Start

الأجواء كانت مشحونة بالتوتر ،الأسئلة تعدت الحد المُقرر و كلا الجانبين لم يُخطئ أي منهما إلى الآن

حتى الأسئلة التخصصية التي يجب أن يعجز أمامها طالبي يونغبوك و سويون معهما إلا أن كيونغسو كان قادراً على الإجابة عليها

طرق المسؤول على المنصة يُعلن انتهاء طرح الأسئلة ثم ترك مكانه و خرج إلى خلف المسرح ليلتفت الثلاثة ينظرون نحو ييشينغ بتوتر فأشار لهم بالهدوء

"ماذا يحدث ؟"

تساءلت جيون بقلق فقهقه سيهون

"إنهم يبحثون عن طريقة لإعلان فوز المدرسة الأخرى"

" لا أظنهم سيطرحون المزيد من الأسئلة فيبدو أن طلاب المدرسة الأخرى متوترين أي أن هذه نهاية الأسئلة التي كُشفت لهم"

بيكهيون نبس بتفكير ثم أشار بعينيه نحو الطلاب الثلاثة للمدرسة المنافسة، و اعتدل بجلسته حين خرج المسؤول مُجدداً

" النتيجة "

هتف فتوجهت إليه النظرات بترقب

" أجاب طُلاب المدرستين على جميع الأسئلة بصورة صحيحة "

فتح الورقة التي يحملها لينظر إليها

" طلاب سونغ تانغ كانوا أسرع من طلاب يونغبوك في تقديم إجابتهم حيث استغرقت مدة إجابتهم لجميع الأسئلة أربعة عشر دقيقة و ثلاثون ثانية، و طلاب يونغبوك استغرقوا أربعة عشر دقيقة و خمسة وثلاثون ثانية..هنيئاً لطلاب سونغ تانغ "

" ما هذا الهراء؟"

علّق مينسوك بعدم تصديق فضحك سيهون بصخب

" يا إلهي ،هذا كان رائعاً "

" إلى أي جانب تقف أنت ؟"

نكزه جونميون بحاجبين عُقدا بإنزعاج فأشار جونغداي نحو والد كيونغسو

" أعرف من سيتحمل نتيجة هذا الغش "

التفتوا حيث والد كيونغسو الذي ترك مكانه و اقترب من المسرح ليُشير إلى كيونغسو باللحاق به

نزل كيونغسو عن المسرح فجذبه والده من مرفقه ليُغادرا المكان

أمسك جونميون بكف سويون و ساعدها في النزول عن المسرح ثم انضما إلى الآخرين أمام باب القاعة من الداخل

" أنتم الأفضل"

أشار لهم سيهون بإبهاميه بإعجاب ليُربت ييشينغ على كتفيهما

" كنتم تعرفون بالنتيجة مُسبقاً و بالرغم من ذلك أديتم جيداً، أحسنتم"

زم جونميون شفتيه بضيق في حين همهمت سويون بإبتسامة مزيفة

"كدت أفقد أنفاسي من التوتر"

التفت جونميون نحو الصوت الذي ظهر من خلفه لتتعلق نظراته على سولار التي تقترب مع هيونا فأكملت الأخيرة

" كنتم رائعين، لست مقتنعة بهذه النتيجة لكنكم رائعين "

أومأت هانييل بقوة توافقها ثم تنفست بعمق

" سأغادر مع جيون إلى مركز التدريب فمسابقتنا بعد غد..."

التفتت بعدها تنظر إلى سيهون و جونغ إن

"ماذا عنكما؟"

"لنذهب سوياً"

أحاط سيهون بذراع جونغ إن و هو يُجيبها

" أنت مستعد لذلك؟ "

كاثرين سألت جونغ إن بلطف لينظر إليها قليلاً ثم أومأ بحركة بسيطة فعانق سيهون ذراعه ليُغادرا مع جيون و هانييل

" سنُغادر نحن أيضاً"

انحنى جونغداي و بيكهيون إلى ييشينغ و كاثرين بإحترام ثم غادرا سوياً

"و أنا أيضاً سـ..."

"سنُغادر سوياً"

تشانيول قاطع مينسوك سريعاً فرمقه الأخير بنظرة جانبية ثم قلب عينيه بعيداً عنه

"ارحل وحدك سيد بـ..."

"سألحق بكم لاحقاً مُعلمي"

هتف تشانيول و هو يجر مينسوك خلفه إلى الخارج جاذباً إياه من ذراعه حتى خرجوا من المبنى فدفع مينسوك يد الآخر بعيداً عنه

" ماذا تريد؟"

"بشأن ما قُلته...أنا حقاً آسف"

شابك تشانيول أنامله معاً يعتذر بتردد فتكتف مينسوك

" عُذراً أيها السيد لا أفهم عن ماذا تتحدث لكن ما أذكره هو أنني مدين لك بالمال لذا ما إن تنتهي هذه المسابقة دعنا نقوم بحساب تكاليف بقائنا طوال العام في القرية و لننهي هذا الأمر "

" هيا لا تكن هكذا "

دفع تشانيول ذراعه ليرفع مينسوك ذراعيه بلا مبالاة مُزيفة

" أنا هكذا "

" قلت أنني آسف "

" لم أشعر بها "

فك مينسوك عقدة ذراعيه و تخطاه فلحق به تشانيول إلى أن أصبح أمامه يسير بصورة معكوسة

" كنت غاضباً و مجروحاً لكن لم يكن لي الحق في جرح مشاعرك بهذه الطريقة لذا كن أنت جيداً و سامحني"

توقف مينسوك لينظر إليه قليلاً فضم تشانيول شفتيه ووسع عينيه يرمش بضعة مرات ببراءة ليتنهد مينسوك

"أنت محظوظ لأنني شخص حنون للغاية"

"يا لك من صديق رائع"

"الآن أصبحنا أصدقاء ؟"

" فلتنسى الأمر يا رجل كنت أتحدث بغباء حينها "

____________

( هل أنت بخير؟)

أشارت سولار إلى جونميون فأومأ بإبتسامة بسيطة ثم تنهد بعمق

" ااه هيونا هنا!"

جفلت سولار حين ظهر والدي جونميون ليقفا بجواره فانحنت إليهما برأسها لكن كلاهما كان يصب كامل تركيزه على هيونا

" كيف حالكِ ابنتي؟ "

تساءل والد جونميون يوجّه حديثه إلى هيونا التي أجابته بهدوء بينما تبتسم إليه بمجاملة فالتفت جونميون ينظر إلى سولار التي بادلته النظرات هي الأخرى بقلق

" ما رأيك أن تدعو هيونا إلى الغداء ؟لقد أتت هذه المسافة لأجلك"

انعقد حاجبي جونميون بإستغراب من حديث والدته ثم أومأ بحذر

"حسناً بُني، لا تتأخر في العودة إلى المنزل"

ربتت على كتفه و غادرت مع زوجها فالتفت جونميون إلى هيونا

"هل أنتِ مُقربة من والداي ؟"

" مؤخراً علاقتهما بأبي و أمي جيدة لذا أعتقد أنني كذلك "

__________

"أنت عار على عائلة دو، لم أعرف كيف أنظر في وجوه الجميع بعد هذه الخسارة الفادحة "

صرخ والد كيونغسو بإنفعال وهو يسير ذهاباً و إياباً أمام كيونغسو الذي بدأت تظهر كدمات على أنحاء وجهه

" فقط لو أستطيع قتلك "

اقترب من كيونغسو بينما يرفع ذراعه يرغب بضربه مُجدداً فانكمش كيونغسو على نفسه بذعر

" اغرب عن وجهي "

صاح بوجهه بإنفعال ثم دفعه بقدمه قبل أن يتوجه إلى مكتبه و صفع الباب خلفه بقوة أبدت غضبه

_____________

خرج جونغ إن من المسبح و هو يلتقط أنفاسه بوتيرة سريعة فلحق به سيهون والمدرب بقلق

"جونغ إن ،أنت بخير ؟"

أومأ جونغ إن ليُربت على صدره ثم مسّده بحركات دائرية

"فقدت تركيزي لوهلة لكن...أنا بخير"

تنفس بعمق ثم اقترب من المسبح

"لنستكمل التدريب"

كاد يقفز بالمسبح لكن المدرب جذبه من ذراعه قبل أن يفعل

"استرح لعشر دقائق، كلاكما بحاجة إلى الراحة "

أومأ سيهون يوافقه ثم سبق جونغ إن نحو المقاعد المتواجدة حول المسبح و ربت على جانبه يدعو جونغ إن لينضم إليه

اقترب جونغ إن ليجلس بجواره فوضع سيهون المنشفة فوق رأسه

" كي لا تمرض"

"سنعود إلى التدريب بعد قليل"

همس بخفوت ليُبعد المنشفة عن رأسه و أخفض رأسه لينظر إلى يده التي أخذت تعبث بالمنشفة

"انتهينا، هل انتهيتم أيضاً؟"

هتفت هانييل و هي تقترب مع جيون فأشار لهما سيهون

"ليس بعد، نرتاح قليلاً"

أومأت إليه بتفهم ثم استرقت نظرة نحو جونغ إن

" هااي أنت "

لم تتلقى إجابة من جانبه فاقتربت لتقف أمامه ثم نكزت جبينه فجفل ليرفع عينيه نحوها

"هل تتجاهلني؟ "

رمقها بصمت دام للحظات ثم رسم ابتسامة بسيطة بالكاد لمحتها و استقام من مكانه لتتراجع خطوتين إلى الخلف بتردد

" هيا سيهون"

قهقه سيهون بخفوت و استقام من مكانه هو الآخر ليلحق به إلى المسبح فتحركت جيون لتقف بجوار هانييل ثم وضعت كفها على صدر الأخرى لتنظر إليها هانييل سريعاً

"ماذا تفعلين ؟"

"إنه يخفق"

اتسعت أعين هانييل و دفعت يدها بعيداً عنها

"بـ بالطبع يخفق...أنا.. على قيد الحياة"

رمشت مرتين بتوتر لتنظر نحو المسبح ثم التفتت لتنظر إلى جيون

"إنه قبيح و...إنه قروي"

هتفت بإنفعال نهاية حديثها و تكتفت لتنظر إلى جانب آخر بعيداً عن كلاهما... جيون و جونغ إن

بعد أن انتهيا من تدريبهما اغتسلا و بدلا ثيابهما ليُغادر أربعتهم

" إنه هيوجون ،لنركض"

نبست هانييل بتسرع حين لمحت هيوجون يتجول داخل مركز التدريب و التفتت لتُمسك بيد جونغ إن لتجذبه معه كي يركضا فلحق بهما سيهون و جيون بعدم فهم

توقفوا بعيداً عن مركز التدريب بينما يلتقطون أنفاسهم بوتيرة سريعة

"لم...لماذا نهرب منه ؟"

تساءل سيهون من بين أنفاسه ليتخصر و هو يسحب نفساً عميقاً

"هذا ليس مكان تدريبه لذا هو هنا ليُزعجنا فقط لأنه لم يتمكن من فعل ذلك صباحاً"

أجابته هانييل لتومئ جيون

"قد يُزعج جونغ إن فيبدو أنه يسعى خلفه ،لا أعرف ما خطبه"

" إنه أحمق فحسب، لنتجاهله "

لوّح سيهون بعدم إهتمام ليومئوا إليه

" لقد ابتعدنا"

تحدث جونغ إن بهدوء موجهاً حديثه إلى هانييل فهمهمت بعدم فهم ليُشير بعينيه نحو يده التي لم تتركها بعد

اتسعت عينيها لتترك يده بفزع ثم تبادلت النظرات بينه و بين سيهون و جيون

"ااه سـ.. سأُغا.. در و... إلى اللقاء"

هتفت بتلعثم لتختم حديثها بتعجل و هي تسير بخطوات واسعة مبتعدة عنهم و سرعان ما تحولت تلك الخطوات إلى ركض كي تهرب من أعينهم التي تُلاحقها

"هيا يا صغار إلى المنزل"

عانق سيهون ذراع جيون و ذراع جونغ إن بشكل مفاجئ ليجرهما معه نحو الطريق الذي يؤدي إلى محطة الحافلات

_____________

اليوم الثالث للمسابقة كان في مكان أكبر ،مركز تدريب أكثر وسعاً من الذي اعتاد الطلاب التدرب به من قبل

في تمام الثامنة صباحاً امتلأت مقاعد الجماهير حول المسبح

دخل سيهون و جونغ إن إلى غرفة تبديل الملابس فالتفت إليهما هيوجون و زميله الذي سيشارك معه بالمسابقة

"ااه هذا الأحمق متى سنتخلص منه؟"

تمتم سيهون بحنق و تخطى هيوجون متجاهلاً نظراته لكن ما إن مر جونغ إن من جانبه أمسك بذراعه

"لم عُدت أيها الجبان؟"

رفع جونغ إن يده الأخرى و أزاح كف هيوجون عن ذراعه ثم تخطاه مُتجاهلاً إياه

" سمعت أنك فقدت والدك"

هتف بإبتسامة جانبية فتوقف جونغ إن عن خلع ثيابه في حين التفت سيهون لينظر إليه بقلق

"من الجيد أن هذا حدث قبل أن يرى هزيمتك المحرجة"

" أيها الـ... "

هسهس سيهون بغضب و اقترب منه ينوي لكمه لولا أن وضع جونغ إن ذراعه أمام سيهون مانعاً إياه عن ذلك

" بدّل ثيابك بسرعة فالمسابقة على وشك البدء"

نبس بهدوء و هو ينظر إلى سيهون ثم استكمل خلع ثيابه دون أن يُلقي نظرة نحو هيوجون فعلّق الأخير بسخرية

" لا تدّعي العقلانية أيها القروي المقرف"

انعقد حاجبي سيهون ليسترق نظرة نحو صديقه لكنه لم يبدو مُبالياً بما قاله الآخر

حين انتهى جونغ إن من ارتداء زي السباحة خرج ليلحق به سيهون بخطوات واسعة

"لماذا لم تتركني لأشوّه وجهه؟"

"هذا ما يريده لذا تجاهله"

زفر سيهون بإنزعاج ثم هز كتفيه بحركة دائرية ما إن وقف كلاً منهما في مكانه

" سأجعل والدي فخوراً بي"

ابتسم جونغ إن نحو سيهون ليومئ سيهون بحماس

"لا بُد أنه يُشاهدنا مع جدتي الآن لذا كن حذراً"

غادرت جونغ إن قهقهة خافتة ليهز رأسه إلى الجانبين ثم التفت لينظر أمامه حين خرج هيوجون و شريكه

وقف أربعتهم كل منهم في مكانه الخاص، اتخذوا وضع الاستعداد ثم انطلق صوت الرصاص ليقفز سيهون و هيوجون إلى المسبح أولاً

المسافة بين كلاهما كانت متقاربة إلا أن سيهون قد عاد إلى مكانه أولاً يسبقه بجزء من الثانية فقفز جونغ إن مباشرة يتبعه الفتى من المدرسة الأخرى

ابتسم سيهون بجانبية و التفت ينظر نحو هيوجون حين عاد جونغ إن إلى مكانه أولاً و بإستفزاز رفع حاجبيه نحو الآخر ثم اقترب من جونغ إن ليُعانقه بجانبية و ربت على صدره بفخر

"يظن أنه قادر على هزيمة أسماك النهر"

"ما هذا اللقب؟"

ضحك جونغ إن بإستغراب فرفع سيهون كتفيه ثم ابتعد عنه ليتلوى بمزاح

"كنت تبدو كسمكة و أنت تسبح، يا لك من رائع"

"رجاءً سيهون، اصمت"

دفع صديقه الشاحب ليسبقه نحو الآخرين فلحق به سيهون و هتف ما إن وقفوا أمام الآخرين

" بجدية ،ألم يبدو جونغ إن كسمكة و هو يسبح؟"

"هذا ما فكرت فيه أيضاً"

قهقه تشانيول بصخب ليضرب كفيه بخاصتي سيهون فرفع جونغداي يده بإعتراض

" لا، لقد بدا كعروس البحر "

" لا توجد عروس بحر أيها الصغير"

تخصّر سيهون بثقة ليقلب جونغداي عينيه

"سيهون أنت أصغر مني "

رفع سيهون كتفيه بلا مُبالاة و سرعان ما جفل ليلتفتوا جميعاً حين سمعوا صوت قفز في المسبح و لم يكن سوى هيوجون الذي دفع زميله بالمسبح بغضب

" هذا الأحمق "

تمتم بسخرية ثم أعاد نظراته إلى الآخرين

" ليُحضر لي أحدكم طعاماً لأنني أكاد أفقد وعيي "

" سأطلب لكما لكن أسرعا كي نلحق بمسابقة الباليه من البداية"

أشار لهما مينسوك فأومأ سيهون بقوة و هو يدفع جونغ إن

"لا تسخر منه سيهون"

جونغ إن حذّره حين رأى هيوجون يدخل إلى غرفة تبديل الملابس حيث كان كلاهما هناك فقلب سيهون عينيه بعبوس... هذا ما كان سيفعله تماماً

" لا تظن نفسك تفوقت عليّ أيها القروي "

" بلا شك هو كان حبيب هانييل"

همس سيهون بسخرية ليرمقه جونغ إن بنظرة جانبية ثم التفت إلى المرآة ليمسح على خصلاته يقوم بتهذيبها

"هيا"

أحاط سيهون بكتفه كي يُغادرا لكن هيوجون اعترض طريقهما

"سـ..."

"نعلم أنك ستفوز لأنك مثالي للغاية ولا مثيل لك لذا ابتعد لأن لدينا أموراً أهم منك "

سيهون قاطعه بتعجل و كاد يُغادر إلا أن جونغ إن لم يتحرك و بقى في مكانه يتبادل النظرات مع هيوجون حين أمسك الأخير بذراعه يمنعه عن المغادرة

" دعنا نلتقي في الخارج فلدينا أموراً يجب علينا تسويتها "

" إن كان هذا الأمر يتعلق بشجارنا فلا نملك شيئاً لتسويته "

دفع يد هيوجون بعيداً عنه ثم أكمل بهدوء

" عُذراً يجب أن نلحق بعرض جيون و... هانييل"

ابتسم حين ذكر الأخيرة ليُربت على كتف هيوجون فحرك الأخير كتفه بنفور

" هيا سيهون "

نبس جونغ إن دون أن يبعد عينيه عن هيوجون ثم غادر مع سيهون

في تمام الثانية عشر و بنفس مركز التدريب كانت غرفة المسرح قد امتلأت بالحضور في إنتظار تقديم عروض المدرستين

" ستؤدي هانييل بعد قليل"

همس سيهون بعبث و هو ينكز وجنة جونغ إن المجاور له فرمقه الآخر بحدة

"ماذا تفعل ؟"

"أنا سعيد لأنك هنا"

ابتسم سيهون بوسع ثم عانق ذراعه

"هل ستتعلق بي طوال جلستنا ؟"

"نعم"

داعب سيهون أسفل ذقن الآخر ليتنهد جونغ إن بعمق ثم صفع وجنة سيهون بخفة

" أنت مُزعج"

"اصمت، سيبدأ العرض"

وضع سبابته على شفتي جونغ إن ثم اعتدل بجلسته حين بدأ عرض المدرسة المنافسة

"إنهم رائعين"

علّق تشانيول ليومئ مينسوك

" سونغ تانغ تحتل المركز الثاني بمسابقات الباليه دائماً"

"حقاً؟"

ارتفع حاجبيه بتفاجؤ ليومئ فنكزه بيكهيون ليوضّح

" هانييل و طالبة أخرى تُدعى سورا حصلتا على المركز الأول في العامين الماضيين لذا فيما يتعلق بالباليه فريقنا أفضل... سوشيل كانت الأفضل في فريقهم و هي لن تشارك هذا العام "

رفع كتفيه نهاية حديثه فأمال سيهون برأسه لينظر إلى بيكهيون

"ماذا عن جيون؟"

"لا تقلق ،جيون ترقص الباليه منذ الطفولة "

جونغداي أجابه بثقة فأومأ سيهون ليُعيدوا انتباههم إلى المسرح حيث مازال العرض قائماً

حين خرجت جيون مع هانييل لبدء عرضهما صفّق لهما الحضور بينما سيهون و تشانيول كانا يُصدرا أصواتاً عالية بحماس يُشجعان الفتاتين

اتخذتا وضع الاستعداد ثم برشاقة بدأتا تتراقصان على أنغام موسيقى البيانو التي يعزفها مُعلمهما ييشينغ في أحد جوانب المسرح

"لا أفهم في الباليه لكنهما أفضل"

سيهون تكتف بثقة فقهقه بيكهيون ليومئ موافقاً إياه

و بعد انتهاء العرض وقف سيهون و تشانيول يُصفقان و يُصدران صفيراً مُتحمساً

صعد أحد المسؤلين إلى المسرح و على أحد جانبيه تقفان هانييل و جيون بينما على الجانب الآخر تقف فتاتين من الفريق المنافس

أُعلن عن فوز مدرسة سونغ تانغ فعانقت جيون هانييل من الجانب و ابتسمت إليها لتبتسم هي الأخرى ثم علّقت بثقة

" كنا متناغمتين أكثر منهما"

أومأت جيون ثم غادرت معها حيث ينتظرهما ييشينغ بجانب المسرح

" ما رأيك بأدائي مُعلمي ؟"

هتفت هانييل بحماس فضحك ييشينغ

"رائعاً كالعادة"

انحنت هانييل كإحدى الأميرات فبعثر ييشينغ شعرها بلطف ثم صفّق

"هيا لنتناول الغداء فلدينا تدريب آخر "

" اااه يا إلهي ،أكره كرة القدم"

بكت بدرامية لينضم إليها سيهون و هو يقترب منهم مع الآخرين

" متى ينتهي هذا؟ جسدي الثمين ما عاد بمقدوره تحمل هذه الرياضة"

احتضن سيهون جسده ببكاء مزيف فعانقته هانييل من الجانب و هي تبكي بزيف هي الأخرى

" أتفهمك يا صديقي"

" من يصل الأخير بينكما سيركض حول الملعب خمس مرات"

رفع ييشينغ كفه أمامهما بتهديد فتبادل سيهون و هانييل النظرات ثم دفعا بعضهما ليركضا بسرعة يتسابقان إلى باب الخروج ليضحك الآخرين و هتف جونميون من خلفهما

"هانييل بدلي ثيابكِ أولاً"

لكنها لم تستمع إليه فما كان يهمها هو أن تصل قبل سيهون، لكن ما إن خرجا من المسرح لم يعرفا أي طريق يجب أن يسلكاه....ييشينغ لم يُحدد إلى أي نقطة يوجه هذا السباق، لقد خُدعا

عبست هانييل و عادت أدراجها ليلحق بها سيهون

" بدلا ثيابكما و الحقا بنا إلى الخارج"

أشار ييشينغ إلى هانييل و جيون لتُغادرا إلى غرفة تبديل الملابس ثم توجّه ييشينغ مع الطلاب الآخرين إلى صالة الإستقبال الخارجية، و غادروا جميعاً ما إن انضمت إليهما جيون و هانييل

جلسوا بمطعم قد زاروه جميعاً من قبل لينظروا إلى قائمة الطعام و بينما الجميع كان مشغولاً بإختيار ما سيتناوله ،كانت سويون تُمرر عينيها بينهم بضيق إلى أن لاحظها جونميون الذي يجلس بجوارها فنكزها بمرفقه

"ما الخطب؟"

حرّك شفتيه دون صوت فتنهدت ثم همست بخفوت

"كيونغسو لم يأتي اليوم"

"بالعادة لا يأتي إلى المسابقة التي لن يشترك بها، أعتقد أن والده من يمنعه"

قلب عينيه بتفكير قبل أن يُجيبها فَـلوَت شفتيها لوهلة قبل أن تسأل

"هل تعتقد أنه بخير؟"

"لا أعرف ،أمام الجميع نحن خسرنا لذا لا يمكنني التنبؤ بردة فعل والده، لكن يجب أن يحضر تدريب كرة القدم اليوم و حينها سنطمئن عليه "

همهمت لتتنهد بعمق ثم التفتت لتنظر إلى قائمة الطعام تحاول تجاهل أفكارها السلبية حول ما أصابه...بعد ساعات قليلة ستعرف كل شيئ

في الخامسة مساء وقف الطلاب بثيابهم الخاصة بالتدريب في ملعب كرة القدم حيث مركز التدريب الذي اعتادوا التدرب فيه

قاموا بالإحماء في إنتظار قدوم المدرب، و بعد دقائق معدودة دخل كيونغسو إلى الملعب خلفه حراسه الثلاثة ،يرتدي ملابس التدريب ،و علامات ضرب والده كانت واضحة على وجهه

سار ييشينغ نحوه بخطوات واسعة ليقف أمامه فرفع كيونغسو عينيه نحوه ثم ابتسم بخفة

"هو من فعل ذلك؟"

عقد ييشينغ حاجبيه و احتضن وجنتي كيونغسو و هو يتفحصه بقلق فرفع الآخر كتفيه يدّعي اللامُبالاة

"لا يوجد سواه"

أمسك بيدي ييشينغ و أبعدهما عن وجهه ثم تساءل بإهتمام

"ماذا حدث بالمسابقة اليوم؟"

زم ييشينغ شفتيه بإنزعاج حين غيّر الآخر مجرى الحديث إلا أنه احترم رغبته في عدم ذكر ما حدث مع والده

" خسرنا بمسابقة الباليه لكن فُزنا بمسابقة السباحة"

همهم كيونغسو و ارتفع حاجبيه بتساؤل

"ماذا عن غياب جونغ إن و تشانيول ؟"

"إنهما هنا منذ يوم المسابقة الثقافية لكن ربما لم ترهما لأنك غادرت أولاً"

همهم كيونغسو بتفهم ثم تحرك ليسير ييشينغ بجواره

" يمكنني أن أتحدث مع والدك بشأن المسابقة و... "

" لن يُصدقك ،بالإضافة إلى أنه يكرهك"

رفع حاجبيه نهاية حديثه بقهقهة خافتة لينظر إليه ييشينغ من الجانب ثم رفع يده ليضعها على رأس كيونغسو من الخلف و عبث بشعره بلطف

" لربما يُصدقني فلا أحد يعرف ما يخفيه المستقبل "

" لا أحد يعرف ما يخفيه المستقبل لكنني أعرف أبي "

ابتسم كيونغسو نحوه ثم سبقه بخطواته ليقترب من جونغ إن المشغول بالإنصات إلى ثرثرة سيهون كما كان الجميع يفعل

وضع يده على كتف الآخر فالتفت جونغ إن نحوه

"كيونغسو! "

عانقه كيونغسو بجانبية فبادله جونغ إن بقلق قد توضح بمعالمه كما الآخرين لكن لم يُعلّق أي منهم حول ما أصاب وجهه...الإجابة كانت واضحة

"آسف لأنني لم أزرك بالمشفى"

"لا بأس"

ربت جونغ إن على ظهره بلطف و ابتعدا عن بعضهما فتحدث سيهون بإبتسامة واسعة

"لقد فزت اليوم، لم يرى أي منكم ملامح هيوجون الأحمق بعدما سخر مني أنا و جونغ إن لكنه هو من خسر بالنهاية"

"هل التقيتما به؟"

انعقد حاجبي جونميون بقلق ليومئ إليه سيهون

" إنه سافل ، لكنه حصل على ما يستحق"

تكتف سيهون بغضب- حين تذكر كيف سخر هيوجون من وفاة والد جونغ إن كأنه أمر عادي - ثم هز جسده يحاول طرد الطاقة السلبية قبل أن يُصفّق

" قوموا بالإحماء إلى أن يأتي المدرب "

____________

بعد انتهاء التدريب جلس كل منهم في مكانه يلتقطون أنفاسهم بوتيرة سريعة

شهق كيونغسو بتفاجؤ حين لامس وجهه شيئاً بارداً ثم رفع عينيه نحو الفاعل و لم تكن سوى سويون التي أحضرت زجاجة ماء لأجله

التقطها منها ليهمس بخفوت

" شكراً لكِ "

ثم فتح الزجاجة لتجلس بجواره و راقبته من الجانب حتى انتهى من شرب الماء و أغلق الزجاجة مُجدداً

" لم تحضر المسابقة اليوم"

همست عابسة فهمهم و عبث بغطاء الزجاجة لبضعة لحظات قبل أن يلتفت نحوها بينما يُزيف ابتسامته

"أظنكِ تعرفين السبب"

زفرت بإنزعاج و اقتربت منه بوجهها لتنظر إلى تلك العلامات على وجهه بضيق

"هل ستبقى هكذا إلى الأبد ؟"

مرر عينيه على وجهها القلق إلى أن رفعت عينيها نحو خاصتيه ،و ما إن تلاقت نظراتهما انحنت أطراف عينيه الواسعتين بإبتسامة فأغلق عينيه و أعاد فتحهما بحركة بطيئة

"لا"

"لكنك لا تتخذ موقفاً ضدهما، أعرف أنهما والديك لكن لا حق لهما في إفساد حياتك ،من سمح لهما بأن يعتديا عليك بهذه الطريقة؟"

عقدت حاجبيها بغضب بينما ترفع كفيها نحو وجنتيه ثم تخفضهما عدة مرات مترددة فأمسك كيونغسو بكفيها بين خاصتيه و ربت عليهما بلطف

"سأتخذ موقفاً لكن ليس الآن "

" إذاً متى؟ كيونغسو لا تسمح لأحد بأن... "

" لم يبدو وجهكِ هكذا ؟"

قاطعها ليترك إحدى كفيها و نكز المنطقة بين حاجبيها

"استرخي سويون"

قضمت شفتيها حين شعرت بقلبها ينتفض ما إن مرر سبابته على أحد حاجبيها ثم الآخر كي تسترخي فلانت ملامحها العابسة

" لا يُمكنني ذلك، أنا قلقة عليك و لأنك معهما طوال الوقت لا يُمكنني سوى التفكير فيما يحدث بينكم بهذه اللحظة و إن كانا يقومان بما يؤذيك أو...لم تبتسم الآن ؟"

وسّعت عينيها بتوتر حين لمحت ابتسامة طفيفة بدأت تظهر على شفتيه فتنهد بعمق

" أشعر بالراحة لوجود شخص يقلق بشأني "

جفلت بخجل ثم حرّكت عينيها في الأرجاء لتُشير إلى أصدقائها بعشوائية

" جميعنا...أعني الجميع يقلق...بشأنك "

" وأنا سعيد لأن الجميع يقلق بشأني"

ضحك بخفوت لتنظر إليه ثم تحمحمت و أشاحت بنظراتها بعيداً عنه حين تلاقت أعينهما

______________

في اليوم الأخير من المسابقة كان الطلاب حذرين بخطواتهم لكن المدرسة المنافسة اتبعت الأسلوب ذاته ،الإتهام الباطل ثم الطرد

تكتف تشانيول بإنزعاج وهو يُراقب المباراة لكن ما كان بإمكان طرده أن ينقذ مدرسة سونغ تانغ...أدائهم كان كارثياً و لا وفاق بينهم و بين المدرسة المشاركة معهم

حتى أن الأمر قد وصل إلى تشابك بالأيدي بين هيوجون و طالب من تلك المدرسة

أصدر الحكم صفيراً يُعلن انتهاء المباراة بنتيجة أربعة لصالح يونغبوك و صفر لسونغ تانغ

وقف ييشينغ بداخل غرفة تبديل الملابس مع الطلاب كي لا يُزعجهم هيوجون كالمرة السابقة

بينما بيكهيون كان يقف جانباً ينظر إلى الأرض بشرود مُدركاً أن جده لن يكون سعيداً برؤيته يُشارك في مسابقة الغناء

عانقه سيهون بجانبية و ربت على كتفه عدة مرات يُشجعه ثم أومأ إليه

"هيا بنا"

تنفس بيكهيون بعمق ليومئ إليه ،و حين خرجوا من الغرفة وجدوا والد كيونغسو يقف هناك

أمسك بذراع كيونغسو ليُغادرا لكن سيهون أسرع ليعترض طريقه

"يجب أن يحضر كلا الفريقين تتويج الفريق الفائز"

انعقد حاجبي والد كيونغسو و تحرك ليتخطاه فهتف سيهون كاذباً

" إنها قوانين المسابقة"

التفت إليه والد كيونغسو فأكمل

"إن فزنا بمسابقة الغناء سنكون الفائزين لكن تغيب أحد الطلاب سيتسبب في خسارتنا...يُعد انسحاباً "

رفع حاجبيه نهاية حديثه يؤكد ذلك فزفر والد كيونغسو ثم ترك يده و غادر غاضباً

"يبدو أنني كاذب"

أدار سيهون عينيه ببراءة مزيفة فقهقه كيونغسو بخفوت ثم سار معهم إلى غرفة المسرح حيث سيؤدي كُلاً من بيكهيون و جونغداي

وقف الطالبين خلف الكواليس يتدربان قبل صعودهما إلى المسرح بينما الفريق الآخر كان يؤدي في الخارج

"تلك الفتاة خرجت عن النوتة"

علّق جونغداي ليُشير إلى بيكهيون

"هذا يعني أن لا بأس إن ارتكبنا خطأ"

"لا يجب أن نرتكب أي أخطاء"

أومأ جونغداي يوافقه ثم عانقه و ربت على ظهره بتشجيع

"هيا بنا"

زفر بيكهيون بعمق ثم أومأ ليخرج كلاهما ،و ما إن خرجا كان بإمكانهما رؤية أين يجلس أصدقائهما بسبب صخبهم

أشار جونغداي إلى ييشينغ أن يبدأ العزف ثم أغلق عينيه يُصدر همهمات خافتة تتناسق مع صوت البيانو الناعم

"هل تأخرت؟"

همس ميونغداي بقلق و هو يجلس بجوار سيهون فهز الآخر رأسه ينفي ذلك

"لم يبدآ بعد"

تنهد ميونغداي براحة ثم أخرج هاتفه ليقوم بتصوير أداء أخيه الأكبر و صديقه

أعين والد بيكهيون كانت مليئة بالفخر كما أعين ميونغداي، و كلاهما شارك بصخب أصدقائه ليتلقى والد بيكهيون نظرات حادة من أبيه الذي غادر غاضباً

وقف جونغداي و بيكهيون على جانب الحكم، و على الجانب الآخر وقف فتى وفتاة من الفريق المنافس ينتظرون إعلان الفائز و الذي لم يكن سوى فريق سونغ تانغ

ابتسم سيهون حين أعلن الحكم عن الفائز النهائي بالمسابقة و الذي علموا بهويته منذ فترة ثم حرّك عينيه بين الحضور من المدرسة المنافسة إلى أن وقعت عينيه على سوشيل التي تنظر إليه بجانبية غير قادرة على تحريك رقبتها بصورة طبيعية كما كانت تجلس على مقعدها المتحرك

"كنت أعرف النتيجة لكنني مازلت مُنزعجاً"

همس جونغ إن بضيق و هو يلتفت نحو سيهون لكنه لاحظ نظرات الآخر إلى مكان بعيد، و حين رأى أين ينظر وضع كفه على عيني

" لا تنظر إليها، إنها من الأعداء"

دفع سيهون يده لينظر إليه بحدة ثم أشار إلى نفسه

"مازلت صغيراً على هذه الأمور، أتظنني أحمق مثلك؟ "

" ماذا تقصد ؟"

"أقصد أنك قروي أحمق"

تمايل سيهون يسخر منه ثم ركض مُبتعداً عنه و توجّه إلى منسق الموسيقى

" لدي بعض مقاطع الفيديو تخص المسابقة أريد عرضها"

أومأ إليه الآخر ثم عبث بالأجهزة أمامه لتنزل شاشة بيضاء كبيرة من أعلى المسرح ثم قام بتوصيل هاتف سيهون بجهاز العرض

و بعد لحظات ظهر صوت هيوجون و مدير المدرسة الأخرى مع وجهيهما واضحين يتحدثان حول نتيجة المسابقة

Flash back

"للأسف يجب عليّ المغادرة فأنا هنا منذ وقت طويل و سيقوم معلمي بتوبيخي إذا أدرك غيابي ،أراكِ لاحقاً...ربما بعدما تصبحين بخير"

لوّح سيهون إلى سوشيل بلطف ثم سار نحو الباب كي يُغادر فاستوقفته بتردد

" مهلاً "

همهم و التفت إليها رافعاً حاجبيه بتساؤل ثم اقترب منها حين عجزت عن الالتفات إليه

" هل أرفع السرير من أجلكِ ؟"

أمال قليلاً كي يرفع السرير لأجلها فهمهمت بالنفي

" أريد...مُساعدتك بأمر ما"

همهم سيهون بينما يومئ فهمست

"و ليبقى هذا سراً بيننا"

رفع سيهون حاجبيه بإستغراب لكنه أومأ دون اعتراض

" هاتفي...إنه على الطاولة"

أشارت بعينيها جانباً حيث الطاولة التي تحمل هاتفها فألقى نظرة نحوه ثم همهم يحثها على استكمال حديثها

" هناك مقاطع فيديو تخص هيوجون و مدير مدرستنا يتحدثان بشأن...بشأن فوزنا بالمسابقة"

ابتلعت ريقها و تنهدت لتُكمل

" لكن هناك فيديو كان واضحاً وجه هيوجون به، كل شيئ كان واضحاً لكن جدتي قامت بحذفه...هل يُمكنك استعادته؟"

همهم سيهون بتفكير ليرفع بعدها كتفيه بعدم ثقة

" لا أعرف لكن ربما شخص متخصص بهذا المجال قد يُساعدني "

" إذاً خذ الهاتف و حاول استعادة الفيديوهات، رجاءً "

" بالطبع لن أرفض ذلك "

قهقه سيهون ليجذب هاتفها من فوق الطاولة ثم قلبه بكفه

" لكن لماذا أنا؟ "

ضيّق عينيه بشك فأغلقت عينيها و أعادت فتحهما بإرهاق

" لأن لا أحد سيسمح لي بلقاء جونميون و هانييل و العكس كذلك و لن يُساعدني أحد من العائلة "

" لا أقصد شيئاً لكن...هيوجون و أنتِ عائلة"

نبس بتردد لتُهمهم بالنفي

"هو السبب بحالتي هذه، ألقى بي من الشرفة لكن الجميع قال أنه مجرد حادث تسببت فيه لنفسي كي ينقذوه...أنا لم أكن فرداً من هذه العائلة أبداً بالنسبة لهم "

عقد سيهون حاجبيه حين شهقت الأخرى ببكاء و بألم تجعّدت ملامحها لينظر إلى الهاتف مُجدداً

End flashback

"مهلاً "

قهقه مينسوك بعدم تصديق ثم أشار إليهم

" بهذه السهولة انتهى كل شيئ...لقد كُشفت الحقيقة و...مهلاً هل نحن فُزنا حقاً ؟! "

هز رأسه إلى الجانبين لينظروا جميعاً نحو سيهون

"لم ذهبت إلى المشفى أيها الماكر؟"

تكتف تشانيول يتساءل بأعين ضاقت بشك فقلب سيهون عينيه

" هذه قصة طويلة لكن منعاً للشكوك التي تسيئ إلى مبادئي و سمعتي الطاهرة فأنا و سوشيل مجرد أصدقاء "

" عُذراً..."

التفتوا إلى تلك الفتاة التي وقفت خلفهم ليتنحوا جانباً ثم أمال مينسوك برأسه و هو ينظر إليها بإستغراب

"كيم هيجين المديرة التنفيذية لشركة Q&K للترفيه "

تبادل الطلاب النظرات مع ييشينغ فابتسم حين فهم سبب تحدثها معهم، و ما إن اقتربت من بيكهيون و جونغداي تناولهما بطاقتها الخاصة تأكدت شكوكه

"هذه بطاقتي، أتمنى أن تُفكرا في الإنضمام إلى الشركة...أنتما موهوبين"

رفعت ابهاميها إليهما بإعجاب ثم استأذنت منهم لتُغادر

"هذا حلم بلا شك"

تمتم جونغداي بعدم تصديق ليُعانقه ميونغداي بجانبية

"أنت تستحق هذا، أنت رائع حقاً"

"بيكهيون"

أخفى بيكهيون البطاقة بجيب بنطاله سريعاً حين اقترب منهم والده

" يجب أن نُغادر "

أومأ إليه بيكهيون ليُلوّح إلى الآخرين ثم غادر مع أبيه

" والدك "

جونميون نكز كيونغسو من الجانب حين رأى والد كيونغسو يقترب منهم فتنهد كيونغسو بعمق ليتركهم و سار نحو والده

في طريقهم إلى الخارج كان كيونغسو يسير بجانب والده ينظر إلى الأرض بحاجبين معقودين بتفكير حتى وقف أمام باب السيارة ليصعد إليها والده أولاً

توقف في مكانه لوهلة و التفت لينظر خلفه ثم تدريجياً نمت ابتسامة واسعة على شفتيه ليركض تجاه أصدقائه

ارتد جسد ييشينغ إلى الخلف حين عانقه كيونغسو بقوة ثم فرد الأصغر ذراعيه و أشار إلى البقية أن ينضموا إلى العناق فاقتربوا منه كذلك يعانقونه

"وداعاً"

ابتعد عنهم و لوّح إليهم و هو يركض نحو السيارة حيث والده الذي خرج منها بينما يرمقه بحدة فأمال تشانيول برأسه و همس بحذر

"هل...شعر أحدكم أنه بدا و كأنه يودعنا؟"

التفت إلى الآخرين يتبادل معهم النظرات فتنهدت سويون بضيق

"كيونغسو سيُسافر إلى الخارج "

" ماذا؟"

هتفوا بتفاجؤ لينعقد حاجبي ييشينغ

"والده يُريده أن يستكمل دراسته في الخارج"

____________

"كنت رائعاً"

همس والد بيكهيون فابتسم بيكهيون

" هل كنت تعرف بشأن... أعني هذا الغش الذي حدث؟"

حك والد بيكهيون جبينه لوهلة قبل أن يعيد يده فوق المقود فهمهم بيكهيون كإجابة

"هل استكملت المسابقة بسبب أبي ؟"

تساءل بضيق فاسترق بيكهيون نظرة نحوه ثم تنهد بعمق ليفهم الآخر الإجابة

" إنها المرة الأخيرة التي تفعل بها ذلك "

نبس والده بجدية بعد صمت دام لدقائق معدودة فهمهم بيكهيون بعدم فهم

" لا تفعل شيئاً لا تُريده بعد الآن، لأنني إن اكتشفت أنك فعلت ذلك سأكون حزيناً و غاضباً"

"لا أريد أن أفسد علاقتك مع جدي"

"علاقتي بأبي شيئ يخصني بيكهيون "
قاطعه بإنفعال ليجفل بيكهيون بفزع

" إن كان ابتعادي عنك سيتسبب في افساد حياتك إذاً سأعود و أبقى هنا معك "

اتسعت أعين بيكهيون و التفت بجذعه نحو والده

" لكن هذا حلمك و هذا ما عملت لأجله طوال حياتك "

" أنت أهم من هذا الحلم، و إن كنت ستفسد حياتك لأجلي إذاً سأنقذها أنا لأجلك"

قضم بيكهيون شفتيه حين رأى جدية والده و التفت ينظر أمامه بعبوس

أوقف والده السيارة في مكانها و خرج أولاً ليلحق به بيكهيون إلى داخل المنزل حيث كان جده و عمه يجلسان هناك في انتظاره، و ابن عمه وقف بجانب الحائط يعقد ذراعيه إلى صدره بينما تعلو شفتيه ابتسامة جانبية ساخرة

ارتبك بيكهيون حين وقف جده من مكانه و اختبأ خلف والده سريعاً فأمره والده بجدية

"اصعد إلى غرفتك بيكهيون"

" كنت أعرف أن عودتك هذه خلفها سر، أنت من أفسدته و أنا بالكاد كنت قد قمت بتهذيبه"

انكمش بيكهيون على نفسه بخوف من صراخ جده بوجه أبيه فصرخ والده بالمقابل

"تهذيبه أم تخويفه ؟ لقد أرغمته على المشاركة بهذه المسابقة الغبية"

"كيف تتحدث معي بهذه الطريقة؟ "

هسهس جد بيكهيون بغضب ثم هتف بإنفعال

"هل لأنه خسر أتيت لتُلقي اللوم عليّ أنا لم أجبره على شيء"

ابتلع بيكهيون ريقه و أطل من خلف والده ليُمسك بثيابه من الخلف و تحدث بتوتر

" لم أرغب بالمشاركة و أخبرتكم بذلك لكن...لقد تجاهلتم رغبتي هذه "

رمقه جده بحدة فأكمل بيكهيون

" اكتشفنا منذ البداية أن المسابقة مزيفة و أن....هناك مؤامرة بين مدرسة سونغ تانغ و مدير مدرستنا للسيطرة على مدرسة يونغبوك.. كنا نعرف بأننا سنخسر لكنني خشيت أن...خشيت أن أخبركم لأنكم لم...لم تكونوا لتصدقوا ذلك "

انعقد حاجبي والده و التفت لينظر إليه

"كنت تعرف قبل ذهابك إلى القرية ؟"

قضم بيكهيون شفتيه المُرتجفتين ليومئ بتردد

" لكنك شاركت في مسابقة الغناء رغم ذلك و أنت تعرف بأن جدي سيكره الأمر "

التفت بيكهيون نحو ابن عمه فرفع الأخير أحد حاجبيه بسخرية

ترك بيكهيون ثياب والده و أنزل يده حيث يد أبيه ليُمسك بها ثم تنفس بعمق

" لقد فعلت ذلك لأنني..."

همس بتردد ليرفع عينيه نحو والده الذي لانت ملامحه الغاضبة فابتسم بيكهيون بخفة

" أحب الغناء لذا....لا أريد أن أكون طبيباً"

To be continued.....