18
Start
مظهر جيون الخارجي كان مختلفاً تماماً، كشيئ لم يتوقعوا رؤيته على أي منهم لا سيّما جيون
شعرها الطويل الذي يصل إلى مؤخرتها تقريباً لم يعد موجوداً بل بالكاد يصل إلى عُنقها الآن، به تموجات بسيطة
و لونه الأسود اللامع اختفى فبات لونه وردياً هادئاً
اقترب منها جونغداي بملامح مُجّعده تُنذر بالبكاء فقضمت شفتيها بخجل
" أنا حقاً آسف جيون"
التفت إلى والدته مُتذمراً
"لقد أخبرتك أن تتركيها هي لتختار"
"لم تعرف ماذا تختار؟"
صاحت تدافع عن نفسها فركضت هانييل نحو جيون بينما تنظر إليها بإنبهار
"ما بك ؟إنه رائع للغاية و يتناسب مع وجه جيون"
التفت جونغداي لينظر إلى جيون فأخفضت عينيها سريعاً
ذاك اللون الوردي جعل من بشرتها الشاحبة تتلون بدرجة وردية طفيفة تُشبه شعرها ،كما جعلها أكثر حيوية
جيون كانت رائعة
ارتفعت شفتيه بإبتسامة لكن سرعان ما محاها ليهتف
" إنها جميلة لكنني لم أتفق معها على هذا"
قلب شفتيه بعبوس فجيون قد لا تنظر في وجهه مُجدداً بعد ما فعلته والدته بها وبشعرها الطويل
"لقد أعجبها، ابتسمت بوسع هكذا حين رأت نفسها في المرآة"
ابتسمت والدته بوسع بينما تُقلّد تعابير وجه الأخرى حين رأت تصفيفة شعرها الجديدة فالتفت جونغداي ينظر إلى جيون بشكِ
"هذا أعجبكِ؟"
عضت شفتها السُفلى بإبتسامة بينما تقلب عينيها بخجل ثم همهمت فزفر جونغداي براحة
" ظننتكِ ستغضبين لأنني لم أذكر أمر الصبغة أو قص شعركِ إلى هذا الحد"
قهقه ليحك مؤخرة رأسه بإحراج
"لكنكِ تبدين جميلة للغاية...أعني شعركِ"
أشار إلى شعرها و يده كانت تتحرك في الهواء بخجل
"أريد هذا أنا أيضاً"
"لا يُمكنكِ هانييل، سنعود إلى المنزل نهاية الأسبوع "
اعترض جونميون بحاجبين معقودين فقضمت هانييل شفتيها لتخفض نظراتها عن توأمها
بلل جونغ إن شفته السُفلى وهو يتبادل النظرات بين هانييل العابسة و جونميون الذي بدا مُنزعجاً لرؤيتها حزينة فهتف بسخرية مزيفة
" لا تُفكري في الأمر، ستُصبحين أكثر قُبحاً فقط "
رفعت هانييل عينيها نحوه فرفع حاجبيه بينما يبتسم بجانبية
"على الأقل ليس كوجهك فلا يمكن أن يُصبح أكثر قُبحاً مما هو عليه أيها القروي البغيض"
"تقول قروي مُجدداً"
قلب جونغ إن عينيه وهو يُقهقه بلا فكاهة ثم سار نحوها بخطوات واسعة لتركض هاربة منه فتجاهلهم الآخرين ليعود كل منهم إلى مكانه في حين التفت جونغداي لينظر إلى جيون
" هذا يُعجبكِ حقاً؟ "
" هل يبدو بشعاً؟ "
همست بخجل فهمهم بالنفي و رفع يده نحو شعرها ليُحرك خصلاتها بسبابته بعيداً عن جبينها في حركات لطيفة
"تبدين كجنية حقيقية الآن"
تمتم بإبتسامة فقهقهت بخجل بينما والدته عانقت ذراع بيكهيون بقوة و هي تبتسم بوسع
______________
شعر جيون الوردي تجمع حوله الأطفال في فترة الإستراحة بالمدرسة بينما يلمسونه بإعجاب كما كانت تفعل هانييل
و حولهم تجمع الطلاب الأكبر سناً من بينهم طلاب الصف الأخير من المدرسة الثانوية
ابتسم جونغداي و هو يرى قهقهات خافتة تصدر من جيون بسبب شعورها بالدغدغة كلما لمسها أحد الأطفال بأنامله الصغيرة و ربما لم ينتبه إلى الصخب من حوله حيث جونغ إن الذي يُزعج هانييل
الأطفال المُنبهرين، و سيهون ومينسوك اللذان يتحدثان في أمر ما
في طريق عودتهم إلى المنازل كانوا جميعاً يسيرون سوياً بينما يضحكون أثناء لعبهم للعبة الغناء المُتتابع
حين اقتربوا من مطعم السيدة بارك خرج مجموعة من الرجال بملابس سوداء فتوقفوا جميعاً و تلاشت ابتساماتهم بإستغراب
ثم من بين أولئك الرجال خرج مين جونغ فابتلعت جيون ريقها بصعوبة في حين التفت إليها كُلاً من كيونغسو و جونغداي
"عزيزتي"
ابتسم و اقترب منها فأمسك جونغداي بكفها بقوة كي تطمئن
" ااه هذا..."
تمتم مين جونغ ليُمسك بطرف شعرها ثم قهقه بزيفٍ ليترك شعرها
" أمي تنتظركِ بالمنزل لذا هيا بنا"
أمسك بيدها فلاحظ حينها أن جونغداي يُمسك بكفها الأخرى
رفع عينيه نحو جونغداي ثم جذب جيون ببعض القوة لتنفلت يدها من خاصة جونغداي
" حفل عيد مولدها غداً لذا يجب أن تعود إلى المنزل"
"لدينا مدرسة غداً ولا يُمكنها التغيب "
نبس كيونغسو بجدية و تقدم ليقف أمام مين جونغ ثم أمسك بمرفق جيون و جذبها نحوه حتى وقفت بجانبه
" يُمكنك أن تكتفي بتهنئتها و لتؤجل هذا الحفل إلى نهاية العام، لدينا الكثير من الأنشطة و لا يجب أن تتغيب عنها جيون"
رفع كيونغسو حاجبيه نهاية حديثه فرمقه الآخر بنظرات فارغة قبل أن يومئ
أشار مين جونغ إلى رجاله فاقتربوا من كيونغسو ليدفعه أحدهم و أمسك آخر بذراع جيون بينما يجرّها معه إلى مخرج القرية فسارت معه في هدوء
" ما هذه التصرفات الوقحة ؟ على الأقل احترم أنك في قريتنا"
هتف جونغ إن بإنفعال و اقترب منه ينوي لكمه فوقف جونميون بوجهه و أمسك به محاولاً منعه
قلب مين جونغ عينيه ليُغادر ،و في طريقه إلى الخارج لم يلمح تلك القدم التي امتدت في طريقه فتعثر بها و كاد يقع لولا أن رجلين من رجاله قد أمسكا بذراعيه سريعاً
استقام مين جونغ بوقفته و التفت نحو الطلاب ينظر إليهم بحدة باحثاً عن الفاعل فعقد سيهون كفيه خلف ظهره ببراءة مُزيفة بينما ينظر بعيداً عنهم
التفت مين جونغ مرة أخرى مع رجاله ليُغادروا القرية
انتفض جسد جيون حين صعد إلى السيارة ليجلس مُقابلاً لها فابتسم بوسع حين لاحظ ذلك ثم أمال نحوها
" كيف حالكِ أختي العزيزة ؟"
قهقه فانعقد حاجبي جيون بخفة و شعرت حينها بحرقة تتسلل إلى جفنيها لكنها بصعوبة تمالكت نفسها كي لا تبكي أمامه
جونميون ابتعد عن جونغ إن ليزفر الأخير ثم تخصّر بغضب
"هذا الوقح، لولا أنه أخ جيون للقنته درساً قاسياً"
"ليس أخيها"
التفت نحو هانييل فوضّحت
" ابن زوجة والدها وليس شقيقها"
ضاقت عقدة حاجبيه و التفت لينظر إلى الطريق الذي غادروا منه فأخفض كيونغسو رأسه بضيق في حين ضم جونغداي قبضتيه بعدم راحة
في المساء كانوا جميعاً بمطعم السيدة بارك ، و على غير العادة كان المطعم هادئاً
لم يُركّز أي منهم بدراسته فجميعهم كانوا شاردين
" أنا حقاً غاضب"
ضرب جونغ إن الطاولة بقبضته بإنفعال ثم استقام من مكانه لينظر إليهم
"لقد أتى إلى هنا مع حُراس فهل يظننا عصابة أم ماذا ؟"
"اهدأ"
جذبه تشانيول كي يجلس في مكانه ثم تنهد بعمق
" لم تبدو جيون سعيدة برؤيته أم أنني فقط من لاحظت ذلك ؟"
التفت تشانيول ينظر إليهم جميعاً حتى توقفت نظراته حيث كيونغسو
" لقد رفضت ذهابها بكذبة واضحة لنا جميعاً...هل تعرف شيئاً؟ "
رفع كيونغسو عينيه نحو تشانيول لينظر إليه قليلاً ثم التفت لينظر بعيداً عنه
" ماذا يحدث هنا ؟"
استداروا جميعاً نحو الباب حين دخل ييشينغ مع كاثرين فسأل مرة أخرى
" هل أتى أحد بشأن شراء القرية مرة أخرى؟ كانت السيدة يو تتحدث عن رجال ببذلات سوداء أتوا إلى هنا؟ "
____________
"لمَ لمْ يُخبرني أحد؟ كيف سمحتم لها بالرحيل ؟"
صاح ييشينغ بإنفعال فاجأهم إلا أن كيونغسو و جونغداي كانا يفهمان نوعاً ما عن ما يُغضبه إلى هذا الحد
" كيونغسو حاول منعهم لكن أولئك الحراس تدخلوا حتى أنهم دفعوا كيونغسو و سحبوا جيون معهم "
تكتف جونغ إن مُنزعجاً لتذكره هذا الأمر فزفر ييشينغ ثم تخصّر بإحدى كفيه بينما كفه الأخرى مسّدت جبينه بضيق
" ماذا عن جيون ؟"
" لم تقل شيئاً، لقد غادرت معهم بهدوء"
سويون أجابته بتردد فالتفت ينظر بعيداً عنهم بحاجبين معقودين فبعد كل شيئ لا حق له بمنع مين جونغ من اصطحابها معه
"كنت أُفكر.."
نبس كيونغسو بتفكير لينظروا إليه فرفع عينيه نحوهم إلى أن تلاقت نظراته مع ييشينغ
" لم لا نحضر الحفل؟ أعني لأن جيون قد تكون متوترة فوالدها ليس معها و هذا النوع من الحفلات يكون رسمياً للغاية خاصةً وأنها لا تمتلك أصدقاء"
برر سريعاً فحرك ييشينغ رأسه إلى الجانب قليلاً بينما يحاول فهم ما يقوم به الآخر
"قد يضربنا حراسه حقاً هذه المرة"
هزت سويون رأسها إلى الجانبين رافضة هذه الفكرة فهمهم كيونغسو
" لن يصل الأمر إلى هذا الحد فهم لن يضربوا مجموعة من المراهقين أمام العديد من الأشخاص"
"حتى و إن فعلوا فلا يهم، جيون ستكون سعيدة برؤيتنا و هذا أهم شيء في يوم كهذا "
جونغ إن هتف ثم رفع يده
"أوافق على ذلك"
"أنا أيضاً موافق و لا يهم ما سيحدث"
رفع سيهون هو الآخر يده يوافق ففعل جونغداي المثل
أسرعت تشانسوك نحو تشانيول و أمسكت بذراعه لترفعها
" تشانيول أيضاً سيذهب "
التفت تشانيول ينظر إليها فابتسمت في وجهه ليتنهد بإستسلام
" إلى أين ستذهبون؟ لا يُمكنكم التغيب عن المدرسة غداً و إذا ذهبتم بعد المدرسة فسيكون هذا مُرهقاً بالنسبة إليكم"
ييشينغ اعترض فأجابه مينسوك
" يُمكننا النوم في الحافلة، في جميع الأحوال نحن دائماً نذهب بهذا الوقت إلى المدينة فلن يكون هناك أي فارق "
" سيكون الحفل ذات معنى إذا حضره أشخاص تعرفهم جيون ،و أظن أننا أكثر من تعرفهم حالياً"
بيكهيون تحدث بعدم ثقة فأومأ كيونغسو و جونغداي سريعاً
" أنا أيضاً أتفق معهم "
جونميون وافقهم لينظروا جميعاً نحو ييشينغ فتنهد بعمق
" ماذا عن تدريبكم ؟"
" يمكنكم تعويض هذا "
وجّهت كاثرين حديثها إلى الطلاب فالتفت إليها ييشينغ يرمقها بتأنيب
" حسناً"
تنهد بإستسلام
" لكن بالطبع سأذهب معكم إلى المدينة"
وافقوا سريعاً ليزم شفتيه و التفت مُجدداً نحو كاثرين التي ابتسمت في وجهه ببراءة زائفة
_______________
خرج ييشينغ من الحافلة بحاجبين معقودين فكان لايزال غير راضٍ تماماً عن هذا الأمر
قد يكون قلقاً بشأن جيون لكن ماذا عن الآخرين؟
هذا الحفل سيضم الكثير من الأشخاص المهمين في عالم الأعمال أي أنه سيكون من السهل أن يعرف والد كيونغسو عن حضور ابنه للحفل
والدي جونميون وهانييل قد يكونا من ضيوف الحفل حتى
و هناك جد بيكهيون الذي إذا اكتشف الأمر فستكون كارثة
زفر بضيق لرؤيته حماس الطلاب بينما يتحدثون حول ما سيفعلونه إذا رفضت عائلة جيون إدخالهم إلى الحفل
ذاك الحماس و الطاقة جعلاه يلتزم الصمت فليتركهم ليفعلوا ما يُريدون
" ستأتي مُصففة الشعر لتُزيل هذا اللون السخيف"
جيون رفعت عينيها نحو مين جونغ الذي اقتحم غرفتها بينما يتحدث بسخرية ثم أخفضت عينيها عنه بينما تتجاهله
" لحسن حظك أن هناك حفل و إلا لجعلتكِ أمي تندمين على ما فعلته بشعركِ"
تنهدت بعمق لترفع عينيها إليه مرة أخرى
" للتو صبغته، قد يتسبب هذا بالضرر إلى شعري إن حاولت إعادته إلى لونه الطبيعي"
نبست بهدوء إلا أن ارتجاف كلماتها لم يخفى عنه فابتسم برضى و اقترب منها لينحني إلى مستواها
همهم يدّعي التفكير ثم أمسك بذقنها و أخذ يُحرك وجهها يميناً و يساراً بينما يتفحصه
" يبدو سخيفاً، هل تعتقدين نفسكِ راقصة كما أولئك المشاهير الأغبياء "
ابتسم بجانبية و اقترب منها أكثر فحرّكت عينيها معه
" من الجيد أن والدكِ مات فلم يكن ليرغب برؤية هذا العار"
انقبض قلب جيون لتضم كفيها ،و تلك الردود الكثيرة برأسها لم تتفوه بأي منها و التزمت الصمت
الصمت كان دائماً الحل الأفضل لإختصار أحاديثه اللاذعة والتي لا معنى لها
خرج من الغرفة ليصفع الباب خلفه فانتفض جسدها مع صوت الباب ثم تلفتت تنظر حول نفسها
قهقهت حين تذكرت صراخ جونغداي على والدته لأنها عبثت بشعرها
ردة فعل هانييل المعجبة و أولئك الأطفال الصغار الذين شبّهوا شعرها بالحلوى القطنية
الجميع كان مُعجباً بها
لذا والدها كان سيفعل...مين جونغ فقط يريد جرحها
سحبت جيون نفساً عميقاً لتُغلق عينيها ثم عادت برأسها إلى الخلف كي تستلقي براحة
هناك الكثير من الذكريات السعيدة التي حصلت عليها مؤخراً، يُمكنها استرجاعها و تجاهل ما يحدث الآن
و كأنه لا يوجد مين جونغ أو زوجة أبيها
كانت تنظر إلى نفسها في المرآة، هذا الفستان الأسود الذي ترتديه و شعرها الذي عاد لونه مُجدداً كذلك
بدت كئيبة كما تُريدها زوجة أبيها أن تظهر للعلن
" هل يُمكنني اختيار تصفيفة شعر أخرى ؟"
تساءلت بهدوء لكن مُصففة الشعر تجاهلتها حين تركت لها شعرها الأسود القصير مُنسدلاً و وضعت بمنتصفه طوقاً رقيقاً أسود اللون
تنهدت بعمق حين انتهت مصففة الشعر ثم غادرت مع مُساعدتها لتنظر جيون إلى نفسها عبر المرآة
"تبدين كجنية حقيقية الآن"
قهقهت بخفوت لتُعيد شعرها خلف أذنها حين تذكرت ما قاله جونغداي
__________________
"لا تتأخروا، احذروا المشاكل مع عائلة جيون و بمجرد أن تصلوا هناك فلتُخبروني بذلك"
ييشينغ أملى تعليماته عليهم بجدية ليومئوا مع كل كلمة كان يتفوه بها حتى انتهي فخرجوا بعدها سريعاً بينما يركضون بحماس
"لا تقلق"
لاطفت كاثرين وجنته بإبتسامة واسعة ليتنهد
"لا يُمكنني أن لا أفعل "
همس بضيق فأحاطت كاثرين وجنتيه
" لن يقع أمراً سيئاً، إنه مجرد حفل و كما رأيت لقد كانوا سعداء بالرغم من معرفتهم أن الأمر قد لا يكون كما خططوا له فلماذا تقلق أنت؟"
"لا يتعلق هذا بما ستفعله عائلة جيون فقط و إنما بعائلات الآخرين..."
"عائلات الآخرين أم عائلة كيونغسو؟"
قاطعته بهدوء فزم شفتيه في خط مستقيم قبل أن يُهمهم
" الجميع، لكن والد كيونغسو قاسٍ للغاية و لا أريده أن يتورط معه "
" كيونغسو كان مُتحمساً للذهاب معهم كما أنه من اقترح هذه الفكرة لا أعرف إن فكر في أمر والده أم لا لكن على الأقل هو يفعل شيئاً يُريده فيجب أن تكون فخوراً به...أليس هذا ما أردته أنت؟"
عقد حاجبيه بتفكير ثم تنهد ليهز رأسه إلى الجانبين
" لا أعرف "
" لكنني أعرف "
أمسكت بذراعه لتجذبه معها نحو الأريكة كي يجلس ثم تخصّرت بينما تقف أمامه
" ستتوقف عن تفكيرك المبالغ و تتوقف عن التفكير في الآخرين و تهتم قليلاً بحبيبتك لأنني بدأت أغار من كيونغسو"
لانت ملامحه تدريجياً لتنفلت منه قهقهة خافتة فقلبت عينيها بملل ثم سارت نحو المطبخ لتُعد لهما كوبين من القهوة ثم عادت إلى غرفة المعيشة و جلست بجانبه
" ابحث عن فيلم نُشاهده معاً "
همهم و جذب جهاز التحكم كي يبحث عن فيلم كي يُشاهداه بينما هي كانت تنظر إليه من الجانب بإبتسامة
بعد أن وجد فيلماً مُناسباً ترك جهاز التحكم جانباً ثم أمسك بكوب القهوة منها ليبتسم بإستغراب حين لاحظ نظراتها نحوه
"ماذا؟"
ضمت شفتيها بينما تهز رأسها إلى الجانبين ثم رفعت ذراعه ووضعتها حول كتفها لتميل برأسها على كتفه
_______________
"جيون تعيش بهذا المكان؟"
تشانيول سأل بفاهٍ فاغر، سيهون كان عاجزاً عن الحديث و جونغ إن تساءل بصدمة هو الآخر
"هي ثرية إلى هذا الحد؟ "
" والد جيون امتلك شركات لها فروع حول العالم...إنها مشهورة فكيف لا تعرفون ذلك؟"
رفع مينسوك حاجبيه بإستغراب لينظروا إليه
" لأننا لا نهتم لذلك لكن مازال هذا صادماً"
جونغداي أجابه بهدوء ليُعيد نظراته إلى تلك البوابة الضخمة أمامهم حيث سيارات فخمة تدخل إلى هناك من حين إلى آخر
" أنتم هناك! "
حركوا أعينهم نحو ذاك الحارس الذي اقترب منهم بينما يقطب حاجبيه
"ابتعدوا عن هنا"
"لقد أتينا لحضور الحفل "
أشارت سويون نحو البوابة بيدها فاعترض الحارس طريقها لترفع رأسها نحوه و بتوتر ابتلعت ريقها
" نـ نحن أصدقاء جيون"
بتلعثم بررت فاقترب كيونغسو ليقف أمامها يملأ الفراغ بينها و بين ذاك الحارس ضخم البنية
" أخبر الآنسة جيون أن أصدقائها هنا "
" لديك دعوة ؟"
تساءل الحارس بجدية ليهز كيونغسو رأسه إلى الجانبين ينفي ذلك
"إذاً الدخول ممنوع"
"من يحق له رفض دخولنا هي جيون فقط لذا لا..."
هتفت هانييل بإنزعاج فجذبها جونميون من مرفقها كي تلتزم الصمت و بإبتسامة مزيفة التفت إلى ذلك الحارس قائلاً
" عُذراً أردنا أن نُفاجئ جيون لذا هل يُمكنك أن.."
"لا يُمكنني لذا غادروا بينما أتحدث بلطف "
قاطعه لينعقد حاجبي الآخرين مُنزعجين منه
" ألا تملك رقم هاتفها ؟"
هتف جونغ إن ساخراً لينظر إليه ذاك الحارس
" اتصل بها بينما نحن هنا و إذا طلبت منا الرحيل فسنفعل "
رفع كتفيه بلا مُبالاة نهاية حديثه
" نتلقى الأوامر فقط من السيدة و السيد مين جونغ و كلاهما كان واضحاً بتعليماته"
أشار إلى الحراس ليقتربوا فدفع كيونغسو سويون كي تختبئ خلفه بينما تقدم جونميون و جونغداي ليقفا بجانبه
" لا مشكلة ،أخبر السيدة أن أصدقاء الآنسة جيون هنا...سنرحل إن رفضت دخولنا فنحن لا نريد أي مشاكل "
جونغداي تحدث بهدوء و ابتسم نهاية حديثه ليتبادل النظرات مع الرجل أمامه
" صدقني لن نفتعل المشاكل إن رُفض دخولنا و سنرحل بهدوء"
رفع جونغداي حاجبيه يؤكد حديثه و لم يبدو بأن الرجل أمامه سيوافق على ذلك لولا تدخل رجل آخر يبدو ذو مكانة أعلى منه
" ما الذي يحدث هنا هيونسوك ؟"
التفت نحوه الحراس لينظر إليه الطُلاب كذلك فتخطاهم جونغداي و اقترب منه
" عُذراً سيدي ،نحن أصدقاء جيون و أتينا إلى الحفل دون دعوة لكن...هل يُمكنك أن تخبرها بأن أصدقائها هنا؟ "
" أنتم أصدقاء الآنسة جيون ؟"
سأله بإستغراب فأومأ جونغداي ليقترب مينسوك سريعاً و وقف بجواره
" لسنا بحاجة إلى الدخول ،فقط أخبر جيون أن أصدقائها أتوا لأجلها "
ابتسم الآخر ليومئ إليه
" لن أرفض دخولكم لكن يجب أن أخبر الآنسة أولاً فهذه القوانين "
" لا مشكلة "
ابتسم جونميون بوسع فأومأ إليهم ثم أشار إلى هيونسوك
"أخبر الآنسة جيون أن أصدقائها هنا "
" لكن السيد مين جونغ... "
اعترض فأوقفه الآخر
" أنا رئيسك لذا تتلقى أوامرك مني و التي أتلقاها من الآنسة جيون فقط "
قاطعه بحدة ليومئ هيونسوك ثم انحنى إليه قبل دخوله فابتسم أكبرهم و التفت ليُقابل الطُلاب
" إلى حين عودته ما رأيكم أن نتعرف أيها الصغار ؟أنا هيون بين كبير الحراس هنا"
ابتسم الطلاب إليه ليُعرّفوا عن أنفسهم بينما هيونسوك دخل إلى الحفل بتوتر ليقف أمام الباب ثم حرك عينيه في الأرجاء باحثاً عن جيون
و لسوء حظه كانت تقف مع مين جونغ و مجموعة من رجال الأعمال فابتلع ريقه قبل أن يخطو نحوهم
" ما الأمر هيونسوك؟ "
مين جونغ التفت إليه بحاجبين معقودين حين وقف بينه و بين جيون التي كانت تعبث بأناملها بينما تخفض رأسها دون مبالاة لما يدور من حولها
و المدعو هيونسوك حينها تبادل النظرات بينها و بين مين جونغ بتوتر لا يعرف من يجب عليه أن يُخبره بذلك
" اا...السيد هيون بين طلب مني إخبار الآنسة جيون أن..."
ضاقت عقدة حاجبي مين جونغ لينظر إلى جيون فرفعت رأسها و بإستغراب تبادلت النظرات بينهما
"أصدقائها في الخارج"
همهمت جيون بعدم فهم لتخفض نظراتها عنهما بإستغراب فأي أصدقاء تمتلك ليأتوا إلى هنا؟!
تدريجياً استوعبت الأمر لتتسع عينيها ثم رفعتهما نحوهما مرة أخرى
" لا تسمح بدخولهم إن لم تكن معهم دعـ..."
ركضت جيون مقاطعة بذلك حديثه فزفر بحدة قبل أن يلحق بها بخطوات واسعة نحو الخارج مما جذب الانتباه نحوهما لكنها لم تُبالي
جيون كانت مُدركة أن تصرفها هذا لن يصب لصالحها البتة لكنها لم تهتم سوى للتأكد من هوية هؤلاء الأصدقاء
خرجت من البوابة لتبتسم بوسع حين رؤيتهم يقفون مع كبير الحراس ثم هتفت
" لقد أتيتم!"
أطلوا برؤوسهم من خلف السيد هيون بين كما التفت هو الآخر نحوها فابتسم حين رؤيتها سعيدة ثم أشار إليها
" كان يجب أن تقومي بدعوتهم"
رفعت جيون عينيها نحوه ثم أخفضت نظراتها نحو أصدقائها مرة أخرى و من بين أنفاسها قهقهت ليقتربوا منها
"أين ذهب شعركِ الوردي ؟"
عبست هانييل فجعّدت جيون أنفها بإحراج ثم مررت كفها على شعرها
" لم يكن مناسباً لهذا الحفل"
بررت كاذبة فتنهدت هانييل بإحباط في حين قضم جونغداي شفته السُفلى بضيق
مررت جيون عينيها عليهم بإبتسامة واسعة لم تتمكن من إخفائها أو السيطرة عليها ،و بالكاد كانت تلتقط أنفاسها بسبب نبض قلبها المُتسارع لكن تلك الإبتسامة تلاشت حين أحاطت كتفها ذراعاً قاسية و رائحة تكرهها قد تسللت إلى أنفها
التفتت لتنظر إلى مين جونغ في حين قهقه هو ساخراً
"كنت أفكر من أين ظهر أصدقاء لأختي لكن ها هم...يُمنع الدخول دون دعوة لكن..."
همهم بتفكير و هو يُمرر عينيه عليهم حتى تلاقت نظراته مع سيهون فابتسم بجانبية
" يُمكنكم الدخول"
تحرك جانباً- فتحركت معه جيون بتلقائية بسبب ذراعه التي تُحيطها- سامحاً لهم بالدخول ثم أبعد ذراعه عن كتفها فسارت معهم نحو الداخل
وضع مين جونغ كفيه بجيوب بنطاله بينما يلحق بهم ليعترض طريق سيهون ثم ابتسم بزيف حين وقف أمامه الأصغر
" كان أنت "
قهقه بسخرية ليرمقه سيهون لبضعة لحظات دون ردة فعل تُذكر إلا أنه فهم أن الآخر يُشير إلى الشخص الذي عركل خطواته حين كان في القرية
همهم سيهون بإيماءة بسيطة فقهقه الآخر بصخب ثم وضع كفه على كتف سيهون و ضغط عليه بخشونة
"يا لك من فتى شجاع لتعترف بذلك ،أعجبتني"
تنهد سيهون ثم تحرك ينوي الإبتعاد عنه لكن مين جونغ اعترض طريقه مرة أخرى
" لكن أليس من الغباء أن تعبث مع من هم أعلى شأناً منك؟"
" و من وضع قائمة الأعلى و الأقل شأناً هذه؟ والدتك؟"
رفع سيهون حاجبيه ببرود فضم الآخر شفتيه ليضرب جانب وجنته من الداخل بلسانه
"ستنـ..."
"لا تحاول تهديدي فأنا لا أخشى شيئاً و ليس لدي ما أخسره"
قاطعه سيهون بجدية ثم اقترب منه خطوة ليُحرك الآخر عينيه معه
" لكنك تمتلك الكثير لتخسره لذا لا تعبث مع أصدقائي مُجدداً"
نكز صدر مين جونغ بسبابته ثم ابتسم بزيف و تخطاه ليلحق بالآخرين و ما إن وصل إلى جونغ إن حتى أحاط ذراعه بقوة
" ماذا يُريد ؟"
التفت جونغ إن يسترق النظر نحو مين جونغ بحاجبين معقودين فقهقه سيهون بإرتجاف
" يتفوه بالهراء لكنني كنت قوياً أمامه "
" و لماذا ترتجف ؟"
ارتفع حاجبي جونغ إن بإستغراب فقهقه سيهون و مازال الارتجاف واضحاً بنبرته
"لأنني كنت أدّعي القوة"
ضحك جونغ إن ليجذب الآخر معه بينما ينضمون إلى البقية حيث وقفوا حول إحدى الطاولات مع جيون التي تتفحصهم بعينيها بحذر كأنها تتأكد من وجودهم معها
" هذا الشعر..."
همهمت و التفتت نحو جونغداي المجاور لها فابتسم ليُكمل بهمس خافت
"مازال لطيفاً، إنه يُناسبكِ "
قضمت شفتيها بإبتسامة خجولة لتومئ إليه ثم أشاحت بنظراتها إلى الجانب الآخر بينما مين جونغ وقف بعيداً عنهم مع والدته التي تتحدث مع بعض النساء
"من هؤلاء؟ "
والدته سألته بنبرة خافتة فرفع كتفيه بينما عينيه لا تبتعدان عن تلك الطاولة حيث الأصغر سناً يقفون سوياً
" أصدقائها"
"و منذ متى تمتلك أصدقاء؟"
"لا أعرف ،لكن دو كيونغسو معهم أيضاً و تلك الفتاة أظنني رأيتها بإحدى الحفلات من قبل"
أشار بحاجبيه حيث تقف هانييل يقصدها بحديثه فالتفتت لتنظر نحوهم ثم ارتشفت القليل من الكأس الذي تحمله
" كيف سمحت لهم بالدخول؟ ألم ترى ثيابهم؟"
" هيون بين كان متواجداً، أيضاً بسببها لاحظ بعض المدعوين ما يحدث لذا لم أرغب بطردهم فقد يرى أحداً ذلك "
همهمت لتومئ بحركة بسيطة ثم أشاحت بنظراتها بعيداً عنهم و التفتت إلى مين جونغ
"ابحث عن وسيلة لإبعادهم عنها، يجب أن تبقى وحيدة "
أومأ بإبتسامة جانبية لينظر نحوهم مرة أخرى
بينما حيث تلك الطاولة كان الأصغر سناً يثرثرون في أمور عشوائية
سيهون، تشانيول، بيكهيون ،جونغ إن ،جونميون و كذلك مينسوك يتحدثون سوياً، بينما سويون و كيونغسو يتحدثان مع هانييل
جيون اكتفت بمراقبتهم بإبتسامة بسيطة تعلو شفتيها في حين جونغداي كان يُراقبها من الجانب
فهل علاقتها سيئة معهم لتلك الدرجة؟ جيون لم ترفض العودة إلى منزلها فقط بل جسدها ينتفض بتلقائية بمجرد أن يقترب منها مين جونغ
أخفض جونغداي نظراته إلى يدها و بتردد مد يده نحوها إلى أن أحاط كفها بخاصته فأخفضت هي الأخرى نظراتها سريعاً تنظر إلى تعانق يديهما ثم رفعت نظراتها نحوه
ابتسم جونغداي بدفء لترتفع طرف شفتيها بإبتسامة بسيطة بينما يتبادلان النظرات
" الحفل لا يبدو كحفل مراهقة أتمت الثامنة عشر"
همست سويون و هي تُمرر عينيها على الطاولات فلا يوجد أي مراهقين عداهم أما البقية فكانوا كباراً في العمر أو شباباً ببذلات رسمية يتحدثون حول العمل فقط
" هكذا تبدو الحفلات دائماً، إنها حفلات لتوثيق العلاقات العملية أياً كان سبب الحفل "
كيونغسو نبس بهدوء فالتفتت لتنظر إليه
" هل تقيمون هذا النوع من الحفلات أيضاً؟"
همهم بإيماءة بسيطة فقلبت سويون شفتيها بينما تنظر إليه
"ماذا؟"
رفع حاجبيه بتساؤل فضمت شفتيها لتهز رأسها إلى الجانبين ثم التفتت لتنظر أمامها
" فيم تُفكرين؟ "
اتكأ بكفه على الطاولة أمامه بينما يميل بجذعه نحوها فحرّكت عينيها نحوه
" لا أريد أن أُزعجك و لكن...أليس قاسياً أن تُقحم المراهقين في أمور الكبار؟ يجب أن يعيش كل شخص عمره الحقيقي فلماذا يجب أن تُفسد مُناسبات لن تتكرر من أجل أعمال يمكنك مناقشتها في أي وقت آخر؟!"
هزت رأسها إلى الجانبين بخفة نهاية حديثها، و كيونغسو حينها لم يجد رداً مُناسباً فاكتفى بتبادل النظرات معها حتى ارتبكت من نظراته تلك فرمشت بضعة مرات و أشاحت بعينيها بعيداً عنه
" آسفة ،لم أقصد إزعاجك "
" لا "
همس ليتنهد بعمق
" أنتِ مُحقة لكن لا أحد سيفهم ذلك"
عضت سويون باطن شفتها السُفلى بينما تُراقب كيونغسو حين لاحظت انه انزعج من حديثها فاقتربت منه قليلاً ليخفض نظراته نحوها
" هل ترتدي البذلات الرسمية أيضاً ؟لا يُمكنني تخيلك ترتدي واحدة "
قهقهت بصوتٍ مكتوم فأمال كيونغسو برأسه بتساؤل
" و هذا أمر سيئ أم جيد؟"
همهمت و هي تقلب عينيها بتفكير ثم ضحكت
" لست واثقة ،ربما أُقيّم ذلك بعد رؤيتك ترتدي بذلة رسمية"
رفعت كتفيها نهاية حديثها ثم التفتت تنظر بعيداً عنه إلا أن عينيه لم تبتعدا عنها و ابتسامة تكاد تُلاحظ علت شفتيه
"جيون"
توجّهت الأنظار نحو الصوت الأنثوي الذي اقترب من طاولتهم مع شاب أشقر لا يبدو بعمرهم فجذبت جيون كفها من خاصة جونغداي سريعاً و التفتت تُقابل زوجة والدها بأعين ارتجفت مُقلتيها بإرتباك
" توماس... الابن الوحيد للسيد و السيدة مين"
انعقد حاجبي كيونغسو حين انحنى ذاك الأشقر بعدما أمسك بكف جيون ليُقبّلها بنُبل
"تشرفت بلقائكِ جيون"
بلكنة كورية ركيكة تحدث فدفعتها زوجة أبيها بخفة كي تقترب من توماس
" تحدثا بينما ترقصان سوياً"
"ااه بالطبع"
قهقه توماس و حرّك عينيه نحو جيون يطلب موافقتها فتلقت دفعة أخرى من زوجة أبيها جعلت من حاجبي جونغداي ينعقدان بشدة
" إنها خجولة بعض الشيئ "
ابتسمت بزيف فأومأ توماس بتفهم بينما يجذب جيون معه إلى منتصف القاعة ثم أحاط خصرها بذراع و كفه الأخرى كانت تُمسك بخاصتها
زفرت جيون بإرتجاف بينما توقفت عن الرمش بعينيها كي لا تسقط منها دمعة دون قصد منها، و رأسها حينها تشوش بالأفكار
ربما تكون خطة جديدة لإستغلالها
و جيون لم تكن مستعدة لهذا النوع من الحيل
"ااه.."
زوجة أبيها ادّعت مُلاحظتها لأصدقاء جيون للتو ثم التفتت لتُقابلهم
" تناولوا شيئاً قبل الرحيل"
ابتسمت في وجههم بزيف ثم غادرت الطاولة فتبادلوا النظرات ليُعلّق بيكهيون
" لقد طُردنا"
" و كأنك لم تسمع شيئاً"
أمسك تشانيول برأسه يُديره نحو منتصف القاعة حيث تتراقص جيون مع ذاك الأشقر ليتجاهلوا حقيقة أنهم طُردوا للتو
" سأُغادر "
أمال جونغداي نحو كيونغسو يهمس بجدية و حين التفت إليه كيونغسو كان الآخر قد ابتعد عنه بالفعل
رسمت جيون ابتسامة مزيفة على شفتيها بينما تدّعي انصاتها لما يقوله توماس إلا أنها لم تكن كذلك
جسدها كان بارداً من الداخل و أنفاسها كانت ثقيلة كذلك
حين انتهت الرقصة ابتعدت عنه لتعود إلى مكانها بخطوات واسعة ثم اتكأت بكفيها على الطاولة بينما تلتقط أنفاسها بوتيرة سريعة فاقتربت منها سويون من جانب و هانييل من الجانب الآخر
" أنتِ بخير؟"
رفعت جيون عينيها اللامعتين لتنظر إلى سويون ثم مررت عينيها على الجميع فلمحت القلق يعلو نظراتهم إلا أن هناك فرداً كان مفقوداً
" أين...جونغداي ؟"
ابتلعت غُصتها بمنتصف حديثها فحرّكوا أعينهم باحثين عنه بإستغراب
" قال أنه سيُغادر"
كيونغسو قالها بحذر و هو ينظر إلى جيون فعبست شفتيها لتومئ
" أعتقد أننا يجب أن نُغادر أيضاً"
أكمل كيونغسو لينظروا إليه فهزت سويون رأسها إلى الجانبين
" جيون لا تبدو بخير لذا سنبقى إلى أن..."
"لا بأس، سأصعد إلى غُرفتي"
ربتت جيون على يد سويون ثم ابتسمت لترفع عينيها نحوهم
" شكراً لكم"
التفتت بعدها لتسير نحو السلالم التي تؤدي إلى الدور العلوي حيث غُرفتها فلاحقتها أعينهم بقلق
" دعونا نُغادر"
كيونغسو أشار إليهم بيده لينظروا نحوه
" لا أشعر بالراحة حول ترك جيون هنا وحدها"
همس سيهون بصدق و بدا أن الآخرين يوافقونه
"لا تقلق ،ستكون بخير"
ابتسم كيونغسو ليضع كفيه بجيوب بنطاله ثم التفت ليُغادر أولاً و بعد لحظات لحق به الآخرين بتردد بينما يلتفتون بين الخطوة و الأخرى نحو السلالم التي صعدتها جيون حتى غادروا المكان
لوّح إليهم السيد هيون بين لتوديعهم بإبتسامة واسعة فبادلوه بمثلها و تنهدوا بعد أن ابتعدوا عنه
صعدوا إلى الحافلة ليجلس كل منهم في مقعد عشوائي بينما سيهون و جونميون وقفا حيث لم يجدا مكاناً لهما
" هذا مُزعج"
هسهس سيهون بحنق و زفر ليقلب عينيه نحو جونميون
"متى ستعود جيون إلى القرية؟"
رفع جونميون كتفيه بعدم معرفة ليتنهد سيهون مُجدداً
خرجوا من الحافلة ليسيروا بخطوات مُحبطة فاقتربت هانييل من توأمها لتحتضن ذراعه بعبوس بينما كيونغسو كان يسير في الخلف و لم يبدو مُحبطاً مثلهم
" لم تبتسم؟"
جفل لينظر إلى جانبه حيث سويون ثم قهقه بخفوت ليهز رأسه إلى الجانبين
" هل فقدت عقلك ؟"
تمتمت بينما تبتسم بإستغراب فهز رأسه إلى الجانبين مُجدداً
"ألست قلقاً بشأن جيون ؟"
همهم بتفكير قبل أن يهز رأسه فابتسمت سويون
" هلا تحدثت قبل أن أفقد صبري ؟"
رمشت بضعة مرات ببراءة مُزيفة فضحك كيونغسو
" أعتقد أن جونغداي معجب بجيون "
" أعتقد أن الجميع قد لاحظ ذلك"
رفعت حاجبيها بسخرية فهمهم كيونغسو
" لكن هذا لا يدعو إلى سعادتك في هكذا موقف"
"بلى"
أجابها ثم اعترض طريقها فتوقفت سويون لتنظر إليه بإستغراب حين أمال نحوها
" جونغداي لم يعد إلى المنزل، لذا لست قلقاً بشأن جيون "
To be continued....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top