24
Start
~~~كيونغسو~~~
كنت نائماً على سريري أنظر إلى سقف غرفتي الفارغ كما قلبي
لم أرغب بالعودة إلى الدراسة أو الخروج من حدود هذه الغرفة، فقط لأبقى هنا إلى الأبد و لا يراني أحد بعد ذلك
طُرق باب غرفتي حينها و أطلت الخادمة من خلفه تُخبرني أن والداي و أخيراً تذكرا أن لهما ابناً يجب أن يقلقا بشأنه
لكن عن أي قلق أتحدث ؟! ها هو من جديد يتحدث حول المسابقة و الدراسة ولا شيئ آخر
رفعت عيناي عن الأرض لأنظر أمامي حين وقف بعض من حراسه على جانبيه و بالكاد كنت أرى وجوههم بوضوح
هل ضعف نظري ؟!
لم كل شيء يبدو مشوشاً؟
"من... من سيذهب مع من؟"
تساءلت بتردد فلربما أكون قد سمعت بشكل خاطئ، لربما أنا فقط تخيلت ما قاله لأنني لم أكن بخير مؤخراً لكنه و بكل برود اعترف أنني لم أُخطئ السمع
"سيذهب معك الحراس إلى القرية و إلى أن تنتهي هذه المسابقة فلن تكن لك علاقة مع أي حد و بصفة خاصة ذاك المعلم "
أردت الضحك لكنني لم أفعل، و حاولت الصراخ إلا أن صوتي قد أبى الخروج لذا فقط اكتفيت بسؤال خرج بنبرة ضعيفة مختنقة
"لمَ تفعل هذا؟"
تنهدت بضيق لأنظر بعيداً عنه لوهلة ثم حركت عيناي نحو أمي التي تتخذ صفه بكل ما يقول و كأنه فقط عائلتها التي لا مكان لي بها
أغلقت عيناي و أعدت فتحهما بحركة بطيئة لأعيد نظراتي نحوه
"لا داعي لذلك"
"هذا أمر"
بللت شفتاي حين نهرني بحدة لأتنهد مُجدداً، و أنفاسي قد بدأت تثقل بالفعل
"ليس الحراس و إنما ذهابي إلى القرية و.... هذه المسابقة بأكملها لا داعي لها"
لوّحت بيدي نهاية حديثي بعشوائية ثم وضعت كفي على صدري لألتقط نفساً عميقاً كان ضعيفاً و بالكاد يتلقى صدري الأكسجين
" سنخسر...هذه المسابقة سنخسـ..."
لم يترك لي المجال لأكمل حديثي و بعنف سحبني بقبضتيه من ياقتي
" اسمعني جيداً لأنني لن أكرر حديثي ، ترهات الخسارة هذه لم تطل عائلة دو يوماً لذا إن حدث و..."
"أنا فقط أقول الحقيقة"
قاطعته بهدوء و جفناي بالكاد كنت أسيطر عليهما ،حينها هو حرّكني بقوة يصرخ عليّ بإنفعال و حركته تلك تسببت في تشوش رؤيتي أكثر
" إذاً قم بتغيير هذه الحقيقة، بعد هذا العمر الذي لم يُلطخه عار الفشل يوماً لن أفشل بتربية ابني لذا أفق لأنني لا أريد استخدام العنف معك "
دفعني بخشونة ثم غادر غير آبه لي حين فقدت توازني و وقعت أرضاً على مؤخرتي
وضعت كفاي على الأرض كي أستقيم لكن يدي انزلقت حينها و كدت أقع لولا أن التقطني أحد الحراس
" سيدي الصغير، أنت بخير ؟"
رفعت عيناي نحوه و لم أرى وجهه بوضوح لكن صوته بدا كصوت هاجون أحد حراس منزلنا، لم أقل شيئاً فلا أحب حقيقتي المثيرة للشفقة ولا يمكنني إدّعاء أنني بخير لذا تركت سؤاله عالقاً
ساعدني لأقف فدفعته بعدها و سِرت نحو السلالم لأصعد إلى غرفتي مُجدداً، انحنيت لأجلس بالقرب من السرير حين أظلم المكان و ما عاد بإمكاني رؤية أي شيئ
أغلقت عيناي بقوة و طنين مزعج كتم أذناي إلى أن شعرت بكف توضع فوق كتفي
كانت دافئة ككف أم حنون فالتفت سريعاً أنظر إلى الفاعل متأملاً أن تكون هي...أمي
لكن قبل أن تتوضح الرؤية جذبت يدها بعيداً عني و سمعت صوتها القلق
"سيدي الصغير ،هل أنت بخير؟"
حينها انفلتت مني ضحكة مريرة لأمد يدي نحوها بضعف فأمسكت بها و ساعدتني كي أستلقي على السرير
من لازمتني و ساعدتني بهذا الوقت لم تكن سوى خادمتي، نظرة القلق و التربيتة الحنونة لم أحصل عليها من والدتي بل من خادمتي التي لا تربطني بها صلة عدا أنني...سيدها الصغير
أعتقد أنني كنت أمتلك بعض المشاعر و قُتلت بعد هذا الموقف...
حين وجدتني أقف أمام أبي أترجاه على الأقل أن لا يُرسل معي الحراس فيكفي الإهانة التي تعرضت لها لكن ها هو يتجاهل كل ما يخصني فأهم شيئ هو إمبراطورية دو
ظننت أن كل شيئ سيكون بخير حين رؤيتي أصدقائي لكن يبدو أن أبي قد نبّه الحراس لما يجب عليهم فعله
و ها أنا عدت غريباً من جديد، لا أنتمي لهم و لا أظنني سأنتمي لهم يوماً
أعتقد....وجود أحمق بائس و مثير للشفقة مثلي سيُفسد حياتهم الزاهية فقط
_____________
تحرّك جونميون بعدم راحة في نومته بسبب ذاك النائم بجواره فحراس كيونغسو قد نام أحدهم بجوار جونميون ،آخر بجوار مينسوك و الأخير نام على الأرض بجانب كيونغسو كي لا يكون هناك أي وسيلة ليتقربوا من سيدهم الصغير
انعقد حاجبي جونميون ليمسح على عينيه كي يتأكد إن كان يرى بصورة جيدة، و ما إن توضحت الرؤية أمامه حتى تمكن من رؤية وجه كيونغسو
كان لايزال مُستيقظاً ينظر إلى السقف أعلاه بأعين شاردة
"كيونغسو"
همس بحذر فتحرك الرجل المجاور له ليدّعي النوم سريعاً، و بهذا الوقت هو فشل في الإطمئنان على كيونغسو الذي بدا بعالم آخر و لن يسمعه بهذا الهمس الحذر
___________
في الصباح أثناء ركضهم مع ييشينغ كان كيونغسو محاطاً بحراسه بصورة أزعجت الجميع فهم بالكاد يلمحون وجهه بسبب تلك الأجساد التي تُحيطه
و بغيظ اقترب سيهون من أحد الحراس و دفع كتفه بخاصته لكن سيهون هو من ارتد إلى الخلف ليرتطم بجيون
" توقف قبل أن يقتلوك"
سحبه تشانيول من ياقته كي يعود إلى مكانه فعقد سيهون حاجبيه بإنزعاج و هو يُراقب الحراس من الخلف
و في طريقهم إلى المدرسة كان سيهون مُتكتفاً بغضب من الجميع سواء كان أصدقائه أو أولئك الحراس أو حتى نفسه
" سأجعلهم أصدقائي"
"رجاءً سيهون أطفئ ثقتك بنفسك قليلاً لأن هؤلاء لا يمكن العبث معهم"
تحدث مينسوك بجدية لينظر إليه سيهون ثم حرك عينيه على الجميع و بدا أنهم متفقين على ذلك عدا سويون
"افعل ما تريده سيهون ،لا تقلق فهم لن يقتلوا مراهقاً"
"سويون"
هتف جونغداي بعدم تصديق فرفعت كتفيها بلا مُبالاة
كيونغسو يبدو هادئاً كما أتى إلى القرية أول مرة...بل أسوأ لذا هي لا تريد أن يتركه الجميع هكذا وحيداً
و بالرغم من محاولات سيهون إلا أن الأسبوع الأول قد مر و لم يتمكن أي منهم التحدث مع كيونغسو و هذا يشمل المعلمين
عاد كيونغسو إلى منزله مع الحراس، و كذلك عاد طلاب يونغبوك جميعاً إلى منازلهم عدا جيون التي بقت مع طلاب دونغ بمنزل ييشينغ
كانوا يجلسون جميعاً بغرفة الفتيات في حين جلست كاثرين مع ييشينغ في الحديقة يتحدثان سوياً
و سيهون كان يعبث بعقل أصدقائه بطريقة درامية حتى صفع جونغ إن مؤخرة رأسه
"يهرب مجدداً ؟هل فقدت عقلك ؟هكذا سيقتله والده و يقتلنا جميعاً"
صرخ عليه جونغ إن فلثّم سيهون فمه سريعاً كي لا يسمعهم ييشينغ
" أيها الأحمق ليس و كأنه سيهرب إلى الأبد، فقط بضع ساعات كي يتناول طعامه و يتحدث قليلاً ...إن بقى الفتى بينهم سيفقد عقله"
"أنا من سيفقد عقله"
دفعه جونغ إن و تكتف بعدم رضا فهمست جيون
" لن يُخبر الحراس السيد دو بأنه هرب"
التفتوا ينظرون إليها فأكملت بحذر
"أعني...سيخسروا عملهم إذا علم والده أنهم قصّروا بأداء واجبهم لذا أعتقد أن سيهون محق "
" أقسم أنها ذكية ،أنا أوافق على علاقتكِ بجونغداي "
رفع إبهاميه نحوها بإعجاب فصفع جونغداي يدي صديقه و التفت إلى جيون
" هل حقاً توافقين على ما يقوله سيهون؟ هذه مشكلة أخرى جيون "
" ليست كذلك، ربما إن أخبرناهم بعد هروب كيونغسو أنه بخير فقد يلتزموا الصمت ،لا أظنهم سيُبلغوا الشرطة عن بعض المراهقين "
" أقسم أنها ذكية"
هتف سيهون مُجدداً فابتسمت جيون لينظروا إليه جميعاً غير راضيين بذلك لكن على الأقل سويون و جيون كانتا توافقانه
" أخبرنا بخطتك سيهون "
أشارت إليه سويون و تجاهلت نظرات أصدقائها لها فأومأت جيون هي الأخرى توافقها ليبتسم سيهون بوسع ثم بدأ بسرد تفاصيل خطته
حل الصمت على المكان لبعض الوقت بعد أن أنهى حديثه بإبتسامة واسعة منتظراً التصفيق أو شيئاً من هذا القبيل لكن لم يكن هناك رد فعل سوى الصمت ،أعين لا ترمش و وجنتي جيون الحمراوتين
"لن يحدث شيئاً جيون لا تقلقي فمازلتما صغيرين و أنا لن أسمح بذلك"
أشار إليها سيهون بجدية فجفلت لتنظر إلى جونغداي، و ما إن تلاقت نظراتهما أخفضت عينيها عنه بخجل
" و ماذا إن تم الإمساك بنا ؟"
رفع جونغ إن أحد حاجبيه بتساؤل فأغلق سيهون عينيه و أعاد فتحهما بحركة بطيئة بينما يضع كفه على صدره بدرامية
" حينها سأضُحي بنفسي من أجلكم يا رفاق"
"لا يُمكنني أن أعيش بدونك يا رفيقي"
عانقه جونغ إن هو الآخر بوجه تجعد ببكاء زائف فاستقام تشانيول و جونغداي يصفعان رأسيهما
"أحمقين"
______________
وقف ييشينغ و كاثرين مع الطلاب أمام مركز التدريب ينتظرون إلى حين انضمام كيونغسو لهم، و ما إن توقفت سيارته أمامهم أنزل أحد الحراس النافذة من جانبه قائلاً بجدية
" سنلحق بكم بالسيارة"
ارتفع طرف شفتي سيهون بإنزعاج في حين تنهد ييشينغ ليومئ إليه و بعدها أشار إلى جونميون و سويون كي يغادرا معه
صعد إلى الحافلة معهما ليجلس بجوار النافذة، ثم حرك عينيه مع السيارة التي تسير بجوار حافلتهم فتنهد بضيق
جلس ييشينغ على مقعد بعيد عن الطلاب بينما يقرأ أحد الكتب تاركاً إياهم يدرسون سوياً، إلا أن الحراس كانوا يحيطون بهم بصورة خانقة
و كلما حاول جونميون أو سويون التحدث مع كيونغسو سيتدخلون بالحديث ليتأكدوا أن الحديث لا يدور خارج إطار دراستهم
انعقد حاجبي سويون بإنزعاج حين أمالت نحو كيونغسو مُجدداً ترغب بالتحدث معه، و بالرغم من أن أولئك الحراس يمنحونهم ظهورهم إلا انهم التفتوا إليها بسرعة ما إن شعروا بحركتها تلك
"ماذا تُريدين ؟"
"و هل تفهم في أمور الفلسفة لتُجيبني؟!"
هتفت بإنفعال فجفل صديقيها لينظرا إليها بعدم تصديق كما رفع ييشينغ نظراته نحوها بإستغراب لكن سرعان ما أدرك سبب انفعالها
"نحن في المكتبة"
همس لها جونميون بخفوت فزفرت بعمق ثم استدارت تُعطي ظهرها إلى كيونغسو و أشارت بعدها إلى الحارس
" لعلك تشعر بالراحة الآن"
قلبت عينيها بإنزعاج ليُغلق كيونغسو عينيه ثم أخفض رأسه عدة لحظات يحاول تجاهل كل ذلك
شعر بنقرة على فخذه ففرّق بين جفونه لينظر إلى الأسفل حيث يد سويون التي تنقر فخذه بعشوائية بينما تُعطيه ظهرها و تدّعي تركيزها بدراستها
مد يده نحو خاصتها و ضغط عليها بسبابته كي تتوقف فأخرجت ورقة من قبضتها تناوله إياها ليلتقطها كيونغسو و بحذر فتح تلك الورقة
(سيهون وضع خطة لتهرب من الحراس لذا لا تُفسدها لاحقاً)
انعقد حاجبيه ليتكئ بمرفقه على الطاولة ثم سحب القلم بحذر كي يدون رده على الورقة أسفل رسالتها
(لا تفعلوا ذلك )
زمت سويون شفتيها لتكتب على الورقة ثم أعادت يدها إلى الخلف مُجدداً
( لم أطلب رأيك فهذا من أجلنا نحن ،لا نحب رؤيتك حزيناً هكذا)
(إذا تجنبوني فحسب)
زفرت بحدة و التفتت ترمقه بنظرة غاضبة جعلته يجفل فالتفت معها الحراس لينظروا إليها
بعد لحظات عادت تُعطيه ظهرها مُجدداً و بعد أن تأكدت أنهم لا ينظرون نحوها كتبت رداً أخيراً و أعادت يدها إلى كيونغسو ليأخذ الورقة
( إما أن تهرب أو سنختطفك فلا يوجد مفر أيها الصغير، و لا تمنحني رداً على هذا أو سأفضح حديثك معي الآن)
انعقد حاجبي كيونغسو بخفة ليرفع عينيه نحو تلك التي تمسح على شعرها بينما تدّعي تركيزها بالكتاب الذي تحمله
لو أنها لم تكن سويون من تكتب الورقة هنا أمام عينيه لشك بأن سيهون من كتبها...إنها تتصرف كصديقه الأطول اليوم
طوى كيونغسو الورقة ليضعها بجيب بنطاله ثم التفت ينظر إلى كتابه و لم يعي أنه دون شعور منه قد تخطى بالفعل تصرف الحراس مع أصدقائه قبل دقائق معدودة
حين خرجوا من هناك عادوا إلى مركز التدريب بالحافلة بينما كيونغسو قد لحقهم بالسيارة مع الحراس مُجدداً
"لا يُمكنك الدخول"
وضع سيهون ذراعه أمام الحراس حين أوشكوا على دخول غرفة تبديل الملابس معهم فرمقه ذاك الحارس من الأسفل إلى الأعلى ثم دفعه ليدخل و لحق به الآخرين متجاهلين سيهون الذي يحاول منعهم
"لا أحب أن أغير ثيابي أمام الغرباء لأنني خجول لذا أغمضوا أعينكم "
أشار سيهون إلى الحراس بأعين قد ضاقت بإنزعاج يُحذرهم فقلب أحدهم عينيه بينما التفت الآخرين يتجاهلانه
نكزه جونغ إن بتوتر فمحاولات سيهون بإبعاد الحراس عن كيونغسو قد باءت بالفشل..هو فقط كان بحاجة إلى أقل من خمس دقائق لكن أعينهم لم تكن تغفل عنه لخمس ثوان
و ما إن انتهت التدريبات توجه الطلاب إلى الحمامات كي يغتسلوا فكان سيهون أول من انتهى من ذلك و خرج ليقف أمام الحراس يعقد ذراعيه إلى صدره بينما يراقبهم بأعين حادة حيث كان ثلاثتهم يقفون أمام الستار الذي يستحم كيونغسو خلفه
بدأ الطلاب في الخروج الواحد تلو الآخر إلى أن انتهوا فحرك سيهون رأسه بحركة دائرية ثم زفر بعمق قبل أن يخطو نحو أحد الحراس...كان الأقصر بينهم-هاجون - لكنه كان لايزال أطول من سيهون
"أنت تُزعجني لذا لنتشاجر"
اتسعت أعين أصدقائه و اقترب منه مينسوك سريعاً يحتضن خصره مانعاً إياه عن التقدم من الحراس فصرخ به سيهون
"اتركني، إنه ينظر إليّ ببرود"
"ااه و أنت! أنت تزعجني طوال الوقت في منزلي و كأنه منزلك، هيا لنتشاجر"
هتف جونغ إن بينما يشير نحو حارس آخر فحرك مينسوك و جونميون عينيهما بينهم بقلق في حين تنهد جونغداي ليهز رأسه إلى الجانبين...هذا لم يكن ضمن الخطة ،و فقط بيكهيون كان يقف بينهم ضائعاً يحرك عينيه على الجميع دون فهم
"هيا تعال وواجهني "
سيهون دفع مينسوك بعيداً عنه ثم اتخذ وضع الاستعداد فتجاهله الحراس الثلاثة و خرجوا مع كيونغسو لكن ما إن أصبحوا جميعاً خارج ذاك المكان ووقفوا بين الطرقة الفاصلة بين حمامات النساء و الخاصة بالرجال
عاد سيهون ليصرخ بذاك الحارس ثم قفز فوق ظهره بينما يهتف
" سأنتقم منك"
"سيهون ماذا تفعل ؟"
هتف جونميون بفزع و اقترب منه ليُمسك به كي ينزل عن ظهر ذاك الحارس-هاجون - فقام جونغ إن بفعل المثل مع حارس آخر
كلا المراهقين تشبثا بعنق الحارسين و بعدها تعالت الأصوات بفوضوية حيث جونغ إن و سيهون يهتفان بغضب مزيف
مينسوك و جونميون لم يكونا على علم بما يحدث لذا كلاهما كان مفزوعاً بينما يحاولان إيقاف صديقيهما عما يفعلان
و الحارس الأخير كلما اقترب من أحد المراهقين سيقوم الآخر بجذب شعره بقوة ،و هذا كان مضحكاً لبيكهيون الذي يقف في الخلف
أطلت جيون برأسها من خلف باب حمامات النساء فأمسك جونغداي بمرفق كيونغسو و دفعه نحو الباب ليتسللا إلى الداخل
تلفت كيونغسو حول نفسه ما إن اندفع إلى حمام النساء فلا يذكر أن سويون قد ذكرت هذا الأمر...سويون لم تُطلعه بأي شيء يخص الخطة في الواقع
" لم يرك أحد؟"
تساءلت سويون فهمهم جونغداي بالنفي
"اخرجا الآن"
همس جونغداي يقصد سويون و هانييل بحديثه لتومئا إليه ثم خرجتا من هناك لتضم هانييل شفتيها بقهقهة مكتومة حين رأت ما يفعله سيهون و جونغ إن
"ماذا تفعلون ؟"
سألت سويون بصوتٍ عالٍ كي يتوقفوا عن الصراخ فخفت صوت المراهقين تدريجياً لينظرا نحوها كما فعل الآخرين
"أين السيد الصغير ؟"
سأل الحارس القصير - هاجون - فحرّك سيهون جونغ إن عينيهما نحو بعضهما قبل أن يقفزا أرضاً مبتعدين عن ظهر الحارسين
"كيونغسو؟ هناك مع جونغداي "
أشارت هانييل بسبابتها نحو الطريق المؤدي إلى الخارج فركض الحراس نحو ذاك الطريق
"ماذا يحدث؟"
تساءل جونميون بحذر لكنه لم يتلقى إجابة حين ركض كُلاً من سيهون و جونغ إن يصدران صوتاً صاخباً قد جذب انتباه الحراس نحوهما
"سنلحق بهما و أنت راقب الآخرين "
هتف هاجون ليجذب أحد زميليه معه
"لم سنلحق بهما هاجون؟ يجب أن نبحث عن السيد الصغير قبل أن... "
تحدث بينما يركض إلى جانب الأقصر فالتفت لينظر إليه قائلاً من بين أنفاسه
" ألم تفهم بعد يونغ؟ كانت خطة هؤلاء الصغار لذا أمسك بهما و سنجد السيد الصغير "
أسرع من خطواته نهاية حديثه و عينيه لم تكن ترى سوى سيهون، هو من سينتقم من هذا الصغير
وقف المراهقين بتوتر حين عاد إليهم أحد الحراس ليقف معهم فتبادلوا النظرات بتوتر حتى هتفت هانييل
" هيا لنبحث عن المعلم ييشينغ، ربما سبقونا إليه "
سبقتهم بخطواتها ليُضيّق ذاك الحارس عينيه ثم لحق بها فييشينغ صديق كيونغسو و قد حذر منه والده لذا قد يكون هرب إليه بالفعل
حين خرجوا من هناك انسحبت سويون من بينهم بحذر لتقف بعيداً حتى تأكدت من مغادرتهم، و بعدها عادت إلى حمامات النساء حيث كانت تقف جيون عاقدة كفيها خلف ظهرها بخجل
جونغداي كان يقف أمامها و بعيداً عنهما يقف كيونغسو بينما ينظر إلى الأرض بشرود
"لقد غادروا"
" هيا بنا"
همس جونغداي فخرجت سويون أولاً لتنظر في الأرجاء ثم لحق بها البقية
ساروا نحو المصعد بينما يتلفتون حول أنفسهم بقلق إلا أن كيونغسو قد بدا ضائعاً، لا يعرف حتى ما الداعي من كل هذا
سيعود كل شيئ لما كان عليه بمجرد أن يجدهم الحراس
تنفس جونغداي بعمق حين وصلوا إلى إحدى الطرقات البعيدة عن الغرف
ثم جذب كيونغسو ليُعانقه بقوة جعلته يجفل كما خفق قلبه
" اشتقت إليك كثيراً"
ربت جونغداي على ظهره ثم ابتعد عنه و ابتسم بوسع
"هيا تعال"
أمسك بيده و سحبه معه نحو أحد المقاعد لتلحق به سويون و معها جيون لتجلسان مقابلتين إليهما
"لم تتناول الكثير من الطعام مؤخراً، عظام فكك باتت أكثر وضوحاً"
مرر جونغداي سبابته على فك الآخر ثم قهقه
"انه حاد، لكن مازال يجب أن تتناول الطعام"
رفع كيونغسو عينيه نحوه يرمقه بصمت ليميل جونغداي برأسه بلطافة ثم أمسك بحقيبة الطعام التي تحملها جيون و كاد يفتحها حينها همست جيون بحذر
" جونغداي "
همهم لينظر إليها لكن عينيها كانتا تنظران خلفه فالتفت ينظر حيث تفعل فتلاقت نظراته مع يونغ، أحد الحارسين الملاحقين لجونغ إن و سيهون
رآه يُشير إلى الأعلى حيث يجلس جونغداي فاتسعت عينيه و التفت إلى سويون
"غادري مع كيونغسو بسرعة "
دفع العلب نحو سويون ثم أمسك بيد جيون و جذبها معه ليخرجا من تلك الغرفة فحملت سويون حقيبة الطعام ثم أمسكت بيد كيونغسو لتجرّه معها إلى مكان بعيد كي يهربا من الحراس
ركضت نحو سُلم الطوارئ حين رأت أحدهم يخرج من المصعد و دفعت كيونغسو لتدخل خلفه ثم أغلقت الباب
" سيستغرق الأمر بعض الوقت حتى يصلوا إلينا "
تحدثت على عجل فلم يُبدي ردة فعل لتتنهد بعمق
" لا تكن هادئاً هكذا ،قل شيئاً"
أخفض عينيه عنها دون أن يتفوه بحرف فزفرت بإنزعاج ثم جلست على السُلم
جونغداي و جيون كانا يتجولان في الطرقات بينما يعقدان كفيهما معاً في الهواء حتى وقف أمامهما أحد الحراس و هو يلتقط أنفاسه
"أين السيد الصغير ؟"
تبادل المراهقين النظرات معاً يدعيان عدم معرفتهما لذلك ثم رفع جونغداي يده المتشابكة مع خاصة جيون قائلاً
"كنا في موعد"
___________
" لا يجب أن تفعلوا هذا"
همس كيونغسو بعد صمت طويل فرفعت سويون عينيها نحوه
" أخبرتك من قبل أننا أصدقاء و لن نتخلى عنك، و لأننا أصدقاء فلا نحب رؤية هذه النظرة بعينيك "
رفع عينيه نحو خاصتيها لتتلاقى نظراتهما لكن سرعان ما أشاح بنظراته بعيداً عنها
"هذا مُحرج"
تمتم بصوتٍ مختنق لتميل برأسها بإستغراب
"ما المُحرج؟"
زفر بإرتجاف ثم مسد جبينه
" لم أرغب بالعودة، كل هذا... إنه محرج و مؤلم "
قضم سُفليته بعبوس ليُحرك عينيه بصورة دائرية محاولاً السيطرة على دموعه فاستقامت سويون من مكانها بعدما تركت حقيبة الطعام على السُلم
"هل تشعر بالخجل لأن والدك صفعك أمامنا؟! "
أغلق عينيه فانزلقت دمعة من عينه اليُمنى لتضع سويون كفها على وجنته برّقة تمحو تلك الدمعة
" ليس بالأمر الكبير لقد تعرضت إلى الضرب من أولئك الفتية"
انعقد حاجبي كيونغسو بخفة فقهقهت سويون لتُربت على وجنته بلطف
"أقصد أن الجميع قد تعرض للضرب حتى أن وجه جونغ إن تورم لفترة لذا تعرضك للضرب من والدك أمامنا لن يُشكّل فارقاً"
"هل هذه مواساة؟"
همس بخفوت فقلبت سويون شفتيها قبل أن تبتسم بوسع
" الشباب استيقظوا بوقت باكر ليحضروا الكيمباب لأجلك"
سحبت يدها بعيداً عن وجنته ثم جلست في مكانها مرة أخرى و ربتت على السلم بجانبها كي ينضم إليها فتنهد بعمق
اقترب ليجلس بجانبها ففتحت الحقيبة و أخرجت علبة الطعام ثم ناولته إياها
"أنهي هذا الطعام كله ،و توقف عن تجاهل وجباتك"
نكزت وجنته عدة مرات بمجرد أن التقط علبة الطعام من يدها فابتسم بإرهاق
" لا أستحق ما تفعلونه لأجلي"
تنهد بعمق لينظر إليها فالتقطت سويون قطعة كيمباب و أدخلتها إلى فمه بغيظ
"نحن من نُحدد هذا و ليس أنت"
وضع كيونغسو كفه على فمه بخجل ليمضغ الطعام بحذر ثم ابتلعه بصعوبة
" هناك بعض الأمور التي لا تعرفونها عني وعن عائلتي و ربما تنفرون مني حين معرفتها لذا... "
" أؤمن بمقولة - لا يهم من أنت لكن ما يهم هو من أنت - "
قاطعته تتحدث بثقة فأمال برأسه يتساءل بإستغراب
" من قال ذلك؟"
"هذه مقولتي أنا، اخترعتها تواً لكنني أؤمن بها"
أغمضت عينيها و أعادت فتحهما بحركة بطيئة فحرّك كيونغسو عينيه على وجهها الباسم ليُهمهم مُتجاهلاً ألم معدته المفاجئ و كأن فراشات تطوف هناك
" و ماذا تعني؟"
"تعني أنه لا يهم من أنت...اسمك ،أو من أي عائلة تأتي أو حتى مكانتك الإجتماعية بل ما يهم هو أنت الحقيقي، أي ذاتك الحقيقية"
اتكأت بوجنتها على كفها بينما تنظر إليه و أكملت
"و نحن رأينا ذاتك الحقيقية لذا لا يهم كيف تكون عائلتك أو ما نكون نحن بالنسبة لهم ،ما نهتم إليه هو أنت فقط "
وتيرة تنفسه باتت أسرع حين تلاقت نظراتهما مُجدداً، وتلك الإبتسامة التي اتسعت جعلت من قلبه يخفق
لوهلة لم يكن قادراً على سماع شيئ سوى صوت قلبه الذي يطرق بعنف ضد صدره فتحمحم لينظر إلى علبة الطعام ليتناول قطعة أخرى و بخجل حرّك عينيه في الأرجاء
" أنتِ فجأة تتحدثين مثل سيهون"
نبس بهدوء فقهقهت بخفوت ليُكمل
"ظننتكِ عقلانية أكثر من ذلك"
" هل تقصد أن سيهون غير عقلاني ؟"
همست بعبث و هي تقترب منه برأسها فنمت ابتسامة بسيطة على شفتيه و التفت إليها فجأة فاتسعت عينيها بخفة حين تلامس أنفه مع خاصتها بشكل طفيف
" أقصد أنكِ لطيفة"
ضمت شفتيها بخجل و حرّكت عينيها بصورة دائرية ثم تحمحمت لتعود برأسها إلى الخلف
" حسناً "
أغلق كيونغسو عينيه بقهقهة خافتة لتنظر إليه سويون بعبوس
" هل تسخر مني؟"
همهم بالنفي ليهز رأسه إلى الجانبين ثم أعاد فتح عينيه
" قُلتِ حسناً و أدرتِ وجهكِ مُجدداً"
تنهد بإبتسامة و عاد يتناول ما بالعُلبة مُلتزماً الصمت فراقبته بجانبية حتى همس مُجدداً
" لقد عرفنا بعضنا لبضعة أشهر لكنكم تفعلون هذا من أجلي..شكراً لكم "
" اااه هل كانت أربعة أشهر؟ خمسة ربما؟لمَ يبدو و كأننا نعرف بعضنا منذ أعوام؟ "
همست بينما تعبث بشعرها بخجل فقهقه كيونغسو ليتناول قطعة الكيمباب الأخيرة ثم ناولها العلبة
" لاحقاً حين تظهر حقيقتي الأنانية لا تكرهيني "
همهمت بعدم فهم لكنه التزم الصمت بعدها لينظر إلى أنامله بشرود
" ألا يمتلك الجميع جانباً أنانياً؟! إنها طبيعة البشر، أليس كذلك؟"
طرحت سويون سؤالها دون انتظار لإجابته ،وبالرغم من أن مُهمتها انتهت و كان يجب عليهم العودة إلا أن كلاهما ظل يجلس هناك ينظران إلى الفراغ
و هذا الصمت كان مُريحاً لكيونغسو أكثر من صمته وحيداً وهو مُحاط بحراسه
" أنت تتنمر على مراهق و هذا سيئ "
تبادلا النظرات حين سمعا صوت سيهون الغاضب فأشارت سويون إليه بالصمت و اقتربت من الباب بحذر كي تتأكد مما يحدث في الخارج
فُتح الباب فجأة ليرتطم بوجهها بقوة حينها ظهر من خلفه هاجون حارس كيونغسو الذي يُمسك بياقة سيهون
"سويون"
كيونغسو هتف بفزع و اقترب منها بخطوة واسعة في حين كانت تغلق الأخرى عينيها بألم و هي تضع يديها على وجهها
"أنت تتنمر على الصغار أيها القاسي"
سيهون هسهس بحاجبين انعقدا بغضب جعل من هاجون يرتبك فهو لم يقصد إيذاء سويون
أمسك كيونغسو بيد سويون ليُبعدها عن وجهها و تساءل بقلق
"أنتِ بخير ؟"
فتحت عينيها لتنظر إليه بتشوش ثم أومأت بحركة بسيطة
"بخير"
______________
"تناولها كلها؟ "
ييشينغ كان يُغلق عينيه بينما يعقد ذراعيه إلى صدره مُنصتاً إلى همس المراهقين في الخلف حيث يجتمعون حول مقعد سويون و يتحدثون عن كيونغسو
و الآن أدرك لماذا من الصباح الباكر كانوا يعبثون بمطبخه
" هل المعلم ييشينغ غاضب؟ لماذا لم يقل شيئاً؟"
بيكهيون تساءل بقلق فالمقصود لم يُبدي أي ردة فعل حول ما حدث، و ييشينغ ابتسم بخفة حين سمع سؤاله إلا أنه لم يُجيبه
لم يرغب بأن يبدو معلماً فاسداً لكنه راضٍ عن كل ما فعله المراهقين من أجل صديقه
على الأقل كيونغسو يحصل على الحب الذي يتمناه حتى و إن لم يكن من والديه
"سيدي الصغير، أنا آسف بشأن ما حدث"
هاجون اعتذر من كيونغسو بسبب ما فعله بسويون لكن كيونغسو تجاهله
كان غاضباً و مُنزعجاً بشكل واضح لكنه لم يتحدث و فقط بقى هادئاً ينظر إلى النافذة المجاورة له
دخل كيونغسو إلى منزله و قد كان مُظلماً عدا إضاءة خافتة تأتي من الأعلى حيث غرفة نومه لكنه لم يعد مُهتماً لأن يستقبله والديه لذا لم يشعر بالألم حين أدرك أنهما لم يعودا إلى المنزل بعد
استلقى على سريره بتعب بعدما بدل ثيابه لينظر إلى السقف بأعين شاردة
لكن منذ فترة لم يراوده هذا الشعور، شيئ آخر عدا الفراغ و الألم
شعور آخر لطيف
ارتفعت زاوية شفتيه بإبتسامة بسيطة حين تذكر علبة الطعام التي أعدها الرفاق من أجله
و تلك الخطة التي وضعوها فقط ليتناول طعامه بأريحية بعيداً عن أعين الحراس، و ليُخبروه بأن تصرف والده لم يكن شيئاً ليخجل منه هو
الطلاب سبقوا كيونغسو إلى القرية، و كل منهم قد توجه إلى المنزل كي يحظوا ببعض الراحة قبل أن يجتمعوا في المساء من أجل الدراسة
و كم كان سيهون راضياً أنه هزم الحراس الثلاثة حين وصل بخطته الضعيفة تلك إلى مُبتغاه
تنهد براحة ما إن دخل إلى المنزل و ألقى بحقيبته بعشوائية كي ينام
و بيكهيون وقف خلف نافذة جونغداي ينظر نحو مطعم السيدة بارك حيث تخدم هيبا الزبائن لكن ما إن سمع صوت فتح الباب ألقى بنفسه فوق السرير بعشوائية
ابتسم جونغداي خفاءً حين لاحظ فعلة صديقه ثم اقترب هو الآخر من خزانة الملابس يدّعي عدم مُلاحظته لما يحدث
بينما في منزل سويون التي تقوم بترتيب أغراضها خارج الحقيبة، توقفت لوهلة حين لمحت أحد الكتب المتواجدة فوق مكتبها
جذبته لتفتح صفحاته بعشوائية إلى أن رأت تلك الوردة التي منحها إياها كيونغسو سابقاُ
~~~~~~~
" أحضرتها في طريقي صباحاً"
"أعني...أردت أن أعتذر و...أنا حقاً آسف"
~~~~~~~
ابتسمت بخفة حين تردد صوته بأذنها و بخفة حركت أناملها على الوردة الجافة ثم تنهدت بعمق قبل أن تُغلق الكتاب و عانقته إلى صدرها
صرخت بصوت مكتوم و هي تتحرك يميناً و يساراً بإبتسامة واسعة إلى أن وعت على ما تفعله فتوقفت لتتسع عينيها
" ماذا أفعل؟ "
شهقت لتضع الكتاب فوق الطاولة و رمقته بحذر، ثم بطرف سبابتها دفعته ليكون أبعد عنها إلا أنها عادت تبتسم بوسع مُجدداً
___________
~~~سوشيل~~~
شعور الخفة و كأن روحك قد غادرت جسدك هذا ما يراودني بهذه اللحظة
و بالرغم من هذا الشعور الغريب إلا أنني ما إن فرّقت بين جفوني و توضحت الرؤية أمامي قابلني سقف غرفة بيضاء، و صوت جهاز قريب مني، لا يبدو و كأنني فقدت الحياة لكن لمَ لا أشعر بجسدي؟!
حرّكت عيناي بحذر و حاولت أن أخفض رأسي لكن لا رأسي ولا أي جزء من جسدي كان يستجيب إليّ
"سوشيل"
سمعت صوتاً قلقاً يهتف بإسمي ثم لحق بذلك صوت خطوات تقترب مني حتى رأيت وجه جدتي القلق
هي قلقة؟ و من أجلي أنا؟!
حين أحاطت وجنتي بكفيها أردت أن أعانقها لكن ما كان بمقدوري تحريك أطرافي
أصدرت أنيناً خافتاً أريد سؤالها عن حالتي هذه إلا أنها خرجت بسرعة تستدعي الطبيب فأغلقت عيناي لأتنهد بعمق
مرت لمحات سريعة لذكرياتي الأخيرة ،حين طاردني هيوجون بغضب، حين هددني و حين دفعني من الشرفة
شهقت لأفتح عيناي مُجدداً كي لا أرى هذه الذكريات البشعة مرة أخرى و حينها رأيت الطبيب يقترب مني مع جدتي
قام بفحصي ثم تنهد لينظر إلى جدتي فخرج من الغرفة وهي معه
و بعد بعض الوقت عادت إليّ لتميل نحوي
تركت قبلة طويلة على جبيني للمرة الأولى في حياتي ثم أمالت بجبينها فوق خاصتي
"آهٍ يا صغيرتي"
همست بخفوت لترفع رأسها عني قليلاً فرفعت عيناي معها و بهما شعرت بحرقة بالغة
أشعر و كأنني أحلم
عبثت بشعري بلطف ثم جذبت المقعد لتجلس بجواري
و طوال اليوم هي لم تترك جانبي و لم تترك يدي إلى أن طُرق الباب و دخلت الممرضة
اقتربت لتحقن المغذي بحقنة ما ثم التفتت إلى جدتي
"الشُرطي سيأتي قريباً ليستجوب المريضة حول ما حدث"
أومأت إليها جدتي ثم ناولتها شيئاً يبدو و كأنه مال
و حين خرجت تلك الممرضة انحنت جدتي نحوي لتُمرر كفها على شعري بلطف
"صغيرتي...تعرفين أن هيوجون لم يقصد فعل هذا"
رجاءً لا تبدئي
" سأحرص على مُعاقبته لكن أخبري الشرطي أنه مجرد حادث...لا أريد أن أخسر حفيداي هممم؟"
داعبت وجنتي بينما تبتسم في وجهي بلطف زائف فها هي تُهددني ببقائي معهم مقابل تنازلي عن حقي
لذا بقائها هنا بجانبي لم يكن لأجلي بل هي فقط...تُريد حماية ذاك المجرم هيوجون
To be continued.....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top