16
Start
سار كيونغسو في الخلف بجوار سويون بينما جونميون كان يسير أمامهما مع كاثرين يتبادلان الحديث
استرق كيونغسو النظرات إلى تلك المجاورة له، و رغم أنها لاحظت تصرفاته الغريبة اليوم إلا أنها ادّعت العكس
كيونغسو حاول العديد من المرات أن يعتذر عما فعله،لذا فكرت أنه لربما هذه المرة يتصرف بغرابة أكثر فقط ولا يوجد شيء آخر لكنها لم تضع أي احتمالات أخرى كـ... أنه توتر حين اعتقد بأنها هي الأخرى كشفت أمرهم
سويون بالنسبة إليه كانت مُخيفة و لا يبدو وكأنها ستتغاضى عن الأمر كما فعل جونغ إن
" هل يُمكننا أن ندرس سوياً من حين إلى آخر؟"
انعقد حاجبي سويون و التفتت تنظر إلى كيونغسو فبرر بتوتر
" أعني من أجل المسابقة، إذا درسنا سوياً سيكون أفضل لنا"
مررت سويون عينيها عليه من الأعلى إلى الأسفل ثم أشاحت بنظراتها بعيداً عنه قبل أن تسبقه بخطواتها
" هل رمقتني بتقزز للتو؟ "
قهقه دون فكاهة مصدوماً، و ربما هو بالغ بوصف نظرتها إليه
جونميون تركهم حين لمح جونغ إن من بعيد و ركض إليه ليتحدث معه بينما اقتربت كاثرين من الآخرين متسائلة
"أنتم هنا وحدكم؟"
"المعلم ييشينغ كان يتحدث مع مدرب السباحة و سيأتي إلينا بملعب كرة السلة ما إن ينتهي"
همهمت كاثرين بتفهم بينما كيونغسو كان يسير بخطوات واسعة خلف سويون حتى أمسك بيدها فالتفتت إليه لينعقد حاجبيها بإنزعاج
"هلا تركت يدي وشأنها؟"
هسهست من بين أسنانها تحاول تمالك نفسها كي لا توبخه أمام الآخرين فكاد يُجيبها إلا أنه توقف سريعاً
انعقد حاجبيه بينما ينظر بعيداً عنها فجذبت يدها من خاصته و حين أوشكت على توبيخه تخطاها ليركض مُبتعداً عنها
التفتت لتنظر إلى الآخرين بإستغراب لكن لا يبدو أن أحداً لاحظ ما حدث سواها
________________
~~~جيون~~~
جونغداي كان قريباً مني للغاية، حيث بإمكاني سماع أنفاسه المُضطربة كما خاصتي
هذا القُرب الذي أمقته بالعادة لم أكرهه الآن
جونغداي يُذكرني بوالدي و إن قُلت أنه أكثر دفئاً منه فلا أُبالغ
لا أظنني قابلت شخصاً مثله من قبل و لن أفعل أبداً
ابتلعت ريقي لأضم كفاي بقوة حين وعيت على ما كنت على وشك فعله...أردت مُعانقته مُجدداً لكن لا يبدو هذا كتصرف قد يقبل به صديقاً خاصةً و إن تكرر لأكثر من مرة
و لذا أنا اكتفيت فقط بالنظر إلى عينيه
كيف لنظرة عينيه فقط أن تمدني بالراحة؟ و إبتسامته الدافئة هذه؟ أ هي سحر من نوعٍ ما؟ نوع قوي!
"و أخيراً وجدتكِ"
شهقت بفزع لأبتعد عن جونغداي حين سمعت ذاك الصوت...الصوت الذي تعرّف عليه جسدي الخائف قبل أذناي
التفت و جونغداي لننظر نحوه...مين جونغ
الأطفال في سن صغيرة يُسرد لهم قصصاً خيالية عن الوحش الذي سيلتهمهم إن ارتكبوا الأخطاء
أما أنا فقد عِشت هذه القصص بسنٍ ليس بصغير و مع الوحوش بذات المنزل
مين جونغ و والدته منذ أن دخلا حياتي أنا و أبي و باتت حياتي جحيماً
كلاهما كان يتصرف في العلن بلطف بالغ يُثير الاشمئزاز، و في الخفاء تصدر عنهما تصرفات بشعة
و بطريقة ما بدأت أشعر بالضيق طوال الوقت، بدأت أشعر بالكره تجاه الحياة لكن لم أُفكر أبداً أنني بتُ ضحية لهما
بعد أن فقدت أبي بفترة كنت على وشك الموت وحينها قال الجميع أنني حاولت الإنتحار لكنني لم أفعل
تناولت جرعة مضاعفة من الدواء!! ...ذاك الدواء الذي سبب ليّ الإكتئاب و لم أعي أنني أتناوله
دُسّ ليّ في طعامي وشرابي ولم يكن لأحد مصحلة بذلك سواه هو والدته
ربما لأنني بمجرد أن أتم الثامنة عشر سأحصل على كل مُمتلكات والدي ، و إن فقدت حياتي قبلها هي و ابنها سيحصلان على كل شيئ
لذا...أنا لم أرغب في الإنتحار يوماً بل كنت على وشك أن أُقتل ولا يدري أحد عن ذلك
اقترب منا و قلبي كان يُعتصر بقوة مع كل خطوة يخطوها نحونا
إبتسامته الواسعة هذه يُقابلني بها و كأنه يعرف كم تبث الخوف بداخلي
أحاطني بذراعيه في عناق أخوي مُزيف و... يا إلهي كم يبدو مُخيفاً هذا العناق
" لا تُجيبين إتصالات أمي و لا رسائلي، لقد قلقنا بشأنك"
دفعني بلطف غير حقيقي ليُحيط وجنتاي بكفيه لكنني لم أقوى على التفوه بحرف
أشعر ببرودة أطرافي و بالكاد أقف على قدماي المُرتجفتين
انهما يبحثان عني مع اقتراب عيد مولدي فألا يعني ذلك أن النهاية اقتربت؟!
~~~~~~~~~~~
" عُذراً! "
عقد جونغداي حاجبيه بإستنكار وهو ينظر إلى يد الآخر التي تحتضن جيون فالتفت إليه مين جونغ ثم ابتسم ليسحب كفيه بعيداً عن جيون و بعدها مد كفه نحو جونغداي
"مرحباً، مين جونغ...أنا الأخ الأكبر لجيون، لا بُد أنك صديقها"
قهقه جونغداي بإحراج حين أدرك الوضع ثم صافحه سريعاً بينما ينحني قليلاً
"نعم، صحيح أنا أكون..."
"جيون"
التفت ثلاثتهم لينظروا نحو الباب حين دخل كيونغسو بشكل مفاجئ يهتف بإسمها بصوتٍ عالٍ فارتفع حاجبي جونغداي في حين اتسعت ابتسامة مين جونغ
" دو كيونغسو...يا لها من صدفة رائعة"
قهقه ليُهمهم كيونغسو ثم حرك عينيه نحو جيون قبل أن يقترب منها
كيونغسو كان متوتراً، لا يعرف لم ركض إلى هنا ما إن تعرف على مين جونغ
كل ما يعرفه أن علاقة مين جونغ مع جيون سيئة، و لأنه سمع حديثها مع ييشينغ حول تنمرهم عليها فهو كان مُدركاً أن وجوده هنا ليس لصالح جيون لذا ركض بدون تفكير
فقط... كيونغسو أراد أن يكون شخصاً صالحاً لكنه لم يعرف إن كان يفعل الصواب
و بتلك اللحظة التي وقف فيها بجوار جيون، حين اتخذت خطوة واحدة صغيرة نحوه كأنها تحتمي به أدرك أنه فعل الصواب
جيون كانت بحاجة إلى شخص يعرف الحقيقة، حتى و إن كان كيونغسو الذي استغلها من قبل
لكنها أرادت أي طوق نجاة لتتشبث به
"لدينا...لدينا تدريب و لا يجب أن...نتأخر"
كيونغسو تحدث على عجل إلا أن حديثه خرج مُتلعثماً بينما يتبادل النظرات بين جونغداي و مين جونغ بتوتر
" بالطبع و أنا لست هنا لأشغلكم عن تدريبكم...فقط أردت الإطمئنان على أختي و..."
أمال برأسه لينظر إلى جيون فارتبكت نظراتها
" اقترب عيد مولدكِ و أمي ترغب بإقامة حفل ككل عام كما كان يفعل والدكِ"
جفلت جيون حين ذُكر والدها فأخفض جونغداي عينيه ينظر إلى كفيها حين عقدتهما معاً بينما تضغط على أناملها بقوة
" متى عيد مولدها؟ "
جونغداي سأل ثم رفع عينيه ليبتسم بتصنع حين التفت إليه مين جونغ
" في التاسع و العشرين من هذا الشهر "
" ااه للأسف لدينا جدولاً مزدحماً بهذا اليوم"
هتف كيونغسو بإنفعال واضح لينظر إليه مين جونغ و جونغداي مما جعله يبتلع ريقه بصعوبة
" بسبب المسابقة جدولنا مزدحم"
برر بقهقهة متوترة فأومأ إليه مين جونغ بخفة
" لا بأس، سنؤخر الحفل لعدة أيام....لكن لن ننسى إرسال التهاني يوم ميلادكِ جيون "
وجّه حديثه إلى جيون في النهاية ثم اقترب ليُعانقها مُجدداً، و كما كان منذ دخل إلى هنا و حتى خرج فهي لم تتحرك أو تقل شيئاً
سيؤخر الحفل؟!
ألم يرغبوا بقتلها قبل ذلك؟ قبل أن تتم الثامنة عشر؟ فكيف ستؤخر الحفل و تؤخر بذلك عودة جيون إلى المنزل؟
" جيون "
جونغداي اتخذ نحوها خطوة مُترددة هامساً باسمها بقلق فحركت رأسها نحوه ببطئ رغم نظراتها العالقة بالأرض بأعين لامعة
" سأُبدّل ثيابي"
بنبرة بالكاد سمعها كلاهما هي همست قبل أن تُغادر إلى غرفة الملابس حيث انهارت على رُكبتيها بينما تلتقط أنفاسها بوتيرة سريعة
حاولت كتم شهقتها إلا أنها خرجت منها عالية وضعيفة تحاول بها التقاط نفساً عميقاً
جونغداي التفت ينظر إلى كيونغسو بنظرات تُبدي تساؤله فتنهد كيونغسو ثم مسّد جبينه بتوتر
" ابقى هنا حتى أجد المعلم ييشينغ"
غادر كيونغسو بخطوات واسعة فحرّك جونغداي عينيه معه بإستغراب ثم التفت نحو الباب حيث دخلت جيون قبل قليل
اقترب من ذاك الباب ليدخل، و هناك كانت توجد طرقة صغيرة بها عدة أبواب واحد منهم يحمل إشارة تدل على وجود غرفة تبديل ملابس النساء خلفه فسار نحوه جونغداي
" جيون"
رفع يده بتردد ليطرق باب الغرفة فدفنت وجهها بين قدميها حيث تضمهما إلى صدرها ببكاء
" ااه هذا يُذكرني حين أتيتِ إلى القرية أول مرة"
قهقه بأنفاس مضطربة ليضع كفه على الباب ثم أكمل بإبتسامة
"حينها قمت بالغناء لتُجيبيني لكنكِ بقيتِ بداخل الغرفة إلى أن عادت هيبا إلى المنزل و قامت بطردي"
ضحك بخفوت فاستنشقت جيون ماء أنفها و سرعان ما تجعدت ملامحها ببكاء مرة أخرى
" لكنني لا أرغب بالغناء جيون، أريد سماعكِ فقط حتى و إن بدا هذا الأمر خاصاً و أنا لا أحب التدخل في خصوصيات الآخرين لكن... "
ضم شفتيه ثم تنهد بعمق
" أكره رؤيتكِ بهذه الحالة، لا يهم إن كنتِ هادئة طوال الوقت لكن لا يجب أن تكوني حزينة، لا تستحقين أن تكوني حزينة جيون "
دخل ييشينغ إلى هناك في حين وقف كيونغسو أمام الباب من الداخل ينظر إلى جونغداي الذي يواسي دون معرفة أسباب حزن من أمامه...تماماً كما عانقه حين دفع سويون، دون القاء اللوم عليه أو التحدث بأي شيئ
جونغداي لم يكن يهتم لشيء سوى راحة من أمامه
كيونغسو امتلك هذا الشعور مُجدداً...الغيرة ،لكنه لم يفهم نفسه
هل يغار من جونغداي لأنه يمتلك هذه الشخصية الإيجابية على عكسه؟
أم أنه يحسد الآخرين على امتلاك شخص مثل جونغداي في حياتهم؟
" جيون، سأدخل إن لم تُجيبِ"
ييشينغ نبس بجدية عاقداً حاجبيه ليُمسك بمقبض الباب و انتظر لبضعة لحظات قبل أن يفتح الباب
وجد جيون تجلس على الأرض بجانب الباب فدخل لينحني إلى مستواها بينما جونغداي وقف في مكانه يرمقها بقلق
" لنخرج"
ييشينغ أمسك بيدها بتنهيدة عميقة غادرت ثُغره فرفعت جيون عينيها الدامعتين تنظر إليه بعبوس
" لا أريد العودة إلى ذاك المنزل"
غمغمت بنبرة باكية مُختنقة فأومأ ييشينغ ثم مد سبابته ليُمررها بالعرض أسفل عينها اليُمنى يمحو بها دموعها
" عليكِ أولاً أن تكوني قوية لتتخذي قراراً كهذا"
جذبها معه لتقف فوقفت جيون معه بينما تنظر إلى الأرض بعبوس تأبى النظر إليه أو إلى جونغداي القلق
" أشعر بالإرهاق لذا دعونا نلغي تدريبات اليوم"
ييشينغ تحدث مُجدداً ثم أشار إلى جيون بسبابته
" بدلي ملابسكِ سريعاً و انضمي إلينا "
محى دموعها بلطف و أكمل
" لا تُفكري في أي شيء جيون"
بعثر شعرها ليخرج بعدها و حين وصل إلى كيونغسو الذي يقف أمام الباب لاحظ أن جونغداي لم يلحق به فالتفت ينظر إليه
" سأنتظر هنا"
حكّ جونغداي عنقه بخجل فهمهم ييشينغ بتفهم ثم أشار إليه
" ابتعد قليلاً فهذه غرفة النساء"
و غادر بعدها مع كيونغسو فتحمحم جونغداي لينظر إلى جيون
"سأبقى هنا..."
هتف بتوتر ثم تلفت حول نفسه
"لكن سأعود إلى الخلف قليلاً فهذه غرفة النساء"
قهقه بإحراج و التفت ليسير بخطوات واسعة حيث الباب المقابل لها
عاد خطواته مرة أخرى ليُغلق الباب من أجلها ثم ابتعد عن الغرفة ليقف حيث باب غرفة الرجال
" ماذا سيحدث بشأن جيون؟ لقد كانت خائفة للغاية و..."
كيونغسو كان يتحدث بهمس خافت كي لا يسمعه الآخرين، و رغم عقدة حاجبي ييشينغ الذي يقف بجانبه إلا أنه لمح ابتسامة بسيطة تنمو على شفتي الآخر
"علام تضحك أنت؟"
" هل تقلق بشأن جيون؟"
"ييشينغ!"
اتسعت أعين كيونغسو قليلاً بعدم تصديق فأشار إليه ييشينغ بسبابته
" معلم ييشينغ"
"عاقبني على ذلك"
قهقه ييشينغ بصدمة حين ارتفع حاجبي الآخر بتحدٍ و بدا بأن كيونغسو قد ضاق ذرعاً فهز رأسه إلى الجانبين
"حسناً، لكن عقابي سيكون سيئاً "
قلب كيونغسو عينيه بلا مُبالاة ثم تكتف
"أنا أتحدث بجدية، جيون كانت خائفة...ربما يتنمرون عليها بقسوة "
"يتنمرون عليها بقسوة؟ عُذراً و لكن أي أمر سمعته أثناء حديث جيون معي؟"
تساءل ييشينغ بإستغراب فقلب كيونغسو شفتيه ثم هز كتفيه بحركة سريعة إلى الأعلى و الأسفل
" أنها تخشاهم بسبب تصرفاتهم المتنمرة حتى أنها تحظى بكوابيس بسببهم "
انعقد حاجبي ييشينغ بتفكير ثم دفع كيونغسو بذراعه كي يبتعد
" ابتعد أيها الأحمق "
" لماذا؟ "
اقترب كيونغسو منه برأسه بعدم فهم فهز ييشينغ رأسه إلى الجانبين بإبتسامة
"هذا لا يمنع أنك حقير لكنني ظننتك تعرف أكثر من ذلك و استغللت خوف جيون منهم"
همهم كيونغسو بعلامات استفهام تطوف حول رأسه لكن ييشينغ لم يوضح شيئاً
استقام جونغداي بجذعه حين فتحت جيون باب الغرفة فاقترب منها سريعاً ليحمل عنها حقيبة ملابسها
" انظري إلى هذا الشعر المُبعثر"
هتف بلطف ليُمسك بكتفيها و أدارها لتُعطيه ظهرها ثم قام بتمشيط شعرها بأنامله فابتعدت جيون بخجل
"إنه مُتعرق"
همهم جونغداي بتساؤل ثم أومأ بتفهم ليُعيدها أمامه مُجدداً بينما وجهها يُقابل خاصته
" سأقوم بجمعه كي لا يُزعجكِ"
مرر أنامله على جانبي رأسها بينما يحاول جمع شعرها الطويل خلف ظهرها
" مازلت واثقاً أن قص شعركِ سيجعلكِ تتحسنين، أنا خبير بهذه الأمور"
أمال برأسه لينظر خلف ظهرها ثم مرر كفه على شعرها بلطف
" لكنكِ مازلتِ جميلة بهذا الشعر الطويل، حتى أنكِ مازلتِ جميلة بعد بُكائكِ"
أخفض نظراته نحوها لينحنى قليلاً إليها و أكمل بنبرة لطيفة
" هل أنتِ شخصية خيالية ضاعت بعالمنا؟ "
رفع حاجبيه بإبتسامة واسعة حين رفعت جيون عينيها لتتلاقى نظراتهما
" ااه، سنتأخر عليهم "
تحمحم جونغداي و ابتعد عنها ليدور بعينيه حول المكان ثم أشار إليها نحو الباب كي يُغادرا
ما إن خرجوا من هناك تحرك الجميع نحو ملعب كرة السلة فكاد يمنعهم ييشينغ لولا جيون التي أمسكت بطرف قميصه من الخلف
التفت لينظر إليها بتساؤل فقضمت شفتيها ثم رفعت عينيها نحوه هامسة
"أنا بخير، يُمكننا أن نتدرب"
ابتسم ييشينغ ليُهمهم دون اعتراض ثم بعثر شعرها قبل أن يستكمل طريقه حيث ملعب كرة السلة
وضع كيونغسو كفيه بجيوب بنطاله و هو يسير خلفهم بينما يُمرر عينيه عليهم بحذر، لم يفهم مقصد ييشينغ و لم يدري كيف يعتذر أو كيف يقحم نفسه بين الآخرين دون أن يبدو كالأحمق
باله كان مشغولاً بالعديد من الأفكار التي تبخرت حين أحاط جونغ إن كتفه و هو يجرّه معه إلى المقدمة مع الآخرين بينما يهتف بشيئ لم يفهمه كيونغسو...كان حديثاً عشوائياً آخر مع سيهون
" لننقسم إلى فريقين، أنت فائز مادمت في فريقي"
سيهون هتف و هو يركض إلى الملعب ثم حمل إحدى الكرات و التفت إليهم بينما يسند الكرة بذراعه على خصره و تخصّر بذراعه الأخرى
" من سينضم إليّ؟"
رفع بيكهيون ذراعه بحماس فأشار إليه سيهون بسبابته بإعجاب
"أنت ذكي يا رجل"
" سأكون معه هذا أفضل لي من أن أخسر أو أفوز أمامه...رأسي يؤلمني منذ الآن"
تشانيول قلب عينيه و هو يقترب من سيهون فقهقه جونغ إن ثم رفع كتفيه بعدم إهتمام
" سأضم كيونغسو و مينسوك إلى فريقي"
"و هذا يعني أنني مع الفريق الفائز"
نثرت هانييل شعرها بغرور و اقتربت من سيهون لتقف معه فرفع إبهامه إليها
" تعرفين مصلحتكِ جيداً "
" سخيفة"
ادّعي جونغ إن أنه يسعل بينما ينطق بحروفه فارتفع طرف شفتي هانييل بإنزعاج
" إلى أي فريق ستنضمين؟ "
أمال جونغداي نحو جيون يهمس بتساؤل فالتفتت لتنظر إليه قليلاً ثم هزت رأسها إلى الجانبين بحركة بسيطة تنفي معرفتها بذلك
جونميون سار نحو سيهون ينضم إلى فريقه فالتفت جونغداي إلى جيون إلا أنها سبقته بالحديث
" لننضم إلى جونغ إن"
ثم اقتربت من جونغ إن تقف مع البقية حوله في حين بقى جونغداي في مكانه يستوعب أنها للتو عرضت عليه أن يكون معها بنفس الفريق...هل شيئ كهذا يستدعي أن يقفز قلبه من مكانه؟!
تحمحم ليهز رأسه إلى الجانبين قبل أن يلحق بها فتنهدت سويون بعمق لتشغل المكان الأخير بفريق سيهون
حين بدأت اللعبة لم يبدو الأمر تنافسياً كما اعتقدوا أنه سيكون ،جونغ إن و سيهون ينسيان في بعض الأحيان أنهما في فريقين متنافسين و يُلقيان بالكرة إلى بعضهما و كم كان هذا فوضوياً و مُضحكاً لييشينغ و كاثرين اللذان يُراقبان تلك المباراة
"روح الفريق تُسيطر عليهما"
قهقه ييشينغ و أومأ يوافق كاثرين ثم استرق نظرة نحو جيون ليتأكد إن كانت بخير ،وعلى عكس توقعاته هي لم تكن شاردة، بدت و كأنها تُفرغ طاقتها بالركض و اللعب مع الآخرين بينما تحاول تناسي ما حدث
و كأنها لم ترى مين جونغ اليوم
لمح جونغ إن فتاتين تدخلان إلى المكان فاحتضن الكرة إلى صدره سريعاً و توقف عن اللعب فقد يقتل أحدهم بالفعل هذه المرة...لم يكن محظوظاً منذ فترة و تسبب بنزيف كيونغسو كذلك من قبل
"هذا غش جونغ إن"
هتف سيهون باعتراض فأشار جونغ إن بحاجبيه نحو مقاعد المعجبين
"لا أنوي ضرب رأس أحدهم مرة أخرى"
التفتوا ينظرون حيث أشار فارتفع حاجبي جونميون بتفاجؤ و سرعان ما نمت ابتسامة واسعة حمقاء على شفتيه فقضمت سولار شفتيها بخجل حين نكزتها هيونا بإبتسامة عابثة
" من هذه ؟"
ييشينغ تساءل بإستغراب فأحاطت كاثرين ذراعه و ابتسمت بوسع موضحة
" لا أعرف هل هي حبيبة جونميون أم أنه معجب بها لكنها كانت السبب في عدم تركيزه سابقاً و ارتطام الكرة برأسه...هذا حين ألقت هانييل اللوم على جونغ إن كونه ضرب رأس توأمها"
قهقهت نهاية حديثها فهمهم ييشينغ بتفهم ثم استقام من مكانه بينما يُصفّق
"عودوا إلى التدريب هيا "
زمت كاثرين شفتيها و جذبته كي يجلس مرة أخرى
" توقف عن ازعاج الصغار "
" ماذا فعلت ؟ "
رفع كتفيه ببراءة مُزيفة و التفت بعدها نحو الطُلاب ليرمقهم بحدة مُصطنعة فعادوا سريعاً لاستكمال التدريب مما جعل من طرف شفتيه يرتفع في ابتسامة جانبية
حين انتهى التدريب توقف الطلاب عن اللعب لإلتقاط أنفاسهم و بينما هم يقفون في الملعب كل في مكانه، ركض جونميون نحو مقاعد المُشاهدين فوقفت سولار من مكانها حين رؤيته يقترب من مكان جلوسها هي و أختها
"مرحباً"
لوّح بإبتسامة واسعة فقضمت سولار شفتيها بينما تومئ إليه في حين أمالت هيونا برأسها و هي تُمرر عينيها عليه من الأعلى إلى الأسفل
"تبدو لي بخير"
همهم بإيماءة بسيطة لينظر إلى سولار
" لقد أتيتِ"
تمتم بينما يُشير إليها فأشاحت بوجهها إلى الجانب الآخر بخجل لتقلب هيونا عينيها
"إنها تشعر بالخجل بعد رؤيتك بخير"
رفع جونميون حاجبيه بعدم فهم لينظر إلى هيونا فوضّحت
"قالت أنك لم تكن بخير البارحة لذا أرادت الإطمئنان عليك"
"اوه"
همس بتفاجؤ ليزفر بعمق ثم صعد إلى الأعلى ليقف بجانبها و أمسك بذقن سولار بلطف ليحرّك رأسها نحوه كي تنظر إليه
" كان هناك ما يُزعجني البارحة "
أشار بيديه بحذر فرفعت سولار حاجبيها و هي تنظر إلى حركة كفيه
" لكن تم حل المشكلة "
أمال برأسه إلى مستوى عينيها كي تنظر إليه، و حين فعلت ابتسم بوسع ليُشير إليها مرة أخرى
" أنا سعيد للغاية لرؤيتكِ اليوم"
ضمت شفتيها بإبتسامة خجولة ليحك سيهون عنقه ثم جلس أرضاً
"ضاع الفتى"
هز رأسه إلى الجانبين بعدم تصديق فجلست هانييل هي الأخرى
" لقد ضاع منذ رآها ،كان يسهر ليلاً و يقضي وقت فراغه في تعلم لغة الإشارة من أجلها رغم عدم معرفته إن كان بإمكانه لقائها والتحدث معها "
أشارت بإبهامها خلف ظهرها حيث يجلس توأمها ثم وضعت كفيها خلفها تتكئ بهما على الأرض
" لقد حصل على اللطف كله وحده"
جونغ إن علّق بسخرية و هو يجلس أرضاً فرمقته هانييل بحدة مُدركة أنه يقصد بحديثه أنها ليست لطيفة البتة
" قروي بغيض "
قهقه جونغ إن دون فكاهة و بحركة سريعة استقام بجذعه ليقترب من مكان جلوس هانييل فأسرع تشانيول ليكون حاجزاً بينهما
"المعلم ييشينغ هنا، رجاءً لا طاقة لي لأحصل على أي عقاب"
عاد جونغ إن إلى مكانه ليمسح على شعره بغضب طفيف
" هيا بنا"
تجعّدت ملامح سيهون ببكاء مُزيف حين هتف ييشينغ بينما يُصفّق فرفع يده إلى جونغذاي و الأخير ساعده سريعاً كي يقف
" أنا مُرهق اليوم لذا دعونا نلغي تدريب كرة القدم "
" هو المُرهق ؟"
قهقه سيهون بصدمة حين هتف ييشينغ كاذباً فنكزه جونغ إن
"لا يهم ،فما يهم أننا لن نتدرب الآن"
عانقه جونغ إن بجانبية فدفعه سيهون بتقزز مُزيف
" أنت مُتعرق"
"ااه حقاً؟"
ابتسم جونغ إن بخبث فعاد سيهون خطوة إلى الخلف قبل أن يركض هارباً منه وهو يلحق به
"سويون ،هل يُمكننا أن..."
كيونغسو اقترب منها بينما يتحدث فابتعدت عنه لتسير في الجهة المعاكسة له
و كيونغسو لم يعي أن صوته كان خافتاً للغاية،و ظن أنها تجاهلته كما تفعل كلما اعتذر
بعثر شعره بضيق و تكتف فسمع قهقهة تأتي من خلفه و قبل أن يلتفت كان ييشينغ قد أصبح بجواره بالفعل
" ما المضحك ؟"
"أنت لطيف و أنت تحاول"
زفر كيونغسو بعمق مُدركاً أن صديقه يسخر منه فالتفت إليه مُتكتفاً
"ساعدني في الإعتذار منها"
همهم ييشينغ بتفكير ليتكتف هو الآخر و التفت يُقابله
"و لماذا قد أفعل؟"
"ييشينغ"
أمال برأسه بعبوس فقلب ييشينغ شفتيه و هز رأسه إلى الجانبين رافضاً ذلك
" ابحث عن صديق يُساعدك"
ضم كيونغسو شفتيه بحنق ثم أومأ
"أنت محق ،سأبحث عن صديق آخر "
أومأ ييشينغ بلا مُبالاة فأومأ كيونغسو هو الآخر ثم ابتعد عنه لكنه عاد إليه مرة أخرى و أشار إليه بسبابته
"أنت عجوز مُزعج"
و غادر بعدها سريعاً فقهقه ييشينغ بعدم تصديق
" هذا الوقح"
تمتم ليتلفت برأسه من حوله محاولاً استيعاب ما تفوه به الأصغر فلا يذكر أن كيونغسو قال شيئاً كهذا من قبل
"مُعلمي"
ركض جونميون نحو ييشينغ فهمهم ييشينغ بتساؤل
" هل يُمكنني الخروج لبعض الوقت؟ سأعود إلى المنزل سريعاً"
أمال ييشينغ لينظر خلفه حيث تلك الفتاة و ابتسم
" المواعدة ليست أمراً سيئاً لكن لا تنشغل عن دراستك هممم؟"
أومأ جونميون عدة مرات فربت ييشينغ على كتفه و تخطاه بعدها ليلحق بالآخرين
جونميون كان يُخطط إلى موعد صغير لطيف يحظى به وحده مع سولار، ففي جميع الأحوال هيونا كانت ستتركهم دون أن يطلب ذلك
لكنه كان يمتلك صديقاً ثرثاراً وجده يتحدث مع سولار حين عودته إليها
و ذاك الموعد الصغير تحول إلى آخر كبير يضم جميع أصدقائه
على الأقل مُعلمه جلس على طاولة أخرى مع حبيبته يحظيان بموعد خاص بهما بعيداً عن الصغار
" كانت مُحترقة لكن لذيذة"
تنهد جونميون و هو يرى سيهون يتحدث حول كعكته الأولى التي أحرقها
كان سينزعج في موقف آخر لكن رؤية سولار تضحك على ما يقوله الآخر جعله يبتسم...على الأقل هي لا تشعر بعدم الراحة بين أصدقائه
" سيهون، تعال إلى هنا"
تشانيول هتف ليدفع جونميون من كتفه كي يترك المقعد المجاور له فقلب سيهون عينيه و ترك جانب سولار ليجلس بجانب تشانيول بينما جونميون ذهب ليجلس هو بجانبها
" اترك الفتى و شأنه"
"رغم أنني لست راضياً عن ذلك لكنني أساعده ،ألم ترى كيف كانت خائفة منا بالمرة السابقة؟"
همس إليه سيهون ببراءة فضحك تشانيول بخفوت لينكزه بمرفقه
" أرغب بإصطحاب تشانسوك إلى مقهى كهذا فهل أفعل ذلك في العطلة؟"
تحدث تشانيول بصوتٍ مسموع و هو يتلفت حوله يتفحص المقهى بعينيه فهمهم سيهون بتفكير
" لكن ربما تخشى أن يراها أحداً من الميتم و... "
تشانيول تنهد حين أدرك حقيقة أنها سترفض ذلك فعُقد حاجبي جونغ إن
" ماذا سيفعل هااا؟ سأقتل من يُفكر في إيذائها "
كشف جونغ إن عن ساعديه بغضب طفيف فحرّكت هانييل عينيها نحوه، بدا جدياً في حديثه و قد كان مُستعداً لحماية حبيبة صديقه
كادت تنمو ابتسامة على شفتيها لولا أن نظراتها قد تلاقت مع خاصته حين التفت إليها فتحمحمت و أشاحت بنظراتها بعيداً عنه
" يمكننا أن نأتي إلى هنا معها و...ربما هيبا أيضاً...أعني كي يكون جميع الأصدقاء هنا"
بيكهيون نبس بتلعثم ليمسح بكفه على جانب جبينه بنهاية حديثه فوافق الآخرين ذلك بينما جونميون على الجانب الآخر لم يسمع ما يقولونه فهو كان مشغولاً بحديثه مع سولار
" آيونغ يمكنها تنظيم رحلة من أجلنا ،ما رأيكم أن نذهب معاً في العطلة؟ "
" ستكون هناك آيونغ مع مينسوك، تشانيول مع تشانسوك ،فلتأتي سولار و لنُحضر المعلم ييشينغ و المعلمة كاثرين كذلك و أبقى أنا بالمنزل فلن أتحمل كل هذا الكم من الثنائيات "
طرق سيهون الطاولة حين انفعل بنهاية حديثه لينظروا إليه جميعاً فمسح على شعره و تكتف
" لن تكون وحدك فلسنا جميعاً ثنائيات...و هيبا ليست مرتبطة بأحد أيضاً لذا... "
رفع بيكهيون كتفيه نهاية حديثه و هو يتبادل النظرات بينهم فأومأ جونغداي يوافقه
" إنه محق "
" لا تتحدث أنت"
سيهون و بيكهيون هتفا سوياً يوجهان حديثهما إلى جونغداي فابتسم ليضع كفه على فمه
في طريق عودتهم إلى القرية، صعد كيونغسو إلى المقعد الخلفي أولاً لينظر حوله بتوتر بينما يُفكر أي تبرير سيتفوه به حين يجدوه يجلس هناك حيث اعتادت المجموعة الصاخبة أن تجلس
لكن لا أحد سأل و بطبيعية جلس كل منهم في مكان بينما يتحدثون بعشوائية
هانييل كانت تجلس بجانب توأمها تتكئ بوجنتها على ظهره بينما هو يتحدث مع الآخرين
و حين صعدت جيون إلى الحافلة جلست بجانب إحدى النوافذ، لكن ما إن رأت سويون تصعد هي الأخرى إلى الحافلة تركت مكانها بتردد و اقتربت لتجلس بجانبها
التفتت سويون لتنظر إليها قليلاً ثم خلعت إحدى سماعتيها لتناولها إلى جيون فأخفضت عينيها نحو تلك السماعة قبل أن تلتقطها ووضعتها بأذنها
" اعتدت سماعها مع أبي"
همست سويون لتُحرك عينيها ببطئ قبل أن تهز رأسها مع تلك الأغنية الهادئة التي تستمع إليها
بعد أن انتهت الأغنية خلعت جيون السماعة و ناولتها إلى سويون
" مثلما تسطع نجوم السماء في مكانها الخاص، سوف أسطع أنا أيضاً بنوري الخاص "
رددت سويون كلمات الأغنية بنبرة خافتة ثم ابتسمت حين همست جيون هي الأخرى بكلمات الأغنية
"لا بأس بأن تكون كما أنت "
التفتت كل منهما نحو الأخرى لتتبادلان النظرات بضعة لحظات فقهقهت سويون لتبتسم الأخرى بخجل
عبر الطلاب النهر ليتوجه كل منهم إلى المنزل حيث يمكث كي ينالوا قسطاً من الراحة
صعد جونغداي إلى منزله بعدما ألقى التحية على والدته و بيكهيون لحق به بعدما ألقى نظرة سريعة على مطعم السيدة بارك حيث كانت هيبا تضع الطعام لبعض القرويين هناك
" لقد عُدت"
هتف تشانيول حين دخوله إلى المطبخ ثم اقترب من تشانسوك ليُقبّل وجنتها بلطف
" اشتقت إليكِ"
ضحكت بخفوت لتنظر إليه ثم أعادت نظراتها إلى ما بين يديها
"أنا أيضاً"
"هيا تحركِ جانباً، سأُكمل هذا"
رفع أكمام قميصه أثناء حديثه فانعقد حاجبي تشانسوك لتنظر إليه سريعاً
"بالطبع لا، أنت مُرهق و مازال يجب أن تدرس في المساء لذا هيا اصعد إلى الأعلى و احصل على قسط من الراحة"
"لكن المطعم يبدو مشغولاً اليوم عن العادة "
اعترض ليُلقي نظرة نحو الخارج من خلال النافذة ثم أعاد نظراته إليها
" لا تقلق هيبا تُساعدني، كما أننا انتهينا تقريباً "
همهم بتفهم ليُقبّل وجنتها مرة أخرى ثم صعد إلى الأعلى حيث منزله
" انهما معاً، اعتذر منهما سوياً "
جونغ إن همس إلى كيونغسو بقهقهة ساخرة بينما كلاهما يسير خلف جيون و سويون في طريق عودتهم إلى المنزل
" تخيلت أنني حصلت على صفعتين منهما "
همس كيونغسو ثم أطلق صوتاً مُرتجفاً خافتاً يدل على شعوره بالقشعريرة فضحك جونغ إن ليدفعه نحوهما
التفت كيونغسو ينظر إليه بحاجبين معقودين فأشار إليه جونغ إن بأن يتخذ تلك الخطوة
أعاد كيونغسو نظراته نحو جيون و سويون، سحب نفساً عميقاً ثم تقدم منهما
" أمي!"
هتفت سويون بعدم تصديق حين لمحت والدتها من بعيد و ركضت نحوها تُعانقها فتوقف كيونغسو في مكانه لوهلة و هو يراها تبتعد ثم ابتلع ريقه ليقترب من جيون
"جيون"
المقصودة التفتت تنظر إليه فوقف جونغ إن بعيداً عنهما يُراقب بحذر ما يحدث
"بشـ..."
تمتم بتوتر ثم ابتلع ريقه ليحك كفيه معاً
" كنت أعرف أن زوجة والدكِ و ابنها يتنمران عليكِ..."
همهم بتفكير ليخفض نظراته عنها حين لاحظ عُقدة حاجبيها
" و بالرغم من ذلك هددتكِ بإخبارهم أن العودة إلى المنزل سيكون مسموحاً بها خلال التدريب من أجل المسابقة...كان يجب أن أتحمل أنا المسؤولية و أتحدث مع المعلم ييشينغ بدلاً من تهديدكِ بأمر كهذا "
انعقد حاجبيه لوهلة ثم رفع عينيه نحوها مرة أخرى
" أنا آسف لأنني كنت شخصاً سيئاً، و إن كانت هناك فرصة لمُسامحتي أعدكِ سأكون شخصاً أفضل في المستقبل "
تنهد بعمق نهاية حديثه، يشعر بأن ثقلاً قد انزاح عن قلبه لكن بالرغم من ذلك قلبه كان صاخباً و كفيه كانا يتعرقان بتوتر بسبب نظرات جيون التي تنظر إليه مباشرةً دون أي رد فعل يوضح ما يدور برأسها الآن
" جيون "
همس بحذر فاقتربت منه خطوتين و حينها ظن جونغ إن أنها على وشك صفعه لكن ذلك لم يحدث
" هل ساعدتني لأن مين جونغ يتنمر عليّ؟"
سألت بهدوء ليرفع كيونغسو عينيه نحو خاصتيها و سرعان ما أنزل عينيه عنها بتوتر ليومئ
"فقط...أردت أن أكون صديقاً جيداً...يُمكننا أن نكون أصدقاء، أليس كذلك؟"
أمال برأسه بتساؤل نهاية حديثه ليحك مؤخرة رأسه بإحراج
" لا أعرف ماذا أقول، أنا حقاً آسف لكنني..."
"شكراً لك"
قاطعته بهدوء فهمهم بعدم فهم و نظر إليها ليجفل حين رؤية عينيها اللامعتين
" حينها...كنت بحاجة إلى شخص يعرف ما أمر به كي يساعدني...على الرغم من أنني لم أكن على علم بما تعرفه أو لا تعرفه أنت لكنني حينها شعرت بالأمان قليلاً"
عقد حاجبيه بإستغراب و ومض حينها برأسه صورة ييشينغ المتفاجئ حين تحدث عن التنمر الذي تتعرض إليه جيون من زوجة والدها و ابنها
" كُنتِ خائفة للغاية..."
همس بخفوت ليخفض عينيه عنها بتفكير
" هل قاموا بتعذيبكِ؟ "
اتسعت عينيه لينظر إلى جيون مرة أخرى فانفلتت منها قهقهة خافتة مع دمعة قد انزلقت من إحدى عينيها
"شكراً لك"
همست مرة أخرى لتمحو دمعتها ثم مدت كفها نحو خاصته لتُمسك بها فأخفض نظراته حيث تُمسك بيده
" شكراً لك كيونغسو"
To be continued.....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top