11
Start
كيونغسو خرج من الغرفة بوجه متورم و اقترب بحذر ليجلس بجانب ييشينغ على الاريكة حيث كان الأخير في مكانه بغرفة المعيشة منذ أن اطمأن على كيونغسو
ييشينغ كان يحاول تجاهله بينما يتجول بين قنوات التلفاز بعدم إهتمام في حين ضم كيونغسو كفيه معاً يحشرهما بين فخذيه بتوتر
كانت فرصة مثالية للإعتذار لكنه لم يعرف كيف يبدأ، من بين الجميع كان الخطأ الأكبر يقع على كيونغسو
لذا حتى و إن أخبر ييشينغ أنه فعل ذلك خوفاً من والده فمازال سيبدو كالجبان بنظره
" هل تناولت شيئاً تعاني الحساسية تجاهه؟"
ييشينغ سأله فجأة فالتفت كيونغسو ينظر إليه قليلاً ثم همهم بإيماءة بسيطة و التفت ينظر أمامه مُجدداً
" كن أكثر حذراً"
تمتم ييشينغ بصوتٍ بالكاد سمعه الآخر ثم أخفض نظراته حيث أخذ يعبث بأنامله يدّعي عدم الإهتمام فساد الصمت بينهما مرة أخرى حتى همس كيونغسو بعد دقائق معدودة
" تناولته عن قصد"
توقف ييشينغ عن العبث بأنامله و حرك عينيه ببطئ إلى أن استقرت نظراته على كيونغسو حيث كان الأخير ينظر إلى التلفاز بأعين بدت مشوشة لا ترى أو تهتم لما يُعرض أمامها
" كنت أبحث عن الإهتمام"
قهقه بحسرة فانعقد حاجبي ييشينغ بعدم رضى
"لكن...العمل هو ما كان يشغل عقل والداي"
استنشق ماء أنفه ليُدير عينيه بينما يُفرّق بين شفتيه و هو يتنفس بعمق
" الشخص الوحيد الذي مدني بالحب غدرت به لذا...أنا أستحق ما يحدث لي"
اهتزت ملامح ييشينغ حين أدرك أنه المقصود من حديث كيونغسو، و لوهلة أراد أن يُربت على كتف الأصغر و ربما يُعانقه ثم يخبره أن لا بأس لكنه تراجع عن تلك الفكرة
" لم أفعل ذلك رغبة في قتل نفسي، فقط أردت أن ألمح القلق بأعين والداي لكنها كانت مهمة مستحيلة "
" أنت..."
ييشينغ نبس بهدوء فوضع كيونغسو يده على فم معلمه سريعاً يمنعه عن الحديث
"أعرف أنني جبان لكن رجاءً لا تقُلها.."
ابتلع ريقه ثم أكمل بخجل
" بالرغم مما فعلته بك مازلت لا أريدك أن تجرح مشاعري بتلك الكلمة التي أكرهها "
تنهد ييشينغ بعمق ثم دفع كف كيونغسو بخفة كي يبتعد عن فمه ليقول بهدوء
"على الرغم من أنها حقيقة لكنني لم أكن سأقول ذلك..."
لوى ييشينغ شفتيه ليميل بجذعه كي يتكئ على فخذيه بمرفقيه بينما ينظر أمامه بعدما أشاح بنظراته بعيداً عن كيونغسو مُجدداً
" أنت أحمق...حياتك ليست عديمة القيمة لتعبث بها من أجل أي شخص كان"
"انهما والداي"
كيونغسو همس بضيق ليُهمهم ييشينغ
" قتلك لنفسك لم يكن ليُغيّرهما"
"لم أحاول قتل نفسي"
برر فالتفت ييشينغ برأسه لينظر إليه بثقة قائلاً
"بلى حاولت...الأمر فقط أنك نجوت بطريقة ما "
رفع حاجبيه نهاية حديثه يؤكد حديثه بذلك فابتلع كيونغسو ريقه ثم اقترب من ييشينغ بتردد هامساً
"هل يُمكنك أن..."
زم شفتيه بعبوس حين تحرك ييشينغ قليلاً ليبتعد عنه فاختنق كيونغسو بغضة مؤلمة عندما رفض الآخر اقترابه منه
" مسامحتك لن تكون بهذه السهولة "
قهقه بسخرية ليهز رأسه إلى الجانبين
"على الأقل اعتذر مني الآخرين على عكسك أنت...لم تعتذر بالرغم من العلاقة التي جمعتنا"
"آسف"
هتف كيونغسو بتسرع و كأنه إن لم ينطق بها الآن فلن يفعل لاحقاً فهمهم ييشينغ بالنفي
"ليس كافياً، الإعتذار لم يعد كافياً "
ارتجفت شفاه كيونغسو فضمها سريعاً ليخفض عينيه عن ييشينغ حين رفض الآخر اعتذاره
" لأنك تنازلت أخيراً و قررت التحدث معي..."
أكمل ييشينغ ثم قهقه ساخراً بينما يهز رأسه إلى الجانبين فعبست شفاه كيونغسو بقوة حتى لم يعد قادراً على السيطرة عليها
" دعني أخبرك بشرطي الثاني لإنضمام طُلابي إليكم"
التفت ييشينغ بجذعه يُقابل كيونغسو، و حين نطق بكلمة 'طُلابي' رفع حاجبيه بتأكيد و كأنه يُخبر كيونغسو أنه و رفاقه ليسوا بنفس مكانة طلاب القرية لديه...هذا كان يؤلم قلب كيونغسو أكثر من حقيقة أن العمل لديه مكانة أعلى منه لدى والديه
" لا تُخبر الآخرين بذلك فإذا رفضت لا أريد أن يحمّلوك مسؤولية رفضي انضمام طلابي إلى المسابقة"
"ظننتك...وافقت"
كيونغسو تمتم بتردد ليرفع عينيه نحو ييشينغ لكن سرعان ما أخفضهما عنه يأبى أن تتلاقى نظراتهما
" قُلت أن هناك شرطاً آخر لكن لكل شيئ وقته، إنه يتعلق بك لذا لم أرغب بجذب الانتباه نحوك ببدء الحديث معك و أنت تتجنبني "
" أنا... "
حاول كيونغسو التبرير لنفسه فهز ييشينغ رأسه إلى الجانبين يرفض الإستماع إلى تبريره
"هذا الشرط لا يتعلق فقط بإنضمام طُلابي إلى المسابقة لكن كذلك يتعلق بمسامحتي لك "
ارتفع حاجبي كيونغسو ثم رفع عينيه نحو ييشينغ بترقب فرفع الآخر كتفيه و أخفضهما بحركة سريعة
"كيونغسو...ليس دو كيونغسو بل صديقي كيونغسو الذي اعتدت على لقائه خارج أسوار المدرسة كصديقين...أريد أن يظهر مُجدداً ليس لي فقط بل أمام الجميع، عليك أن تُصبح صديقاً لهم جميعاً"
ابتلع كيونغسو ريقه بصورة واضحة فابتسم ييشينغ ليومئ بحركة بسيطة
"لربما أشعر حينها بالطمأنينة نحوك، أنك لن تغدر بي مرة أخرى "
" و إن فعلت؟"
كيونغسو تساءل بإبتسامة مُنكسرة ليتنهد بعمق
" سأخذلكم مُجدداً لأن أبي سيمنعني عن... "
" عن أن تكون بعلاقة مع مجموعة من القرويين و معلم أحمق مثلي يظن نفسه بطلاً؟"
ييشينغ قاطعه بسخرية فاتسعت أعين كيونغسو بخفة ليومئ ييشينغ بسخرية
" نعم، لقد قابلت والدك بالفعل و أخبرني كم أنا ساذج و أحمق حين حاولت مساعدتكم "
تنهد ييشينغ بصوتٍ عالٍ و استقام من مكانه ليضبط ثيابه ثم أخفض نظراته نحو كيونغسو يقول بصدق
" كنت مستعداً لأكون أحمق دائماً من أجل سعادة و راحة صديقي"
هز ييشينغ حاجبيه إلى الأعلى و الأسفل في حركة واحدة سريعة ثم ضم شفتيه ليخرج من المنزل ينتظر في الحديقة إلى حين عودة الآخرين بينما بقى كيونغسو يجلس في مكانه شارداً
جلس ييشينغ على مقعد الحديقة عاقداً ذراعيه إلى صدره بينما يضرب الأرض بقدمه اليُمنى بتوتر
قلبه كان يخفق بوتيرة سريعة، و معدته تنقبض بألم بين اللحظة و الأخرى
إن كان هذا الحوار بين كيونغسو ييشينغ قد آلم الأصغر فهو كان الأضعاف مع ييشينغ
ييشينغ الذي شعر بالضعف حين عانقه صديقه القديم، كيونغسو لم يكن كما الآخرين بالنسبة إليه... كان الأقرب إليه كما كان ييشينغ صديقه المقرب الوحيد الذي بإمكانه التحدث معه بتفاصيل حياته
فرّق بين شفتيه ليزفر أنفاسه المرتجفة حين رؤيته الحافلة تتوقف أمام منزله بينما تحمل طُلابه مع كاثرين فرسم ابتسامة مزيفة على شفتيه و اقترب منهم بخطوات صغيرة حتى دخلوا إلى حدود منزله
" مرحباً مُعلمي"
هتف سيهون و جونغداي حين دخولهما من البوابة فأومأ ييشينغ بخفة بينما توجّه كلاهما إلى داخل المنزل و كلما مر أحد الطلاب من جانب ييشينغ انحنوا إليه بإحترام حتى دخلوا جميعاً فوقفت كاثرين أمامه لتسأل بمجرد أن أصبحا وحدهما بالحديقة
"ماذا حدث؟"
" لا شيئ، كان مريضاً فقد تناول شيئاً يعاني الحساسية ضده"
رفع كتفيه نهاية حديثه فضيّقت كاثرين عينيها بشك
"ماذا فعلت له؟"
"ماذا فعـ...."
التفت كلاهما نحو باب المنزل حين سمعا صوتاً عالياً يأتي من الداخل فركضا نحو الداخل و قد كان جونغ إن اشتبك مع هانييل مُجدداً
" لا أعرف هذه المرة الكم التي تشاجرا فيها اليوم "
كاثرين همست إلى ييشينغ فرمقها بنظرة جانبية لتهز رأسها إلى الجانبين بيأس
" جونغ إن، هانييل"
ييشينغ صاح بحدة فتوقف كلاهما عن الشجار و التفتوا إليه جميعاً بتوتر كأنهم المقصودين وليس فقط طالبين منهما فعقد ييشينغ كفيه خلف ظهره و اقترب ليقف أمام جونغ إن و هانييل
"ماذا يحدث هنا؟"
"هو بدأ"
"هي بدأت"
هتفا معاً بينما يُشيران إلى بعضهما فارتفع حاجبي ييشينغ بتحذير ليتحمحم جونغ إن و أشاح بنظراته جانباً
"آسف"
همس ثم لوى شفتيه بإنزعاج لاحظه ييشينغ إلا أنه تجاهله و حرك عينيه نحو هانييل
"يجب أن تعتذري أيضاً"
"لكن هو من... "
اعترضت فاقترب منها ييشينغ لتبتلع كلماتها حين انحنى إلى مستواها هامساً
"في بعض الأحيان يجب أن نعتذر، فلن تتم مُسامحتكِ بكل مرة كأن شيئاً لم يحدث"
رفع حاجبيه نهاية حديثه لتضم هانييل قبضتيها حين فهمت ما يرمي إليه بحديثه فاستقام ييشينغ بجذعه و أشار إليها برأسه نحو جونغ إن
"اعتذري"
" آسفة"
اعتذرت بحاجبين معقودين بإنزعاج فهمهم ييشينغ و التفت كي يعود بخطواته نحو كاثرين كي يستكملا حديثهما إلا أن هانييل هتفت بصوتٍ عالٍ تستوقفه
"لكن لا أحد سامحني من قبل دون أن أعتذر"
زُملائها من يونغبوك التفتوا ينظرون نحوها كما توأمها همس بإسمها بتحذير لكنها تجاهلته
"لم أتوقع أن تتحدث معي الآنسة صوفيا كأن شيئاً لم يحدث لكنها أيضاً كانت خائفة مثلنا لذا من الطبيعي أن تتفهمنا لكن أنت..."
"هانييل "
جونميون اقترب منها ليُمسك بذراعها يمنعها عن الحديث لكنها نثرت يده و اقتربت من ييشينغ تأبى التوقف
"أنت لم تُسامحنا، بالرغم من معرفتك أننا لم نرغب بفعل ذلك لكنك تتعامل معنا و كأننا فعلناه عن قصد...لماذا سامحت بيكهيون و نحن لا؟ "
أشارت نحو بيكهيون نهاية حديثها فقضم بيكهيون شفتيه ليخفض رأسه أرضاً حين توجهت الأنظار نحوه
" الأمر ليس سهلاً لكن على الأقل بيكهيون اعتذر، ما لم يقم أي منكم بفعله "
رفع عينيه ينظر نحو مينسوك ليقول بجدية
" أنت أيضاً لم تعتذر بالرغم من أن لا عائق أمامك "
جفل مينسوك ليُمرر عينيه بين الجميع ثم أعاد نظراته نحو ييشينغ حين أشار إلى جونميون
"و أنت لم تقترب مني و تعتذر ولو لمرة مُبرراً موقفك "
قهقه دون فكاهة ليُعيد نظراته إلى هانييل ثم أكمل
" أنتِ...هل فكرتِ في الإعتذار من قبل؟ "
" ربما لأنهم شعروا بالخوف من أن ترفض اعتذارهم لذا لم يعتذروا"
جونغداي تقدم خطوة بينما يُبرر فالتفت إليه ييشينغ مُقاطعاً إياه
" توقف عن التبرير و كأنك تعرفهم أو تعرف ما حدث"
"لكنك تعرفنا و من المفترض أن تعرف بأن جونغداي محق "
هانييل هتفت مُجدداً فجذبها جونميون من مرفقها كي تبتعد من أمام ييشينغ و كاد يعتذر عن حديثها لولا أن سبقه ييشينغ
" إذا كان جونغداي مُحقاً فلم لا تُخبريه بما قمتم بفعله بي و لنرى حينها كيف سيحكم؟ لنرى كيف سيكون موقفه نحوكم؟ "
رفع حاجبيه بصدر يعلو و يهبط بوتيرة ملحوظة حين التزمت هانييل الصمت فأخفضت رأسها لتمسح على عينيها بعشوائية
" اذهبوا إلى النوم فسنُغادر في الصباح الباكر "
أشار إليهم بضيق ثم خرج من المنزل فقضمت كاثرين شفتيها و هي تنظر بين الطُلاب ثم تنهدت
" سيهدأ قريباً لذا لا تقلقوا و لتحصلوا على قسط من الراحة"
همهمت نهاية حديثها ثم خرجت سريعاً لتلحق بييشينغ لكنه لم يكن في الحديقة لذا خرجت من البوابة و حركت رأسها يميناً و يساراً حتى لمحته من بعيد فركضت نحوه لتلحق به
وقف الطلاب في مكانهم بغرفة المعيشة، و بالرغم من غضب جونميون نحو ما قالته أخته إلا أنه عانقها ليُربت على ظهرها بمواساة حين رآها تبكي
لم يفهم طلاب دونغ شيئاً مما يحدث
كانوا يتبادلون النظرات بينهم بعدم فهم بينما جونغداي كان ينظر نحو كيونغسو بقلق فالأخير وجهه كان مُرهقاً كما أنه لم يُذكر بحديث ييشينغ و لم يُبدي ردة فعل نحو كل ما حدث
حرّك بعدها جونغداي عينيه نحو جيون التي تنظر إلى السقف كأنها غير موجودة معهم بنفس المكان فتنهد بعمق
ابتلع بيكهيون ريقه بصعوبة حين شعر برغبة قوية في البكاء فانسحب من هناك في هدوء ظناً أن لا أحد قد لاحظه إلا أنه بعد قليل شعر بشخص يجلس على المقعد بجواره في الحديقة فمسح على عينيه بعشوائية ثم التفت إلى سيهون
" يُمكنك البكاء أمامي، أفعل هذا في كثير من الأحيان لذا الأمر ليس مُحرجاً"
قهقه سيهون بمزاح ليضم كفيه فوق فخذيه بتوتر حين لم يتحدث بيكهيون و اكتفى بالنظر إليه بعينيه الدامعتين
" لقد سامحك المعلم ييشينغ فلماذا تبكي الآن؟"
ربت على فخذ بيكهيون بلطف فأخفض بيكهيون عينيه عنه ليزم شفتيه المُرتجفتين بخط مستقيم
" في الواقع... "
تمتم سيهون بتردد ليُمرر عينيه على وجه بيكهيون بحذر ثم أكمل
" لقد سمعت حوارك مع المعلم ييشينغ...حين كنتما بغرفة الموسيقى "
وضّح نهاية حديثه فاتسعت أعين بيكهيون لينظر إليه سريعاً
"لم أقصد التنصت، كانت مجرد صدفة لذا..."
رفع كتفيه نهاية حديثه ثم تنهد بعمق
" ربما تشعر بالقلق نحو مجال دراستك بالجامعة لكن يمكنك أن تجد شيئاً آخر يُناسبك أو...اااه يمكنك معالجة رهابك، أعتقد أن مازال هنا وقت لذلك"
تحولت نبرته الهادئة تدريجياً إلى أخرى متلهفة يحاول مواساة بيكهيون فزفر بيكهيون بضيق
"إن كنت سمعت، هذا يعني أنك تعرف بأنني لا أريد دراسة الطب "
لوى سيهون شفتيه ثم اومأ بعد لحظات
" أعتقد أن اعتذارك لم يكن سهلاً كما تظن هانييل فالمعلم ييشينغ لم يبدو بمزاج جيد حينها أيضاً"
اقترب من بيكهيون بحذر ثم احتضنه بجانبية
"لا بأس يا صديقي ستكون الأمور على ما يرام فكما سامحك المعلم ييشينغ سنجد المجال المناسب لك...لكن عن ماذا كان يتحدث المعلم ييشينغ حين قال ان تصنع لحظات سعيدة أو شيئاً من هذا القبيل؟ "
أخفض نظراته نحو بيكهيون فرمش الآخر بضعة مرات و هو ينظر إليه ثم ابتلع ريقه حين أدرك أن لا شيئ سيُغيّر هذا الموضوع الآن...ربما يُخبر سيهون
" لقد أخطأنا "
كان الصمت يعم على غرفة المعيشة لوقت طويل فلا يفهم طلاب دونغ ما يحدث ولا حتى نبس الآخرين بكلمة لولا كيونغسو الذي نبس بشكل مفاجئ جاذباً الأنظار نحوه تزامناً مع دخول سيهون و بيكهيون إلى المنزل
رفع كيونغسو عينيه ينظر إلى أصدقائه الواحد تلو الآخر ثم تنهد بعمق ليقف من مكانه و توجه نحو الغرفة فلحقت به أعين الجميع
"كان بسببك أنت"
هتفت هانييل ببكاء فجذبها جونميون من مرفقها ليجرّها معه نحو الغرفة الخاصة بالفتيات ثم أغلق الباب خلفهما...و الأجواء كانت مشحونة لدرجة وترت طلاب دونغ
" ألا يمكنكِ التزام الصمت؟ أنتِ تتسببين بالمشاكل"
جونميون صرخ بهمس لكن ملامحه لانت حين رأى دموع توأمه من جديد بينما صدرها يعلو و يهبط بشهقات مكتومة
" الموقف سيئ، سواء كان موقفنا أو موقف كيونغسو لذا رجاءً تفهمي الوضع"
" لماذا سامح بيكهيون و نحن لا؟"
غمغمت ببكاء و اقتربت منه لتُعانقه فتنهد ليُحيطها بذراعيه
"لأن بيكهيون اعتذر، و لنكن صادقين نحن لم نبذل جهداً لمحاولة إرضائه كما لم يكن ما فعلناه به هيناً "
________________
~~~ييشينغ~~~
أظنني بالغت في ردة فعلي دون قصد لكنني فقدت السيطرة على نفسي فبالكاد تمالكت نفسي منذ رؤية كيونغسو بتلك الحالة
مشاعري كانت و مازالت مشوشة تجاهه، كرهت رؤيته مريضاً
و كرهت حقيقة أنه فعل ذلك بنفسه عن قصد من أجل إهتمام هو يعي جيداً أنه لن يحصل عليه مهما فعل
عائلته لن تحبه بالطريقة التي يُريدها و كلانا يعرف ذلك فلماذا يخسر حياته من أجلهما؟!
في السابق كنت أعمل بمدرستهم، كنت معلم الموسيقى كذلك
التعامل مع طلاب تلك المدرسة كان صعباً فهم مجموعة من المتغطرسين يعتقدون أنهم فوق الجميع لكن...بعض الطلاب، و تحديداً المشاركين بهذه المسابقة حين تعاملت معهم عدة مرات في أثناء الإعداد لمسابقات أخرى أصبحت أكثر قُرباً منهم و اكتشفت أنهم ليسوا كما البقية
لذا بطريقة ما أصبحت علاقتنا أكثر من مجرد معلم و طلابه و ما ساعد على ذلك أن فارق العمر بيننا لم يكن كبيراً، كنت حديث التخرج حينها
لكن من بين الجميع كيونغسو كان الأقرب إليّ...لقد قضينا الكثير من الوقت سوياً، و كما كان هو بحاجة لي كنت أنا الآخر بحاجة إليه و أشعر بالراحة في حديثي و بقائي معه
كل شيئ كان بخير حتى أخبرني ذات يوم أن مدربة الباليه تم التحرش بها و قد رأى ذلك هو و زملائه بالصف
صوفيا كانت مدربة الباليه بالمدرسة حينها، و لأن عدد طلاب الصف ليسوا بالكثيرين فكذلك عدد الطلاب بكل نشاط لم يكن كبيراً
ربما لهذا السبب اعتقد معلمهم أنه لا بأس بالإقدام على خطوة كتلك
صوفيا كانت خائفة من التحدث فجيون هوسوك الذي تحرش بها كان ابن اخت مالك المدرسة و لم يكن رجلاً سهلاً البتة
و لأن الطلاب أخبروني عن طريق كيونغسو أنهم سيشهدون معي لما تدخلت بهذا الأمر
لكن حين قمت بتقديم شكوى ضد هوسوك و صوفيا اعترفت بأن الأمر حدث عدة مرات لم نجد من يؤكد حديثنا...حتى كيونغسو أنكر معرفته بالأمر
أعرف أنهم كانوا مجبورين على ذلك خائفين من عائلاتهم لكن ألا يجب أن يقولوا الحق؟ على الأقل ليعتذروا مني
كان الأمر موجعاً و مُهيناً حين أُلقي اللوم عليّ أنا و صوفيا، بل تصرّفوا و كأنهم يمنون علينا و تركوا لنا الفرصة بتقديم استقالتنا بدلاً من أن يتم طردنا
كلما تذكرت هذا أشعر بأنني أبغض هؤلاء الصغار و على رأسهم كيونغسو الذي ظننته صديقي و أخي كذلك
لكن بمجرد أن عانقني و رأيته بهذه الحالة نسيت كل شيئ، و بالكاد تماسكت لكن جسدي مازال يرتجف من الداخل
أرغب بالبكاء و ما أريده الآن هو أن أذهب إلى والديه لأنتقم من أجل مشاعره السيئة التي زرعوها به من تصرفاتهما المُستهترة
" لقد بالغت بردة فعلك"
كاثرين همست بينما تُمسد رأسي حيث جلست على أحد مقاعد الإنتظار فوقفت أمامي تحاول التخفيف عني
أعرف ذلك...أعرف أنني بالغت
"لم أعرف أنك تحب كيونغسو إلى هذا الحد"
همست من جديد لأرفع عيناي نحوها في حين اتخذت عينيها مساراً آخر، تنظر حيث كفاي فاحتضنت أحدهما بين يديها ثم تركت عليه قُبلة لطيفة
" يدك ترتجف بوضوح، أنت لست بخير منذ رأيته"
هل كان هذا واضحاً؟!
" هانييل تغار عليك ولا أعرف هل يجعلني هذا أغار أنا الأخرى أم أشعر بالسعادة لذلك"
قهقهت ثم تركت كفي لتحتضن وجنتاي بينما ترفع رأسي نحوها رغم أن عيناي لم تبتعدا عن خاصتيها
" أولئك الصغار يُحبونك كثيراً و أنت أيضاً تُحبهم، لذا ما رأيك أن تُسامحهم، امنحهم الفرصة ليعتذروا و لتتحدثوا بهدوء...إنهم مراهقين لذا لن يكونوا قادرين على اتخاذ قرار صعب كـأن يتمردوا على عائلتهم من أجل معلمهم، لكنهم على الأقل يشعرون بالندم على ما فعلوه..."
أعرف أنها مُحقة لكنني مازلت مشوشاً
أحبهم؟! نعم كثيراً
و هذا ما يجعلني مُنزعجاً، تارة أرغب بمسامحتهم و تارة أخرى لا
خاصةً بعد أن عرفت بأنهم هنا بالرغم من معرفتهم بنتيجة المسابقة
إنهم يفعلون مع طلاب دونغ ما فعلوه معي لكني بطريقة أخرى و مجدداً بسبب خوفهم من عائلاتهم
لذا لأشعر بالأمان نحوهم أريد رؤية أنهم نادمين
أريد أن اتأكد أن ما فعلوه معي لن يتكرر مع أصدقائهم الجدد و لن يحدث ذلك سوى بتحرير أنفسهم من خوفهم
حين عُدت إلى المنزل تجاهلت الجميع و نمت بغرفة المعيشة فوق الأريكة
و بصباح اليوم التالي تركت كاثرين تتولى أمر اخبارهم بوصول الحافلة و التحدث معهم بينما سبقتهم إلى الخارج و لم أتحدث طوال الطريق لكنني لم أغفل عن نظراتهم نحوي
__________________
وقف بيكهيون بأعين ناعسة أمام تشانيول و تشانسوك فكان على ثلاثتهم أن يجمعوا الثمار سوياً
و ربما بيكهيون فهم لماذا يدعوا سيهون تشانيول بالأحمق كلما تعلّق الأمر بحبيبته
تشانيول يُصبح أكثر لُطفاً و مراعاة نحوها و هذا جيد...لكنه لا يرى الآخرين و كأن العالم يدور حوله هو و تشانسوك فقط
وقف ييشينغ أمام منزله ينتظر تجمع الطُلاب حتى يبدأوا تدريبهم
و حين رؤيته جونميون يقترب من بعيد مع مينسوك أخفض عينيه ينظر إلى ساعة يده يتجاهل بذلك النظر نحوهما لكن جونميون تحدث بمجرد أن وقف أمامه مع صديقه
"أعرف أننا أخطأنا.."
رفع ييشينغ عينيه نحوه بحاجبين معقودين فقضم جونميون شفتيه ليتقدم مينسوك خطوة بينما يُكمل هو
"على عكس الآخرين أبي لم يكن ليُعاقبني و لم يكن ليهتم إن رسبت لقولي الحقيقة لكن...قولي الحقيقة كان يعني أن أضع أصدقائي بمأزق، هذا ما أخبرني به المعلم هوسوك و المدير لذا خشيت أن أتسبب بأذيتهم"
ابتلع مينسوك ريقه ثم انحنى إلى ييشينغ
"آسف لأنني ضحيت بك بالرغم من أنك فعلت الكثير لأجلنا "
استقام مينسوك لينظر إلى ييشينغ بعبوس
" لكنني كنت و مازلت نادماً على فعل ذلك "
" سأكون كاذباً إن قلت بأنني حاولت قول الحقيقة... "
جونميون تمتم فحرك ييشينغ عينيه نحوه
"حين هُددت لأول مرة عرفت ماذا سأفعل لحمايتي و حماية هانييل من غضب والدينا "
مسح على عينيه بعشوائية ثم ابتسم بزيف
" من المحرج قول ذلك لكنك تعرف كيف هما والداي لذا لا داعي لإدّعاء العكس...لكنني حقاً آسف "
" كان بإمكانكم الإعتذار باكراً"
همس ييشينغ و استقام بوقفته حين رؤيته الآخرين قادمين من بعيد فأومأ إليه مينسوك و جونميون سريعاً
" نعرف لكننا كنا قلقين من ردة فعلك...ليس لأنك قاسي القلب أو شيئاً من هذا القبيل "
برر مينسوك سريعاً نهاية حديثه ليومئ جونميون موافقاً إياه ثم أكمل بدلاً عنه
"بل لأن ما فعلناه لم يكن هيّناً"
قضم ييشينغ شفته السُفلى و هو يُدير عينيه يحاول إدّعاء عدم تأثره لكنه سامحهم منذ بدء حديثهم
ييشينغ كان بحاجة إلى اعتذار صادق فقط كي يلين
" حسناً"
اومأ بينما مازال يدّعي عكس ما يشعر به فهتف سيهون و جونغ إن
"عانقاه"
التفت مينسوك و جونميون ينظران إليهما ثم أعادا نظراتهما إلى ييشينغ بتردد فأشاح بنظراته بعيداً عنهما سريعاً غير رافض لذلك
ابتسم كلاهما و اقتربا منه ليُعانقاه فجعّد ييشينغ ملامحه يدّعي عدم إعجابه بذلك إلا أن ذراعيه عانقا الأصغر يُبديان رضاه التام لما يحدث
فصل ثلاثتهم العناق بإحراج حين سمعوا صوت سويون تُلقي التحية على صديقيها ثم لحقها صوت جونغداي
و بعد أن تجمعوا بدأوا بالركض خلف ييشينغ في خطوات منتظمة بينما الأجواء بدت أقل حدة عن اليومين السابقين
وضع بيكهيون السلة فوق الطاولة بمطعم السيدة بارك ثم رمق تشانيول بإنزعاج بينما يلتقط أنفاسه و لولا سماعه صوت قهقهة أنثوية من جانبه لأحرق صديقه بنظراته
التفت ينظر إلى هيبا التي تقف بجانبه ثم تنهد بعمق
"هل هو هكذا دائماً؟"
همهمت بينما تومئ برأسها فقلب عينيه
"كيف يمكنكم تحمله؟"
" قد يبدو بأنه مبتذل أو لزج لكن تشانيول فقط يحاول تعويضها عن كل ما حدث في الماضي لذا...نحن لا نراه مُزعجاً"
ضرب بيكهيون وجنته من الداخل بلسانه لينظر إلى تشانيول مُجدداً
قد يبدو هذا لطيفاً لكنه تجاهله بالكامل من أجل حبيبته لذا مازال الأمر مُزعجاً
أمال برأسه نحو هيبا فحرّكت عينيها و ابتسمت ما إن تقابلت نظراتهما ثم همست
" ماذا؟ "
" ألا تشعرين بالغيرة؟ "
ضيّقت عينيها بعدم فهم ثم سألت بإستغراب
"من ماذا؟"
" ربما لأن تشانسوك وجدت شخصاً يهتم بها و يُعاملها بلطف مبالغ هكذا"
رفع كتفيه نهاية حديثة فقهقهت هيبا بخفوت و هزت رأسها إلى الجانبين
" أنا لست مستعدة لأمر كهذا، إنه مخيف بالنسبة لي أن أكون في علاقة ما أي رجل كان لذا هذا الأمر لا يجعلني أشعر بالغيرة أبداً..."
ابتسمت مُجدداً لترفع كتفيها و أخفضتهما بحركة بسيطة
" لربما كنت شعرت بالغيرة إن لاحظت تمييز بين معاملة الآخرين لها كونها حبيبة تشانيول و أنا مجرد دخيلة لكن في الواقع...حتى السيدة بارك تُعاملني كأنني ابنتها ولا تُفرّق بيننا "
رمقها بيكهيون في صمت لبضعة لحظات ثم اومأ ليُعيد نظراته نحو تشانيول و قلب عينيه بينما يهتف بإنزعاج
" تشانيول لدينا تدريب "
________________
ييشينغ كان قد أنهى صفه للتو، خرج الطلاب حين حلّ وقت الراحة فتنهد بعمق ليعزف على البيانو في هدوء بينما يُغلق عينيه و هناك ابتسامة بسيطة على شفتيه
فمهما حاول إخفاء الأمر إلا أنه كان سعيداً لأنه استعاد بعض من أصدقائه القُدامى
" آسفة "
توقفت أنامله عن العزف و فرّق بين جفونه ليلتفت إلى جانبه حيث وقفت هانييل عابسة
"لقد اعتذرت لكنك مازلت لا تُسامحني، ما الذي تُريده تماماً؟"
شهقت باكية تستدعي دموعها سريعاً بينما تترجاه بالرغم من أسلوبها الوقح في طلب العفو...هذا إلى حد كبير يُشبه هانييل التي يعرفها ييشينغ و التي يرفض توأمها الإعتراف أنها وقحة و سليطة اللسان
"يُمكنكِ الإعتذار بعدد الأيام التي مضت دون اعتذار... بدءاً منذ أن قمتم بخيانتي "
مرر أنامله على مفاتيح البيانو بحركة سريعة ختاماً لحديثه ثم تحرك بجسده ليُقابلها فعقدت حاجبيها لتمسح بقبضتها على وجهها بعشوائية
"لكنني لم...أقم بالعد"
شهقة قاطعت حديثها ثم استنشقت ماء أنفها فرفع ييشينغ كتفيه بلا مُبالاة مُزيفة
" إذاً افعلي ذلك ثم عودي للإعتذار"
ارتجفت شفتي هانييل في عبوس ثم استنشقت ماء أنفها مرة أخرى و أومأت إليه
"سأفعل"
ثم التفتت تنوي المُغادرة فابتسم ييشينغ ليهز رأسه إلى الجانبين
"هانييل"
استدارت نحوه سريعاً فوقف من مكانه و اقترب منها ليقف أمامها
" لم تتشاجرين مع جونغ إن دائماً؟ "
انعقد حاجبيها حين ذكر زميلها لتمسح على عينيها ثم هتفت بحنق
"ذاك القروي وقح، هو من يقوم بإزعاجي"
دفع ييشينغ رأسها بسبابته يقول بإبتسامة لم يتمكن من كبحها
"توقفي عن ترديد كلمة قروي و كأنها إهانة"
"أقسم أنها إهانة للكلمة أن يوصف بها ذاك الأحمق "
هسهست فضحك ييشينغ ليهز رأسه إلى الجانبين ثم تخطاها ليخرج من الصف فضاقت عُقدة حاجبيها و التفتت لتلحق به بخطوات سريعة
"لقد ضحكت فهل هذا يعني أنك سامحتني؟"
حرّك ييشينغ رأسه إلى الجانب الآخر بإبتسامة فتحركت إلى ذاك الجانب كي تكون بمجال رؤيته ليدفع ييشينغ رأسها بسبابته
" هذا يعني أنك سامحتني، هذا واضح للغاية"
"عودي إلى صفكِ"
"إنه وقت الراحة لذا أخبرني هيا...أنت سامحتني، أليس كذلك؟ "
رمشت بضعة مرات بلطافة حين وقفا أمام مكتب المُعلمين فقهقه ييشينغ ثم دخل إلى المكتب و أغلق الباب بوجهها مما جعلها تزم شفتيها
على الأقل ضحك بوجهها
تنهدت بعمق ثم استدارت بإبتسامة تلاشت تدريجياً حين رؤيتها جونغ إن يقف خلفها عاقداً ذراعيه إلى صدره بينما يتكئ بكتفه ضد الحائط و يرمقها بنظرات فارغة
" لا تتصرفي بلطافة مُجدداً، هذا مقزز"
أخرج لسانه بتقزز فمسحت على شعرها بإنزعاج ثم تحركت لتتخطاه لكن سرعان ما تجمدت بمكانها حين نبس بنبرة أنثوية يسخر منها
"إنه وقت الراحة لذا أخبرني هيا...أنت سامحتني، أليس كذلك؟ "
التفتت لتنظر إليه فضم شفتيه ببراءة مزيفة
" سأقتلك "
هسهست من بين أسنانها ثم ركضت نحوه فركض سريعاً نحو الملعب حيث مساحة أكبر يمكنه الهرب فيها من قبضتها
و على أحد الجانبين كان يقف أصدقائهم بالترتيب بدءاً من تشانيول، سيهون، جونميون، بيكهيون و في النهاية مينسوك يُراقبون مُطاردة هانييل لجونغ إن
وبالرغم من ركضهما حول جيون و جونغداي إلا أن كلاهما كان و كأنهما بعالم آخر يتحدثان بهدوء و لا يسمعان ما يحدث حولهما
" الكذب سيئ خاصةً و أنهم تسببوا بالضرر إلى المعلم ييشينغ"
جونغداي تمتم بخفوت بينما ينظر جانباً بتفكير ثم أعاد نظراته إلى جيون ليُبرر
" لكن من الصعب فعل عكس ما يقوله والدينا، أليس كذلك؟ أعني إنهما والدينا بعد كل شيئ حتى و إن كانا قاسيان...لذا لقد كانوا مُجبرين "
" أنت تُبرر مُجدداً و كأنك تعرفهم جيداً "
ابتسمت جيون لتهز رأسها إلى الجانبين بعدم تصديق
"فقط...مشاعرهم تجاه المعلم ييشينغ كما ندمهم واضح لذا أرى أنهم يحتاجون إلى فرصة أخرى "
" لقد منحهم المعلم فرصة أخرى بالفعل لكن...بنهاية المسابقة سيعود كل شيئ لما كان عليه وسيعود الجميع إلى سيطرة عائلته "
" لا أظن ذلك"
همس جونغداي بعدم ثقة ليميل برأسه قليلاً حتى أصبح بمستوى أقل من رأس جيون فحرّكت عينيها نحو خاصتيه بتوتر
" ماذا عنكِ؟ "
همهمت بعدم فهم فاقترب منها أكثر لتتسع عينيها
" أعني...لن تأتي إلى القرية مُجدداً أو تحاولين التواصل مع أصدقائكِ هنا؟"
أشار بسبابته إلى وجهه القريب منها حين ذكر أصدقائها يقصد بذلك نفسه فارتفع حاجبيها بخجل ثم حرّكت عينيها بصورة دائرية بينما تُفكر
" هذا...لا أعرف...ربما..أعني..."
" لا أحد يقسو عليكِ، أليس كذلك؟ "
توقفت عن تحريك عينيها بعشوائية و بتردد أخفضت نظراتها إليه حين سأل بجدية بدا بها القلق
بينما على الجانب الآخر سيهون ابتسم بزيف حين لمحهما و من بين أسنانه همس
"قُل أن ما أراه ليس حقيقياً"
تلقى همهمات مُتسائلة من أصدقائه ثم حركوا أعينهم حيث جيون و جونغداي...و قُربهما كان صادماً حيث أن جيون لا تتحدث مع أحد لكن تشانيول و بيكهيون فهما مقصد سيهون من حديثه
هو ليس مصدوماً أن جيون قريبة من جونغداي
بل هو منزعج أن جونغداي قريب من جيون
" إنهما مجرد صديقين"
تشانيول برر فتلقى إجابة واحدة بذات الوقت من سيهون و بيكهيون
"اصمت أنت"
To be continued.....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top