5
Start
وضعوا الحقائب أعلى السلالم بينما يلتقطون أنفاسهم، و في الأسفل كان يقف طُلاب دونغ على رأسهم المعلم ييشينغ و بجانبه كاثرين ينتظرون هناك لإستقبالهم
ارتفع طرف شفتي هانييل بإنزعاج حين تلاقت نظراتها مع جونغ إن الذي يبتسم بجانبية يتشمت بها و بإنزعاج أمالت نحو توأمها تهمس له
"لا أصدق أن المعلم ييشينغ يفعل هذا بنا"
"من الجيد أن الأمر توقف عند هذا الحد"
همس جونميون بالمقابل فضمت شفتيها بقوة قبل أن تُهسهس و عينيها تنظران إلى جونغ إن
" مازال هناك شرطاً آخر قد يكون أسوأ "
صعد الآخرين إلى الأعلى ليُساعدوهم بحمل حقائبهم و بيكهيون كان الوحيد السعيد من بين طُلاب يونغبوك...هو سيعيش بالقرب من فنانه المفضل
تغمّز بيكهيون مع تشانيول و سيهون لينزلوا السلالم أولاً بينما يتهامسون بحماس حول ما سيفعلوه سوياً غافلين عن الأعين التي راقبتهم بصدمة
متى أصبحوا أصدقاء؟!
" دعني أُساعدك"
نبس جونغداي بلطف و هو يُساعد جونميون بحمل الحقائب فالأخير كان يتحمل مسؤولية حقائبه و حقائب توأمه كذلك
و بإبتسامة لطيفة وافق جونميون مُرتبكاً لينزل معه السلالم
" أتمنى أن يأكل البعوض وجهكِ الناعم هذا"
همس جونغ إن و هو ينحني يحمل حقيبة كيونغسو من أمام هانييل فسهسهت بحنق
"أتمنى أن تتوقف عن النمو"
"حتى و إن حدث فمازال جسدي مثالياً"
ابتسم في وجهها بإستفزاز ثم حمل الحقيبة لينزل السلالم بحذر فضربت الأرضية بقدميها بإنزعاج
توجهوا نحو القرية حيث المنازل المُتلاصقة
كان هناك أطفالاً يقفون في الخارج يبتسمون إليهم بوسع و بعض الكبار الذين خرجوا من منازلهم لتحيتهم
و بعد بضعة خطوات كان هناك مجموعة من النساء تقفن أمام المطعم الوحيد في القرية، فتاتين مجهولتي الهوية بالنسبة إليهم و بجانبهما تقف سويون
وضع تشانيول الحقيبة أرضاً ثم اقترب من والدته يقف بينها و بين تشانسوك
"هذه أمي و هي مالكة هذا المطعم"
أشار إلى الخلف نهاية حديثه قاصداً المطعم خلفه فانحنى طلاب يونغبوك بإحترام يُحيّون السيدة بارك
" و هذا صالون التجميل الخاص بوالدتي...ااه قوموا بتبديل ثيابكم أولاً و بعدها سنأخذكم في جولة حول القرية"
صفّق جونغداي بحماس إلا أن كاثرين قد قاطعته
" ليس الآن جونغداي، انهم يتنقلون منذ أيام لذا دعهم ينالون قسطاً من الراحة أولاً"
لوى شفتيه بينما يومئ إليها فنبس ييشينغ بهدوء
" المنازل هنا صغيرة نوعاً ما لذا لا يمكنهم جميعاً البقاء في مكان واحد "
" بيكهيون سيبقى معي"
هتف جونغداي رافعاً كفه في الهواء، و صوته الصاخب جعل من طلاب يونغبوك ينتفضون بفزع عدا بيكهيون الذي فشل في اخفاء إبتسامته السعيدة
" يُمكن للفتاة بينكم أن تأتي لتمكث معي، جيون بقت معي البارحة كذلك "
تحدثت هيبا بهدوء لينظروا نحوها و بعبوس رمقت هانييل توأمها
"ألا يُمكنني البقاء مع أخي؟"
"هذا إن أردتِ البقاء معي بنفس المنزل"
أجابها جونغ إن رافعاً أحد حاجبيه بينما يبتسم بجانبية فضاقت عُقدة حاجبيها بإنزعاج
" والداي ليسا هنا لذا يُمكن لثلاثتكم البقاء معي"
أشار إلى جونميون، كيونغسو ثم مينسوك بنهاية حديثه ليتكتف
" فقط لتعرفوا بأن القروي يعرف كيف يهتم بضيوفه و ليس وقحاً كما أبناء المدينة"
قلب جونغ إن عينيه نحو هانييل نهاية حديثه فقلبت شفتيها تزامناً مع رفع حاجبيها بعدم اهتمام مزيف تخفي خلفه رغبتها العارمة في صفعه
"هيا، هيا...لا بُد أنكم مُرهقون"
هتف جونغداي ليُساعدوهم بالتوجه إلى حيث سيمكثون بهذه الفترة
جونغ إن و سيهون توجها نحو منزل جونغ إن مع الشباب الثلاثة ثم تركوهم هناك ليقوموا بتبديل ملابسهم و كي ينالوا قسطاً من الراحة
و هانييل وجدت نفسها تقف بغرفة غريبة بداخل منزل غريب مع فتاة لم تعرف اسمها بعد و مع جيون التي بالكاد تتحدث معها أو تنظر إليها
و على عكس الجميع بيكهيون كان يُحلّق في عالمه الوردي السعيد
كل ركن بغرفة جونغداي البسيطة كان مُبهراً بالنسبة إلى بيكهيون
" هل تذهب إلى المدينة كثيراً؟"
بيكهيون سأله وهو يتجول بخطوات بطيئة في أركان الغرفة ينظر إلى تلك الألعاب و الصور المُرتصة فوق الطاولة و بأرجاء الغُرفة
" بنهاية الأسبوع أخرج إلى المدينة مع تشانيول كي نُحضر بعض الأغراض من أجل مطعم والدته و لإحضار ما يحتاجه محل والدتي...كما نذهب في كثير من الأحيان إلى المشفى فوالد جونغ إن مريض منذ عامين تقريباً"
التفت بيكهيون ينظر نحوه ثم ابتسم بوسع فقهقه الآخر
"بيكهيون...أنت تُخيفني الآن "
قهقه بيكهيون بإرتباك ثم لوّح إليه بكفيه
" أعتذر "
وضع ذراعه خلف ظهره بينما رفع الأخرى يحك بها عنقه
" إنها المرة الأولى التي ألتقي بها فناناً يُعجبني كما أنك الأفضل بالنسبة لي لذا.."
"حسناً هذا مُحرج"
صاح جونغداي بصخب و هو يقترب من خزانة ثيابه ليضم بيكهيون شفتيه و اقترب هو الآخر من حقيبته ليقوم بفتحها
" ألم تحضر حفلات من قبل؟ أعني أنت غني كما أنك تعيش في المدينة "
توقف بيكهيون عما يفعله لوهلة و تدريجياً مُحيت إبتسامته بينما يُخرج ثيابه و همس
" هذا ممنوع"
همهم جونغداي بعدم فهم و التفت ينظر نحوه بتساؤل فاستقام بيكهيون من مكانه قائلاً
"أريد تبديل ملابسي"
" ااه حسناً...توجد مساحة فارغة بخزانتي فلتضع بها ثيابك، و بعد أن تنتهي يمكنك أن ترتاح قليلاً ففي المساء سنعقد حفلاً بسيطاً للترحيب بكم"
غادر بعدها جونغداي المنزل و توجّه إلى الأسفل ليُساعد الآخرين في التجهيز إلى الحفل
أخرجوا الطاولات من مطعم السيدة بارك و وضعوها جنباً إلى جنب بمنتصف الطريق الفاصل بين المنازل المُتقابلة و كل من يمتلك طاولة بمنزله- من المنازل المجاورة لمطعم السيدة بارك- أخرجها ليضعها بجوار تلك الطاولات كي تكفي هذه الأعداد
الأطفال قاموا بجمع المزهريات من أمام المنازل و وضعوها بالقرب من تلك الطاولات، و النساء وقف بعضهن بداخل مطبخ المطعم يقومون بتجهيز وليمة من أجل القرية بأكملها بالإضافة إلى الزائرين
و في جانب آخر انقسم المراهقين ليقوموا بقطف الفواكه لصنع العصير الطازج من أجل الجميع
"يُصبح الرجال حمقى حين يقعون بالحب"
همس سيهون بعبوس فهمهم إليه جونغ إن يوافقه
"إنهم يتخلون عن أفضل أصدقائهم و يتحولون إلى عمالقة يتصرفون بلطافة، هذا مقزز"
تذمر هو الآخر و التفت كلاهما ينظران نحو تشانيول الذي يتصرف بحميمية مع تشانسوك أثناء قطفهما الثمار فقلبا أعينهما بإنزعاج و عادا لإستكمال عملهما
بينما على بُعد خطوات منهم كانت كُلاً من سويون و هيبا تعملان مع جونغداي الذي يُدندن بخفوت ثم يضحك ثلاثتهم حين ينسى جونغداي الكلمات
مع غروب الشمس كان الجميع قد عاد إلى منزله ليتجهز من أجل الحفل، أي ليرتدي ثياباً أخرى نظيفة و ليصطحب المراهقين زملائهم الجدد إلى مكان الحفل
جونغ إن كان يسير في المقدمة واضعاً كفيه بجيوب بنطاله، يسير خلفه جونميون و مينسوك يتحدثان بأمر ما و كيونغسو يتبعهم بخطوات بطيئة بينما يعبث بهاتفه
جونغداي و بيكهيون خرجا من المنزل لينضموا إلى الآخرين
في حين رفضت جيون الإنضمام تدّعي المرض فأشارت هانييل إلى هيبا بأن تتوقف عن محاولة إقناعها...جيون غالباً ما كانت تتجنب أي تجمعات
سيهون و جونغ إن تبادلا النظرات بدرامية قبل أن يتعانقا بحرارة كأنهما التقيا بعد سنوات من البُعد فتلقوا نظرات الاستغراب من زوار القرية الجُدد إلا أن الآخرين قد اعتادوا تصرفهم هذا
ابتعدا عنهم ليقفا في جانب بعيد من الطاولة يتحدثان بحماس حول أمر ما في حين انشغل البقية بتحضير طاولة الطعام
"أين جيون و كيونغسو؟"
تساءلت سويون بإهتمام و هي تُمرر عينيها بين الجميع باحثة عن المقصودين
"كيونغسو خلفـ..اووه"
التفت جونميون يُشير نحو صديقه الذي كان يتبعهم إلا أنه لم يجده فانعقد حاجبيه بخفة و التفت مرة أخرى ينظر نحو سويون
"كان يتبعنا قبل قليل"
" جيون قالت أنها مريضة لذا لن تنضم إلينا"
هيبا كذلك نبست بهدوء لينظروا نحوها جميعاً و بعدم رضى عُقد حاجبي ييشينغ
" هل قد يكون جرحها السبب؟"
السيدة بارك سألت بقلق لينظروا إليها و بعدم فهم استقام جذع ييشينغ بينما يسأل
"جرح ماذا؟ "
" البارحة عادت وحدها إلى القرية، كان موعد دراستنا لذا الأضواء كانت مغلقة بالكامل و هذا تسبب في وقوعها من فوق سلالم مدخل القرية...لكن جرحها كان سطحياً لا أظنه السبب"
أمال سيهون برأسه نهاية حديثه ثم زم شفتيه بتفكير
"سأذهب لرؤيتها"
غادرت سويون و معها هيبا فتنهد ييشينغ بعمق قبل أن يلحق بهما
" سويون "
التفتت المقصودة تنظر إليه قبل أن تدخل إلى منزل هيبا فضم شفتيه في خط مستقيم و هو يقترب من الفتاتين إلى أن وقف أمامهما
" سأتحدث معها أنا لذا يُمكنكِ أنتِ الذهاب للبحث عن كيونغسو"
تبادلت سويون النظرات مع هيبا قبل أن تومئ إلى ييشينغ بإبتسامة و غادرت بعدها كي تبحث عن كيونغسو في حين اقتربت هيبا كي تفتح باب المنزل من أجل ييشينغ
دخلت أولاً من ثم لحق بها ييشينغ إلى حيث باب الغرفة و بدون حديث أشار إليها بعينيه أن تتركه مع جيون فأومأت إليه لتقف في الخارج تاركة إياه يدخل وحده بعدما طرق باب الغرفة
رآها تضم جسدها الضئيل أسفل الغطاء تختبئ هناك مُدّعية النوم فاقترب ليجلس على طرف السرير بجانبها
"هذا أنا"
همس بلطف و لاحظ كيف انكمش جسدها قليلاً لكنها استكملت ادعائها للنوم فتنهد بعمق
"احتفال القرية لا يُشبه احتفالات المدرسة لديكم أو أي احتفالات قد حضرتها من قبل ، لستِ بحاجة إلى ثياب تُناسب أذواقهم أو تصرفات لا تُشبهكِ كي تنالي إعجابهم...فقط يكفي أن تتواجدين بين الجميع و تشعرين بالسعادة"
نبس و هو يزيح الغطاء عنها ثم ابتسم ليمد كفه نحو شعرها و بلطف مرره عليه بينما عينيه تُراقبان جفونها التي ترتجف كاشفة حقيقة أنها ليست نائمة
" جيون..."
همس بخفوت ثم تنهد بعمق
" من أجلي فقط فلتحضري هذا الحفل، و إن لم تشعري بالراحة فلن أطلب منكِ الإنضمام إليهم مرة أخرى"
لم يتلقى منها إجابة فزم شفتيه في خط مُستقيم ثم وقف من مكانه ينوي المُغادرة لولا أنها أمسكت رسغه بتردد فالتفت ينظر إليها
و دون التفوه بحرف هي فقط تركت السرير و غادرت تسبقه إلى الخارج بثيابها المنزلية دون الحصول على معطفها فابتسم بخفة و لحق بها
و حيث سويون... كانت تتجول عاقدة كفيها خلف ظهرها بينما تبحث بعينيها عن كيونغسو الذي لم يظهر بعد
لم تكن القرية بالكبيرة ليضيع بها لذا سرعان ما وصلت أمام الأراضي الزراعية عاقدة حاجبيها بخفة
"كيونغسو"
هتفت بصوتٍ ارتجف لوهلة فإن كان ضائعاً بين تلك الأراضي لن تهرع لإنقاذه بهذا الظلام الدامس
"كيونغـ..."
"ماذا؟"
صرخت بفزع و التفتت سريعاً تنظر من حولها باحثة عنه لكنها لم تره بالرغم من سماعها صوته الهادئ للتو
ابتلعت ريقها بصعوبة و كادت تلتفت لتناديه مُجدداً إلا أنه تحدث مُجدداً
"أنا في الأعلى"
رمشت مرتين قبل أن ترفع عينيها باحثة عنه حتى رأته يجلس فوق جذع الشجرة فوضع هاتفه بجيب بنطاله ثم استند بكفيه على الجذع بحذر كي ينزل من فوق الشجرة إلى أن قفز إلى الأسفل
"ماذا تفعل هناك؟"
تساءلت بإستغراب و هي تقترب منه إلى أن وقفت أمامه فتساءل بهدوء و رفع هاتفه إلى الأعلى بينما يعبث به
" لا توجد إشارة بهذه القرية؟ أحاول التواصل مع المدرسة"
دار حول نفسه باحثاً عن الإشارة فضحكت سويون بخفوت جاذبة انتباهه إليها
"أتبحث عن الإشارة أعلى الشجرة؟"
قهقهة رقيقة ختمت بها سؤالها فتحمحم بإحراج ثم زم شفتيه و رفع عينيه ينظر في الأرجاء كأنه سيلتقط الإشارة بعينيه
" فلتأتي معي "
أشارت إليه أن يلحق بها و دون مماطلة فعل ذلك ليسيرا حتى وصلا إلى مدخل القرية أعلى السلالم و بإبتسامة واسعة لوّحت سويون بيدها
" الإشارة هنا أفضل...كلما ابتعدت عن هذه المنطقة أصبحت الإشارة أضعف"
همهم كيونغسو ليتأكد من إشارة هاتفه ثم بدأ بكتابة رسالة إلى مُعلمه فراقبته سويون بإهتمام حتى انتهى
" هل من شروط المسابقة أن تعتمدوا على أنفسكم؟ أعني لأنه لا يوجد أي شخص مسؤول عنكم"
رفعت كتفيها توضّح مقصدها فهمهم كيونغسو قبل أن يُغلق هاتفه و يضعه بجيب بنطاله ثم التفت ينوي العودة
" ما المشكلة بينكم و بين المعلم ييشينغ؟"
استوقفه سؤالها إلا أنه لم يلتفت نحوها فاقتربت هي بخطواتها منه لتقف خلفه
" إنها المرة الأولى التي نرى بها المعلم ييشينغ يـ..."
"هل يُمكنني عدم حضور ذاك الاحتفال؟"
قاطعها بهدوء ثم نزل السلالم دون انتظار رد منها فما كان يسعى بسؤاله هذا سوى إلى تغيير الموضوع
قضمت سويون شفتيها عابسة حين وقفت بجوار تشانسوك حيث اجتمع الآخرين حول الطاولة...كان مُحرجاً لها ردة فعله و كأنها تتدخل في أمور الآخرين
تلك كانت حقيقة نوعاً ما لكنها لم تقصد ذلك بدافع الفضول، فقط أرادت أن تتقرب من طلاب تلك المدرسة و بصفة خاصة رئيسهم الذي سيجمعها معه وقتاً طويلاً أثناء التحضير لتلك المسابقة
لكن بالنهاية هي فشلت في ذلك
انحنى كيونغسو بخفة إلى ييشينغ حيث كان الأخير في طريقه إلى الحفل يتبع جيون
"إلى أين؟"
سأل بجدية حين مر كيونغسو من جانبه فالتفت الأصغر نحوه ينوي التبرير لمُغادرته الحفل لكن ييشينغ سبقه بالحديث دون أن يستدر حيث كيونغسو
" عُد"
و قد كان أمره صارماً لا يترك مجالاً للنقاش به حين سبق كيونغسو و جيون في العودة إلى مكان الحفل فتبادلا الأصغر النظرات بضعة لحظات قبل أن تخفض جيون عينيها عن كيونغسو و لحقت هي الأخرى بمُعلمها
قضمت سويون شفتيها بإحراج حين رؤيتها كيونغسو يعود إلى مكان الحفل ثم جلس أمامها في صمت و دون أن يرمقها بنظرة هي أو غيرها
" من اللطيف أن يأتي إلى القرية بعض الصغار و بصفة خاصة الفتيات فلا يوجد الكثير منهن هنا"
ادّعى جونغداي عدم سماعه لما قالته والدته كما لم يرفع عينيه نحوها إلا أنه كان واثقاً من حقيقة تفحصها للفتيات بإبتسامة واسعة...وقد كان
وضع كُلاً من سيهون و جونغ إن كفيهما أمام فمهما بضحكة مكتومة يسخرون من صديقهم حتى تلاقت نظرات الأخير مع هانييل فقلب عينيه و تكتف لتفعل المثل
" ما بكم يا صغار لا تتحدثون؟ هل تشعرون بالخجل؟"
إحدى نساء القرية هتفت لينظر نحوها كُلاً من مينسوك و جونميون كما التفت إليها سكان القرية
" هذا الحفل أُقيم ليتعرف الجميع"
لوّحت بعشوائية تُشجعهم على التحدث إلا أنهم كانوا هادئين للغاية فتنهدت بعمق بينما تصفع جبينها
" لنملأ البطون ثم نتعرف، لدينا الليل بطوله"
هتف أحد الرجال فوافقه البعض بينما استقامت السيدة بارك لتُبعد الغطاء عن الطبق الأول
و المتواجدين بدأوا في إبعاد الأغطية يضعونها جانباً ثم وضعوا الطعام بصحون طلاب يونغبوك أولاً
بينما يتناولون الطعام اكتشف طلاب يونغبوك أن الفتى الصاخب زميلهم بالمدرسة يُعد هادئاً مقارنة بوالدته و معظم نساء القرية
" المُعلمون ليسوا من القرية فأين يمكثون؟"
أمال مينسوك نحو جونميون يتساءل بإهتمام فالتفت الآخر ينظر إليه و بخفة انعقد حاجبي جونميون قبل أن يقلب شفتيه بعدم معرفة
حين انتهوا من تناول العشاء وقفت السيدة بارك مع بعض نساء القرية يُدخلون الأطباق إلى المطعم ليقوموا بالتنظيف في حين بقى الآخرين في الخارج يلتفون حول الطاولة
و بالرغم من صخب سكان القرية لم يتمكن طلاب يونغبوك من الانخراط معهم بسبب نظرات ييشينغ نحوهم
" أتعرف كيف ترقص؟"
رفع كيونغسو عينيه نحو السيدة التي وقفت بجوار مقعده تضع كفها على كتفه
الرقص؟ كيونغسو يعرف كيف يفعل
جميعهم يعرفون
ابتلع ريقه قبل أن يومئ إليها بتردد فانحنت السيدة تُمسك بذراعه لتجذبه معها بعيداً عن الطاولة
"هيا لنرى"
تخصّرت السيدة أمام كيونغسو فتلفت حوله بعدم فهم ثم أعاد نظراته نحوها بتساؤل
" نرى.. مـ ماذا ؟"
" الرقص؟"
أجابته بنبرة تميل إلى التساؤل فارتجفت شفتي المُراهق بإبتسامة أبت أن تستقر و سرعان ما انحنى إليها مُعتذراً ينوي العودة إلى مكانه فجذبته تُعيده نحوها
" انظر إليّ، حسناً؟"
همهم بتردد فصرخت تُفزعه ثم بدأت بالغناء بصوتٍ عالٍ مُزعج إلا أنها بدت مُستمتعة بذلك بينما تقفز حول كيونغسو مقتنعة أنها ترقص بمهارة...رقصها كان غريباً عن الرقص الذي يعرفه أي من طُلاب يونغبوك
صفّر سيهون بإعجاب ليترك مكانه و اقترب من تلك السيدة يُمسك بيديها و بدأ بالقفز معها بينما يتحركان نحو اليسار تارة و نحو اليمين تارة، و أيديهما المتشابكة تتأرجح في الهواء بحماس
كيونغسو بإحراج عاد خطوتين إلى الخلف بينما ينظر نحوهما
صوتهما كان بشعاً، الرقص فوضوي لكن...
بدا أنهما سعيدين كما سكان القرية الذين يهتفون من أجلهما
" هيا"
هتف جونغداي و هو يجذب بيكهيون معه نحو سيهون و تلك السيدة
"هيا يا صغير"
إحداهن اقتربت من جونميون تنوي ضمه إليهم إلا أنه رفع كفه بإحترام يُشير إليها بالرفض فرفع مينسوك يده سريعاً و همس إلى جونميون
" هذا يطرد الطاقة السلبية"
ثم أمسك بيد تلك السيدة التي امتدت نحوه ليسير معها حيث الآخرين
التفوا حول المُراهق و السيدة معه حيث يرقص كلاهما بالمنتصف و الآخرين حولهم يُصفّقون بحماس على عكس طلاب يونغبوك
جيون راقبتهم في صمت بأعين بالكاد ترمش حتى وقف أمامها ييشينغ يمنع عنها رؤيتهم فرفعت عينيها نحوه ببطئ حتى تقابلت نظراتهما
أشار إليها برأسه ثم مد كفه نحوها فأخفضت نظراتها حيث يده المُمتدة إليها
" قُلتِ من قبل أنكِ ترغبين بتجربة أمور جديدة"
سحب يده إلى جانبه حين لم تُمسك بها و انحنى إلى مستواها يتحدث بصوتٍ تسمعه هي فقط فابتلعت ريقها بصعوبة بينما تخفض نظراتها عنه
" إن لم تُريدي ذلك فلا بأس"
مسح على شعرها بلطف ثم سار نحو كاثرين يجذبها معه حيث الآخرين
سكان القرية انضموا إلى تلك الدائرة يجعلونها تكبر تدريجياً فانسحب كيونغسو يعود إلى مكانه
و على تلك الطاولة الكبيرة لم يبقى أحداً سوى التوأم ينظران إليهم بإبتسامة
كيونغسو لم يشعر بالراحة نحو استمتاعه بهذا الاحتفال القروي
سويون كانت شاردة، و جيون كانت تنظر إليهم بأعين لامعه
"جونغداي، جونغداي، جونغداي"
غناء سيهون العشوائي تحول إلى هتاف و توقف يلتقط أنفاسه فبدأ الآخرين بالهتاف معه
تحمحم جونغداي و اقترب يقف بالمنتصف ليتراجع سيهون و السيدة معه إلى الخلف يتركان بقعة الإهتمام إلى جونغداي
و حينما أدرك بيكهيون ما هو على وشك الحدوث شعر بقلبه يقفز من مكانه...جونغداي سيقوم بالغناء
جلس سكان القرية على الأرض يلتفون حول جونغداي، و بإبتسامة واسعة صفّقت والدته كما أصدقائه طوال القامة
بعد لحظات هدأ الجميع ليُغلق جونغداي عينيه، سحب نفساً عميقاً ثم بدأ بالغناء مباشرةً
مع الأسطر الأولى التي نطق بها خفق قلب بيكهيون و غصة توسطت حلقه متأثراً بما يسمعه
و مع انغماسه بتلك الأغنية جذب نحوه انتباه الجميع حتى من كان شارداً أفاق مع صوته
التفت جونميون ينظر إلى كيونغسو بعدم تصديق فابتسم الآخر دون مقاومة
المعلمة كاثرين كانت مُحقة، جونغداي هو الورقة الرابحة
هذا الصوت لا يُمكن التفوق عليه، قد تحدث معجزة وتصل إلى مستواه لكن أن تتخطاه فهذا مستحيل...لا يوجد أفضل من ذلك
أمالت جيون برأسها تُراقب تعبيرات وجه جونغداي أثناء غنائه
كان و كأنه يقف بالبقعة الوحيدة المُضيئة بمكان مُظلم، يجذب الآذان كما المغناطيس ثم يُقيدهم فيعجزوا عن الانتباه لغيره و إن أرادوا ذلك
صوت جونغداي كانت كلمة المثالية أقل من أن تكون قادرة على وصفه
" رائع"
تمتمت جيون و أغلقت عينيها بإبتسامة تكاد تُلاحظ مُستمتعة بهذا الصوت الخيالي
حين انتهى الاحتفال عاد الجميع إلى منازلهم بعد أن أعادوا كل شيئ إلى مكانه، و ربما سكان القرية شعروا بالخيبة لأنهم لم يتمكنوا من التقرب من الزائرين كما لم يتمكنوا من اللعب معهم كما خططوا
إلا أن طُلاب يونغبوك حفظوا هذا اليوم كأكثر الأيام تميزاً في حياتهم
يبدو كيوم حُر...يوم مُبهج
يوم يُشبه سنهم الحقيقي...مُراهقين
الأسبوع الأول انتهى و لم يتحدث طلاب المدرستين معاً سوى نادراً
لم ينضم طُلاب يونغبوك إلى الآخرين فيما يفعلونه
فكان مُراهقي القرية و الأطفال يتم تقسيمهم بجدول محدد لتقوم كل مجموعة منهم بقطف الثمار و مساعدة الكبار صباحاً قبل ذهابهم إلى المدرسة
و في الليل يتجمع الطُلاب بجميع الأعمار في مطعم السيدة بارك حيث المكان الوحيد الذي يكون مُضيئاً توفيراً للكهرباء
على الأقل انضموا إليهم بمطعم السيدة بارك لأنهم مضطرين إلى الدراسة و لكن كما يفعلون بالمدرسة فهم يتخذون جانباً وحدهم بينما يتجنبون الجميع
"لقد عُدت"
نبس كيونغسو بهدوء حين دخوله إلى منزله الواسع، و بالرغم من معرفته بالإجابة إلا أنه طرح سؤاله على الخادم
"أين والداي؟"
" لم يعودا من العمل بعد سيدي الصغير"
همهم و سار نحو الأعلى حيث غُرفته ليرتمي على سريره بإرهاق
سريره الناعم كان مُريحاً لذا خلد إلى النوم دون أن يشعر
"كيف كانت القرية؟ لا بُد أنك مُرهق فأنت لن تتحمل الأجواء هناك"
بيكهيون رفع عينيه ينظر نحو عمه لترتفع شفتيه بإبتسامة مُرتبكة لا يدري إن كان عليه أن يتحمس لهذا الإهتمام أم كان المقصود هو السخرية منه
" إن لم تتحمل ذلك فلتنسى أمر المسابقة كي لا تُلقي اللوم علينا لاحقاً إن لم يتم قبولك بكلية الطب "
تدخل ابن عمه بالحديث يرفع كتفيه ببساطة فابتلع بيكهيون ريقه ثم دفع طبق طعامه و وقف من مكانه ينحني إليهم بإحترام ثم انسحب نحو غرفته
( لقد عُدت إلى المنزل اليوم)
بعث برسالة إلى والده و كاد يحذفها بسرعة لكنه تجمد بمكانه ينظر إلى هاتفه بأعين واسعة حين رأى أن والده قد رأى الرسالة بالفعل
ارتجفت يده حين ظهرت علامة تدل على أن والده يكتب رداً و بأقدام هُلامية اقترب ليجلس على طرف السرير ينتظر ما سيُرسله أبيه
( سأتصل بك بعد أن أنهي عملي لكن لا تُخبر أحداً)
اتسعت ابتسامة بيكهيون تدريجياً ليومئ بقوة كأن والده يراه
(حسناً)
________________
دلف جونميون إلى غُرفته ليضع حقيبته الصغيرة جانباً ثم اقترب من النافذة بلهفة يفتحها
ابتسم بوسع حين رؤيته باب الشُرفة المُقابلة إليه مفتوح ثم تنهد بعمق هامساً
"مرحباً"
ضم شفتيه ليترك نافذته مفتوحة ثم سار حيث خزانة ملابسه كي يُخرج ثياباً منزلية من أجله، و كلما مر من أمام النافذة سيسترق النظرات حيث منزل الجيران لعله يلمح ظلها
همهمات مُتنغّمة كانت تصدر عنه بينما يسير نحو الحمام و طوال وقوفه أسفل المياه الدافئة كان يبتسم بوسع في حين يدندن بأغنية عشوائية لا يذكر أين سمعها...ربما في حفل قروي صغير
" رأيت نافذة غُرفته مفتوحة"
الأخت الكُبرى لسُولار تمتمت بينما تُشير إليها بيديها بما تقوله فضمت سولار شفتيها بخجل بإبتسامة تحاول إخفائها لتضحك الأخرى بخفوت ثم أمسكت بيدها تجذبها معها نحو الأعلى حيث غُرفة الصُغرى
دفعت سولار إلى داخل الغُرفة ثم لوّحت إليها قبل أن تخرج و تُغلق الباب خلفها كي لا تكون مُحرجة من وجودها
باب شُرفتها المفتوح كان يكشف بشكل كامل عن نافذة غُرفته المُقابلة لها لكنها و بتردد وقفت تُعطي ظهرها إلى الشُرفة بينما تُقابل باب غُرفتها عاقدة كفيها معاً خلف ظهرها بخجل
جارها غادر لأسبوع كامل بعد أن تحدث معها للمرة الأولى
تلك المرة التي اكتشفت بها أن التواصل معه لن يكن بتلك الصعوبة لأنه وعلى نحو غير متوقع كان يعرف بأنها بكماء...و الأكثر غرابة أنه يعرف كيف يتحدث معها
زفرت بعمق ثم التفتت تُقابل الشُرفة و بحذر اقتربت من بابها بينما تسترق النظرات حيث المنزل المُقابل لها
وضعت كفيها على السور تتكئ عليه لتسحب نفساً عميقاً تدّعي خروجها إلى هناك لإستنشاق الهواء فقط لكن من يرى حركة عينيها التي تمر نحو غرفته ثم تبتعد سريعاً بنظرات مسروقة لَعَلِم بأنها تنتظر أحداً
جفلت حين مر من أمام النافذة يُجفف شعره بالمنشفة بكف و يده الأخرى تحمل كوباً من العصير، اختفى لبضعة لحظات يضع الكوب فوق طاولة مكتبه حيث سيدرس ثم اقترب من النافذة لينظر إلى الشُرفة المُقابلة فاتسعت أعين سولار
ابتسم جونميون بوسع و رفع كفه يلوّح إليها فالتفتت تُعطيه ظهرها ثم ركضت إلى داخل الغرفة بخجل ليضحك بخفوت
"كم أحب منزلي"
تمتم ليُلقي نظرة أخيرة نحو شُرفتها قبل أن يجلس خلف مكتبه يدرس بإبتسامة واسعة تعلو شفتيه
_______________
" أين جيون؟"
سويون سألت حين رأت هيبا تدخل إلى مطعم السيدة بارك وحيدة دون جيون- التي لسبب مجهول لم ترحل إلى المدينة مع الآخرين - فالتفت الشباب الأربعة ينظرون نحو هيبا حتى جلست بجوار سويون ثم اتكأ سيهون بمرفقيه على الطاولة يميل فوقها كي يكون أقرب إليها
"تلك الفتاة...كيف تبدو بداخل المنزل؟ هل هي غريبة أطوار أو..."
"سيهون"
قاطعته سورين بتحذير فهز رأسه إلى الجانبين سريعاً
"لا أقصد شيئاً سيئاً لكن أنا فقط اتساءل...ظننت أنها تتصرف بحذر نحونا لأننا غرباء عنها إلا أنها كانت حذرة أيضاً مع طلاب يونغبوك، لم يُعلّق أي منهم على عودتها إلى القرية وحدها بذلك اليوم كما لم نرها تتحدث معهم بالصف، هي تجلس وحدها طوال الوقت ولا تتحدث مع أحد سوى المعلم ييشينغ و الآن لم تعد إلى منزل عائلتها و لم نرها تحاول التواصل معهم طوال الأسبوع"
" سيهون مُحق...هي و هانييل لا تتحدثان سوياً، كما أنني حين أتحدث مع هانييل فهي تتحدث معي بطبيعية على عكس جيون فهي تُجيب بإختصار و لا تنظر إليّ...ليس كشخص مُتكبّر بل تبدو حزينة طوال الوقت، أسمع شهقاتها المكتومة أحياناً حين أستيقظ بمنتصف الليل "
هيبا وافقت سيهون ليتبادلوا النظرات فأتت السيدة بارك من خلفهم تضع أكواب العصير على الطاولة بينما تقول بهدوء
" لا يجب أن نتركها وحدها، فلنذهب لإحضارها إلى هنا "
التفتت تنظر إلى سويون و هيبا بنهاية حديثها تقصدهما فاستقامتا لتسيران معها حيث منزل هيبا و معهم تحركت أعين الشباب إلى أن اختفوا عن أنظارهم
" ليس هراء العصابة و سرقة الأعضاء لكن هناك خطباً بشأن أولئك الطُلاب "
نقر سيهون بسبابته على ذقنه بتفكير فالتفتوا ينظرون إليه بإستغراب ثم قهقه جونغداي بسخرية
"الآن اقتنعت بأنه هراء؟! "
"رجاءً لا تدّعي العقلانية لقد صدّقت الأمر حين اعتقدت أن بيكهيون يُراقبك لهذا الغرض "
تكتف سيهون بثقة فعبست شفاه جونغداي ليطرق تشانيول بسبابته على الطاولة
" مر أسبوع و لم نقم بأي شيئ من أجل المسابقة، لا يجب أن نخسر"
أومأ ثلاثتهم يوافقونه ليقترب بجذعه من الطاولة فاقتربوا هم الآخرين كي يكونوا أقرب
" الرياضة تعني الفريق و الفريق يعني التفاهم و الترابط ، لكي نكون فريقاً واحداً يجب أن نُصبح أقرب لذا لا بُد أن نُصبح أصدقاء معهم"
"لن أكن صديقاً لأولئك الـ..."
كاد أن يعترض جونغ إن فاقترب منه سيهون برأسه يقول بصوتٍ كفحيح الأفعى
"إدارة الأعمال تُناديك جونغ إن"
حرّك جونغ إن عينيه نحوه يرمقه بجانبية يدّعي الصرامة لكن سرعان ما تنهد مُستسلماً
" فقط من أجل القرية أو لم أكن لأتقرب من أولئك المُتعجرفين "
" أحسنت صغيري"
ربت سيهون على ظهره بدرامية فنكزه جونغ إن بإنزعاج و ابتعد بجذعه عن الطاولة ينظر بعيداً عنهم
بعد بعض الوقت عادت كُلاً من السيدة بارك، سويون و هيبا بأكتاف مُترهلة لتجلس الفتاتين بأماكنهما في حين وقفت خلفهما
" رفضت؟ "
سأل تشانيول بإستغراب فتنهدت والدته بإحباط
"تدّعي النوم، بدت و كأنها كانت قبل أن نذهب "
"ليتحدث معها جونغداي"
هتفت والدة جونغداي فانتفضوا ينظرون نحوها بإستغراب فمتى وصلت تلك؟ و بإتساع هي ابتسمت في وجوههم ثم اقتربت منهم لتقف بجوار السيدة بارك
" جونغداي جيد بمواساة النساء"
"و كيف تعرفين ذلك وهو لطالما كان عازباً ؟ "
قهقهت السيدة بارك مازحة لتُشير الأخرى إلى نفسها
" ألست أنثى؟ لقد قام بمواساتي كثيراً...إنه لطيف"
"لا بأس، يُمكنني المحاولة"
وقف جونغداي من مكانه فصفّقت والدته بحماس ليُشير إليها بتحذير
" لكن هذا لا يعني أي شيئ مما تُفكرين به، هذا من أجل المسابقة فقط"
عبست شفتيها و التفتت إلى الجانب الآخر مُتكتفة بينما تُطلق صوتاً كهمهمة قصيرة تُبدي عدم إعجابها بما قاله فهز رأسه إلى الجانبين ثم غادر مع هيبا إلى منزلها
"أنتِ تستغلين الوضع"
السيدة بارك قهقهت بعدم تصديق فرفعت السيدة كيم كتفيها بلا مُبالاة ثم ابتعدت عنها لتجلس على طاولة أخرى مع الأطفال الأصغر سناً تنتظر عودة ابنها
"أوصدت الباب من الداخل"
هيبا نبست بحذر حين حاولت فتح باب الغُرفة لكنه لم يُفتح فانعقد حاجبي جونغداي و اقترب يحاول هو فتح الباب إلا أنه فشل بذلك
"إنه موصد بالفعل"
تمتم بقلق ثم طرق الباب
"جيون؟ جيون هل أنتِ بخير؟"
المقصودة ضمت جسدها أسفل الغطاء بينما تُغلق عينيها بقوة و بعبوس ضمت شفتيها تمنع صوت شهقاتها من الخروج
" إن كُنتِ بحاجة إلى بعض الوقت وحدكِ فلا بأس، فقط أخبرينا بذلك و سنرحل"
هيبا هتفت بقلق ثم اقتربت بأذنها من الباب تحاول سماع أي شيئ لكنها لم تتمكن من ذلك
"هل أذت نفسها؟"
همست هيبا بأعين مُتسعة لتتسع أعين جونغداي هو الآخر و طرق مرة أخرى قبل أن يقترب بأذنه هو الآخر من الباب قائلاً
" إن كُنتِ بخير فلتمنحينا إشارة فقط كي نطمئن "
التزما الصمت لبعض الوقت لعلهما يسمعان صوتها لكن لحظات طويلة مرت و الصمت بها سيد المكان
" اكسر الباب"
نبست هيبا بخوف فأومأ جونغداي و كاد يفعل ما قالته لولا أن استوقفه صوت طرق من داخل الغُرفة
تنهدا براحة ثم تبادلا النظرات لوهلة فهمست هيبا
" لنتركها "
"يُمكنكِ العودة أولاً"
أشار إليها بكفه فارتفع حاجبيها بإستغراب
"هل ستبقى هنا؟"
" لست بحاجة إلى رؤيتها لأتحدث معها، يُمكنكِ العودة"
همهمت بتردد و ألقت نظرة أخيرة نحو باب الغُرفة ثم غادرت ليتنهد جونغداي بعمق
انحنى ليجلس أمام باب الغرفة و اتكأ عليه بظهره بينما يلتقط أنفاسه بثقل يحاول استعادة هدوئه بعد ما مر به من دقائق قلقة و خائفة
" حين تفكرين بإيجابية يُصبح كل شيئ إيجابي...هكذا تقول أمي حتى أثناء بُكائها"
قهقه بخفوت ثم أمال برأسه قليلاً إلى الجانب
" لكنها مُحقة، أجد نفسي أتحول إلى شخص سعيد و مُتحمس لما سيحدث لاحقاً بالرغم مما أمر به لكن التفاؤل و التفكير بإيجابية يُساعداني على تخطي الأمر إلى حين وقوع أمر إيجابي حقاً، هذا أفضل من البكاء و الشعور بالحزن فهما لن يُغيرا أي شيئ "
لوى شفتيه بتفكير ثم أكمل
" لا تُخبريني بما يُزعجكِ لكن يُمكنكِ منحي فرصة لأُساعدكِ على تخطي حُزنكِ "
ابتسم و أغلق عينيه
" أمي تقول أن الأنثى الجميلة لا يجب أن تكون حزينة "
رفع حاجبيه تزامناً مع رفع كتفيه ليُكمل
" و جميع النساء جميلات لذا لا يجب أن تشعر إحداهن بالحزن ...لا تشعري بالحزن جيون "
فتح عينيه لتتسع إبتسامته
"يقول أصدقائي أن صوتي هو علاج للروح لذا سأقوم بالغناء من أجلكِ ، إن شعرتِ بالملل مني يُمكنكِ إخباري أن أتوقف، و إن لم تفعلي... فهذا يعني أنكِ مُعجبة بصوتي و حينها لن أتوقف "
تحمحم بصوتٍ عالٍ ثم التفت يُقابل الباب بوجهه قبل أن يبدأ بالغناء
جونغداي لم يرى ما يحدث في الداخل، لم يرى كيف هدأ بُكائها تدريجياً و كيف غفت براحة بعد أن تشوش تفكيرها بسبب صوته و كلمات الأغنية التي انتقاها بعناية، لكنه كان واثقاً من أنها ستكون بخير
جونغداي يمتلك ثقة عالية بصوته
و قد كانت بمحلها
To be continued....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top