26

Start

أمال سيهون برأسه بينما يتكئ بيديه على الحائط كي يرى ما يحدث ،لم يفهم ما يدور هناك أمام تلك الغرفة لكن يبدو أن تلك العجوز التي خرجت لتوها من غرفة سوشيل تمنع جونميون و هانييل من الدخول

عاد برأسه إلى الخلف حين ابتعد جونميون و هانييل عن الغرفة ليُغادرا بعد أن فشلت محاولاتهما في إقناع جدة سوشيل كي يدخلا إليها

لذا سيهون كان مُتردداً إن كان عليه المغادرة أو البقاء فتلك العجوز بقت هناك لفترة طويلة والوقت كان يتأخر

اتخذ قراره بأن يُغادر وحين أوشك على تنفيذه رأى جدتها تُغادر الغرفة مع رجل آخر كان سائقها فرفع سيهون حاجبيه و دار حول نفسه وهو يقترب من غرفة سوشيل

لو أن أحداً أمسك به سيقول أنه دخل الغرفة عن طريق الخطأ

لكن لحظه الجيد لم يكن هنا أحد عدا سوشيل التي تنظر إلى السقف مضطرة بسبب جسدها المُجبّر بأكمله

أغلق الباب بحذر و اقترب منها بخطوات بطيئة إلى أن وقف بجانبها و عينيه يُمررهما على جسدها بعبوس حتى استقرت عينيه على وجهها

"أي حادث تسبب في هذه الحالة؟"

انعقد حاجبيها قليلاً لتُحرك عينيها نحوه حتى رأت وجهه ففرّقت بين شفتيها تتساءل بصوتٍ خافت مُرهق

" كيف أتيت؟"

" عرفت أنكِ في المشفى بحالة خطرة لذا أتيت لأطمئن عليكِ"

حرّك يديه بعشوائية فرمقته بنظرة مليئة بالتساؤل ليُوضح

" لقد أخبرتني بأمر المسابقة و كذلك حذرتني من جوهيون ذاك حتى و إن كان تحذيركِ متأخراً فمازال موقفاً جيداً منكِ...بالمناسبة جونميون و هانييل كانا هنا لرؤيتكِ لكن كانت هناك عجوز شمطاء تقف في الخارج قامت بطردهما"

"إنها جدتي"

ضم سيهون شفتيه لوهلة ثم قهقه

"أعتذر "

همهمت سوشيل و أغلقت عينيها ثم أعادت فتحهما بحركة بطيئة

" ألا يبقى أحد هنا معكِ؟ ربما تحتاجين إلى شيئ"

حرّك عينيه في الغرفة بينما يتساءل و بالنهاية استقرت نظراته عليها مُجدداً فابتلعت ريقها لتُجيبه

"تطل الممرضات عليّ من حين إلى آخر"

"مازال يجب أن يبقى أحد من العائلة"

تأتأ بعدم رضى ثم ابتسم

"للأسف يجب عليّ المغادرة فأنا هنا منذ وقت طويل و سيقوم معلمي بتوبيخي إذا أدرك غيابي ،أراكِ لاحقاً...ربما بعدما تصبحين بخير"

لوّح إليها بلطف ثم سار نحو الباب كي يُغادر فاستوقفته بتردد

" مهلاً "

همهم و التفت إليها رافعاً حاجبيه بتساؤل ثم اقترب منها حين عجزت عن الالتفات إليه

" هل أرفع السرير من أجلكِ ؟"

أمال قليلاً كي يرفع السرير لأجلها فهمهمت بالنفي

" أريد...مُساعدتك بأمر ما"

همهم سيهون بينما يومئ فهمست

"و ليبقى هذا سراً بيننا"

___________

دخل سيهون إلى حديقة منزل ييشينغ بخطوات حذرة ليقترب من الباب فسمع صوتاً من خلفه جعله ينتفض بفزع

" و كيف تعتقد أنك ستدخل إلى المنزل دون أن ألحظك؟"

التفت سيهون بأعين متسعة ينظر إلى معلمه بتوتر فرفع ييشينغ حاجبيه بتساؤل

" أين كنت ؟"

" أخبرتك أنني أرغب بشراء شيء ما"

ابتسم بوسع لينظر ييشينغ إلى يديه

"و أين ذاك الشيء الذي تأخرت بسببه أكثر من ثلاث ساعات؟ "

رمش سيهون بضعة مرات ثم قهقه بتوتر

" تناولته ،كان طعاماً"

ختم حديثه بقهقهة أخيرة فتنهد ييشينغ بعمق ليلكم معدته بخفة و هو يمر من جانبه

" أيها الكاذب "

مسّد سيهون معدته بعبوس و هو يلحق بمعلمه إلى الداخل ثم ركض إلى الغرفة قبل أن يسأله عن شيئ آخر

بينما بمنزل كيونغسو...كان يجلس خلف مكتبه يدرس، رغم حلول منتصف الليل إلا أن النعاس لم يزره بعد

فُتح باب الغرفة ليرفع عينيه نحو والده الذي تقدم منه، و وضع أمامه بعض الكتب

"هذه من أجل المسابقة، منحني إياها السيد هيون اليوم لذا ادرسها قبل المسابقة"

رمق كيونغسو الكتب بنظرة سريعة ثم رفع عينيه نحو والده و همهم بخفوت مُدركاً أن لا علاقة لهذه الكتب بالمسابقة...لن يثق بأي شيء يأتي من جانب مدير مدرستهم الخائن

" المسابقة تقدمت لتكون قبل امتحانات القبول الجامعي بشهر كي يحظى الطلاب بـ... "

" قبل الامتحانات بشهر ؟"

قاطعه كيونغسو بإستنكار فهذا قريب للغاية ،و الآخر ببرود همهم بالإيجاب

" متى قرروا ذلك؟"

"تناقشت معه بهذا الأمر و هو قال أنه سيحاول لذا ادرس جيداً لأنني لن أحذرك مُجدداً بشأن المسابقة "

أشار إليه بسبابته بتحذير فوقف كيونغسو من مكانه بإنفعال

" هل هذا لألحق بمقابلة القبول بالجامعة التي اخترتها بنفسك دون الرجوع إليّ؟"

التفت والده لينظر إليه ثم قهقه بسخرية

" هل كان يجب أن أسألك عن رأيك ؟"

" ربما ؟إنها حياتي كما تعرف "

أجابه كيونغسو بنبرة تشبه خاصته، ساخرة و غاضبة فاقترب منه والده ليُشير إليه بسبابته

" تحدث بأدب معي دو كيونغسو، هذا تحذيري لك للمرة الأخيرة "

ضم كيونغسو قبضتيه و أشاح بنظراته بعيداً عن والده

"سأُخبرك بهذا أنا أيضاً للمرة الأخيرة "
تمتم بجدية ليعيد نظراته إلى والده

" هذه المسابقة بأكملها ليست سوى هراء، المدير هيون يخدعكم جميعاً"

"ما تتفوه به أنت هو الهراء لذا توقف عن إيجاد أعذار للإنسحاب و ركز لأنني لن أتهاون معك إن تأثرت معدلاتك الدراسية أو خسرت المسابقة "
رفع حاجبيه بتحذير نهاية حديثه ثم خرج من الغرفة ليصفع الباب خلفه بقوة جعلت من جسد كيونغسو ينتفض

____________

كيونغسو كان يجلس في الصف يُمسد جبينه بألم بين الحين و الآخر، و قد لاحظ الجميع أنه ليس بخير

منذ أن عادوا إلى القرية و هو يبدو في حالة أسوأ

طرقت كاثرين على طاولته فرفع عينيه نحوها لتهمس بتساؤل

"أنت بخير ؟"

ظل صامتاً وهو ينظر إليها بتشوش فضمت شفتيها ثم التفتت لتعود إلى مكانها تستكمل الشرح و بين الحين و الآخر تُلقي نظرة قلقة على الأصغر

في فترة الاستراحة التفت الطلاب حول طاولة كيونغسو فابتعد حراسه قليلاً عنهم كي يتحدثوا براحة فهمس بيكهيون

" لم وجهك أزرق و كأنك تختنق ؟"

وضع يده على وجه كيونغسو فشعر ببرودته لينظر بعدها إلى الآخرين

" سأُخبر المعلم ييشينغ"

استقام من مكانه و خرج باحثاً عن ييشينغ في حين نفخ سيهون على كفيه ثم وضعهما على وجنتي كيونغسو ،و جونغ إن فعل المثل مع كفيه المرتجفين

دخل ييشينغ إلى الصف بقلق و اقترب من كيونغسو لينحني إلى مستواه

"كيونغسو"

همس ليُربت على كتف الأصغر فرفع كيونغسو عينيه نحوه ثم أمال برأسه على كتف ييشينغ بإرهاق

" هل تشعر بالدوار؟"

طرح ييشينغ سؤاله بهمس خافت و بعد لحظات شعر بحركة رأس صديقه على كتفه يومئ بالإيجاب فهمهم إليه ثم أشار إلى جونغ إن

"أعد أغراضه معك إلى المنزل"

أومأ جونغ إن بسرعة فاستقام ييشينغ من مكانه و أمسك بيد كيونغسو ليجذبه معه إلى خارج الصف، و الحراس الثلاثة لحقوا بهما إلى المنزل الذي يمكث به ييشينغ

ساعد الأصغر ليستلقي على السرير ثم خرج نحو المطبخ ليقوم بتحضير بعض الأعشاب من أجله ،و عاد إليه بعدها

جلس على طرف السرير ليضع الكوب على الطاولة ثم ربت على كف كيونغسو

"ألا يوجد طبيب بهذه القرية؟ السيد الصغير لا يبدو بخير"

يونسوك نبس بقلق فالتفت ييشينغ لينظر إليه ثم أعاد نظراته إلى كيونغسو فهو يعرف أن ما أصاب صديقه ليس جسدياً و إنما نفسياً

"سيكون بخير بعد أن يتناول الأعشاب و وجبة صحية"

همهم يونسوك و أشار إلى هاجون أن يغادر إلى مطعم السيدة بارك كي يُحضر الطعام من أجل كيونغسو

و بعدها اصطحب يونغ إلى خارج الغرفة تاركين ييشينغ وحده مع كيونغسو

" تناولها دافئة قبل أن تبرد"

أمسك ييشينغ بالكوب فاعتدل كيونغسو بجلسته ثم التقطه منه ليحتضنه بكفيه وضغط عليه ببعض القوة كي يُسيطر على ارتجاف يديه

" حدث أمر آخر مع والدك ؟"

"لا أريد أن أتحدث عن هذا الأمر"

أجابه بخفوت ليرتشف القليل من الكوب فهمهم ييشينغ بتفهم

" على الأقل سمح لك أن تتحدث معنا لذا لمَ لست بخير ؟"

رفع عينيه نحو ييشينغ ثم أخفضهما مرة أخرى

" هو لا يعرف بهذا الشأن"

قطب ييشينغ حاجبيه بعدم فهم لكنه لم يطرح المزيد من الأسئلة حول هذا الأمر و التزم الصمت إلى أن أنهى كيونغسو كوب الأعشاب

" المسابقة تقدمت شهراً قبل امتحانات القبول الجامعي "

همهم ييشينغ بعدم فهم فزفر كيونغسو بعمق

" المسابقة تقدمت، لم يعد لدينا وقت "

" وقت لماذا ؟أنت تعرف أن نتيجة المسابقة محسومة منذ البداية لذا ما يجب أن تقلق بشأنه هو امتحاناتك و لا أظنك تواجه مشكلة بأي مادة لذا توقف عن إهمال صحتك ألا ترى كيف تبدو؟ "

أمسك بذقن كيونغسو ليقرصه بخفة فابتسم الآخر

"كيف أبدو؟ "

همهم ييشينغ يدّعي التفكير ثم رفع كتفيه

" قبيح "

" و أنت عجوز "

تمتم كيونغسو ليُغلق عينيه بإرهاق حينها قهقه ييشينغ بعدم تصديق

" لم أصبحت وقحاً ؟"

قلب كيونغسو شفتيه كإجابة دون أن يفتح عينيه فزم ييشينغ شفتيه في خط مستقيم ليحمل الكوب عنه و وقف من مكانه

" فلتنم قليلاً و لنتحدث بعدما يصل الطعام "

همهم كيونغسو و أمال بجسده فساعده ييشينغ كي يستلقي مُجدداً ثم سحب الغطاء فوقه

في المساء كان الطلاب مجتمعين بمطعم السيدة بارك عدا كيونغسو الذي تركه ييشينغ بمنزله كي يرتاح و خرج هو متوجهاً إلى المطعم

حين دخل توجّهت إليه نظرات طلابه فاقترب ليجلس بجانب جيون ،حينها ترك الآخرين طاولتهم و التفوا حول طاولته

"هل حالة كيونغسو سيئة ؟"

سويون سألته بقلق و سيهون سريعاً تساءل

"هل سيعود إلى منزله؟"

"إنه بحاجة إلى بعض الراحة، كان متوتراً في الفترة الأخيرة لذا تركته ليرتاح و بعدها سيكون بخير"

تحدث بهدوء ثم مرر عينيه على طُلابه

"لكن المسابقة تقدمت كثيراً، ستكون قبل الامتحانات بشهر و هذا أيضاً يجعله متوتراً"

"لم تقدمت فجأة؟ هذا ليس لصالحنا "

تشانيول عقد حاجبيه بقلق فأشار له جونغ إن

" إن تقدمت أو تأخرت فهي ستؤثر على كلا الجانبين فلا داعي للقلق"

"جونغ إن محق كما أن هذا سيكون أفضل وستكون أمامنا فترة أطول للتركيز على دراستنا بعد أن نتخلص من أمر هذه المسابقة "

سيهون وافق جونغ إن ثم ابتسم بوسع ليرفع قبضته في الهواء

"سنبذل ما بوسعنا لأجل المسابقة والامتحانات لذا أخبر كيونغسو أن يستعيد عافيته و لا يقلق بهذا الشأن أبداً "

_____________

سويون كانت على وشك أن تصعد إلى منزلها حين رأت هيبا تعود إلى مطعم السيدة بارك بعبوس فانعقد حاجبيها بخفة و التفتت تنظر إلى الطريق المؤدي إلى نهاية القرية

عادت خطوتين إلى الخلف ثم سلكت ذاك الطريق، و كما ظنت كان كيونغسو هناك يجلس بمكان هيبا و هذا ما جعل الأخرى تنسحب

تخطت حراسه و اقتربت لتجلس بجانبه أسفل الشجرة فالتفت لينظر إليها قليلاً ثم رفع عينيه نحو السماء كما كان يفعل قبل لحظات

كشرت ملامحها بانزعاج حين تجاهلها و دفعت كتفه بخاصتها

"أنت مزعج"

نمت ابتسامة بسيطة على شفتيه و همس دون أن ينظر إليها

"لماذا؟"

" لقد سمح لك الحراس بأن تتحدث معنا لكنك مازلت تتجاهل الجميع و عدت للشرود مُجدداً ،ما الخطب كيونغسو؟"

لانت نبرتها نهاية حديثها تُبدي قلقها فالتفت لينظر إليها بصمت دام لبعض الوقت قبل أن يتنهد بعمق

"سأرحل من هنا"

"ستنسحب من المسابقة ؟"

رفعت حاجبيها بتفاجؤ ليهز رأسه إلى الجانبين ينفي ذلك

" ليتني أستطيع لكن...سأُغادر كوريا بعد الامتحانات مباشرة "

" اوه"

همست لتومئ بخفة ثم أخفضت عينيها عنه

"سمعت والداي يتحدثان حول هذا الأمر، أبي ينوي إبعادي عنكم جميعاً و سيحرص على تنفيذ ذلك...سأختفي من حياتكم بمجرد انتهاء المسابقة"

ابتسم بانكسار ليخفض عينيه عنها فانقبض قلب سويون بضيق و انعقد حاجبيها بصدمة

لكنها كانت واعية لأن أي كلمة ستحاول من خلالها تغيير هذا القرار لن تكون ذات فائدة...القرار بيد والديه وليس بيده هو

اقترب بكفه من خاصتها بتردد إلى أن عانقه و ضغط عليه بخفة فحرّكت عينيها حيث كفها الذي يُمسك به

"لا أريد أن أبتعد، و لا أريد أن أخسركم"

ابتلعت سويون ريقها بصعوبة لتنظر إلى يديهما بصمت قبل أن تتنهد ،و رفعت عينيها نحوه

"حتى و إن انفصلنا عشرون عاماً سنبقى أصدقاء لذا لا تُفكر أبداً بأنك ستخسرنا أو أننا سنخسرك...سننتظر عودتك دائماً لذا ما إن تسنح لك الفرصة لا تتجاهلنا "

" ربما أترك لكم ذكرى سيئة لا..."

"أنت تخفي أمراً ؟"

قاطعته بإستغراب لينظر إليها بصمت

"لقد ذكرت هذا الأمر مراراً... كيونغسو ،ما الذي تخفيه ؟"

____________

جلست سويون خلف مكتبها بينما تُمسك بتلك الوردة الجافة التي أعطاها إياها كيونغسو من قبل

عينيها كانتا تذرفان الدموع ببكاء صامت بينما رأسها يستعيد حديثه مُجدداً

كل شيئ لم يكن سوى كذبة لأن لا أحد منهم كان قادراً على مواجهة عائلته بالحقيقة

المسابقة كلها كانت مزيفة بتلك المشاعر التي تشاركوها سوياً طوال الفترة الماضية

و بالإضافة إلى جونغداي و كيونغسو، سويون هي الأخرى اتخذت جانباً بعيداً عن الجميع و بالكاد تتحدث معهم

لم ترغب بالتحدث مع أي أحد

سواء طلاب دونغ الذين تشعر بالضيق لأجلهم، أو طلاب يونغبوك الذين تشعر بأنها تعرضت للخيانة منهم...لكن كيونغسو كان أكثر من تشعر بالغضب منه

و طوال الأسبوع لم يفهم أحد سبب تغير سويون عدا كيونغسو الذي ترمقه بغضب كلما تلاقت نظراتهما

و أثناء دراستهم بالمكتبة جلست على طاولة أخرى مع ييشينغ كي لا يقترب منها كيونغسو

"سيهون"

تشانيول هتف بينما يرفع ذراعيه إلى سيهون كي يلقي الكرة نحوه ففعل ذلك و أثناء تدريبهم دخل ميونغداي باحثاً بعينيه عن أخيه

جلس على مقاعد المعجبين و هو يبحث عنه بين الطلاب و هم يركضون إلى أن لمحه فابتسم بوسع

" هيا جونغداي"

هتف بحماس حين أصبحت الكرة بين يدي جونغداي فألقى جونغداي نظرة نحوه ليعقد حاجبيه ثم ركض بالكرة يستكمل تدريبه متجاهلاً ميونغداي الذي يهتف باسمه كلما أمسك بالكرة

حين انتهوا جلسوا أرضاً يلتقطون أنفاسهم فركض ميونغداي إلى أخيه الأكبر بينما يقول بحماس

" كنت رائعاً"

رفع الجميع أعينهم نحوه بينما تجاهله المقصود فضم ميونغداي شفتيه بإحراج

" ااه أعتقد أنني محظوظ فلم يمنعني أحد من الدخول"

"يمكن لأي أحد الدخول"

جونغ إن نبس بإستغراب لينظر إليه ميونغداي ثم حرك عينيه نحو جونغداي

" إذاً كنت تقصد أنك لا ترغب برؤيتي "
قهقه بخجل امتزج بالحزن فأغلق جونغداي عينيه بقوة ثم أعاد فتحهما ،و استقام من مكانه ليُمسك بيد ميونغداي و جذبه معه نحو الخارج إلى أن ابتعدوا عن ملعب كرة السلة فترك يده

" لم أكن أعرف أنك لا تريد رؤيتي لكننا انتظرناك بالأمس على الغداء و حين تخطيت الموعد أردت رؤيتك...جونغداي أنا آسف لذا لا تغضب حسناً؟"

تحدث بلهفة فتنفس جونغداي بعمق و ضم قبضتيه ملتزماً الصمت لبعض الوقت إلى أن سمع همس الآخر

"جونغداي"

" لا يمكنني التعامل مع حقيقة أنني أمتلك أخاً بهذا العمر و أنا من قضيت سنوات حياتي وحيداً.."

جونغداي هتف بإنفعال طفيف فزم الآخر شفتيه بعبوس

" كيف يمكنك التصرف بهذه الطريقة و كأنه أمر عادي؟!"

" لأنك أخي"

ابتسم ميونغداي بوسع فقهقه جونغداي بعدم تصديق

"فقط؟ هل من الطبيعي أن تستيقظ صباحاً و أنت وحيد ثم في المساء تجد أن لك أخاً ؟ "

" ليس طبيعياً لكنه حدث ،إنه يبدو كالحلم أليس كذلك؟"

وسع عينيه بحماس نهاية حديثه فعقد جونغداي حاجبيه ليهز رأسه إلى الجانبين بعدم تصديق

" أنت الغير طبيعي هنا"

تخطاه كي يعود إلى الداخل فلحق به ميونغداي

" هل يمكنني مشاهدتك و أنت تتدرب؟ "

" انتهى التدريب "

أجابه جونغداي دون أن يتوقف فأومأ الآخر

" إذاً هل يمكننا أن نقضي بعض الوقت سوياً ؟لقد قطعت هذا الطريق فقط لرؤيتك"

التفت إليه جونغداي فتوقف ميونغداي سريعاً قبل أن يرتطم به

"ماذا تريد؟"

أشار نحوه ميونغداي بسبابته يقصد أنه هو ما يريده فضاقت عقدة حاجبي جونغداي

" لدي موعد مع حبيبتي و لا يمكنني أن.. "

" عن أي موعد تتحدث؟ هل فقدت عقلك لتخرج مع فتاة بهذا الوقت وحدكما؟ "

هتف سيهون من خلفه بإعتراض و وقف من مكانه بينما يتكتف ثم أكمل حين التفت إليه جونغداي

"لن أسمح لك بهذا"

"أنت لا تمتلك أخوة...آخرين ؟"

تساءل ميونغداي بتردد و هو يشير نحو سيهون فزفر جونغداي ليهز رأسه إلى الجانبين

" إنه الجدة العجوز في قريتنا "

______________

جونغداي لم يرغب بقضاء الوقت مع أخيه الذي ظهر من اللامكان إلا أنه لم ينجح بأن يفر منه بأي من كذباته

و انتهى الأمر بالأصغر يلحق به إلى منزل ييشينغ

خرج ييشينغ مع كاثرين في موعد بينما ترك الطلاب بمنزله يقضون الوقت سوياً

و سيهون لم يواجه أي صعوبة في التقرب من ميونغداي

الفتى كان أحمقاً، بريئاً و ثرثاراً، كما كان فضولياً بشأن أخيه الأكبر

كانت تتسع عينيه بحماس مع حديث سيهون ثم سيضحك بصخب مع الآخر، و بين الحين والآخر جونغداي كان يتنهد بضيق لاحظه الآخرين

لم يرى أي منهم جونغداي بهذه الحالة من قبل، و لا يذكر أي منهم رؤية جونغداي يجرح مشاعر أحد بتلك الطريقة التي يقوم بها بجرح مشاعر أخيه و دفعه بعيداً

"ااه أمي تتصل ،يجب أن أغادر"

استقام ميونغداي لينفض ثيابه ثم حرّك عينيه بين الجميع بحذر فلا يبدو أن هناك من يتقبل وجوده عدا سيهون

"إذاً...سأغادر"

لوّح إلى جونغداي بتردد فجذب سيهون صديقه من ذراعه و دفعه نحو ميونغداي

" اصطحبه إلى الخارج"

تنهد جونغداي و أشار إلى ميونغداي أن يلحق به فتلقى سيهون صفعة على مؤخرة رأسه من تشانيول

"هل أنت أحمق؟"

"الفتى لطيف، كيف يمكنكم جرح مشاعره ؟"

"أعتقد أن...سيهون محق"

مينسوك همس بتردد لينفي تشانيول

"لا ليس محقاً، لا يجب أن يكون لجونغداي علاقة بذاك الرجل أو عائلته"

"حسناً أنا آسف"

همس سيهون وهو يُلاطف ذقن الآخر كأنه طفل صغير ثم ركض نحو الغرفة قبل أن يمسك به تشانيول الغاضب

" هل يُمكنني رؤيتك مُجدداً ؟"

ميونغداي تساءل بينما يعقد كفيه خلف ظهره بتوتر فرمقه جونغداي بصمت ليبتلع ريقه

" فهمت "

ابتسم بزيف و التفت ينوي المغادرة فأغلق جونغداي عينيه بقوة و فتحهما مُجدداً

"لن أذهب إلى ذاك المنزل"

التفت ميونغداي لينظر إليه فاقترب منه جونغداي خطوتين

" و لا أعرف إن كنت سأتمكن من تقبلك كأخ لي"

"ربما ستتمكن من ذلك إن قضيت المزيد من الوقت معي، أعدك لن تندم"

هتف بلهفة و هو يقترب أكثر من جونغداي فعاد الأخير خطوة إلى الخلف كي لا يلتصق به هذا الصغير هنا

" أنا حقاً متحمس لتجربة كل شيئ معك"

ابتسم ميونغداي بوسع ثم لوّح بيده في الهواء بعشوائية ليتنهد جونغداي

" نكون بمركز التدريب منذ الصباح الباكر "

أومأ ميونغداي بقوة ثم اقترب من جونغداي ليحتضنه و ركض بعدها بسرعة بينما يلوّح إليه مودعاً إياه

"أراك لاحقاً أخي "

راقبه جونغداي من الخلف وهو يركض مبتعداً عن منزل معلمه، و حين أطلق الاصغر صرخة متحمسة نمت ابتسامة بسيطة على شفتي جونغداي

التفت كي يعود إلى الداخل فضم شفتيه حين رؤية تشانيول يقف خلفه عاقداً ذراعيه إلى صدره

"هل أنت بخير؟"

سأله بإهتمام و اقترب ليجلس على المقعد بحديقة المنزل فأغلق جونغداي البوابة و اقترب ليجلس بجانبه

" هل ستصدقني إن قلت أنني لا أعرف؟"

همهم تشانيول بتفهم و تنفس بعمق

" حين رأيته أول مرة قلبي اهتز وضعف خاصة أمام نظراته الحنونة، لكن حين رأيته كيف ينظر إلى ابنته الصغرى أدركت أن نظرته لي لم تكن نفسها...ربما كانت مزيفة؟! لا أعرف"

أومأ تشانيول ليحيط كتف جونغداي فوضع الآخر رأسه على كتف صديقه

" و هذا الفتى الذي يتعامل معي و كأننا أخوة منذ زمن بالرغم من أن والدته تبدو و كأنها تكرهني...ألا تشعر بوجود خطب ما ؟"

" أشعر بأن الحياة قاتمة لأن جونغداي لم يعد يبتسم "

رفع جونغداي رأسه عن كتف تشانيول ليبتسم الآخر

" أعتقد أننا صدقنا أنك ملاك لذا يصعب علينا رؤيتك بهذه الحالة، أعني كيف يكون جونغداي هو الحزين و ليس من يقوم بمواساتنا؟ "

ضحك جونغداي بخفوت ليُربت على صدره

"ااه يبدو أنني أمتلك قلباً "

" أنت تمتلك قلباً كبيراً دافئاً لذا لا تسمح للكره أو الحقد أن يتسلل إليه "

ربت على يد جونغداي المتموضعة فوق صدره ثم استقام من مكانه

" لقد وبخت سيهون من أجلك لكن أعتقد أن ما فعله سيهون كان الصواب ،ميونغداي...ربما سعيد بمعرفتك ولا يوجد أي مؤامرات خلف ذلك"

____________

" سأذهب معهم بالحافلة "

نبس كيونغسو بجدية ليضم يونغ شفتيه و حرك رأسه إلى يونسوك يُبدي اعتراضه لكن نظرة كيونغسو الحادة جعلته يبتلع اعتراضه

انحنى إليه هاجون و يونسوك دون اعتراض فتنهد يونغ قبل أن يفعل مثلهما ثم صعد ثلاثتهم إلى السيارة ليلحقوا بالحافلة

حين صعد كيونغسو إلى الحافلة التفتوا إليه جميعاً و أشار له سيهون أن ينضم إليهم إلا أنه هز رأسه إلى الجانبين ينفي ذلك و جلس بجوار سويون

"هل تشاجرا مُجدداً ؟"

سأل بيكهيون بإستغراب ليتبادل النظرات مع أصدقائه و لم يبدو أن أي منهم يعرف ما يحدث

سحب كيونغسو السماعة من أذن سويون فالتفتت نحوه و ما إن رأت وجهه، اقترب حاجبيها من بعضهما بانزعاج و مدت يدها تحاول سحب السماعة منه لكنه تشبث بها

" لقد أخبرتك لأنني أردت أن تقفي بصفي لا أن تتجاهليني"

همس كيونغسو بخفوت كي لا يسمعه الآخرين فقهقهت سويون دون فكاهة ثم اقتربت منه لتهمس بحدة

"و هل يجب أن أتغاضى عن حقيقة أنك كذبت علينا لأجل مصلحتك؟"

" و هل يجب أن أذكر كل مرة كم أنا جبان ومثير للشفقة كي يسامحني الآخرين ؟"

ارتفعت نبرته بإنفعال فالتفت ييشينغ و كاثرين نحوهما كما توقف الفتية بنهاية الحافلة عن الثرثرة لينظروا إليهما بقلق

ضم كيونغسو شفتيه لوهلة يحاول تهدئة نفسه لكن كلما زادت محاولاته زاد ارتجاف كفيه

" انسي الأمر "

همس بصوتٍ خافت ليترك سماعتها و كاد يقف من مكانه فأمسكت سويون بيده

حرك عينيه نحو كفها التي أمسكت بخاصته ،لم تقل شيئاً لكنها لم تترك يده، و بين الحين والآخر ستُربت عليها بلطف كلما شعرت بإرتجافه

عادوا إلى القرية و كيونغسو كان يسبق سويون بعدة خطوات بينما حراسه يسيرون على جانبيه تاركين بينه وبينهم مسافة قصيرة

الطلاب عاد كل منهم إلى المنزل، وحين أوشك كيونغسو على الدخول إلى منزل جونغ إن وقفت خلفه سويون بتردد تقول

"دعنا نتحدث"

استدار كيونغسو لينظر إليها قليلاً فرفعت حاجبيها نحوه ثم سبقته إلى نهاية القرية و انتظرته أسفل الشجرة بينما تتكئ عليها بجذعها

لحق بها كيونغسو ليقف بجانبها ينظر إليها بصمت إلى أن همست هي

"ما كان يجب عليك إخباري"

ضم كيونغسو شفتيه و لوهلة انعقد حاجبيه فلا يدري حتى لم أخبرها بأمر المسابقة و هو من كان يعرف بأن ردة فعلها لن تكون لطيفة

"لا أعرف لمَ أخبرتك"

نبس بهدوء و اقترب أكثر ليميل بكتفه على جذع الشجرة فبات أقرب إليها

"لكن لا أريد أن تكرهوني لاحقاً فلن أملك الفرصة لتبرير موقفي ما إن أُغادر هذا المكان"

رفعت عينيها نحو خاصتيه فهمس بضيق

"ييشينغ و أنتم جميعاً لكم مكانة خاصة في حياتي لذا لا أريد أن أكون سبباً بجرح مشاعركم أو أن أتلقى الكراهية من جانبكم"

تنهد بعمق ليُمسك بكفها المجاورة له فأخفضت نظراتها حيث كفها تلك

" لا أريد أن يكرهني أحد و بصفة خاصة أنتِ"

رفعت عينيها نحوه مرة أخرى لتتلاقى نظراتهما من جديد و...سويون كانت غاضبة منه فلماذا يخفق قلبها معجباً بتلك الملامح الهادئة أمامها؟

سحبت نفساً عميقاً و هي تلتفت بجسدها بينما تنظر إلى الجانب الآخر بخجل ثم تحدثت بنبرة عالية

" لا فرصة لدي لاتخاذ أي خطوة لكن..."

أعادت عينيها نحوه لتُكمل بجدية

" حين يعرف الآخرين بهذا الأمر سأكون بصفهم و ما يقرروه سأقوم بتنفيذه"

رفعت كتفيها نهاية حديثها فهمهم بتفهم ثم حرّك عينيه حيث الأراضي الزراعية لينظر إليها، و سويون كانت تراقبه من الجانب إلى أن وعت على نفسها فأغلقت عينيها بقوة لتهمس

"لا يجب أن تقول على نفسك بأنك ضعيف أو مثير للشفقة "

فتحت عينيها لتنظر إليه في حين بقى هو هادئاً لبعض الوقت قبل أن تنمو ابتسامة مريرة على شفتيه

" لطالما كرهت ذلك لكن..."

حرك عينيه نحو خاصتيها ليرفع كتفيه بضيق

"إنها حقيقتي التي أكرهها...لن تُنصتي إليّ أبداً بموقف كهذا لو لم تشعري بالشفقة نحوي ،جونغ إن أيضاً كان غاضباً إلى أن أخبرته بأن شخصيتي الضعيفة هي السبب بهذا"

"جونغ إن يعرف ؟"

ارتفع حاجبيها بتفاجؤ فهمهم ليعقد ذراعيه إلى صدره و ابتلع غصته لينظر إلى الأرض بخجل

" لم أسامحك بعد "

رفع نظراته إليها فرفعت أناملها أمامه و ضيّقت المسافة بين سبابتها و إبهامها

" قليلاً فقط "

قهقه كيونغسو بصوتٍ بدا به الإرهاق فقضمت سويون سفليتها بإبتسامة

"سأحاول مسامحتك لكن ليس لأنك مثير للشفقة كما تعتقد.."

زمت شفتيها لتنكز كتفه بسبابتها و هي تتحرك يميناً و يساراً بدلال

" هذا لأنك شخص لطيف، أنا أتحدث عن حقيقتك"

ضحكت حين رمق سبابتها بإستغراب و سحبت يدها بعيداً عنه

" لو لم يكن والدك قاسياً لما تصرفت بهذه الطريقة و لم تكن لتكذب علينا كما لم يكن ليفعل الآخرين ذلك...أنت لست مثيراً للشفقة كيونغسو و لست ضعيفاً لكن ليس من السهل أن تقف بوجه عائلتك...في النهاية إنها العائلة"

"إذا كان الأمر كذلك..."

تمتم ليقترب منها فجفلت حين باتت المسافة بينهما أقصر حيث بإمكانها الشعور بأنفاسه الهادئة تُلاطف وجهها

" لماذا لم تسامحيني بعد ؟"

" قُلت أنني سامحتك قليلاً لكن مازلت أشعر بأنني تعرضت إلى الخيانة و الاستغلال "

قلبت شفتيها بغضب طفيف فابتسم كيونغسو و اقترب منها قليلاً لترمش بعينيها بتوتر ثم استرقت نظرة نحو شفتيه القريبتين من خاصتيها

" مازلت أريد استغلالكِ"

" مـ ماذا تقصد ؟"

مررت عينيها على وجهه بأعين اتسعت بخجل، و أطياف وردية رُسمت على وجنتيها لتبتسم عينيه قبل أن يقطع المسافة بينهما معانقاً إياها بينما كفه تدفع رأسها من الخلف كي تستقر فوق كتفه

" كيونغسو ،ماذا تفعل ؟"

همست بإرتجاف لتزفر بثقل فقلبها المضطرب يعيق تنفسها

" هذا يساعد على تحسين الحالة النفسية ، لقد قرأتها بمكان ما"

قضمت باطن شفتيها بخجل و رفعت يديها لتُحيط بهما خصره

"حقاً؟"

همهم بإيماءة بسيطة ليبتسم حين شعر بكفها تُربت على ظهره من الخلف

" أين قرأت ذلك ؟"

همهم يدّعي التفكير

"هممم، في مكان ما"

___________

ابتسم بيكهيون حين رؤيته هيبا تعمل في المطعم وحدها مع تشانسوك، السيدة بارك لم تكن هناك، و كذلك تشانيول كان ينال قسطاً من الراحة قبل أن يجتمعوا للدراسة سوياً

التفت ليُلقي نظرة نحو جونغداي النائم ثم انسحب من الغرفة بحذر

عاد خطواته لينظر إلى وجهه بالمرآة ،مسح على شعره يضبط خصلاته ثم كشف عن أسنانه بابتسامة واسعة قبل أن يتوجه إلى المطعم

دخل إلى المطعم ليُلقي التحية على المتواجدين بابتسامة

"مرحباً، مرحباً تشانسوك"

المقصودة أطلت برأسها من نافذة المطبخ لتبتسم نحوه

"مرحباً بيكهيون"

"مرحباً هيبا"

التفت بنظراته إلى هيبا التي تمسح الطاولات فهمهمت دون أن تنظر نحوه ليلوي شفتيه بعبوس

لكن سرعان ما ابتسم من جديد و اتكأ بمرفقه على الطاولة ليميل بوجنته فوق كفه بينما عينيه تتحركان معها بكل خطوة تخطوها

كان يبتسم حين تميل على الطاولة كي تمسحها، و أحياناً سينفخ بتلقائية حين تضايقها خصلات شعرها فتدفع رأسها إلى الخلف كي تبعدها

تركت هيبا قطعة القماش جانباً بعدما انتهت من تنظيف الطاولات ثم اقتربت لتجلس على المقعد المجاور لبيكهيون

ظلت صامتة لبعض الوقت، أمالت برأسها على الطاولة ثم أغلقت عينيها بينما تتخذ من ذراعيها وسادة لها فأمال بيكهيون برأسه معها كي يرى وجهها بوضوح

"لا أحب أن يراقبني أحد"

ضحك بخفوت ليضع كفيه على الطاولة بجانب مرفقها و اتكأ بذقنه عليهما

" لو لم تكوني مهتمة بي فمن أين تعرفين بأنني أراقبكِ؟"

همهم بتساؤل نهاية حديثه ففرّقت بين جفونها لتنظر إلى وجهه القريب منها

رفع بيكهيون حاجبيه حين لم تُعلّق ،و هيبا اكتفت بالصمت و تبادل النظرات مع عينيه الباسمتين

To be continued....

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top