13
Start
وقف جونميون خلف النافذة لساعات يُراقب الشُرفة المقابلة له، تحديداً منذ عاد إلى منزله حتى أنه لم يتناول العشاء بعد
قفز في مكانه بفزع حين شعر بنقرة على كتفه و التفت إلى هانييل التي اتسعت عينيها بتفاجؤ من ردة فعله
"ما خطبك؟"
تنهد بعمق في حين اقتربت هي لتنظر إلى الشرفة المقابلة له ثم ابتسمت بخبث فدفع جبينها بسبابته كي تبتعد ثم تخصر أمامها
" ألم تظهر ابنة الجيران بعد ميوني؟"
دندنت بسخرية فقلب جونميون عينيه ليهز رأسه إلى الجانبين
"لم أتيتِ؟"
"أنا طلبت منها أن تناديك لتناول العشاء معنا"
استقام جونميون بوقفته فتحركت هانييل لتقف بجانبه و تبادل كلاهما النظرات بتوتر فأشارت إليهما والدتهما
" هيا لنتناول العشاء سوياً "
اومأ كلاهما سريعاً ثم التفتا إلى بعضهما ما إن غادرت
"هل تظن أنها سمعتنا؟"
" لم تكن لتبقى هادئة هكذا "
همس بعدم ثقة ثم ابتلع ريقه بصعوبة ليُشير إليها أن تخرج من غرفته كي يلحقا بوالدتهما
____________________
~~~كيونغسو ~~~~
تلاشت إبتسامتي تدريجياً لأتنهد بعمق ثم اقتربت من باب المنزل، و بإحترام انحنيت إلى والداي قبل أن أتخطاهما
" دو كيونغسو"
توقفت في مكاني حين صرخت والدتي بإسمي و بعد لحظات التفت لأُقابلهما فاقتربا مني حتى وقفا أمامي لتسألني أمي
"ذاك الرجل...هل هو چانغ ييشينغ؟"
تبادلت النظرات بينهما قبل أن أومئ فاتسعت أعين والدتي كأنها جريمة ارتكبتها
"هل عدت لتتحدث معه؟ منذ متى؟"
هتفت بعدم تصديق فرفعت كتفاي ثم نظرت إلى والدي أوجّه حديثي إليه
"هو المعلم المسؤول عنا بقرية دونغ، ألا يجب أن تعرف ذلك؟"
"لا تُقابله مرة أخرى "
اكتفى والدي بتلك الجملة و تحرك جانباً ينوي المغادرة فتحركت معه لأعترض طريقه
" إنه المعلم المسؤول عنا في المسابقة، لا يُمكنني تجنب لقائه"
انعقد حاجبي والدي فاقتربت أمي تُمسك بذراعه
" ألا يُمكنك التعامل مع هذا الأمر؟ "
"كيف يتعامل مع هذا الأمر؟"
ضيّقت عيناي بعدم فهم فهزت والدتي رأسها ببساطة
"فليقم بتغييره"
"يقم بتغييره؟ "
صحت بعدم تصديق لأبتعد عنهما خطوتين
" و ماذا فعل ييشينغ لتقوموا بأذيته... مُجدداً"
رفعت حاجباي نهاية حديثي بينما أتبادل النظرات بينهما فرمقني والدي بصمت لبضعة لحظات قبل أن يومئ إليّ
" لتكن علاقتكما في حدود المسابقة، و ما إن تنتهي لا أريد أن تكون هناك أي علاقة تجمعكما"
لا أُصدق هذا، هذا البرود و هذه التصرفات الغير مبالية؟ ما خطبهما؟!
أردت التزام الصمت بهذا الوقت كي لا أصرخ بما يدور في خاطري لكن لا أريد أن يتأذى ييشينغ
سابقاً التزمت الصمت و طُرد من المدرسة بسببي، لا أريد أن يتكرر هذا
" لم لا أبتعد عنه الآن؟ سأنسحب من المسابقة و ينتهي كل شيئ"
نبست بهدوء لم يدم طويلاً فسرعان ما تعالت نبرتي بغضب بدا بملامحي بلا شك خاصةً مع نظرة عدم الرضا التي علت وجه والداي للتو
"تنسحب من المسابقة؟! أتعرف ماذا سيُقال عنا حينها؟ إن اعتقدوا بأنك مجرد فتى ضعيف فهل تعتقد أنهم سيسمحوا لك بالجلوس على مقعدي يوماً؟ مجلس الإدارة لن يسمحوا..."
"لا أفهم هذا"
قاطعته بضيق لألوّح بيدي بعشوائية بينما أصرخ مُدركاً أنني أسمح للمشاكل بيننا أن تتفاقم
" لا أفهم كل هذه الأمور لذا توقفوا عن التحدث معي بهذه اللغة الغريبة "
" دو كيونغسو "
" نعم هذه اللغة أمي "
أشرت نحوها بإنفعال لألتقط أنفاسي
" هذه اللغة الرسمية...هذا الحديث الذي يدور فقط حول العمل و الدراسة و المزيد من العمل...كدت أموت، تركت المنزل وأنا بحالة يُرثى لها و لم تعرفا عني شيئاً لأسبوعين لكن حين رؤيتي كل ما يهمكما هو العمل؟! تباً لهذا العمل الذي لا يشغلكما سواه"
"أنت وقح"
لا أدري كيف قلت كل ذلك، لم أعي على تماديّ بالحديث سوى حين حطت صفعة على وجنتي من قِبل والدتي فتجمعت الدموع بمُقلتاي سريعاً
" ما كان يجب أن أعود "
همست لأمحو تلك الدمعة التي غادرت مقلتي لأنظر إليهما بحزن ما كانت لأنجح في السيطرة عليه
" أشعر بالألم لأنني أشتاق إليكما، لأنني أحبكما و لم أعد إلى هنا سوى لأنني طامع بحب مشابه لكن لم أجده يوماً، أنتما جاحدين لدرجة تجعلني أشك كثيراً في كونكما والداي "
" لقد تماديت لأنني التزمت الصمت"
صاح بي أبي بنظرة مُخيفة أعرف ما سيأتي بعدها، ضُربت منه سابقاً و لازال جسدي يرتجف حين تذكري ذلك، لذا بتلقائية انتفض جسدي مُبتعداً عنه ثم هرولت نحو الأعلى لكنني توقفت بمنتصف السلالم أنظر نحوهما حيث تحاول أمي منعه عني
" سأُغادر صباحاً و لن أعود حتى تنتهي المسابقة، لا أريد إفساد مزاجكما بمجيئي إلى هنا"
أشرت إليهما بسخرية لكن نبرتي المُهتزة الخائفة لم تخفى عنهما بلا شك، كانت واضحة للغاية
هربت إلى غرفتي لأُغلق الباب خلفي و لم أكد أتخذ خطوة إلى الأمام حتى وقعت في مكاني بضعف، ممتن أن قدماي لم تخذلاني أمامهما
سينسيان أمري بحلول الصباح لذا غادرت بوقت باكر قبل أن يستيقظا كي لا يحدث شجاراً آخر قد يجعل الأمور أسوأ
_________________
حرّكت سولار عينيها مع الحجرة الصغيرة التي أُلقيت بجانبها ثم رفعت عينيها نحو البوابة فابتسم جونميون بوسع بينما يلوّح إليها
تركت ما بيدها جانباً ثم استقامت من مكانها لتقترب من البوابة حتى وقفت مُقابلة إلى جونميون
" مرحباً"
لوّح إليها بإبتسامة فقضمت شفتيها لتومئ بحركة بسيطة ثم أشارت إليه
" لم تعد إلى المنزل الأسبوع الماضي؟"
أمالت برأسها بتساؤل فمالت أعين جونميون بإبتسامة بينما يومئ إليها
" تأخرنا في الطريق إلى هنا لذا لم يسمح لنا المعلم بأن نعود إلى منازلنا"
حرّك يديه بحذر بينما يهمس فأومأت سولار ثم حركت عينيها في الأرجاء بخجل بينما جونميون أمال برأسه يحاول النظر إلى عينيها حتى التفتت إليه فجفلت ما إن تلاقت نظراتهما
أخفضت عينيها عن خاصتيه لتنظر إلى صدره بخجل ثم أشارت إليه مرة أخرى
" ظننتك ستُرسل رسالة تُخبرني بذلك"
رفعت عينيها و أخفضتهما عدة مرات بتردد ليضحك جونميون بخفوت
"أردت ذلك، لكن لم أرغب بإزعاجكِ"
أمالت برأسها بعدم فهم فوضّح بعدما حك جانب عنقه بإحراج
"لم ترغبِ بأن أُراسلكِ"
ارتفع حاجبيها بتفاجؤ ثم انحرفت عينيها بإبتسامة سرعان ما اتسعت حين استوعبت أن جونميون لم ينسى أمرها...فقط احترم رغبتها بعدم مراسلته لها و هذا أمر لم تتوقع أن يفعله
" سأحاول العودة كل أسبوع لرؤيتكِ"
اومأت سولار ثم اقتربت خطوة من البوابة لتُشير إليه بخجل
" يُمكنك مُراسلتي"
همهم جونميون بعدم فهم فأخرجت الأخرى هاتفها لترفعه أمامه
"حقاً؟ يُمكنني ذلك؟"
هتف بحماس بينما يُشير إليها ليضع كفيه على شفتيه سريعاً و تلفت حوله يتأكد أن لا أحد سمعه ثم أعاد نظراته إليها فضحك كلاهما
__________________
( سأُغادر الآن)
رفعت سولار هاتفها إلى مستوى عينيها تقرأ رسالة جونميون التي انتظرتها كما قال، جعدت أنفها بخجل ثم استقامت من مكانها حيث كانت تجلس على طرف السرير و اقتربت من الشرفة لتخرج إليها فاستقام جونميون بوقفته سريعاً
" هل يُمكنكِ المجيئ إلى تدريبي اليوم؟"
أشار إليها فانعقد حاجبي سولار بخفة ثم رفعت هاتفها لتبعث له برسالة
( لا أحب الخروج من المنزل)
كاد أن يسألها جونميون عن السبب لكن طرق على باب غرفته أوقفه فالتفت ينظر إلى هانييل التي دخلت دون إذنه فتنهد
"هانييل"
" السائق ينتظر "
رفعت كتفيها ببراءة ثم ألقت نظرة نحو نافذته المفتوحة لتضحك بخفوت
"حسناً، لا تتأخر"
خرجت لتُغلق الباب خلفها فهز رأسه إلى الجانبين ثم التفت مرة أخرى ينظر نحو الشرفة المقابلة له لكن سولار لم تكن هناك فزفر بعمق ثم غادر ليلحق بهانييل
جلس بجانب توأمه في المقعد الخلفي و أخرج هاتفه ليبعث برسالة إلى سولار
( هانييل دخلت الغرفة فجأة)
قضم شفتيه ليسترق نظرة جانبية نحو هانييل و أراد صفع رأسها لكنه تراجع عن تلك الفكرة يحترم كونها فتاة رقيقة - كما يظن هو-
( هل غادرت؟)
أمال نحو النافذة المجاورة له حين رؤيته رسالتها ثم أجابها
( أردت رؤيتكِ قبل مُغادرتي لكن لا يجب أن نتأخر)
سارت سولار ذهاباً و إياباً بغُرفتها بينما تقضم أظافرها بتوتر حتى سمعت صوت رسالة أخرى
( لم لا تُحبين الخروج من المنزل؟)
ابتلعت ريقها لتنظر نحو نافذة جونميون ثم أعادت نظراتها إلى هاتفها
( لا أشعر بالراحة بين الآخرين)
زم جونميون شفتيه
( لن تكوني مع أحد غيري)
تنهدت سولار و عادت إلى غُرفتها لتجلس على سريرها بينما شفتيها اهتزتا في ابتسامة مترددة
( أنا بكماء)
(حسناً؟!)
انعقد حاجبيه بخفة حين أجابته
( هذا يكون مُحرجاً لمن معي)
(أنا سأكون معكِ)
(و هذا ما أقصده، سيكون ذلك مُحرجاً لك)
زفر جونميون و استقام بجلسته بشكل ملحوظ جذب انتباه هانييل لها فانعقد حاجبيها لرؤية ملامح وجهه تُبدي انزعاجه
( لا أعرف إن أزعجكِ أحدهم من قبل بشأن ذلك لكنني لا أراه أمراً مُحرجاً أو غريباً)
قضم شفته السُفلى حين شعر أن رسالته تلك لم تكفي لتُخفف من غضبه
( كما أنكِ ستكونين معي أنا و ليس مع شخص آخر لذا لا تُفكري فيما يُفكر فيه الآخرين بل فكري بي أنا فقط سواء كصديق أو أكثر من ذلك)
"أخبرها أنك معجب بها"
همهم جونميون ليكتب الرسالة ثم توقف حين أدرك أن هانييل تضع عينيها بهاتفه فرفع عينيه لتنظر إليه هي الأخرى و ابتسمت ببلاهة
"ماذا تفعلين؟"
"رأيتك غاضباً، لذا أردت معرفة السبب"
رفعت كتفيها نهاية حديثها فدفع رأسها بسبابته ثم التفت إلى الجانب الآخر يخفي الهاتف عنها
( يُمكنكِ الإكتفاء بي أيضاً، مشاعري نحوك ليست ضعيفة البتة)
ضيّق جونميون عينيه و التفت ينظر نحو هانييل بحركة سريعة فالتفتت إلى الجانب الاخر بينما تُصفّر تدّعي عدم محاولتها رؤية ما كتبه للتو
بينما سولار تجمدت أمام رسالته، تسارعت نبضات قلبها لترمش بضعة مرات ثم أغلقت هاتفها و وضعته جانباً بأعين تشوشت رؤيتها من الخجل
خرج جونميون و هانييل من السيارة لينضموا إلى الآخرين فألقى ييشينغ نظرة حول المكان يتأكد إن اقترب كيونغسو أم لا لكنه لم يصل بعد
" يُمكنكم الدخول أولاً"
أشار إليهم ليدخلوا ثم ابتعد عنهم كي يتصل بكيونغسو
"أين أنت؟"
هسهس بقلق حين أجاب الآخر فقهقه كيونغسو مُعتذراً بإحراج ما جعل من حاجبي ييشينغ ينعقدان
" أنت بخير؟"
"أنا كذلك لكن أعتقد...أنني صعدت إلى الحافلة الخاطئة"
تلفت كيونغسو حول نفسه فهمهم ييشينغ بعدم فهم
" أي حافلة؟ أين سيارتك؟"
" ااه سأستقل سيارة أجرة فلنتحدث لاحقاً"
أغلق الهاتف فأخفض ييشينغ هاتفه ينظر إليه بإستغراب، بدا كيونغسو و كأنه يتحدث براحة كما اعتاد في السابق لكن بالرغم من ذلك لم يشعر بالراحة تجاه هذا الأمر
كيونغسو لن يتغير بين ليلة وضحاها حتى و إن كان هذا جزء من شخصيته
عاد ييشينغ ليقف مع سويون و جونميون بينما يعقد ذراعيه إلى صدره فقضم جونميون شفتيه بتوتر خشية أن يصرخ به ييشينغ كما حدث من قبل إلا أنه لم يفعل
توقفت أمامهم سيارة الأجرة فاستقام ييشينغ بجذعه سريعاً ليفك عقدة ذراعيه ثم اقترب من السيارة فعُقد حاجبي جونميون بإستغراب لرؤيته كيونغسو يخرج من سيارة الأجرة
" لم أتيت بسيارة أجرة؟ هل هناك مشكلة؟"
ييشينغ همس بقلق فرفع كيونغسو حاجبيه بينما يومئ بإبتسامة واسعة خفق لها قلب ييشينغ قلقاً فما تُبديه شفاهه من ابتسامة لا تتوافق مع نظرة عينيه الحزينة
" استقليت الحافلة ثم توقفت أمام مكان لإحضار غرض أريده و حين أردت صعود حافلة أخرى كانت خاطئة لذا تأخرت، أعتذر"
قهقه بخفة نهاية حديثه ثم وضع كفيه بجيوب سترته يدّعي شعوره بالبرد ليميل بجذعه كي يرى جونميون
"أتمنى أنني لم أتأخر كثيراً"
" ستبقى المعلمة كاثرين مع الآخرين و أنا سأذهب معكم "
ييشينغ نبس بجدية عاقداً حاجبيه بعدم رضى فأعاد كيونغسو نظراته نحوه ليومئ بحركة بسيطة ثم سبقهم بخطواته
" إنه يتصرف بغرابة"
جونميون همس فحركت سويون عينيها إليه ثم أعادت نظراتها نحو كيونغسو...حتى هي لاحظت ذلك، لا تذكر رؤيتها له من قبل يبتسم لكن بالرغم من ذلك لم تبدو ابتسامته حقيقية في عينيها
أسرع ييشينغ بخطواته حتى صار بجانب كيونغسو فوضع كفيه بجيوب بنطاله لينظر إليه كيونغسو ثم ابتسم قبل أن يُعيد نظراته إلى الطريق أمامه
" ماذا حدث؟"
"أخبرتك، أنا فقط توقفت في مكان ما كي..."
"كيونغسو"
قاطعه بتنهيدة عميقة فابتلع الأصغر غُصته بينما تلاشت ابتسامته المزيفة ثم رفع عينيه نحو ييشينغ مرة أخرى ينظر إليه في صمت لم يدم طويلاً
"والدي رآك البارحة"
لم يُبدي ييشينغ ردة فعل رغم صدمته فأكمل كيونغسو بخفوت
" تشاجرنا حتى أن أمي قامت بصفعي و...كاد أن يضربني أبي لولا هروبي من أمامه"
أخفض نظراته بخجل ثم مرر كفه بعشوائية أسفل عينيه يمحو دموعه قبل أن يذرفها بوضوح فربت ييشينغ على ظهره بلطف
" آسف، ربما ما كان يجب أن آتي إليك"
"لا"
هز كيونغسو رأسه إلى الجانبين سريعاً ينفي ذلك
" أنا ممتن لأنك كنت بجانبي بالرغم مما فعلته بك "
" توقف عن ذكر هذا الأمر"
همس ييشينغ ليعبث بشعر كيونغسو من الخلف بإبتسامة لطيفة ثم التفت ينظر أمامه كي يعبرا الطريق فحرّكت سويون عينيها نحو جونميون بتساؤل إلا أنها لم تفهم سبب ابتسامة المجاور لها بينما ينظر إلى معلمه و صديقه كما كانت تفعل
جذب ييشينغ كتاباً لفت انتباهه و جلس حول إحدى الطاولات يقرأ في صمت بينما سويون، جونميون وكذلك كيونغسو كانوا يتجولون في الأرجاء باحثين عن الكتب التي سيدرسون بها
حملت سويون ثلاثة كتب على ذراعها بينما كفها الحرة أمسكت بكتاب رابع فتحته لتتفحصه بينما تخرج من بين أرفف الكتب تلك فاصطدمت بكيونغسو دون قصد
شهقت بتفاجؤ فانحنى كيونغسو قليلاً ليلتقط الكتاب قبل أن يُلامس الأرض ثم استقام بينما يلتقط أنفاسه التي اضطربت بتوتر، و مد الكتاب نحوها فحملته عنه و انحنت برأسها قليلاً تشكره بينما تتخطاه
"سويون"
همس بخفوت و هو يجذبها من مرفقها بلطف فالتفتت تنظر إلى يده التي تُمسك بها ثم استدارت نحوه لتنظر إليه بتساؤل
كيونغسو ترك يدها ليمد يده بجيب بنطاله يُخرج شيئاً فأوقع آخر و لم تكن سوى وردة حمراء فقدت إحدى ورقاتها فانحنى يلتقط الورقة عن الأرض و مدها و الوردة نحوها إليها هامساً
" أحضرتها في طريقي صباحاً"
أخفضت سويون عينيها نحو الوردة و تلك الورقة الحمراء بيده ثم رفعت عينيها نحوه مرة أخرى فبرر بخجل
"أعني...أردت أن أعتذر و...أنا حقاً آسف"
تمتم بتلعثم فرمقته سويون بصمت لبضعة لحظات ثم أخفضت عينيها مُجدداً نحو تلك الوردة
"حسناً "
همست لتجذب الوردة من كفه بلطف ثم غادرت فانعقد حاجبيه بخفة لينظر إلى الورقة بيده
تحسس نعومتها بإبهامه ثم أعادها إلى جيب بنطاله مُتنهداً بعمق قبل أن ينضم إلى سويون و جونميون
و على الجانب الآخر ما إن انتهى الطلاب من تدريبهم توجهوا إلى غرفة الباليه حيث اعتادوا أن يجتمعوا هناك إلى حين استئناف التدريب مع الآخرين
مينسوك غادر مع سيهون إلى الملعب في الخارج ثم لحق بهما تشانيول مع جونغ إن و بيكهيون في حين بقى جونغداي بغرفة الباليه ينتظر أن تنتهي الفتاتين من تدريبهما
حين هتفت صوفيا تُعلن عن انتهاء تدريبهما لليوم لوّحت هانييل إلى جونغداي قبل أن تُغادر لتُبدل ملابسها فأومأ إليها برأسه بإبتسامة ثم اقترب من جيون التي تتحدث مع صوفيا بينما يحمل بيده زجاجة مياه
" لا تقلقي، مازال هناك وقت لذا لا داعي للتوتر"
ربتت صوفيا على كتفها لتبتسم نحو جونغداي ثم غادرت فحرّك جونغداي عينيه نحو جيون و رفع الزجاجة إليها بإبتسامة واسعة
" هل كان التدريب مُرهقاً اليوم؟"
أمسكت بالزجاجة منه ثم فتحتها لتشرب منها القليل و ناولته إياها بعدها لكنها تفاجأت حين جذب كُمّ قميصه يُغطي به كفه ثم مرره على جبينها بلطف يمسح به عرقها
" أنتِ تتعرقين أكثر من المعتاد"
همس بلطف بينما يمسح على جبينها بإهتمام ثم أخفض نظراته نحوها فعلقت أعينهما سوياً حتى خفق قلب كليهما بصورة غير معهودة
دفعت جيون يده عنها بخجل فتحمحم ليرفع كُمّ قميصه مرة أخرى و برر
" الجو بارد في الخارج لذا قد تلتقطي البرد إن خرجتِ هكذا "
أشار نحو جبينها ثم عنقها قاصداً بذلك كونها تعرّقت كثيراً فهمهمت إليه ثم أخفضت نظراتها نحو الزجاجة لتعبث بها
" التدريب يسير على ما يُرام؟ لم أنتِ قلقة؟"
سألها بإهتمام فهزت رأسها إلى الجانبين بمعنى لا شيئ ثم أشارت نحو الباب
" سأذهب لتبديل ملابسي "
" اوه، حسناً...سأنتظركِ في الخارج"
اومأ بتفهم ثم سبقها نحو الخارج لينتظرها حتى انتهت
جلس ييشينغ بمقاعد الإنتظار مع كاثرين بينما يُراقبان تدريب الطُلاب فهمست كاثرين
" هل تشاجرت مع كيونغسو بسبب تأخيره؟ هو يبدو غريباً، لقد ابتسم في وجهي "
صرخت بهمس نهاية حديثها فقهقه ييشينغ بصوتٍ مكتوم و التفت ينظر إليها
" هل سيبتسم في وجهكِ إن قمت بتوبيخه؟"
عقدت كاثرين حاجبيها بتفكير لتقلب عينيها ثم رفعت كتفيها بعدم معرفة
" كيونغسو يحاول أن يتصرف على طبيعته "
" و هذا طبيعي؟ "
همست بإستغراب ثم التفت كلاهما ينظران نحو المقصود حيث كان يركض في الملعب يحاول مجاراة الآخرين
" لا، لكن مع الوقت سيكون كذلك...كيونغسو بحاجة إلى بعض الوقت فقط"
تنهد بعمق ثم التفت إليها ليسأل
"ماذا عن الآخرين؟ كيف تسير التدريبات؟ "
همهمت بتفكير ثم صفّقت بحماس و استدارت بجذعها لتُقابله
" مدرب السباحة أثنى على جونغ إن و سيهون كثيراً...أعتقد أن ما يُساعدهما أكثر أنهما اعتادا على التعامل مع تيارات النهر القوية لذا حمام السباحة ليس بمشكلة بالنسبة إليهما "
همهم ييشينغ بتفهم و عينيه الباسمتين كانتا تُمرران على تفاصيل وجهها بحب بينما يُراقب حديثها المُتحمس عن تدريب الأصغر
" ااه لكن صوفيا أرادت أن تتحدث معك "
" حسناً سأذهب لرؤيتها، راقبيهم إلى أن أعود "
عبث بغُرّتها بلطف ثم قرص وجنتها فابتسمت بينما تُهمهم إليه ليُغادر بعدها
"مين جونغ أتى إلى هنا ليسأل عن جيون"
صوفيا همست بحذر و هي تقف أمام ييشينغ ثم تنهدت بعمق بينما تُطالع وجهه العابس و هو ينظر إلى الأرض بحاجبين تقوسا قليلاً و ذراعيه ينعقدان إلى صدره
"و أظن أيضاً أن جيون رأته فوجهها بدا خائفاً طوال اليوم كما أنها ارتكبت عدة أخطاء خلال التدريب "
" لم تُخبريها أنكِ تعرفين بالأمر، أليس كذلك؟"
همهمت بالنفي لتهز رأسها إلى الجانبين
"لم أُخبرها لكن كي لا يبدو الأمر غريباً أنني لم أُعلّق على ارتكابها الأخطاء قمت بمواساتها...طالما أن مين جونغ وصل إلى هنا فلا بد أنهم يبحثون عنها، لا يُمكن أن تختبئ جيون طوال العام "
" سأبحث عن حل، لا تقلقي "
خلال تدريب كرة السلة كيونغسو كان يقترب بالكرة من سويون كي يُلقي بها إليها محاولاً صنع محادثات معها فشلت جميعها فكلما نطق بإسمها اما رمقته بنظرة سريعة أو أنها ركضت مبتعدة عنه
لم يكن الوقت مناسباً البتة و كيونغسو لم يعي ذلك سوى حين ارتطمت الكرة برأسه فهتف جونغ إن بينما يرفع ذراعيه
"أقسم هو من توقف بشكل مفاجئ"
" أتنوي قتل طُلابنا؟"
هتفت هانييل بحنق فالتفت جونغ إن يزجرها بنظرة لا تقل حنقاً عن خاصتها ثم اقترب من كيونغسو هامساً
"أعتذر لم أقصد"
رفع كيونغسو عينيه ينظر إليه ثم تلفت حول نفسه بتيهٍ و المكان فجأة أصبح يدور من حوله
"كيونغسو "
جونميون همس بقلق فاقترب جونغداي يُمسك بذراع كيونغسو لينظر إليه الأخير ثم التفت ينظر أمامه مُجدداً و هو يسير بخطوات غير متزنة
التفتوا معه يُراقبونه بحذر حتى وقف أمام سويون فارتفع حاجبيها بتوتر ليبتسم ببلاهة
"أنا آسف"
"أنت.."
تمتمت و هي تُشير إلى أنفه ثم أنفها عدة مرات بتردد
"تنزف"
"اوه"
رمش بعدم استيعاب فأمال جونغداي ينظر إلى أنف الآخر فحرك كيونغسو عينيه بتيهٍ ليتنهد جونغداي هامساً
"يا إلهي، أنت تنزف"
رفع جونغداي رأسه ليهتف نحو كاثرين تزامناً مع دخول ييشينغ إلى المكان
"كيونغسو ينزف"
"ألا يمكن أن يمر التدريب بسلام؟"
هتفت كاثرين لينعقد حاجبي ييشينغ و ركض كلاهما نحو كيونغسو بقلق فأحاطه ييشينغ بحذر بينما يجره معه نحو المقاعد
" ماذا حدث؟ "
سأل بقلق فهتف جونغ إن
" كنت ألقي بالكرة نحوه و لم يلتقطها، لم أقصد أن ترتطم به "
" أنت واثق أنك لم تقصد؟ "
هسهست هانييل لينظر إليها جونغ إن ثم أشار بسبابته نحو عنقه بتهديد فكشرت عن أنيابها هي الأخرى
" ليس الوقت المناسب للشجار"
سيهون و تشانيول جذباه بعيداً عنها كي لا يبدأ شجاراً سينتهي بنتف شعور بعضهما فأشار إليهم ييشينغ أن يستكلموا التدريب ثم التفت إلى كيونغسو بينما يُمسك برأسه بحذر كي يتوقف النزيف
" مازال أمامنا وقت، إن كنت لا تشعر أنك بخير فلا تتدرب، لكن الشرود خلال التدريب..."
"كنت أرغب بالإعتذار"
كيونغسو قاطعه بنبرة ثقيلة كشخص ثمل فرمقه ييشينغ بعدم تصديق ثم قهقه
"اختر الوقت المناسب أيها الأحمق"
"اخترت الوقت المناسب و اعتذرت لكنها قالت حسناً "
" حسناً "
ييشينغ تمتم فرفع كيونغسو عينيه نحوه هامساً بتذمر
" أنت أيضاً؟ "
قهقه ييشينغ ثم انحنى إلى مستوى كيونغسو
"أتشعر بالدوار؟"
" قليلاً"
"دعنا نذهب إلى غرفة الطبيب "
أمسك ييشينغ بذراعه ليساعده بالوقوف ثم قهقه حين تمايل جسد الآخر
" أحمق "
همس فهمهم كيونغسو بخفوت يُقلّده
"حسناً"
مساءً في منزل ييشينغ كانوا جميعاً يتناولون العشاء بغرفة المعيشة بأجساد مُجهدة بينما ييشينغ يُمرر عينيه عليهم بحذر حتى توقفت نظراته حيث جيون التي تعبث بطعامها فكاد أن يحثها على تناول الطعام لولا جونغداي الذي سبقه
" تناولي هذه"
همس ليضع قطعة دجاج بفمها فاتسعت عينيها بخفة لتنظر إليه بتفاجؤ في حين توقف سيهون عن قضم طعامه فهمس بيكهيون إليه
"لا يُمكنني تحمل هذا"
" امنحني سبباً كي لا أقتلهم"
سيهون علّق و رمق جونغداي بعينيه أولاً ثم ألقى نظرة نحو تشانيول الذي ابتسم إليه ببلاهة يُدرك أنه كذلك مقصود بهذا الحديث
" تناول هذه"
جونغداي نبس بلطف و استقام بجذعه قليلاً ليضع قطعة دجاج بفم سيهون فقضمها الأخير بغيظ ثم لوى شفتيه ليقلب عينيه بعيداً عن صديقه في حين قهقه الآخرين على غيرته الطفولية
________________
في القرية جونغداي ألقى حقيبته بإهمال ليُلقي بجسده فوق السرير متأوهاً بألم بينما اقترب منه بيكهيون لينضم إليه بعد أن ترك حقيبته جانباً
في هدوء استلقت جيون على السرير كي تنام بينما هانييل ظلت تُثرثر مع هيبا حول ما فعله جونغ إن بكيونغسو خلال التدريب مُصرّة أنه فعل ذلك عن قصد
بينما الأخرى كانت تضحك كلما فشلت في إقناع هانييل بالعكس
في منزل سويون...كانت تُفرغ حقيبتها قبل ذهابها إلى النوم
عينيها ناعستين كما كانت تتثاءب بين الحين و الآخر إلى أن لامست أناملها شيئاً ناعماً فأخرجته من الحقيبة و لم تكن سوى أوراق الوردة التي أعطاها إياها كيونغسو...كادت تنسى أمرها
حرّكت الوردة بين أناملها لبضعة لحظات قبل أن تتنهد ثم اقتربت من طاولة مكتبها لتفتح أحد الكُتب بعشوائية و وضعتها هناك قبل أن تستكمل ما كانت تفعله
أما في منزل جونغ إن...كُلاً من مينسوك و جونميون ناما إرهاق، جونغ إن كان يتحرك في مكانه بنعاس و عدم راحة
كان يسمع صوتاً خافتاً كشخص يتحدث فزفر بحنق و استقام ينظر من حوله، أياً كان من يتحدث أثناء نومه كان سيوبخه
عُقد حاجبيه و وقف من مكانه ليدور حول السرير حيث ينام كيونغسو الذي يُعطيه ظهره، و ما إن وقف أمامه رآه يتحدث أثناء نومه بكلمات غير مفهومة فانحنى إلى مستواه يهمس بحذر
"كيونغسو"
قضم شفتيه بتردد ثم مد سبابته نحو كتف النائم لينكزه
" كيونغسو"
تأوه المقصود ثم تحرك في مكانه بعدم راحة ليصفع يد جونغ إن بعيداً عنه فضاقت عُقدة حاجبي الأخير و مد كفه مرة أخرى نحو كيونغسو ينوي صفعه لكنه توقف حين همس كيونغسو بهلع
"أبي لا"
انتفض جونغ إن بفزع ليجذب كفه يحتضنه إلى صدره و تلفت حوله بصدر يعلو و يهبط بوتيرة سريعة، هو لم يفعل شيئاً بعد
مرر عينيه في الأرجاء لينظر نحو الباب، لا بأس لديه بأن ينام في أي مكان بالمنزل لذا انسحب من هناك ليترك كيونغسو و شأنه
تقلّب جونغ إن في مكانه بعدم راحة، فكلما أغلق عينيه يتردد صوت كيونغسو بأذنيه كما صورته حين انكمش على نفسه بفزع كأنه يراه
استقام جونغ إن بأعين ناعسة و شعر أشعث ليسير نحو الغرفة بخطوات غير متزنة...فقط سيطمئن عليه و يعود لينام براحة إلا أنه وجد كيونغسو يجلس على طرف السرير يلتقط أنفاسه
" كيونغسو"
همس بخفوت و انتظر قليلاً حتى التفت إليه كيونغسو بتردد فبدا وجهه ذو لون أحمر كأن هناك من قام بخنقه حتى كُتمت أنفاسه
" سأُحضر لك بعض الماء"
نبس جونغ إن بتردد و غادر بعدها إلى المطبخ ثم عاد مُجدداً لكنه وجد كيونغسو بغرفة المعيشة يجلس على الأريكة فاقترب منه ليمد الكوب إليه
التقط كيونغسو كوب الماء و ابتلع ما به دفعة واحدة ثم ناول الكوب الفارغ إلى جونغ إن ليضعه على الطاولة و اقترب ليجلس بجانب الآخر
" هل كان كابوساً؟"
جونغ إن سأل بإهتمام ثم مد كفه يلمس جانب عنق كيونغسو الذي شرد بعينيه في الفراغ
هل كان كابوساً؟ أم ذكرى من الماضي؟ ذكرى سيئة بالكاد تخطاها لكن ما حدث مع والديه ذكّره بها... و كأن والده اعتدى عليه بالضرب البارحة فقط و لم يمر على ذلك سنوات طويلة
" حرارتك ليست مُرتفعة"
علّق جونغ إن ثم شهق جاذباً انتباه كيونغسو إليه
" لم تؤثر ضربتي على رأسك، أليس كذلك؟ الكرة كانت قوية، يا إلهي...لم أقصد ذلك"
ربت جونغ إن على رأس الآخر بلطف كأنه يحاول علاجه فحرّك كيونغسو عينيه مع كف جونغ إن التي تُربت على رأسه بإهتمام و كأنه يُصدق أن هذا علاج
شفاه جونغ إن كانت تتحرك بكلمات لم يفهمها كيونغسو فرأسه المشوش لم يسمح له بسماع أي شيئ بصورة جيدة
هناك صوت والديه، و صوت جونغ إن كما صوت مزعج كالصفير المكتوم
" كـ كيف..."
تمتم بتلعثم ليُغلق عينيه بقوة فتوقف جونغ إن عما يفعله و أخفض نظراته نحو الآخر
" كيف ماذا؟"
"كيف يُمكنني أن...أكون صديقاً لكم؟"
نطق بتردد ثم فرّق بين جفونه ببطئ إلى أن استقرت عينيه على خاصتي جونغ إن الذي ينظر إليه بعدم فهم فابتلع كيونغسو ريقه بصعوبة ثم لوّح بإحراج
"انسى الأمر"
استقام من مكانه فجذبه جونغ إن من معصمه يُعيده إلى مكانه
" اااه عُذراً، و لكن سؤالك بدا غريباً بعض الشيئ"
قضم كيونغسو شفتيه بإحراج ليهز جونغ إن رأسه سريعاً
" لا أقصد ذلك و لكن...تعرف نحن نُصبح أصدقاء فقط هكذا بدون مقدمات فلم يُطرح عليّ سؤال مباشر كهذا من قبل"
قهقه ليحك مؤخرة رأسه فتنهد كيونغسو بعمق
"آسف، ربما...قد أكون غريب الأطوار بعض الشيئ و... "
" أنت غريب لكن لست بغرابة تلك المشعوذة هانييل"
قاطعه جونغ إن بينما يُلوّح بيده و بدا مُحرجاً أكثر من كيونغسو
" حسناً لندّعي أن هذا السؤال لم يُطرح "
مسح جونغ إن على وجهه ثم التفت بجسده ليُصبح مُقابلاً إلى كيونغسو الذي يجلس بجانبه
" نحن نفعل هذا "
تمتم و مد كفه إلى كيونغسو
" جونغ إن...كيم جونغ إن"
عرّف عن نفسه فأخفض كيونغسو نظراته إلى كف الآخر ثم رفع عينيه نحو وجهه لتهتز ابتسامة جونغ إن بإرتباك
" يجب أن تُعرّف عن نفسك"
"ااه"
همس كيونغسو بإدراك ثم صافحه بتردد
"د...كيونغسو...فقط كيونغسو "
ضم جونغ إن شفتيه بقهقهة مكتومة ثم أومأ
" إذاً سيد فقط كيونغسو، لندرس معاً اليوم"
مازحه لينعقد حاجبي كيونغسو بإبتسامة تكاد تُلاحظ فيبدو أن الآخر اعتمد اسمه 'فقط كيونغسو'
" لكن سأذهب إلى النوم حالياً لأنني...مُرهق"
تثاءب جونغ إن أثناء حديثه ثم لوّح إلى كيونغسو و هو يتجّه إلى غرفة والديه كي ينم هناك في حين بقى كيونغسو في مكانه
لم يكن الأمر مُهيناً، مُحرجاً أو حتى صعباً كما اعتقد أنه سيكون
لكن ما بال كفيه ترتجفان بقوة؟!
_________________
~~~سولار~~~
انضممت إلى عائلتي حول طاولة العشاء، والداي كانا يتبادلان الحديث حول أمر ما
أمر لا يهمني لذا لم أهتم لقراءة شفاههما أو محاولة الإنصات لصوتهما العالي لمعرفة ما يدور حوله هذا الحديث الذي سيكون بلا شك عن العمل فقط
أرى هيونا في بعض الأحيان تتناقش معهما، و ربما أحسدها على ذلك بالرغم من كرهي لعملهم
لكنني أردت التحدث، التصرف بطبيعية كما الآخرين
لا أن أكون غريبة بينهم
لطالما كنت غريبة، في المدرسة، و في منزلنا القديم، حيث يعرف الجميع هيونا و يتجنبني الجيران كما يفعل أبنائهم
لم يُعجب بي أحد من قبل، و إن حدث فهذا لا يكون سوى لداعي الشفقة
لقد اعتدت على ذلك
حتى والداي...يُعاملاني بلطف كما لا يمنعنان عني شيئاً لكن...
دراستي باتت منزلية، لا أخرج إلى الحفلات معهم كما هيونا و لا أظهر أمام ضيوفهم أبداً
كلاهما يظن أن هذا لأجلي لكن هذا كان من أجلهما
لأنني أتسبب في إحراجهما
نظراتهما لطالما أوحت لي بذلك فهي مختلفة تماماً عن نظرات هيونا التي لا ترى بي عيباً
و لهذا السبب تماماً أنا مترددة تجاه جونميون فكيف يُعجب بي و يهتم لأمري فقط لأنني سولار و لست سولار البكماء؟!
كيف يحب فتاة سيتوجب عليه طوال الوقت اما أن يصرخ أمامها أو أن يستخدم يديه ليُخبرها بما حدث في يومه؟
كيف لن يشعر بالخجل من تواجده مع فتاة مثلي في حين يشعر والداي بالخجل؟!
هل أنا مُحقة أم أنني أظلمه بسبب تجاربي السابقة مع المُحيطين بي؟!
تركت طاولة العشاء بضيق لأعود إلى غُرفتي حيث تركت كتابي
كنت أشعر بالملل من القراءة حتى توقفت لفترة فما من داعٍ لذلك
لكنني عُدت الآن للقراءة كي أتمكن من قراءة رسائله بشكل أسرع و تعتاد عيناي عليها
إن كنت خائفة منه فلماذا أسمح لنفسي بالوقوع في فخه بدلاً من تجنبه
هل أنا مُعجبة به؟ ذاك الفتى الذي لمحته كثيراً يُراقبني صباحاً بينما أروى زهوري، الفتى الذي ينتظر خلف نافذته إلى أن أظهر، أم أنني فقط أتشبث به لأنني كنت من جذبت انتباهه و ليس هيونا؟!
هل لربما هو مثل الجميع يُشفق عليّ أم أنني من أشفق على نفسي؟!
________________
طُرق باب غرفة سولار فاستقامت تمحو دموعها البسيطة التي غادرت مُقلتيها اثر تأثرها بأفكارها المشوشة فأطلّت هيونا من خلف الباب تبتسم بوسع
ابتسمت سولار ثم ربتت على السرير فاقتربت الأخرى لتجلس أمامها
________________
"لقد سألني كيف يُصبح صديقنا، كدت أفقد وعيي من التوتر، لا أصدق أنني كنت بتلك الحالة"
جونغ إن انتحب بينما يقف أمام منزل جونغداي مع تشانيول و سيهون ينتظرون انضمام جونغداي و بيكهيون إليهم
"و أنت ماذا فعلت؟"
سيهون سأل بضحكة مكتومة ليقلب جونغ إن عينيه يُمثّل الإغماء بينما يضع رأسه على صدر تشانيول
" ااه ها هو قادم "
تشانيول همس ليصفع ظهر صديقيه كي ينتبها فابتلع كيونغسو ريقه حين رأى الأعين توجهت نحوه
To be continued......
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top