15
Start
تلفت بيكهيون حول نفسه ينظر إلى الجميع بإستغراب، الحافلة كانت هادئة، و لأن جونغ إن كان غريباً طوال الاسبوع فحتى سيهون أصبح أقل صخباً كونه مُنزعج من الحالة التي وصل إليها صديقه
كل منهم كان في عالمه الخاص شارداً في بقعة بعيدة عن الآخرين عداه هو الذي يُفكر في طريقة لإرضائهم لكن لا يوجد طريقة
تنهد بيكهيون بعمق لينظر أمامه فوقعت عينيه على ييشينغ الذي ينظر نحوهم
و بتساؤل انعقد حاجبي مُعلمه فرفع بيكهيون كتفيه بعدم معرفة
توقفت الحافلة أمام منزل ييشينغ ليخرج مع كاثرين أولاً ثم لحق بهما الطلاب الواحد تلو الآخر
" سنُغادر الآن"
انحنى جونميون و هانييل بحركة بسيطة قبل أن يُغادرا بعبوس
مينسوك هو الآخر بدا مُحبطاً عن العادة بينما هناك هالة سوداء تُحيط بالآخرين
"لندخل؟!"
أشارت كاثرين نحو الداخل بغرابة من حالة الطلاب ثم دخلت أولاً ليلحقوا بها عدا كيونغسو الذي أوشك على المُغادرة فأمسك ييشينغ بيده بينما ينظر نحو الآخرين إلى أن دخلوا المنزل، و التفت إليه بعدها
"إلى أين؟"
كيونغسو حرك عينيه بحركة بطيئة عشوائية يُفكر في الإجابة، ليس المنزل بالتأكيد
لكن بالرغم من ذلك لا يعرف إلى أين سيذهب في هذا الوقت و إلى متى؟
" أدخل حقيبتك أولاً"
تحدث بينما يخلع حقيبة كيونغسو عنه فتشبث بها الآخر
" جونغ إن يعرف الحقيقة"
همهم ييشينغ بعدم فهم ليجذب الحقيبة مُجدداً فتركها كيونغسو بإستسلام
"يعرف بشأن المسابقة"
انعقد حاجبي ييشينغ ليخفض نظراته عن كيونغسو لبضعة لحظات ثم همهم
" سأُدخل حقيبتك و أعود "
دخل ييشينغ بالحقيبة ليضعها جانباً ثم استقام لينظر إلى الطُلاب و كاثرين
" لدي أمر أقوم به لذا سأخرج الآن"
" و أنا سأذهب إلى المشفى"
التفت ييشينغ إلى جونغ إن حين تحدث بهدوء ثم اومأ إليه
"من سيذهب معك؟"
"سأذهب معـ..."
هتف سيهون بلهفة لكن قاطعه جونغ إن بينما ينظر إلى ييشينغ
"سأذهب وحدي"
انعقد حاجبي سيهون لينظر إليه كُلاً من تشانيول، جونغداي و بيكهيون ثم تبادلوا النظرات معاً بإستغراب
" حسناً، حين أنهي عملي سآتي أيضاً فلدي ما أقوله للسيدة كيم لذا انتظرني هناك"
اومأ جونغ إن بخفة ثم سار نحو غرفة النوم فأشار ييشينغ إلى بيكهيون
"ستعود إلى منزلك؟ "
جفل بيكهيون لوهلة ثم أومأ سريعاً
"إذاً هيا"
أشار إليه كي يلحق به ليفعل ذلك
حين خرج ييشينغ استقام كيونغسو بجذعه لينظر إليه ثم أمال قليلاً ينظر إلى بيكهيون الذي يلحق به
"هل يوجد خطب ما؟"
بيكهيون سأل بقلق وهو يتبادل النظرات بينهما فزفر كيونغسو بعمق
" ما الأمر؟"
" يبدو أن جونغ إن يعرف بأن نتيجة المسابقة محسومة"
رفع ييشينغ كتفيه فشهق بيكهيون و اتسعت عينيه يهمس
"لهذا كان يتجنب الجميع"
"عُد أنت إلى المنزل الآن"
"لكن ماذا عن جونغ إن؟"
بيكهيون تساءل بإهتمام فأشار إليه ييشينغ
" سأرى بهذا الشأن لذا عُد أنت إلى منزلك"
قضم بيكهيون شفتيه و التفت ينظر نحو منزل ييشينغ ثم ابتعد عنهما بتردد ليعود إلى منزله
"كيف عرف؟"
تساءل ييشينغ بهدوء بينما يسير بجوار كيونغسو فتنهد الأخير ثم أجابه
" مينسوك كان قلقاً مما سيحدث مُستقبلاً بعد أن يكتشفوا الأمر لذا تحدث معي أنا و جونميون عن ذلك فسمعنا جونغ إن"
"كيف كانت ردة فعله؟"
سبقه ييشينغ بخطواته ليجلس على أحد مقاعد الإنتظار حيث تمر الحافلات ثم ربت بجانبه يدعو كيونغسو كي يجلس هناك
" لم يُخبر أحداً بعد و لا أعرف إذا كان ينوي فعل ذلك لكن...لدي شعور سيئ، أعرف أننا أخطأنا لكن لا أعرف كيف يُمكنني إصلاح هذا الخطأ"
التفت ينظر إلى ييشينغ نهاية حديثه و أكمل
" لم نقصد أن نُقلل من شأن مشاعرهم كما يعتقد جونغ إن ولا نرى بأنهم أقل شأناً منا، نحن فقط لم نمتلك أي طريقة أخرى لحل الأمر...لا أحد سيُنصت إلينا و أنت تعرف هذا جيداً ييشينغ "
همهم ييشينغ بتفهم بينما يومئ ثم التفت لينظر أمامه
"سكان دونغ...إنهم كالعائلة لذا لا بُد أن جونغ إن قلق بشأن الآخرين "
" أعرف و أُقدّر هذا الأمر لكن ما الذي يُمكنني فعله، منذ البداية لم نمتلك دليلاً...هل تعتقد أن أبي سيُصدقني فقط لأنني سمعت حديث المدير مع مالك المدرسة المنافسة؟ سيترك كل ما قُلته و يضع كامل تركيزه على حقيقة أنني استمعت إلى حديث المدير و سيقوم بتوبيخي و كأنني فعلتها عن قصد ثم سيُرسلني إلى القرية من أجل المسابقة، أبي لا يهتم سوى لصورته أمام الآخرين و أمي ليست أقل صرامة عنه "
أطلق تنهيدة عميقة وعالية نهاية حديثه فربت ييشينغ على ظهره بتفهم
" كلما حاولت إصلاح شيئ ما يُفسد أكثر و أقع بمشكلة أكبر "
" ليست مشكلة كبيرة، في النهاية إن رفض طلاب دونغ الإنضمام إليكم فلن يكون هذا تقصيراً منكم "
رفع ييشينغ كتفيه لينظر إليه كيونغسو لبعض الوقت ثم نفى برأسه
" لن تكون عائلة أي منا أو حتى المدرسة راضية عن ذلك لكن....الأمر لم يعد يتعلق بالمدرسة و المسابقة فقط ييشينغ "
قضم ييشينغ شفتيه بإبتسامة ثم تحمحم ليمحو إبتسامته سريعاً حين رفع كيونغسو عينيه نحوه مرة أخرى
"و بم يتعلق هذا الأمر؟"
" الـ..."
التزم كيونغسو الصمت لينظر إلى الفراغ ثم انعقد حاجبيه تدريجياً
" الصداقة؟! "
أجاب بعدم ثقة لتضيق عقدة حاجبيه
" ربما لست صديقاً لهم لكن الآخرين كذلك، مينسوك و جونميون كانا خائفين حقاً أن تنتهي علاقتهم، هانييل بالرغم من أنها كانت تمتلك مجموعة من الأصدقاء في يونغبوك لكنها بدت مصطنعة مقارنة بمجموعة أصدقائها هنا فهي لا تُعاني ولا تُزيف أسلوب حديثها و تصرفاتها مع المتواجدين هنا سواء كانوا كباراً أو صغاراً...حتى بيكهيون يبدو مُختلفاً بين أصدقائه هنا، لم أرى هذا الجانب من بيكهيون من قبل...جيون أيضاً...هي لم تسمح لأي أحد من قبل أن يقترب منها، أعرفها منذ سنوات و قد كنت متفاجئاً حين بادرت بالحديث معي لتسألني عن المسابقة لكن هنا..."
ابتسم بخفة ليرفع كتفيه و أخفضهما بحركة سريعة
" أراها دائماً مع جونغداي، إنه شخص مريح لذا لا بد أنها تشعر بالأمان معه على عكس التنمر الذي واجهته في يونغبوك...الجميع يشعر هنا بالسعادة و الراحة لذا الأمر لا علاقة له بالمسابقة فقط، ليس بعد الآن "
" ماذا عنك؟"
طرح ييشينغ سؤاله بنبرة هادئة فحرك كيونغسو عينيه نحوه ليبتسم الآخر
" بم تشعر؟ "
همهم كيونغسو بتفكير بينما يُدير عينيه إلى الجانب الآخر ثم رفع كتفيه
" لا أعلم...ربما أريد أصدقاء، لكنك ستظل رقم واحد بالنسبة لي "
قهقه نهاية حديثه فضحك ييشينغ بخفوت ليدفع كتفه بخفة
"أعني...أحياناً أشعر بالغيرة منهم لأنهم قادرين على الاستمتاع بمُراهقتهم، وقتي الترفيهي كان حضور الحفلات المُملة مع والداي بينما أقف بين العجائز حيث يتحدثون عن حياتهم العملية منذ أن كانوا شباباً "
قلب عينيه نهاية حديثه ليومئ ييشينغ
"هل ستعود إلى منزلك؟"
همهم كيونغسو بعدم فهم ثم رفع عينيه مع ييشينغ الذي وقف من مكانه لينفض ثيابه
" لا أظن ذلك "
" جيد، ما أخبرتني به الآن فلتُخبر به جونغ إن "
وقف كيونغسو سريعاً ليهتف بإعتراض
" لا يُمكنني اخباره بذلك، أبدو مُثيراً للشفقة بما يكفي بعدما أخبرته عن حقيقة تجاهل والداي لمرضي، هذا مُحرج"
"إن لم تقل هذا فلن يفهم موقفك، أيضاً إن كنت ترغب في أن تكون صديقاً لأحد فيجب أن تعرف بأن لا شيئ يُدعى إثارة الشفقة بين الأصدقاء، الصديق يجب أن يتشارك معك لحظات حُزنك و ضعفك كما يُشاركك سعادتك...لقد شاركتك أحزاني من قبل فهل هذا يعني أنك رأيتني مُثيراً للشفقة؟ "
أمال برأسه بتساؤل فشهق كيونغسو بأعين واسعة لينفي سريعاً
" بالطبع لا "
" إذاً توقف عن كونك أحمق و هيا لتأتي معي كي تتحدث مع جونغ إن، لا تُفكر فيما ستقوله فقط ألقي بأي كلمة تأتي برأسك "
لوّح بعشوائية ليضع كفيه بجيوب بنطاله ثم أكمل بتحذير
" و بالنسبة إليك أنا المعلم ييشينغ و ليس ييشينغ فقط، نحن لسنا صديقين"
لوى كيونغسو شفتيه بعبوس فسبقه ييشينغ بخطواته ليلحق به الأصغر سريعاً
" قُلت للتو أنك شاركتني أحزانك لأننا كنا صديقين "
" كنت أتحدث عن الماضي"
رفع كتفيه بعدم إهتمام ليقلب كيونغسو عينيه إلى الجانب الآخر ثم وضع كفيه بجيوب بنطاله بينما يسير مجاوراً لييشينغ
____________________
"لا أعرف ماذا أفعل، هل يجب أن أُخبر الآخرين؟ أم أطلب منهم رفض المسابقة دون توضيح السبب أو... أو... يا إلهي، لا أعرف ما الذي يجب عليّ فعله"
انحنى جونغ إن ليخفي وجهه الباكي خلف كفيه فتركت والدته مقعدها و دارت حول سرير والده إلى أن وقفت أمامه
" عزيزي "
همست بلطف لتميل نحوه ثم أمسكت جانبي رأسه بلطف ترفعه نحوها كي ينظر إليها
" يجب أن تهدأ أولاً لتعرف ما يجب عليك فعله "
" لن أعرف أبداً لأنني...هذا سيؤذي مشاعر أصدقائي في جميع الأحوال، كما أنني..."
قضم شفتيه بعبوس ليحتضن كفي والدته فوق وجنتيه
" أردت أن أجعلكما فخورين بي...لطالما أردنا تغيير القرية و حمايتها كما تحسين أحوالها دون الخضوع لرجال الأعمال الجشعين، كانت هذه فرصتنا لتحقيق حلمنا لكن... "
" سكان القرية يحبون القرية كما هي، هناك الكثير من رجال القرية غادروها للعمل في المدينة و لم يبذل أي منهم مجهود من أجل تغيير القرية لذا لن يضع أحد اللوم عليكم أنتم، و يجب أن تعرف أمراً هاماً... "
أمالت برأسها بينما تبتسم ثم اقتربت منه لتضع قبلة طويلة على جبينه
" أنا و والدك سنكون فخورين بك دائماً، و إن استكملت هذه المسابقة أريدك أن تبذل ما بوسعك حتى و إن كنت تعرف بالنتيجة، ليفوزوا و هم يعرفون أنكم تفوقتم عليهم في الحقيقة وليس العكس...لا تستسلم أبداً، هل فهمت؟ و أعدك سأرى أنا ووالدك ما تبذله من مجهود وليس النتيجة"
اتسعت ابتسامتها لتمحو دموعه بإبهاميها ثم قبّلت إحدى وجنتيه و قبل أن تضع قبلة على الأخرى سمعا طرقاً على الباب فابتعدت عن جونغ إن ليمسح وجهه
" معلم ييشينغ "
رحّبت به بإبتسامة واسعة فانحنى إليها بإحترام و اقترب من السرير مُتسائلاً
" كيف حال السيد كيم الآن؟"
"يستيقظ قليلاً ثم يعود إلى النوم مرة أخرى"
تنهدت بضيق فهمهم بتفهم
"سيكون بخير، لا تقلقي سيدتي"
واساها بلطف ثم التفت إلى جونغ إن الذي استنشق ماء أنفه ليُدير عينيه بعيداً عن معلمه بعبوس
" أرغب بالتحدث معك"
نبس بهدوء و التزم الصمت للحظات قبل أن يُكمل
" بشأن المسابقة و طُلاب يونغبوك "
انعقد حاجبي جونغ إن لينظر إليه بشك
" أعرف بكل شيئ لذا دعنا نتحدث بهدوء"
ضاقت عقدة حاجبي جونغ إن و ترك مقعده ليقترب من ييشينغ
" كنت تعرف أم أنك عرفت هذا للتو؟ "
" لن يُشكّل فارقاً لذا..."
"بلى سيكون هناك فارق"
هسهس بإنزعاج حين لامس بحديث ييشينغ حقيقة أنه كان يعرف بالأمر منذ زمن فاقتربت منه والدته لتجذبه من مرفقه بتأنيب
"جونغ إن، لا تتحدث مع معلمك بهذه الطريقة"
"لا بأس سيدة كيم، أنا أتفهم موقفه "
أشار إليها ييشينغ بتفهم دون أن يبعد عينيه عن طالبه ثم وضّح
"و لأنني أعرف فأنا أرغب بالتحدث بالهدوء معك...كيونغسو أيضاً هنا و أعتقد لو أنه تحدث معك سيكون أفضل من أن أتدخل أنا"
" لا أريد أن أتحدث مع أحد "
تكتف جونغ إن بإنزعاج فدفعته والدته من كتفه
" تحدث مع معلمك ثم عد إليّ"
"أمي"
تذمر فهزت رأسها إلى الجانبين
" استمع إلى ما سيقوله و بعدها اتخذ قرارك بدلاً من النحيب "
قلب جونغ إن عينيه بإحراج ليخرج مع ييشينغ من الغرفة فاستقام كيونغسو بوقفته سريعاً لينظر إليه بتوتر
"سأبقى مع السيدة كيم في الداخل لتتحدثا براحة، و لا تقلق جونغ إن فأنا لن أطلب منك أن تُقرر شيئاً لست راضياً عنه "
ربت على كتف جونغ إن ليعود إلى الغرفة فراقبه جونغ إن بعينيه إلى أن أغلق الباب و التفت بعدها ينظر إلى كيونغسو بتساؤل إلا أنه بدا مُتردداً وغير مستعد للحديث
"اسمعني جيداً كيونغسو، لا يوجد تبرير لكذبكم على أصدقائي، الأمر لا يتعلق فقط بالدراسة بل حتى مشاعرهم...جميعنا نُقدّر الصداقة و سيهون بصورة خاصة حساس تجاه هذا الأمر لذا لا شيئ سيُعالج ألم قلبه حين يعرف أنكم قمتم بإستغلاله"
انفجر في وجه كيونغسو بإنفعال فابتلع الآخر ريقه بتوتر و عقله أصبح فارغاً فجأة، لقد نسي كل ما قام بتحضيره من حديث بسبب انفعال جونغ إن
" أنا..."
تمتم ليبتلع ريقه مُجدداً ثم حرّك عينيه في الأرجاء بتردد
" لا أعرف إن كنت ستتفهم ما أقوله لكن...عائلتي لا تُشبه أهل القرية"
ضم كيونغسو كفيه معاً ثم التفت ليسير نحو مقاعد الإنتظار و جلس عليها ليُمسد جبينه بتوتر ثم شابك أنامله معاً مرة أخرى
" أعرف أن أياً كانت علاقتي بعائلتي فهذا لا...لا يعني أنني أمتلك الحق في استغلالكم "
اقترب جونغ إن ليجلس بجانبه عاقداً حاجبيه ثم همهم يحث كيونغسو على الحديث
" سأُخبرك بكل شيئ، عن عائلتي و عن الآخرين لذا ربما تتفهمنا قليلاً...على الأقل كي لا تكون غاضباً منهم فأنا من جررتهم معي إلى هذه النقطة "
_______________
تحمحم سيهون ليطرق باب غرفة الفتيات فأطلّت سويون من خلف الباب لتنظر إليه بتساؤل
" نحن نلعب في الخارج و بحاجة إلى المزيد من الأشخاص "
قهقهت سويون لتومئ إليه ثم التفتت تنظر نحو جيون لكن الأخرى جذبت الغطاء تضعه فوق رأسها تدّعي بذلك النوم
" سنلحق بكم بعد قليل"
اومأ بإبتسامة واسعة ليركض إلى الخارج حيث يجلس جونغداي مع تشانيول و كاثرين
" جيون "
همست بلطف و اقتربت لتجلس على طرف السرير بجانب جيون فأخفت الأخرى وجهها أسفل الغطاء
"هل أنتِ مريضة؟"
أومأت جيون فأمسكت سويون بالغطاء لتجذبه بعيداً عن وجهها إلا أن جيون قد تشبثت به
" انضمي إلينا في الخارج، ربما تُصبحين بخير فهذا أفضل من البقاء في السرير"
جذبت الغطاء مرة أخرى لتضغط جيون بأناملها على الغطاء ترفض الإنضمام إليهم
"إن كان هناك ما يُزعجكِ فلتُخبريني بذلك، يُمكنني المساعدة"
لم تتلقى سويون رداً فأمالت برأسها نحو جيون هامسة
"هل هذه فترتك الشهرية؟ إن كنتِ مُتعبة يُمكنني التحجج للمعلم ييشينغ بأي شيء كي لا تتدربي معنا غداً...لن أخبره عن الأمر بصراحة لذا لا تقلقي"
تنهدت بعمق لتخرج من الغرفة حين لم تتلقى رداً من جيون فتحركت معها أعين الآخرين كونها خرجت وحدها لكنها تخطتهم لتدخل إلى المطبخ
" أين جيون؟ "
جونغداي سأل بإهتمام لتنظر إليهم ثم ابتسمت
" لقد قررنا أن نحظى بحديث فتيات لذا أظنكم ستضطرون إلى تغيير اللعبة "
انعقد حاجبي جيون بخفة حين سمعت ما قالته لكن سرعان ما عادت أفكارها المُخيفة تُسيطر على عقلها
بعد بضع دقائق سمعت صوت إغلاق باب الغرفة تلى ذلك شعورها بشخص يجلس على السرير
" لقد حضّرت بعض الأعشاب الدافئة، ستُساعدكِ على تخفيف الألم "
همهمت جيون بعدم فهم و ببطئ أخفضت الغطاء عن رأسها لتنظر إلى سويون بتساؤل فابتسمت سويون بوسع ثم حملت أحد الكوبين من فوق الصينية التي أحضرتها تواً لتناولها إياه
" هيا تناوليه، لقد أحضرت كوباً لنفسي أيضاً"
ابتسمت بوسع لتنظر جيون إلى الكوب الذي تحمله سويون ثم رفعت عينيها نحوها
تحركت جيون بهدوء لتعتدل بجلستها ثم أمسكت بالكوب بينما تحاول استيعاب الأمر...هل سويون حضّرت الأعشاب لأنها اعتقدت بأنها فترتها الشهرية حقاً؟!
" يُمكننا التحدث معاً حتى تتناسي الألم و بشأن التدريب غداً فلا..."
"إنها...ليست فترتي الشهرية"
تمتمت جيون بتردد لتحتضن الكوب بكفيها ثم ارتشفت منه القليل بينما تنظر إلى الغطاء
" اووه، لقد فهمت الأمر بشكل خاطئ"
قهقهت سويون بإحراج ثم تنفست بعمق
" لا بأس فالأعشاب مفيدة أيضاً "
همهمت جيون بخفوت لتتناول الأعشاب بصمت بينما سويون تنظر إليها
" لا أُزعجكِ ببقائي معكِ؟ إنهم شباب في الخارج و المعلمة كاثرين مشغولة بهاتفها لذا لا أريد أن أكون وحدي بينهم "
سويون تحدثت كاذبة بينما تفتتح حديثاً مع الأخرى و بداخلها تتمنى أن لا تلحظ جيون حقيقة أنها لطالما كانت وحدها بين أولئك الشباب فهي صديقتهم المقربة
" ظننت أنه سيكون من الرائع أن نُصبح صديقتين، تبدين لطيفة لكنكِ هادئة للغاية و أنا لم أعتاد أبداً على افتتاح الأحاديث...سيهون هو الأفضل حين يتعلق الأمر بالثرثرة"
ضحكت بخجل لتحك جانب عنقها فرفعت جيون عينيها تنظر إليها بصمت...لطيفة ؟! لماذا يعتقدون أنها لطيفة؟!
" لم لا...تعتقدون أنني غريبة أطوار؟ "
همست جيون بتردد لينعقد حاجبي سويون
" الأمر فقط...أنتِ هادئة لكنكِ في مكان غريب و بعيدة عن عائلتك و أصدقائك لذا ليس غريباً أن تكوني هادئة و تتجنبين الجميع، لا نمتلك جميعاً ذات الشخصية لذا لا نتوقع أن يكون الجميع ثرثاراً مثل سيهون أو اجتماعياً كجونغداي "
لوّحت بيدها بينما تحاول شرح الأمر و قد لاحظت جيون كيف أن سويون تبدو متوترة و تتجنب النظر إلى عينيها أثناء الحديث
" لكنني غريبة أطوار و لست هادئة فحسب "
تمتمت جيون لتنظر إليها سويون ثم قهقهت
" حسناً، لا بأس بذلك مادُمتِ شخصاً لطيفاً...هيبا أيضاً تبدو باردة في بعض الأحيان، ربما صريحة وقد يعتقد البعض أنها وقحة لكنها ليست كذلك البتة فهي فقط حذرة في أسلوبها كونها تخشى الوثوق في الآخرين أو منحهم مكانة كبيرة ثم تكتشف أنهم سيئين...تشانسوك مرت بنفس ظروف هيبا لكن على عكسها فهي ودودة و حيوية و هذا لا يجعل من إحداهما غريبة أطوار أو مزعجة....فقط كل شخص لديه شخصيته الخاصة ولا بأس بأي شخصية تمتلكين...فقط لا يجب أن تكوني مُتغطرسة ولا تجرحي مشاعر الآخرين أو تُقللي من شأنهم..."
تنهدت سويون بعمق لترفع كتفيها و أخفضتهما بحركة سريعة
" و أنتِ لم تفعلي ذلك لذا....حتى و إن كُنتِ غريبة أطوار كما تعتقدين فلا بأس بذلك "
ابتسمت نهاية حديثها لتنظر إلى جيون ثم مدت كفها نحو جبين الأخرى
" لا توجد حرارة "
تمتمت لتتنهد جيون بعمق
" هل لا تشعرين بالراحة بيننا؟...أعني حتى حين أتيتِ إلى القرية في الأسبوع الأول ادعيتِ المرض كي لا تنضمي إلينا ثم انضممتِ لنا بعد أن عاد طُلاب يونغبوك إلى القرية...هل نحن لا نُشعركِ بالـ..."
"لقد أخبرتكِ للتو...أنا فقط غريبة أطوار"
قاطعتها جيون بهدوء ثم التفتت لتضع الكوب على الطاولة بجوارها
" في مدرستي يقولون أنني غريبة أطوار حتى أنني حاولت الإنتحار لأنني بتُ يتيمة...أنا غير متزنة "
رفعت جيون عينيها نهاية حديثها لتنظر إلى سويون التي تجمدت في مكانها، لا ترمش ولا تتحرك فزفرت جيون بعمق و أمسكت بالغطاء مرة أخرى فجذبته منها سويون
" لقد مررتِ على النهر عدة مرات كما بقيتِ في منزل هيبا وحدكِ في السابق لكنكِ لم تؤذي نفسك...لم يقولون أمراً كهذا؟"
أمالت سويون برأسها بعدم فهم لينعقد حاجبي جيون
"لأنني كدت أفقد حياتي بعد موت أبي بفترة"
"هذا ليس مُبرراً...أنتِ لم تحاولي الإنتحار، أليس كذلك؟ "
رفعت سويون حاجبيها بتساؤل لتنظر إليها جيون لبعض الوقت ثم أخفضت نظراتها عنها
" لماذا... "
تمتمت لتُغلق عينيها
"أنتِ و جونغداي تتحدثان و كأنكما تعرفان كل شيئ؟ "
" نحن لا نفعل، لكن أنا أشعر بالغرابة...إن حاولتِ الإنتحار من قبل فكان بإمكانكِ فعل هذا مُجدداً فهناك الكثير من الفرص أمامكِ لتفعلي ذلك...كما أن جونغداي قال أنكِ لطيفة لذا يبدو أنكِ تعتقدين أنكِ غريبة أطوار لأنهم قالوا هذا عنكِ في المدرسة فقط....إنهم يبدون مثل أولئك الحمقى المُتنمرين في الدراما المدرسية "
قلبت سويون عينيها بإنزعاج ثم ابتسمت بوسع لتُشير إلى جيون
" و أنتِ بطلة الدراما "
ضحكت لتضع كفها أمام شفتيها فابتسمت جيون لتخفض عينيها عنها بخجل
____________________
" و هل حاولت حقاً قتل نفسك بتناولك الفول السوداني؟ "
جونغ إن تساءل بهدوء يخفي خلفه قلقه فرفع كيونغسو كتفيه
"لا أدري، هل حقاً كنت أحاول قتل نفسي أم فقط أردت لفت انتباههم إليّ.....لا أُخبرك بهذا لأحصل على تعاطفك، أريدك فقط أن تعرف بأن أبسط حقوقي لا يُمكنني مطالبة والداي بها، لا أحصل على حبهما ولا الحرية في اختيار أصدقائي...لقد خسرت ييشينغ بسببهما و لم أستطع اتخاذ خطوة نحوه حينها حتى أنني خشيت أن أحصل على عقاب إن حاولت الدفاع عنه ضد تلك الشائعات التي انتشرت حوله في المدرسة "
ضم كيونغسو شفتيه بعبوس ليستنشق ماء أنفه
" نحن لم نحاول استغلالكم، لكن لو أخبرناكم الحقيقة حينها حتى و إن انضممتم إلينا فلن تبذلوا ما بوسعكم من أجل المسابقة و حينها ستخسرون المنح...."
همهم جونغ إن بعدم فهم فاعتدل كيونغسو بجلسته بينما ينظر إليه
" في طريقنا إلى هنا اتفقنا على عدة نقاط أهمها أنكم ستحصلون على المنح الدراسية و إن اضطررنا إلى التكفل بها من مصروفنا الخاص وهذا ليس لأننا نشفق عليكم أو أي هراء من هذا... "
وضّح سريعاً نهاية حديثه
" لن تحصلوا على المنح إن لم تبذلوا قصارى جهدكم لذا....لا يهم نتيجة المسابقة، صديق والد مينسوك يتكفل بمجموعة من الطلاب كل عام، مئة طالب تقريباً و يختارهم بنفسه لذا لن نفعل شيئاً سوى أننا سندعوه ليحضر المسابقة"
"هذه مُشكلة الدراسة و قد حُلت"
جونغ إن تمتم بخفوت ثم التفت ينظر إلى كيونغسو
" لكن المشكلة لا تكمن في هذا فقط...هذه الصداقة.. "
" لقد سمعت بنفسك حديثنا كله و أعتقد أنك سمعت أن جونميون و مينسوك لا يرغبان بإنهاء هذه الصداقة فهي ليست مُزيفة"
كيونغسو قاطعه بهدوء ثم ابتلع ريقه ليهمس بتردد
" أنا أيضاً...أريد أن أكون صديقاً لكم"
رمش جونغ إن مرتين ثم استقام بجذعه لينظر بعيداً عن كيونغسو
" لا تقل هذا في وجهي فأنت توترني "
حكّ جبينه بخجل ليقف من مكانه فوقف كيونغسو سريعاً ينظر إليه بتساؤل
" الآن أو لاحقاً سيكتشف الآخرين الحقيقة لذا يجب أن تكونوا مستعدين لذلك...لن تُعجبكم ردة فعل سيهون و سيكون الأصعب من بيننا صدقني"
أومأ كيونغسو بتفهم
"سأتحمل المسؤولية "
" يليق بك أن تكون قائداً"
رفع جونغ إن حاجبيه بإعجاب ثم أحاط عنق كيونغسو و هو يجرّه معه نحو غرفة والده
" لكن بجدية عليك الإعتذار من جيون لأنك كنت حقيراً معها، و سويون كذلك "
فتح باب الغرفة فوقف ييشينغ سريعاً من مكانه لكنه لم يكن بحاجة إلى السؤال فكل شيئ كان واضحاً
ابتسم إلى جونغ إن ثم حرّك عينيه نحو كيونغسو ليومئ إليه بحركة بسيطة راضياً عن ذلك
_______________
جونميون كان يقف خلف نافذته شارداً، رغم انتظاره سولار لوقت طويل إلا أنه لم يلحظ خروجها إلى شُرفتها
أمالت سولار برأسها بإستغراب بينما تراه يتنهد بعمق من حين إلى آخر ليميل بوجنته تارة على كفه اليُسرى و تارة على كفه اليُمنى
وضعت سولار كفيها على سور الشُرفة تُراقبه بقلق، و لدقائق أخرى طويلة جونميون لم يلحظها سوى حين استقام بجذعه
توقفت تنهيدته بمُنتصفها ما إن تلاقت نظراته مع خاصتها، لم يبتسم أو يُبدي ردة فعل ملحوظة إلا أن قلبه قد خفق بعنف حينها
"ما الخطب؟"
أشارت إليه سولار فأرغم نفسه على رسم بسمة رأت زيفها ثم هز رأسه إلى الجانبين بحركة بسيطة
" لقد رأيتكِ لذا سأذهب إلى النوم الآن"
ابتسم ليلوّح إليها ثم توجّه إلى سريره ليستلقي عليه و أغلق بعدها إضاءة الغرفة فانعقد حاجبي سولار بإستغراب
بقت سولار في مكانها لبعض الوقت لعله يمر من خلف النافذة مرة أخرى، في حين ظل هو ينظر إلى السقف المظلم بأعين لامعة و عقله مازال يُفكر فيما سيحدث
جونميون ليس مُستعداً لذلك...ليس مُستعداً لخسارة أصدقائه الجُدد و العودة إلى سجن يونغبوك بين أولئك المُتغطرسين
"ألا يُمكننا الهروب فحسب؟"
ألقى سيهون رأسه على كتف تشانيول بنعاس أثناء تبديل ملابسهم للمُغادرة من أجل التدريب، و قبل أن يُجيبه أي من أصدقائه هو تذمر سريعاً
"حتى الهروب يتطلب مجهوداً و أنا أشعر بالكسل الشديد..هل يُمكنك حملي؟"
مد ذراعيه نحو كيونغسو الذي جفل لينظر إليهم بإستغراب فهل هو يتحدث بجدية أم فقط يمزح كالعادة
"لا بأس، أتفهم كونك قصير و ضعيف"
"لست كذلك"
اعترض كيونغسو ليومئ سيهون بلا مُبالاة
" نعم، نعم أنت قوي فقط لا تغضب أيها الصغير "
مر سيهون من جانبه ليُربت على رأسه كطفل صغير فأمسك كيونغسو بذراعه بحركة سريعة و قام بلويها خلف ظهره
" لا يُمكنك تخيل نوع المسابقات التي اشتركت بها طوال حياتي لذا لا تُقلل من شأني"
نبس كيونغسو بهدوء ليدفع سيهون حين تأوه بألم فالتفت إليه سيهون ينظر نحوه بإنبهار لينعقد حاجبي كيونغسو
حرّك كيونغسو عينيه بينهم فرأى تلك النظرات التي تشابهت، أعين متسعة لامعة بحماس و فاه فاغر بإعجاب
" أخبرتكم لا تثقوا بقصار القامة "
أشار سيهون إلى كيونغسو بينما يهتف بعدم تصديق فالتفت إليه جونغداي يتذمر
"ما دخل طول قامتنا بذلك؟!"
" تبدون صغاراً لكنكم تمتلكون قوى خارقة"
سيهون تحدث بدرامية بينما يلوّح بيديه في الهواء ثم أغلق عينيه كأنه ينهي أحد المشاهد المأساوية
و حين فتح عينيه لم يكن هناك أحداً بالغرفة عدا تشانيول الذي صفع مؤخرة رأسه أثناء مروره من جانبه
" بجدية يجب أن تُجربوا ذلك، اجعلوه يُهاجمكم، عظام يده قوية "
هتف و هو يلحق بهم إلى الخارج ثم توقف ليتبادل النظرات بينهم حيث كانت سويون و جيون كذلك بغرفة المعيشة تنتظران مع المُعلمين إلى حين خروجهم
" كيونغسو يمتلك قبضة قوية، لقد ثنى ذراعي للتو و...يا له من رائع "
سيهون تحدث بإنبهار موجهاً حديثه إلى ييشينغ فضم كيونغسو شفتيه بخجل و تراجع خطوة إلى الخلف ليختبئ خلف جونغ إن
" و هذا يجعلك سعيداً؟"
قهقهت كاثرين بعقدة بين حاجبيها لينظر إليها سيهون ثم اومأ بعنف
" إنه رائع "
هز رأسه بإعجاب ليضحك الآخرين بخفوت فاقترب منه ييشينغ ليُربت على كتفه
"فلتحذر، قد يفقد عقله و يشوّه وجهك بقبضته"
"لن يفعل"
صرخ سيهون بعدم تصديق ليحتضن وجنتيه بينما يلتفت نحو كيونغسو
"نحن أصدقاء، لا تنسى هذا"
أشار إلى كيونغسو بسبابته ثم احتضن وجنتيه مرة أخرى ليركض إلى الخارج يسبقهم نحو الحافلة
" ستعرف القرية بأكملها أن كيونغسو يمتلك ذراعاً قوية "
قهقه جونغ إن ساخراً ثم أحاط عنق كيونغسو و هو يجرّه معه إلى الخارج غير مُبالٍ لأن الآخر كاد يتعثر عدة مرات
انقسم الطلاب أمام مركز التدريب و كل منهم توجّه إلى المكان الذي يتدرب به، بقى ييشينغ في المركز معهم في حين غادرت كاثرين مع جونميون، كيونغسو و سويون إلى المكتبة
"سويون"
كيونغسو أمسك بمرفقها قبل أن تدخل إلى المكتبة فالتفتت تنظر إليه، و بعد أن تأكد من دخول كاثرين و جونميون تنهد ليترك مرفقها
" بشأن ذاك اليوم، حين دفعتكِ أثناء جمع الثمار...أنا حقاً آسف"
اعتذر بصدق ثم شابك كفيه معاً بتوتر فبقت سويون هادئة لبعض الوقت بينما تنظر إليه دون ردة فعل تُذكر
"حسناً"
تمتمت و التفتت بعدها تلحق بجونميون و كاثرين فبقى كيونغسو في مكانه
يشعر بالحرارة تتسلل إلى رأسه كما أذنيه ولا يدري هل هذا تأثير الإحراج أم أن الجو بات حاراً فجأة!
وضع كيونغسو الكتب على الطاولة أمامه بينما ينضم إلى جونميون و سويون
"أنت بخير؟"
سويون تساءلت فرفع كيونغسو عينيه نحوها و كاد يُجيبها لكن حديثها لم يكن موجهاً له بل إلى جونميون الشارد
ابتسم جونميون و أومأ بخفة ثم مرر عينيه على كيونغسو لينعقد حاجبي الأخير
"ما الخطب؟"
بصوتٍ غير مسموع حرك كيونغسو شفتيه بتساؤل فضيّق جونميون عينيه بعدم فهم...ألا يجب أن يعرف كلاهما بشأن ما يحدث؟!
بلل كيونغسو شفتيه ليسترق نظرة نحو سويون ثم كتب بدفتره و بعدها دفعه نحو جونميون
(هل هو عن جونغ إن؟)
ضم جونميون شفتيه بعدما قرأ ما دونه الآخر ثم دفع الدفتر إلى كيونغسو بينما يومئ فكتب إليه مُجدداً و حرّكه نحو جونميون
( لا تقلق، لقد حللت المشكلة تقريباً)
أمال جونميون برأسه بعدم تصديق لينظر إلى كيونغسو فابتسم إليه الأخير و أومأ بحركة بسيطة يؤكد ذلك
"ما الذي يحدث هنا؟"
جذب كيونغسو دفتره سريعاً ليُغلقه ثم أمال بمرفقه يستند عليه بينما ينظر كلاهما إلى سويون
"هذا..كنت أسأل..."
تبادلا النظرات و كأن أمرهما قد كُشف ثم التفتا لينظرا إلى سويون مُجدداً
" هل يُمكنكِ مُساعدتي؟"
كيونغسو سأل بنبرة تعالت قليلاً بتوتر فحرّكت سويون عينيها بينهما بإستغراب ثم أخفضت نظراتها إلى كتابه
" لم تدرس شيئاً بعد"
أخفض عينيه حيث كتابه المُغلق لينظر إليها سريعاً بأعين واسعة
ارتفع حاجبي سويون بسخرية فابتسم ببلاهة
" في شيء آخر "
لوّح بيده بعشوائية لينظر إليه جونميون بإستغراب فهو يكاد يفضحهم بتصرفاته الغريبة
"حسناً"
"ألا تملك سوى هذه الكلمة؟ "
تمتم كيونغسو بخفوت مُنزعجاً فهمهمت سويون بتساؤل ليهز رأسه إلى الجانبين ثم اقترب منها بمقعده
"أُريدكِ أن تُساعديني في البحث عن إجابة سؤال ما"
نبس كاذباً فعادت سويون برأسها إلى الخلف حين أوشك على الارتطام بها، و بعد أن جلس في مكانه تنفس بعمق ليفتح دفتره بعشوائية يبحث عن أي سؤال يطلب مُساعدتها في حله
"اااه هذا"
أشار إلى سؤال ما ثم رفع عينيه نحوها و هو يلتقط أنفاسه بوتيرة سريعة ملحوظة فهمهمت
"حسناً و لكن..."
رفع حاجبيه حين التفتت لتنظر إليه قليلاً ثم دفعت جبينه بسبابتها
" لا داعي لأن تكون قريباً هكذا"
رمش كيونغسو بضعة مرات ثم أمسك بمقعده ليبتعد به عنها قليلاً و مسد عُنقه بخجل
"فلنبدأ"
ربت على دفتره بخفة دون أن يرفع عينيه نحوها فهمهمت سويون ثم حرّكت الدفتر أمامها لترى السؤال
________________
" عن ماذا تتحدث؟ رجاءً لا تقل هذا مُجدداً "
تشانيول هتف بقهقهة صاخبة ليضرب كتف سيهون الذي يضحك هو الآخر
" أنا أقول الحقيقة"
"توقف عن هذا "
دفعه تشانيول فاهتز كتفي سيهون بضحكة مكتومة ثم سبقهم بخطواته ليدفع باب غرفة الباليه
" سأبحث مُستقبلاً عن راقصة باليه لأرتبط بها،انهن رائعات "
همس سيهون لتشانيول بينما أعين جونغداي و جونغ إن تُراقبان راقصتي الباليه هنا حيث تتحركان برشاقة و تزامن مع بعضهما
" أنت تجد كل شيئ رائع"
تشانيول سخر منه لينفض سيهون كتفه بغرور
"ربما لأنني شخص رائع "
قلب تشانيول عينيه ثم تكتف بينما ينتظرون انتهاء تدريب الفتاتين
بعد أن انتهوا خرجوا من الغرفة ينتظرون هانييل لتُبدّل ثيابها في حين اقترب جونغداي من جيون
" ماء"
نبس بلطف ليناولها زجاجة مياه بعد أن فتح غطائها فأمسكت جيون بالزجاجة إلا أنه لم يتركها
رفعت عينيها نحوه ليبتسم
"ألا تنوين التحدث معي؟"
"أنا لا..."
اقترب منها يُقاطع حديثها فابتلعت ريقها بينما عينيها تتحركان مع خاصتيه
" ليس هناك داعٍ لتُخبريني بشيء إن كان خاصاً، لكنني لا أرغب برؤيتكِ بهذه الحالة لذا.."
أخفضت جيون نظراتها نحو شفتيه المُترددتين ثم ابتلعت ريقها لتنظر إلى عينيه مرة أخرى
" أريد أن أتخلص من سبب حزنكِ"
نبرته الخافتة باتت أكثر هدوءاً نهاية حديثه بينما مُقلتيه اهتزتا بتوتر حين أدرك أنه عالق هنا مع عينيها و لا يعرف كيف يبتعد بنظراته عن عينيها الحزينتين
تلك الرجفة بجسده حين لمح لمعة رقيقة بعينيها، و انكماش معدته القوي
لم تبدو تلك المشاعر مُحببة و يرغب بتجربتها لأطول وقت ممكن ؟!
" و أخيراً وجدتكِ"
To be continued......
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top