماذا؟ "

" تُقام المُسابقات في مدرستنا على أساس تلك المُلاحظات التي يقولها المعلم أثناء الشرح لذا يجب أن تكون واعياً لكل ما يُقال"

أجاب مينسوك بهدوء لينظر إلى الثمرة بيده قبل أن يضعها في السلة التي يُعلّقها بيده

" لديكم الكثير من المُسابقات ألا يؤثر هذا على دراستكم؟يجب أن تكون الوزارة أكثر حذراً مع ذلك "

علّق سيهون فهمهم مينسوك بينما يومئ

" ليست جميع المسابقات رسمية من الوزارة، هذه المسابقة كذلك ليست رسمية..."

تنهد بعمق و توقف عن جمع الثمار ليرفع عينيه نحو سيهون

" أظنكم تعرفون ذلك، لم قبلتم الإنضمام إلى المسابقة و هي ليست رسمية؟ "

احتضن سيهون السلة إلى صدره و التفت يُقابل مينسوك بينما يُهمهم بتفكير

" المنح الدراسية ستوفر الكثير لنا...إنها فرصة رائعة "

_________________

ييشينغ كان يتقدم طُلابه ببضعة خطوات بينما في الخلف طُلاب كُلاً من دونغ و يونغبوك يركضان خلفه بخطوات متساوية

و من بين الجميع لم يكن هناك شخصاً اعتاد على ذلك سوى جونميون لذا كان الوحيد الذي لا يشعر بالإرهاق أو النعاس...الهرولة في الصباح كانت رياضته المفضلة

توقف ييشينغ حين رؤيته سيهون قادم من بعيد مع مينسوك يتحدثان سوياً بينما يضحكان فابتسم بخفة بينما طُلابه توقفوا خلفه يلتقطون أنفاسهم بوتيرة سريعة

" راحة خمس دقائق إلى أن ينضم إلينا سيهون و مينسوك"

تأوه تشانيول بصوتٍ عالٍ ليجلس أرضاً ثم جذب كُلاً من جونغ إن و جونغداي ثم جذب بيكهيون ليجلسوا كذلك

كيونغسو انحنى يتكئ بكفيه على رُكبتيه بإرهاق فاقترب منه جونميون و انحنى إلى مستواه

"أنت بخير؟"

أومأ كيونغسو ثم استقام بجذعه و التفت ينظر حيث سيهون و مينسوك اللذان يحملان سلال الثمار متوجهين بها إلى مطعم السيدة بارك

" ما الذي يحدث بينهما؟"

تساءل بأنفاس لاهثة فرفع جونميون كتفيه بعدم معرفة بينما يُراقب كلاهما مينسوك و سيهون إلى أن انضما إليهم

استقام جونغ إن سريعاً يجذب سيهون من مرفقه و احتضن ذراعه ليلتصق به هامساً

"كيف تقرّبت منه؟"

التفت ينظر نحو مينسوك ثم أعاد نظراته إلى سيهون الذي ابتسم بثقة يهمس

"يمتلك بشرة رائعة، من السهل التقرب منه"

ضم جونغ إن شفتيه بفخر ليرفع إبهامه إلى سيهون بينما يهمس

"أنت ذكي"

أومأ سيهون بثقة ليضحك مع جونغ إن قبل أن ينضما إلى تشانيول، جونغداي و بيكهيون، في حين جذب جونميون مينسوك ليقف بينه و بين كيونغسو

" هل أصبحت صديقاً له؟ "

جونميون سأل بإستغراب فابتسم مينسوك بحماس يُجيبه بينما يتبادل النظرات بينه و بين كيونغسو

" إنه ذكي للغاية، هل تصدقون أنه يعرف كيف يصنع أقنعة طبيعية للعناية بالبشرة؟"

"مينسوك! لقد اتفقنا أن تبقى علاقتنا سطحية معهم"

همس كيونغسو بعدم تصديق فقهقه مينسوك بتوتر بينما يحك مؤخرة رأسه

"كان لطيفاً لذا اندمجت معه بالحديث، سيكون مُحرجاً إن حاولت دفعه لاحقاً...هذا سيؤذي مشاعره "

" لا أصدق هذا "

تمتم جونميون بعدم تصديق ليركضوا جميعاً خلف ييشينغ حين هتف يأمرهم بإستئناف التدريب

بعد انتهاء التدريب الصباحي اغتسل الطلاب قبل توجههم إلى المدرسة

" مينسوك "

سيهون هتف حين جلس على أحد المقاعد يُشير إلى المقصود فكاد جونميون يعترض إلا أن مينسوك قد تخطاه و اقترب من سيهون بإبتسامة واسعة ليجلس بجانبه...كلاهما كان يتحدث بحماس جعل من جونميون يهز رأسه إلى الجانبين و التفت ينوي الجلوس بعيداً إلا أنه ارتطم بجونغ إن

قهقه جونميون بإحراج و تحرك يميناً فتحرك معه جونغ إن ، تحرك يساراً ليتحرك معه مرة أخرى فرفع عينيه نحوه يقول بتلعثم

" أرغب بـ بالمرور"

قهقه بتوتر حين ابتسم جونغ إن بوسع ثم أحاط كتفيه لينتفض جونميون

"ستجلس بجواري، المعلم ييشينغ قال طالب من دونغ بجوار طالب من يونغبوك"

جذبه جونغ إن ليجلسا متجاورين فتلفت جونميون حوله باحثاً عن كيونغسو لكن الوضع كان فوضوي، كان يبدو و كأن هناك الكثير من طلاب دونغ بداخل الصف

على الرغم من أن عددهم أقل من طلاب يونغبوك لكن الشباب الأربعة كانوا يتحركون هنا وهناك وكأن هناك العديد من النسخ منهم

بيكهيون جلس بجوار جونغداي، بينما هانييل اقتربت بإرتباك تجلس بجانب تشانيول حين أشار إليها على المقعد بجانبه ثم التفتت تنظر إلى جونميون لكن سرعان ما انعقد حاجبيها حين تلاقت نظراتها مع جونغ إن المجاور لتوأمها

ابتسم جونغ إن بجانبية ليهز حاجبيه بإستفزاز قبل أن يميل نحو جونميون المُنشغل بتدوين أمر ما و افتتح معه حديثاً يستفز بذلك هانييل التي ارتفع طرف شفتيها بإنزعاج

جلست جيون بجوار كيونغسو تتجنب بذلك الجلوس بجانب سويون فجلست الأخيرة بمقعد وحدها

مرت الحصص الأولى و حين حلّ وقت الاستراحة خرج تشانيول مع جونغ إن و جونغداي معهم بيكهيون

استقام جونميون من مكانه و كاد يُشير إلى مينسوك أن ينضم إليه لكن الأخير كان مُهتماً بالإستماع إلى حديث سيهون العشوائي بينما كلاهما كان في طريقه إلى الخارج

خرجت جيون وحدها بينما اقتربت هانييل من جونميون و كيونغسو هامسة

"ألم نتفق أن لا نكوّن صداقات معهم؟ بيكهيون و الآن مينسوك!"

ارتفع حاجبيها نهاية حديثها فتنهد جونميون كما كيونغسو الذي همس بضيق

" الأمر ليس بهذه السهولة، لا يُمكننا تجنبهم لوقت طويل"

"يجب أن نفعل، سيكون الأمر قاسياً حين يكتشفون أننا كذبنا عليهم"

جونميون همس بجدية لتومئ هانييل توافقه فرمقهما كيونغسو بصمت لبضعة لحظات ثم غادر الصف

" جيون"

المقصودة ادّعت عدم سماعها نداء جونغداي لها فركض نحوها ليعترض طريقها مما جعلها تتوقف

نظرت إليه جيون بهدوء فابتسم ليضع كفه على صدره يتنفس بعمق ثم أشار إليها حيث أصدقائه

" سنلعب معاً لكننا بحاجة إلى فرد إضافي لذا هل تنضمين إلينا؟"

هزت رأسها إلى الجانبين ترفض ذلك ثم تخطته فركض بخطوات قصيرة يلحق بها حتى أصبح يسير بمحاذاتها

" لا مشكلة لننسى أمر اللعب ،و لنتحدث قليلاً...ااه هل تعرفين.."

"هلا توقفت؟"

قاطعته بإنزعاج ثم مررت كفها على شعرها بعبوس

" لا أحب ذلك "

همهم جونغداي بعدم فهم و استرق نظرة نحو كفها التي ترتجف بصورة ملحوظة فوق شعرها حتى ضمت قبضتها لتخفيها خلف ظهرها

جونغداي اعتقد أنها ستُبرر انزعاجها، توبخه أو تستكمل حديثها لكنها لم تفعل...حرّكت قدميها تنوي المُغادرة فسار خلفها واضعاً كفيه بجيوب بنطاله

" ما الذي يحاول جونغداي فعله؟"

بيكهيون سأل بإهتمام ليرتشف القليل من علبة العصير التي يحملها

كان يقف بالمنتصف بين تشانيول و جونغ إن، مينسوك يقف على الجانب الآخر لجونغ إن يجاوره سيهون

" يحاول التقرب من جيون"

"لماذا يفعل؟"

بيكهيون سأل مُجدداً و مينسوك حينها سأل بفضول

" هل هو معجب بها؟ ألا يواعد سويون؟"

جميعهم التفتوا ينظرون نحو مينسوك فأجابه بيكهيون

"لا، الجميع اعتقد ذلك في البداية لكنه لطيف فقط مع النساء و بصفة خاصة سويون لأنها صديقتهم "

ربت جونغ إن على كتف بيكهيون بفخر ثم أشار إلى مينسوك

" هل علاقتكم بها سيئة؟ لم دائماً تتجنبون الحديث معها؟ "

هز مينسوك رأسه إلى الجانبين سريعاً ينفي ذلك

" نحن لا نتجنبها...في الواقع جيون هي من تتجنبنا "

" لماذا؟ لا تبدو كشخصية مغرورة "

تشانيول سأل بحاجبين انعقدا بخفة بينما يحرك عينيه مع جونغداي الذي ترك جيون و اقترب منهم بعبوس

" لا أعرف...ربما خائفة "

" من؟"

جونغداي تساءل بإهتمام حين انضم إليهم فأشار إليه تشانيول نحو جيون مُتسائلاً

" ماذا حدث؟ "

" وضعت السماعات و تجاهلتني، أعتقد أن هذا يُزعجها بجدية...لكن من هي الخائفة؟"

رفع حاجبيه و أخفضهما بحركة سريعة نهاية حديثه ثم حرك عينيه نحو بيكهيون الذي أجاب

" جيون...إنها تتجنب الجميع و تكره أن يقترب منها أي شخص، ربما لأنها تعرضت إلى التنمر في السابق"

" اااه لقد تذكرت، كانت تتعرض إلى التنمر سابقاً...ربما لهذا السبب هي تتجنبنا أيضاً"

مينسوك نبس بتذكر لينظر إليه الآخرين فسأل سيهون

" لماذا يتم التنمر عليها؟ "

" والدتها هجرت والدها و هربت مع رجل آخر، ثم تزوج والدها من امرأة أخرى هذا جعل بعض الطلاب من مدرستنا يتنمرون عليها...لذا كانت هادئة دائماً لكن بعد أن فقدت والدها أصبحت أكثر هدوءاً...اختفت فترة من المدرسة و انتشرت شائعات حينها أنها حاولت الإنتحار بسبب الإكتئاب "

بيكهيون تحدث بهدوء لينعقد حاجبي الآخرين بإنزعاج و بعبوس تكتف سيهون يقول

" و ما ذنبها بكل هذا؟ هل هم حمقى؟ كيف يتنمرون عليها؟ ألا يوجد من يُعاقبهم على ذلك؟ "

" في مدرستنا يوجد بعض الطلاب الذين يمتلكون مكانة أكبر من مدير المدرسة نفسه لذا يخشاهم المعلمين و الطُلاب...لولا المعلم ييشينغ لما توقفوا عن إزعاجها"

بيكهيون أجابه بهدوء ليُشير إليه تشانيول

" المعلم ييشينغ كان بمدرستكم؟ شككت في ذلك منذ البداية، لكن ما الذي يحدث بينكم؟ "

ابتلع بيكهيون ريقه حين توجهت النظرات إليه ليلتفت إلى مينسوك فأشار إليه الآخر برأسه يهزه إلى الجانبين بحذر و لحسن حظهم انتهت الاستراحة فعادوا إلى الصف متناسين أمر سؤالهم ذاك

" كيف حالكم اليوم؟ "

كاثرين سألت بإبتسامة واسعة و بلغة إنجليزية مُتقنة ليبتسم طُلاب دونغ بينما يُجيبون

"بخير"

"أرى أن ترتيبكم تغير، هذا يبدو ألطف"

أشارت عليهم تقصد بذلك اختلاط الطُلاب سوياً فتبادلوا النظرات قبل أن يلتفتوا إليها مُجدداً

" إذاً...لدينا اختبار صغير اليوم...مُستعدون لذلك؟"

أومأ الجميع و بدأ طُلاب يونغبوك في إخراج أغراضهم فهتفت تستوقفهم

" إنها محادثة فقط..."

التفتوا ينظرون إليها ثم تركوا حقائبهم حين فهموا أنه لا حاجة لتدوين أي شيئ

" كل طالبين بنفس المقعد فلتتحدثا معاً ثم يقوم كل منكم بتقديم زميله و يضع تعليقاً حوله ..."

"ألا يُمكننا تقديم أنفسنا؟"

رفعت جيون يدها تتساءل بهدوء فتحوّلت الأنظار نحوها عدا كيونغسو الذي لم ينظر إليها مُدركاً أنها ستكره الحديث معه

" لا، هذا سيُساعدكم على استخدام مصطلحات جديدة و ليُقربكم من بعضكم أيضاً "

أجابتها كاثرين ثم التفتت تنظر نحو الباب لتتسع ابتسامتها

" لدينا ضيف يرغب بالمُشاركة كذلك"

الأنظار اتجهت إلى الباب حيث ييشينغ الذي تقدم ليقف بجوار كاثرين فابتلع بيكهيون ريقه بصعوبة و أخفض نظراته عن معلمه حين التقت نظراتهما

و لم يشعر أي من طُلاب يونغبوك بالراحة تجاه ذلك...التحدث أمام ييشينغ لن يكن مُريحاً خاصةً بالنسبة إلى كيونغسو

" إذاً...لنبدأ"

هتفت كاثرين تُصفّق بخفة فرفعت سويون يدها ثم وقفت من مكانها

"مع من سأتحدث؟"

ابتسمت بإحراج و هي تتلفت حولها فأشار ييشينغ نحو جيون

" سأتحدث مع جيون، يُمكنكِ أن تجلسي بمكانها"

أغمضت سويون عينيها لوهلة فكلما هربت من كيونغسو وقعت معه، بينما جيون تركت مكانها بهدوء و اقتربت لتقف بجوار ييشينغ حين أشار لها بأن تفعل ذلك

التفت كل طالب إلى زميله ليتحدثوا حول أنفسهم

سيهون و مينسوك لم يجد أي منهم مشكلة في التحدث مع الآخر

جونغداي كان قد استبدل مقعده مع تشانيول بالفعل و بالرغم من ذلك بيكهيون لم تكن لديه مشكلة مع تشانيول أو بالتحدث معه لكن مشاركة أحلامه و رغباته كانت أمراً يصعب عليه مشاركته مع الآخرين

جونميون كان هادئاً يُنصت إلى جونغ إن بإبتسامة بسيطة منذ بدء حديثه، لم تكن مجرد ابتسامة ودودة بل كذلك مُعجبة بما يقوله

جونغ إن لم يكن أحمق يحتضن صديقه بحميمية حين رؤيته و كأنهما لا يقضيان اليوم بأكمله سوياً

ليس طفولياً يعبس كلما رأى هانييل فقط لأنها تشاجرت معه لمرة و كلما سنحت له الفرصة سيذكر الأمر

جونغ إن كان دافئاً...النوع المفضل من الأشخاص بالنسبة إلى جونميون

بينما توأمه لم تواجه أي مشكلة مع جونغداي... بالنسبة إلى شخصين تحدثا للمرة الأولى فهانييل لم تشعر بالتوتر لوقت طويل...كانت دقائق معدودة، ربما وقتاً أقل من دقيقتين كان كافياً لتتشارك الحديث مع جونغداي براحة

"يُمكنكِ البدء"

كيونغسو نبس بهدوء دون أن يرفع عينيه نحو سويون التي تجلس بجانبه فهمهمت بالنفي ثم أشارت إليه بتوتر

"ابدأ أنت"

رفع كيونغسو عينيه نحوها يرمقها بصمت فقضمت سويون شفتيها ثم أدارت عينيها بخجل حين ساد الصمت بينهما مُجدداً إلا أن هذه المرة كانت عينيه تنظران نحوها و كأنه يتفحصها...لكن كيونغسو كان شارداً فقط

" بشأن سؤالي عن علاقتكم مع المعلم ييشينغ..."

تمتمت بتوتر فجفل كيونغسو بخفة و عينيه كانت و كأنها للتو وقعت على سويون و أدرك وجودها أمامه...كان مشوشاً لكنها لم تلحظ ذلك بسبب تحريكها لعينيها بعيداً عنه تحاول تجنب نظراته

" لم أقصد التدخل...كانت مجرد محاولة فاشلة مني للتقرب منك..من أجل المسابقة فقط "

بررت بنهاية حديثها سريعاً لتنظر نحوه فابتلعت ريقها بصعوبة بسبب نظراته إليها ثم أشاحت بعينيها بعيداً عنه

"هذا...فقط"

تمتمت من جديد لتُشابك أناملها معاً و أخفضت نظراتها نحوهم فاكتفى كيونغسو بهمهمة خافتة لم يُطلقها سوى بعد مرور ثوانٍ بدت كدقائق طويلة بالنسبة إلى سويون

" سينتهي الوقت قريباً و..."

"لا يوجد ما أقوله"

كيونغسو قاطعها بهدوء ثم التفت ينظر أمامه فعُقد حاجبي سويون بإنزعاج ليتنهد ييشينغ حين لاحظ ما حدث و أعاد بعدها نظراته إلى جيون التي تقف أمامه لا تتحدث هي الأخرى

"إذاً...من يرغب بالبدء؟"

بعد دقائق صفّقت كاثرين بحماس فرفع سيهون ذراعه وهو ينتفض من مكانه بإبتسامة واسعة فأشارت إليه بأن يقترب ثم تحركت جانباً تسمح له بالوقوف بمكانها حيث المنصة الصغيرة

"مرحباً...أنا اوه سيهون"

عرّف عن نفسه بلغة إنجليزية لم تكن بالركيكة ثم قهقه ليُشير نحو مينسوك

"حسناً سأتحدث عن زميلي و الذي أصبح صديقاً لي هذا الصباح بعد أن جمعنا الثمار معاً و بالمناسبة هو يمتلك بشرة رائعة..."

عدا كُلاً من كيونغسو و جيون ضحك الآخرين ليتحمحم سيهون ثم استكمل حديثه عن صديقه و بالنهاية انحنى إليهم فصفّق الآخرين إليه قبل أن يعود إلى مكانه

" مينسوك "

أشارت كاثرين إلى المقصود فتقدم ليقف بجانبها حيث المنصة ثم عرّف عن نفسه هو الآخر

" كما قال سيهون لقد أصبحنا صديقين اليوم فقط حين قمنا بجمع الثمار سوياً، إنه ثرثار و يتحدث بالكثير من الأمور العشوائية كما أنه مُشاغب..."

قهقه لينفض سيهون كتفه بغرور و كأنه تم مدحه

" لكنه يمتلك قدراً كبيراً من المعلومات حول البشرة و كيفية الاعتناء بها، كما أنه ذكي و هذا لا يبدو عليه "

" ألا يبدو ذلك كإهانة؟ "

هتف سيهون بضحكة عالية فابتسم ييشينغ ليُمرر عينيه بحركة سريعة على الطُلاب جميعاً قبل أن يُعيد نظراته إلى مينسوك

"لا ليس كذلك...في الواقع.. "

تنهد مينسوك بعمق قبل أن يُكمل

" من اللطيف أنك تمتلك الكثير من الجوانب، تعيش كمراهق و بالوقت ذاته تمتلك حس المسؤولية كرجل ناضج...لقد تفاجأت اليوم حين علمت برغبتك في دراسة الطب ..."

حرّك بيكهيون عينيه نحو سيهون لينظر إليه قليلاً ثم أخفض نظراته عنه بتنهيدة ثقيلة غادرت ثُغره

في نهاية حديث مينسوك انحنى إليهم بإحترام ليُصفّقوا إليه قبل أن يعود إلى مكانه

" تشانيول "

خرج تشانيول من مكانه حين نادته كاثرين لينظر إلى أصدقائه ثم ابتسم يُعرّف عن نفسه قبل أن يشرع في الحديث عن بيكهيون

" سأتحدث عن بيكهيون، لقد أصبح صديقاً لي منذ اليوم الثاني له هنا، اعتقدت أنه شخص متغطرس لكنه لم يكن كذلك...أنا أشعر بالراحة في جواره و كأننا نعرف بعضنا منذ فترة طويلة...مثل جونغ إن، سيهون و جونغداي لذا أتمنى أن نكون مصدر راحة له أيضاً"

حك تشانيول مؤخرة رأسه بقهقهة مُحرجة فقضم بيكهيون شفتيه بإبتسامة في حين لمعت عينيه، و غصة مزعجة خنقت حلقه

" ااه هو أيضاً يرغب بدراسة الطب، سيكون رائعاً إن التحق بذات الجامعة مع سيهون فهذا سيجعلنا على تواصل مستمر، لن يهرب منا حينها "

ضحك و الآخرين كذلك فعلوا عدا كيونغسو و جيون، بينما بيكهيون ابتسم بزيف ليخفض عينيه حيث كفيه المعقودين بقوة فوق فخذيه

حين أنهى تشانيول حديثه حول صديقه الجديد عاد إلى مكانه فأشارت كاثرين إلى بيكهيون أن يتقدم ففعل ذلك، انحنى إليهم ليُعرّف عن نفسه

" سأتحدث عن صديقي الجديد تشانيول..."

تمتم بتوتر ليحك كفيه سوياً ثم أخفض نظراته حين عجز عن الحديث بسبب النظرات الموجهة إليه...تعريفه عن صديقه كان سطحياً للغاية و بضيق عاد إلى مكانه ليعقد أنامله بقوة فوق فخذيه بينما ينظر إليها

"الوقوف هناك يوترك في المرات الأولى لذا لا تعرف ماذا تقول، لقد جرّبنا ذلك عدة مرات"

تشانيول همس له بلطف يواسيه فحرّك بيكهيون عينيه نحوه ليبتسم الآخر بوسع

و ربت على كتف بيكهيون قبل أن ينظرا أمامهما حيث وقف جونغداي يتحدث عن هانييل لذا دورها كان من بعده

وقفت هانييل تنظر إليهم الواحد تلو الآخر حتى استقرت عينيها على جونغداي في النهاية فرفع قبضته في الهواء يُشجّعها مما جعلها تبتسم

لم تُطل هانييل بحديثها حول جونغداي فالأخير لم يتحدث بالكثير حول نفسه لكن ما لفت انتباه بيكهيون في حديثها كان أن جونغداي لا ينوي العمل بمجال يخص الفن

التفت ينظر إلى جونغداي رافعاً حاجبيه بتساؤل فابتسم جونغداي ثم لوّح إليه بلطافة قبل أن يلتفت كلاهما إلى الأمام حيث وقف جونميون يتحدث عن جونغ إن

حين انتهى دور جونميون و جونغ إن دفع ييشينغ جيون لتتحدث و بالرغم من عدم رغبتها في ذلك إلا أنها لم تعترض

وقفت أمام الجميع دون أن ترفع عينيها نحوهم و دون التعريف عن نفسها نبست بهدوء

" المُعلم ييشينغ هو..."

أمال ييشينغ برأسه ينظر إليها بإهتمام حين التزمت الصمت لبضعة لحظات، مرر عينيه عليها بحذر حتى لاحظ كيف ضمت قبضتيها بقوة حول ثيابها فتنهد بعمق

" معلم الموسيقى الحالي و...كان مُعلمنا قبل عامين أيضاً لذا..."

قضمت شفتيها و التزمت الصمت مُجدداً قبل أن تنحني مُعتذرة ثم عادت إلى مكانها تقف بجوار ييشينغ

" لا بُد أنكِ مُحرجة للتحدث حول مُعلمكِ"

علّق ييشينغ بمزاح فتبادل شباب دونغ النظرات ليُدير جونغداي عينيه نحو سويون يقطع بذلك نظراتهم إلى بعضهم البعض

" سويون، كيونغسو...من سيبدأ؟"

كاثرين أشارت إلى الطالبين المُتبقيين فحرّكت سويون عينيها تنظر إلى كيونغسو الذي لم يُبدي ردة فعل ثم أعادت نظراتها إلى كاثرين و بحركة بسيطة نفت برأسها

ضمت كاثرين شفتيها بتفهم بينما تومئ فألقى ييشينغ نظرة مُحبطة نحو كيونغسو قبل أن يُغادر الصف

في نهاية اليوم الدراسي غادر طُلاب دونغ مع كُلاً من مينسوك و بيكهيون، في حين غادر جونميون مع كيونغسو و هانييل، و جيون كانت قد سبقت الجميع بالفعل تتجنب بذلك محاولة أي أحد في التقرب منها

و في المساء لم يكن أي من شباب دونغ بحاجة إلى حجة ليجلس على ذات الطاولة مع بيكهيون و مينسوك

لذا انتهى الأمر بجونميون و توأمه مع كيونغسو، جيون، و سويون على الطاولة ذاتها فكانت هادئة باردة على عكس الطاولة الأخرى التي استمتع المتواجدين عليها بالدراسة سوياً

"جونميون"

جونغ إن أيقظه قبل شروق الشمس ليستعد كلاهما من أجل جمع الثمار

خرج كلاهما ليقفا مُتقابلين و الزرع فاصلاً بينهما، بينما كلاً منهما يحمل السلة الخاصة به على ذراعه

جونميون كان يدّعي التركيز بقطف الثمار بينما يخفض رأسه بصورة ملحوظة كي لا تلتقي نظراته مع جونغ إن بالصدفة فابتسم الآخر بجانبية حين لاحظ ذلك

كان من الصعب تجنب جونغ إن، جونميون بذل ما بوسعه لفعل ذلك لكن انتهى به الأمر مُندمجاً بالحديث مع الأطول

تنهد كيونغسو حين رآه قادماً من بعيد مع جونغ إن بينما يضحكان

جونميون وقع في فخ طُلاب دونغ هو الآخر

" إنه لطيف لم أستطع تجنبه"

جونميون همس إلى كُلاً من كيونغسو و مينسوك بمجرد أن انضم إليهما فقهقه مينسوك بينما يومئ مُتفهماً ذلك ثم لحقوا بييشينغ و البقية ليستكملوا التدريب

__________________

~~~كيونغسو~~~

حين حلّ وقت الاستراحة وجدت نفسي وحيداً

جونميون و مينسوك اندمجا مع البقية بينما أنا فشلت في ذلك

لا يُمكنني التقرب من الآخرين، ليس فقط لأنني سأجرح مشاعرهم لاحقاً لكن لأنني واثق أن هذه العلاقة لن تدوم لوقت طويل

و أنا من سأتحمل الذنب طوال حياتي

والداي لن يقبلا اقترابي من مجموعة من القرويين فبالنسبة لهم هؤلاء حثالة و لا يجب أن أختلط معهم

و لولا هذه المسابقة لما زُرت مكاناً كهذا أبداً و لما اختلطت مع أشخاص مثلهم

عائلتي التي لا تهتم لأمري ستهتم حين تراني قريباً منهم و حينها سأكون سجيناً...أنا كذلك بالفعل لكن سيُصبح الأمر أسوأ

ذاك اليوم حين رأيت أهل القرية يتراقصون بعشوائية أردت الإنضمام إليهم لعلني أملأ القليل من فراغي الداخلي لكنني خشيت اعتياد ذلك

لم أرغب بإستغلال نقطة ضعف جيون و أنا أعرف مُشكلتها لكنني كنت خائفاً...خشيت أن ينتهي الأمر و أعود إلى المنزل لوالداي فيتم توبيخي على شيء لا قيمة له كهذه المسابقة

سأكون عاراً عليهما لأنني انسحبت

حين رأيت مينسوك يضحك مع سيهون شعرت بشيئ آخر غير الفراغ...كانت مشاعر الغيرة لأنني أعرف أن مينسوك لن يُقيده والديه

و حين قامت المعلمة كاثرين بتقسيمنا لُجم لساني وعجزت عن الحديث

شعرت بالخجل من الكذب في حضرة المعلم ييشينغ و هو كان الوحيد الذي صارحته من قبل حول رغبتي في أن أُصبح مُعلماً

فكيف أقول الآن بأنني أرغب في دراسة إدارة الأعمال

ليس لأنني أريد بل لأنني مضطر إلى استكمال أعمال عائلتي

يجب أن أكون رقم واحد في كل شيئ حتى و إن لم أرغب بذلك، حتى و إن لم يُفيدني ذلك لكن يجب أن أكون الرقم واحد لأنني....دو كيونغسو

لا أريد أن أبدو مثيراً للشفقة في أعين الجميع و أخبرهم أنني أمتلك حلماً لا يمكنني تحقيقه لأنني جبان

و لا يُمكنني الكذب أمام المعلم ييشينغ مرة أخرى

لا أُريده أن يُخبرني في وجهي بصراحة أنني جبان، سيكون ذلك مؤلماً أكثر من سماعها من جيون

___________________

في المساء اجتمع طُلاب القرية في مطعم السيدة بارك حيث اعتادوا الدراسة سوياً

شباب دونغ جلسوا على الطاولة ذاتها مع كُلاً من بيكهيون، جونميون و مينسوك بينما جلس البقية على الطاولة الأخرى يدرسون في صمت

"مساء الخير"

هتف تشانيول حين لمح ييشينغ يدخل إلى المطعم فالتفت ييشينغ يبتسم نحوه ثم مرر عينيه على طُلاب المرحلة الأخيرة من ثانوية دونغ

" هل تُريدون مُساعدة؟"

سألهم بإهتمام و اقترب من تشانيول ليقف خلفه هو و بيكهيون المجاور له

" نحن أذكياء للغاية مُعلمي، لا تقلق علينا"

سيهون ربت على صدره بثقة بينما ينظر إلى مُعلمه المُقابل له فقهقه ييشينغ ليُمرر عينيه على المذكرات و الكتب التي تملأ الطاولة

" حسناً لن أشغلكم عن دراستكم، سأُغادر قريباً"

" أمي و تشانسوك في المنزل، هل تُريدني أن أُعد شيئاً من أجلك؟ "

تشانيول وقف من مكانه ينوي التوجه إلى المطبخ فضغط ييشينغ على كتفه يُعيده إلى مكانه

"لا، سأفعل هذا بنفسي...ركزوا بدراستكم و لا تهتموا لوجودي"

عاد خطوتين إلى الخلف بعد أن ربت على كتف تشانيول للمرة الأخيرة ثم سار نحو المطبخ

أعين كيونغسو تحرّكت مع ييشينغ حين دخل المطبخ، لم يعي على نفسه كيف ترك الدراسة و شرد في التفكير بأمر مُعلمه

" اعتذر له "

همست جيون دون أن ترفع عينيها عن كتابها فالتفتت سويون تنظر إليها بإستغراب و حرّكت عينيها بعدها نحو كيونغسو لينعقد حاجبيها بخفة

التفتت سويون بتردد تنظر حيث يفعل كيونغسو و حين لمحت ييشينغ يظهر من خلف نافذة المطبخ أدركت أن هذا سبب شروده

زمت شفتيها لتُعيد عينيها نحو كيونغسو ثم تنهدت قبل أن تُعيد نظراتها إلى كتابها الخاص بينما تتجنب أي تدخلات من جانبها في أمور لا تخصها...و إن كان هذا التدخل بمجرد نظرة فهي لن تفعلها

"أين صندوق الإسعافات؟"

خرج ييشينغ من المطبخ يتساءل بنبرة عالية فالتفتوا نحوه جميعاً و حين لاحظوا الدماء تتسرب من كفه هرع نحوه طُلاب دونغ الصغار منهم و الكبار قلقين عليه

" لم أعرف بأن السكين كان حاداً"

قهقه بإحراج مُزيف ثم تحرك مع سيهون الذي سحبه معه نحو إحدى الطاولات في حين غادر تشانيول لإحضار صندوق الإسعافات

"بيكهيون"

جونميون همس بقلق حين لاحظ شحوب وجه الآخر كما أخذ صدره يعلو ويهبط بصورة ملحوظة فرفع بيكهيون عينيه اللامعتين ينظر إليه ثم ترك الطاولة و خرج من المطعم بخطوات غير مُتزنة

"بيكهيون، أنت بخـ..."

التفت يُشير بكفه إلى جونميون الذي خرج خلفه يوقفه عن اللحاق به ثم التفت مُجدداً ليبتعد عن المكان

"ما خطبه؟"

مينسوك لحق بجونميون يتساءل بقلق فرفع الآخر كتفيه بعدم معرفة بينما كلاهما يُراقب بيكهيون الذي يسير على مسافة بعيدة

" ألا يجب أن نلحق به؟ "

مينسوك تمتم قلقاً فهمهم جونميون بالنفي

" لا، لن يُعجبه ذلك"

التفت يتبادل النظرات مع مينسوك قبل أن يعود كلاهما إلى الداخل

بينما بيكهيون كان يسير دون وجهة، لم يكن قادراً على التوجه إلى منزل جونغداي فقد يراه الجميع و إن لم يفعلوا فهو كان بحاجة إلى استنشاق بعض الهواء لذا المنزل سيكون خانقاً بالنسبة إليه

توقف في مكانه حين رأى أنه أصبح قريباً من الأراضي الزراعية المُظلمة فانحنى يجلس على رُكبتيه بينما يلتقط أنفاسه بوتيرة سريعة

فرّق بين شفتيه بينما يزفر بصوتٍ مسموع و على وجنتيه تسيل دموعه دون مقاومة منه

جسد بيكهيون كان يرتجف من الداخل و الخارج، و بالكاد يتحمل كي لا يفقد وعيه

كلما أغلق عينيه في محاولة لتمالك نفسه تمر لمحة سريعة أمام عينيه لصورة كف معلمه النازف فيُعيد فتحهما و تثقل أنفاسه أكثر

استغرق الأمر دقائق طويلة يحاول فيها التقاط أنفاسه حتى هدأ جسده قليلاً فاعتدل بجلسته ليضم قدميه إلى صدره

"فعل هذا عن قصد"

تمتم ببكاء بينما يضيق عناق ذراعيه حول قدميه

" لقد فعلها عن قصد"

قاصداً بذلك جرح ييشينغ لنفسه

أخفض بيكهيون رأسه ليمسح عينيه حين شعر بشخص يجلس بجانبه ثم رفع رأسه لينظر إلى ذاك الشخص

"أنتِ..."

همس بخفوت يحاول تذكر اسمها فابتسمت بلطف

"هيبا "

To be continued......