28

Start

"كيف أتيت إلى هنا؟"

خرج بيكهيون من بين أصدقائه و اقترب من والده ليقف أمامه بإبتسامة واسعة ،و بالكاد يسيطر على حماسه

قلب بيكهيون كما عقله كانا صاخبين فهو لم يعتقد أن يرى والده بأي وقت قريب لكن ها هو يقف أمامه بشكل مفاجئ

" ألم تشتق إليّ؟"

نقر والده أنفه فجفل بيكهيون ليضحك بإحراج

"جدي يعرف أنك هنا ؟"

"يبدو أنك لن تبادر بعناقي"

قلب والده عينيه و اقترب منه ليعانقه فأحاط بيكهيون خصر والده ليدفن وجهه بعنقه

" روحي الضائعة ها قد عادت"

همس والده بتنهيدة عميقة ثم دفع بيكهيون بلطف كي يبتعد عنه فرفع الأصغر عينيه نحو والده و هو يضم شفتيه بحماس يكتمه

" اشتقت إليك كثيراً "

أحاط والده وجنتيه ليضع قبلاً عشوائية عليه جعلت بيكهيون يُقهقه لشعوره بالدغدغة فاهتزت شفتي جونغداي بعبوس في حين أخفض كيونغسو عينيه بإبتسامة منكسرة

" من الجيد أنني لحقت بك، الطريق كان مزدحماً و الطائرة تأخرت، يا إلهي كان يوماً صعباً"

" هل أتيت من المطار مباشرةً إلى هنا؟"

ارتفع حاجبي بيكهيون بتفاجؤ ليومئ والده ثم قهقه

" إذا عدت إلى المنزل أولاً سيبدأ أبي بالتحدث عن العمل و لن ينتهي هذا بوقت قريب، و أنا أتيت إلى هنا فقط لرؤية صغيري "

نقر أنف بيكهيون مُجدداً فأمسك بيكهيون بيده

" هل أتيت من أجلي؟ "

ابتسم والده ليومئ ثم عبث بشعر بيكهيون بلطف

" أردت حضور مسابقتك و أيضاً أن أكون بجانبك خلال فترة امتحاناتك لذا أتيت...بالطبع أبي سيوبخني لكن إن حصلت على ابتسامة من هذا اللطيف سأكون بخير"

قرص وجنة بيكهيون فزم بيكهيون شفتيه ليقلب عينيه بسعادة

" لنتناول العشاء سوياً قبل أن يتم توبيخي"

أومأ بيكهيون بقوة ثم التفت نحو الآخرين

" مُعلمي، هل يمكنني المغادرة مع أبي؟ "

أومأ ييشينغ

" بالطبع "

" اااه عُذراً، لم أرى بيكهيون منذ أشهر طويلة لذا اندمجت بالحديث معه"

أحاط كتفي بيكهيون لينظر إلى ييشينغ

" المعلم ييشينغ؟ "

أومأ ييشينغ و تقدم منه ليُصافحه والد بيكهيون

"بيكهيون تحدث كثيراً عنك ،في الواقع لقد تحدث عن الجميع و كيف أنكم تعاملونه بلطف"

لوى بيكهيون شفتيه بخجل لينسحب من أسفل ذراع والده ثم أشار إلى أصدقائه

" إنهم أصدقائي أبي"

أمال والده برأسه لينظر خلف ييشينغ ثم ضيّق عينيه

" أعتقد أن هذه فرصة رائعة لأتعرف على الجميع "

أعاد نظراته إلى ييشينغ

" أتمنى أن تقبلوا دعوتي إلى العشاء "

____________

اصطحبهم والد بيكهيون إلى مطعم بسيط كي يشعر المراهقين بالراحة

و حول الطاولة الطويلة ترأسها ،ييشينغ جلس مُقابلاً له و على جانب ييشينغ جلست كاثرين بينما بيكهيون جلس بجانب والده و بجانبه يجلس جونغداي الهادئ

" رأيت لقاءً لك من قبل، في الواقع تبدو أكثر لطافة خلف الشاشة"

سيهون نبس بصدق فابتسم والد بيكهيون ليتكئ بمرفقيه على الطاولة و هو يميل نحو الأصغر الذي يجلس على جانبه الآخر

" سيهون ،أليس كذلك؟"

أومأ سيهون بإبتسامة واسعة

" إن كنت ليناً في مكان عملك أو أمام الآخرين ستكون فريسة سهلة "

" ااه لذا كنت تتحدث و أنت تعقد حاجبيك هكذا"

عقد سيهون حاجبيه يُقوم بتقليده فنكزه تشانيول بمرفقه كي يلتزم الصمت لكن والد بيكهيون لم ينزعج منه بل ضحك معجباً بالأصغر

" لا بد أنني كنت بمزاج سيئ ،من المرهق أن تعمل في بلد آخر و هناك الكثير من المنافسين من حولك يكيدون لك المكائد "

تنهد ليهز رأسه إلى الجانبين ثم التفت إلى الآخرين

"آمل أنكم لا تشعرون بعدم الراحة في وجودي، أنا شخص لطيف لذا لا تقلقوا"

ابتسموا الصغار نحوه فأمال جونغ إن برأسه لينظر إلى والد بيكهيون

" أذكر أن أحداً من عائلة بيون أتى إلى قريتنا من قبل "

" ااه كان هذا أخي"

"إنه متغطرس"

تحدث سيهون بصراحة فضحك والد بيكهيون بصخب

" أنت صريح للغاية "

" إن كان لا يخجل من التعامل مع الآخرين بتعالي فلم يجب أن أقول بأنه ودود أو متواضع ؟سكان القرية ظلوا يتحدثون عن أسلوب تعامله السيئ لسنوات "

رفع سيهون كتفيه ببساطة فأومأ والد بيكهيون يوافقه

" هل تشعرون بالتوتر أن المسابقة تقدمت؟"

تساءل بإهتمام و هو يمرر عينيه بين المراهقين فتولى ييشينغ الإجابة عنهم

" يكفي أن يبذلوا قصارى جهدهم ،أعتقد أن هذا نجاح في حد ذاته "

" هذا صحيح ،في الواقع لا تهم النتيجة كثيراً ما يهم أن تحافظوا على صحتكم البدنية والعقلية "

ربت على كف بيكهيون ليبتسم إلى والده

" لكن لا أعتقد أننا سنخسر، لدينا فريق قوي كما أنني أثق كثيراً بصوت جونغداي و بيكهيون...ألا يجب أن نفوز بسببهما ؟"

ضحك تشانيول بخفوت فاتسعت أعين سيهون ليتجمد بيكهيون بفزع

" صوت..بيكهيون ؟"

تساءل والد بيكهيون بتقطع و التفت نهاية حديثه إلى بيكهيون يبتسم نحوه بإستغراب فابتلع بيكهيون ريقه بصعوبة

" سيُشارك بيكهيون في مسابقة الغناء مع جونغداي، كان جونغداي وحده من سيتولى هذا الأمر لكن لاحقاً اكتشفنا أن بيكهيون يمتلك صوتاً... اممم لا أعرف كيف أصفه ،إنه خيالي"

أثنى تشانيول على صديقه فأومأ سيهون يوافقه...بعد كل شيئ فُضح صديقه لذا حان وقت التفاخر بموهبته

أخذ سيهون يتحدث عن صوت صديقيه، و كيف أن لا أحد قادر على منافستهما

والد بيكهيون أنصت له بهدوء بينما يبتسم بين الحين و الآخر بزيف فيقبض بيكهيون كفيه بتوتر كلما لاحظ ذلك

بعد العشاء خرجوا جميعاً من المطعم فانحنى ييشينغ إلى والد بيكهيون بإحترام وهو يصافحه

"إن أردت يمكنك أن تقل بيكهيون إلى منزلي صباحاً بوقت باكر قبل أن نغادر"

"لا داعي لذلك، لكنني أريد اصطحابه إلى مكان ما و بعدها سأقله إلى منزلك"

"لا توجد مشكلة"

غادر ييشينغ مع الطلاب تاركاً بيكهيون مع والده، و ما إن اختفوا من أمامهما التفت والد بيكهيون إليه

" إنهم لطيفين "

همهم بيكهيون ليلحق بوالده حين تحرك من مكانه واضعاً كفيه بجيوب معطفه

" لمَ لمْ تُخبرني أنك ستُشارك بمسابقة الغناء ؟"

" هذا.. "

تمتم بيكهيون ليحك كفيه معاً بتوتر فتنهد والده بعمق ثم اعترض طريق بيكهيون

" لم ترغب بإخباري ؟"

"لا، أنا فقط لم... "

حاول بيكهيون التبرير لكنه لم يجد ما يقوله فقضم سُفليته بعبوس

"لا أحب حين تُبدي خوفك مني "

نبس بضيق ليهز بيكهيون رأسه إلى الجانبين

"أنا لا أخاف منك أبي"

"بلى تفعل، بيكهيون أنا لست كوالدي لذا لا تخشى إخباري بأي شيء...هل تعتقد أن أمراً بسيطاً كهذا سيُزعجني؟"

أمال برأسه بتساؤل ليرتفع حاجبي بيكهيون بتردد

"لست غاضباً ؟"

" بالطبع لا ، لا يوجد ما يدعو إلى الغضب"

قرص أنف بيكهيون بلطف مُعلّقاً

" أنا حتى لم أغضب أنك ذهبت إلى مركز الشرطة "

شهق بيكهيون واضعاً كفيه أمام شفتيه فقهقه والده على ردة فعله

" هل عرفت؟"

"بالطبع ،جدك قام بتوبيخي لساعتين متواصلتين...لست واثقاً هل كان أقل أو أكثر من ذلك لأنني كنت مرهقاً و وقعت نائماً حينها"

عبست شفتي بيكهيون و أخفض رأسه فوضع والده يده أسفل ذقنه ليرفعه قليلاً كي ينظر إليه

" ما الخطب بيكهيون؟"

تنهد بيكهيون بضيق فرفع والده حاجبيه

" يمكنك أن تخبرني بما يُزعجك "

" لا أريد أن تكرهني "

" أكرهك ؟! "

قهقه والده بصدمة ليومئ بيكهيون

" أخشى أن أتسبب بإفساد العلاقة بينك و بين جدي، حينها أنت ستكرهني و أنا لا أريد أن..."

"بيكهيون ،بيكهيون "

همس بلطف يقاطع بيكهيون ثم أحاط وجنتيه

" لا يُمكنني أن أكرهك  ،هذا مستحيل، أنت لست ابني فقط بل أنت ابن المرأة الوحيدة التي أحببتها بصدق ،أنت هدية ثمينة تركتها لي قبل رحيلها لذا لا يمكنني أن أكرهك أبداً "

حرك ابهاميه على وجنتي بيكهيون بلطف ليُكمل

"علاقتي أنا و أبي أنا من أفسدتها في الماضي حين عارضته و تزوجت بوالدتك...كنت ناجحاً طوال حياتي كي يفتخر بي لكن زواجي من والدتك كان أمراً يخصني لذا لم أرغب بأن يتدخل به أحد و منذ ذلك الحين مهما فعلت لن يرضى عني أبي.."

"و هل ندمت على زواجك من أمي؟"

رفع حاجبيه يتساءل بتردد فابتسم والده بحب

" بالرغم من أنها تركتني باكراً و لم نقضي الكثير من الوقت معاً إلا أنني مازلت سأختارها إن عاد بي الزمن "

" هل كنت تحبها كثيراً ؟"

همهم والده ليحيط كتفيه بينما عاد ليسير بجواره بخطوات بطيئة

" أكثر مما تتخيل ،كانت ملاكاً من المستحيل أن لا تقع بحبها...أتعلم ؟! بالرغم من كوني كنت لعوباً و أحب العبث في الأرجاء لكن منذ أن وقعت بحب والدتك و حتى هذه اللحظة لم تجذبني امرأة أخرى...حينها اكتفيت بها و الآن أنا أشعر بالاكتفاء بالذكريات التي تركتها لي...أنت أيضاً تُذكرني بها لذا مستحيل أن أكرهك أيها الشقي "

قبّل وجنة بيكهيون بقوة ثم تنهد لينظر إلى الطريق أمامه

" لن يُغضبني شيئاً سوى رؤيتك حزيناً أو مريضاً لذا أريدك أن تكون دائماً بخير بُني...هذا كافٍ ليجعلني سعيداً "

أومأ بيكهيون ليسترق نظرة جانبية إلى وجه أبيه ثم قلب عينيه نحو الطريق أمامه بتردد

" حين تتخذ أي خطوة طالما لن تؤذيك فصدقني سأكون إلى جانبك لذا لا تُفكر في أبي أبداً... "

التفت إلى بيكهيون نهاية حديثه ليعقد حاجبيه بإستغراب ثم توقف عن التقدم ليتوقف بيكهيون هو الآخر

"هل يوجد خطب ما ؟"

قضم بيكهيون سُفليته بتوتر ليتنهد والده

"يا فتى، هل أترجاك لتُخبرني بكل ما يدور في رأسك؟ "

" لا، لا "

نفى بيكهيون سريعاً ليعقد أنامله معاً بتردد

"لكن تذكرت أمراً ما و كنت أفكر...أفكر إن كان بإمكانك مُساعدتي"

رفع حاجبيه نحو والده ليتنهد الآخر

" و إن لم يكن بإمكاني ذلك فمن لديه القدرة على مساعدة ابني الوحيد عداي؟ "

______________

دخل كيونغسو إلى المنزل، و ما أن أغلق الباب أحاطته الوحدة و عانقه الصمت

صعد إلى غرفته ليُبدّل ثيابه ثم جلس خلف مكتبه كي يدرس، رغم أن والديه ليسا هنا، و لا أحد يدفعه إلى الدراسة لكن هذا كان أفضل من الإستسلام لأفكاره

لا يريد أن يبدأ عقله في المقارنة بين عائلات أصدقائه و عائلته كي لا يُصيب نفسه بداء سيئ كالحسد

يوماً ما سيحصل على ما يستحقه من الحب

_____________

عقد بيكهيون يديه خلف ظهره ،جسده كان يميل إلى الأمام و الخلف بينما يرفع حاجبيه بترقب ينتظر ليُبدي والده ردة فعل حول ما قال

في حين كان الآخر ينظر إلى الأرض عاقداً حاجبيه

" لأكون صريحاً معك.."

انقبض قلب بيكهيون بفزع حين بدأ والده الحديث بنبرة لا تُبشر بالخير فابتلع ريقه قبل أن يُهمهم إليه ينتظر أن يُكمل

" هذا الأمر يبدو مُعقداً و أنا لن أبقى هنا طويلاً لذا لا أظن أنني سأكون قادراً على تتبع التطورات بشأن هذه القضية"

لوى بيكهيون شفتيه بعبوس ليومئ إلى والده

" لكن لا تقلق فأنا أثق بالمحامي سونغجاي لذا هو سيتولى هذه القضية"

"هذا يعني أنك ستُساعدهما؟"

تساءل بيكهيون بحذر فقهقه والده بإستغراب

" بالطبع ،لقد طلبت مني ذلك فهل تعتقد أنني لن أفعله ؟! "

أخرج هاتفه لينظر إليه

" سأتصل بسونغجاي الآن لأُطلعه على الأمر، و سأحاول في وقت قريب أن أصطحبه إلى القرية ليلتقي بالفتاتين لكن لأرى أولاً كيف يمكنني أن أهرب من جدك كي لا يعرف شيئاً عن هذا الأمر"

____________

ابتسم جونغداي بزيف حين مر بصالون والدته قبل أن يصعد إلى غرفته، لم يبقى في الخارج مع جيون ككل مرة و لم يصطحبها إلى منزل هيبا ما جذب انتباه والدته و أقلقها عليه

" بيكهيون "

نادت الأصغر حين أوشك على الصعود إلى الأعلى هو الآخر فعاد إليها

" مرحباً خالتي"

"مرحباً "

ابتسمت إليه بإيماءة بسيطة ثم أشارت بعينيها نحو الأعلى

"هل جونغداي بخير ؟"

زم بيكهيون شفتيه في خط مستقيم لينظر نحو الدرج بتردد

"في الواقع...يبدو أن هناك أمراً قد حدث بينه و بين والده، لم يُخبرنا بشيئ لكن حين أتى ميونغداي إلى مركز التدريب طرده جونغداي، لم يُشبه أبداً جونغداي الذي نعرفه"

أغلقت عينيها بضيق و أومأت إليه بتفهم

" سأتحدث معه"

" سأكون في مطعم السيدة بارك حتى تتحدثا براحة "

"شكراً لك "

عانقته بإمتنان ثم صعدت إلى الأعلى في حين توجه بيكهيون إلى مطعم السيدة بارك ،جلس خلف إحدى الطاولات ليُشابك يديه معاً ثم تلفت حوله باحثاً عن هيبا لكنها لم تكن هناك

دفعت شين هي باب غرفة جونغداي بحذر ثم اقتربت منه لتجلس على السرير خلفه

" صغيري "

همست لتضع كفها على كتفه فالتفت جونغداي لينظر إليها بأعين لامعة

"ماذا حدث ؟"

مررت أناملها على جبينه برقّة فهمس بضيق

" أحبكِ أمي"

همهمت بإيماءة بسيطة لتضع قبلة طويلة على رأسه

" أنا أيضاً أحبك ،طفلي الثمين"

اهتزت شفتيه بعبوس فاقترب من والدته ليضع رأسه فوق فخذيها ثم أحاط خصرها بذراعيه ليدفن وجهه ببطنها

" لقد اعتنيتِ بي جيداً، أنتِ أفضل أم في العالم ،أنا محظوظ بكِ"

قضمت شين هي سُفليتها بعبوس حين ارتجفت نبرته ببكاء ،همهمت إليه بخفوت ثم مررت أناملها بشعره

" آسفة لأنني طلبت منك أن تعود إليه"

أومأ ضد بطنها دون أن يبتعد عنها فزفرت بإرتجاف لتميل نحو رأسه و تركت عليه قبلة رقيقة

_____________

" هل يمكنني أن أجلس هنا؟ "

كيونغسو انحنى بجذعه قليلاً نحو جونغداي الذي يجلس في منتصف المنطقة الزراعية يختبئ خلف الزرع الطويل فمسح جونغداي على عينيه و التفت ينظر إلى الجانب الآخر

جلس كيونغسو ليمد زجاجة عصير نحوه قائلاً

" النعناع ،طعمه سيئ"

رمق جونغداي الزجاجة لبضعة لحظات ثم عقد حاجبيه قبل أن ينظر إلى كيونغسو فرفع زجاجة أخرى أمام عينيه

"هذه لي"

"لم أحضرت لك الفراولة و أنا النعناع ؟"

تساءل بصوتٍ متحشرج ليلتقط الزجاجة من يد كيونغسو

"أشعر بالفراغ و حرقة النعناع تزيد الأمر سوءاً لذا أريد شيئاً لطيفاً...أما أنت ستجد ما هو أسوأ من حزنك ما إن تتناوله"

"هل تقارن بين حزني و عصير النعناع ؟"

ضيّق جونغداي عينيه بإنزعاج فأشار له كيونغسو نحو الزجاجة

" فقط تناوله لأنني لا أعرف كيف أواسي أحداً "

رفع كيونغسو الزجاجة ليشرب منها القليل فالتفت جونغداي ينظر من حوله

" يقفون بعيداً...."

أعاد جونغداي نظراته إليه فأكمل كيونغسو

" و...في الواقع لقد قمت بتهديدهم كي لا يضيقوا الخناق من حولي ،إن عرف أبي بذلك سيقتلهم و أنا معهم "

" لا تُقارن آلامك بآلام أحد حين تحاول مواساته أيها الأحمق"

صفع جونغداي مؤخرة رأسه بإبتسامة مرهقة فهمهم كيونغسو

"لا أقوم بالمقارنة...لكنك محظوظ"

" هل تعلم أنه أهانني؟ "

جونغداي رفع حاجبيه بضيق فهمهم كيونغسو بالنفي

" لم يكن له وجود في حياتك لذا لم تتوقع منه شيئاً، ربما جرحك بتصرفاته أو حديثه لكن لماذا تفكر بشأنه ؟من يكون هو ؟كان سبباً في ولادتك فقط لكن لم يكن له أي دور في حياتك، والدتك هي من قامت بدور الأب و الأم أما هو فلا قيمة له لذا لا يجب أن يكون لتصرفه أي قيمة"

" لكنه كان مؤلماً "

تنهد جونغداي بضيق ليومئ كيونغسو

" بالطبع سيؤلم ،أنت تمتلك مشاعر في النهاية و إن قال أحدهم شيئاً قاسياً سيؤلمك هذا لكن هل إهانته تنطبق عليك...هل كان محقاً في أي مما قاله؟ "

أخفض جونغداي عينيه بتفكير قبل أن يُهمهم بالنفي

" شعرت أنني بلا قيمة أمامه، فقط لأنه يمتلك أموالاً فأنا حثالة بالنسبة له "

" من قال أنك بلا قيمة؟ والدتك تحبك، يمكننا رؤية أنك تمثل الحياة بالنسبة لها...منذ تعرفت على جيون و لم أرها بهذه السعادة أبداً "

التفت ليُقابل جونغداي ثم أكمل

"كنت هنا تقريباً بهذا المكان حين أتيت و عانقتني رغم أنني كنت المخطئ بحق سويون لكنك رأيتني حزيناً فأتيت و عانقتني...أتعرف ؟"

رفع كيونغسو حاجبيه نحو صديقه ثم ابتسم بقهر

" أمي لم تُعانقني يوماً لمواساتي لذا عناقك لي كان ذو معنى...ليس أنا فقط أو جيون لكن حتى أصدقائك منذ الطفولة لا يشعرون بالراحة لرؤيتك بهذه الحالة...لم تكن مجرد صديق جونغداي ،أنت الشخص الآمن و المُريح للجميع "

ابتسم ليُربت على رأس جونغداي

"إن كان هناك خاسراً فليس سوى ذاك الرجل الذي قلل من شأنك، أثق بأنه شخص سيئ و عوقب بتركك فهو لا يستحق ابناً مثلك "

" أنت تجعلني أرغب بالبكاء "

همس جونغداي ليرفع عينيه الحمراوتين بينما كفه الحُرة مرر أناملها أسفل عينيه يمحو دموعه قبل أن تلوث وجنتيه مُجدداً

" أعرف أنني سيئ بالمواساة لكن ما قُلته ليس سوى الحقيقة ،أنت شخص رائع جونغداي...لن تُحدد قيمتك الأموال ،اااه سمعت في مكان ما أنه لا يهم من تكون لكن ما يهم هو من تكون"

انعقد حاجبي جونغداي بخفة لينظر إليه فابتسم كيونغسو موضحاً

"لا يهم من تكون عائلتك أو ما مستواك الإجتماعي لكن ما يهم هو ذاتك الحقيقية "

" أين سمعت ذلك ؟"

تمتم جونغداي بعدم اقتناع فرفع كيونغسو كتفيه ثم أخفض رأسه بإبتسامة حين مرت صورة سويون بذهنه في لمحة سريعة

"ربما أحد الكتب الفلسفية، لا أعرف لكنها تبدو كجملة واقعية...من يُعانق الآخرين، من يقوم بمواساتهم، من يقف بجانبهم وقت المحن ،ومن يشاركهم الأحزان و الأفراح ليس المال أو الخلفية العائلية بل قلبك النقي و الذي يمثل ذاتك الحقيقية"

ضحك كيونغسو بخفوت

" فليُعانق أمواله حين يشعر بالحزن لكن لا تمنحه صدرك أبداً ليتكئ عليه براحة "

ابتسم جونغداي حين قصد كيونغسو والده بحديثه ثم تنهد ليرفع زجاجة العصير و ارتشف الكثير منها دفعة واحدة

" كيونغسو"

تذمر جونغداي بملامح متقززة ثم قهقه و هو يبعد زجاجة العصير عن فمه

"طعمه سيئ "

وضع جونغداي كفه أمام شفتيه بقهقهات مصدومة يحاول استيعاب بشاعة الطعم الذي سيطر على فمه فضحك كيونغسو يُبرر

"ليس سيئاً للغاية ،على الأقل جعلك تضحك"

"لا تحاول مواساتي مُجدداً أيها الأحمق"

دفع كتف كيونغسو ليضع زجاجة العصير جانباً ثم مسح لسانه بكم قميصه بتقزز

"خذ"

ناول زجاجة عصير الفراولة إلى جونغداي ليرمقها الأخير بضعة لحظات قبل أن يلتقطها منه

تناول ما بها كي يتخلص من الطعم السابق و بينما كان منشغلاً بزجاجة العصير التي يحملها، رفع كيونغسو ذراعيه بتردد ليهمس

"ترغب بعناق ؟"

حرك جونغداي عينيه نحو ذراعي كيونغسو، و تدريجياً نمت ابتسامة لطيفة على شفتيه و اقترب منه ليُعانقه

_____________

"بيكهيون"

شين هي نكزت النائم كي يستيقظ ففرّق بين جفونه لينظر إليها ثم استقام بجذعه سريعاً حين رؤيتها أمامه ليحك مؤخرة رأسه بإحراج ظناً منه أنه أطال بغفوته لكن سرعان ما لمح جونغداي بجواره نائماً فعقد حاجبيه بإستغراب

"والدك هنا"

ارتفع حاجبي بيكهيون ليتلفت حوله باحثاً عن هاتفه ثم خرج من الغرفة ليلحق بها إلى الأسفل

وجد والده يجلس مع محامي العائلة بمطعم السيدة بارك بينما يتحدثان فتقدم من والده ليقف الآخر سريعاً

"صغيري"

عانق بيكهيون ثم قبّل وجنته بقوة ليبتعد عنه

"اشتقت إليك "

" أتيت بسرعة، هل جدي يعرف أنك هنا ؟"

همس بيكهيون بقلق فأحاطه والده بجانبية ليهمس بأذنه

"دعني لا أذكر أمام الآخرين كيف قام بتوبيخي"

قهقه والده ليضحك بيكهيون بخفوت ثم صافح المحامي سونغجاي و جلس معهما

" لقد أطلعت سونغجاي على كل شيئ لكنه بحاجة إلى أن يتحدث مع الفتاتين "

أومأ بيكهيون لوالده فتحدث سونغجاي يُطمئن بيكهيون

"لا تقلق ، لقد تعاملت مع هذا النوع من القضايا من قبل وليس بالأمر الصعب"

"هل قد تُسجن الفتاتين؟"

"بالطبع لا، إنهما ضحيتين لكن الأمر يستغرق بعض الوقت قبل استخراج الأوراق الرسمية لهما فيجب أولاً إثبات النشاط المشبوه لدار الأيتام ثم تحديد هوية الفتاتين و كيف دخلا منذ البداية إلى هناك "

أجاب سونغجاي على سؤال بيكهيون بإبتسامة بسيطة ليومئ بيكهيون براحة ثم استأذن منهما و توجّه إلى المطبخ حيث كانت تقف تشانسوك مع السيدة بارك

" عُذراً "

حك كفيه معاً بتوتر حين التفتتا نحوه

" تُريد شيئاً ما بيكهيون؟ "

ابتسمت السيدة بارك نحوه بلطف فاقترب منها ليقف أمامها بخجل

"في الواقع، أبي و محامي العائلة هنا ليتحدثا مع تشانسوك و هيبا بشأن ما حدث في دار الأيتام"

تبادلت السيدة بارك النظرات مع تشانسوك ثم أعادتا نطراتهما إلى بيكهيون

"أعتذر لأنني لم أخبركم أولاً لكن وجدت فرصة لأتحدث مع أبي بهذا الأمر و لم أرغب بتركها... آسف إن كان هذا مُزعجاً "

" لا، هو ليس مُزعجاً على الإطلاق لكن تشانيول... "

أمسكت السيدة بارك يديه بلطف و التفتت إلى تشانسوك مُجدداً ثم تنهدت

" سأُخبر تشانيول أيضاً كي لا يغضب لاحقاً "

أومأ إليها فانسحبت نحو الأعلى حيث كان تشانيول نائماً بمنزله في حين اقتربت تشانسوك من بيكهيون لتهمس بتوتر

" هل هناك فرصة لنعيش حياتنا بصورة طبيعية؟"

"لا تقلقي، سيبذل المحامي سونغجاي قصارى جهده لإستعادة حريتكما "

زفرت بعمق و هي تومئ إليه ثم ابتسمت

" شكراً لك بيكهيون"

"لا تقولي هذا، نحن أصدقاء أليس كذلك؟"

أومأت بقوة ليميل برأسه بتساؤل

"أين هيبا؟"

"لم يكن هناك زبائن لذا غادرت لتحصل على قسط من الراحة، سأذهب لأُخبرها "

" أحضريها معكِ فالمحامي يرغب بالتحدث معكما"

همهمت قبل أن تخرج من هناك فعاد بيكهيون ليجلس بجوار والده حتى رأى تشانيول ينزل مع والدته عابساً، يعقد حاجبيه و آثار النوم ظاهرة على وجهه

"مرحباً "

انحنى تشانيول إلى والد بيكهيون و المحامي معه ثم التفت إلى بيكهيون لينتفض الأخير بتوتر من نظراته لكن سرعان ما التفت كلاهما نحو تشانسوك التي دخلت لتوها مع هيبا

بدت هيبا هي الأخرى عابسة و منزعجة على عكس تشانسوك التي بدت متحمسة و سعيدة

" هذه تشانسوك، و هذه هيبا"

بيكهيون عرّف بالفتاتين إلى والده فابتسم و استقام من مكانه ليُصافحهما ثم أشار لهما أن تجلسا ففعلتا ذلك

" لقد أخبرني بيكهيون بشأن ما حدث بدار الأيتام لذا أتيت مع السيد سونغجاي اليوم فهو يرغب بمعرفة بعض التفاصيل التي قد تساعده بالقضية "

" لماذا؟ "

هيبا سألته بجدية لينظروا إليها، و حينها جعد بيكهيون ملامحه بضيق مُدركاً أنها منزعجة الآن و قد تفسد الأمور

"لم أفهم السؤال "

قهقه والد بيكهيون بإستغراب فرفعت كتفيها و أخفضتهما بحركة بسيطة

" لماذا قد تساعدنا؟ ما المقابل لهذا؟ "

انعقد حاجبي والد بيكهيون بإبتسامة لينظر إلى ابنه موضحاً

"لأنكم أصدقاء بيكهيون أولاً، و ثانياً لأن ما حدث كانت جريمة بحقكما "

أعاد نظراته إلى هيبا حين سألته مُجدداً

"مازال هناك سؤالاً آخر لم تُجب عنه سيدي"

"هيبا"

بيكهيون همس بضيق لتنظر إليه

" قضية كهذه ليست بسيطة، نحن حاولنا من قبل و نعرف أنها ليست كذلك لذا إن كان الهدف هو الشهرة و لتظهروا أمام العامة كأبطال فأنا أرفض ذلك، أنا لن أكون أداة يستغلها الآخرين مُجدداً"

ضم بيكهيون قبضتيه بغضب و أغلق عينيه بقوة ليخفض رأسه

"هيبا لا تقصد شيئاً بقولها ذلك، إنها حذرة فقط "

تشانسوك بررت حديث الأخرى فهمهم السيد بيون و ابتسم

" لا بأس، أتفهم موقفها لكن أعتذر فهذا مبرري الوحيد لتصرفي هذا...بيكهيون طلب مني مساعدة أصدقائه و أنا لم أكن لأرفض طلبه لكلا السببين المذكورين سابقاً"

"لكن هذه القضية ستُكلف الكثير، و هذا سبب تأجيلنا لها"

تشانيول نبس بجدية ليُلقي نظرة سريعة نحو بيكهيون

"و أعتقد أن بيكهيون يعرف هذا جيداً "

" المال ليس مشكلة، كل ما يهم الآن هو أن نساعد الفتاتين و الضحايا الأخرى "

تدخل هذه المرة المحامي لينظر إليه تشانيول

" أعتذر لكنه مشكلة بالنسبة لي، مازلت طالباً بالمدرسة و ما يأتي من المطعم بالكاد يُغطي تكاليف الحياة اليومية لذا لا يُمكنني أن أتكلف بمسؤولية القضية في هذا الوقت "

" سأتكلف بكل شيئ لذا لا تقلق، و قبل أن يسأل أحد فهذا لأنكم أصدقاء بيكهيون"

السيد بيون تحدث من جديد ليبتسم بلطف نهاية حديثه فهمهم تشانيول بتفهم

" أُقدّر هذا سيدي لكن نحن و بيكهيون أصدقاء أما هذه القضية يجب أن تتكلف بها العائلة لا الأصدقاء "

" و أنا لا أمانع هذا تشانيول "

بيكهيون هذه المرة تحدث بجدية لينظر إليه تشانيول

" لكنني أمانع، إن وافقت الآن سيبدو الأمر و كأنني أستغل صداقتنا لمصالح شخصية، حتى و إن لم ترى أنت ذلك فسيكون الأمر هكذا بنظري و لن أشعر بالراحة في علاقتنا، ربما أفقد احترامي لنفسي حينها أيضاً "

تنهد بيكهيون بعمق و هو يتبادل النظرات مع صديقه، هيبا بدت راضية بما قاله تشانيول لذا تشانسوك لم ترغب بأن تُبدي إحباطها لهم و اكتفت بالصمت

" يتقدم عمر الفتاتين و من حقهما أن تحصلا على حريتهما، و كذلك ستستغرق دراستهم وقتاً طويلاً لذا...إنها فرصة جيدة "

تحدث سونغجاي من جديد فطرق السيد بيون بيده على الطاولة

"حسناً، لنعقد صفقة"

حركوا أعينهم نحوه لينعقد حاجبي بيكهيون بعدم فهم

"صفقة ماذا أبي؟"

" لا يجب أن يدفع تشانيول المال في قضية لا يعرف نتيجتها، لذا في الوقت الحالي دعنا نتابع القضية و ما إن تنتهي لصالحنا أعدك أنني سأقدم لك تفاصيل التكاليف المدفوعة طوال فترة استمرار القضية، و لنوقع عقداً يضمن لك ولي أنك ستقوم بتسديد هذه التكاليف لي "

" سيد بيون، سيستغرق هذا وقتاً طويلاً لـ... "

" تشانيول هلا تحدثنا؟ "

بيكهيون قاطعه بنبرة عالية وهو يقف من مكانه ليخرج من المطعم فلحق به تشانيول، وقف بيكهيون و تكتف ليقف الآخر مقابلاً له

" ما خطبك؟ "

" بل ما خطبك أنت بيكهيون؟ كيف لا تُخبرني بشأن ذلك؟"

عاتبه تشانيول بإنزعاج ليتنهد بيكهيون

" أبي طلب مني أن أخبره بما أريد وهذا ما خطر برأسي حينها، لم أرغب بأن أخبرك وأنا لا أعرف ان كان سيأتي أبي حقاً أو قد يمنعه جدي...لكن ها هو فلماذا ترفض أنت؟ "

صرخ بهمس نهاية حديثه ليقترب منه تشانيول يهمس بإنفعال هو الآخر

"لقد أخبرتك أسبابي بالفعل، لا يُمكنني أن أستغل صداقتنا "

" هذا ليس استغلالاً، و بالرغم من ذلك قدم أبي عرضاً لك فلماذا ترفضه؟ "

" لأنني غير قادر على التسديد بأي وقت قريب، كنا نعرف بأن الأمر سيستغرق سنوات و الجميع كان راضٍ بذلك"

أشاح تشانيول بنظراته بعيداً عنه لينفي بيكهيون برأسه

" ليس الجميع راضياً تشانيول، ألم ترى كيف كانت تشانسوك سعيدة و أحبطها رفضك أنت و هيبا؟ "

عقد تشانيول حاجبيه لينظر إليه

" و هيبا كذلك تقسو على نفسها لأنها ترى نفسها مختلفة عن الآخرين، كلاهما كان راضياً بالإنتظار لأنه الفرصة الوحيدة لكن ها هي فرصة أخرى أُتيحت لهما....مازال بإمكانك أن تستغرق الوقت الذي تريده لتسديد المال و صدقني طالما أعطاك أبي كلمته فلن يرفض لاحقاً أن تسدد إليه "

" أنت لا تفهم "

" بلى أفهم...إن كنت تخشى أن أرى بأنك مستغل فهذا لن يحدث لأنني أنا من أترجاك هنا لتوافق...فلنعتبر ذلك كقرض حصلت عليه من رجل غريب و ليس والد صديقك...رجاءً وافق تشانيول "

أمسك بيكهيون يديه برجاءٍ ليتنهد تشانيول

" لنوقع عقداً الآن "

" سأتحدث مع أبي بهذا الشأن "

أومأ بيكهيون بلهفة فأدار تشانيول عينيه

" لأُفكر أولـ... "

" لا تُفقدني صوابي "

صاح به بيكهيون بإنفعال لينعقد حاجبي تشانيول

" ما بك متلهف لهذا الأمر؟ "

اتسعت أعين بيكهيون بتوتر ثم حرك عينيه بعيداً عنه

" لأننا... أصدقاء بالطبع "

التفت ليعود إلى المطعم فقهقه تشانيول بصوتٍ مكتوم و هو يلحق به

أومأ بيكهيون لوالده فابتسم السيد بيون ثم وقف من مكانه

"إذاً سأترككما لتتحدثا مع المحامي سونغجاي براحة "

انسحب من هناك ليقف مع بيكهيون بخارج المطعم في حين بقى تشانيول مع تشانسوك في الداخل، و السيدة بارك هي الأخرى انسحبت إلى المطبخ

" لا تغضب من هيبا، كما قال تشانيول فهي حذرة فقط"

بيكهيون همس لوالده يُبرر موقف الأخرى فهمهم والده بتفهم

" لقد تم استغلالها من قبل و لتحصل على حريتها هي مضطرة لتمر بكل هذا لذا بالتأكيد لن تثق في رجل رأته للمرة الأولى أتى إليها ليُقدم لها يد المساعدة دون مقابل "

أدار بيكهيون عينيه ليومئ له

" لكن لماذا تشانيول فقط من يتحمل مسؤوليتهما؟"

"تشانسوك حبيبة تشانيول، و هيبا منذ أتت إلى هنا وهي تعد جزءاً من عائلته...القرية بأكملها كالعائلة في الواقع "

أومأ والده لينظر إلى منزل شين هي و ابتسم

" تسكن هنا؟ "

أومأ بيكهيون و ابتسم بوسع ليُشير نحو النافذة

" تلك نافذة الغرفة التي أنام بها مع جونغداي، و هذا صالون خالتي شين هي لقد أخبرتك بشأنها من قبل "

أومأ والده ثم التفت إليه

" أنا سعيد لأنك تشعر بالراحة هنا...ربما القرية مختلفة كثيراً عن منزلنا و عن البيئة التي أتيت منها لكنك قادر على تحمل هذه الظروف...ستكون رجلاً ناجحاً في المستقبل "

تلاشت ابتسامة بيكهيون تدريجياً لكن سرعان ما رسم أخرى مزيفة على شفتيه ليومئ إلى والده، و الأخير حرك عينيه في الأرجاء يلقي نظرة على القرية من حوله

" يبدو أن المدلل الحقيقي هو أخي، كيف يقول أن أجواء قرية دونغ لم تكن مريحة؟ ااه يا إلهي منظر القرية وحده من الأعلى ساحر"

أعاد نظراته إلى بيكهيون

"التقطت الكثير من الصور لها قبل دخولي... إنها رائعة"

قهقه بيكهيون ليُبعثر والده شعره

"إذاً...هل توجد فتاة.."

" أبي..ليس مُجدداً "

تذمر بيكهيون فضحك والده بصخب

" أخبرني الحقيقة، أنت بهذا العمر و لم تواعد لمرة واحدة؟كيف تكون ابني؟"

قلب بيكهيون شفتيه فانحنى والده قليلاً كي يكون رأسه بمستوى رأس بيكهيون

" أنت لا تواعد الفتيان أليس كذلك؟ أنا أتقبل أي شيئ يجعلك سعيداً لكن الخطأ يبقى خطأ بيكهيون"

أشار له بتحذير فاتسعت أعين بيكهيون

" من أين تأتي بهذه الأفكار؟ "

" فقط...أنا أحذرك فهذا الجيل بات يجعل من الأخطاء أمراً رائجاً و يزيفونه بطوق اللطافة....هل تُصدق أن الفتيات أصبحن يقعن بحب الرجل السيئ؟ "

" ألم تكن سيئاً؟ "

رفع بيكهيون حاجبيه يتساءل بعبث فقهقه والده

"و لهذا رفضتني والدتك في البداية "

تنهد بيكهيون و تمتم

" إذاً لقد ورثت عنك شيئاً "

ضيّق والده عينيه ليميل برأسه

" لا تقل، هل تعرضت إلى الرفض؟ "

اتسعت أعين بيكهيون حين أدرك أن صوته كان مسموعاً فرفع والده حاجبيه 

" هذا رائع"

"رائع أنني تعرضت إلى الرفض؟ "

كشر بيكهيون ليبتسم والده

"لا...إنها تجارب نتعلم منها لذا من الجيد أنك تقوم بتجربة بعض الأمور التي يمليها عليك قلبك دون اتباعي أنا أو جدك"

مرر بيكهيون عينيه على وجه والده بأعين لامعة ليضحك الآخر ثم عبث بشعر بيكهيون

" إذاً...هل كانت زميلتك بالمدرسة؟ "

ضم بيكهيون شفتيه ثم أشار بسبابته بخجل إلى داخل المطعم فالتفت والده لينظر حيث يشير بيكهيون

" إذا كانت تشانسوك حبيبة تشانيول هذا يعني أنها..."

اتسعت عينيه لينظر إلى بيكهيون مُجدداً و صرخ بهمس

"هيبا؟!"

To be continued...

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top