29
Start
"لنلتقي حين تعود إلى المنزل"
والد بيكهيون عانقه بقوة ثم ابتعد عنه لينظر إلى أسفل الدرج حيث هيبا التي تقف هناك تنتظر بيكهيون
" لا تستغل أمر مساعدتك لها و تدفعها إلى تقبلك، قد يكون الرفض مؤلماً لكن كما تمتلك الحق في اختيار من تريد أن ترتبط بها فهي الأخرى لها الحق بأن ترفضك أو توافق عليك"
ابتسم بيكهيون ليومئ إليه
" أنا ممتن لك"
همهم بيكهيون بعدم فهم فأحاط والده وجنتيه ليوضّح
" لقد طلبت مني مساعدة أصدقائك، و أخبرتني بأمر الفتاة التي تُحبها...شكراً لك لأنك لم تخشى فعل ذلك "
زم بيكهيون شفتيه بخجل ليُعانق والده مُجدداً
" سأُغادر لعلني أصل قبل بزوغ الشمس أو سيقتلني أبي "
قهقه والده ليبتعد عنه ثم ترك قبلة على جبين بيكهيون قبل مغادرته
نزل بيكهيون الدرج ليقف مُقابلاً إلى هيبا التي ترمقه بصمت فتنهد
" لا هيبا، أنا معجب بكِ لكن طلبت مساعدة أبي من أجل أصدقائي لذا لم أفعل هذا سوى كصديق "
" لم أقل شيئاً "
رفعت كتفيها تهمس بنبرة خافتة فأشار بسبابته إلى عينيها
"إنها تقول ذلك...تقول كل شيئ يدور برأسك منذ دخلتِ إلى المطعم و رأيتِ المحامي معي أنا ووالدي، كما أنكِ لحقتي بي إلى هنا و انتظرتي فقط لتعرفي سبب تصرفي هذا "
مسح على شعره و هو يدير عينيه في الجوار ثم أعاد نظراته إليها
" أريد أن تبادليني مشاعري بصدق ليس لأنكِ مضطرة إلى ذلك لذا لن أفعل شيئاً و أنتظر قلبكِ مُقابلاً له"
أمال ليسرق قبلة من وجنتها فاتسعت عينيها ليضم بيكهيون شفتيه بقهقهة مكتومة و حرّك رأسه إلى الجانبين بطفولية وهو يهمس
"لكن هذه لم تكن قبلة صديق"
قهقه بصخب و هو يركض ليسبقها إلى المطعم فالتفتت لتُراقبه من الخلف، و هناك ابتسامة بدأت تتشكل على شفتيها
وقف تشانيول عاقداً ذراعيه إلى صدره بينما يُراقب تشانسوك التي تتحرك في المطبخ بإبتسامة لم تتمكن من إخفائها عنه
"سعيدة ؟"
التفتت لتنظر إليه ثم أومأت بقوة و اقتربت منه
" أعرف أنني أنانية لشعوري بالسعادة في هذا الموقف، لكن أعدك أنني بمجرد الحصول على أوراقي الرسمية سأساعدك لتسديد..."
"تشانسوك"
عقد حاجبيه بعدم رضى ليفك عقدة ذراعيه
" أنتِ مسؤولة مني لذا أنا من سأتكلف بهذا الأمر، لقد فعلت هذا لتكوني سعيدة فهل تعتقدي أنني سأغضب لرؤيتكِ سعيدة الآن ؟"
تنهدت مُبتسمة لتُمسك بكفه بين خاصتيها
" أنت تتحمل المسؤولية بهذا العمر بسببي و..."
نقر شفتيها بقبلة سريعة فاتسعت عينيها بخجل
"مـ ماذا تفعل ؟"
اقترب منها ليسرق قبلة أخرى من شفتيها و ابتسم
" إن تحدثتِ عن هذا الأمر مُجدداً سأقوم بتقبيلكِ "
" لكن.. "
قبلة أخرى نقر بها شفتيها لتجفل و وضعت كفها على فمها لتصفع ذراعه بيدها الأخرى
" لم أكن سأتحدث عن ذلك"
"ااه حقاً؟"
رفع حاجبيه بعبث ليُقبّل ظاهر يدها التي تضعها أمام فمها
"تشانيول"
تذمرت بخجل ليضحك بصخب ثم جذبها من خصرها ليحتضنها إلى صدره
" حسناً سأتوقف لكن بجدية لا تذكري هذا الأمر مُجدداً تشانسوك، إذا كنت أشعر بالإنزعاج لم أكن لأوافق "
قلبت شفتيها بعبوس لتُربت على ظهره من الخلف
"لكن إن فزنا بالقضية فسيتم تحويلي أنا و تشانسوك إلى دار أيتام أخرى حتى نبلغ السن القانوني"
"انهما عامين يكاد ينقضي أحدهما، و الآخر إن قضيتِه بدار أيتام لا يعني هذا أننا لن نرى بعضنا...سأحرص دائماً على المجيئ لرؤيتكِ أنتِ و هيبا...لا يُمكنكِ التخلص مني بسهولة "
مازحها نهاية حديثه ليترك قبلة على جانب رأسها ثم زفر بخفوت و عبث بشعرها من الخلف
المسابقة اقتربت و مع اقترابها بدأ يشعر الطلاب بالتوتر أكثر
هناك من هو قلق من النتيجة النهائية، و هناك من هو قلق من ردود الأفعال إن كُشفت الحقيقة
و نوعاً آخر كان يشعر براحة غريبة و يتجول في الأرجاء كفراشة خفيفة لا يحمل هماً
اوه سيهون كان الأكثر نشاطاً و صخباً من بينهم جميعاً
"انظر إليه ،يمكنك أن تعرف بأن جونغداي بخير طالما يتغزل بجيون بصورة لزجة تثير الغثيان"
تأتأ سيهون و هو يُشير إلى صديقه من بعيد حيث يقف جونغداي أمام جيون التي أنهت تدريبها للتو، تشرب من زجاجة المياه التي أعطاها إياها و هو يمرر كفه على شعرها الذي أصبح أطول يكاد يصل إلى منتصف ظهرها
التفت سيهون لينظر إلى جونغ إن حين لم يُعلّق صديقه على ما قاله فرآه مشغولاً بالنظر إلى مكان آخر حيث هانييل التي تقف مع تشانيول
تنهد ليهز رأسه إلى الجانبين و همس لنفسه
" راقصات الباليه يُشكلن خطراً على أصدقائي"
في نهاية تدريبهم جلسوا أرضاً بإرهاق في حين تركهم جونغ إن و ركض إلى مقاعد المعجبين حيث يجلس ييشينغ
"ااه، جونغداي؟"
نبس مينسوك بتردد ليلتفت إليه جونغداي ثم رفع عينيه نحو الباب حيث أشار له مينسوك
ميونغداي دخل إلى هناك بتردد و هو يبحث عن جونغداي حتى تلاقت نظراته مع خاصتي أخيه الأكبر فوقف في مكانه بتوتر بينما جونغداي ظل يرمقه بصمت لبعض الوقت
" هذا الفتى "
تمتم تشانيول بعدم تصديق ثم وقف من مكانه ليقترب من جونغداي
"عليك أن تتحدث معه لمرة واحدة على الأقل كي يتوقف عن المجيئ إلى هنا"
أخفض جونغداي رأسه عاقداً حاجبيه فنكزته جيون
" إنه مجرد مراهق قد لا يكون له علاقة بما فعله والده"
قضم جونغداي شفتيه بتفكير فمد تشانيول يده إليه كي يُمسك بها الآخر، و ما إن وضع جونغداي كفه بخاصة صديقه جذبه الآخر ليقف
" تحدث معه و إن شعرت بالغضب يمكنك أن تفرغ غضبك بوجهه"
"هل تشانسوك رأت هذا الجانب منك؟ لأنها إن فعلت فهي تمتلك ذوقاً غريباً في الرجال"
سيهون تحدث بسخرية و هو يميل بظهره إلى الخلف ليتكئ بكفيه على الأرض خلفه فرمقه تشانيول بحدة
"أفرغ غضبك بسيهون ،سيُسامحك على ذلك "
قهقه جونغداي بخفوت ليترك يد تشانيول
" لست بحاجة إلى ذلك، أنا لا أشعر بالغضب حقاً "
تخطاه ليقترب من ميونغداي فتحرك الأصغر في مكانه بتوتر ،و ها هو يرتبك مُجدداً أمام أخيه
لربما لأنه لم يتوقع أن يتحدث معه، في المرات السابقة ادّعي جونغداي عدم رؤيته لذا اعتقد أن هذه المرة ليست مختلفة
"ليس عليك فعل ذلك "
نبس جونغداي بجدية لينظر إليه الآخر
" لا يُمكنني مسامحته و لن أتقبل وجوده أبداً فهو لم يخطئ بحقي فقط بل بحق أقرب الأشخاص إليّ"
هز جونغداي رأسه إلى الجانبين بحركة بسيطة ليزفر أخيه بارتجاف
"لست...لست هنا من أجل أبي لكن من...أجلي أنا "
زفر مرة أخرى نهاية حديثه المتلعثم ثم اقترب من جونغداي ينوي أن يمسك بيديه لكن سرعان ما تدارك فعلته و أبعد يديه عن أخيه الأكبر
" أعرف أن أبي مخطئ، كان أنانياً و تصرفه محرج بالنسبة لي لذا لن أطلب منك أن تسامحه ولا علاقة لي بما يحدث بينكما ،أنا هنا فقط لأنك...أخي الأكبر"
رفع حاجبيه بعدم ثقة في كلماته الأخيرة فأشاح جونغداي بوجهه بعيداً عنه لوهلة قبل أن يعيد إليه نظراته
" و أنت ابنه لذا.."
رفع كتفيه تزامناً مع رفعه لحاجبيه كأن ذلك كان كافياً ليقنع به الآخر فأومأ ميونغداي
" و أخوك كذلك...قد تعتقد أنني أشبه أحد والداي لكنني في الواقع أشبه جدتي والدة أمي...هي من قضيت معها وقتاً أطول مما قضيته مع والداي ،إنها امرأة لطيفة ولا تهتم للمال ولا تنظر إلى الآخرين بإزدراء"
ابتسم بوسع نهاية حديثه فضيّق جونغداي عينيه
"ماذا تفعل ؟"
" في المرة الأخيرة قلت أنني أشبه والداي بلا شك لذا أنا أخبرك أنه ليس من الضروري أن أشبههما كما أنني لا أخطط لأي شيئ سيئ نحوك...كل ما أريده هو أن نكون أخوة "
هز جونغداي حاجبيه بحركة سريعة يتساءل بعدم تصديق
"هذا فقط؟"
أومأ ميونغداي بقوة فتكتف جونغداي
" هذا لا يبدو كـ... "
" سيهون صديقي لذا لا يمكنك أن تفرض عليه أن يقطع علاقته بي، أليس كذلك؟ "
ربت ميونغداي على صدره و هو يتخطاه ليدخل
" سيهون"
هتف ميونغداي بإبتسامة واسعة ثم لوّح بيده بحماس حين التفت نحوه سيهون
" ميونغداي"
سيهون ابتسم ليقف من مكانه لكن ما إن لمح جونغداي حتى توترت ملامحه، لا يدري إن كان عليه كسر قلب الفتى الأصغر من أجل صديقه القديم
" ماذا تفعل أيها الصغير ؟"
حرّك ميونغداي عينيه نحو تشانيول الذي سأله بسخرية فرفع الأصغر كتفيه
" أنا أسمح لكم بأن تكونوا بالقرب مني لتضعوني تحت المراقبة، يمكنكم حينها معرفة من أشبه...الإجابة هي جدتي ثِق بي"
أومأ بثقة فقهقه مينسوك في حين علّق جونميون بإقتناع
" أرى أنها فكرة جيدة "
" يمكنه المحاولة"
رفعت جيون كتفيها بحركة بسيطة تؤيد وجود ميونغداي معهم فحرك جونغداي عينيه بين أصدقائه الذين أقاموا تصويتاً مفاجئاً بشأن هذا الأمر
و عكس توقعاته وافق الجميع على ذلك حتى تشانيول الذي ظن أنه سيرفض
____________
تبقى يومين على المسابقة ، و الطلاب كانوا متجمعين بمطعم السيدة بارك يتناقشون بشأن المسابقة إلى أن رفع بيكهيون عينيه بإستغراب يتساءل
"أين جونغ إن؟"
"كان نائماً معنا لكن بمجرد أن استيقظنا لم نجده"
أجابه كيونغسو بهدوء لينعقد حاجبي هانييل
" المُسابقة اقتربت كثيراً وفي هذا الوقت يجب أن يكون الجميع جاهزاً فكيف يختفي جونغ إن فجأة؟ "
"هيا هانييل ليس و كأن المسابقة غداً، ربما لم يتمكن من النوم و ذهب ليركض قليلاً"
جونميون أشار لها بالهدوء ثم تنهد
" دعونا لا نتوتر حسناً؟"
" لكنه تأخر، سأذهب لأبحث عنه"
سيهون استقام من مكانه و خرج من المطعم كي يبحث عن جونغ إن فوقف كيونغسو هو الآخر
" القرية ليست كبيرة لذا لننفصل و نبحث عنه قبل فصل الكهرباء، ربما يكون متوتراً بسبب اقتراب المسابقة"
رفع جونميون عينيه نحو كيونغسو ليتبادلا النظرات لوهلة قبل أن ينقسم الطلاب للبحث عن جونغ إن بأرجاء القرية
بعد ما يقارب ساعة ونصف من البحث عاد الطلاب الواحد تلو الآخر إلى المطعم دون جونغ إن
" هل غادر القرية؟ "
تساءل جونميون بإستغراب فرفع الآخرين أكتافهم بعدم فهم
"سيهون لم يعد بعد ربما وجده"
جيون نبست بهدوء حين وجدت أن سيهون لم يعد بعد فأومأوا ليجلسوا في إنتظار عودتهما
ومع كل دقيقة تمر يتصاعد معها قلق الطلاب فالقرية لم تكن كبيرة ليضيع بها أحد لاسيّما أحد سكانها
"سيهون!"
همس تشانيول ليقف من مكانه بقلق حين رؤيته الآخر يقترب من المطعم بأكتاف مترهلة بينما يمسح دموعه الغزيرة بعشوائية
دخل إلى المطعم ليرفع عينيه الباكيتين ينظر بها إلى تشانيول فترك الآخرين مكانهم ليقتربوا منه
"تشانيول"
غمغم بصوتٍ باكٍ و اقترب منه ليعانقه ثم أجهش باكياً ليتبادل البقية النظرات بقلق
_________________
الطلاب ساروا بخطوات واسعة في أروقة المشفى يلحقون بسيهون الذي يسبقهم بمسافة ليست بقصيرة باحثاً عن صديقه بلهفة
توقف حين رؤيته والدة جونغ إن تقف أمام إحدى الغرف بينما تبكي بصمت فاقترب منها بسرعة
"خالتي"
رفعت عينيها نحوه لتهز رأسها إلى الجانبين بحزن
"أين...جونغ إن؟"
تساءل بتردد فأشارت إلى الغرفة خلفه ليلتفت نحو بابها المُغلق
اقترب من الباب بحذر و أدار مقبضه ليدفع الباب برفق، و ما إن أصدر الباب صوتاً خافتاً دلالة على فتحه سمع صوت صديقه يصرخ بإنفعال
"لن يأخذه أحد"
تجعّدت ملامح سيهون ببكاء لينظر إلى صديقه الذي يحتضن جسد والده بخوف يخشى أن يسرقه منه أحد بينما يضع رأسه على صدره ، زفر بإرتجاف و هو يُدير عينيه الدامعتين ثم خطى نحو جونغ إن
" هذا أنا جونغ إن"
استنشق جونغ إن ماء أنفه لينظر إلى سيهون ثم ضاق ذراعيه حول جسد والده المُستلقي على سريره فاقداً لروحه
" يريدون أخذه مني سيهون"
زم سيهون شفتيه ليبتلع ريقه حين وقف بجوار صديقه ليضع كفه على كتفه
"اتركه، أنت تُعذبه بهذه الطريقة"
نفى جونغ إن برأسه لينظر إلى سيهون بغضب بدا به حزنه
" قالوا أنه في غيبوبة قصيرة فمن أين يعرفون أن روحه غادرت وليست نائمة كما كانت؟ هل هذا من أجل المال؟ يريدون المزيد؟"
توقف الآخرين أمام الغرفة من الخارج ينظرون نحو جونغ إن بقلق، في حين انحنى سيهون ليجلس القرفصاء أمامه
" سيكون...في مكان أفضل بالتأكيد"
همس بصوتٍ مُتحشرج و مد يده نحو كف جونغ إن ليُمسك بها
" لن يكون سعيداً برؤيتك في هذه الحالة "
" لم تتحدث و كأنه غادر؟ هو لن يتركني"
تقدم تشانيول منهما لينحنى بجوار سيهون، و ابتسم من بين دموعه
"بالطبع لن يتركك، سيكون حولك دائماً "
هز جونغ إن رأسه إلى الجانبين يرفض تصديق ذلك ثم أمال فوق صدر والده ليضع رأسه عليه
" أشعر أنني قادر على سماع دقات قلبه "
جونغ إن لم يكن مُدركاً أن ذلك صوت قلبه هو...قلبه الذي صدّق ما يرفض عقله أن يُصدقه
اقترب جونغداي منه ليضع كفه على رأس جونغ إن و ربت عليه بلطف ثم أمال ليضع رأسه على ظهر صديقه يُعانقه من الخلف
"لا تفعل هذا بوالدتك، لم يعد لديها سواك جونغ إن "
همس جونغداي بنبرة مُختنقة و هو يُمرر يده على طول ذراع صديقه فتجعدت ملامح جونغ إن ثم أجهش باكياً ليدفن وجهه بصدر والده
"لماذا؟"
صرخ من بين بكائه ليضع سيهون رأسه على قدم جونغ إن يُشارك صديقه ببكائه فأحاطه تشانيول بذراعه و يد جونغداي الأخرى ربتت على رأس سيهون يحاول تهدئته هو الآخر
جلس جونغ إن أمام صورة والده غير مُدرك لما يدور من حوله، عينيه كانتا شاردتين في الفراغ، لا يسمع سوى صوت والده، ولا يرى سوى ابتسامته
و أصدقائه وقفوا مع والدته لإستقبال من أتوا لمواساة حزنهم
" المسابقة غداً"
همس سيهون إلى جونغ إن بينما أصدقائه كانوا حولهم، لكن الآخر لم يُبدي أي ردة فعل
"لا أريد أن أذهب بدونك جونغ إن، إنها حلمنا"
رمش جونغ إن ببطئ فأدرك سيهون أن الآخر لا يسمعه و لن يفعل بوقت قريب
"سنأتي لرؤيتك بمجرد أن ننتهي...سنفوز بكل تأكيد لذا لملم شتات نفسك لأنني لن أسبح وحدي"
اقترب من جونغ إن ليضع قبلة طويلة على رأسه ثم استقام من مكانه كي يُغادر مع الآخرين
" لدي أمر طارئ لأقوم به، سألحق بك لاحقاً"
هتفت هانييل و هي تبتعد عن جونميون ما إن صعد إلى السيارة فخرج برأسه من النافذة
" إلى أين؟ "
وهي لوّحت إليه دون إجابة، لكن خطواتها التي عادت من طريق المشفى أجابته فتنهد بعمق قبل أن يُشير إلى السائق بأن يتوجه إلى المنزل
كان هناك حالة من التوتر و القلق بين الطلاب، آخر يومين لم يتدربوا و لم تكن الأجواء تسمح لذلك، كما أنه لا يبدو و كأن جونغ إن سينضم إليهم
"لا تقلقوا و لا تتوتروا ،لقد تدربتم بِجِد و لم يتراخى أي منكم لذا ستكون النتيجة جيدة"
كاثرين نبست بإبتسامة و هي تتحرك أمام الطلاب بينما يقومون بتحريك أجسادهم لتستعد عضلاتهم لما هو آت
و بنهاية حديثها التفتت تنظر نحو الباب ثم أخفضت عينيها نحو الساعة التي ترتديها بقلق فييشينغ منذ أكثر من ساعة كان بغرفة القائمين على المسابقة و لم يعد بعد
" حسناً، هيا قوموا بتبديل ملابسكم"
صفّقت تحثهم على ارتداء زيهم الموحد فتفرّق الطلاب ليتوجه الشباب إلى غرفتهم الخاصة و الفتيات إلى الغرفة الخاصة بالفتيات
"ييشينغ"
هتفت كاثرين و اقتربت منه بخطوات واسعة حين رأته يدخل إلى ملعب كرة السلة حيث كانت تقف هناك في انتظار الطلاب، و بضيق كان الآخر يُمسد جبينه
"ما الخطب؟"
"بسبب عدم مشاركة جونغ إن تلقينا إنذاراً ،إذا تغيب أحد الطلاب مُجدداً تُعد المسابقة منتهية"
"لم يكن هناك أي قوانين تخص تغيب الطلاب لكن يبدو أنهم حصلوا على فرصتهم ليستغلوا الأمر ضدنا"
زفرت كاثرين بضيق ثم ربتت على ذراعه
" دعنا لا نُخبر الطلاب بهذا الوقت، إنهم متوترين بما يكفي "
أومأ سريعاً و التفت معها ليتفحص المكان بعينيه
كان هناك بعض الطلاب الذين تعرف عليهم ييشينغ من مدرسته السابقة 'يونغبوك' و طلاباً من المدرسة المنافسة ،بعض المعلمين من كلتا المدرستين
في الصفوف الأولى كان يجلس المدراء الحاليين لكلتا المدرستين و بجانب كل منهما المالكين الرئيسيين للمدرستين 'و السبب في إقامة هذه المسابقة في المقام الأول '
الصف الذي خلفه كان يجلس به أولياء أمور طلاب المدرستين، و كان من المثير للسخرية رؤية والد كيونغسو يترك عمله ليحضر اليوم في حين لم يُكلف نفسه عناء الذهاب إلى المشفى حين أوشك ابنه على فقدان حياته
فُتح الباب ليخرج طلاب المدرستين في صفين متقابلين فتعالت أصوات التصفيقات ليُفرق ييشينغ بين شفتيه و أخرج أنفاسه الثقيلة متوتراً
ابتسم نحو طلابه حين رفعوا أعينهم إليه يستمدون منه بعض التشجيع ثم أشار لهم بكفه أن يرتخوا، الشيئ الذي لم يكن قادراً هو على فعله بهذا الوقت
بدأت مباراة كرة السلة بين الفريقين، تشانيول و مينسوك كانا يتوليان أمر تسديد الأهداف، البقية كان عليهم تمرير الكرة لهم بينما الفتيات كان من الصعب عليهن التحرك بين طلاب المدرسة المنافسة
ألقى سيهون الكرة نحو جيون فالتقطتها لتركض إلى الجانب الآخر حيث بيكهيون لكن فجأة جسدها اندفع بقوة و صرخت بألم حين سرق منها أحد طلاب المدرسة المنافسة الكرة و عن قصد قام بدفعها
أغلق بيكهيون عينيه بقوة حين لمح دماءً غزيرة تتدفق من مرفق جيون في حين ركض نحوها البقية بقلق ليترك ييشينغ مكانه و اقترب منهم هو الآخر
" لقد دفعها عن قصد"
همس جونميون بغضب ليومئ إليه ييشينغ مؤكداً رؤيته له
" جيون لا يُمكنها استكمال المباراة بهذه الحالة، الجرح ليس سطحياً "
جونغداي تحدث بنبرة منزعجة و هو يتفحص جرح جيون الدامي فانعقد حاجبي ييشينغ
"إذا خرجت جيون ستكون هذه نهاية المباراة، لقد وضعوا شروطاً بعدم تغيب أي طالب"
تبادل الطلاب النظرات بتردد فقال تشانيول سريعاً
" يمكننا التعويض بالأيام الأخرى لكن جرح جيون قد يتلوث إن استكملت المباراة بهذه الحـ..."
"سأستكمل المباراة"
قاطعته جيون بملامح تجعّدت بألم و حين حاولت أن تقف ساعدها جونغداي و سويون بذلك
" لا يجب أن يحصلوا على ما يُريدونه"
بررت جيون وهي تنظر بإنزعاج نحو الفتى الذي دفعها فقام ييشينغ بوضع قطعة قماش حول ذراعها لإيقاف النزيف ،و خلال المباراة جونغداي و جونميون كانا يركضان بالقرب منها كي لا يقترب أحداً من الفريق المقابل لها
"مخالفة، لقد ضرب الكرة بقبضته "
رفع سيهون ذراعيه بعدم فهم حين تلقى مخالفة لينظر إلى الآخرين بإستغراب
"لم أستخدم قبضتي"
أشار إليه تشانيول أن يتجاهل ذلك ثم عادوا إلى اللعب مُجدداً
النتائج كانت متقاربة، و فريق طلاب يونغبوك و دونغ كان متخلفاً عن المدرسة الأخرى بفارق نقطتين
و مع الإقتراب من نهاية الوقت سدد مينسوك هدفاً بثلاثة نقاط
مينسوك كان الأكثر وضوحاً بأنه الأفضل في تسديد الأهداف
اقتربت إحدى الفتيات من مينسوك و هو يركض ثم ادّعت وقوعها أرضاً مما أدى إلى طرده فاعترض ييشينغ
" لم يقم بدفعها"
"قام بدفعها و ارتكب خمسة أخطاء متتالية"
أجابه الحكم بسخرية ثم التفت ليُشير إلى الطلاب باستئناف المباراة بعد خروج مينسوك الذي اقترب من ييشينغ ليقف بجانبه
" لم أقم بدفعها، كيف يقوموا بطردي و يتركوا ذاك الأحمق الذي دفع جيون بوضوح؟"
هتف بإنفعال لتناوله كاثرين زجاجة مياه
" إهدأ، هذا يعني أن فريقهم ضعيف فهم يعتمدون على تصيد الأخطاء لكم بدلاً من الإعتماد على مجهودهم الخاص"
" لكنهم في النهاية سوف يفوزون بهذه المباراة، لم تُحسب العديد من النقاط لصالحنا ،لم أكن قريباً من الخط لكنهم قالوا أنني كنت كذلك"
تكتف مينسوك بغضب ليُربت ييشينغ على كتفه
" إنهم يكشفون أنفسهم لذا استمتع برؤيتهم يفعلون ذلك "
انتهت المباراة بالتعادل بين الفريقين ليحصلوا على فترة راحة قبل تسديد أهداف فردية من كلا الجانبين
" تم طرد مينسوك لذا لنبدأ بسيهون "
" لم لا نبدأ بتشانيول مُعلمي؟"
تساءل سيهون بإستغراب ليُشير إليه ييشينغ
" لنرى مدى قوتهم أولاً و إن تراجعنا في النقاط فليتدخل تشانيول، هكذا أفضل"
أومأ الطلاب لتناولهم كاثرين زجاجات المياه بينما تقول
" كنتم رائعين، بل أفضل منهم... لا يبدون متوافقين أبداً "
أشارت بحديثها إلى طلاب المدرسة المنافسة وطلاب المدرسة المشاركة معهم ثم التفتت إلى ييشينغ لتتبادل معه النظرات حتى سمعوا صوتاً خلفهم
" هل يجب أن نُكمل؟ "
ابتلع جونميون المياه بفمه ليُغلق الزجاجة حين اقترب منهم هيوجون و فريقه
" هذا ليس الوقت المناسب للشجار "
جونميون نبس بجدية فرمقه هيوجون بنظرة ساخرة من الأعلى إلى الأسفل ثم التفت لينظر إلى جيون و أشار إلى جرحها
" ستكون هذه ذكرى لطيفة لليوم الذي تعرضتي فيه إلى الخسارة بصورة محرجة و مثيرة للشفقة"
" أنت تتحدث كثيراً ،سيكون هذا مُحرجاً لك إن خسرت "
ضم هيوجون شفتيه بقهقهة مكتومة على ما تفوه به تشانيول ثم مرر عينيه بينهم
"أين ذاك القروي؟ هرب؟ يخشى المواجهة هذا الجبان؟ "
تحدث قاصداً جونغ إن بحديثه فاقترب منه تشانيول ينوي لكمه لكن ييشينغ وضع ذراعه أمامه يمنعه عن ذلك فهذا ما يسعى إليه هيوجون
" هل أنت واثق أن الجبان هو جونغ إن و ليس أنت؟"
سيهون تساءل بهدوء لينظر إليه هيوجون قليلاً ثم اقترب من سيهون كثيراً و بتلقائية وضعت كاثرين يدها على صدره تمنعه عن الإقتراب من طالبها فألقى نظرة منزعجة نحوها و رفع عينيه بعدها إلى سيهون
" أعدك أنك لن تكون قادراً على النظر في وجوه الآخرين من الخجل بإنتهاء هذه المسابقة لصالحنا، سيكون فوزنا ساحقاً"
ابتسم سيهون ليومئ إليه
"سيكون من دواعي سروري رؤيتكم تفعلون ذلك"
" عد إلى مكانك، نحن على وشك البدء"
دفعت كاثرين صدر هيوجون فصفع يدها بوقاحة ثم غادر مع الآخرين لينعقد حاجبي ييشينغ
" تجاهلوا حديثهم ولا تدخلوا معهم في شجار، و كاثرين اصطحبي جيون إلى غرفة الممرضة"
"سأذهب معها"
تحدث جونغداي بإندفاع لينظر إليه ييشينغ قليلاً قبل أن يتنهد و أومأ بالموافقة
تقدم سيهون ليقف أمام الفتى من الفريق المنافس للبدء بهما
بدأ سيهون أولاً فتنفس بعمق يتجاهل الهمسات الساخرة من الفريق الآخر ليقوم بإلقاء الكرة بثقة ثم التفت نحو أصدقائه ليبتسم إليهم ما إن سدد هدفاً بنقطتين
عاد سيهون إلى الخلف يترك مسافة واسعة بينه و بين الفتى الآخر ليتقدم هو من أجل دوره و قام بإلقاء الكرة لكنها لم تكن قريبة من السلة حتى
عاد كل منهما إلى مكانه فتقدمت هانييل أمام هيوجون
"عزيزتي هانييل، من بعدك"
انحنى إليها بنُبل مزيف فقلبت عينيها لتُمسك بالكرة ،اتخذت وضع الإستعداد ثم ألقتها لتدخل إلى السلة بعدها تراجعت إلى الخلف بهدوء و ابتسامة بسيطة تعلو شفتيها
حين مر هيوجون من جانبها نبست بصوتٍ يسمعه هو فقط
"أنا فقط من تنعت جونغ إن بالقروي "
التفت إليها عاقداً حاجبيه فأومأت بخفة
" حظاً موفقاً أيها الجبان"
غمزته بإبتسامة جانبية ثم أدارت مُقلتيها بعيداً عنه ببراءة مزيفة فضم قبضتيه بغضب مكتوم ثم تقدم ليحمل الكرة
رفع عينيه نحو السلة و عقد حاجبيه يحاول التركيز لكن كلمات هانييل البسيطة أغضبته و جعلته مشتتاً
و في النهاية لم ينجح أي من طلاب مدرسة سونغ تانغ أو المدرسة المشاركة معهم في تسديد الأهداف فانتهت المباراة لصالح مدرسة يونغبوك
"أحسنتم"
أثنى عليهم ييشينغ ثم تنفس بعمق
" دعونا لا نتكاسل فهذه مازالت البداية ،و تأكدوا دائماً أن النتيجة ليست هي ما ستُحدد مكانتكم بل ما بذلتموه من جهد"
رفع عينيه نهاية حديثه نحو والد كيونغسو الذي اقترب منهم و بخشونة جذب مرفقه كي يغادروا فالتفتوا جميعاً لينظروا إليه من الخلف بضيق
"أبي اتركني رجاءً"
كيونغسو تحدث برجاء لكن والده تجاهله إلى أن وصلوا إلى السيارة فانحنى ليفتح الباب
" أبي رجاءً "
دفعه والده إلى السيارة دون أن ينصت إليه ثم صعد إلى جواره فأغلق كيونغسو عينيه بقوة و ضم قبضتيه المرتجفتين
" لا يمكنني المغادرة الآن"
هتف بإنفعال ثم فتح عينيه لينظر إلى والده الذي تجاهله و أشار للسائق بأن يتحرك فارتفع كيونغسو بجذعه و اقترب من المقعد الأمامي ليسحب مفاتيح السيارة قبل أن يقوم السائق بالتحرك
"قلت أنني لا أستطيع المغادرة"
"أعطني سبباً مُقنعاً أو أعطني المفاتيح في الحال"
فرد والده كفه أمامه ببرود فعانق كيونغسو المفاتيح إلى صدره بتوتر
"صديقي...لقد فقد والده قبل يومين و هو...إنه في حالة سيئة لذا أريد أن أطمئن عليه"
قضم شفتيه و هو يُراقب ملامح والده الهادئة مُتأملاً أن يتركه لكن بعدم إهتمام مد والده يده نحو كفه ليجذب المفتاح منه بخشونة و تسبب بجرح بأنامل كيونغسو
" الصداقة ،و الحب إنها ترهات تقود إلى الفشل"
منح المفاتيح إلى السائق و أشار له أن يتحرك ثم أرخى ظهره على مسند المقعد خلفه و أغلق عينيه ليُكمل بذات هدوئه
"ادرس من أجل المسابقة أفضل من إضاعة وقتك ،ليس وكأن مواساتك له ستُعيد والده"
رمقه كيونغسو بأعين دامعة لكن الآخر كان هادئ الملامح و النبرة كأن ما يقوله أمر عادي
فرّق كيونغسو بين شفتيه ليزفر أنفاسه المهتزة ثم التفت إلى النافذة بجانبه لينظر إلى الطريق بينما يبتلع شهقاته المكتومة من حين إلى آخر
ترك بيكهيون أصدقائه حين رؤيته والده يقف مع جده بعيداً وبدا بأنهما يتشاجران فاقترب من والده، و حين وقف بجانبه رمقه جده بنظرة غاضبة ثم غادر
"ماذا حدث؟"
"انسى الأمر"
لوّح والده بكفه بإنزعاج فلم يرغب بأن يُعكر مزاج الأصغر
"كنت رائعاً"
لانت ملامح والده و اقترب منه ليحتضنه فابتسم بيكهيون بوسع ليُبادل والده العناق
" سنتناول الغداء في الخارج، ليس لديك تدريبات اليوم، أليس كذلك؟"
ابتعد عن بيكهيون قليلاً ليومئ إليه الأصغر ثم ضيّق عينيه بشك
"هذا سبب غضب جدي؟"
" إنه يغضب بسبب أو بدون سبب، لربما لأنه يتقدم في العمر"
قهقه بسخرية ليضحك بيكهيون بخفوت
"لا يجب أن تقول هذا عن جدي "
" آسف، أنت محق "
ضم شفتيه بأسف ثم أحاط كتفي بيكهيون
" سيذهب الجميع إلى المشفى للإطمئنان على جونغ إن لذا هل يمكنني أن أذهب معهم؟"
" لم هو بالمشفى؟ "
عقد والده حاجبيه بقلق ليتنهد بيكهيون بعبوس
" حالته سيئة منذ أن فقد والده ،لم يتناول الطعام و لم يتحدث مع أحد حتى فقد وعيه...أنا قلق بشأنه"
"لا تقلق ،سيكون بخير لكن هذا يحتاج إلى بعض الوقت كي يستوعب ما حدث...لنذهب لرؤيته "
همهم بيكهيون إلى والده لينضما إلى البقية ثم توجهوا إلى المشفى
دخلوا إلى الغرفة حيث كان جونغ إن يستلقي على السرير، حقنة المغذي متصلة بكفه وعينيه الباكيتين تنظران إلى غطاء سريره بشرود
لم يتفاعل مع أحد و لم ينظر إلى أحد كأنه لا يوجد سواه في الغرفة مع بعض الذكريات
غادر بيكهيون مع والده أولاً، و بعد فترة خرج ييشينغ و كاثرين مع الطلاب من الغرفة تاركين جونغ إن ووالدته فقط في الداخل
ييشينغ، كاثرين، طلاب دونغ و معهم جيون غادروا إلى منزل ييشينغ،مينسوك غادر إلى منزله في حين غادرت هانييل و جونميون سوياً
"عُد إلى المنزل أولاً و أنا سأذهب لـ..."
أدارت هانييل عينيها تبحث عن كذبة ما فابتسم جونميون ليُبعثر شعرها
"لا تتأخري في العودة كي لا يغضب والدينا"
أومأت بسرعة فلوّح إليها ثم رحل لتعود هي بخطواتها إلى المشفى
طرقت الباب قبل أن تدخل و تلفتت باحثة عن والدة جونغ إن لكنها لم تكن هناك
اقتربت من سريره و جذبت المقعد لتجلس بجواره ثم اتكأت بمرفقيها على السرير بجانبه
" رؤيتك بهذا الهدوء أكثر إزعاجاً من وقاحتك"
نبست بعبوس عاقدة حاجبيها ثم أمالت بوجنتها على كفها
" هيوجون لم يتمكن من تسديد هدفاً بسببي"
قهقهت بخفوت
" لقد أخبرته بأنني فقط من يحق لها أن تنعتك بالقروي، هذا جعله يشعر بالغيرة"
أصدرت 'تسك' خافتة لتهز رأسها إلى الجانبين ومعها تحركت يدها التي تتكئ عليها
"كدت أنتف شعره حين قال أنك قروي جبان، ااه لا يجب أن يتحدث أحداً عنك هكذا سواي "
تنهدت حين لم يُبدي ردة فعل ثم رفعت كفها الحرّة لتُمررها على شعره بلطف
" ألا يمكنك أن تصرخ بوجهي على الأقل؟ سألكم وجهك حينها لكنني سأكون سعيدة أنك فعلت ذلك"
سحبت يدها بعيداً حين فُتح باب الغرفة و تحمحمت لتعتدل بجلستها
" عُدتِ؟ "
همست والدة جونغ إن بإبتسامة باهتة فابتسمت هانييل إليها و الأخرى اقتربت لتجلس على المقعد مقابلة لها على الجانب الآخر من السرير
" كنت أخبر جونغ إن بما حدث اليوم في المسابقة "
تحدثت بإحراج لتمرر يدها على شعرها بخجل
" لا بُد أن غياب جونغ إن قد سبب لكم المشاكل، أعتذر لكن لم نتوقع أن...يحدث هذا"
شهقت والدة جونغ إن تبكي بخفوت فنفت هانييل سريعاً
"لا خالتي، بالطبع كان ينقصنا وجود جونغ إن صديقنا معنا لكن لا يهم إن تسبب غيابه في أي مشاكل..."
تنهدت و التفتت لتنظر إلى جونغ إن
"لكن أتمنى أن يكون معنا في الأيام القادمة "
_____________
(غادرتِ بسرعة ،لم أتمكن من التحدث معكِ)
أشار جونميون إلى سولار فابتسمت بخجل
(والديك كانا هناك)
تنهد ليومئ إليها بتفهم
(سأتركك لتدرس الآن)
لوّحت إليه ليبتسم ثم لوّح إليها هو الآخر و اقترب من مكتبه ليجلس خلفه
____________
" هل تركنا الباب مفتوحاً؟!"
تساءلت كاثرين بإستغراب حين رؤيتها البوابة الخارجية لمنزل ييشينغ مفتوحة فانعقد حاجبيه و سبقهم بخطواته بحذر... يذكر أنه أغلقها صباحاً قبل مُغادرته
"عُذراً، لا أحب أن أقف كثيراً"
بأسف غير صادق تحدث مين جونغ الذي كان يجلس على مقعد حديقة منزل ييشينغ
" هذه جريمة، لقد اقتحمت منزلي"
"و اعتذرت"
رفع كتفيه بلا مُبالاة ثم أمال برأسه نحو جونغداي
" التقينا مُجدداً"
قطب جونغداي حاجبيه ليُمسك بيد جيون بقوة
" اتصلي بالشرطة كاثرين "
ييشينغ أشار إلى كاثرين فأخرجت هاتفها سريعاً حينها تقدم منها مين جونغ وجذب الهاتف من يدها فدفعه ييشينغ ليسحب الهاتف من يده
" لا تتخطى حدودك"
"أريد السلام ،أرغب بالتحدث مع أختي فقط...أعتقد أن ما لدي لقوله لن ترغب بأن يسمعه أحد آخر"
أشار ييشينغ بيده إلى كاثرين و الطلاب أن يدخلوا ففعلوا ذلك عدا جونغداي الذي بقى هناك و أبى أن يترك يد جيون
" سأترك الباب مفتوحاً إن حاول تخطي حدوده سأُهشّم عظامه قبل أن أسلمه للشرطة "
دفع مين جونغ قبل أن يدخل فقهقه الآخر ثم تقدم من جيون ليجذبها جونغداي كي تختبئ خلفه
"ما خطبك يا فتى؟ كيف سأتحدث معها؟"
"من مكانك"
أشار له جونغداي بعينيه حيث يقف فقلب مين جونغ عينيه ثم أومأ بلا مبالاة
" وقعي هذه الورقة "
مد ورقة نحو جيون فأطلت جيون بعينيها من خلف جونغداي لتنظر إلى الورقة ثم رفعت عينيها إلى مين جونغ
"ما هذه الورقة؟"
"رأيت أنكِ مشغولة بهذه المسابقة المزيفة و عامكِ الأخير لذا فكرت بأنني يجب أن أدير أعمال والدك إلى أن تكوني ناضجة بما يكفي لتفعلي ذلك "
تحدث ببراءة مزيفة لينظر إلى الورقة ثم مدها إليها مُجدداً
" هذا توكيل لي لإدارة كل شيء و حق بيع أي شيء "
" هل فقدت عقلك ؟"
هتفت بعدم تصديق ليتنفس بعمق
" اسمعي أيتها المريضة، لم آتي إلى هنا لأترجاكِ لذا لن أغادر حتى توقعي هذه الورقة "
اقترب منها فوقف جونغداي بوجهه
" ابتعد أنت الآخر قبل أن..."
"ماذا ستفعل ؟"
رفع جونغداي حاجبيه بجدية فأمسك مين جونغ بياقته
" سأُفسد حياتكما، لن أخبر أصدقائك فقط بأمر المسابقة المزيفة بل سأجعل والدتك تتعفن بالسجن و أدمر حياة جميع أصدقائكما "
ترك جونغداي يد جيون و دفع مين جونغ ثم لكمه بقوة فخرج تشانيول سريعاً كي يدافع عنه، حينها لحق به سيهون و ييشينغ بقلق
أحاط تشانيول جسد مين جونغ حين حاول لكم جونغداي، و ييشينغ اتصل بالشرطة التي وصلت سريعاً
وقف ييشينغ مع الشُرطي يُقدم بلاغاً ضد مين جونغ الذي اقتحم منزله و حاول التهجم على بعض المراهقين في حين كان يقف تشانيول في مكانه ينظر إلى الأرض بشرود
عاد ييشينغ إليهم ليدخلوا إلى المنزل فنبس تشانيول بتردد
"صوت جيون كان عالياً لذا قلقت عليكما و اقتربت من الباب... لم أقصد التنصت على حديثكم"
تبادل جونغداي النظرات مع جيون بقلق فحرّك تشانيول عينيه بينهما و قهقه بتوتر
"ما كان مقصده بـ...بأن هذه المسابقة مزيفة؟"
To be continued.....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top