30

Start

مرر تشانيول عينيه بين أصدقائه بإبتسامة مصدومة، مُنكسرة و حزينة

"لمَ...لم لا يبدو أحد مُتفاجئ غيري؟"

ابتلع ريقه لينظر إلى سيهون لكن هو الآخر لم يبدو كذلك، ييشينغ و كاثرين أيضاً بدا و كأنهما يعرفان مُسبقاً

"جيون أخبرتني الحقيقة يوم عيد ميلادها"

نبس جونغداي بخفوت ثم أشاح بنظراته بعيداً عن تشانيول

"كيونغسو أخبرني بذلك "

همست سويون بتردد فقهقه تشانيول بعدم تصديق و التفت ينظر إلى سيهون الذي جفل ما إن تلاقت نظراتهما

"سيهون؟"

"عرفت... بطريقة ما"

أومأ تشانيول

" المعلم ييشينغ و المعلمة كاثرين...كنتما تعرفان بذلك ؟"

زمت كاثرين شفتيها ،و ييشينغ تنهد قبل أن يومئ

" حسناً"

همس تشانيول بخفوت ثم استقام من مكانه ليقول بنبرة مختنقة

"أعتذر لكن لا يُمكنني المغادرة بهذا الوقت لذا سأبقى هنا الليلة "

"تشانيول"

اقترب منه سيهون و جونغداي يحاولان التحدث معه لكنه تفاداهما بخطوات مرتبكة و تائهة بينما يرفع ذراعيه رافضاً أن يلمسه أحد

الأصدقاء ؟الجامعة ؟كل شيء كان مزيفاً

بعد بضع دقائق طرقت سويون باب الغرفة ثم دخلت تنوي التحدث معه إلا أنه ادّعى النوم

"تشانيول "

همست بحذر لتنكز ذراعه بسبابتها لكنه لم يستجب لها فخرجت من الغرفة

"ماذا حدث؟"

تساءل سيهون بقلق فهزت رأسها إلى الجانبين

"إنه نائم"

"هل نام بهذه السهولة؟"

ضيّق جونغداي عينيه بعدم راحة فأشار لهم ييشينغ

"ربما لأنه مرهق، اذهبوا إلى النوم أنتم أيضاً و لتتحدثوا صباحاً"

تبادل سيهون و جونغداي النظرات ثم التفتا إلى سويون و جيون

الإنتظار إلى الصباح ليس بشيئ يرغبون بفعله ،لكنهم كانوا مضطرين إلى ذلك، ربما يهدأ تشانيول قليلاً

لكن...

حين استيقظ جونغداي أولاً لم يكن تشانيول في مكانه، و هناك ورقة وُضعت بمكانه

اقترب جونغداي بأعين ناعسة ليجذب تلك الورقة و فتحها ثم خرج من الغرفة بسرعة

"مُعلمي"

اقترب من ييشينغ النائم على الأريكة فهمهم ييشينغ بنعاس

"تشانيول عاد إلى القرية"

انتفض ييشينغ من مكانه

"ماذا؟"

ناوله جونغداي تلك الورقة فحملها ييشينغ ليمسح على عينيه كي يرى بصورة أوضح

( لقد عُدت إلى القرية، أمتلك أموراً أهم من إضاعة وقتي على شيء لا قيمة له)

زفر ييشينغ بعمق 

" سأتصل بالآخرين ليأتوا"

" ماذا سنفعل ؟"

هز ييشينغ رأسه إلى الجانبين

"لا أعرف، يجب أن أستعيد تركيزي أولاً لأُفكر بشكل جيد"

____________

"تشانيول ؟!"

هتفت هيبا بإستغراب حين رؤيتها تشانيول قريباً من المطعم فأطلّت تشانسوك برأسها من نافذة المطبخ

"ما به تشانيول؟ "

أشارت هيبا بسبابتها نحوه لكنه مر من جانبها كأنها ليست موجودة فانعقد حاجبي تشانسوك بإستغراب و خرجت من المطبخ بخطوات واسعة لتلحق به

" لم عدت فجأة ؟هل حدث أمر ما؟ أنت بخير؟ ماذا عن الآخرين؟"

توقف أعلى الدرج و التفت إليها فتوقفت على إحدى الدرجات خلفه لتنظر إليه بترقب

" لست بخير لذا لم أستطع... لم أستطع إستكمال المسابقة"

اتسعت عينيها بقلق و صعدت الدرجات لتقف أمامه بينهما مسافة صغيرة تفصلهما عن بعض بسبب ضيق المساحة هناك

" و لم أتيت؟ كان يجب أن تذهب إلى المشفى"

أمسكت بإحدى يديه و يدها الأخرى مررتها على جبينه و جانبي عنقه تتفحصه بلهفة

" كيف تشعر؟ هل حرارتك مُرتفعة ؟تشعر بالألم في مكان ما أو..."

"آسف..."

همس بنبرة مُختنقة ثم أدار عينيه اللامعتين

"كانت فرصة جيدة لإستكمال دراستي لكن...لقد أضعتها "

" ما هذا الهراء الآن؟ أخبرني ما خطبك، كيف تشعر؟"

صاحت في وجهه بإنفعال حتى ارتجفت شفتيها تنذران بالبكاء

" تشانيول، الأمر ليس خطيراً؟ رجاءً أخبرني الحقيقة ،ما خطبك؟"

سحب نفساً عميقاً ثم ابتسم بزيف ليهز رأسه إلى الجانبين

" مُجرد...دوار "

وضع كفه على وجنتها ليُمرر إبهامه عليها بلطف ثم استدار ليفتح باب المنزل و دخل فلحقت به

"تشانيول انتظر"

"تشانيول؟"

والدته خرجت من غرفتها بقلق حين رأته يدخل إلى المنزل ثم التفتت إلى تشانسوك

"ماذا حدث ؟"

قضمت تشانسوك شفتيها بعبوس لتنفي معرفتها لما حدث فالتفت تشانيول إليهما ليقول بهدوء

"لم يحدث شيئاً ،ربما لأنني تدربت كثيراً و هذا لم أكن معتاداً عليه لذا عضلاتي تؤلمني قليلاً...سأخلد إلى النوم فالطريق كان طويلاً"

اقترب من والدته ليُقبّل رأسها ثم ترك قبلة على جبين تشانسوك قبل أن يدخل إلى غرفته بكتفين ترهلا بضعف كأن هموم العالم أثقلته

____________

" هل كنتم...تعرفون بذلك؟ "

نبس جونميون بتردد وهو يتبادل النظرات بين جونغداي، سيهون و سويون فأومأوا إليه بحركة بسيطة

هانييل ،جونميون،مينسوك و بيكهيون كانوا قد ذهبوا إلى منزل ييشينغ بالفعل بعدما أخبرهم أن تشانيول عاد إلى القرية فجأة

" تشانيول ينوي الإنسحاب و إن فعل فسيلحق به الجميع "

سويون تحدثت بجدية لينظروا إليها بصمت

"في الواقع... إذا تغيب أحد عن المسابقة مرة أخرى فستنتهي لصالح مدرسة سونغ تانغ"

التفتوا إلى ييشينغ فأكمل بحذر

"لقد تلقينا تحذيراً البارحة بسبب غياب جونغ إن"

"و هذا يعني أنه علينا إعادة تشانيول و جونغ إن كذلك "

تنهد مينسوك بضيق فأشار له جونغداي

" لا أظن أننا سنتمكن من فعل ذلك لذا...ربما علينا الإستسلام و أنا سأكون مسؤولاً أمام عائلاتكم عن هذه الخسارة"

"بالطبع لا "

اعترض مينسوك ثم وقف من مكانه ليُكمل بإنفعال

" تشانيول قدم أداءً ممتازاً في المباراة ،بإمكانه أن يحصل على منحة بسهولة ولا يجب أن يستسلم الآن "

" تشانيول لن يهتم بهذا...بدا الأمر و كأننا جميعاً خدعناه "

سيهون هز رأسه بضيق ثم زفر بعمق

" ألا يمكننا أن نتحدث معه؟"

تساءل بيكهيون بقلق ثم وضّح

" الأمر لا يتعلق فقط بالمسابقة بل نحن كذلك "

" كيونغسو لا يمكنه الذهاب، جونميون وسويون أيضاً يجب أن يتجهزا من أجل المسابقة الثقافية، و أنت يجب أن تتجهز مع جونغداي من أجل مسابقة الغناء، كما أن هانييل و جيون لديهما تدريب ،سيهون يجب أن يتمرن أيضاً لذا سأذهب أنا إلى القرية "

مينسوك تحدث سريعاً ليومئ نهاية حديثه ثم تمتم

" لا يجب أن يخسر فرصته "

" هل يمكنك فعلها ؟"

ييشينغ سأله بقلق لينظر إليه مينسوك ثم أومأ

" سأبذل ما بوسعي "

_____________

حملت والدة جونغ إن حقيبتها ثم أمسكت بذراعه ليُغادرا المشفى

طوال الطريق كان يتكئ على كتفها بعبوس، و بين الحين و الآخر يضغط على كفها بينما يُجعّد ملامحه بضيق في محاولة فاشلة للسيطرة على أفكاره

لم يضع جونغ إن برأسه يوماً فكرة أنه قد يتخذ خطوة في حياته و أحد والديه ليس بها، ليس معه لتشجيعه

لذا مع خسارة والده عالم جونغ إن توقف، يبدو و كأنه يتلاشى

أمسك يد والدته بحذر لتصعد إلى القارب ثم عبرا النهر إلى الجانب الآخر حيث يقف بعض من سكان القرية لإستقبالهما تتقدمهم شين هي

حملت شين هي الحقيبة من يد والدة جونغ إن ثم دخلوا إلى القرية سوياً تُحيطهم هالة رمادية يسودها الحزن

توجّه جونغ إن مع والدته إلى منزلهما ليستلقي على سريره بكسل يُسيطر على جسده بأكمله، و هي الأخرى تمددت بجواره ثم أحاطت خصره بذراعها لتخفي وجهها بعنقه

"ضعي الطعام بعُلبة و أنا سأرى إن كان تشانيول سيأتي معي"

أشارت السيدة بارك إلى تشانسوك نحو الطعام الذي أعدته من أجل جونغ إن و والدته فأومأت إليها الأخرى

صعدت إلى المنزل و توجهت إلى غرفة تشانيول لتطرق الباب فجذب الغطاء يضعه فوق رأسه

"تشانيول ،جونغ إن و مي سون عادا اليوم، ستأتي معي إلى منزلهما؟ "

أطلت برأسها من خلف الباب تتساءل فدفع تشانيول الغطاء عن رأسه و التفت ينظر إليها، كان على وشك الموافقة لكن سرعان ما تراجع....لم يكن هذا وقتاً مناسباً ليتحدث مع جونغ إن حول المسابقة و يثقل همومه

" لا أستطيع "

" هل تشعر بالألم في مكان ما؟ أنت نائم منذ البارحة و لم تتناول شيئاً كما أنك..."

"أنا بخير أمي"

قاطعها بهدوء ووضع الغطاء فوق رأسه مرة أخرى بينما يلتفت ليُعطيها ظهره

"كما تريد ،لكننا سنتناول الغداء سوياً حين عودتي"

أغلقت الباب خلفها ثم توجهت إلى الأسفل لتخطو نحوها تشانسوك بعلبة الطعام بعد أن أنهت تجهيزها

" تشانيول لن يذهب؟"

" لا أدري ما خطبه، إنه يُقلقـ..."

" مرحباً"

التفتتا نحو الباب لينعقد حاجبي تشانسوك بإستغراب حين رؤيتها مينسوك في حين هتفت السيدة بارك بتفاجؤ

"مينسوك؟ هل أتيت وحدك؟"

ابتسم مينسوك بلطف و اقترب منهما بينما يوضّح

"الجميع مشغول بالمسابقة لذا أتيت وحدي لرؤية تشانيول، أين ...تشانيول ؟"

مرر عينيه في الأرجاء نهاية حديثه باحثاً عنه فأمسكت السيدة بارك بيديه

" ماذا حدث في المسابقة؟ هل خسرتم؟ تشانيول لا يبدو بخير منذ أن عاد و لم يتحدث معنا أبداً، هل هو مريض حقاً؟"

رفعت حاجبيها بقلق فزفر مينسوك بعمق لينفي برأسه

" نحن....لقد خذلناه دون قصد"

همس بتردد فهمهمت السيدة بارك بعدم فهم

" هل تشاجرتم ؟"

"لقد غادر قبل أن نفعل ذلك و قبل أن نُبرر موقفنا "

جذبته السيدة بارك نحو إحدى الطاولات ليجلسا متجاورين ثم أشارت إلى تشانسوك

" أعطي الطعام إلى شين هي و أخبريها أنني سألحق بها بعد قليل "

أومأت إليها تشانسوك سريعاً و غادرت إلى منزل والدة جونغداي في حين التفتت السيدة بارك إلى مينسوك

" أخبرني بما حدث "

____________

" لن أنكر أن عائلتي كانت ستُصدقني، و كنت مستعداً لعدم المشاركة بهذه المسابقة لكن ماذا عن الآخرين؟ نحن لم نمتلك دليلاً و كل ما نملكه مجرد تكهنات..."

زفر مينسوك بعمق بينما السيدة بارك كانت تنظر إلى يديها التي تمسك بخاصتيه بأعين شاردة

" لكن حاولنا إيجاد طريقة أخرى ليحصلوا على المنحة الدراسية بمجهودهم الخاص وليس بأموالنا نحن...لم نرغب بإهانتهم سواء بعد أن صِرنا أصدقاء أو قبل معرفتهم "

" لماذا لم تخبروهم من البداية؟"

تساءلت بتأنيب ليضم مينسوك شفتيه لوهلة ثم أجابها بإنفعال طفيف

"لأننا لم نعرف كيف من المفترض أن نفعل ذلك، لا نمتلك دليلاً و إن رفضوا المشاركة معنا حينها سيُلقى اللوم علينا نحن...أنا لن أُعاني من المشاكل مع عائلتي و لا أهتم للمشاكل التي كنت سأتعرض لها من المدرسة لكن الآخرين..."

مسّد جبينه بضيق

" والد كيونغسو أرسل معه الحراس إلى هنا كي يجعلوه بعيداً عنا بدلاً من أن يمنعه من المشاركة بهذه المسابقة، و جيون كانت تلك فرصتها لتهرب من زوجة والدها و ابنها....الأمور معقدة و لم يكن أمامنا وقتاً لنُقرر ما علينا فعله، لقد عرفنا قبل أن نأتي إلى هنا بيوم واحد فقط ولم نكن متأكدين لذا ما الذي سنفعله؟ "

أغلقت السيدة بارك عينيها كي تهدأ ثم ربتت على كف مينسوك

" آسفة لأنني أضغط عليك ،أنتم أيضاً صغار و لديكم مخاوفكم الخاصة لكن...أنا حزينة من أجل تشانيول "

" أعلم ،و صدقيني لم نقصد إخفاء الأمر، لكننا خشينا أيضاً إخبارهم بأن هناك من سيُقيّمون أدائهم ليقدموا المنح المجانية من أجلهم فيفهموا الأمر بشكل خاطئ"

التفت نحو تشانسوك التي عادت إلى المطعم ثم أعاد نظراته إلى والدة تشانيول

" صديق أبي يتكفل بمجموعة من الطلاب المتفوقين كل عام و يختارهم بنفسه كما أن هناك العديد من المنح التي تقدمها الجامعات و منها التي تقدم إلى المتميزين في الألعاب الرياضية...تشانيول قدم أداء رائعاً خلال المسابقة لذا يمكنه الحصول على هذا النوع من المنح الدراسية...رجاءً لا تدعيه يُفسد ما عملنا عليه طوال العام"

"هل هناك شيء كهذا؟"

أمالت السيدة بارك برأسها بإستغراب فأومأ مينسوك بقوة

" سيكون عليه الحفاظ على مستوى معين من تقديراته الدراسية و هذا طبيعي بأي منحة دراسية لكن الإضافة الوحيدة هو أنه سيكون ضمن فريق كرة السلة بجامعته و عليه الحفاظ على أدائه الجيد ،في كلتا الحالتين كل شيئ يعتمد على جهود تشانيول الخاصة"

أدارت السيدة بارك عينيها نحو تشانسوك لترمقها الأخيرة بقلق كونها لا تفهم ما يتحدثان عنه

" سأتحدث مع تشانيول ،انتظرني قليلاً"

همهم إليها مينسوك و ترك يدها فاستقامت من مكانها ثم صعدت إلى الأعلى حيث غرفة تشانيول
_____________

وقفت سويون مع جونميون أمام البوابة الخارجية لمنزل كيونغسو ليتنفسا بعمق قبل أن يقترب جونميون من أحد الحراس قائلاً

"عُذراً، نُريد لقاء كيونغسو "

" من تكون ؟"

سأله أحد الحراس فتبادل جونميون النظرات مع سويون بتوتر قبل أن يُجيبه

"جونميون، كيم جونميون صديقه "

رمقه الآخر بنظرة متفحصة ثم أخرج هاتفه يتصل على السيد دو

" سيد دو...يوجد هنا فتى وفتاة بنفس عمر السيد الصغير يقولان أنهما أصدقائه "

همهم بعد لحظات لينظر إلى جونميون

"ممنوع الدخول"

"إذاً أخبره أن يخرج، لدينا مسابقة و ثلاثتنا مشتركين بها و يجب أن ندرس سوياً وليس كل على حدى"

هتف جونميون بتسرع قبل أن يقفل الإتصال فحرّك الحارس عينيه بينما يُنصت إلى أوامر سيده ثم أغلق الإتصال

تحرك جانباً و فتح البوابة لهما ثم أشار إلى حارس آخر أن يتبعهما إلى الداخل حيث غرفة كيونغسو

طرق الحارس باب الغرفة فرفع كيونغسو عينيه عن كتابه

" ادخل"

سمح لمن بالخارج بالدخول حين لم يفتح الباب مباشرة بعد طرقه فأطلّ الحارس من خلف الباب و انحنى إليه بإحترام

"سيدي...أصدقائك هنا"

عقد كيونغسو حاجبيه بإستغراب و أمال برأسه ينظر نحو الباب ينتظر دخول أصدقائه المقصودين

"ماذا تفعلان هنا ؟"

ارتفع حاجبيه بغرابة حين رؤيته جونميون و سويون يدخلان فارتفع طرف شفتي سويون بإنزعاج من سؤاله في حين قهقه جونميون بتوتر

" لندرس ؟هناك بعض الأسئلة التي يجب أن نتفق على طريقة الحل التي سنتبعها"

عقد كيونغسو حاجبيه بعدم فهم ليسترق نظرة نحو حارسه

" ااه صحيح ،لنبدأ"

أشار بعدها إلى حارسه

"رجاءً أخبر الخادمة أن تحضر لنا العصير"

انحنى إليه الآخر قبل أن يخرج ،و ما إن أغلق الباب اقترب منهما كيونغسو بقلق

" لم أتيتما إلى هنا؟ هل حدث شيئ ما؟ "

"أتينا لندرس سوياً"

رفع جونميون كتفيه ببساطة ثم تقدم خطوتين ليجلس أرضاً و ربت على جانبه إليهما

" هل هناك من يسأل أصدقائه عن سبب مجيئهم و كأنه يطردهم ؟"

صفعت سويون كتفه بغضب طفيف لينظر إليها بأعين توسعت قليلاً ثم حك مؤخرة رأسه بإحراج

" لم...أقصد "

"المعلم ييشينغ قال أننا إن ذكرنا أمر المسابقة فسيسمح لنا والدك أن ندخل أو يسمح لك بالخروج معنا"

"ييشينغ قال هذا؟ "

ارتفع حاجبيه بتفاجؤ فصفعت سويون جبينه بسبابتها قبل أن تجلس أرضاً

"إنه المعلم ييشينغ"

"أياً يكن"

أشار بلا مبالاة ليلملم أغراضه من فوق الطاولة و حملها معه ليضعها أرضاً قبل أن يجلس بجانب جونميون

" هل زُرتم جونغ إن ؟"

سأل بتردد لينظرا إليه قبل أن يتلقى همهمة من جانب سويون

" لايزال مصدوماً، لكنه عاد إلى القرية اليوم...ذهب سيهون و جونغداي لرؤيته صباحاً قبل مُغادرته"

تنهد كيونغسو بضيق

"مينسوك أيضاً ذهب إلى القرية"

سويون رمقت جونميون بتحذير لكنه على كل حال فسّر حين رأى نظرات كيونغسو المتسائلة

" لقد تلقينا تحذيراً بسبب عدم مشاركة جونغ إن، و الآن تشانيول يرفض استكمال المسابقة بعدما عرف بالحقيقة "

" كيف عرف؟ "

اتسعت أعين كيونغسو بتفاجؤ ليتبادل النظرات بينهما بقلق

" مين جونغ أتى إلى منزل المعلم ييشينغ و هدد جيون بأن يفضح أمر المسابقة ،حينها سمعه تشانيول و بطريقة ما كنا جميعاً نعرف الحقيقة على عكسه هو لذا غادر إلى القرية البارحة حين كنا نائمين "

"سيهون و جونغداي يعرفان أيضاً ؟"

همهم جونميون

"جيون أخبرت جونغداي من قبل ،و سيهون بطريقة ما كان يعرف بالأمر و لم يتحدث "

انعقد حاجبي كيونغسو ليخفض عينيه ينظر إلى الأرض لبضعة لحظات قبل أن يسأل بعدم فهم

" من أين يعرف مين جونغ بهذا الأمر؟ "
فأجابته سويون بحنق

" ذاك المهووس بحث عن حياة جونغداي كي يجد نقاط ضعفه و يدفعه بعيداً عن جيون ،هو السبب في عودة والد جونغداي أيضاً"

" و ما الذي سيستفيده من ذلك؟"

ضم كيونغسو كفيه معاً حين ارتجفا فنبس جونميون بهدوء

"المعلم ييشينغ أبلغ عنه بأنه تهجم على منزله و حاول إيذاء جيون، و بسبب ذلك اكتشفنا أنه مدين لبعض المرابين و أراد تسديد ديونه من خلال الحصول على أملاك جيون...يبدو أنه ووالدته حاولا قتلها حقاً من قبل ولولا هذه المسابقة لربما بقاء جيون معهم بنفس المنزل كان سينتهي بقتلها و كنا سنعتقد بأنها انتحرت كما أذاعوا سابقاً "

" يا إلهي ،كيف لهم أن يكونوا بهذه القذارة؟ "

همس كيونغسو بعدم تصديق فابتسمت سويون ساخرة

" بات أفراد العائلة ذاتها يقتلون بعضهم ليحصلوا على المال حتى و إن لم يكن من حقهم فما بالك بهذا الغريب الذي سيرث ثروة كهذه بين ليلة و ضحاها دون شقاء "

____________

نزل تشانيول السلالم مع والدته بإرهاق و هالات سوداء تُحيط عينيه تُبدي حقيقة أنه لم يحصل على نوم هنيئ منذ ما يقارب اليومين

جلس مُقابلاً إلى مينسوك دون أن يرفع عينيه نحوه فارتبك مينسوك من حالة الآخر و ابتلع ريقه بتوتر

" تشانيول...نحن حقاً لم نقصد أن.."

"لا يهم"

قاطعه تشانيول بهدوء ثم أكمل

" لكنني لن أُكمل بهذه المسابقة"

استقام ينوي العودة إلى غرفته فاستقام مينسوك من مكانه بإنفعال

"هل جُننت؟هل ستُفسد كل ما فعلته؟ أيها الأحمق إن استكملت المسابقة معنا سـ..."

"لا أهتم "

قاطعه تشانيول بإنفعال طفيف ثم أغلق عينيه بقوة لبضعة لحظات ثم أعاد فتحهما و أكمل حديثه

" أمي أخبرتني بكل شيئ و أنا لا أريد ذلك"

"هذا حقك"

"لا ليس كذلك"

نفى تشانيول سريعاً و نبرته التي تعالت في البداية سرعان ما خفتت

" لا تعلم كيف أبدو بنظري الآن في هذه اللحظة، لقد كُسرت عيناي و ما بمقدوري حتى أن أصرخ بوجهك رغم غضبي منكم جميعاً"

"ما الذي تقوله الآن؟ "

" هذه الحقيقة، تلك الرحلة التي ذهبنا إليها بأموالكم الخاصة و هذه المنحة التي أشفقتم علينا بها و دين السيد بيون ،لقد فعلتم كل ما يكسر عيناي و أنا كالأحمق لم أُفكر بكل هذا لأنني ظننت بأننا أصدقاء "

أخفضت تشانسوك عينيها بخجل حين شعرت بأنها شاركت في حالته هذه فأمسكت السيدة بارك كفها بمواساة

" أعرف أنك غاضب لكن فلتحذر بكلماتك تشانيول، نحن لم نفكر و لم نهتم أبداً بأمر المال "

" لكنني أهتم "

صرخ تشانيول في وجهه بغضب ثم زفر و أكمل بنبرة حاول جعلها أكثر هدوءاً

"أنا أهتم...لأنني المدين هنا فأنا أهتم... و لأنني من شاركت في التقليل من نفسي فأنا أهتم "

" قللت من نفسك؟ هل تريد حسابها بهذه الطريقة؟ "

رفع مينسوك حاجبيه بسخرية ثم أومأ

" حسناً...لقد أتينا إلى هذه القرية و مكثنا هنا دون مقابل، لم نكن أصدقاء حين سمحتم لنا بالبقاء في منازلكم دون مقابل، و لم نكن أصدقاء حين قدمت لنا السيدة بارك الطعام مراراً دون مقابل، حين قامت السيدة شين هي بالعناية بشعر حبيبتي التي التقتها للتو و اهتمت بالفتيات جميعهن كان دون مقابل...لم نفكر بأن ندفع مقابل كل هذا أو أنه شيئ مهين لأننا صدقنا أننا بِتنا جزءاً من هذه القرية، و لأننا اعتقدنا أننا حقاً أصدقاء...لم ندفع أي شيء مقابل هذه المنحة فكل ما فعلناه كان أن تحدثنا مع المسؤول عنها لنلفت انتباهه إلى المشاركين بالمسابقة فقط "

ختم مينسوك حديثه المنفعل بصدر يعلو و يهبط بوتيرة سريعة ثم أشار إلى تشانيول

" إذا كنت ترغب بأن ترى من هو المدين إلى الآخر فنحن من ندين لكم و ليس العكس لكن....نحن لم نفكر بهذه الطريقة أبداً أيها الأحمق "

ضم مينسوك شفتيه بغضب ثم أشار له

" أتعرف؟ موافقتكم على المشاركة بهذه المسابقة و بقاؤنا هنا أنقذ جيون ،أنقذ كيونغسو أنقذ بيكهيون...لقد أنقذ الجميع هل تعلم ما هو أهم من المال؟ إنها حياة جيون...شكراً لك لأن... "

مرر لسانه على شفته السُفلى بضيق ثم أكمل

" لأن هذه هي الصورة التي رأيتنا بها بعد... هذه الأشهر التي قضيناها معاً "

ضم مينسوك شفتيه و رمق تشانيول بنظرة أخيرة قبل أن يُغادر فلحقت به السيدة بارك

" مينسوك انتظر، لا يُمكنك المغادرة بهذا الوقت "

توقف مينسوك ثم مسح على عينيه بعشوائية و التفت ينظر إليها بأعينه الحمراء

" لا، لا مكان لي هنا "

" لن تصل إلى منزلك قبل منتصف الليل"

هتفت من خلفه بقلق لكنه غادر دون أن يلتفت إليها مُجدداً

عادت السيدة بارك إلى المطعم و اقتربت من تشانيول لتُمسك بذراعه

" الحق به تشانيول ،تكاد السماء تُظلم و الطريق إلى المدينة طويل"

حرك تشانيول عينيه إلى والدته لينظر إليها بصمت و بعد لحظات صعد إلى المنزل مرة أخرى فتنهدت و التفتت تتبادل النظرات مع تشانسوك

____________

أمال كيونغسو بوجنته على كفه وهو ينظر إلى سويون التي تشرح له مسألة ما... مسألة هو كان يعرف جيداً كيف يقوم بحلها لكن راودته رغبة بأن يستغل تواجد جونميون في الحمام و يتقرب من الأخرى بهذه الكذبة

غادرته تنهيدة عميقة فرفعت سويون عينيها نحوه بشكل مفاجئ ليجفل

"هل كنت تسمع ما أقوله ؟"

حرك رأسه إلى الجانبين ينفي ذلك ثم أومأ بسرعة و اعتدل بجلسته ليُحرك رأسه في الأرجاء بتوتر

"ااه نعم لقد...لقد سمعت كل... شيئ"

ابتسم نهاية حديثه ثم قهقه بتوتر واضح فضيّقت عينيها بشك لكن عودة جونميون أنقذته من نظراتها

جلس جونميون في مكانه وعاد كل منهم إلى الدراسة، و بين الحين والآخر كان كيونغسو يسترق النظرات نحو سويون فوضعت كفها على شفتيها تُخفي ابتسامتها حين لاحظت ذلك

بعد بعض الوقت فُتح باب الغرفة بشكل مفاجئ لينظر ثلاثتهم إلى الفاعل و لم تكن سوى والدته التي عادت بوقت باكر عن عادتها...مبكرة للغاية

ألقت نظرة نحو جونميون ثم التفتت إلى سويون لترمقها بعدم رضى و دون أن تبعد عينيها عنها أشارت بحديثها إلى كيونغسو

"الحق بي"

ترك كيونغسو دفتره جانباً و استقام من مكانه ليلحق بها لكنها توقفت قريباً من غرفته فوقف أمامها

"ما الذي أتى بهما إلى هنا؟"

انعقد حاجبي كيونغسو لينظر إلى باب غرفته ثم همس كي لا يسمعه صديقيه

"لنبتعد عن هنا قد يسمعـ..."

"أجب على سؤالي"

قاطعته بحدة فتنهد

"هما هنا لندرس معاً من أجل المسابقة"

"لطالما درست وحدك فما الجديد؟ ثم ما هذه الفتاة التي أدخلتها إلى منزلنا؟ هل رأيت ثيابها ؟"

جفلت سويون لتنظر إلى ملابسها ثم رفعت عينيها نحو جونميون الذي بادلها النظرات فابتسمت بخجل ثم أغلقت دفترها

"أمي إنها ضيفة في منزلك لا يجب أن تتحدثي عنها بهذه الطريقة"

نبس بعدم تصديق لينظر نحو باب الغرفة بقلق ثم أمسك بيد والدته كي يُبعدها عن هناك لكنها نثرت يده بتقزز

"لقد جلست معها لوقت طويل فلتستحم أولاً لربما..."

"أمي"

قاطعها بإنفعال فأشارت له بسبابتها بحدة

"أخفض صوتك دو كيونغسو "

" أنا لم... "

التزم الصمت حين خرجت سويون من الغرفة و هي تحمل أغراضها

"سأُغادر"

"هذا جيد"

تحدثت والدة كيونغسو بلا مبالاة لتمر سويون من خلف كيونغسو كي تُغادر فأغلق عينيه بقوة ثم فتحهما مُجدداً حين سمع صوت جونميون

"عُذراً على الإزعاج "

انحنى إلى والدة كيونغسو بإحترام ثم لحق بسويون فضم كيونغسو قبضتيه و نظر إلى والدته بأعين لامعة

" استحم أولاً و أكمل دراستك في الحديقة، سأُرسل الخادمة لتنظف الغرفة"

هز كيونغسو رأسه بقهقهة غير فكاهية مصدوماً من تصرفات والدته ثم صرخ بغضب قبل أن يعود إلى غرفته بخطوات واسعة

"والدك محق أنت بحاجة إلى التأديب أيها الوقح"

هتفت بإنفعال حين صفع باب الغرفة فأوصد الباب من الداخل ثم اقترب من مكتبه و ألقى ما عليه بغضب

دفع المكتب نحو الباب ليضعه خلفه ثم سار نحو السرير وحاول دفعه نحو الباب كي يمنعهم عن الدخول

و بعد قليل هو جلس على الأرض يتكئ بظهره على مسند السرير بصدر يعلو ويهبط بوتيرة سريعة و شفاه تهتز تُنذر بالبكاء

سار جونميون بجانب سويون مُحرجاً ،لم يعرف ما يجب عليه قوله فكلاهما سمع الحديث منذ بدايته ولا يوجد ما قد يُبرر به ما قالته والدة كيونغسو كـ.. أنهما لربما فهما الأمر بشكل خاطئ

"أتعرف؟"

همست سويون بشكل مفاجئ فجفل ثم همهم بتساؤل

" لقد قضت حياتها تجمع المال و نسيت ما معنى أن يتحلى الشخص بالأخلاق، أُشفق عليها"

مرر جونميون عينيه على سويون بحذر يحاول التأكد إن كانت تقصد ما قالته أم أنها تقول ذلك فقط كي تخفف من احراجها لكنها بدت واثقة مما قالته

____________

"تفضلا"

نبست والدة جونغ إن بصوتٍ خافت تسمح للسيدة بارك وشين هي بالدخول ثم توجهت معهما إلى غرفتها حيث كانت تجلس مع جونغ إن قبل قليل

"بُني، كيف حالك؟"

همست السيدة بارك بلطف و هي تُمسك بكفه بينما شين هي اقتربت لتُقبّل رأسه فحرك جونغ إن عينيه معهما ثم أومأ بحركة ضعيفة قبل أن يُغلق عينيه مُجدداً

"ما كان يجب أن تُغادري المشفى وهو بهذه الحالة"

شين هي نبست بعبوس و مررت كفها بشعر جونغ إن بلطف فأجابتها الأخرى بضيق

"لم يرغب بالبقاء هناك"

شعر جونغ إن بغصة تخنقه حين ذُكرت المشفى فالتفت يُعطيهم ظهره و استلقى على السرير ليسحب الغطاء فوق رأسه

" لم يتحدث معه جونغداي أو سيهون؟ "

" الجميع أتوا لرؤيته لكنه لم يشعر بذلك، سيهون و جونغداي ساعداني في تحضير أغراضي البارحة أيضاً "

تنهدت بعمق لتنظر إلى ظهر جونغ إن ثم أعادت نظراتها إلى السيدتين أمامها

" كنت أتمنى أن يستيقظ والده قبل المسابقة و يرى جونغ إن يحقق حلمه لكن.. "

شهقت ببكاء لتضع كفها على شفتيها فضم جونغ إن جسده أسفل الغطاء بينما يكتم صوت بكائه

" لا تفعلي هذا "

همست شين هي بخفوت ثم أشارت بعينيها نحو جونغ إن

"تلك المسابقة...لا أعرف هل هي لعنة حلّت علينا أم ماذا "

تنهدت السيدة بارك لينظر إليها السيدتين

" الصغار تشاجروا و يبدو أن تشانيول غاضب من سيهون، جونغداي و سويون أيضاً"

"يا إلهي ،كيف حدث هذا؟"

شهقت والدة جونغ إن بقلق فتنهدت الأخرى

"اكتشف أن المسابقة مزيفة و الجميع كان يعرف بذلك، أتى أحد طلاب المدينة إلى هنا ليعتذر منه لكن تشانيول قال حديثاً جارحاً لم أعرف إن كان يجب أن أوبخه عليه أم أقف بصفه... دعينا من هذا الأمر لنتحدث عنه لاحقاً "

ربتت على كف والدة جونغ إن لتتنهد الأخرى بضيق ثم التزم ثلاثتهم الصمت

بعد مُغادرتهما عادت والدة جونغ إن لتجلس بجواره ثم سحبت الغطاء بلطف بعيداً عن رأسه فالتفت لينظر إليها بعبوس ثم اقترب منها ليُعانقها

_____________

طرقت السيدة بارك على باب غرفة تشانيول قبل أن تدخل إلى غرفته

" أنهيت تحضير الطعام من أجل جونغ إن خذه إليه و تناولا الإفطار سوياً و شين هي ذهبت لتُحضر مي سون إلى هنا، يجب أن يخرجا من حزنهما هذا كي لا يفقدا عقليهما"

سحبت الغطاء بعيداً عن تشانيول فاستقام بجذعه بكسل لينظر إليها

"أنا مُرهق أُمي"

أمسك بالغطاء و كاد يستلقي مُجدداً لكنها أبت ترك الغطاء

" و أنت أيضاً لن تبقى هكذا طوال الوقت، المسابقة و انسحبت منها لكن مازال هناك امتحاناتك النهائية فهل ستنسحب منها أيضاً ؟"

رفعت حاجبيها نهاية حديثها و جذبت الغطاء بقوة لتُلقيه على الأرض بعيداً عنه فتنهد بعمق

"أمي"

"سأنتظرك في الأسفل، لا تتأخر لأن الطعام سيبرد "

تركته و ابتعدت عنه ثم انحنت لتُلملم الغطاء عن الأرض و أخذته معها إلى خارج الغرفة فألقى تشانيول جسده على السرير بعبوس

أغلق عينيه بقوة ثم أعاد فتحهما ليستقيم بجذعه ثم جرّ جسده إلى خارج السرير بإرهاق ،اغتسل و بدل ثيابه ثم لحق بوالدته إلى الأسفل

اقتربت تشانسوك منه بخطوات واسعة بينما تحمل علبة الطعام ،و بلهفة مررت عينيها على وجهه المرهق لكنها لم تتلقى كلمة أو حتى مجرد نظرة منه ،حمل العلبة منها و غادر في صمت فتنهدت بضيق لتُلقي نحوه نظرة أخيرة قبل أن تعود لإستكمال عملها

"ها قد أتى تشانيول لذا لا تقلقي"

هتفت شين هي بعدما فتحت الباب من أجل تشانيول و بعدها جرّت مي سون معها إلى خارج المنزل

"كيف حالك تشانيول؟"

تساءلت مي سون بإهتمام فدفعتها شين هي من الخلف

"هو بخير و الجميع بخير لكنني لست بخير لأنني لم أتناول طعامي حتى الآن... نراك لاحقاً تشانيول "

لوّحت إلى تشانيول نهاية حديثها فأومأ بخفة ثم دفع باب المنزل ليدخل

سار نحو غرفة جونغ إن لكنه لم يجده هناك فعاد بخطواته إلى الخلف لينظر إلى غرفة والديه بحذر ثم اقترب منها

" جونغ إن "

همس و هو يدفع الباب قليلاً حتى رأى صديقه يجلس أرضاً ،يتكئ بظهره على السرير خلفه بينما يحمل صورة والده ينظر إليها بأعين لامعة

تقدم منه ليجلس بجانبه واضعاً علبة الطعام أمامه و التزم الصمت لوقت طويل

" سيهون، سويون و جونغداي.."

همس جونغ إن بخفوت فالتفت تشانيول لينظر إليه

"هل تشاجرت معهم؟"

"هذا ليس الوقت المناسب لنتحدث عن ذلك"

ابتسم تشانيول بزيف و ربت على فخذ جونغ إن فهمس الأخير

"كنت أعرف الحقيقة"

توقفت كف تشانيول عن التربيت على فخذه فرفع جونغ إن عينيه نحوه

" حتى أنت؟ "

" لم أعرف بأن الآخرين يعرفون بذلك... كيونغسو، مينسوك و جونميون كانوا يتحدثون في الغرفة و سمعتهم بالصدفة"

همهم تشانيول ليومئ بحركة بسيطة ثم جذب يده بعيداً عن جونغ إن

" لم يعد الأمر يُشكّل فارقاً بالنسبة لي"

فتح علبة الطعام و قربها من جونغ إن

" هيا تناول... "

" في إحدى المرات القليلة التي استيقظ بها أبي.. "

قاطعه جونغ إن بنبرة خافتة ليبتلع غُصته

" أخبرته أمي بأمر المسابقة ،و بالمرة التي تليها حين رآني كان لا يزال يذكر الأمر، كان سعيداً...ربما هذه المسابقة مزيفة لكن...إن انسحبت دون أن...دون أن أثبت نفسي أمام خصمي فهل سيظل أبي فخوراً بي ؟! "

أعاد تشانيول نظراته نحوه ليتنهد بعمق

" هل بإمكانك المشاركة معهم بعد أن عرفت بأنهم كذبوا علينا؟ "

ضم جونغ إن شفتيه لبعض الوقت قبل أن يومئ

" كنت غاضباً في البداية لأنهم تلاعبوا بنا، لم يكن الأمر يتعلق بالمنحة فقط و أعرف أن هذا ليس ما يشغل عقلك فقط بل علاقتنا التي تتساءل إن كانت مزيفة أم لا"

مرر جونغ إن يده أسفل عينيه حين شعر بدموعه تلسع جفنيه

" لقد كذبوا لإنقاذ أنفسهم لكنهم لم يقوموا بأذيتنا "

" لكنهم كذبوا "

" ألم تكذب أنت أيضاً؟ "

رفع حاجبيه نحو تشانيول لينعقد حاجبي الأخير

" لم تكن تنوي إخبار عائلتك عن حقيقة أنك لن تستكمل دراستك "

"الأمر مختلف"

"لا تشانيول، الأمر ليس كذلك...أنت خشيت أن تضغط على عائلتك و هم كانوا يخشون عائلاتهم ، أنا لست بحاجة إلى إخبارك كيف تبدو عائلاتهم...والد كيونغسو أرسل معه حراساً قيّدوا لسانه وليس جسده فقط...أتعرف؟! "

ابتسم بخفة نهاية حديثه ليتنفس بعمق

"حين سمعتهم كانوا يتحدثون عن خوفهم من أن نعرف فتنتهي علاقتنا...لم يكن انسحابنا من المسابقة ما يُخيفهم بل صداقتنا "

استنشق ماء أنفه ثم حمل علبة الطعام

" لنتناول طعامنا و...لنجعل آبائنا فخورين بنا "

_______________

وقف كيونغسو أمام المرآة ليتنفس بعمق ثم مسح بكفه على شعره المُصفف إلى الخلف

" ستكون الأمور بخير كيونغسو "

همس لنفسه و ربت على صدره ثم غادر غرفته، انضم إلى والديه على طاولة الإفطار، و لم يكن كيونغسو مستعداً لسماع تهديدات والده إن ارتكب أي أخطاء بهذه المسابقة

انحنى إلى والديه كي يُغادر فأوقفه والده قائلاً بجدية

"سنذهب سوياً"

رمقه كيونغسو بصمت فتخطاه الآخر و سبقه نحو السيارة ليلحق به كيونغسو، و ما إن صعد إلى المقعد الخلفي بجوار والده، أشار الأخير إلى السائق بأن يتحرك ففعل

حين دخلوا إلى مكان المسابقة، كان هناك مسرحاً كبيراً يضم منصتين طويلتين على كلا جانبيه حيث يقف طلاب المدرستين، و بالمنتصف توجد منصة صغيرة يقف بها المسؤول عن طرح الأسئلة

جلس والد كيونغسو بين أولياء الأمور في حين توجه كيونغسو إلى المسرح ليصعد إلى المنصة و وقف بين جونميون و سويون

"آسف بشأن ما قالته أمي في المرة الأخيرة"

أمال نحو سويون يعتذر بتردد فقهقهت بخفوت

"لست آسفة لكنني قمت بسبّها برأسي"

عقد كيونغسو حاجبيه لينظر إليها فرفعت كتفيها بلا مُبالاة و رفعت قبضتها بتهديد

"إن أخطأت أو شردت اليوم سأُحطم رأسك"

"أنتِ مُخيفة"

تمتم بعدم تصديق ليهز رأسه إلى الجانبين ثم التفت لينظر نحو الجانب الآخر حيث طلاب المدرسة المنافسة الذين صعدوا إلى منصتهم للتو

" تبقت عشر ثوانٍ"

هتف المسؤول لينظر إلى ساعته ،و حين مرت الثواني العشر طرق على المنصة حيث يقف

" لنبدأ "

هتف لتبدأ المسابقة بينما ييشينغ ،كاثرين و الطلاب المتواجدين على كلا جانبيه كانوا يشاهدون بتوتر كونهم مُدركين ما نتيجة هذه المسابقة

و ربما أكثر ما يُقلق الجميع هو ردة فعل والد كيونغسو

انتهى النصف الأول من المسابقة بالتعادل بين كلا الجانبين فالتفت الثلاثة نحو ييشينغ ليومئ إليهم برأسه و ابتسم بخفة

"إذا تمكنوا من الإجابة على جميع الأسئلة فهل من الممكن أن يفوزوا؟"

تساءل سيهون بأعين ضاقت بتفكير فهمهم جونميون بالنفي

" المسابقات الرياضية تعتمد بأكملها على الطلاب و التعاون المتبادل بينهم و قدرتهم على اللعب لذا يمكن أن نضمنها أما المسابقات الأخرى فسوف يفوزون بها بطريقة أو بأخرى "

همهم سيهون ليهمس

" جيد "

" جونغ إن"

نبست هانييل بإبتسامة واسعة حين لمحت جونغ إن يقف أمام الباب يبحث عنهم بعينيه فجذبت أنظار أصدقائها إليها ثم التفتوا حيث كانت تنظر

ابتسم سيهون بوسع و ترك مكانه ليركض نحو جونغ إن و لم يستوعب الأخير اقترابه منه حتى ارتد جسده إلى الخلف ما إن عانقه سيهون بقوة فقهقه جونغداي و هو يلحق بسيهون ليُعانقهما من الجانب

"أنا حقاً حقاً سعيد برؤيتك "

هتف سيهون بسعادة ثم أمال برأسه لينظر إلى تشانيول الذي يقف خلفه

"تشانيولي"

بدلال نطق اسم الآخر فقلب تشانيول عينيه و اقترب منه ليُعانقه

"لاحقاً سألكمك لأنك أخفيت الأمر عني"

"لا لن تفعل"

To be continued....

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top