17

Start

"شكراً لك كيونغسو"

تلك الجملة كانت كفيلة بتغيير يوم كيونغسو

تلك النظرة بعينيها التي لم تبدو ساخرة، تلك النظرة التي أكدت أن تصرف غير مُرتب من كيونغسو كان كافياً ليجعلها تشعر بالراحة ولو قليلاً

هل هذا شعور أن تكون شخصاً جيداً؟ ليس شخصاً جباناً و إنما شخصاً يحتاجه الآخرين

كيونغسو كان يتقلب يميناً و يساراً بصورة أزعجت جونغ إن و أفسدت نومه لكن حين التفت إليه ينوي توبيخه توقف و تراجع عن تلك الفكرة

ابتسامة كيونغسو و تلك القهقهات المكتومة جعلت جونغ إن يبتسم بخفة

ربما لم يكن ليفهم ما يشعر به كيونغسو الآن، لكن لأنه كان على معرفة بحياة الآخر كيف كانت وكيف هي علاقاته مع الآخرين فهو مُدرك أن كيونغسو سعيد الآن كما لم يكن أبداً طوال حياته

________________

" أولئك الحمقى، أقسم بمجرد أن تنتهي المسابقة سأجعلهم يندمون"

هسهس هيوجون ليضرب بكفه على الطاولة قاصداً المدرسة المشاركة معهم بالمسابقة فجفلت سوشيل بفزع بينما أفراد العائلة توتروا لرؤية غضبه

" اهدأ عزيزي، إن أردت يُمكنني إلغاء المسابقة بأكملها من أجلك"

نبست جدته بلطف لتضع كفها على خاصته ثم ربتت عليه فحركت سوشيل عينيها نحو يد جدتها تنظر إليها بشرود

" اقتربت امتحانات نصف العام..."

تحدثت سوشيل بتردد لترفع عينيها عن يديهما لتنظر إلى جدتها

" لا وقت لدينا للتدريب و لا الدراسة فهل... "

" لن تُلغى المسابقة"

قاطعها هيوجون بحدة فحرّكت عينيها نحوه

" سواء كان أولئك الحمقى قادرين على التدرب معنا أم لا فمازلنا سنفوز...لن أشعر بالراحة إن لم تقع مدرسة يونغبوك"

"يُمكنك فعلها عزيزي فلا تقلق"

تركت جدته مكانها و اقتربت منه تُقبّل رأسه فابتسم بجانبية نحو سوشيل لتخفض عينيها عنه بحاجبين عُقدا بضيق

كانت في طريقها إلى الخارج حين اعترض هيوجون طريقها أمام غرفتها فعادت خطوة إلى الخلف لتقبض بكفها على حقيبتها

" لم تُعجبني نظرتكِ على الغداء سوشيل "

دفع جبينها بسبابته عدة مرات فأغلقت عينيها بألم

" إلى أين ستذهبين؟"

"سأخرج مع بعض الأصدقاء "

مد يده نحو حقيبتها و جذبها بشكل مفاجئ جعلها تشهق بتفاجؤ حين باتت حقيبتها بين أنامله

"قُلتِ للتو أن لا وقت لدينا لذا سيكون من الأفضل أن تدرسي "

تعلّقت أعين سوشيل على حقيبتها التي تتحرك فوق أنامله فسحبت نفساً عميقاً ثم همهمت إليه

" أريد هاتفي من أجل الدراسة "

" ااه كنت أعرف"

قهقه بسخرية فقضمت شفتيها بتوتر ثم مدت يدها إلى حقيبتها لتُمسك بها، و حين اعتقدت أنه سيترك الحقيبة ، جذبها بقوة لترتطم به

" هيوجون ابتعد"

دفعت صدره عنها فتركها ليُشير إليها بتحذير

"إن حاولتِ التواصل مع أولئك الأوغاد ، أعدكِ أنه سيكون يومك الأخير بهذا المنزل"

ألقى الحقيبة نحوها فالتقطتها سريعاً لتحتضنها إلى صدرها ثم تنهدت بمجرد أن غادر إلى غرفته

بعد دقائق معدودة عاد إليها ليمد هاتفها نحوها

"لا تحاولي العبث سوشيل"

أومأت عدة مرات لتضع الهاتف بحقيبتها ثم عادت إلى غرفتها فتابعها بعينيه بينما يبتسم بجانبية

_______________

"هل يُمكنكِ شرح هذه لي؟"

أبعدت سويون عينيها عن دفترها لتنظر إلى دفتر كيونغسو حين دفعه نحوها بينما يُشير إلى مسألة فيزيائية تبدو معقدة

رفعت سويون عينيها نحوه ليبتسم بتوتر حتى أخفضت نظراتها نحو الدفتر مرة أخرى بينما تُهمهم

فتحت صفحة فارغة بدفترها ثم دوّنت بها المسألة قائلة

"سأكتب المسألة هنا كي أكتب الحل بدفترك فتتذكره دائماً"

وضّحت بهدوء فهمهم كيونغسو ليجرّ مقعده نحوها كي يكون أقرب إليها

رمقته سويون بنظرة جانبية و كادت تُعلّق على المسافة بينهما لكن حين رفع عينيه إليها تنهدت لتهز رأسها إلى الجانبين و نقرت على الدفتر بسبابتها كي ينظر إليه

" قلبي يقفز من مكانه كلما وقعت عيناي على التقويم، يا إلهي فلتمر الإمتحانات على خير"

تحدث سيهون بدرامية والتفت إلى جونغ إن ليتعانقا بينما يبكيان بزيف فقهقه تشانيول

"قد يظن الآخرين أنكما فاشلين"

"يبدو سيهون ذكياً لكن..."

هانييل تحدثت بتلاعب بينما تدّعي تركيزها بالكتاب الذي تحمله فقهقه جونغ إن دون فكاهة ثم قلب عينيه

" سمعت صوت حشرة غريبة للتو؟"

ادّعى بحثه عن حشرة ما فأشار إليهما جونميون

"توقفا ،بدأ ينزعج الأطفال من صوتنا "
تلفتوا حولهم ثم التزموا الصمت حين لاحظوا نظرات الصغار المُنزعجة إلا أن شجار جونغ إن و هانييل استكملاه من خلال نظراتهما الحادة نحو بعضهما

"ستعودون إلى المدينة فترة امتحاناتكم، أليس كذلك؟"

تساءلت تشانسوك وهي تحمل الأكواب الفارغة من فوق الطاولة أمامهم فساعدها تشانيول بحملهم بينما جيون رفعت عينيها نحوها بسرعة لاحظها جونغداي

" لمـ لماذا ؟"

أخفض جونغداي عينيه نحو كفيها حين عقدتهما بقوة فوق فخذيها ثم رفع عينيه نحوها مرة أخرى بينما يُراقب وجهها بحذر

" سنحضر الإمتحانات بمدرسة يونغبوك بالتأكيد فلا علاقة لهذا بالمسابقة ،أليس كذلك؟"

أمال جونميون برأسه بتساؤل لكن لم يبدو أن أي منهم واثق من ذلك فالتفتوا حيث كيونغسو الذي يدرس مع سويون

"كيونغسو"

رفع عينيه هو وسويون نحوهم حين هتف مينسوك ليسأل

" ألم يتواصل معك المدير بشأن الإمتحانات؟ "

عقد كيونغسو حاجبيه ليهز رأسه إلى الجانبين

" بالكاد يُجيب اتصالاتي"

"إذاً أين ستكون امتحاناتنا ؟"

ارتفعت هانييل بجذعها قليلاً كي ترى كيونغسو فزم شفتيه في خط مستقيم قبل أن يهز رأسه إلى الجانبين

" المسابقة ليست رسمية لذا بالتأكيد ستكون امتحاناتنا في المدرسة فلا توجد أي إجراءات لنقل إمتحاناتنا إلى هنا "

همهم الآخرين و عاد كل منهم إلى ما كان يفعله عدا جيون التي بقت تنظر نحو كيونغسو ،و جونغداي كان يتبادل النظرات بينهما بإستغراب

"لنُكمل"

سويون نكزت كف كيونغسو بالقلم فجفل و أبعد عينيه عن جيون لينظر إلى سويون ثم حرك عينيه نحو الدفتر

بعد أن انتهت سويون من شرح المسألة تنهدت بعمق لتضع القلم جانباً ثم رفعت عينيها نحو كيونغسو الذي ينظر إلى الدفتر

" هل فهمتها بشكل جيد؟"

"هممم، أنتِ جيدة بالشرح"

همهم وابتسم ليرفع عينيه نحو خاصتيها ،و لبضعة لحظات تبادلا النظرات معاً قبل أن يتحمحم كيونغسو و التفت ينظر إلى الجانب الآخر فابتعدت سويون بمقعدها عنه قليلاً

"لقد ساعدتِني"

بعد بعض الوقت تحدث كيونغسو فالتفتت لتنظر إليه بتساؤل

" ظننتكِ تكرهينني "

" هذا سيُساعدنا في المسابقة"

أجابته بهدوء لتنظر إلى دفترها مُجدداً فقضم شفتيه بإحراج و أخفض عينيه إلى كتابه ليدرس

"لكنني لا أكرهك"

همست دون أن ترفع عينيها عن دفترها فالتفت كيونغسو بحذر لينظر إليها

" أنت من لم ترغب بأن نقترب منك و هذا ما أفعله "

زفرت بعمق ثم رفعت عينيها نحوه

" لقد حاولت مراراً أن أكون صديقتك لكنك دفعتني و جعلتني أشعر بأنني شخص غير مرغوب به، هذا كان قاسياً "

رفعت حاجبيها نهاية حديثها تؤكد ذلك فهمهم كيونغسو بينما يومئ

"أعرف ذلك لكنني لم أقصد دفعكِ صدقيني...كنت شارداً و.. "

" و شرودك طوال الوقت مُزعج، أنت تبدو وكأنك مُعاقب بوجودك معنا "

التفتت بجذعها كي تُقابله فالتفت هو الآخر نحوها

" أنا حقاً آسف لكنني كنت..."

اعتذر و كاد يُبرر تصرفاته بالحقيقة لكن ليس و كأن الأمر سهلاً بأن يتجول بينما يُخبر الآخرين كيف هي حياته مع والديه سيئة لدرجة تجعله يكره الحياة

" فقط....لِنَقُل بأنني كنت أحمق"

ضيّق عينيه بينما ينطق بتردد فضيّقت سويون هي الأخرى عينيها و أمالت برأسها نحوه بتساؤل

"و الآن؟"

رفع عينيه نحو خاصتيها ثم استقام بجذعه وهو يُهمهم بتفكير فاستقامت هي الأخرى بينما تنظر إليه

" ربما قليلاً"

رفع سبابته و إبهامه أمامها مُضيقاً المسافة بينهما فضحكت سويون بخفوت ليبتسم بإحراج ثم حك مؤخرة رأسه

"لكنني لست كالسابق لذا...لن أكون قاسياً بعد الآن"

"حسناً"

أومأت و التفتت نحو دفترها مرة أخرى فترهل كتفي كيونغسو

"لماذا حسناً؟"

همهمت سويون بعدم فهم

"أعني حين تقولين ذلك و تُديرين وجهكِ بعيداً عني يبدو الأمر و كأنكِ غير راضية تماماً"

قهقهت سويون وهي تُدير عينيها بإستغراب ثم أمالت بكفها فوق وجنتها وهي تنظر إليه

" و ماذا يجب أن أقول؟"

قلب شفتيه بعدم معرفة فتنهدت بعمق ثم أومأت

"حسناً كيونغسو"

رفعت حاجبيها ثم ابتسمت

" لم أشح بنظراتي عنك ،هل هذا جيد؟ "

همهم يدّعي التفكير ثم أومأ

"إذاً دعنا ندرس"

نقرت بقلمها على الطاولة أمامه و اعتدلت بجلستها كي تدرس فاسترق كيونغسو نظرة نحوها ثم هز رأسه إلى الجانبين بإبتسامة قبل أن ينظر إلى كتابه هو الآخر

_______________

وقف جونميون أعلى السلالم المؤدية إلى القرية ليلتقط لها الصور بإبتسامة واسعة ثم أخفض هاتفه ليقوم بإرسال تلك الصور إلى سولار

(القرية هنا حقاً رائعة ،أتمنى أن تتمكني من زيارتها يوماً)

ضم شفتيه حين ظهرت علامة تدل على رؤيتها رسالته ثم ظهرت علامة أخرى بأنها تكتب

(تبدو لطيفة)

(حين أتيت إلى هنا أول مرة تذكرتكِ فأنتِ تُشبهين هذه القرية)

رفعت سولار حاجبيها بعدم فهم لكن سرعان ما توردت وجنتيها حين بعث برسالة أخرى

(إنها لطيفة و دافئة)

قلبت سولار عينيها بخجل ثم ألقت برأسها إلى الخلف لتتكئ به على مسند الأريكة

( سأحصل على قيلولة و أتناول الغداء ثم سأدرس مع الآخرين بمطعم السيدة بارك لذا يجب أن أرحل الآن)

أرفق صورة لنفسه بينما يبكي بزيف فضحكت سولار ثم أرسلت مُلصقاً ضاحكاً قبل أن تُغلق الهاتف هي الأخرى

نزل جونميون السلالم بمرح ثم ركض نحو بوابة المدرسة حيث كان ينتظره الآخرين ليعودوا سوياً إلى المنزل

" هل تفقد الجنيات جناحيها حين تأتي إلى عالم البشر؟"

انتفضت جيون بتفاجؤ و التفتت لتنظر إلى جونغداي الذي اقترب منها بينما يتحدث بجدية مُزيفة

اعترض طريقها و تكتف بينما لينظر إليها من الأعلى إلى الأسفل بحذر فابتسمت جيون

"هل أصبحت جنيّة الآن ؟"

همهم ليومئ ومازال يدّعي الجدية

" فكرت في الأمر كثيراً فمن أي قصة خيالية هربتِ..."

همهم بتفكير ليميل نحوها فحركت عينيها نحو خاصتيه حين بات قريباً منها للغاية ثم همس

" لقد لاحظت أنكِ صغيرة للغاية كالجنيات لذا اكتشفت أمركِ"

ارتفع حاجبي جيون تدريجياً ثم ضحكت بخجل فابتسم و ابتعد برأسه قليلاً

" لا تدعي شيئاً يُعكّر مزاجكِ مُجدداً فانظري كيف يبدو العالم وردياً و مليئاً بالفراشات بسبب ضحكتكِ"

تنهدت جيون بإبتسامة ثم دفعت جونغداي بخجل ليلحق بها

" هل تُمطر زهوراً ؟ما هذا الجو اللطيف؟"

دار حولها حتى عاد إلى مكانه بجانبها ليسير بصورة عكسية

" سأفقد وعيي "

همس بيكهيون بإبتسامة جامدة ليلتفت إليه سيهون بإبتسامة تُشبه خاصته ثم همس

" سأعود إلى المنزل قبل أن أشهد لقاء تشانيول و تشانسوك فعقلي لن يتحمل المزيد "

ركض بعدها في اتجاه منزله فتنهد بيكهيون ليكمل طريقه حتى وقف أمام صالون تجميل السيدة شين هي حيث تخطاه جونغداي بينما يلحق بجيون إلى منزل هيبا

" لا ، بناء جسر يحتاج إلى تصريحات و قضايا هذا يعني الكثير من المال كما أن رجال الأعمال يطمعون بقريتنا ليضموها إلى القرى المجاورة و يُقيمون المصانع هنا لذا إنهم يُفسدون جميع محاولاتنا"

رفعت سويون كتفيها نهاية حديثها فهمهم كيونغسو بتفهم

" لكنهم سيدفعون في المقابل، أعني إن تركتم القرية ألن يكون هذا أفضل لكم؟ "

همهمت سويون بإيماءة بسيطة

" سيكون أفضل لكن ماذا عن الذكريات و حياتنا ؟ "

توقف كيونغسو في مكانه فتوقفت هي الأخرى ثم التفتت إليه لتُقابله

" الكثير من الأشخاص هنا لو أنهم كانوا بالمدينة لما وجدوا من يتحدثوا معه، هذه القرية تجمعنا نحن و الأجيال السابقة وكذلك أجيال المستقبل...نحن كالعائلة كيونغسو و جميعنا نعرف أن مغادرة القرية تعني أننا لن نبقى هكذا إلى الأبد...يوجد الكثير من المميزات في المدينة لكن وجود القرية يضمن أننا سنعود إلى هنا في النهاية كما يفعل والداي وكما يفعل جميع أهل القرية الذين يعملون في المدينة "

عادت لتسير بخطوات بطيئة ليلحق بها بينما يُشابك كفيه خلف ظهره

" العائلة... "

تمتم ثم ابتسم بإنكسار

" يجب الحفاظ عليها "

أومأت سويون موافقة إياه ثم أشارت إليه بسبابتها

" قُم بزيارتنا في المستقبل و ستجد أننا جعلنا قريتنا أفضل من المدينة "

ابتسمت بوسع فابتسم كيونغسو بخفة ثم التفت لينظر إلى الجانب الآخر

"إنها كذلك سويون "

________________

حرّكت هيبا رأسها بصورة دائرية لتنظر بأعين ناعسة نحو تلك الأصوات التي أفسدت هدوء المكان

زفرت بعمق حين رؤيتها جيون وجونغداي يتحدثان فاستقامت من أسفل الشجرة و ابتعدت عنها لينظرا إليها كلاهما فلوّحت لهما بينما تعود أدراجها إلى مطعم السيدة بارك

"مرحباً هيبا"

بيكهيون هتف بإبتسامة واسعة وهو يلوّح إليها من بعيد فالتفتت لتنظر إليه قليلاً ثم أومأت بخفة قبل أن تدخل إلى المطعم

"هل حدث شيء بينكما ؟"

اقتربت منه السيدة شين هي تتساءل بينما تحمل بإحدى يديها مقصاً فأخفض بيكهيون عينيه نحو ذاك المقص ثم رفع عينيه إليها

" لا أعرف ،كنا جيدين لكنها فجأة باتت تتجاهلني"

"ربما لا تقصد ذلك ،إنها فتاة لطيفة لكنها تخشى الرجال صغاراً كانوا أم كباراً لذا لا تشعر بالضيق من تصرفها هذا"

ربتت على كتفه بإبتسامة ليومئ إليها ثم تكتف وهو يُحرك عينيه مع هيبا حتى جلست خلف إحدى الطاولات و أمالت برأسها فوقها لتنام

" مازحتها من قبل بشأن الإرتباط بجونغداي لكنها تجاهلتني عدة مرات حتى صرخت بوجهي أنها لا تُريد ذلك "
تنهدت السيدة شين هي لينظر إليها بيكهيون بحاجبين معقودين

" هذه الصغيرة تخشى هذه الأمور، إنها خائفة من حقيقة أنها تُعد غير موجودة بهذا العالم فلا يوجد ما يُثبت وجودها هي أو تشانسوك ،ولا حتى شهادة ميلاد "

" لماذا لم تحاول الحصول على شهادة ميلاد؟ "

حكّت السيدة شين هي جبينها بطرف المقص فجذبه منها بيكهيون

"هذا خطر"

تمتم فقهقهت ثم أجابت سؤاله

" حاولنا من قبل، تشانيول حاول كثيراً أن يفعل ذلك لكن أمر كهذا يحتاج إلى الوقت، المال و قضايا... يجب أن تُثبت أولاً ما كان يحدث بذلك الميتم و تُثبت أنها ليست بشخصية خارجة عن القانون أو هاربة من دولة أخرى ...الأمر ليس بهذه السهولة"

همهم بيكهيون بتفهم ثم تثاءب

" أعتقد أنني سأذهب إلى النوم أولاً "

" ألم يعد جونغداي بعد؟ "

" لا، لقد توجّه مع جيون إلى منزل هيبا "

سار نحو الداخل ينوي الصعود إلى الأعلى لكن السيدة شين هي لحقت به

" لماذا ؟هل يتواعدان؟"

أمسكت بمرفقه تمنعه عن صعود السلالم فالتفت إليها بيكهيون و ابتسم بتوتر من نبرتها المُتلهفة

" لا، انهما صديقين فقط "

عبست شفتيها لتترك مرفقه ثم عادت إلى المحل فصعد السلالم سريعاً قبل أن تُمسك به مرة أخرى

____________

"لا أقصد بذلك التدخل "

جونغداي نفى بيديه سريعاً بينما جيون كانت تنظر إلى الفراغ بوجهٍ خالٍ من التعبير

" لاحظت أنكِ لم تكوني بخير لرؤيته كما أنكِ لا تُحبين العودة إلى المنزل و لهذا أنا قلق عليكِ"

رفعت عينيها الدامعتين لتنظر إليه فاقترب منها جونغداي بقلق

" مهلاً ،إن أزعجتكِ بحديثي فلتتجاهلي ما قُلته لكن لا تبكي رجاءً"

"أنا خائفة"

تمتمت بعبوس لتمسح بظاهر كفها على وجنتيها فدفع جونغداي كفها بلطف ثم احتضن وجنتيها ليُمسّدهما بلطف بينما يمحو دموعها البسيطة

"من ماذا ؟"

" أنا لا أحب ذاك المنزل"

همهم وهو يومئ برأسه

" إنهم...إنهم يُريدون كل شيء و أنا لا أريد شيئاً و لا أريد أن...لا أريد أن أموت"

تحدثت من بين شهقاتها فانعقد حاجبي جونغداي ليضغط على وجنتيها بخفة و رفع وجهها إليه

" هل أنتِ مريضة ؟"

استنشقت ماء أنفها لتهز رأسها إلى الجانبين تنفي ذلك

"أنا خائفة لأنني...لا أعرف ما ينويان فعله بي "

غمغمت ببكاء فزم جونغداي شفتيه بعدم فهم إلا أنه همهم

" لا تُفكري فيما هم على وشك فعله، كل ما عليكِ فعله هو أن تكوني حذرة كما أن..."

داعب وجنتها بلطف ليبتسم

" بعد عيد ميلادكِ سيكون بإمكانكِ الإنتقال إلى منزل آخر ،يُمكنكِ أن تبتعدي عنهم حينها "

استنشقت جيون ماء أنفها لتخفض نظراتها عنه

" لن يتركاني وشأني "

همهم بتفكير بينما يقلب عينيه ثم أمال برأسه نحوها هامساً

" سأقوم بحمايتكِ"

"لن تكون هناك لحمايتي"

تمتمت بينما تمحو دموعها بعبوس فرفع جونغداي كتفيه

" إذا أخبرتني أنكِ بحاجة إليّ فلن أترككِ وحدكِ"

تنهد بعلوٍ لينظر بعيداً عنها في حين عينيها كانتا مُعلّقتين على وجهه القريب منها

"جونغداي"

همست بتردد فهمهم ليُعيد عينيه إليها ثم رفع حاجبيه بتساؤل

" لِنَعُد"

نمت ابتسامة على شفتيه ليومئ ثم تحرك ليقف بجانبها و أشار إليها كي يعودا سوياً

_____________

عقد ييشينغ حاجبيه بينما يُراقب تدريب الطلاب بملعب كرة القدم، و ما إن أطلق المُدرب الصافرة يُعلن انتهاء التدريب صفّق ييشينغ ثم أشار إليهم كي يقتربوا منه

انتظر لبعض الوقت حتى استعادوا أنفاسهم ثم سبقهم إلى الحافلة كي يُغادروا

كانت الأمور تمر بهدوء دون مشاكل حقيقية ،فالشجار بين جونغ إن و هانييل ليس بالأمر الكبير الذي يُذكر

أصبح الأمر كإحدى العادات فإن لم يتشاجرا ستكون هذه المشكلة الكبيرة بحق

" هيا بنا، الجميع ينتظركم"

صفّقت هيبا بينما تحث هانييل و جيون كي تستيقظا فأقامت هانييل جذعها لتنظر حولها بأعين ناعسة و توجهت بعدها إلى الحمام كي تغتسل في حين بقت جيون في مكانها تنظر إلى التقويم بأعين شاردة

الثامن و العشرين من هذا الشهر...لقد اقتربت عودتها إلى ذاك المنزل

تنهدت لتنظر إلى أناملها بعبوس لكن سرعان ما نمت ابتسامة بسيطة على شفتيها

لديها أصدقاء هنا عليها العودة إليهم سالمة لذا ستكون حذرة فقط كما قال جونغداي

جلست بجوار سويون على الطاولة نفسها بينما يُقابلهما كيونغسو، سيهون و جونغداي

الساعة تلو الأخرى كانت تمر حتى بدأ الصغار في العودة إلى منازلهم

و بين طلاب الصف الأخير من الثانوية بدأت نظرات مسترقة تتبادل لم تلحظها جيون كونها كانت تدرس بتركيز

استقام تشانيول من مكانه و سار نحو المطبخ حيث كانت تشانسوك تقف مع هيبا ،بينما سيهون استقام ليقف من مكانه و أخذ يدور حول الطاولات بخطوات حذرة حتى وقف بجوار الحائط حيث زر الإضاءة

و ما كانت سوى لحظات حتى أظلم المطعم فرفعت جيون عينيها عن الكتاب سريعاً فمصدر الضوء الوحيد في القرية ها قد أظلم و لم يعد هناك سوى إضاءة بسيطة تأتي من الخارج حيث ضوء القمر

"ماذا حدث ؟"

"ااه يا إلهي ماذا نفعل ؟"

سيهون هتف بقلق مُزيف فخرج تشانيول يحمل كعكة بها عدة شموع من المطبخ بينما يُغني أغنية الميلاد و خلفه كلاً من هيبا وتشانسوك تُشاركانه الغناء قبل أن يفعل البقية ذلك

حرّكت جيون عينيها مع تلك الكعكة التي تقترب من طاولتهم حتى وضعها تشانيول أمامها

" تمني أمنية "

ربتت سويون على ظهرها بإبتسامة فالتفتت جيون لتنظر إليها بضعة لحظات ثم أعادت نظراتها إلى الكعكة

"ماذا تفعلون؟"

قهقهت بنبرة اختنقت قليلاً ثم رفعت إحدى كفيها لتمسح دموعها

" ليست الثانية عشر بعد لكن المعلم ييشينغ حذرنا من النوم بوقت متأخر"

كيونغسو نبس بينما يحك جانب عنقه بخجل فضحكت جيون من بين دموعها

"هذا مُحرج"

"هيا بسرعة تمني أمنية"

صفّق جونغداي بيديه بحماس فقضمت جيون شفتها السُفلى لتنظر إلى الشموع التي أوشكت على الإنطفاء ثم انحنت لتنفخ عليها

" كان يجب أن تتمني أمنية "

تذمر سيهون ليعود خطواته نحو زر الإضاءة و قام بفتحها ثم ركض نحوهم مرة أخرى...لكن جيون حصلت على أكثر مما كانت تتمنى

" لقد ساعدت بصنع هذه الكعكة "

" أنت كاذب ،لقد صنعتها مع تشانسوك و هيبا"

تشانيول نكز سيهون بمرفقه ليقلب الآخر عينيه و تكتف

" نحن واحد"

"لنقم بتقطيع الكعكة "

هتف جونغ إن ليُمرر سبابته على جانب الكعكة ثم مسحها بوجنة هانييل بطبيعية كأنه لم يفعل شيئاً

" لنقطع شيئاً آخر غير الكعك "

هسهست هانييل لترمق جونغ إن بحدة ثم ركضت نحوه فركض هارباً منها بينما ضحك الآخرين ما إن وقع جونغ إن بيدها و بدأ كلاً منهما بجذب أذني الآخر

_______________

وقف الشباب سوياً بملعب المدرسة يتبادلون الحديث أثناء فترة الاستراحة

و كيونغسو لا يعرف كيف وقع تحت كتفي طويلي القامة جونغ إن و سيهون، لكنه بالكاد كان يلتقط أنفاسه و كلما حاول التملص منهما جذباه مرة أخرى

بينما سويون كانت تجلس مع جيون، و هانييل في جانب آخر تجلس مع الأطفال

" هانييل تبدو طفلة مثلهم،هذا لطيف "

قهقه مينسوك بينما ينظر نحو هانييل فالتفتوا جميعاً حيث كانت تجلس ليعقد جونميون كفيه أسفل ذقنه بإبتسامة واسعة

"هانييل لطيفة دائماً"

أطلق جونغ إن صوتاً قصيراً ساخراً بينما يقلب عينيه

"لا أحد يراها لطيفة سواك فهي..."

لوى شفتيه بتفكير حين ضحكت بصخب مع الصغار و قد بدت لطيفة بالفعل...و ربما حين ترتدي ثياب الباليه و تتراقص برشاقة مع الأنغام الهادئة تبدو كأنثى ناعمة رقيقة

" إنها شريرة"

" أنت تظلمها "

جونميون اعترض فرفع جونغ إن كتفيه بلا مُبالاة

____________

الكثير من الكتب كانت مُبعثرة فوق الطاولات أمامهم حيث يدرسون جميعاً بتركيز من أجل الإمتحانات التي اقتربت

كيونغسو لوى شفتيه بينما يسترق النظر نحو سويون، و دون أن يقول شيئاً دفع دفتره بخفة نحوها فانعقد حاجبي سويون لتنظر إلى هذا الدفتر الذي اقتحم مرئى عينيها

التفتت لتنظر إلى كيونغسو فرفع حاجبيه ثم أشار نحو الدفتر

"أريد مساعدتك"

ضيّقت سويون عينيها بشكٍ بينما تنظر إليه فأدار كيونغسو عينيه ببراءة مزيفة ثم جذب مقعده نحوها ليقترب منها

"يُمكنكِ شرحها لي"

أمال برأسه نحو الدفتر بينما يُشابك كفيه فوق الطاولة و بذقنه اتكئ عليهما فأخفضت سويون عينيها نحوه ثم همهمت بإبتسامة قبل أن تبدأ بشرح تلك المسألة

انعقد حاجبي كيونغسو بخفة حين رأى أنها تقوم بالحل بشكل خاطئ فرفع عينيه نحوها و همس

" إنها طريقة خاطئة "

ضمت سويون شفتيها بقهقهة مكتومة ثم ضربت جبينه بطرف القلم ليجفل

"كنت أعرف أنك تكذب"

جعد كيونغسو أنفه بإحراج فهمست

"أعرف أنك تُضيع الوقت فقط لذا توقف"

"لا، أنا أردت أن أتحدث معكِ فقط لكن لا أعرف كيف أفعل ذلك"

همس بإحراج ثم ابتعد بمقعده قليلاً و حين وضع يده فوق دفتره أمسكت سويون بالدفتر لينظر إليها

" لندرس سوياً ،هذا يجعل استيعاب المعلومات أفضل"

تبادل كيونغسو النظرات معها لبضعة لحظات قبل أن يومئ بحركة بسيطة

_______________

" أعدكِ لن تندمي على ذلك، سيكون الأمر رائعاً"

جونغداي تحدث بثقة ثم التفت يُقابل جيون حين وصلا أمام منزل هيبا

" التغيير يُحسّن من نفسية الأشخاص "

" و أنت لديك الخبرة في هذا الأمر"

نبست جيون بهدوء فأومأ سريعاً

"تماماً"

ابتسمت جيون فعقد جونغداي أنامله خلف ظهره قائلاً

" إذاً...سأعود إلى المنزل"

أومأت فلوّح إليها بكفه ثم استدار ليسير بخطوات واسعة تحولت إلى ركض حتى وصل إلى منزله

صعد إلى غُرفته فأغلق بيكهيون النافذة و التفت لينظر إليه بإبتسامة متوترة

"ماذا تفعل ؟"

عقد جونغداي حاجبيه بإستغراب و اقترب من خزانة ملابسه ليُخرج ثياباً منزلية لنفسه فرفع بيكهيون كتفيه ثم هتف كاذباً

"كنت أنتظرك ،لماذا تأخرت ؟"

"كنت أقنع جيون بأن تكون زبونة لأمي"

"ووافقت ؟"

بيكهيون جلس على طرف السرير يتساءل بأعين ضاقت قليلاً فأومأ جونغداي

"بالطبع ،و لماذا سأكون سعيداً الآن ؟"

"أنا أيضاً أتساءل لم تبدو سعيداً هكذا ؟"

التفت جونغداي إليه فرفع بيكهيون حاجبيه بإبتسامة ساخرة ليُضيّق جونغداي عينيه

" لا تجلس مع أمي كثيراً بيكهيون"

"لم أقل شيئاً"

رفع بيكهيون كتفيه ثم استلقى على السرير و التفت بعدها ليتكئ بمرفقه على الوسادة بينما يميل برأسه فوق كفه مُراقباً جونغداي بإبتسامة

صعد كيونغسو السلالم ليقف في الأعلى باحثاً عن إشارة جيدة قبل أن يتصل بمُدير المدرسة إلا أنه لم يحصل على رد فزفر بعمق

ضم هاتفه بقوة و التفت ينظر إلى الضفة الأخرى بحاجبين معقودين حتى سمع صوت أقدام تصعد السلالم فالتفت برأسه إلى الجانب قليلاً

" لم تتمكن من النوم؟"

سألته سويون بإهتمام حين وقفت بجواره فهمهم بالنفي

"استيقظت للتو لكنني سبقت الآخرين كي أتحدث مع المدير بشأن الامتحانات"

"و ماذا قال؟"

رفعت حاجبيها بتساؤل فالتفت لينظر إليها قليلاً ثم رفع كتفيه و أخفضهما بحركة سريعة

" لم يُجب إتصالي "

" ألا تشعر بوجود خطب ما ؟ تبدو هذه المسابقة فوضوية للغاية"

تأتأت سويون بإستغراب ثم تكتفت و التفتت تنظر إلى الأمام حيث الضفة الأخرى في حين بقت نظرات كيونغسو مُعلّقة عليها

" صدقيني ليست المسابقة فقط"

تمتم بخفوت فحرّكت سويون عينيها نحوه و لبعض الوقت تبادلا النظرات إلى أن قطع كيونغسو هذا التواصل و التفت لينزل السلالم وهي الأخرى لحقت به

"في مدرستنا التنمر مسموح به لكن لا يُمكنكِ تغيير تصفيفة شعركِ أو ارتداء معطف لا يحمل شعار المدرسة لأن هذا يخل بالقوانين"

قلب عينيه نهاية حديثه فقهقهت سويون

" لكن تصفيفة شعرك تبدو لطيفة"

قلب كيونغسو عينيه ليعترض طريقها كي تتوقف

"هل تعتقدين أنني أسدل شعري في المدرسة هكذا ؟"

رفع حاجبيه بتساؤل ثم رفع كفيه نحو خُصلات شعره المنسدلة على جبينه ليُعيدها إلى الخلف

" هكذا، يجب أن يبقى شعري هكذا طوال الوقت فإن وقعت خصلة على جبيني ستكون فضيحة"

انفعل نهاية حديثه فانفجرت سويون ضاحكة لتُربت على رأسه

" يا لك من مسكين "

ترك شعره ليتنهد بصوتٍ عالٍ ثم سار بجوارها مُجدداً

" إنهم يسمحون بجميع الأمور السيئة و يضعون القوانين على الأمور التافهه يا لها من سخافة، لو أنني كنت مُعلماً لعاقبت أولئك المتنمرين الحمقى بدلاً من توبيخ الأبرياء على أشياء سخيفة"

تكتف بإنزعاج فأمالت سويون برأسها نحوه لينظر إليها

"ماذا ؟"

" فلتُصبح مُعلماً إذاً "

" بالطبع سـ.. "

لوّح بيده بإنفعال لكنه سرعان ما التزم الصمت حين وعى على نفسه

" لا، سأكون أفضل كرجل أعمال "

بلل شفته السُفلى لينظر إلى الجانب الآخر فهمهمت سويون

"هذا أيضاً يبدو جيداً لكن لا تضع الكثير من القوانين السخيفة حينها "

" لن أفعل "

همس بخفوت لتنظر سويون إلى الجانب الآخر كذلك

" ستدرس إدارة الأعمال لأنك ستتولى أعمال عائلتك لاحقاً؟ "

همهم لتومئ سويون بتفهم

" لن تبدأ من نقطة الصفر لذا ربما لن تفهم ما يمر به موظفيك فلا تكن قاسياً عليهم حينها "

التفتت لتنظر إليه فحرك عينيه هو الآخر نحوها

" و لا تشرد كثيراً كيونغسو"

رفعت حاجبيها بإبتسامة فابتسم ليُدير وجهه إلى الجانب الآخر

تكتف كُلاً من بيكهيون و السيدة شين هي بينما يُراقبان جونغداي الذي يتحرك هنا وهناك في المحل بينما يُجهّز الأدوات و المقعد الذي ستجلس عليه جيون كذلك

" اعرضي عليها المجلة لترى أي قصة شعر تُريدها ولا ترغميها على شيئ"

وقف أمام والدته بينما يتحدث على عجل ثم هتف

"اااه و تحدثي معها كي لا تشعر بالتوتر أو الإحراج"

التفتت السيدة شين هي تنظر إلى بيكهيون فقلب شفتيه بينما يرفع كتفيه

"يُمكنكِ إخبارها أنني لم أصطحب أي فتاة إلى محلكِ من قبل "

التفت كلاهما بحركة سريعة لينظرا إليه فعلّق بيكهيون

"ليس وكأن القرية مليئة بالفتيات "

" توجد سويون..أعني هذا فقط كي تشعر بأنها مميزة"

همهمت والدته بينما تومئ بلا مُبالاة مُزيفة

"شيئ آخر سيدي؟"

"لا و لكن...يُمكنكِ أن.. "

" جونغداي "

التفت سريعاً ينظر إلى الباب حين وقفت جيون هناك تنظر نحوهم بخجل فابتسم بوسع بينما والدته تبادلت النظرات مع بيكهيون

" صديقين فقط ؟"

حرّكت شفتيها بسؤال ساخر فقهقه بيكهيون

"لست واثقاً من ذلك"

ضحكا بخفوت في حين اقترب جونغداي من جيون قائلاً

" هيا ادخلي "

أمسك برسغها بينما يجرّها معه إلى الداخل ثم سحب المقعد من أجلها كي تجلس أمام المرآة، و بعدها ناولها المجلة

"يُمكنكِ اختيار التصفيفة التي ترغبين بها و..."

"اخرج من هنا"

والدته جذبته من ياقته فارتفع حاجبيه بتفاجؤ بينما بيكهيون لحق بهما نحو الخارج

" هذا عملي لذا لا تتدخل"

"سأُساعدكِ"

كاد يدخل إلى المحل مُجدداً فأغلقت والدته الستائر في وجهه رافضة ذلك

اقتربت السيدة شين هي من مقعد جيون و أدارت المقعد نحوها ثم عقدت إحدى ذراعيها إلى صدرها بينما تنقر بسبابتها على ذقنها بتفكير

" هل لديكِ فكرة معينة برأسك ؟"

سألت السيدة شين هي فنفت جيون برأسها بتردد لتبتسم الأخرى بوسع ثم جذبت المجلة منها لتُلقي بها على طاولة التزيين

أمسكت بوجه جيون فرمشت الأخيرة بضعة مرات بينما الأخرى كانت تنظر إلى وجهها بتركيز

" تمتلكين بشرة شاحبة للغاية ،أعرف أي تصفيفة ستليق بكِ "

ابتسمت بجانبية فابتلعت جيون ريقها ،بينما بمطعم السيدة بارك....تشانيول كان يجلس خلف الطاولة على أحد جانبيه يجلس جونغداي و على جانبه الآخر كانت تجلس تشانسوك، هيبا ثم بيكهيون الذي يتوسطها هي و جونغداي

أعينهم جميعاً كانت تُراقب جونغداي الذي ينظر إلى محل والدته بلهفة واضحة بينما هو لم يلحظ ذلك حتى

ألقت سويون التحية عليهم حين دخولها ثم لحقها كيونغسو لكن لم يتلقيا الإجابة فتبادلا النظرات بإستغراب

"ماذا يحدث ؟"

همس كيونغسو بتساؤل فرفعت سويون كتفيها بعدم معرفة ليجلس كلاهما على الطاولة الأخرى بينما ينظران نحوهم في الإنتظار لمعرفة ما يحدث هنا

" يا لها من بثرة سيئة"

تأتأ سيهون بدرامية بينما يتفحص وجنة مينسوك فضحك جونغ إن و التفت ليصفع جبينه

"توقف عن هذا سيهون، لا أحد يرى تلك البثرة سواك"

اهتز كتفي سيهون بقهقهة مكتومة فدفعه مينسوك بإنزعاج

"كاد أن يقف قلبي"

"لا تُبالغ فأي بثرة تمتلك الوقاحة لتُشوّه هذا الوجه؟"

هتف سيهون بدرامية ليقفز أمام مطعم السيدة بارك فرأى الأعين موجهّة خلفه

التفت ينظر خلفه ثم أعاد نظراته إليهم بإستغراب

" لم تنظرون إليّ هكذا؟"

رمش عدة مرات و قبل أن يحصل على إجابة استقام جونغداي من مكانه كما فعل الآخرين فالتفت هو و من أتوا معه تواً ينظرون خلفهم حيث محل السيدة شين هي

فتحت الستائر بحركة سريعة لترفع رأسها نحوهم ببطئ و رسمت ابتسامة فخورة على شفتيها جعلت من جونغداي يبتلع ريقه

" مستعدين ؟"

"لـ لماذا ؟"

تساءل سيهون بتلعثم فقهقهت بشرٍ قبل أن تتحرك جانباً تكشف عن جيون التي تقف خلفها عاقدة كفيها خلف ظهرها بخجل

"من هذه؟"

قهقه سيهون دون فكاهة فهتف جونغ إن

"تباً"

"أريد هذا أيضاً"

تمتمت هانييل بأعين واسعة فصاح جونغداي بصوتٍ عالٍ كاد يثقب آذان الآخرين

"أمي ماذا فعلتِ؟"

To be continued.....

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top