25

Start

الطلاب كانوا يلتفون حول الطاولات بمطعم السيدة بارك بينما يدرسون و حول طاولة كيونغسو كان يُحيطه حُراسه الثلاثة

استقام سيهون من مقعده و ترك طاولته ثم اقترب من طاولة كيونغسو ليجلس مقابلاً له فرفعت سويون عينيها نحوه كما التفت إليه كُلاً من جونغداي و جيون المتواجدين معهم بنفس الطاولة

لكن أعين طويل القامة لم تكن تنظر إلى أي من أصدقائه بل إلى ذاك الرجل الذي يقف خلف كيونغسو

هاجون حرّك عينيه بعيداً عن ذاك المراهق الذي يستفزه بإبتسامته المنتصرة فكلما تلاقت نظراتهما منذ الصباح يبدأ سيهون في الضحك و يرسم ابتسامة واسعة على شفتيه تجعل الآخر يرغب بتحطيم فكه لولا أنه مراهق

أصدر سيهون قهقهات متقطعة جذبت انتباه أصدقائه إليه ليُغلق هاجون عينيه و تنفس بعمق محاولاً تهدئة نفسه

"لم تضحك؟"

ابتسم جونغداي بإستغراب فقلب سيهون عينيه نحوه ثم أعاد نظراته إلى هاجون سريعاً

" إنها سعادة الإنتصار يا صديقي فهناك من يظن أن عضلاته أقوى من الصداقة"

رفع حاجبيه بإبتسامة عابثة حين فتح هاجون عينيه ليرمقه بحدة، و مُجدداً سيهون قهقه

" أعتقد أنه سيتسبب بقتلنا جميعاً"

بيكهيون همس بإبتسامة جامدة و هو يُراقب سيهون من بعيد فأومأ جميع من على الطاولة خلف سيهون يوافقونه الرأي

" هل يعرف السيد دو أن ابنه هرب منكم؟ يا إلهي ستكون هذه كارثة إن عرف"

شهق سيهون بقلق مزيف فاقترب منه جونغ إن و تشانيول سريعاً ليحملاه من ذراعيه كي يعود إلى طاولته

"لن تكون المرة الأخيرة أيها الضخم"

هتف سيهون بثقة فألقاه صديقيه فوق مقعده و دفعا المقعد كي يلتصق بالطاولة كي لا يبتعد مُجدداً ثم اقترب منه مينسوك سريعاً يضع كفه على فمه حين أوشك على التفوه بما قد يضعهم جميعاً بمأزق

وضع كيونغسو كفه على جبينه بينما ينظر إلى كتابه كي لا يلمح أحداً إبتسامته التي بالكاد تُلاحظ لكن حاجبيه انعقدا بخفة حين أدرك ذلك... حُراسه لم يُخبروا والده بأمر هروبه

تباهي سيهون بما فعله لم يكن ليوم واحد أو اثنين، سيهون ظل يتباهى و يُزعج حراس كيونغسو و بصفة خاصة الأقصر بينهم...هاجون

لذا كان من المرعب أن يترك الأصدقاء سيهون وحده بجوار أولئك الحراس فبحماقته يكاد ينهي حياته

____________

( والدك كان هنا بالأمس)

عقد جونميون حاجبيه فابتسمت سولار و أكملت

( اعتقدت أنه عرف بشأننا لكن لا يبدو الأمر كذلك لذا لا تقلق)

(لكنه لم يُخبرني بشأن هذا الأمر)

أشار لها بإستغراب فقلبت شفتيها بعدم معرفة ثم التفتت لتنظر إلى باب غُرفتها حين طُرق

أطلّت والدتها برأسها من خلف الباب فتراجع جونميون مُبتعداً عن النافذة كي لا تراه

دار حول نفسه حين أطالت والدتها الحديث معها فخرج من غرفته ليتوجّه إلى غرفة هانييل

طرق بابها عدة مرات ثم فتح الباب حين لم يتلقى منها رداً فرآها تجلس خلف مكتبها ترسم بدفترها بينما تضع السماعات بأذنيها

اقترب منها و سحب عنها السماعات فشهقت بفزع لتنظر إليه بأعين متوسعة بينما تُغلق الدفتر

"ماذا تفعلين؟ طرقت الباب عدة مرات"

ابتسم بلطف و بعثر شعرها ثم ابتعد عنها ليجلس على طرف سريرها

" كنت أدرس"

همست كاذبة فابتسم ليومئ بحركة بسيطة

"هذا يعني أنكِ لا تقومين برسم شخص ما"

"ماذا تقصد ؟"

انتفضت من مكانها تصرخ بفزع فقهقه بصوتٍ مكتوم

"جونميون "

" حسناً...لقد لاحظت أمراً يحدث بينكِ و بين جونغ إن"

ابتعدت عن مكتبها و اقتربت منه بخطوات واسعة لتجلس بجانبه

"أنا لن أنظر إلى ذاك القروي البغيض أبداً ،أنت تتخيل "

تكتفت بثقة فهمهم جونميون

" هذا جيد لأنني لم أرغب بأن تُعاني من حب من طرف واحد "

رفع كتفيه و أخفضهما بحركة سريعة فانعقد حاجبيها لكن سرعان ما لانت ملامحها حين التفت إليها

أخفضت عينيها عنه لتنظر إلى أناملها التي أخذت تعبث بملاءة السرير

" ااه هل ذاك القروي يمتلك حبيبة ؟"

همهم جونميون ليومئ

" إنها جميلة و لطيفة و.. "

" لم أسأل "

قاطعته بإنزعاج ثم اقتربت من مكتبها و أمسكت بذاك الدفتر الذي كانت ترسم به قبل دخول جونميون

"لم أتيت؟ ألا تمتلك أمراً هاماً تراقبه من خلف نافذتك؟"

قهقهت بمزاح و هي تضع الدفتر بداخل أحد الأدراج فضحك هو الآخر ثم تنهد بعمق

" أبي ذهب إلى منزل السيد ايم البارحة، هل تعرفين شيئاً بخصوص ذلك؟"

"حقاً؟! ربما بينهما عمل آخر"

رفعت حاجبيها بإستغراب ثم أومأت

" ربما يتناقشان بشيئ يخص العمل أو ربما أصبحا صديقين فمنذ انتقلنا إلى هنا و أبي يتقرب من جميع المحيطين بنا"

عقدت كفيها خلف ظهرها لتقترب منه بخطوات عابثة

" أحدهم قلق من أن يُكشف أمره همممم؟"

رفع عينيه نحوها و زم شفتيه لوهلة قبل أن يومئ

" كما تعرفين أبي و أمي يرفضان أمور المواعدة و الارتباط بهذا الوقت لكن قد تظن سولار أن هناك سبب آخر للرفض و لا أريد أن يجرحها ذلك"

"هل تعتقد أن أبي و أمي قد يرفضا علاقتكما لأنها بكماء؟ "

جلست بجانبه مُجدداً فالتفت إليها

"لا أعرف ،لكن سولار مهمة بالنسبة لي ولا أريد أن يجرحها أحد و خاصةً إن كنت سبباً في ذلك "

" لا تُفكر كثيراً "

صفعت كتفه بحركة خفيفة بينما تضحك

" إنه مجرد عمل ،لو علمت أمي بعلاقتكما لكان انهار العالم فوق رأسك ،هل تذكر كيف كانت غاضبة حين واعدت ذاك الوغد هيوجون؟ "

ضحك ليهز رأسه إلى الجانبين

" و أنتِ لم تجدي سوى حفيد عدوتهما لترتبطي به ؟"

قهقهت بصخب لتصفع كتفه مُجدداً فأغلق عينيه بألم لكنه لم يُعلّق على فعلتها و اكتفى بتمسيد كتفه

" عُد إلى غرفتك لدي ما أقوم به "

دفعته ليخرج من غرفتها و أغلقت الباب خلفه ثم عادت بخطواتها نحو مكتبها لتجلس خلفه

أخرجت دفترها و فتحت آخر صفحة استخدمتها حيث قامت برسم أعين باسمة لشخص مألوف

" أقوم برسمه فقط لأنه وسيم لكن لن أحب أحمق مثله بالطبع"

تمتمت لتميل برأسها و هي تقوم بالتقليب بين صفحات دفترها حيث الكثير من الرسومات للمقصود

"قروي بغيض"

___________

عبث كيونغسو بطعامه بشرود متجاهلاً حديث والديه حتى سمع صوت والدته تنهره

"دو كيونغسو تناول طعامك و توقف عن إهداره "

رفع عينيه نحوها لينظر إليها لبضعة لحظات ثم ترك أعواد طعامه جانباً

" هل..."

همس بتساؤل ليتبادل النظرات بينهما ثم ابتلع سؤاله و وقف من مكانه

"سأُغادر"

حمل حقيبته ليخرج فلحق به حراسه ليفتحوا الباب من أجله

كيونغسو كان شارداً ينظر إلى الطريق من جانبه بحاجبين معقودين يُبديان انزعاجه

قبل يوم فقط سمع حديث والديه و اكتشف أن أمر الحراسة هذا ليس لعام فقط ،و مجال دراسته ليس فقط ما اختاره والديه بل حتى الجامعة التي يجب أن يدرس بها

كل شيئ مُخطط له ليبعدوه عن أصدقائه جميعاً و بصفة خاصة ييشينغ

زفر بغضب لينظر إلى يونغ الذي يقود السيارة و طرق على مقعده من الخلف

"أوقف السيارة جانباً"

"لكن سيدي نحن..."

"قلت أوقفها"

أمره بإنفعال فأشار إليه هاجون الذي يجلس بجوار كيونغسو أن يتوقف فأومأ الآخر و بعد بضعة لحظات توقف بالسيارة جانباً

و هاجون حينها كان على وشك فتح باب السيارة من جانبه كي يلحق بكيونغسو إذا خرج الأصغر، لكنه لم يخرج من السيارة و بقى هادئاً بينما يلتقط أنفاسه بوتيرة سريعة

"سيدي الصغير ،هل أنت بخير؟ هل نذهب إلى المشفى؟"

"كيونغسو"

هسهس كيونغسو من بين أسنانه ليرفع نظراته نحو هاجون ثم مررها على يونسوك و يونغ ليُكمل

" أنا كيونغسو...كيونغسو فقط"

"سيدي هذا لا..."

رمق يونسوك بحدة أخرسته ثم أشار له

" لا تُقاطعني"

تنفس بعمق ثم تكتف

" أبي لا يعرف بعد أنني هربت منكم ،إذا عرف بذلك لن يقم بإستبدالكم فقط بل سيقوم بطردكم"

أنصت إليه الرجال الثلاثة ليومئ كيونغسو بحركة بسيطة

" لكن إن اكتفى بطردكم فما إن أتسلم منصبه سأحرص على إفساد حياتكم ،بل حياة عائلاتكم كذلك "

ثلاثتهم كانوا مدركين أن الأصغر يُلقي مجرد تهديدات لذا اكتفوا بالصمت

" لكنني لن أخبره في مقابل أن تتجاهلوا أوامره بمجرد ابتعادنا عن عينيه"

"سيدي.."

"كيونغسو"

كيونغسو قاطعه بحدة فابتسم يونسوك ليومئ إليه

" حسناً كيونغسو...هذه الأوامر فقط لحمايتك ليس أكثر لذا لا..."

"أنت تعرف أن الأمر ليس كذلك"

"و أعرف أيضاً أنك لن تدمر حياتنا و لن تخبر والدك بشيئ لذا لا تضعنا بموقف سيئ مع السيد دو "

انعقد حاجبي يونغ غير معجب بحديث يونسوك مع كيونغسو دون كلفة لكنه كان الأقدم بينهم و الأكثر معرفة بكيونغسو

" لكنني قادر على قتل نفسي ،حاولت مرة و سأفعلها مُجدداً إن... "

" ليس هناك داعٍ لذلك "

قاطعه يونسوك بهدوء ثم ابتسم نحوه بلطف فعقد كيونغسو حاجبيه و ضم كفيه ليهدئ من ارتجافهما

" أريد أن أتحدث بأريحية مع أصدقائي و مع المعلمين"

"لكن.."

كاد أن يعترض يونغ فقاطعه هاجون سريعاً

" لا مشكلة بهذا و لكن ماذا إن أصابك مكروهاً و أنت بعيد عن أعيننا؟ سيقتلنا حينها السيد دو"

"لن أبتعد"

هتف كيونغسو بعبوس ليومئ يونسوك

" و ماذا إن عرف السيد دو؟ "

" لن يعرف بهذا أبداً، حتى و إن عرف أعدكم أنني سأبحث عنكم بعد أن أتسلم منصبه و سأقوم بتعويضكم عن كل شيئ "

رمقه يونسوك بصمت لبعض الوقت قبل أن يومئ بالموافقة فرفع يونغ حاجبيه بعدم تصديق ،حينها نكزه يونسوك كي يقود السيارة

كيونغسو، سويون و جونميون كانوا يدرسون بالمكتبة فأشار يونغ إلى الحارسين الآخرين ليخرج ثلاثتهم من هناك ثم تكتف بغضب ما ان أصبحوا خارج المكتبة

"ما هذا الهراء؟ هل تعرفون ماذا سيحدث لو عرف السيد دو؟"

"لقد وضع حدوداً يصعب على مراهق أن يتحملها"

رفع هاجون كتفيه بتبرير ليُشير له يونغ

"هذا ليس من شأننا و هذه لم تكن طريقة تفكيرك ،نحن رجال حراسة لذا يجب أن نؤدي عملنا بعقلنا لا قلبنا "

" لكن الأمر يتعلق بالقلب يونغ "

يونسوك تحدث بهدوء لينظرا إليه فوضّح

" السيد الصغير لن يضر عائلاتنا لكنه قد يضر نفسه، هل ستتحمل ذنبه ؟"

"هذا..."

صاح يونغ ثم أغلق عينيه بقوة

" تباً ،سنكون في ورطة "

" ما لم يؤذي كيونغسو نفسه فلن تكون مشكلة "

تحدث هاجون براحة لينظرا إليه

" إنه السيد الصغير"

يونغ أنّبه بحدة ليومئ بأسف

"لأنه طلب منا أن.."

" سنتركه يتحدث معهم لكن سنبقى حوله دائماً، و أيضاً سيظل السيد الصغير"

يونغ قلب عينيه نهاية حديثه نحو هاجون الذي ضم شفتيه ليومئ بحذر

" لم أقل شيئاً "

كيونغسو على الرغم من اتفاقه مع حراسه ليتجاهلوا أوامر والده إلا أنه كان لايزال حذراً

هو من تجنب أصدقائه و تجنب الحديث مع الجميع، كان شارداً و منزعجاً كلما فكر في حديث والديه

" سأتولى أمر سفره و ليكن معه الحراس طوال الوقت، إن بقى حول معلمه ذاك سوف يتسبب بفضيحة أخرى قد تدمر كل ما بنيناه"

أغلق عينيه بضيق ليُلقي برأسه فوق الطاولة حيث كان يجلس في الصف أثناء الاستراحة، و لم يكن معه بالصف سوى حراسه

"لست سوى فرد إضافي يجب عليه حماية اسم دو...سخيف "

تمتم و ارتفع طرف شفتيه بإبتسامة ساخرة ليضم كفيه معاً حين ارتجفا

و حراسه الثلاثة تبادلوا النظرات معاً بإستغراب كونه ظل وحيداً بعد تهديده لهم و لم يقترب من أصدقائه

مينسوك، جونميون، جونغ إن و سيهون كانوا يلعبون مع بعض الصغار، بينما بيكهيون و جونغداي كانا يتناقشان حول اختيار بعض الأغاني التي سيقومان بتأديتها في المسابقة

و على جانب آخر كانت هانييل تجلس مع جيون و سويون يتناقشن بأمر ما

ضحك سيهون بصخب حين تعركل جونغ إن و وقع أرضاً لكن سرعان ما استقام الأخير و ركض نحوه ففرّ سيهون هارباً منه

ابتسمت هانييل و هي تُحرك عينيها معهما إلى أن شعرت بنقرة على كتفها فرفعت عينيها نحو الفاعل و الذي لم يكن سوى تشانيول

هز حاجبيه بحركة سريعة و إبتسامته بدت عابثة فمسحت على شعرها بخجل ثم رفعت كتفيها تدّعي عدم فهمها لمقصده

" سأعود إلى الصف أولاً"

أشار تشانيول لها فأومأت لتُراقبه بعينيها إلى أن غادر، و ما إن أشاحت بنظراتها بعيداً عن تشانيول تلاقت عينيها مع خاصتي جونغ إن فمحى إبتسامته سريعاً و رفع حاجبيه يستفزها

" قروي أحمق"

هتفت ليقلب جونغ إن عينيه بقهقهة غير فكاهية ثم ركض نحوها لتصرخ قبل أن تهرب منه

حرك الجميع أعينهم معهما ليُغلق سيهون عينيه بينما يُحرك رأسه إلى الجانبين و همس

"أحمقين"

دخل تشانيول إلى الصف لينظر إليه الحراس الثلاثة فرفع كتفيه ليُشير بسبابته نحو مقعده قبل أن يخطو تجاهه ليجلس هناك

كيونغسو أطال الجلوس بوضعيته تلك حيث يضع رأسه على الطاولة دون حراك فاقترب منه تشانيول بحذر و رفع عينيه نحو الحراس يخشى أن يمنعه أحدهم عن فعل ذلك، لكن يونغ الذي أوشك على التدخل سحبه يونسوك ليعود إلى مكانه ثم أشار له هو و هاجون كي يُعطيا المراهقين ظهورهما ففعلا ذلك

شعر تشانيول بالغرابة من تصرفهم لكن سرعان ما أعاد انتباهه إلى كيونغسو حين شعر بحركته، و ما إن رفع كيونغسو رأسه تنهد تشانيول براحة

"أنت بخير؟"

رمقه كيونغسو بصمت لبضعة لحظات قبل أن يومئ كاذباً فأشار تشانيول بعينيه نحو الحراس بتساؤل ليُحرك كيونغسو رأسه إلى الجانبين بحركة بسيطة

"انسى أمرهم"

"هل والدك غيّر رأيه؟"

"و هل حياتي ملك لوالدي؟"

صاح كيونغسو بإنفعال فاتسعت أعين تشانيول بتفاجؤ، و كاد أن يلتفت نحوه يونغ لكن يونسوك أشار له سريعاً أن لا يفعل

" آسف لم... كنت أقصد أنه ربما غيّر.."

تنهد كيونغسو ليُغلق عينيه بقوة فضم تشانيول شفتيه و أمال برأسه بحذر كي يرى وجه كيونغسو

" كيونغسو، أنت لا تبدو بخير"

"تشانيول أنا آسف لكن هلا تركتني وحدي الآن؟"

أدار تشانيول عينيه في الأرجاء ثم مد يده نحو كيونغسو ليُربت على ظهره

" إذا كنت غاضباً يمكنك أن تصرخ بوجهي، لن أنزعج منك"

لم يُبدي كيونغسو ردة فعل حول ما قاله صديقه فربت تشانيول على ظهره مُجدداً يواسيه

" ما هذه الخيانة؟ "

شهق سيهون بتفاجؤ حين رؤيته تشانيول يجلس بجانب كيونغسو دون مسافة بينهما ثم عاد بخطواته إلى هاجون ليقف أمامه

" لم تسمح له بالاقتراب من كيونغسو و أنا لا؟"

ضم هاجون قبضتيه و التفت ينظر بعيداً عن سيهون فارتفع طرف شفتي سيهون بغيظ و دفعه بكتفه لكن جسد سيهون هو ما اندفع إلى الخلف ليرتطم ببيكهيون

بعد أن جلس كل منهم في مقعده تلفتوا حول أنفسهم بإستغراب بينما يتساءلون حول ما يحدث لكن تشانيول بنفسه لم يكن يفهم سبب تركهم له ليقترب من كيونغسو

في طريق عودتهم إلى المنزل ترك الحراس مسافة صغيرة بينهم و بين كيونغسو فتشبث سيهون بذراعه من جانب و جونغ إن من الجانب الآخر

" هناك ما يحدث"

همس مينسوك إلى جونميون الذي أومأ موافقاً إياه

و مع اقتراب الطلاب من مطعم السيدة بارك لاحظوا تواجد بعض الأشخاص من القرية ملتفين حول المكان فركض تشانيول بقلق إلى هناك لكن والدته و حتى تشانسوك كانتا بخير

كان هناك رجلاً يجلس حول إحدى الطاولات و معه فتى يبدو بعمر مقارب لخاصة تشانيول

وقف الطلاب خلف تشانيول ينظرون إلى الداخل بإستغراب حينها وقف ذاك الرجل من مكانه، و الكثير من الأعين حينها توجهت إلى جونغداي

" جونغداي، اذهب إلى منزلك"

السيدة بارك نبست بجدية فحرّك عينيه نحوها بعدم فهم ثم التفت باحثاً عن والدته

" أين أمي؟"

"إنها بالمنزل، عد إلى هناك"

اقتربت من جونغداي تدفعه نحو منزله فاقترب منها ذاك الرجل و أمسك بيدها يمنعها من ذلك، و تشانيول دون أن يفهم ما يحدث أسرع إلى والدته ليدفع ذاك الغريب بعيداً عنها و احتضنها بجانبية متسائلاً بغضب طفيف

" من تكون؟"

ابتسم ليُمرر عينيه على المراهقين إلى أن توقفت نظراته على جونغداي ثم اقترب منه بخطوات بطيئة

" بُني"

انقبض قلب جونغداي لينعقد حاجبيه فعانقت جيون كفه و ضغطت عليها بلطف

ذاك الرجل رفع كفيه نحو جونغداي ليحتضن وجنتيه

" أنت تُشبهني حقاً"

"جونغداي "

السيدة بارك نطقت اسمه بحدة فجفل لينظر إليها بتشوش ثم عاد خطوة إلى الخلف قبل أن يركض نحو منزله

صعد الدرج بخطوات واسعة و مع كل لحظة تمر كانت وتيرة تنفسه تُصبح أسرع و صدره يضيق أكثر

نظرات والده اللينة نحوه جعلت من قلبه يُرفرف لوهلة لكن...هو لم يرغب برؤيته، لم يرغب بوجوده في حياته و اكتفى بوالدته لأعوام طويلة فلماذا يظهر بهذا الوقت؟!

شين هي كانت تجلس على طرف سريرها تبكي بصمت بينما حولها صوراً مُبعثرة في كل مكان

"أمي"

دفع باب غرفتها حيث لم يكن مُغلقاً بالكامل فمسحت على عينيها بعشوائية و رفعت عينيها إليه لتبتسم بوسع

" ااه كنت أبحث عن فستان قديم و وجدت هذه الصور، انظر كم كنت لطيفاً"

رفعت إحدى الصور نحوه لينتفض صدرها بشهقة مكتومة فتنهد ليقترب منها ،دفع تلك الصور و جلس بجانبها ثم أغمض عينيه بضعة لحظات و أعاد فتحهما مرة أخرى

" ما الذي..."

همس بنبرة مختنقة ليقضم سُفليته

" ما الذي أتى به إلى...هنا؟ "

زفر خلال حديثه فأمسكت بكلتا كفيه و عانقتهما بقوة

" إنه والدك"

"أنا لا أعرفه"

همس بإنفعال ثم هز رأسه إلى الجانبين

" لا عائلة لي سواكِ أنتِ و أهل هذه القرية لذا أعيدي هذه الصور إلى مكانها، هل تقومين بتوديعي؟"

ضحك بمزاح نهاية حديثه لكن دموعه كانت كافية لتكشف ما يدور بداخل قلبه و رأسه

"أنا لن أترككِ أبداً أمي"

زم شفتيه بعبوس ليُعانقها فأحاطت كتفيه بذراعيها

تشانيول كان يعقد ذراعيه إلى صدره مُنزعجاً من وجود والد جونغداي فلم يبدو ذلك الرجل مُريحاً لكن والدته أشارت له أن يصعد إلى منزله ففعل ذلك مع تشانسوك ، والآخرين غادر كل منهم إلى منزله كي لا يتدخلوا بهكذا أمر خاص إلا أن جيون لم ترغب بالمغادرة و بقت هناك تجلس بجوار السيدة بارك

و بيكهيون اتخذ من هذا الأمر ذريعة ليلحق بهيبا إلى الشجرة المتواجدة بنهاية القرية

تنهدت بعمق حين توقفت قدميه بجوارها لترفع نظراتها إليه

" هل يجب أن أخبرك بكل مرة أنني أكره أن.."

" جونغداي ووالدته بالمنزل لذا لا أريد أن يكون وجودي بهذا الوقت كتعدي على خصوصياتهما"

قاطعها بتبرير و انحنى ليجلس بجانبها ثم عانق ساقيه إلى صدره

" كان بإمكانك الذهاب مع أي.."

" إنها فرصة جيدة لأكون بجانبكِ"

قاطعها مُجدداً و التفت ينظر إليها فعقدت حاجبيها تُبدي انزعاجاً بملامح وجهها تتعارض مع شعور الدغدغة الذي راود معدتها تواً

" هلا تركتني لأكمل حديثي ؟"

"أعرف ما ستقولين، كما أعرف أنكِ ترغبين بدفعي بعيداً "

ابتسم بخفة نهاية حديثه فاسترقت نظرة نحو شفتيه ثم قلبت عينيها بعيداً عنه

"أنت مزعج"

قهقه و أدار وجهه لينظر أمامه و كلاهما التزم الصمت لبعض الوقت حتى همس بيكهيون

"لمَ لمْ تسأليني عما حدث بيني و بين جدي حين اكتشف أمر كذبتي ؟"

عضت جانب وجنتها تبحث عن رد مناسب فهناك جانب بداخلها يدفعها لسؤاله عما حدث و جانب آخر يرفض ذلك كي لا يتأمل كثيراً بسبب اهتمامها به

" و لماذا قد أسأل ؟"

" لأننا صديقين ؟"

أجابها بنبرة تميل إلى التساؤل فحرّكت عينيها نحوه لتنظر إليه قليلاً ثم التفتت تنظر أمامها مرة أخرى

" لست مهتمة لكن إن أردت أن تُخبرني فلتفعل"

رفعت كتفيها تدّعي اللامبالاة فنمت ابتسامة واسعة على شفتيه ثم اقترب منها أكثر لتنظر إلى كتفه حين احتك بخاصتها لكن بيكهيون ادّعى عدم ملاحظته لذلك و بدأ بسرد ما حدث مع جده

____________

~~~جونغداي~~~

لطالما فكرت أن وجود أب في حياتي ليس بالأمر الهام، لقد تجاهلته ولم أرغب برؤيته يوماً

اكتفيت بأمي و فكرت أنني لا أريد أن أملك مشاعر تجاه رجل تركني أنا و أمي ،سواء كانت هذه المشاعر إيجابية أم سلبية

قراري بأن أصبح معلماً كان لأتجنبه ،لا أرغب بأن أدرس إدارة الأعمال فنلتقي يوماً بسبب العمل

و إن بتُ طبيباً لربما يمرض يوماً و تتلاقى دروبنا حينها

و حلمي بأن أصبح فناناً مشهوراً قد قررت عدم تحقيقه كي لا يعرف أحداً من يكون أبي و تتشابك حياتنا بطريقة ما

هذا الرجل الذي تجنبته طويلاً دون أن أعرف إن كان على قيد الحياة أم لا، ها هو يجلس أمامي يبتسم و كأن شيئاً لم يحدث

و كأنه لم يعبث بحياة أمي و يرحل ليستكمل حياته بسعادة و راحة

" توقعت ردة فعل أخرى"

قهقه و لم يبدي أي أحد ردة فعل على ذلك، فهو مكروه من سكان القرية جميعاً

و أنا أيضاً مشوش تجاهه فلماذا عاد؟ هل عاد لأجلي؟ ربما أدرك أنه أخطأ بحق أمي ؟!

ماذا يفعل هنا ؟

" ميونغداي هذا يكون جونغداي أخوك الأكبر"

قدمني إلى الفتى بجواره لأنظر إليه و حينها ابتسم في وجهي بوسع، نتشابه كثيراً خاصة بهذه الإبتسامة، و هذا شوشني أكثر لذا أشحت بنظراتي بعيداً عنه

" لا أذكر أنني رأيتك من قبل"

قُلتها بهدوء أقصد هذا الرجل ،ثم أخفضت نظراتي نحو يدي التي وضعتها فوق الطاولة لأعبث بأظافري

" و لا أعرف سبب عودتك لكن..."

رفعت عيناي نحوه و ابتسمت بزيف

" إن كان هذا لتحصل على القرية عن طريقي فأنت مخطئ لأنني لن أسمح لأحد أن يحاول طرد أهل القرية أو محاولة تغيير ما هي عليه"

رفعت حاجباي أؤكد حديثي فهتف الفتى بجانبه بتلهف

" لا ،أبي قال أنه أتى لأجلك فهو يريد أن يعوضك عن كل ما حدث ،إنه نادم على ذلك"

حرّكت عيناي نحوه مُجدداً و هو ابتسم

" كان غريباً أن أعرف بأنني أمتلك أخاً أكبر مني لكنني كنت متحمساً للقائك ،و أبي كذلك "

أشار نهاية حديثه إلى والده فنكزتني أمي لأميل برأسي نحوها

" اتركونا وحدنا "

التفت إليها برأسي فأشارت بعينيها نحوي أنا و جيون ثم ذاك الفتى لينعقد حاجباي

"بالطبع لا"

لم أقصد أن ترتفع نبرتي في وجهها لكنها رمقتني بحدة حينها لتضيق عقدة حاجباي منزعجاً

لا أريد لهذا الرجل أن يُهددها أو يعبث بعقلها مُجدداً

"جونغداي "

زفرت لأقف من مكاني و أمسكت بيد جيون لتستقيم معي هي الأخرى ثم رمقت ذاك الفتى بنظرات طويلة صامتة إلى أن نكزتني أمي مرة أخرى

"لا يوجد ما تشاهده لكن إذا أردت يمكنك أن تأتي إلى غرفتي"

غادرت و معي جيون ثم سمعته يلحق بي إلى منزلي، و دون أن أسمح له دخل الغرفة خلفي أنا و جيون

وقفت جانباً أعقد ذراعاي إلى صدري بينما أراقبه كيف يتجول في الغرفة الصغيرة بحماس و هو يتفحص كل شيء دون خجل

" يوجد كتابين بكل مادة! "

نبس بإستغراب و التفت لينظر لي

"توأم ؟أبي لم يخبرني بأن.."

"إنها أغراض صديقي"

اقتربت منه لأسحب كتاب بيكهيون من يده و وضعته فوق الطاولة ليتحمحم بإحراج

" أعتذر ،أنا فقط متحمس لأنني أمتلك أخاً أكبر مني لذا.. "

حك مؤخرة رأسه يُبرر بخجل ثم جلس بإحراج جعلني أشعر بالذنب لكن...كيف أتعامل معه و أنا للتو اكتشفت أنه أخي؟!

____________

حين انتهت شين هي من حديثها مع والد جونغداي تركته بالمطعم ثم سارت نحو منزلها لتصعد إلى غرفة جونغداي

دخلت لتبتسم في وجه ميونغداي الذي ابتسم بالمقابل ثم التفتت إلى جونغداي

" والدك سيُغادر لذا هيا لتودعه"

"بهذه السرعة؟"

رفع ميونغداي حاجبيه بإستغراب لينظروا إليه فضم شفتيه بخجل

" ربما لديه عمل"

بررت شين هي كاذبة كي لا تُفصح عن حقيقة أن أهل القرية لن يرغبوا بوجوده هنا أكثر من ذلك ،و تقريباً السيدة بارك طردته بحديثها اللاذع

"هيا جونغداي "

أشارت له أن يلحق بها فتبادل النظرات مع جيون قبل أن يخرج معها خلف والدته و ميونغداي

وقف مع والده و أخيه أعلى السلالم حيث مدخل القرية ليودعهما إلا أنه لم يقل شيئاً منذ خرج من غرفته

اقترب منه والده ليُعانقه فرفع جونغداي إحدى ذراعيه بتردد يُبادله عناقه

" لقد اتفقت مع والدتك أن تأتي إلى منزلي نهاية الأسبوع.."

"لدي تدريبات"

جونغداي قاطعه بجدية فقهقه الآخر بإيماءة بسيطة

"لقد أخبرتني بذلك لذا لا بأس بأن تأتي إلي قبل يوم تدريباتك، لنجعله يومنا دائماً إلى أن نتفق بشأن بقائك معي خلال مرحلتك الجامعية "

انعقد حاجبي جونغداي بخفة ليُحرك عينيه مع الآخر و هو يبتعد عنه فلوّح إليه ميونغداي بحماس قبل أن يصعد إلى القارب

نزل جونغداي السلالم حيث تنتظره جيون، و ما إن وقف أمامها أمسكت يده بقلق فتنهد هامساً

" لم أكن مستعداً لهذا "

ضمت شفتيها بعبوس لتُعانقه فأحاط خصرها بذراعيه و أغلق عينيه حين شعر بكفها تربت على رأسه من الخلف بلطف

"لقد فقدتِ عقلكِ شين هي"

صاحت السيدة بارك على شين هي بإنفعال بينما توبخها ثم رفعت عينيها نحو جونغداي حين رأته يدخل إلى المطعم مع جيون

" أنا لا أشعر بالراحة تجاه عودة هذا الرجل، هو حتى لم يأتي وحده بل اصطحب ابنه و أتى يدّعي البراءة بعد كل هذه السنوات"

أكملت بغضب لينظر إليها جونغداي بصمت فهو الآخر يخشى أن يكون ظهور هذا الرجل فجأة خلفه غرض ما

" بعد كل شيئ هو والد جونغداي و لا حق لي في أن أمنعه عنه "

" والدي ؟! أنا للتو رأيته للمرة الأولى في حياتي "

نبس جونغداي باستنكار فالتفتت إليه والدته

" يبدو أنه نادم و يريد أن يقوم بتعويضك لذا امنحه الفرصة ليفعل هذا"

"تعويضي عن ماذا؟ أنا لم يكن ينقصني أي شيئ أبداً ،لطالما كنت سعيداً في حياتي لذا ليعد إلى حياته و يتركني و شأني "

انفعل نهاية حديثه ليُمرر عينيه بينهم بأنفاس متسارعة ثم تركهم و عاد إلى منزله بخطوات واسعة

" لقد عاد ليُفسد حياتنا مُجدداً "

زفرت السيدة بارك بإنزعاج في حين أخفضت شين هي رأسها بضيق...هي لا تريد منه أن يقترب من جونغداي لكن... قد تكون فرصة ليستكمل جونغداي دراسته و يعيش بمستوى أفضل

و في المساء بينما كان الجميع يجلس في مطعم السيدة بارك يدرس، جونغداي كان بغرفته يدّعي النوم كي لا يرى أحداً

لم يرغب بأن يواسيه أحد أو أن يشتت أحد تفكيره أكثر من ذلك

و بين الحين و الآخر كان أحد أصدقائه ينظر إلى نافذة غرفته لعله يظهر لكن لم يكن يقابلهم سوى الظلام و نافذة مغلقة

وفي اليوم التالي جونغداي كان يتعامل مع الجميع و يتحدث كأن شيئاً لم يحدث لذا لم يتحدث أحد بشأن ظهور والده فجأة

كذلك والدته و جيون تجنبا الحديث بهذا الأمر

و حين أوشك على مغادرة المنزل مع بيكهيون كي يذهبوا إلى المدينة اقتربت منه والدته لتُغلق الحقيبة من أجله بعدما وضعت بها ورقة تحمل عنوان والده بينما تقول بهدوء

" إنه ينتظرك اليوم"

زفر جونغداي حين فهم مقصدها و التفت ينظر إليها بعدم رضى فرفعت عينيها نحوه في حين سبقه بيكهيون إلى الأسفل حيث البقية

" لن تتركني؟"

"تعرفين أنني لن أفعل هذا أبداً أمي"

اقترب منها ليُمسك بيديها ثم قام بتقبيلهما

" إذاً لم لا تذهب ؟إنها مجرد وجبة و حديث متبادل بينكما ثم ستعود إليّ"

"لم أنتِ مُصرّة على ذلك؟ أنتِ لستِ مريضة أو.."

ضحكت حين تمكّن القلق من ملامحه و نبرته لتنفي برأسها

"لا لست كذلك ،لكن لا أريد أن أكون أنانية و أُبعدك عن والدك"

"لستِ أنانية ،أنا من لا يريد ذلك "

همهمت لتُقبّل وجنته

" لكنني مازلت سأشعر أنني السبب في ذلك "

تنهد بعمق ليُقبّل جبينها ثم حمل حقيبته

"إلى اللقاء أمي"

غادر فتلاشت ابتسامتها تدريجياً ثم تنهدت

_____________

أخفض جونغداي عينيه ينظر إلى تلك الورقة التي تركتها والدته بحقيبته ثم رفع عينيه لينظر إلى المنزل أمامه

والده كان من عالم آخر لا يُشبهه، منزل ضخم ،حراس و سيارات فخمة لكن كل ذلك كان بلا قيمة بالنسبة إلى جونغداي

لم تكن هذه الأمور مغرية بالنسبة له ليبقى مع أبيه

الطاولة أمامه كانت مليئة بالطعام و لم يكن هناك حولها سواه هو، والده، ميونغداي و طفلة صغيرة تبدو في السابعة أو ربما أقل

"أمي مشغولة لذا لن تنضم لنا اليوم"

ميونغداي برر غياب والدته فرفع جونغداي عينيه نحوه مُدركاً أنها مجرد كذبة

" هذه الصغيرة اللطيفة بومي"

قرص وجنة الطفلة بجانبه فعبست لتمسح على وجنتها ثم رفعت عينيها إلى جونغداي

"لماذا لم تأتي لزيارتنا من قبل؟ و كيف تكون أخي ؟"

" بومي؟ "

والدها همس بلطف فحرك جونغداي عينيه نحوه و بإنكسار ابتسم حين رؤيته كيف أشار للصغيرة بحركة لطيفة أن تلتزم الصمت ففعلت ذلك

لم يتناول جونغداي الكثير، و سرعان ما ترك طاولة الطعام فلحق به ميونغداي سريعاً يدلّه إلى الحمام

" أعتذر بشأن بومي، إنها صغيرة ولا تفهم الأمر"

"أظنها محقة"

جونغداي همس بهدوء و هو يجفف يديه ثم حرك عينيه نحو ميونغداي

" يجب أن أغادر"

" لا، ابقى معي قليلاً فنحن لم نتعرف بعد"

"لا يتعرف الأخوة بهذا العمر"

خرج جونغداي من الحمام ليسير نحو الخارج يقصد المغادرة فاستوقفه والده

" إلى أين بهذه السرعة؟"

وقف جونغداي في مكانه لبضعة لحظات ثم أجابه دون أن يلتفت نحوه

"لدي تدريب في الصباح الباكر"

و خرج بعدها بخطوات واسعة كي لا يستوقفه أحد آخر فخرج ميونغداي ليلحق به

"جونغداي"

المقصود توقف في مكانه و أغلق عينيه لوهلة بينما يتنفس بعمق ثم أعاد فتح عينيه حين وقف أمامه الآخر وهو يلتقط أنفاسه

"هل يمكنني رؤيتك و أنت تتدرب ؟ليس لدي أي مواعيد في الغد "

"لا يُسمح بدخول أحد"

تخطاه جونغداي ليُغادر فتلاشت ابتسامة الأصغر تدريجياً و التفت ليُراقبه و هو يبتعد بخطوات واسعة و كأنه يهرب منهم

____________

" جونغداي من جانب، و كيونغسو من جانب آخر ،يا إلهي لا يمكنني تحمل رؤيتهما بهذه الحالة "

ألقى سيهون رأسه على كتف جونغ إن ليومئ موافقاً إياه

سيهون ،جونغ إن، بيكهيون و جونميون كانوا يجلسون على مقاعد المشجعين يراقبون من بعيد كيف يجلس جونغداي و كيونغسو وحيدين كل منهما شارد في الفراغ

" جونميون "

صعدت هانييل إلى المدرجات حيث مقاعد المعجبين و هي تهتف بفزع فرفع سيهون رأسه عن كتف جونغ إن لينظروا إليها جميعاً فمدت هاتفها نحو توأمها

"ما الخطب؟"

سأل بيكهيون بإستغراب و تدريجياً اتسعت أعين جونميون وهو يقرأ محادثات طلاب مدرستهم

" سوشيل بالمشفى في حالة خطرة"

أجاب جونميون تساؤله لينظروا إليه فأمال سيهون برأسه يدّعي الجهل

"من تكون سوشيل ؟"

"إنها صديقتهم و من المدرسة المنافسة..."

أجابه جونغ إن و رفع بعدها عينيه نحو هانييل

" ماذا حدث لها؟"

"لا أعرف ،لا أحد يعرف ما حدث فعائلتها تخفي الأمر لذا لا يوجد أخبار حولها...جونميون يجب أن نذهب للإطمئنان عليها"

وجّهت حديثها في النهاية إلى جونميون الذي أومأ لها ثم استقام من مكانه باحثاً عن ييشينغ كي يطلب الإذن منه، بينما سيهون كان يقلب عينيه كأنه لا يفهم ما يحدث لكن عقله كان يُفكر في شيئ آخر

شيئ كـ...أن يلحق بهما إلى المشفى

To be continued...

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top