27
Start
"ثلاثة، اثنان ،واحد"
همس مينسوك بحذر و هو ينظر إلى عقارب ساعته تتحرك ببطء في الثواني
الأخيرة
جونغداي كان يتكتف بعبوس و هو ينظر إلى أصدقائه الذين تجاهلوه، و بجانبه كانت تقف جيون مع سويون و هانييل بينما ينظرون إلى الآخرين بإبتسامة بسيطة
جونغ إن، تشانيول، سيهون، بيكهيون، كيونغسو و جونميون كانوا يقفون جميعاً مُلتفين حول مينسوك الذي ما إن انتهى من العد حتى التفتوا جميعاً لينظروا إلى الباب ثم سرعان ما ظهر ميونغداي هناك وهو يلتقط أنفاسه بإبتسامة بلهاء واسعة
انفجروا ضاحكين ليقلب جونغداي عينيه فعلّق مينسوك من بين ضحكاته
"يا إلهي...إنه لا يتأخر ثانية"
ظهور ميونغداي كلما ذهبوا إلى مركز التدريب بات أمراً اعتيادياً ،و بكل مرة سيذهب بالموعد دون أن يتأخر ثانية واحدة كما ذكر مينسوك
ركض الأصغر نحوهم ليُحيط سيهون عنقه و بعثر شعره
"هل تمتلك منبهاً برأسك أيها الصغير ؟"
رفع ميونغداي حاجبيه بعدم فهم فجذبه جونغداي كي يتخلص من ذراع سيهون التي تُحيطه
"تجاهلهم ،لا أعرف ما خطبهم اليوم"
جونغداي رمق أصدقائه بحدة مزيفة ثم التفت إلى ميونغداي
" ألا تمتلك أصدقاء ؟لم تأتي إلى هنا في عطلتك؟"
"إنه قلق على أخيه الأصغر "
جونغ إن تحدث بلطافة مبالغة فضحك الآخرين ليصفع تشانيول مؤخرة رأسه كي يتوقف عن ازعاج جونغداي
" ألن نبدأ؟ "
التفتوا إلى ييشينغ حين هتف بتساؤل من مقاعد المعجبين حيث كان يجلس فربت جونغداي على كتف أخيه
" اجلس هناك "
همهم بإيماءة متحمسة ثم ركض نحو مقاعد المعجبين ليجلس هناك ثم أخرج هاتفه ليقوم بتصوير أخيه الأكبر كما اعتاد أن يفعل بالمرات السابقة
جلس الطلاب ليلتقطوا أنفسهم قبل استئناف التدريب فاقترب جونغداي من جيون ليناولها زجاجة مياه، و ما إن التقطتها منه وجد زجاجة أخرى امتدت نحوه فرفع عينيه إلى أخيه الذي ابتسم بوسع
سحب ميونغداي الزجاجة ليزيل غطاءها ثم ناولها إلى جونغداي مُجدداً فنمت ابتسامات على وجوه الآخرين حين تحمحم جونغداي بخجل قبل أن يلتقطها
"لم لا يأتي أحد من أجلي؟"
هتف جونغ إن بسخرية لينظروا حيث يفعل فلمحوا سولار تدخل إلى غرفة التدريب
ابتسم جونميون و استقام من مكانه ليقترب من سولار فتنهد سيهون بعمق
"المراهقين"
حركوا أعينهم نحوه ليُعلّق مينسوك
" هل تظن نفسك أكبر منا ؟"
" أنا الأكثر عقلانية، لا يُمكنك إنكار هذا"
أشار إليه بسبابته نهاية حديثه بثقة ثم استقام من مكانه
"سأذهب إلى الحمام"
"لم يسألك أحد"
دفعه تشانيول من الخلف فرمقه سيهون بانزعاج و اقترب منه ليدفعه من الخلف و ركض بعدها إلى الخارج فهز تشانيول رأسه إلى الجانبين بقهقهة خافتة
( أتيتِ وحدكِ ؟)
جونميون أشار إلى سولار بتساؤل فقضمت سُفليتها بخجل لتومئ إليه
( هيونا ليست متفرغة)
(لذا أتيتِ وحدكِ لرؤيتي؟)
رفع حاجبيه و أخفضهما بحركة سريعة فأدارت عينيها بخجل وهي تومئ بحركة بطيئة
(إذاً سأُعيدكِ إلى المنزل بنفسي)
نفت برأسها سريعاً
( ستكون مرهقاً من التدريب، لا تقلق ستأتي هيونا لتقلني)
(أخبريها أن لا تفعل ،أريد إعادتكِ إلى المنزل بنفسي)
شابك أنامله مع خاصتها ليُبعثر شعرها بكفه الأخرى
بينما جونغ إن الذي يتبادل الحديث مع تشانيول، مينسوك و بيكهيون ،تحركت هانييل لتجلس مقابلة له ثم أشارت له بلا مبالاة مزيفة
"إن كنت تريد أن يأتي أحداً لأجلك فلماذا لا تطلب هذا من حبيبتك؟"
توقف عن الحديث معهم ليرفع عينيه إليها عاقداً حاجبيه بإستغراب فضم تشانيول قبضته ليمسح بها على طرف أنفه يخفي خلفها ابتسامته
" تتحدثين معي؟"
"و هل يوجد أحد غيرك هنا متلهف لأن يعتني به أحدهم؟"
رفعت حاجبيها ساخرة فقهقه بعدم تصديق
" أي نوع من الهراء هذا؟ "
حرك عينيه بين الآخرين فرفعوا أكتافهم بعدم معرفة ليُعيد نظراته إلى هانييل
"من قال أنني أمتلك حبيبة؟"
"جونميون قال أنك تمتلك حبيبة جميلة و لطيفة ،بجدية هل توجد فتاة جميلة قد تقبل بقروي قبيح مثلك؟ "
عاد سيهون وجلس بجوارها ليتبادل النظرات بينها و بين جونغ إن
" من يمتلك حبيبة ؟"
"نعم إنها جميلة و لطيفة للغاية ،رقيقة خاصة حين تقوم بالرقص وليست مثل إحداهن تبدو كديكِ دائخ ما إن تبدأ بالرقص "
جونغ إن تكتف بثقة لينعقد حاجبي هانييل فرمش سيهون بعدم فهم
" من الرقيقة حين ترقص ؟"
" أنت كاذب ،من قد ينظر إلى قروي أحمق مثلك؟ "
هتفت بإنفعال وهي تستقيم بجذعها فرفع جونغ إن حاجبيه بإستفزاز
" قلت للتو أنكِ تبدين كديكِ دائخ حين ترقصين لكن ما يجعلك غاضبة هو أنني أمتلك حبيبة..."
نقر ذقنه و هو يهمهم بينما يدّعي التفكير ثم ابتسم بخبث ليميل بجذعه إلى الأمام قليلاً
" هل تغارين عليّ؟"
"ها....ها... أغار عليك؟"
صوتها كان عالياً بدايةً تدّعي أن الأمر مضحك فرفع جونغ إن حاجبيه مُجدداً فها هي من جديد تُعلّق فقط على الجزء الذي لا يتعلق بإهانته لها
"لا تشعري بالخجل هانييل، أعرف أنني وسيم ولا يمكن مقاومتي"
قضمت هانييل شفتيها بغيظ و الحرارة بدأت تتصاعد من وجهها إلى رأسها، كانت جميع الأعين تنظر إليها
و ابتسامة جونغ إن الواثقة جعلتها تشعر بالخجل و الإحراج كأنها فُضحت
"أيها القروي الأحمق"
هسهست بغيظ و استقامت لتقترب منه ثم جذبت شعره
" من سيقع في حبك أيها القروي البغيض؟"
"توقفي عن نعتي بالقروي"
صرخ جونغ إن و هو يسحب شعرها فضيّق بيكهيون عينيه بعدم فهم
"لم يتجاهلان الجزء المتعلق بالإهانة؟"
"من لديه حبيبة؟"
سيهون سأل بعدم فهم لينظروا إليه ثم انفجروا ضاحكين فالتفت جونميون و سولار لينظرا نحوهم بينما ميونغداي كان ينظر إليهم بأعين اتسعت بفزع
" إنهما يتشاجران و هؤلاء يضحكون"
أشار على أصدقاء أخيه غريبي الأطوار فضحكت جيون بخفوت
" إنهما هكذا دائماً سيهدآن بعد قليل"
وفي جانب بعيد عنهم كان كيونغسو يتبادل الحديث مع سويون بهدوء و ابتسامات لطيفة متبادلة بينهما غير مهتمين لما يدور حولهما
____________
سار جونميون إلى جانب سولار يُحركان يديهما المتعانقتين في الهواء حتى وصلا إلى منزلها فترك جونميون يدها
(أراكِ لاحقاً)
لوّح لها بلطافة فأومأت بإبتسامة خجولة، و حين التفت كي يُغادر أمسكت بيده
عاد جونميون لينظر إليها بتساؤل
( يُمكنك التوقف عن استخدام الإشارة، أستطيع سماعك)
تنهد بعمق
( أخبرتكِ من قبل أنني أحب استخدام الإشارة)
أمسك بيدها ليضعها على صدره
( أحب أن أشعر بالكلمات و يتحدث بها جسدي بأكمله)
لوت شفتيها لتسحب يدها فأمال برأسه بإستغراب حين بدت منزعجة
(أنت لا تفهم)
(ما الذي لا أفهمه؟)
تنهدت بعمق لتهز رأسها إلى الجانبين بلا شيئ
(تُصبح على خير)
أشارت إليه و التفتت كي تدخل ،و جونميون بقى بمكانه لبعض الوقت ينظر إليها من الخلف بعدم فهم
حين دخلت ألقى نظرة نحو منزله ثم غادر ليعود إلى منزل معلمه كي يغادروا في الصباح الباكر
___________
يونغ وقف في مكانه ينظر إلى كيونغسو بعدم تصديق حين تخطاه و صعد إلى الحافلة دون إخبارهم أو طلب الإذن منهم فدفعه هاجون من الخلف كي يتجاهل ذلك
ربتت سويون على المقعد بجانبها لينضم إليها كيونغسو ثم ناولته إحدى السماعتين
جونغ إن في طريقه إلى الحافلة كان يتحدث مع سيهون إلى أن اندفع حين ارتطم أحدهم بكتفه و لم تكن سوى هانييل التي رمقته بحدة ما إن التفت إليها
عقد حاجبيه ليترك سيهون و بخطوات واسعة اقترب من جونميون ليسير بجواره
"جونميون"
المقصود همهم و توقف عن مراسلة سولار ليرفع عينيه إلى جونغ إن
" لم أخبرت هانييل أنني أحب فتاة ما ؟ لطيفة و جميلة ؟من أين تعرف هذا حتى؟"
"ااه"
هتف جونميون بإدراك لينظر نحو الحافلة حيث صعدت هانييل للتو ثم ابتسم بوسع
"أليست هانييل خاصتي لطيفة و جميلة؟"
تجمد جونغ إن لبضعة لحظات حتى شعر بكف الآخر تُربت على كتفه ليسبقه إلى الحافلة فرمش جونغ إن عدة مرات قبل أن يلحق به
" ماذا تقصد ؟"
" عُذراً جونغ إن لكنني أتحدث مع سولار الآن"
تجاهل صديقه ليصعد إلى الحافلة فتلفت جونغ إن لينظر حوله قبل أن يصعد إليها هو الآخر
ربما جونميون لا يقصد شيئاً! لربما هو فقط يتباهى بأخته كالعادة
أومأ جونغ إن يؤكد هذه الفكرة لنفسه و التفت ينظر إلى جونميون لكن الآخر كان مشغولاً بالنظر إلى هاتفه
( اقتربنا من القرية لذا الإشارة بدأت تضعف)
ضمت سولار شفتيها لتقف من مكانها و سارت في الغرفة ذهاباً و إياباً بخجل قبل أن تنظر إلى هاتفها مرة أخرى
( سأُخبرك بشيء لكن لا تُجيبني فهذا محرج)
عقد جونميون حاجبيه بإبتسامة ليُرسل لها علامة استفهام فسحبت سولار نفساً عميقاً قبل أن تدون رسالتها
( أعرف أنك تتحدث معي بلغة الإشارة كي أشعر بالراحة)
لوى جونميون شفتيه بضيق حين ذكرت الأمر مُجدداً لكنه لم يُجبها كما طلبت
( لا مشكلة لدي بأن تستخدمها لكنني أحب حين تتحدث ،أنت لم تعد تتحدث معي سوى بلغة الإشارة )
قلبت عينيها بخجل لتُكمل
(أحب سماع صوتك)
قهقه جونميون لينظر إليه سيهون و بيكهيون الجالسين بالمقعد المُقابل له فهمس سيهون
" إنه أحمق واقع بالحب"
همهم بيكهيون يوافقه فرمقه سيهون بجانبية و ابتسم بسخرية
( كان بإمكانكِ قول هذا)
(جونميون، قلت لك أن لا تجيب على الرسالة)
ضحك مُجدداً ليقلب سيهون عينيه لكن جونميون لم يكن واعياً لتلك النظرات الموجهة إليه
( آسف، لكن حقاً لا توجد مشكلة إن أخبرتني بذلك)
(إنه محرج)
(لا ليس كذلك، أخبريني بأي شيء تفكرين فيه فأياً كان ما تقولين هو ذات قيمة كبيرة بالنسبة لي، ألا تعرفين ذلك؟ )
ابتسمت سولار لتُدير عينيها بخجل
( لقد وصلنا)
(أحبكَ)
رمش جونميون عدة مرات و قلبه كاد يخرج من مكانه حين رؤيته رسالتها
و لوهلة ظن أنه أحد تلك الإعلانات المزعجة التي تأتي بشكل مفاجئ و هو فقط تخيلها رسالة منها
( و هذه المرة لا تقل شيئاً لأنني سأبكي من الإحراج)
تنهد بصوتٍ عالٍ و احتضن الهاتف إلى صدره حين أدرك أنها رسالة حقيقية منها فاستقام سيهون ليجذبه من ياقته
"هيا قبل أن تُغادر الحافلة بك"
_____________
في الأسبوع الذي يليه عاد طلاب يونغبوك كل إلى منزله عدا جيون التي بقت مع طلاب دونغ بمنزل ييشينغ
و أثناء حديث الأصدقاء سوياً ،دخل ييشينغ إلى المنزل و معه ميونغداي لينظروا إليه بإستغراب
"ميونغداي!"
هتف سيهون بتفاجؤ فوقف جونغداي من مكانه بقلق ،فهو في العادة يأتي في اليوم التالي ليُشاهد تدريباتهم ،و لا يذكر أنه أتى إلى منزل ييشينغ سوى لمرة واحدة كانت معه
" هل حدث شيء ما؟"
جونغداي تساءل بقلق حاول إخفائه بنبرته الهادئة ،كان يخشى أن مكروهاً أصاب والده
و بتلك اللحظات الصامتة التي مرت، رسم جونغداي سيناريو بعقله أن والده كان مريضاً لذا عاد ليبحث عنه و ها هو فقده من جديد
كادت أن تدمع عينيه لكن ميونغداي ابتسم بإحراج ليحك مؤخرة رأسه
" أمي سافرت إلى الخارج منذ يومين من أجل العمل لذا أردت أن أدعوك إلى منزلنا"
تنهد جونغداي براحة فأغلق ييشينغ الباب و دخل ليجلس على الأريكة بجانب سيهون
" أنت تعرف أنني..."
"أعرف أنك لا تريد أن تأتي إلى المنزل لكن أمي ليست هناك، و أيضاً أبي يسألني عنك دائماً، إنه يتمنى أن تسامحه لذا قد تكون فرصة كي.. "
قاطعه ميونغداي بلهفة فهز جونغداي رأسه إلى الجانبين رافضاً أن يُكمل الآخر حديثه
" الأمر ليس بهذه السهولة ميونغداي "
قضم ميونغداي باطن سُفليته بعبوس ليتنهد
" خططت كثيراً لهذا اليوم لكن يبدو أنني تماديت بأفكاري "
حك كفيه سوياً بحزن ثم شابك أنامله خلف ظهره ،ميونغداي لم يفكر بخطوته التالية إن رفض جونغداي الذهاب معه
هو لم يعتقد أن أخيه سيرفض، اعتقد أن المرات القليلة التي التقيا بها كانت كافية لتتلاشى الحواجز التي يضعها جونغداي بينهما
" هيا جونغداي ،لا تكن قاسياً"
هتف سيهون لينظر إليه جونغ إن و تشانيول سريعاً كي يلتزم الصمت فضم شفتيه بعبوس منزعجاً من أجل الفتى الأصغر
"يمكنك تجربة الأمر"
تمتم سيهون مُجدداً فأشار له تشانيول أن يلتزم الصمت
" إذا كنت لا تريد الذهاب إلى المنزل فما رأيك أن نذهب إلى الشركة؟ "
همهم جونغداي بعدم فهم فاقترب منه ميونغداي بحماس ليُمسك بيديه
"لنُفاجئ أبي و نتناول عشاءً عائلياً في الخارج، لن تضطر إلى دخول المنزل "
" لدي تدريب في الصباح الباكر"
جونغداي تعذر بأمر التدريب فاحتضن ميونغداي كفي أخيه إلى صدره برجاء
" أعدك لن تتأخر في العودة"
فرّق جونغداي بين شفتيه ينوي الإعتراض مُجدداً فلوى الأصغر شفتيه بعبوس بينما يضغط على كفيه يترجاه
تنهد جونغداي و التفت إلى ييشينغ
" هل يُمكنني الذهاب ؟"
التفتوا جميعاً إلى ييشينغ فأومأ إليه
" لا تتأخر"
"لا تقلق لن يتأخر"
هتف ميونغداي بحماس ليرمقه أخيه بنظرة سريعة ثم توجّه إلى الغرفة ليُبدّل ثيابه ،و حين خرج وجد جيون تقف أمام باب الغرفة في انتظاره
" هل ترغبين بالمجيئ؟"
سألها بهدوء و هو يضبط ياقته فهمهمت بالنفي لتُمسك يده الحُرّة
" هذا عشاء عائلي"
" ألستِ ضمن عائلتي؟"
أمال برأسه يتساءل بنبرة لطيفة فهمهمت جيون و رفعت يدها الأخرى نحو وجنته
" هممم ،لذا أريدك أن تعرف أنني سأكون بجانبك دائماً"
ابتسم جونغداي ليُقبّل جبينها
"لا تقلقي ،لن يحدث شيئاً إنه مجرد عشاء و إن شعرت بعدم الراحة سأنسحب بهدوء"
أومأت بإبتسامة مزيفة ثم تحركت جانباً تسمح له بالمُغادرة
بعد أن خرج جونغداي مع أخيه التفت جونغ إن و تشانيول نحو سيهون يوبخانه على تدخله فأوقفتهما سويون
"لمَ توبخانه؟ يجب على جونغداي أن يلتقي بوالده و ليتخذ قراراً بشأنه "
" لكن سيهون يعرف بأن جونغداي ليس مستعداً لذلك"
تشانيول تحدث بإندفاع فتدخل ييشينغ حينها
"لكن سويون محقة"
التفتوا لينظروا نحوه فوضّح
"جونغداي مشوش بسبب هذا الأمر، و هو بحاجة إلى اتخاذ قرار ليركز بدراسته كما هناك أموراً أخرى تعتمد على هذا الأمر تقريباً "
___________
" في كل مرة حين أعود إلى المنزل يسألني أبي عنك، كما يشاهد مقاطع الفيديو التي التقطها لك و يبتسم بوسع، إنه سعيد لأنه وجدك "
تحدث ميونغداي بحماس بينما جونغداي لم يكن يشعر بالراحة حول الأمر ،ربما لقائه مع ميونغداي لم يكن مريحاً في البداية أما الآن فوجود الأصغر حوله يبدو...قد يكون غير مريح بالكامل لكنه لطيف
لذا جونغداي يأمل أن يكون الأمر كذلك مع والده
" منذ متى وهو يبحث عني؟ "
جونغداي سأله بهدوء فدار ميونغداي حول نفسه بتفكير قبل أن يسير بإعتدال مُجدداً
"في الواقع لا أعرف، لم يذكر هو أو أمي شيئاً عنك أبداً من قبل، عرفت بأمرك قبل مجيئنا إلى القرية بيوم واحد فقط"
توقف جونغداي لينظر إلى الآخر بصدمة فوقف ميونغداي و التفت إليه بقلق
" هل قلت شيئاً خاطئاً؟ هل أزعجتك بحديثي ؟"
"ميونغداي"
همهم المقصود فاقترب منه أخيه الأكبر
" هل عرفت بأمري قبل أن تأتي إليّ بيوم واحد فقط؟ "
أدار ميونغداي عينيه بتوتر قبل أن يومئ إليه فقهقه جونغداي بصدمة
"و تقبّلت وجودي بهذه السهولة؟"
"عُدنا إلى هذه النقطة "
تمتم ميونغداي ليهز رأسه إلى الجانبين بيأس
" منذ الصغر و أنا أتلقى معاملة شخص كبير و ناضج، بومي لطالما كانت مدللة و كان يجب عليّ أنا الآخر أن أُدللها كما أن التعامل معها صعب لذا حين أدركت أنني أمتلك أخاً أكبر مني كنت متحمساً...لست مضطراً لأن أكون مسؤولاً بعد الآن"
رفع كتفيه ببراءة نهاية حديثه فقهقه جونغداي
" هذا كان صريحاً "
" صدقني ،الأمر مرهق أن تكون أنت الأكبر لفتاة مُدللة لكن يبدو أنني مضطر إلى الإعتناء بأخي الأكبر أيضاً ،إنه مرهق "
مسح على جبينه بينما يتنهد بدرامية فابتسم جونغداي
" آسف لأنك مضطر إلى ذلك"
"لا بأس، أنا أستمتع بهذا "
أشار إليه أثناء حديثه أن لا بأس ثم استكمل طريقه و هو يتحدث بحماس لم يُقاطعه جونغداي
ابتسامة جونغداي التي أنصت بها إلى ثرثرة أخيه طوال الطريق تحولت إلى أخرى مزيفة حين وصلا إلى الشركة
كان قلبه صاخباً و بالكاد يسمع ما حوله، و أفكاره الداخلية تعالت أصواتها
هل يجب أن يبتسم في وجه ذاك الرجل؟
هل سيُناديه بأبي أم سيدي؟
هل يُخبره أنه اشتاق إليه أم ليكون واضحاً بمشاعره حتى و إن جرح ذاك الرجل ؟
جونغداي لم يعرف ماذا يجب أن يفعل أو يقول حين رؤيته، و دون أن يجد إجابة لتلك الأسئلة وجد نفسه يقف أمام مكتبه مع ميونغداي الذي طرق الباب بالفعل
فتح الأصغر الباب ليطل من خلفه وهو يبتسم بوسع
"لدي مفاجأة لـ... اووه أعتذر لم أعرف أن معك أحد"
تحولت ابتسامته إلى أخرى محرجة فأشار له والده
" لا مشكلة، يمكنك الدخول السيد مين جونغ كان على وشك المغادرة "
تسارعت نبضات جونغداي ليرفع عينيه حين تحرك ميونغداي و سبقه إلى الداخل فتقدم بخطواته ببطئ و بداخله يتمنى أن الاسم فقط هو المألوف
لكن كان صاحب الاسم كذلك
استقام والد جونغداي سريعاً حين رؤيته ،و جونغداي الذي تجمد في مكانه كان ينظر إلى مين جونغ بصدمة إلا أن الآخر كان يبتسم بثقة غير آبه أنه قد تم اكتشاف أمره
"سأتصل بك لاحقاً"
تحدث مين جونغ بإبتسامة ليحمل هاتفه من فوق الطاولة الصغيرة أمامه و استقام من مكانه ليعدل بذلته ثم سار نحو الباب
و حين مر من جانب جونغداي رفع يده كي يُربت على كتف الأصغر فأبعد جونغداي كتفه سريعاً قبل أن يلمسه الآخر
" أبي ،لقد أقنعت جونغداي أن يتناول العشاء معنا اليوم"
هتف ميونغداي بحماس ليُعانق كفيه أسفل ذقنه لكن والده و جونغداي كانا يتبادلان النظرات في صمت
" اجلس و دعنا نتحدث"
أشار والده إلى جونغداي بجدية فرفع ميونغداي حاجبيه بعدم فهم وهو يتبادل النظرات بينهما
"كنت أتساءل لم اختفى فجأة ،و أنت لم ظهرت فجأة... ااه كل شيئ بات واضحاً"
قلب جونغداي عينيه الدامعتين بقهقهة غير فكاهية فحرّك ميونغداي عينيه نحوه
"ماذا يحدث هنا ؟"
" ما يحدث هو أن تخرج أنت ووالدك من حياتي للأبد"
نبس جونغداي بنبرة حاول جعلها باردة لكنها اهتزت رغم ذلك فعقد ميونغداي حاجبيه و اقترب من أخيه الأكبر
" ما الخطب جونغداي؟ كنا بخير قبل قليل؟"
"كنا ؟"
دفع جونغداي يد الآخر بخشونة حين حاول أن يمسك بيده ثم هز رأسه إلى الجانبين
" كنت بخير قبل أن تظهرا في حياتي"
"هل تعتقد أنك بخير؟ ما إن تجد نفسك عاجزاً عن الدخول إلى الجامعة لإستكمال تعليمك ستُدرك حينها أنك لا شيئ و أنك لم تكن بخير أبداً "
" ماذا تقول الآن أبي؟"
همس ميونغداي بعدم تصديق لكن والده لم يُلقي نحوه نظرة و اقترب من جونغداي الذي ينظر إليه
" سيكون لك أب أمام الجميع، ستدخل الجامعة و سأحفظ لك مكاناً بهذه الشركة"
" و المقابل ؟"
اقترب منه جونغداي خطوة يتساءل بنبرة ساخرة تجاهلها والده
" ابتعد عن جيون "
"أبي"
هتف ميونغداي بعدم تصديق في حين قهقه جونغداي بانكسار
" شكراً لك..."
ضم شفتيه المرتجفتين للحظة ثم أومأ ليكمل بنبرة مهتزة
" لأنك جعلتني أعرف ما هو شعور أن تكره أحد "
" المسابقة التي تعتقد أنك ستفوز بها ستخسرها،تلك الفتاة و أصدقائها يخدعونك ،أنا فرصتك الوحيدة لتستكمل دراستك"
نبس والده بثقة فابتلع جونغداي غصته ليومئ إليه
" أعرف ،و مازلت لن أتخلى عنها...جيون و كذلك المسابقة، هذه أمور لن تفهمها أنت"
استدار جونغداي كي يُغادر فجذبه والده من مرفقه كي يعود إلى مكانه و صاح به بإنفعال
" هل تعتقد أن صالون والدتك قادر على تغطية تكاليف دراستك؟"
"لا تذكر أمي"
دفعه جونغداي و صدره أخذ يعلو و يهبط بصورة ملحوظة ليصرخ به
" يمكنني أن أنجح بدونك كما كنت دائماً هذا لأن أمي تعتني بي جيداً"
ارتفع طرف شفتيه بسخرية ليمسح دموعه بعشوائية
" أنت من تحتاج إليّ، لو لم تكن كذلك لما بحثت عني بعد هذه السنوات، لكن أياً كانت الصفقة بينك و بين مين جونغ فأنت خسرتها بالفعل"
ضم شفتيه بغضب ليرمق والده و أخيه بنظرة أخيرة قبل أن يغادر بخطوات واسعة
" جونغداي انتظر رجاءً"
هتف ميونغداي و هو يلحق به فصرخ به والده
" إياك أن تلحق به "
جفل ميونغداي لينظر إلى والده بعدم تصديق ثم التفت لينظر إلى الباب من حيث غادر جونغداي
أنفاس جونغداي كانت ثقيلة بالفعل ،و خطواته بدأت تتباطأ سرعتها بضعف لكنه بصعوبة كان يتحمل ذلك كي لا يبقى داخل أسوار عالمهم لوقت أطول
كان مُدركاً أن هناك شيئاً خاطئاً لكنه تمنى أن يكون مُخطئاً
لم يرغب بمعرفة هويته أبداً كي لا يُجرب هذه المشاعر
مشاعر إنكساره حين رأى كيف يُدلل طفلته ،و مشاعره الآن بهذه اللحظة
رؤيته تشوشت ،و دموعه كانت تلوث وجهه الباكي لكنه تعرّف على هذا الذي وقف أمامه للتو
رفع عينيه نحوه فابتسم مين جونغ
" رؤيتك بهذه الحالة تجعلني سعيداً"
تنهد بصوتٍ عالٍ يُبدي راحته فتجاهله جونغداي و كاد يتخطاه لولا أن دفعه مين جونغ فوقع أرضاً بضعف رغم أن دفعة الآخر له لم تكن قوية
انحنى مين جونغ إلى مستواه حين اعتدل جونغداي ليتكئ بكفيه على الأرض
" تلك المريضة سوف تسبب لك الألم فقط، اتركها و... "
" هل متأكد أن جيون هي المريضة؟"
نفض جونغداي يديه بينما يتحدث بهدوء لكن نبرته كانت مختنقة كما تصدر عنه شهقات مكتومة من حين إلى آخر
" أنت بحاجة إلى طبيب نفسي"
تزامناً مع نطقه الحرف الأخير سحبه مين جونغ من ياقته لكن جونغداي لم يُبدي أي ردة فعل
" سأقتلها إن تطلب الأمر لذا ابتعد "
" تخطت جيون السن القانونية و بات كل شيئ ملكاً لها لذا إن قتلتها لن يرثها...سوى أقاربها بالدم"
شهقة خافتة تخللت حديثه ليبتسم بإستفزاز
" سأحرص على إفساد حياتكما"
هسهس بغصب ثم رحل ليقلب جونغداي عينيه يحاول إدّعاء أنه لا يهتم
سحب جسده عن الأرض بإرهاق ليسير بخطوات ثقيلة حتى وصل إلى محطة الحافلات فجلس ينتظر وصول الحافلة
كلما شعر بحرقة عينيه يُديرهما مانعاً دموعه من مغادرة مقلتيه ثم يبتسم بينما يمسح على وجهه بعشوائية
جلس في الحافلة ليُغلق عينيه بقوة كي لا يبكي
لكن... بالنهاية جونغداي بكى في الحافلة وحيداً بأكتاف تهتز و صوت عالٍ دون توقف، و تلك الآهات التي تغادره لم تكن قادرة على التخفيف عنه
____________
جيون كانت تجلس في الحديقة بقلق تنتظر عودته، و الآخرين كانوا في غرفة المعيشة مع كاثرين و ييشينغ... و بين الحين و الآخر يطل أحدهم من خلف الباب المفتوح ليتأكدوا إن عاد
دفع جونغداي البوابة فوقفت جيون من مكانها سريعاً و اقتربت منه
"جونغداي"
همست لتميل برأسها تحاول رؤية وجهه إلى أن التفت لها
ابتسم بزيف فقطعت المسافة بينهما لتُعانقه، و كطفل صغير تشبث بها ثم شهق باكياً
ضمت جيون شفتيها حين لم تجد كلمة مناسبة لمواساته فاكتفت بتحريك كفها على رأسه من الخلف برقّة
صوت بكاء جونغداي وصل إلى غرفة المعيشة حيث يجلس الآخرين فانعقد حاجبي تشانيول ليسير نحو الباب بينما الآخرين لحقوا به
و لأول مرة رأوا جونغداي مُحطماً و يبكي بتلك الطريقة
قضم سيهون سُفليته بندم و هو يراقب ظهر صديقه الذي يجاوره
جونغداي النائم كانت لاتزال شهقاته الخافتة تعرقل أنفاسه من حين إلى آخر
و هذا جعل سيهون يشعر بالضيق كونه تدخل و دفعه ليذهب إلى ذاك اللقاء
فتح ييشينغ عينيه حين سمع صوت فتح باب منزله فعقد حاجبيه بإستغراب ليجذب هاتفه من فوق الطاولة كي يرى الوقت
كانت دقائق معدودة التي تفصلهم عن الرابعة و النصف صباحاً فتنهد بعمق
حمل غطاءه و خرج ليقترب من جونغداي الذي جلس على المقعد بحديقته يبكي بصمت بينما يُغلق عينيه بعبوس
" الجو بارد"
همس ليضع الغطاء حول كتفي جونغداي فشهق الأصغر و تجعدت ملامحه ببكاء، حينها التزم ييشينغ الصمت و ترك جونغداي يبكي دون أي محاولة في تهدئته
" أعتقد..."
تحدث ييشينغ فجأة حين بدأ يهدأ بكاء الآخر
" ما حدث لصالحك"
استنشق جونغداي ماء أنفه و التفت ينظر إليه بأعين مشوشة
" لا تُفسد حياتك و تحطم حلمك جونغداي ،من تهرب منه قد ظهر بالفعل"
عقد جونغداي حاجبيه ليهمس بصوتٍ مختنق
" كيف عرفت؟"
تأوه ييشينغ بصوتٍ عالٍ لينظر إلى السماء التي تتفتح ألوانها تدريجياً
" في كثير من الأحيان كنت تتحدث عن كونك ستصبح نجماً مشهوراً لكنك فجأة قلت أنك ترغب بأن تكون معلماً...كان الأمر غريباً بالنسبة لي، حينها لم أفكر سوى في أنك تخشى لقاءه و يبدو أنني كنت محقاً"
التفت لينظر إلى جونغداي و ابتسم
" يمكنك البكاء بقدر ما تريد لكن لا تغوص في الحزن كي لا يفوتك حلمك بل اسعى من أجل تحقيقه "
ربت على كتف جونغداي ثم وقف من مكانه
" إن كنت تريد راحة اليوم... "
" لا...المسابقة باتت قريبة "
نفى جونغداي سريعاً فهمهم ييشينغ بتفهم
" إذاً عد إلى النوم كي لا تُرهق نفسك ،سأوقظك ما إن ينتهي الآخرين "
___________
" ما خطب جونغداي؟ "
بيكهيون تساءل بإستغراب وهو يمر من جانب جيون فأشارت له أن لا شيئ و عادت تركض من جديد
لكن كان واضحاً للجميع أن جونغداي يبدو حزيناً و مكسوراً ،لا يركض بشكل جيد ولا يلتقط الكرة سوى نادراً و سرعان ما يضيعها
دخل ميونغداي و هو ينظر حوله بتردد فما إن لمحه تشانيول ألقى الكرة و أسرع نحوه ليجذبه من ياقته فركض الآخرين خلفه
"ماذا تفعل هنا ؟"
"تشانيول توقف"
سيهون و جونغ إن تحدثا معاً و هما يحاولان إبعاده عن الفتى الأصغر لكن قبضة تشانيول حول ياقة الآخر كانت قوية تأبى تركه
وقف جونغداي بعيداً ينظر إلى ميونغداي بأعين لامعة بينما حديث والده عاد يتردد إلى رأسه، و بقلق جيون وقفت بجانبه لتُمسك بيده
"أريد أن أتحدث مع جونغداي "
" ارحل من هنا الآن"
هسهس تشانيول بحدة فأمسك ييشينغ بيد تشانيول و أمره بجدية
"اتركه الآن"
"لكن هذا الفتى لا يجب أن يكون هنا"
"اتركه ليقُل ما لديه"
عقد تشانيول حاجبيه لينظر إلى ميونغداي بحدة لا يريده أن يقترب من جونغداي لكن بتحذير ضغط ييشينغ على يد تشانيول ليترك ياقته بغضب
ميونغداي ألقى نظرة خائفة نحو تشانيول ليعدل ثيابه ثم سار نحو جونغداي بخطوات مترددة حتى وقف أمامه لكن كلماته هربت منه حين رأى نظرات أخيه الحزينة و التي تلقي نحوه اتهامات هو بريئ منها
"جونغداي"
مد يده نحو يد جونغداي برجاء فأعاد جونغداي يده خلف ظهره يمنعه عن ذلك ثم أشاح بنظراته جانباً
" لم أتيت؟"
"صدقني لم أكن أعرف ما بين أبي و السيد مين جونغ"
أعين جيون اتسعت لتنظر إلى جونغداي و بتلقائية ضغطت على يده
" إذا كنت قلقاً أن أتشاجر معك لاحقاً من أجل ارث أو شيئ من هذا القبيل فلا تقلق، لا أهتم لما يأتي من ذاك الرجل و لا أريد أموالكم القذرة لذا ارحل و أنت مطمئن "
تحدث جونغداي بقسوة آلمت قلب جيون كما قلب ميونغداي الذي هز رأسه إلى الجانبين بعبوس
"لا تكن قاسياً ،صدقني أنا لست... "
" لن أصدقك لأنك ابنه ،إما ستكون مثله أو مثل والدتك..."
قاطعه جونغداي بإنفعال ثم دفع صدره بسبابته
" أنا أكرهك و أكره كل شيء يتعلق بعائلتك الحقيرة"
التفت جونغداي كي يبتعد عنه فأوشك ميونغداي على اللحاق به لكن سيهون هتف باسمه
" ميونغداي "
التفت المقصود لينظر إلى سيهون بأعين لامعة فاقترب منه سيهون
" ظننتك شخصاً جيداً"
"صدقني لا علاقة لي بكل هذا، ظننت أن أبي يبحث عن جونغداي فقط لأنه شعر بالندم تجاه ابنه"
برر ميونغداي موقفه بإنفعال و بتلقائية التوت شفتيه نهاية حديثه فلانت ملامح سيهون بحزن مع الأصغر
"ابتعد عنه الآن"
"لكن.."
"رجاءً ميونغداي"
همس بتنهيدة عميقة فحرك ميونغداي عينيه نحو أخيه الذي جلس بعيداً عنه ثم همهم إلى سيهون
" حين يهدأ أخبره أنني آسف لأنني شاركت بهذا دون قصد"
أومأ سيهون ليُغادر ميونغداي بأكتاف مترهلة بينما ييشينغ أشار إلى الآخرين
" انتهى تدريبنا اليوم"
تبادلوا النظرات بقلق فطلاب يونغبوك لا يعرفون بعد ما حدث لكن تبدو الأمور مثيرة للقلق
تشانيول كان غاضباً، و جونغ إن كان يخشى الاقتراب منه بهذا الوقت
" هل هذا حدث بسببي؟ "
همست جيون بتردد فنفى جونغداي سريعاً
"لا، و لا تفكري بهذه الطريقة"
سحب يدها ليُعانقها فوق فخذه ثم شابك أناملهما سوياً و بوتيرة سريعة كانت قدمه الأخرى تهتز إلى الأعلى و الأسفل بتوتر
" هل يُمكنك إخباري بما حدث؟"
" لم يحدث شيئاً"
أجابها بحاجبين معقودين دون أن ينظر نحوها فابتلعت ريقها بصعوبة و هي تراقبه من الجانب
عقد سيهون كفيه خلف ظهره و هو يقترب من مكان جلوس جيون و جونغداي فرفع الأخير عينيه نحوه
" آسف لأنني دفعتك لتذهب معه،ما حدث كان بسببي "
" هذا لم يكن بسبب أي أحد منكم، و أنا لست طفلاً لقد ذهبت برغبة مني"
ابتسم جونغداي نهاية حديثه يُطمئنه ثم التفت إلى جيون
"آسف ،لقد انفعلت عليكِ قليلاً لكن صدقيني لا علاقة لكِ بهذا الأمر"
"لكنه قال أن مـ..."
ضغط على كفها كي لا تذكر مين جونغ أمام سيهون ثم رفع كفها ليضع عليه قبلة رقيقة
" كل شيئ يخص تلك العائلة انتهى لذا لا تقلقوا"
وقف من مكانه ليُشير بحاجبيه
"انتهى التدريب لذا لنغادر "
سحب جيون معه لتنظر إلى سيهون بقلق فأومأ إليها بتفهم قبل أن يلحق بهما حيث الآخرين
ربت جونغداي على ذراع تشانيول الغاضب ليبتسم نحوه
"لا تغضب من أجل لا شيء "
زفر تشانيول بإنزعاج ليسير بجوار جونغداي في طريقهم إلى الخارج بينما كيونغسو وضع كفيه بجيوب بنطاله و عاد بخطواته إلى الخلف بجانب ييشينغ
" ماذا حدث ؟"
"أنت فضولي"
هز ييشينغ حاجبيه بإستفزاز فرمقه كيونغسو بجانبية
"أنا قلق على صديقي فقط "
ابتسم ييشينغ ثم همهم إليه
" ظننت جونغداي شخصاً ايجابياً لم أتوقع رؤيته حزيناً أبداً"
"و لمَ نمتلك القدرة على الشعور إن لم نجرب كل المشاعر؟"
نكز كيونغسو لينظر إليه الأصغر فسأله
" هل جربت كل المشاعر كيونغسو ؟"
ضيّق كيونغسو عينيه ثم أدار مُقلتيه بعيداً عنه حتى استقرت نظراته على سويون التي تسير بجوار هانييل فنمت ابتسامة بسيطة على شفتيه
" ربما "
أشار رجل الأمن إلى رجل متوسط القامة - كان يقف معه - نحو ييشينغ و الطلاب فتوقف جونغ إن الذي يسير في المقدمة و التفت ينظر إليهم بقلق
لا يذكر أنهم افتعلوا مشكلة أخرى
تقدم منهم ذلك الرجل و هو يحرك عينيه بينهم بلهفة حتى لمح بيكهيون الذي انشغل بالحديث مع سيهون
" بيكهيون"
المقصود توقف عن الحديث و التفت إلى مصدر الصوت لتتسع عينيه تدريجياً
"أبي! "
To be continued.....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top