19
Start
جلست جيون على طرف سريرها لتُغلق عينيها بقوة كأن ذلك قادر على تهدئة نبض قلبها ،و حينها انزلقت الدموع من عينيها فلم تعد قادرة على التحكم بشعورها السيئ أكثر من ذلك
شعرت بكفٍ رقيقة تُربت على رأسها بلطف فجفلت و فتحت عينيها بفزع ترى الفاعل ليبتسم جونغداي
"ماذا..كيف دخلت إلى هنا؟"
همست بعدم تصديق و أمالت لتنظر نحو الباب الذي أغلقته لتوها فانحنى ليجلس القرفصاء أمامها ثم أمسك بإحدى كفيها ،و رفع كفه الأخرى نحو وجنتها ليمحو دموعها بلمسات رقيقة
" الجميع كان مُنشغلاً بتلك الرقصة لذا تسللت إلى هنا ، دخلت إلى غرفة مين جونغ عن طريق الخطأ فمن الجيد أنني رأيت صورته أو كنت سأختبئ هناك"
قهقه بخفوت فاستنشقت جيون ماء أنفها لتهمس مُبررة
" أنا لا أعرف توماس و لم أرغب بالرقص معه"
همهم جونغداي ليومئ بتفهم
" آسف لأنني تسللت إلى هنا لكنني شعرت بأنني لن أتمكن من النوم ليلاً إن غادرت دون الإطمئنان عليكِ "
تجعّدت ملامحها ببكاء فارتفع بجذعه ليجلس على رُكبتيه ثم أحاط وجنتيها
" لا تبكي هممم"
همهم بعبوس فأحاطت عنقه سريعاً لتخفي وجهها به
" ظننتك غادرت"
غمغمت ببكاء فأحاطها بذراعيه و بحنان كفه أخذت تُربت على رأسها من الخلف
" أنا هنا "
______________
ألقى سيهون جسده على الأريكة و تكتف بعبوس كما فعل كُلاً من مينسوك و بيكهيون في حين وقف الآخرين حولهم مُتكتفين بإنزعاج بينما كاثرين كانت تنظر إليهم بعدم فهم ،و كيونغسو في الخلف يتكئ على الجدار بظهره عاقداً ذراعيه إلى صدره
حين خرج ييشينغ من الحمام يُجفف شعره بالمنشفة جفل لرؤيتهم
التقط نفساً عميقاً ثم أشار إليهم بالمنشفة
" ما خطب هذه الوجوه؟ هل تم طردكم؟"
نظروا نحوه فزفر سيهون بحدة ليرفع ييشينغ حاجبيه بإستغراب
" ماذا حدث ؟...كيونغسو ؟"
التفت نحو المقصود نهاية حديثه فاستقام كيونغسو بوقفته
" لم يتحملوا أجواء الحفل"
وضّح فهتف تشانيول بحنق
"ليس الحفل فقط بل كل شيئ، أنا حقاً قلق على جيون "
" ماذا حدث لجيون ؟"
عقد ييشينغ حاجبيه فتحدث جونغ إن
"أقسم أن هناك ما يحدث مع ذاك المزعج المغرور، إنها تخشاه و هذا واضح للغاية"
"مين جونغ؟"
ضيّق ييشينغ عينيه بشكٍ فأومأ جونغ إن يؤكد ذلك
" حتى أن جونغداي غادر و لم يتحمل مشاهدة المزيد "
بيكهيون تحدث بغضب فعقد ييشينغ حاجبيه و مرر عينيه باحثاً عن جونغداي
"أين جونغداي ؟"
" لقد سبقنا إلى هنا "
مينسوك قال بينما يُحرّك عينيه باحثاً عن المقصود ثم سأل بإستغراب
"أين جونغداي ؟"
" هذا ما اسأل عنه "
رفع ييشينغ حاجبيه بنفاذ صبر فقال كيونغسو بهدوء
"لم يعد إلى المنزل"
التفتوا نحوه فابتسم ليرفع كتفيه و أخفضهما بحركة بطيئة
" قال أنه سيُغادر لكنني رأيته يصعد السلالم بمنزل جيون ، ربما لم يرغب بتركها وحدها "
أغلق ييشينغ عينيه بقوة ليضرب جانب وجنته من الداخل بلسانه في حين تبادلت سويون النظرات مع كيونغسو
فهل هذا ما كان يجعله يبتسم كالأحمق؟!
هزت رأسها إلى الجانبين بعدم تصديق فقهقه سيهون بلا فكاهة و ألقى رأسه على كتف مينسوك
_____________
جلس جونغداي بجوار جيون بعدما أوصد الباب كي لا يدخل أحد فيجده هناك
بينما جيون كانت تمسح دموعها و بين الحين و الاخر ستشعر بأنامل جونغداي تُساعدها في ذلك
" كنت حزينة على فقدان أبي حينها و لم أُفكر أن هناك مشاعر أخرى أسوأ بدأت تتولد بداخلي...كنت مُكتئبة لكنني لم أعي أن هذا مُدبر من زوجة أبي و ابنها حتى أوشكت على فقدان حياتي"
شهقت ببكاء فربت جونغداي على ظهرها بلطف
" في المشفى أدركت أنني أتناول أدوية تُسبب الإكتئاب منذ فترة ، لذا فهمت أنهما لم يكتفيا بالتنمر عليّ بل أرادا التخلص مني و اتهامي أنني فعلت ذلك بنفسي، شككت في رغبتهما هذه من قبل و أخبرت المعلم ييشينغ بذلك لكن كان لايزال الأمر صادماً حين تحول إلى حقيقة "
سحبت نفساً نفساً عميقاً ثم زفرته بإرتجاف لتهمس
" فكرت سابقاً في التخلي عن كل شيئ لكنها...ليست أموال أبي فقط بل حتى أمي... هي لا تمتلك الحق في الحصول على ما هو لأمي "
استنشقت ماء أنفها لتعبث بأناملها بعبوس
" لا أفهم جيداً في هذه الأمور لكنني واثق من أن كل شيئ سينتهي لصالحكِ"
ابتسم و التفت بجذعه نحوها فحرّكت عينيها نحوه
" أنتِ لستِ جنية بل سندريلا "
همهمت جيون بعدم فهم فقهقه جونغداي
" سندريلا التي تتعرض إلى التنمر من زوجة أبيها و أبنائها لكن في النهاية تحصل على الأمير الغني و الوسيم "
" جونغداي "
همست و التفتت لتُقابله ثم أطلقت تنهيدة عميقة لحقتها قهقهة قصيرة
"مشكلتي تكمن في أنني أمتلك الكثير من المال لذا لست بحاجة إلى الأمير الغني "
همهم جونغداي بتفكير وهو يُدير عينيه ثم تحمحم
اتكأ بكفيه على السرير ليقترب بجسده منها قليلاً ثم همس
" ربما هذا الإختلاف في قصتك عن سندريلا لذا...قد يكون أميركِ فقيراً لكنه وسيم لا تقلقي "
ضحك نهاية حديثه فرمشت جيون مرتين
" يُمكنني أن أكون أميركِ؟ "
سأل بتردد ليزم شفتيه في خط مستقيم لعدة لحظات ثم هز رأسه إلى الجانبين
"لا أعرف ما يجب عليكِ فعله ولا أعرف كيف أُساعدكِ لتتولي مسؤولية أعمال والدكِ...لا أفهم في هذه الأمور لكنني أريد أن أكون بجانبكِ"
أغلق عينيه ليزفر بعمق
" أنا لست مُستغلاً أو طامعاً بما تملكينه ،و لا أهتم إن كُنتِ ستحصلين على ثروة والدكِ أو ستتخلين عنها.."
فتح عينيه لينظر إليها
" حين رأيت هذا المنزل ترددت في مشاعري، لكن حين رأيت تصرفات مين جونغ و تصرفات زوجة أبيكِ ،ثم رأيت توماس ذاك يرقص معكِ أدركت أنني لا أريد التخلي عن مشاعري...ربما هذا الوقت ليس مناسباً لقول ذلك لكن... "
عض جانب شفته السُفلى لوهلة ثم تنهد
" ألا يُمكنني فقط أن أكون أميركِ؟ "
تزامناً مع نطقه الحرف الأخير اقتربت منه جيون لتنقر شفتيه بقبلة سريعة ثم ابتعدت عنه بأعين واسعة
" كُنت...أردت فقط أن أقول...أعني.. "
حاولت التبرير إلا أنها تلعثمت فابتسم جونغداي ليحتضن وجنتيها ثم أمال نحوها بينما عينيه تنظران إلى شفتيها
استرق نظرة نحو عينيها فأغلقتهما بقوة ،و أسفل كفيه كان يشعر بحرارة وجنتيها تتصاعد بخجل
لامس شفتيها بخاصتيه ثم فرّق ببطئ بين شفاهه تاركاً قُبلة رطبة على شفتها السُفلى
ترك إحدى وجنتيها ليخفض كفه نحو خاصتها ثم ابتعد عنها قليلاً فرمشت بخجل قبل أن تنظر نحو يده التي أخذت تعبث بخاصتها
" هذه نعم ؟"
أمال برأسه بتساؤل ليُحرك إبهامه على وجنتها بلطف فقضمت شفتيها ثم ألقت برأسها على كتفه تُخفي وجهها به بخجل
قهقه جونغداي ليضغط على كفها بخفة بينما يده الأخرى تسللت إلى خلف رأسها ليُربت على شعرها بلطف
" أعتقد أننا...نتواعد الآن، أليس كذلك؟ "
أمال جونغداي برأسه قليلاً يحاول رؤية وجهها فأدارته إلى الجانب الآخر بينما تومئ ضد كتفه
"و هذا يعني أنني الوحيد الذي يمتلك الحق ليرقص معكِ ،كان مُزعجاً رؤية ذاك الأشقر يرقص معكِ"
تنهد بعمق ثم أغلق عينيه و هو يميل برأسه يتكئ به على جانب رأسها
" جونغداي"
همست بتردد فهمهم دون أن يفتح عينيه
" لا يُمكنني مواعدتك و الكذب عليك بالوقت ذاته، أليس كذلك؟ "
عقد حاجبيه بخفة ليُهمهم بالإيجاب
" و ماذا لو فعلت ؟"
" ليس هناك داعٍ لذلك جيون"
همس بلطف و ابتعد عنها قليلاً فرفعت رأسها عن كتفه لتنظر إليه بأعين لامعة
" لا تكذبِ عليّ لأي سبب كان، و إن كنتِ خائفة من إخباري الحقيقة فلا تُفكري كثيراً و أخبريني بما تُخفينه عني، حينها سأحاول تفهمك"
داعب أسفل ذقنها فأغلقت عينيها بملامح تجعّدت بإبتسامة حين شعرت بدغدغة من حركته تلك
" هل تُريدين إخباري بشيئ؟"
فتحت عينيها لتنظر إليه ثم حرّكت عينيها بصورة دائرية قبل أن تومئ
" لا بأس، أخبريني بذلك "
"بعد قليل لأنني أريد شيئاً آخر الآن "
همست و اقتربت منه لتُعانقه مُجدداً فضحك بخفوت بعدما أحاطها بذراعيه
____________
اقترب كيونغسو ليجلس بجوار ييشينغ على مقعد الحديقة فرمقه ييشينغ بجانبية ثم زفر بحدة
و بالرغم من محاولة كيونغسو في أن يتماسك إلا أنه قد انفلت منه قهقهة خافتة
" هل تستمتع ؟"
"آسف"
همس كيونغسو بإعتذار ثم ضم شفتيه الباسمتين
"لم أنت غاضب ؟"
"أنا قلق ،إذا أمسكوا به في ذاك المنزل قد يُلقوا به في السجن"
صاح ييشينغ بإنفعال لينظر إليه كيونغسو قليلاً ثم تأتأ
" لا أعتقد أنهم سيفعلون ذلك"
"كيونغسو أنت لا تفهم ،إنهم يكرهون جيون للحد الذي يجعلهم يدفعون أي شخص بعيداً عنها فقط ليتحكموا بها "
عقد كيونغسو حاجبيه بإستغراب لينظر إلى ييشينغ
" ما الذي تخفيه عني ؟هل هناك ما يحدث مع جيون و لا أعرفه أنا ؟"
"لا حق لي في... "
" هذا ليس الوقت المناسب لحفظ الأسرار ييشينغ، لقد تركت جونغداي هناك و لم أمنعه لذا أريد أن أعرف لماذا أنت قلق هكذا في حين أنني أنا فخور بما فعله جونغداي؟ بل حتى أنني أحسده لأنه يمتلك هذه الجرأة "
لوّح كيونغسو بعدم فهم فتوقفت سويون عن التقدم منهما و تراجعت بخطواتها تنوي العودة إلى الداخل مرة أخرى
" إنهم يحاولون التخلص من جيون "
توقفت سويون عن التقدم لينعقد حاجبيها ثم التفتت نحوهما مُجدداً و تقدمت منهما بخطوات واسعة
" من يحاول التخلص من جيون؟ "
التفتا نحوها سريعاً فتنهد ييشينغ بينما كيونغسو أغلق عينيه بقوة فلماذا كلما تحدث في أمر لا يجب أن يسمعه الآخرين يحدث العكس ؟!
______________
جونغداي اتكأ بذقنه على ظاهر كفه بالقرب من وجه جيون النائمة بينما يده الأخرى كانت تعبث بغُرّتها بأعين شاردة إلى أن شعر بنظراتها نحوه فارتفع حاجبيه بتفاجؤ
"استيقظتِ؟"
همهمت لتُغلق عينيها مرة أخرى حين اقترب منها و ترك قُبلة طويلة على جبينها
" ستعودين اليوم؟"
"لا أعرف"
قلبت شفتيها بجهل فاعتدل بجلسته حين استقامت بجذعها عن السرير
مد جونغداي يديه نحو شعرها المُبعثر و مرر أنامله به ليقوم بتمشيطه بينما أعين جيون الناعسة كانت تُراقب وجهه عن قُرب
جفلت حين ابتسم فجأة لينظر إليها فأشاحت بنظراتها جانباً
" يُمكنكِ النظر إليّ كما تشائين"
"لم أكن أفعل"
همست ثم أخفضت عينيها إلى كفيها و بعدها ألقت برأسها على كتفه بخجل فضم جونغداي شفتيه وهو يُغلق عينيه بقوة يحاول أن لا يصرخ من لطافتها
فرّق بين شفتيه يُطلق نفساً عميقاً بينما يُذكّر نفسه أنه لا يجب أن يفضح وجوده هنا ثم تحمحم
" أعتقد أنني يجب أن أُغادر الآن "
" كيف ستُغادر؟"
ابتعدت عنه جيون بأعين اتسعت بقلق ،و لتوها أدركت أنه لم يدخل بإذن أحد بل تسلل إلى غُرفتها أثناء انشغال الجميع بالحفل
" أتمنى أن تكون شُرفتكِ قريبة من الأرض"
ضحك يُمازحها ثم اقترب من الشرفة ليفتحها بحذر، أطلّ برأسه لينظر في الأرجاء كي يتأكد أن لا أحد يراه ثم اقترب برأسه لينظر إلى الأسفل
" أعتقد أنه يُمكنني الخروج من هنا"
همهم بتفكير ثم عاد خطواته نحو الداخل
"عُذراً لكنني بحاجة إلى هذه "
حرّكت جيون عينيها معه و هو يُلملم الملاءة عن سريرها ثم اقترب من الشرفة ليربط الملاءة بالسور بقوة
"ماذا تفعل ؟"
"سأنتظركِ في الخارج لذا اغتسلي و بدلي ثيابك ثم لنعد معاً إلى منزل المعلم ييشينغ"
تحدث على عجل و أمسك بالملاءة كي يستخدمها في النزول
" ااه نسيت"
رفعت حاجبيها بتساؤل فاقترب منها و أمال ليُقبّل وجنتها ثم استقام بوقفته
"لا تتأخري"
ابتسم بوسع ليهز حاجبيه إلى الأعلى و الأسفل في حركة سريعة ثم اقترب من السور مرة أخرى كي ينزل
اتكأت جيون بكفيها على السور بقلق و هي تُراقبه بينما ينزل مُستخدماً تلك الملاءة التي يتشبث بها، و لم تلتقط أنفاسها سوى حين لامست قدميه أرض الحديقة
رفع رأسه نحوها و لوّح إليها فأومأت إليه جيون براحة ثم سحبت الملاءة لتدخل إلى الغرفة
حكّ جونغداي عنقه بينما يتجول في الحديقة باحثاً عن طريقة يتمكن بها من تسلق السور المحيط بالمنزل إلى أن سمع صوت تصفيق خلفه فالتفت حيث مين جونغ الذي يتكئ بظهره ضد الحائط
" دراما رومانسية مبتذلة"
تنهد بصوتٍ عالٍ و اقترب من جونغداي
" هل تظن أن دخولك قصر كهذا لن يشعر به أحد؟"
قهقه بسخرية فرمقه جونغداي ببرود ليهز الآخر رأسه إلى الجانبين
" توجد كاميرات في كل مكان"
"من الجيد أنك رأيتني فلا أستطيع تسلق سور قصرك ،إنه طويل للغاية "
ابتسم جونغداي بلطف مزيف فضحك الآخر بصخب
" هل كل أطفال قريتكم وقحين هكذا؟ "
رفع جونغداي حاجبيه بينما يقلب شفتيه
" يُمكنني اتهامك بالسرقة و القائك في السجن فلن يكن لك مستقبلاً بعدها "
" لو بإمكانك فعلها لما كنت ستقف أمامي الآن دون حراس و تتبادل معي الحديث"
ضحك مين جونغ ليومئ إليه ثم اقترب منه
" تُعجبني ،أنت حقاً تُعجبني "
مرر يده على كتف جونغداي ليقول بتلاعب
" لا بُد أن النوم في قصر كهذا لا يُشبه النوم في تلك القرية الصغيرة "
همهم جونغداي بإبتسامة مُزيفة ثم التفت كي يُغادر فأوقفه الآخر بجدية
" سأمنحك ما تُريد و لتبتعد عنها"
تجاهله جونغداي ليُبدّل وجهته نحو البوابة
"أيها الصغير ،ماذا تفعل هنا ؟"
هتف السيد هيون بين و هو يقترب من جونغداي فانحنى إليه جونغداي بإحترام ،و التفت كلاهما بعدها نحو مين جونغ حين اقترب منهما
" يبدون أن جيون قد حصلت على أصدقاء جيدين"
هتف مين جونغ يبتسم بزيف فابتسم السيد هيون بين موافقاً إياه في حين زفر جونغداي ليُشابك كفيه خلف ظهره بينما ينظر إلى الجانب الآخر في إنتظار جيون فغادر مين جونغ إلى عمله بعدما رمق الأصغر بنظرة جانبية
التفت جونغداي حين سمع صوت إغلاق الباب الداخلي و استقام بوقفته حين رؤيته جيون فابتسمت بخجل لتعيد خصلاتها القصيرة خلف أذنها بخجل
" هيا بنا، إلى اللقاء سيدي"
مد جونغداي يده نحو خاصتها و لوّح إلى السيد هيون بين قبل أن يُغادر كلاهما
في طريقهما إلى منزل ييشينغ كانا هادئين ،لم يتحدث أي منهما إلا أن هناك ابتسامات لطيفة تتبادل بينهما كلما تلاقت نظراتهما
و بمجرد خروجهما من الحافلة شابك جونغداي أنامله مع خاصتها مرة أخرى ليؤرجح يديهما في الهواء بسعادة
رفع ييشينغ عينيه نحو طلابه ينظر إليهم بعدم تصديق بينما جميعهم اصطفوا أمامه يتقدمهما سيهون و تشانيول
" لقد اتفقنا أن يكون هذا سراً سويون"
نبس بتأنيب فضمت شفتيها لبضعة لحظات ثم أجابته
" يجب أن يكون الجميع على علم بذلك"
"لو كنا نعرف ذلك أقسم ما كنا تركنا جيون تغادر القرية معهم"
هتف سيهون بإنفعال فهز ييشينغ رأسه إلى الجانبين
" لا تتهوروا كي لا تؤذوا أنفسكم "
" لكن ماذا سنفعل الآن بشأن جيون ؟لن تبقى في القرية طوال حياتها و بالنهاية سوف تضطر إلى العودة إلى هناك "
مرر مينسوك عينيه عليهم بحذر و هو يتحدث حتى توقفت نظراته حيث كاثرين التي نبست بهدوء
" سنجد حلاً لذا لا تقلقوا لكن في الوقت الحالي عليكم أن تهتموا بأنفسكم و لتضعوا كامل تركيزكم بدراستكم "
تبادل الصغار النظرات معاً إلى أن سمعوا طرقاً على الباب فاستقام ييشينغ سريعاً و بخطوات واسعة اقترب من الباب ليفتحه ثم تنهد براحة حين رؤيته جونغداي و جيون
" كيف تفعل ذلك؟ "
صاح عليه بتوبيخ و عاد إلى الداخل فلحق به جونغداي و جيون
" أعتذر على ذلك لكنني كنت قلقاً بشأن جيون"
"لا مشكلة جونغداي، ما يهم أن كلاكما بخير"
كاثرين ابتسمت بلطف ثم ربتت على كتف ييشينغ كي يهدأ فسأل الأخير بحاجبين معقودين
" لم يرك أحد؟"
" مين جونغ رآني"
اتسعت أعين ييشينغ كما جيون التي التفتت تنظر إليه بقلق
" لا تقلقوا ،أخبرته أن المعلم طلب مني اصطحاب جيون إلى التدريب "
ابتسم كاذباً فضغطت جيون على كفه بخفة و لم تصدق ما قاله فهمهم إليه ييشينغ
"حسناً، لكن جميعكم مُعاقبون و لا يوجد راحة من التدريب اليوم"
تجعّدت ملامحهم ببكاء مزيف في حين اقتربت سويون من جيون
" لم يحدث معكِ شيئاً ؟أنتِ بخير ؟"
رفعت جيون حاجبيها بإستغراب و التفتت تنظر إلى ييشينغ فتنهد
"أعتذر جيون ،لكنني اضطررت إلى اخبارهم بالحقيقة "
" أحدهم كان قلقاً عليكِ لكنه لا ينظر حوله حين يتحدث"
ضحك جونغ إن يسخر من كيونغسو فقهقه طلاب يونغبوك حين فهموا مقصده
" آسف "
همس كيونغسو بعبوس فهمهمت جيون بالنفي
" لم يكن سراً أرغب بإخفائه"
زم كيونغسو شفتيه بينما أعين سيهون كانت تنظر إلى كفي جونغداي و جيون المتعانقين
" جونغداي عزيزي "
اقترب سيهون منه بإبتسامة جامدة ثم وضع كفيه على كتفي المقصود
" أنت تعرف أنك شاب جيد و متفوق لذا يجب أن تعرف بأنك مازلت صغيراً على أمور الحب و المواعدة"
التفتوا ينظرون نحوه فضمت جيون شفتيها بخجل في حين قهقه جونغداي
"لكن أنا و جيون نتواعد"
"لا"
صرخ سيهون ليضع كفه على فمه بدرامية
"لم يا صغيري ؟لم فعلت هذا بنفسك؟"
هز رأسه إلى الجانبين بعدم تصديق فحرك الآخرين أعينهم بعيداً عنه بينما يحاولون تمالك نفسهم كي لا يضحكوا فالأمر بدا جدياً بالنسبة إلى سيهون
" لا بأس...ااه لا بأس، مازال بيكهيون أعزباً، كيونغسو أيضاً ،و جونغ إن عزيزي إنه رجل ناضج و يعرف مصلحته جيداً لذا أنا بخير"
سيهون واسى نفسه و هو يبتعد عن جونغداي ثم اتكأ بجانب رأسه على كتف بيكهيون فربت الأخير على وجنته بمواساة
"جونغداي رجل جيد جيون ،أنتِ محظوظة "
أشار سيهون إلى جيون بإبتسامة لكن سرعان ما جعّد ملامحه ببكاء مزيف ليدفن وجهه بعنق بيكهيون
" لا أصدق هذا، كان رجلاً صالحاً، أنا حزين عليه "
"لا تقلق سيهون، التدريب سيُزيل حزنك"
ييشينغ ربت على كتفه حين مر من جانبه فرفع سيهون رأسه عن عنق بيكهيون
" أنا بخير مُعلمي ،كنت أمزح فقط"
"لا ،أشعر بأن هناك حزن خفي بداخلك"
أغلق ييشينغ باب الغرفة في وجه سيهون الذي لحق به فهتف سيهون
" لا، أنا حقاً كنت أمزح "
_____________
تكتف ييشينغ أثناء مراقبته تدريب الطُلاب بينما كاثرين كانت تقف على الجانب الآخر مع صوفيا تتحدثان بشأن عرض الباليه
و خلف الباب كانت تقف فتاة تُراقبهم بحذر
" كيونغسو توقف عن إلقاء الكرة بعيداً"
هتف سيهون بينما يركض خلف الكرة فوقف كيونغسو في مكانه و قد ارتفع حاجبيه ببراءة فسيهون من فشل في استقبال الكرة
ركض نحو الباب يدّعي مُلاحقة الكرة، و حين انحنى ليحملها ألقى نظرة نحو الخارج ليتأكد مما رآه
سيهون كان واثقاً أنه لمح شخصاً يُراقبهم لكن حين اقترب من الباب لم يكن هناك أحد
"هيا سيهون"
ضيّق عينيه بشكٍ لينظر إلى الخارج مرة أخرى ثم عاد إليهم و ألقى الكرة نحو جونغ إن فتلقاها الآخر سريعاً
جلسوا أرضاً بينما يلتقطون أنفاسهم فاقترب جونغداي يناول زجاجة المياه إلى جيون بإبتسامة لطيفة ثم ربت على شعرها قبل أن ينظر إلى الجانب الآخر
" كيونغسو كان من عرض علينا أن نذهب إلى الحفل"
قالها بهدوء بينما ينظر إلى المقصود ثم التفت نحو جيون فهمهمت بعدم فهم
" كيونغسو كان يعرف بأمر عائلتك لذا لم يرغب بأن نترككِ وحدكِ في هكذا يوم ،هو من قال أن علينا حضور الحفل و في الواقع لم أفكر في ذلك أبداً"
حرّكت جيون عينيها نحو كيونغسو حيث كان يجلس على الجانب الآخر يتحدث مع سويون
" هل تقول ذلك لأن..."
"أنا أقول ما حدث ،أعرف أنه ربما كان تصرفه وقحاً من قبل حين استغل ذلك ،لكنكِ قُلتِ بنفسك أنه ظن بأن الأمر اقتصر على التنمر فقط"
زفر بعمق ثم عاد بظهره إلى الخلف ليتكئ بكفيه على الأرض خلفه
" أنت تُبرر مُجدداً"
ضحك بخفوت ليومئ بحركة بسيطة
" أحب إعطاء الفرص لمن أحبهم ،أو من أرى أنهم يستحقون ذلك "
همهمت جيون لتخفض نظراتها نحو الزجاجة ثم أخذت تعبث بغطائها
" سأذهب إلى الحمام قبل مُغادرتنا"
سيهون أمال نحو بيكهيون المجاور له فهمهم بيكهيون بإيماءة بسيطة ليخرج الآخر من هناك
مسح سيهون بقبضته أسفل أنفه لينظر يميناً و يساراً باحثاً عن أي شخص قريب من المكان لكن لم يجد
دعك عينيه بخفة ثم هز رأسه إلى الجانبين ينفي ما رآه فربما يتخيل ،لكن ما إن تحرك خطوة حتى لمح طرف كتف شخص يختبئ خلف الحائط على بُعد خطوات منه
كتمت أنفاسها و أغلقت عينيها بقوة حين شعورها بخطوات تقترب من المكان الذي تختبئ به، و بعد بضعة ثوانٍ اختفى ذاك الصوت ففرّقت بين جفونها ببطئ ثم أمالت برأسها بحذر كي تنظر نحو غرفة التدريب لكنها سرعان ما شهقت بأعين واسعة
رفع سيهون حاجبيه و تكتف بينما ينظر إليها بتساؤل في حين ظلت هي على ذات الوضعية تنظر إليه بصدمة
" لم تُراقبيننا ؟"
"لم...لم أكن أراقب..."
أجابته بتلعثم فهمهم بعدم تصديق
"و لم تختبئين هنا ؟"
ابتلعت ريقها لتنظر حولها باحثة عن كذبة ما، و حين لم تجد هي رفعت كتفيها ثم استقامت بوقفتها لتمسح على شعرها بتوتر
"كنت أتـ ـجول"
" حسناً"
أومأ ليفك عقدة ذراعيه ثم أمسك بمعصمها
" لتُخبري مُعلمي بذلك"
شهقت بخوف و وضعت كفها على الحائط كي تتشبث به رافضة التقدم معه لكن يدها انزلقت
"لا، ليس المعلم رجاءً"
توقف سيهون عن جذبها و التفت ينظر إليها دون أن يترك يدها
"إذاً أخبريني لماذا كنتِ تراقبين تدريبنا؟ هل تحاولين التعرف على طريقة لعبنا؟ أنتِ من الفريق المنافس؟.."
اتسعت عينيه تدريجياً ليصرخ بهمس
"أم أنكِ مُعجبة بأحد أصدقائي ؟..لا يُمكنكِ هذا فهم مازالوا صغاراً"
هز رأسه إلى الجانبين فانعقد حاجبي الأخرى ثم حرّكت عينيها بصورة دائرية قبل أن تتنهد
" أنا من الفريق المنافس.. "
شهق سيهون و كاد يصرخ ليُنادي الآخرين فأسرعت بوضع كفها على فمه ثم تلفتت لتنظر من حولها و جذبته بعدها لتبتعد عن المكان
دفعته بخفة نحو الحائط حيث كانت تختبئ منذ قليل ثم أمالت مُجدداً لتنظر في الأرجاء كي تتأكد أن لا أحد قريب و بعدها أعادت نظراتها إليه
" لست هنا لمعرفة كيف تسير تدريباتكم أو أي شيء من هذا القبيل، لقد أتيت لرؤية هانييل و جونميون"
ضيّق سيهون عينيه بشك فتنهدت بعمق
"أقسم أنني أقول الحقيقة ،أنا صديقتهما و لذا أتيت لرؤيتهما"
"و بالصدفة أتيتِ إلى هنا ،إلى مقر التدريب بدلاً من أي مكان آخر"
بدا بحديثه تكذيبه لما تقول فقضمت شفتيها بضيق
" إن كُنتِ صديقة لهما كان بإمكانك الدخول، مازال بإمكانك هذا في الواقع"
مد يده محاولاً إمساك خاصتها فوضعت كفها خلف ظهرها سريعاً تمنعه عن ذلك
" المُدرب في الداخل و إن رآني فستعرف عائلتي أنني أتيت إلى هنا، الأمر معقد لذا يجب أن أتحدث معهما بنفسي، و لأنني خرجت بحجة غبية من المنزل فلم أتمكن من إحضار هاتفي "
تكتف سيهون رافعاً أحد حاجبيه بسخرية فأغلقت عينيها بقوة ثم أعادت فتحهما
" حسناً، هناك بعض التفاصيل التي لا يمكنني إخبارك بها فهي خاصة لكنني أتيت لأخبرهما بأمر يخص المسابقة "
" يُمكنكِ إخباري بهذا الأمر الهام للغاية و أنا سأخبرهما عنه لاحقاً "
" لا يُمكنني أن..."
رفع سيهون حاجبيه بنفاذ صبر ثم قاطعها
" أنا أحاول احترام كونكِ فتاة و أحاول تصديق أكاذيبكِ الواضحة هذه لذا إما أن تُخبريني بالحقيقة أو سآخذكِ حيث فريقي و حينها قولي ما تشائين أمام المعلم و الجميع "
أمسك بيدها بتهديد لتنظر إلى يدها ثم رفعت عينيها نحوه
" أريد أن..."
تمتمت بتوتر ثم ابتلعت ريقها في حين بقت عينيه تنظران نحوها بغضب طفيف أربكها
عاد سيهون إلى الملعب حيث كان ينتظره الآخرون
ابتسم بزيف حين تذمروا لتأخيره ثم أخفض عينيه عنهم بينما يدّعي انصاته لما يقولون
"نتيجة المسابقة محسومة بالفعل"
صوتها تردد بأذنه بتلك الجملة التي لم يفهمها في بادئ الأمر
لكنها قالت بوضوح أن تهديد ذاك الفتى من عائلتها لم يكن عبثاً فإن هدد الآخرين ألا يعني أنهم لربما شكّوا في حقيقة الغش الذي بُنيت عليه هذه المسابقة؟!
حين وصلوا إلى القرية كان سيهون هادئاً أكثر من المعتاد فلم يُعلّق أحد على ذلك مُعتقدين أن ارتباط جونغداي قد أثر على مزاجه، و لم يلحظ أي منهم نظراته المسترقة نحو طلاب يونغبوك
تنهد بعمق ليهز رأسه إلى الجانبين ثم ركض نحو صالون تجميل والدة جونغداي بينما يهتف
"خالتي، تعالي إلى هنا و لتري ماذا فعل ابنكِ بنفسه"
فتح الستائر فالتفتت تنظر إليه هي و السيدة التي تجلس على المقعد أمام المرآة حيث كانت لديها زبونة
"ماذا حدث لجونغداي ؟"
سألته بقلق و تركت تلك السيدة لتخرج من المحل فتحركت جيون بخجل لتختبئ خلف جونغداي في حين ضحك الآخرين بخفوت
" انظري "
أشار سيهون نحو كفي جيون و جونغداي المُتعانقين فحاولت جيون جذب يدها من جونغداي إلا أنه ضغط عليها بخفة مانعاً إياها عن الإبتعاد
" ما هذا جونغداي؟ لم أعدت شعرها إلى اللون الأسود مُجدداً"
صاحت والدته بتوبيخ فأمال سيهون ينظر إليها بعدم تصديق ثم وضع يده على رأسها ليدفعها إلى الأسفل بحركة خفيفة
"انظري إلى الأسفل قليلاً"
أخفضت نظراتها باحثة عن أي شيء آخر ،و لولا أن جيون حاولت جذب كفها بصورة ملحوظة لما أدركت ما يقصده
" ما هذا؟ "
تساءلت لتنظر إلى سيهون فأومأ بينما يُغلق عينيه و يفتحهما بدرامية يؤكد ما تفكر فيه
" هذا الصغير لا يعرف مصلحته أبداً و.. "
تخطته والدة صديقه لتقترب من جونغداي و قاطعت حديث سيهون حين دفعت جونغداي من أمامها لتنظر إلى جيون بإبتسامة واسعة
" كنت واثقة أن صغيري يمتلك ذوقاً رائعاً في النساء، كم أنا فخورة به"
رمشت عدة مرات لتُحيط وجنتي جيون فابتسمت الصغرى بارتباك لتُحرك عينيها نحو جونغداي ثم أعادت عينيها نحو والدته في حين هتف سيهون
" ماذا تقولين خالتي؟ جونغداي مازال صغيراً على..."
"ااه لا أصدق هذا"
صرخت بحماس ثم أمسكت بكف جيون لتجذبها معها إلى مطعم السيدة بارك كي تتباهى بحبيبة ابنها في حين بقى سيهون يقف في مكانه ينظر إليهم بعدم تصديق
______________
مع اقتراب الامتحانات عاد طلاب يونغبوك إلى منازلهم
مينسوك استقبلته عائلته بسعادة ككل أسبوع يعود إلى المنزل
بيكهيون لم يشعر بحماس أي أحد لرؤيته بعد فترة ،حتى أن لا أحد لاحظ عبوسه حين شاركهم وجباتهم فالجميع كان مشغولاً بالتحدث عن خطبة ابن عمه لطبيبة تأتي من عائلة أطباء مثلهم
و جونميون كان سعيداً برؤية جارته تقف في شرفتها تستقبله بإبتسامة خجولة
زفرت جيون حين جلست على سريرها لتتصل على جونغداي و حين سمعت رنين الهاتف نمت ابتسامة تلقائية على شفتيها
هل كان ينتظر بمدخل القرية طوال الوقت حتى تتصل به؟
" مرحباً"
همست بخجل فتنهد براحة و ابتسم بوسع
"وصلتِ إلى المنزل؟"
همهمت بخفوت ليومئ برأسه كأنها تراه
" حسناً، أريني ما أحضرته"
" لقد أحضرت الكثير صدقني"
همست بينما تعبث بحقيبتها فهمهم جونغداي
"سأُصدق ذلك"
أدار عينيه بعبوس ثم دار حول نفسه
" كلما شعرتِ بالجوع تناولي ما أحضرته لكن لا تُهملي وجباتكِ الأساسية...يُمكنكِ الدراسة بأحد المطاعم و تناول وجباتكِ هناك ،حسناً؟ "
همهمت كإجابة فأكمل
" و لتُغلقي باب الغرفة جيداً، و إذا حدث شيئاً يُمكنكِ الإتصال بكيونغسو أو أي من الرفاق"
"حسناً"
تمتمت ثم قهقهت بخفوت ليبتسم جونغداي و حاجبيه قد عُقدا بإستغراب
" لم تضحكين؟ "
" أنت لا تمل من تكرار ذلك "
ضم شفتيه ليومئ بقوة
" بالكاد أتقبل فكرة تواجدكِ معهم وحدكِ بالمنزل...اااه و السيد هيون بين، إنه شخص جيد لذا إذا شعرتِ بـ... "
" أعرف ماذا سأفعل و لا تقلق"
"و.."
"سأُراسلك قبل النوم وبمجرد أن استيقظ و حين أخرج من المنزل و حين أعود "
" لتكن رسائل صوتية كي اتأكد أنكِ المُرسلة "
هتف بتحذير فقهقهت جيون ثم همهمت
" شيئ آخر؟ "
" اشتقت إليكِ بالفعل "
غادرته تنهيدة عميقة فضمت شفتيها بخجل و همهمت إليه قبل أن تُغلق الإتصال
تنهد جونغداي مُجدداً و التفت كي يعود إلى القرية لكن سرعان ما صرخ بفزع حين رؤيته سيهون يقف خلفه
" متى أتيت؟ "
وضع كفه على قلبه بينما يتساءل بنبرة عالية فقلب سيهون عينيه
" منذ أن بدأت في إملاء تعليماتك عليها...هل هي بخير؟"
بإهتمام ختم حديثه ليسيرا متجاورين في طريق عودتهما إلى القرية
"حتى الآن تبدو كذلك لذا آمل أن تمر هذه الأيام على خير"
"أتمنى ذلك"
______________
"سيدي الصغير ،السيد دو يدعوك إلى مكتبه"
كيونغسو استقام من خلف مكتبه بعدما سمع صوت الخادمة التي تقف خارج غُرفته ثم توجّه إلى الأسفل حيث غرفة مكتب والده
طرق الباب ثم دخل بعدما سمح له الآخر بذلك و اقترب ليقف أمامه بينما يعقد كفيه معاً بإحترام
" كيف هي تدريباتك؟ "
قضم كيونغسو باطن شفته السُفلى بضيق حين سأل الآخر بجدية دون أن يرفع عينيه عن الأوراق التي يعمل عليها
و لو أنه قام بتوبيخه بسبب ما حدث المرة الأخيرة كان ليكون أفضل من هذا السؤال الذي طرحه حين رؤية ابنه الذي غاب عن المنزل لوقت طويل
"بخير "
أجابه بهدوء هو الآخر ثم ابتلع غصته ليُحرك عينيه في الأرجاء ينتظر حديث والده الذي بدا مشغولاً بما هو مدون أمامه
"حسناً، عد إلى غرفتك و ادرس جيداً"
رفع عينيه نحو كيونغسو ثم أكمل بتحذير
"أتمنى أن لا أرى أي انخفاض بتقديرك لأنني لن أتهاون معك حينها أو مع المتسبب في ذلك"
ارتجفت شفتي كيونغسو تنذران بالبكاء فضمهما سريعاً و همهم إلى والده حين فهم أن حديثه يشمل ييشينغ
زفر بعمق ما إن أشار له والده بالمُغادرة ليصعد إلى غرفته بخطوات واسعة
اقترب من مكتبه ليجلس على مقعده مرة أخرى و هز رأسه إلى الجانبين محاولاً التركيز لكن دون مقاومة ارتجفت يده اليمنى فأحاطها بكفه الأخرى سريعاً ثم أدار عينيه الدامعتين في محاولة فاشلة للسيطرة على بكائه
To be continued.....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top