12
Start
طوال حياة كيونغسو لم يعتد أبداً على الإعتذار سوى لوالديه و لم يشعر بمصداقية أسفه يوماً
و لم يعتد على التحدث بصدق مع أحد سوى حين لقائه بييشينغ، كيونغسو لم يعرف حينها كيف يتوقف عن الحديث
متى يضع حدوداً لنفسه و متى يجب أن يلتزم الصمت، كانت مرته الأولى في أن يعيش حياته كمراهق حُر يفعل ما يريد دون تفكير على الرغم من أن ذلك كان مؤقتاً لبضعة ساعات إلى أن يعود إلى منزله حيث والديه و الحدود التي وُضعت له
و لأن الأمور ساءت بينه و بين ييشينغ بسبب خوفه من والديه و بسبب ما حدث عاد إلى ما كان عليه، طوال اليوم هادئ و شارد...ربما أسوأ من السابق
لذا كان مُحرجاً بالنسبة له أن يحاول التحدث مع سويون بعد دفعه لها دون قصد
الصف كان فارغاً فالجميع كان بالخارج أثناء الاستراحة في حين بقت سويون في الصف وحدها تقوم بتدوين بعض الأشياء الخاصة بها، بينما كيونغسو كان يقف في الخارج يتكئ بظهره ضد الحائط المجاور إلى الباب، و بين كل دقيقة و أخرى يسترق النظر نحوها لعله يجد ما يقول إلا أنه يتراجع بعدها
عقد كيونغسو حاجبيه بينما يضم شفتيه بزفير عميق أطلقه من أنفه عازماً على اتخاذ الخطوة قبل انتهاء الاستراحة
التفت ينوي دخول الصف إلا أن رؤيته سويون تقف في وجهه فجأة جعله يشهق و تراجع بضعة خطوات فانعقد حاجبيها من ردة فعله ثم رمقته بنظرة حانقة قبل أن تتخطاه و خرجت لتنضم إلى أصدقائها
يبدو أنه أفسد الأمر...
دار حول نفسه بإحراج ثم دخل إلى الصف ما إن انتهت الاستراحة ليسترق النظر نحو سويون بين الحين و الآخر بعبوس
________________
" أنتِ مُنزعجة مني؟"
هيونا تمتمت بينما تُشير إلى سولار فهزت الأخيرة رأسها بالنفي و ابتسمت بلطف ثم رفعت الكتاب الذي تحمله إلى هيونا لتُلقي عليه نظرة
"عُدتِ للقراءة؟"
ارتفع حاجبي هيونا ثم أمالت برأسها لتُضيّق عينيها بشك
" هذا بسبب جونميون؟"
اتسعت أعين سولار قليلاً ثم هزت رأسها تنفي بخجل في حين عكس احمرار وجنتيها أن الأخرى قد أصابت
"حسناً، سأُحضر لك رواية رومانسية"
أشارت إليها هيونا بنهاية حديثها ثم خرجت من الغرفة بينما تضحك بصخب حين أخفت سولار وجهها خلف الكتاب بخجل
حين سمعت سولار صوت إغلاق الباب وضعت الكتاب جانباً ثم سارت نحو الشرفة تفتحها
وقفت هناك بينما تتكئ بكفيها على السور تلتقط نفساً عميقاً ثم ألقت نظرة نحو النافذة المقابلة لها و ابتسمت رغم إدراكها أنه ليس هنا لكن تلك النافذة....لها ذكريات كثيرة معها جميعها تتعلق برؤية جونميون و هو يدرس بتركيز أو يتحرك أمام النافذة ذهاباً و إياباً بسرعة يجمع أغراضه ليُغادر من أجل المدرسة
عادت إلى داخل الغرفة حين طُرق الباب لتفتحه فانحنت إليها الخادمة بإحترام ثم أشارت إليها
"المُعلم أتى"
__________________
اجتمع طُلاب دونغ و يونغبوك بملعب كرة القدم في نهاية الأسبوع كالعادة ليتدربوا بينما ييشينغ جلس مع كاثرين على مقاعد المشاهدين يُراقبون الطُلاب
"إنهم جيدين في كرة القدم لكن أعتقد أن التركيز يجب أن يوضع على تشانيول و مينسوك بكرة السلة"
ييشينغ علّق فهمهمت كاثرين توافقه
"لاحظت أن كلاهما جيد في تسديد الأهداف"
أومأ ييشينغ ثم أعادا انتباههما إلى الطُلاب، و في نهاية اليوم عادوا جميعاً إلى منزل ييشينغ ليُلقوا بأجسادهم على الأرض بإرهاق
" فلتغتسلوا إلى أن يصل الطعام "
أمال ييشينغ فوق رؤوسهم لينظروا إليه ثم استقاموا الواحد تلو الآخر ليأخذ كل منهم دوره في الحمام و اجتمعوا في النهاية بغرفة المعيشة على الأرض حيث وضع ييشينغ و كاثرين الدجاج المقلي مع أطباق الخُضرة
" هل يواجه أحدكم مشكلة؟"
ييشينغ سأل بهدوء بينما يتناول طعامه فرفعوا أعينهم إليه ليرفع كتفيه ثم ابتلع ما بفمه
"أي مشكلة يمكنكم مشاركتها معي، إن كان الأمر يتعلق بحالتكم النفسية أو الجسدية، و ربما لديكم أفكاراً سلبية يمكنكم مشاركتي بها لعلنا نجد حلاً"
" يمكنكم التحدث معي أو مع المعلم ييشينغ، و إن كان هناك من يشعر بالإرهاق بينكم بسبب الدراسة أو التدريبات المكثفة يمكنكم أيضاً اخبارنا بذلك "
نبست كاثرين بهدوء كذلك ثم رفعت حاجبيها نحو ييشينغ و أخفضتهما بحركة سريعة تحثه على التحدث
" مجال دراستكم بالجامعة هو ما ستُبنى عليه حياتكم لاحقاً لذا لا تنشغلوا بالتفكير في المسابقة و تنسون أمر مستقبلكم...لا أحد سيعيش حياتكم لاحقاً، لن يدرس أحداً بدلاً منكم و لن يعمل أحداً بدلاً منكم، أنتم فقط من ستتحملون مسؤولية أنفسكم لذا قوموا بتحديد مجال دراستكم وفقاً لرغباتكم..."
تباطأت حركة فم سيهون أثناء مضغ طعامه و حرّك عينيه نحو بيكهيون حين فهم أنه المقصود من حديث ييشينغ فوجده ينظر إلى الطعام بينما يتناوله في هدوء عابساً
لكن سيهون حينها لاحظ أن بيكهيون لم يكن الوحيد الذي بدا عليه التأثر بتلك الجملة، كان هناك كيونغسو في جانب، و جونغداي من جانب آخر
نظرات ييشينغ كذلك أظهرت أن ما يُفكر فيه سيهون كان حقيقياً فانعقد حاجبيه بخفة ثم التفت ينظر نحو الآخرين لعل أحدهم قد لاحظ ذلك لكن أعينهم كان موجهة إلى ييشينغ بإهتمام
" كل شيء صعب، لا يوجد مجالاً سهلاً و لا يوجد عملاً سهلاً فدائماً ما سنواجه الصعوبات بحياتنا لكن أن تتحملها بصدر رحب لأنك اخترت هذا الطريق و تريد تحقيق ذاتك به لن يكون كما مواجهتك الصعوبات في عمل لم ترغب يوماً بأن تكون به...لذا اختاروا بحذر، الاختيار يجب أن يكون منكم و لأنفسكم "
" لا تقلق علينا مُعلمي، ستكون فخوراً بنا "
سيهون هتف بحماس بينما يرفع قبضته في الهواء بثقة فابتسم ييشينغ بينما يومئ إليه ثم أشار إلى الآخرين
" لأنني لم أسمح لكم بالأمس بأن تعودوا إلى منازلكم فأرغب بتعويضكم عن ذلك لذا ما رأيكم أن نخرج لتناول المثلجات؟"
" أنا مرهق "
تذمر جونغ إن بعبوس فنكزه سيهون
" إنها مثلجات مجانية"
"بنكهة الحليب؟"
تساءل جونغ إن بينما يُضيّق عينيه فأومأ سيهون
"و الشوكولاته "
" سأحصل على جميع النكهات؟ "
أشار جونغ إن إلى ييشينغ بحذر فقهقه ييشينغ ثم اومأ دون اعتراض
ييشينغ لم يرغب بأن يُحرج كيونغسو و لم يشعر بالراحة حول عودته إلى المنزل بعد ما حدث الأسبوع الماضي، و كي لا يكون الأمر واضحاً تسبب في تأخير الحافلة لذا رفض أن يُغادر أي منهم إلى منزله في وقت متأخر من الليل
و في محاولته لمساعدة كيونغسو هو تسبب بالإحباط إلى شخص آخر ينتظر نهاية الأسبوع بفارغ الصبر...شخص لا يمتلك سوى بضعة ساعات كل أسبوع ليتمكن فيهم من مراقبة منزل الجيران
كاثرين كانت تسير في المقدمة مع سويون و في الخلف ييشينغ كان يسير وحده واضعاً كفيه بجيوب بنطاله بينما يلحق بطلابه و عينيه تُراقبهم بإهتمام
سيهون، بيكهيون، جونغ إن، تشانيول و مينسوك كانوا يتحدثون بحماس حول أمور عشوائية بينما خلفهم التوأم كانا يتهامسان كما بدا أن جونميون عابساً و منزعجاً من أمر ما لم يعرفه ييشينغ...لكنه نوعاً ما كان السبب في ذلك
جونغداي كان مع جيون خلفهم يتحدثان...أو للدقة هو يتحدث و هي تستمع إليه بإبتسامة بسيطة جعلت من شبيهتها ترتسم على شفتي ييشينغ إلا أنها زالت حين لاحظ كيونغسو الذي يسير وحيداً عاقداً ذراعيه إلى صدره بينما يُمرر عينيه على زُملائه بعبوس لا يدري كيف يختلط بهم
"مهلاً"
هتف سيهون و ركض ليقف أمام سويون و كاثرين يعترض طريقهما فتوقفوا جميعاً
"بما أننا هنا معاً دعونا نؤجل أمر المثلجات...تشانيول"
ركض نحو تشانيول في نهاية حديثه ليهمس في أذنه بأمر ما ثم ابتعد عنه بينما يعض على شفته السُفلى بحماس و لم يبدو بأن أحداً على دراية بما يحاول فعله حتى تشانيول الذي انعقد حاجبيه بإستغراب لكن بعد لحظات هو أومأ ثم التفت نحو ييشينغ
" المكان يبعد عن هنا مسافة ما يقارب نصف ساعة سيراً لذا هل يُمكننا أن نستقل حافلة؟"
"أي مكان؟"
سأل المعلم و كاد يُجيبه تشانيول فوضع سيهون كفه على فم الأطول بسرعة ليهتف هو
"إنه سر"
ثم جذب تشانيول معه ليسيرا في المقدمة بينما يوجهون الآخرين
استقلوا الحافلة و بحماس سيهون كان يهز قدمه إلى أن وصلوا إلى المكان ليُشير إليه تشانيول برأسه نحو مجموعة من الشباب يقفون في الشارع فالتفتوا جميعاً ينظرون نحوهم و تدريجياً اتسعت أعين بيكهيون ما إن تعرّف عليهم
شهق بيكهيون جاذباً الأنظار نحوه ثم صرخ بحماس شاركه به سيهون ليقتربا من بعضهما بينما يصفعان كفيهما سوياً بطفولية دفعت الآخرين إلى الضحك بخفوت
"جونغداي قم بالغناء"
هتف بيكهيون بحماس فاتسعت ابتسامة جونغداي ليسترق نظرة جانبية نحو جيون ثم أومأ إليهم فعبروا الطريق و اقتربوا من مجموعة الشباب تلك حيث كان هناك الكثير من المشاهدين حولهم
دخلوا من بينهم و بسرعة تحرك سيهون، تشانيول و جونغ إن ليدفعوا الآخرين من حول جونغداي كأنهم حراسه الشخصيين حتى وصلوا إلى المقدمة
كان عرض الفرقة لا يزال جارياً فانتظروا إلى أن انتهى العرض ليُصفّق المتواجدين، و قبل بدء عرض آخر هتف ثلاثتهم
"هنا، صديقنا يرغب بالغناء"
جاذبين الأنظار إليهم
عازف القيثارة أمال نحو أحد زُملائه يهمس له بشيئ ما فاتسعت عينيه تدريجياً ثم اقترب من جونغداي
"إنه أنت؟! ذاك الفتى الذي انضم إلينا من قبل؟"
أومأ جونغداي ليجذبه الآخر معه نحو أعضاء الفرقة الآخرين بينما يقول
" فيديو غنائك يُعد من أكثر الفيديوهات مشاهدة على صفحاتنا، كنا نسأل عنك و كذلك المعجبين، أنت رائع"
"ااه شكراً لك"
قهقه جونغداي بإحراج فهتف سيهون بينما يرفع ذراعه ليلتفتوا إليه
" هناك شخص آخر يرغب بالإنضمام"
صوت سيهون كان مسموعاً رغم الضوضاء من حوله فجذب نحوه الأنظار فأخفض جونغ إن ذراعه بإحراج كي لا يكون محض سخرية للجميع فعقد سيهون حاجبيه و رفع ذراعه مرة أخرى بإبتسامة واسعة
"هل ترغب بالإنضمام؟"
سأله ذات الشخص الذي كان يتحدث مع جونغداي قبل ثوانٍ فهز سيهون رأسه بالنفي و التفت باحثاً بعينيه بين الحشد حتى وجد مقصده فاقترب من بيكهيون و جذبه من مرفقه فلم يستوعب بيكهيون ما حدث سوى حين دفعه سيهون من الخلف فأصبح واضحاً للعيان
تلفت بيكهيون حول نفسه بتوتر، كان هناك الكثير من المشاهدين، كاميرا الفرقة التي تبث حفلهم و كاميرات المعجبين التي تلتقط لهم الصور و مقاطع الفيديو
ابتلع ريقه بصعوبة ثم لوّح بخجل
"صديقي يمزح فقط"
و التفت كي يعود إلى مكانه يختبئ بين الحشد فأمسك سيهون بكتفيه و انحنى إلى مستواه يهمس
"قُلت أنك لا تعرف كيف تُخبر الآخرين عن رغبتك في الإنضمام إلى مسابقة الغناء...لنرى إن كنت مناسباً للمسابقة"
رفع بيكهيون عينيه نحو خاصتي صديقه بتوتر فهمس سيهون بجدية
"إن لم تفعل فصدقني سأقوم بالغناء بدلاً منك، ستكون فضيحة لكم"
"لكن..."
تمتم بيكهيون رافضاً لكنه التزم الصمت حين وقعت عينيه على ييشينغ الذي ينظر نحوه
لم يفعل ييشينغ شيئاً، لم يمنحه إشارة لإتخاذ تلك الخطوة أو التراجع تاركاً له حرية الإختيار لكن...بيكهيون أراد فعل ذلك رغم خوفه
أراد مشاركة موهبته مع الجميع و التباهي بها كما يفعل جونغداي
لطالما تخيل وقوفه أمام معجبين يهتفون له بسعادة مستمتعين بصوته فما باله حين أتته الفرصة يرغب بالتراجع؟!
هز بيكهيون رأسه إلى الجانبين بعبوس فتنهد سيهون ليبتسم بزيف ثم جذب بيكهيون ليُحيط كتفه بذراعه و أشار إلى الفرقة بإعتذار كي يبدأوا
ما قام به سيهون كان فقط لأجل بيكهيون إلا أن فكرته فشلت لم تسر كما خطط لها برأسه لكن على الأقل...بيكهيون سيُشاهد عرضاً مباشراً لفرقته التي اعتاد متابعتها و فنانه المفضل جونغداي
بدأت الموسيقى و دُقت الطبول تُعلن عن بدء الأغنية، كانت أغنية صعبة تحتاج أصواتاً قوية و أنفاساً قوية تتحمل الطبقات العالية و المنخفضة بها
حين بدأ جونغداي بالغناء مرت صور أمام أعين بيكهيون، تلك المرات التي استغل بها تواجده وحده بالمنزل و قام بغناء هذه الأغنية يتحدى نفسه بها و يتباهى بقدرته على مجاراتها رغم صعوبتها
كانت إحدى الأغاني بقائمة بيكهيون التي قام بتأديتها أمام جمهوره الوحيد أي نفسه
أفاق بيكهيون من شروده حين وصلت الأغنية إلى المقطع الأعلى بها، إنه يتحمس كلما وصل إليه...ربما عليه أن يصنع بعض الذكريات
ابتسم ليزيح ذراع سيهون بعيداً عن كتفه و ركض نحو أحد أعضاء الفرقة يطلب منه ميكروفوناً فناوله إياه لينضم إلى جونغداي يستكمل معه المقطع
جونغداي كان يمتلك صوتاً قوياً لكن نبرته اختلفت تماماً عن خاصة بيكهيون الرجولية الخشنة ما جعل اندماج أصواتهما سوياً مثالياً لأبعد حد
ارتفع حاجبي جونغداي بتفاجؤ و هز رأسه إلى بيكهيون بإعجاب فابتسم الآخر قبل أن تعلو أصواتهما أكثر، أصوات المعجبين تعالت تهتف بصخب كما أصدقاء بيكهيون يصرخون بحماس حين فاق توقعاتهم
هذا كان كحلم لم يتوقع بيكهيون يوماً أن يتحقق
" أنت رائع"
هتف جونغداي بعدم تصديق ما إن انتهت الأغنية و اقترب من بيكهيون يحتضنه فصرخ أصدقائهم في الخلف
"مرة أخرى"
و سرعان ما هتف الجميع يُطالبون بالمزيد من العروض للمُراهقين فربت جونغداي على ظهر بيكهيون ليفصلا العناق ثم أشار إليه
"دعنا نختار أغنية أخرى "
اومأ بيكهيون بحماس ليقترب مع جونغداي من أعضاء الفرقة في حين اتسعت ابتسامة ييشينغ لرؤيته سعادة بيكهيون
_______________
" لم سيهون فقط من يعرف ذلك؟"
تشانيول سأل بتذمر أثناء عودتهم حيث كانوا في الحافلة جميعاً يجلسون بمقاعد متقاربة
" أقسم لم أسمع هذا الصوت من قبل "
هز سيهون رأسه بعدم تصديق ثم التفت ليجلس على رُكبتيه كي ينظر إلى بيكهيون الذي يجلس خلفه فرفع بيكهيون عينيه نحوه بوجه وردي حرارته عالية كما لو أنه مريض إلا أنه كان تحت تأثير الصدمة...هذا لم يكن مجرد حلم!
" من أين يأتي هذا الصوت؟ وجهك صغير للغاية "
" أعتقد أن المشكلة تكمن في طول قامتهم"
جونغ إن علّق ليضحكوا ثم هتف سيهون بينما يُشير نحو جونميون، مينسوك ثم كيونغسو
"ثلاثتكم بذات طولهم تقريباً هل يخفي أي منكم موهبة خيالية؟"
"ما دخل طول قامتي بهذا؟"
تذمر مينسوك ليتكتف فهز سيهون رأسه بدرامية
" لا يمكن الوثوق بكم أيها الصغار "
" إنه يتحدث مثل الجد"
همس جونغداي فقهقهت جيون التي سمعت همسه حيث كان يجلس بجانبها فالتفت ينظر إليها ثم ابتسم بلطف ليُبعثر شعرها
عادوا إلى منزل ييشينغ و صخب المراهقين لم يهدأ، سيهون كان يثرثر كأنه لا يوجد غد دافعاً الآخرين لمشاركته الحديث بينما يُرغمهم على الضحك بتلقائية و دون مقاومة
" مهلاً"
هتف تشانيول فجأة قبل أن يدخل الآخرين إلى غرفتهم فالتفتوا ينظرون نحوه
" ألا يجب أن يُشارك بيكهيون في مسابقة الغناء مع جونغداي؟ يمتلك صوتاً قوياً كما أن نبرة صوته تتناسب مع نبرة صوت جونغداي"
تحوّلت الأنظار نحو بيكهيون فتبادل بينهم النظرات بتوتر ثم ابتلع ريقه بصعوبة ليومئ إليه سيهون يحثه على التحدث
إن شارك بمسابقة الغناء لن يُعجب جده بذلك أبداً، حتى و إن كانت مسابقة فجده يكره الغناء و أي وسيلة أخرى للترفيه
" إن لم يُمانع..جونغداي "
تمتم بتلعثم ليعبث بأنامله بتوتر فقهقه جونغداي بإستغراب
"و لماذا قد أُمانع؟ في الواقع..."
تعالت نبرته ثم اقترب من بيكهيون ليحيط عنقه بذراعه
"أشعر بالغيرة فكيف يُمكنني الغناء بجانبك بعد الآن؟ أنت رائع"
"لا تُبالغ"
حك بيكهيون عنقه بإحراج فهتف تشانيول
"لا، أنت حقاً رائع...كلاكما يمتلك صوتاً خيالياً، أقسم حتى مشاهير العالم لن يتفوقوا على أي منكما فما بالك إن قمتما بالغناء سوياً؟"
"ما رأيكما أن تقوما بتكوين فرقة سوياً؟ اااه سأكون معجبكما الأول "
قفز سيهون في مكانه بحماس فتوترت ملامح بيكهيون كما جونغداي الذي سحب ذراعه من حول صديقه
" توقف عن الثرثرة، يجب أن نذهب إلى النوم "
انسحب جونغداي نحو الغرفة أولاً فعاد سيهون إلى الثرثرة بحماس حول نادي المعجبين الخاص بصديقيهم إلا أن هناك ثلاثة أعين جذب جونغداي اهتمامهم بإنسحابه
حيث كيونغسو الذي لاحظ كيف تلاشت إبتسامته تدريجياً، جيون التي شعرت بالغرابة من انسحابه الغريب و ييشينغ الذي تنهد بعمق ليهز رأسه إلى الجانبين
في اليوم التالي عادوا إلى القرية، و قبل مرور ساعتين كانت القرية بأكملها قد عرفت أن بيكهيون يمتلك صوتاً ساحراً لا يمكنهم تخيل مدى قوته...سيهون شعر بالراحة بعد أن تفاخر بصديقه أمام الجميع
توجّه المُراهقين إلى المنازل لينالوا قسطاً من الراحة في حين سار بيكهيون بحذر نحو الشجرة في نهاية القرية باحثاً عن هيبا
ابتسم حين رؤيتها تجلس هناك بوقت راحتها تتكئ بظهرها على الشجرة بينما تُغمض عينيها براحة فاقترب ليقف بجانبها، و ما إن شعرت بوجود شخص بجانبها فرّقت بين جفونها ثم التفتت تنظر إليه
" هذا مكاني الخاص"
نبست بهدوء تقصد بذلك أنه يُزعج راحتها و بالرغم من كونه فهم مقصدها إلا أن ابتسامته اتسعت ليُشير إليها بالتحرك فتنهدت و تحركت إلى الجانب قليلاً تسمح له بالجلوس بجانبها
"تبدو سعيداً"
علّقت حين جلس بجانبها لترمق ذراعه الذي يُلامس كتفها بنظرة سريعة ثم رفعت عينيها نحو وجهه الباسم
" أردت إخباركِ أنني قمت بشيئ أحبه بالرغم من خوفي من ردة فعل عائلتي"
ابتسمت هيبا بخفة لتميل برأسها بتساؤل
"و لم أردت إخباري بذلك؟"
جفل بيكهيون من سؤالها و رمش مرتين قبل أن يُشير بيده موضحاً
"لأننا صديقين...نحن صديقين، أليس كذلك؟"
رمقته في صمت بضعة لحظات ثم اومأت بحركة بسيطة و همست بخفوت
" أعتقد ذلك "
همهم بيكهيون ليومئ ثم التفت ينظر أمامه والتزم كلاهما الصمت لبعض الوقت حتى سألت هيبا
" ألا تخشى أن تعرف عائلتك بالأمر؟"
حرّك بيكهيون رأسه كي ينظر إليها ثم قلب شفتيه بتفكير قبل أن يهز كتفيه بعدم معرفة
" لقد أحببت الغناء طوال حياتي، لطالما تخيلت نفسي أقوم بذلك أمام ملايين الأشخاص الذين يهتفون لأجلي لكن عائلتي لم تعرف يوماً بهذا الأمر خاصة و أن جدي يكره تلك الأشياء الترفيهية فهو يرى بأنها تُضعف الشخصية و تلين القلوب بسببها...إن اكتشف الأمر سيَتّهم والدي بأنه السبب في إفسادي، سيقول بأنني عار على العائلة و لا أعرف ماذا سيفعل معي بعد ذلك، سيُسبب هذا أيضاً مشكلة بيني و بين أبي لأنني أفسدت محاولاته في الحصول على رضى جدي لكن... "
قضم شفتيه ليهز رأسه إلى الجانبين ثم التفت ينظر أمامه مرة أخرى
" حين رأيت جونغداي يُغني مباشرةً و الجميع فخور به كما المعجبين يهتفون له أردت تجربة هذا الشعور، لا أعرف حتى كيف ركضت نحوه و كيف بدأت بالغناء معه...بداخلي خوف كبير لكن هناك سعادة غريبة بداخلي لم أشعر بها من قبل...هذا الشعور حيث قلبي ينبض بسعادة و جسدي يرتجف بخوف، إنه غريب لكن...إنه يُعجبني ،أشعر أنني أناني و أبي لا يستحق هذا لكن...أريد أن أقوم بذلك مُجدداً "
تنهد بعمق لينظر نحو قدميه حين رفعهما يضمهما إلى صدره
" تفهمين ذلك؟ "
قضمت هيبا شفتيها بينما تُهمهم بتفهم ثم نكزته بمرفقها
" سمعت سيهون يتحدث عن غنائك، إنه فخور بك حقاً "
قهقه مُحرجاً ليحك مؤخرة رأسه ثم وقف من مكانه لينفض ثيابه
" سأذهب لأحصل على قسط من الراحة، أراكِ مساءٍ"
أومأت بإبتسامة ثم لوّحت إليه ففعل المثل قبل أن يُغادر و عينيها تلحقان به
في المساء اجتمع الطلاب بمطعم السيدة بارك كي يدرسوا و بينما الجميع منشغلون سوياً كان كيونغسو يحاول البحث عن طريقة للإعتذار من سويون إلا أن جميع محاولاته فشلت
أسبوع آخر انقضى و لم يتخذ خطوة واحدة نحوها أو حتى نحو أي طالب آخر فكلما حاول ذلك يتراجع مرة أخرى متردداً
و على الجانب الآخر ييشينغ كان متوتراً نحو أمر عودة كيونغسو إلى منزله فالأصغر لم يطلب منه أن يبقى معهم و بالوقت ذاته لم يرغب هو بأن يعود إلى منزله، على الأقل في الوقت الحالي
كانوا في الحافلة في طريقهم إلى العاصمة و طوال الطريق ييشينغ كان مشغولاً في التفكير في أمر يمنع به عودة كيونغسو إلى منزله إلا أنه لم يجد
زفر بعمق حين خرجوا من الحافلة و بدأ الطلاب في المغادرة إلى منازلهم حتى لم يعد هناك سوى طلاب دونغ و جيون فأشار إليهم ييشينغ بالدخول
" سأذهب لزيارة أبي"
جونغ إن هتف بإبتسامة واسعة بمجرد أن بدّل ثيابه فرفع ييشينغ عينيه ينظر إليه ثم حرك نظراته باحثاً عن الآخرين
"ستذهب وحدك؟"
"لا، الرفاق سينضمون إليّ"
أومأ ييشينغ بتفهم ثم أخفض نظراته نحو أنامله حيث يعبث بها فأمال جونغ إن برأسه بتساؤل
"مُعلمي، أنتَ بخير؟"
رفع ييشينغ عينيه نحوه مُجدداً لينظر إليه قليلاً ثم أومأ و أشاح بنظراته عنه بينما يقف من مكانه
" سأنتظركم في الخارج، أريد زيارة السيد كيم أيضاً "
و خرج بعدها إلى الحديقة بخطوات واسعة قبل أن يتحدث جونغ إن مُجدداً
وقفت سويون أمام المرآة تقوم بتمشيط شعرها حتى وقعت عينيها على جيون التي تنظر إلى هاتفها تعبث به بينما كاثرين كانت تجلس على طرف السرير تُراسل أحد ما
" جيون "
المقصودة رفعت عينيها تنظر نحو سويون فابتسمت الأخيرة نحوها و تركت الفرشاة فوق طاولة التزيين ثم التفتت إليها
" ما رأيكِ بالذهاب معنا إلى المشفى؟"
حرّكت جيون عينيها بتوتر نحو كاثرين ثم أعادت نظراتها إلى سويون لتحك جانب عنقها
"أرغب بالنوم"
همهمت سويون بتفهم ثم خرجت من الغرفة لتنضم إلى أصدقائه و بعدها غادر خمستهم مع ييشينغ في حين بقت كاثرين مع جيون بالمنزل
دخل كيونغسو إلى غرفته ليُلقي بجسده على السرير بعشوائية و بعبوس كان ينظر نحو الحائط أعلاه...لا أحد بالمنزل كالعادة
لا يدري حتى لم عاد؟
" عُذراً"
استأذن ييشينغ بإحترام لينسحب من الغرفة التي يمكث بها والد جونغ إن بالمشفى ثم خرج تاركاً الطلاب في الداخل
وقف بجوار الباب ليتكئ بظهره ضد الحائط بضيق ثم أخرج هاتفه لينظر إليه بتردد
حرك كيونغسو يده بملل ليُخرج هاتفه من جيب بنطاله حين سمع صوت رنينه مُعلناً عن إتصال أتاه فاستقام سريعاً ما إن رأى هوية المتصل
تسارعت نبضات قلبه لينظر حوله بتيه ثم مسح على شعره و تحمحم قبل أن يُجيب
"مرحـ...مرحباً"
تحمحم مُجدداً نهاية حديثه المتلعثم ليحك جبينه في حين استقام ييشينغ ليسير ذهاباً و إياباً هو الآخر يحاول السيطرة على نفسه كي لا يظهر توتره أو قلقه
" ااه لقد...كنت أحاول الإتصال بكاثرين لكنني اتصلت بك عن طريق الخطأ"
قضم كيونغسو شفته السُفلى بعبوس ليُهمهم بتفهم فهتف ييشينغ سريعاً قبل أن يُغلق الآخر
" لا تتأخر صباحاً"
"حسناً"
أجابه بهدوء فتوقف ييشينغ في مكانه ليضم قبضته ثم تنهد بعمق
" وصلت إلى منزلك؟ "
همهم كيونغسو ثم التزم كلاهما الصمت لبعض الوقت إلا أن صوت أنفاسهما المرتجفة كان مسموعاً لكلا الطرفين
" والداي ليسا بالمنزل، لن يهتما لأمر عودتي حتى... "
لم يُعلّق ييشينغ فقضم كيونغسو شفتيه ليعبث بأظافره
" هل يُمكننا التحدث قليلاً؟"
" أخبرتك أنني...اتصلت عن طريق الخطأ"
سار ييشينغ نحو مقاعد الإنتظار ليجلس هناك فأومأ كيونغسو كأن الآخر يراه
" هذا القدر، كنت بحاجة إلى التحدث مع أحد... "
ابتلع ريقه ليهمس
"كنت بحاجة إليك"
الصمت حلّ بينهما مجدداً حتى سمع كيونغسو صوت صافرة تعلن انتهاء المكالمة فأخفض الهاتف عن أذنه ثم زفر بإرتجاف ليضع هاتفه جانباً ثم استدار و ألقى بجسده على السرير مرة أخرى بينما يدفن وجهه بوسادته
" سأقوم بتسديد ثلاثة أهداف متتالية، صدقني"
هتف سيهون ليُحرك قدمه عدة مرات و كأنه يركل الكرة فضحك تشانيول ثم دفع كتفه ليدفعه سيهون ثم ركضا إلى داخل المنزل يسبقون البقية بينما خلفهم كانت سويون تتحدث مع جونغ إن و جونغداي
" ااه، تذكرت أمراً لذا... اسبقوني إلى الداخل "
ييشينغ تحدث على عجل فالتفت إليه طلابه الثلاثة لكنه كان قد غادر بخطوات واسعة فانعقد حاجبي جونغ إن ليسأل بإهتمام أثناء دخولهم
"ما خطب المعلم ييشينغ؟ أعتقد أنه يتصرف بغرابة؟"
رفع كُلاً من سويون و جونغداي كتفيهما بعدم معرفة فكاد يتحدث مجدداً لولا سماعه صخب سيهون و تشانيول فركض إلى الغرفة ليُشاركهم في حين التفت جونغداي إلى سويون
" هممم كُنتِ تتحدثين عن جيون"
" فقط أردت سؤالك عنها، هي لا تتحدث مع أحد، فقط أنت لذا أردت أن أعرف إذا كان هناك ما يُزعجها حول تواجدها معنا"
همست بإهتمام فابتسم جونغداي ليهز رأسه إلى الجانبين
" ربما لأنها خجولة، في الواقع هي لا تتحدث معي كثيراً بل أنا من أتحدث دائماً...لا أريدها أن تشعر بالوحدة بيننا لكن لا أريد كذلك أن أتدخل في حياتها أكثر من ذلك...إن حاولتِ التقرب منها قد تكونا صديقتين، إنها لطيفة"
ضمت سويون شفتيها لتومئ ثم لوّحت إليه قبل أن تتوجّه إلى غرفة النوم
كيونغسو النائم استيقظ على صوت رنين هاتفه فتحرك بعدم راحة ثم جذب هاتفه يُجيبه بنعاس
" مرحباً؟ "
" أنا في الخارج "
استقام بجذعه سريعاً حين سمع صوت ييشينغ و أبعد الهاتف عن أذنه ليتأكد من هوية المتصل ثم وضع الهاتف على أذنه مُجدداً
" حسناً"
همس و أغلق الهاتف ليلتقط معطفه ثم خرج من الغرفة بخطوات واسعة تحولت إلى ركض حتى وصل إلى الخارج حيث يقف ييشينغ أمام بوابة منزله
وقف أمامه بصدر يعلو و يهبط بوتيرة سريعة بينما يلتقط أنفاسه فابتسم ييشينغ ليُقهقه كيونغسو
"شكراً لك"
"مازلت لم أُسامحك بعد "
أومأ كيونغسو بعنف ثم أشار إليه نحو الداخل
"فلتدخل"
"لا أريد أن يراني والدك كي لا يفتعل مشكلة"
وضع ييشينغ يديه بجيوب بنطاله و التفت يسير في الطريق المعاكس فأغلق كيونغسو البوابة و لحق به بخطوات واسعة حتى وصل إليه فتباطأت خطواته بينما يضع كفيه بجيوب بنطاله هو الآخر
" لم أتصل عن طريق الخطأ"
ييشينغ همس بخفوت فالتفت كيونغسو ينظر إليه لوهلة ثم تنهد ليقف بمكانه فتوقف ييشينغ هو الآخر
" سمعت جيون من قبل و هي تتحدث معك عن زوجة والدها"
انعقد حاجبي ييشينغ بعدم فهم فابتلع كيونغسو ريقه ثم أكمل
" كنت أعرف لماذا ترفض العودة إلى المنزل و فهمت نوعاً ما سبب اشتراكها بهذه المسابقة لكنني استغللت الأمر...قُمت بتهديدها تقريباً"
تخطى ييشينغ و اقترب من الحائط ليتكئ عليه بظهره في حين التفت معه الآخر ينظر إليه بعدم تصديق
"كنت و مازلت نادماً على فعل ذلك، حتى أنني دفعت سويون بقوة دون قصد لكن لا أعرف كيف أعتذر منهما..."
تنهد بعمق ليرفع عينيه نحو ييشينغ
" أعرف أنني وغد لكنني كنت أخشى والداي..."
"ماذا عن الآن؟"
ييشينغ قاطعه و اقترب ليقف بجانبه بينما ينظر كلاهما إلى الطريق أمامهما
" مازلت أخشى والداي لكن... "
التفت إلى ييشينغ كما فعل الآخر فتلاقت نظراتهما
" هذا شرطك لتُسامحني و أنا لا أريد أن أخسر هذه الفرصة، لا أريد أن أخسرك مُجدداً "
كيونغسو كان صادقاً بنظراته كما نبرته، و بالرغم من انزعاج ييشينغ حول استغلال الأصغر أمر عائلة جيون إلا أنه يحاول تفهمه فهو بالنهاية أتى كل هذه المسافة ليسمعه
" ما كان يجب أن تستغل أمر عائلة جيون "
نبرة ييشينغ كانت مؤنبة فأومأ كيونغسو بعبوس ليشيح بنظراته بعيداً عنه
"أعرف، و لهذا السبب أرغب في الإعتذار"
" إن اعتذرت من أجلي فقط فهذا لن يكون مقبولاً"
"أنا حقاً نادم على ذلك"
استقام كيونغسو ليقف أمام ييشينغ ثم حرك يده بعشوائية بينما يُبرر
" ربما أرغب بإتخاذ هذه الخطوة الآن من أجلك لكنني نادم و أرغب بالإعتذار لهذا السبب كذلك "
همهم ييشينغ لينقر جبين كيونغسو مما جعل من الأصغر يجفل بتفاجؤ من حركته الغير متوقعة
" إذاً عليك بالإعتذار"
"كيف و أنا لا أستطيع أن..."
هز ييشينغ رأسه إلى الجانبين مُقاطعاً بذلك حديث كيونغسو
" أنت قادر على فعل أي شيئ تُريده طالما ليس خاطئاً، فقط تخلص من خوفك تجاه والديك... احترام والديك أمر و الخوف منهما أمر آخر كيونغسو"
رفع حاجبيه نهاية حديثه يؤكد ذلك ثم ابتسم
" حاول التحدث مع إحداهما أولاً ثم الأخرى، و إن أردت المساعدة لا تطلبها مني بل اطلب من أصدقائك "
التفت ييشينغ ليعود من ذات الطريق فلحق به كيونغسو سريعاً
" ألسنا صديقين؟ "
رمقه ييشينغ بنظرة جانبية و همهم بالنفي
"ليس بعد، لم تُحقق شرطي و لا أرى بك صديقي كيونغسو لذا عليك البحث عن صديق آخر كي تطلب مُساعدته "
وقف ييشينغ أمام بوابة منزل كيونغسو ثم التفت إليه و ابتسم
"لا تتأخر صباحاً، تُصبح على خير"
لوّح إليه و غادر بعدها فابتسم كيونغسو و التفت كي يدخل من البوابة إلا أنه توقف حين رؤيته والديه يقفان أمام باب المنزل يرمقانه بنظرات تُبدي غضبهما من رؤية ييشينغ معه
To be continued......
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top