10
عيدكم مبارك وكل عام وانتم بخير 🌨️🖤
Start
(لقد عدت إلى المنزل اليوم)
(هذا أنا جونميون)
(هلا خرجتي إلى الشُرفة؟)
بعث برسالة تلو الأخرى إلى سولار بينما يقف خلف نافذته يقضم أظافره بتوتر
جونميون لا يملك سوى بضعة ساعات كل أسبوع كي يلتقي فيهم بابنة الجيران أو يتمكن من التحدث معها لذا إلى أن توافق على الارتباط به بأي شكل كان فسيظل متوتراً في كل مرة يحاول فيها إيجاد وقت لكليهما
ارتفع بجذعه تزامناً مع ارتفاع حاجبيه بلهفة حين فُتحت أضواء غرفة سولار آملاً أن تكون هي من أتت لِتُلبي نداؤه لكن كتفيه ارتخيا حين فُتح باب الشرفة و لم تكن من أطلّت من خلفها
تكتفت أختها حين رأته عابساً و ابتسمت ساخرة
" هل كنت تنتظر أحداً؟"
تنهد جونميون بعمق ثم اتكأ بمرفقيه على النافذة يُجيبها دون أن يمحي عبوسه
" أنتِ من قرأتِ الرسالة؟"
اومأت إليه لتمسح على شعرها ثم وضعت كلتا كفيها على سور الشرفة
"سولار خجولة و لن تأتي إليك بمجرد أن تطلب منها ذلك"
"لم أُفكر في هذا الأمر "
جعد أنفه ليحكّه بإحراج فقهقهت الأخرى بينما تُشير إليه
"غداً سأذهب مع سولار إلى المشفى من أجل فحصها الشهري، يُمكنك الإنضمام إلينا إن أردت"
اتسعت عينيه بخفة و كاد يومئ بالموافقة لكن سرعان ما تراجع عن ذلك و زم شفتيه ليهز رأسه بالنفي
" يجب أن أُغادر في السادسة صباحاً فلدي تدريب ألتزم به"
"تدريب ماذا؟ ااااه تلك المسابقة بين مدرستي يونغبوك و سونغ تانغ؟ "
نبست بإدراك ليميل جونميون برأسه
" تعرفين بأمرها؟"
همهمت تومئ بالإيجاب
"في كل مرة نلتقي مع السيد يو أو السيد سونغ يبدآ بالتفاخر حول ما سيفعلانه بعد أن يربح أحدهما المسابقة، كلاهما واثق"
تكتفت من جديد لتقلب عينيها
" إنهما يتشاجران بطفولية ليحصل أي منهما على مدرسة الآخر و لا يُفكرون بأمر الطُلاب...هذا النوع من الأشخاص لا يجب أن يكون مسؤولاً عن مستقبل أحد "
تنهدت بعمق ثم لوّحت بيدها بعشوائية
" انسى الأمر، بأي نشاط ستكون أنت؟ "
ضم جونميون شفتيه لوهلة ثم أمال برأسه ليُجيبها
" جميعنا نُشارك في الأنشطة الرياضية، بالإضافة إلى ذلك أنا أحد المشاركين بمسابقة الأسئلة الثقافية و العامة "
" ااه ذكي إذاً "
علّقت بمزاح فضحك جونميون بخفوت
" و...أين يكون تدريبك؟ "
__________________
" كيف حاله الآن؟"
ما إن خرج الطبيب من الغرفة اقتربت منه كبيرة الخدم مع المُساعد الخاص بالسيد دو والد كيونغسو
كانت كبيرة الخدم هي من وجدته بينما يتناول الطعام لذا طلبت الإسعاف سريعاً
" لقد وصلتم في الوقت المناسب، المريض يجب أن يكون أكثر حذراً مع الأطعمة التي يتناولها...ليأتي أحدكما معي إلى المكتب سأدوّن بعض الأطعمة التي يجب عليه التقليل منها و ما يجب عليه تجنبه في الفترة القادمة كما سأصف له حقنة يجب أن تكون معه بكل مكان و زمان فربما يتكرر ما حدث اليوم "
" ابقي معه "
مساعد السيد دو أشار إلى الخادمة بالبقاء مع كيونغسو في حين غادر هو مع الطبيب فانحنت إليه قليلاً ثم دخلت إلى الغرفة حيث كان كيونغسو نائماً على السرير بشفاهٍ متورمة و وجه شاحب
جلست على المقعد بجانب سريره تضم كفيها معاً إلى أن عاد مساعد السيد دو ليقف على الجانب الآخر من السرير مُقابلاً لها بينما ينظر هو الآخر إلى كيونغسو
"لا تُخبري السيد دو أنه فعل ذلك عن قصد"
نبس بجدية لينظر إليها فرفعت عينيها نحوه تنظر إليه قليلاً ثم همهمت بإيماءة بسيطة فهي الأخرى لم تكن تنوي إخبار والديه أنها رأته يتناول ما بقى بعلبة الطعام بالرغم من احمرار وجهه و اضطراب تنفسه
كان واضحاً أنه فعل ذلك عن قصد و لم يكن مجرد خطأ
حين استيقظ كيونغسو ظل ينظر إلى السقف بشرود، ذاك الشعور كان مُخيفاً...كونه كان على وشك أن يلفظ أنفاسه الأخيرة كان مُرعباً لكنه لم يرغب أيضاً بأن يستيقظ ليُعاني وحده من جديد
أمال كيونغسو برأسه ينظر بأعين لامعة علقت بها دموعه حين رؤيته مساعد والده يتحدث بالهاتف معه
كان يجب أن يأتي هو لا أن يُرسل مُساعده
حساسية كيونغسو ضد الفول السوداني قادرة على قتله و هذا شيئ يستدعي أن يهرع إليه والديه فزعين لخسارة ابنهما الوحيد لكن ولا أي منهما أتى لرؤيته
انزلقت دمعة من عينه تمر بأنفه ثم وقعت على الوسادة التي ينام فوقها، و كيونغسو حينها لم يرغب بمحوها...و كأنه يستميت ليُخبر الآخرين بأنه مثير للشفقة ليجد الإهتمام على عكس طبيعته التي تجعله حذراً من أن يراه الآخرين مُثيراً للشفقة
كيونغسو لا يُحب ذلك إلا أنه بهذه اللحظة لم يكن مُهتماً لأي شيئ من هذا القبيل
"السيد يرغب بمُحادثتك"
لم يقم بردة فعل حين اقترب منه مُساعد والده يتحدث بهدوء فوضع الأخير الهاتف على أذن كيونغسو
همهم كيونغسو بعد صمت طويل فسمع صوت والده من الجانب الآخر يوبخه
" ألا تعرف أنك تُعاني من الحساسية؟ كيف لك أن لا تكون حذراً لما تتناوله؟ هل أنت طفل؟ "
ارتفعت زاوية شفتي كيونغسو بإبتسامة مُرهقة يوهم نفسه أن هذا التوبيخ لم يكن سوى بداعي القلق عليه لكن والده أفسد ذلك حين أكمل بغضب
"إن سمع أحداً عن هذا الأمر ستنتشر الإشاعات من حولنا ، كيف ستنجح بحياتك إن ظن الآخرين أنك ضعيف؟ "
أغمض كيونغسو عينيه بقوة لتنزلق دموعه من جديد ثم همهم بإرتجاف و بصوتٍ مُختنق همس
"آسف"
"لا يُمكن للإعتذار أن يُصلح كل شيئ، يجب أن..."
"قلت أنني آسف"
صرخ كيونغسو ببكاء يُقاطع والده الذي انعقد حاجبيه بعدم تصديق
" هل صرخت في وجهي للتو؟ "
صرخ كيونغسو بإنفعال ليدفع الهاتف بعيداً حتى ارتطم بالحائط بقوة فاقترب منه مساعد والده يحاول تهدئته إلا أن الأصغر كان يصرخ بصوتٍ أعلى كلما حاولوا تهدئته
لم يرغب بأن يستيقظ لهذا السبب...كل شيئ يدور حول العمل و المناصب حتى حياته التي كاد يفقدها ليست بأهمية العمل
كبيرة الخدم كما المساعد كان كلاهما يسترق النظرات نحوه من حين إلى آخر من خلال المرآة الأمامية للسيارة حيث كان كيونغسو في الخلف يميل برأسه على النافذة بينما ينظر إلى الفراغ بشرود
كان هادئاً و كأنه لم يكن مُنفعلاً يصرخ كشخص فقد عقله
انعقد حاجبي كيونغسو حين شعر بحرقة حلقه و هو يبتلع ريقه فتجعدت ملامحه ببكاء يدّعي أن هذا من ألم حلقه و حرقة شفاهه المتورمة و ليس شرخاً بقلبه يصعب إصلاحه
ما إن توقفت السيارة داخل أسوار المنزل خرج كيونغسو في صمت يجر قدميه نحو الداخل متوجهاً إلى غُرفته ليوصد الباب خلفه غير سامح لأي من الخادمة أو المساعد بالدخول خلفه
" السيد دو بحاجتي لذا يجب أن أعود إلى الشركة، احرصي على أن يتناول الدواء و أخبريه أن يتجنب هذه الأطعمة"
ناولها حقيبة الدواء مع الملف الذي منحه إياه الطبيب ليُغادر فالتقطته منه ثم اقتربت من غرفة كيونغسو تطرق بابها بمجرد أن غادر المساعد
انتفض كيونغسو حين سمع صوت الطرق على بابه بالرغم من أنه لم يكن صاخباً، لم يرغب بسماع طرق الباب أو التحدث مع أي أحد لذا جذب الوسادة ليدفن رأسه أسفلها بينما يضغط عليها بقوة كي تكتم أي صوت من التسلل إلى أذنيه
صباح اليوم التالي...خرج جونميون كعادته لممارسة روتينه المعتاد، أي الهرولة في الصباح الباكر
وقف بجوار بوابة منزل سولار يسترق النظر نحوها بينما تعتني بزهورها بإبتسامة رقيقة تعلو شفتيها حتى رآها تقف من مكانها لتسير نحو الباب فراقبها إلى أن دخلت من الباب ثم استكمل طريقه إلى منزله
غادر مع هانييل إلى مركز التدريب حيث كان ينتظرهم ييشينغ مع كاثرين و زُملائهم الآخرين
كان الجميع قد وصل عدا كيونغسو الذي تأخر لأكثر من ساعة عن الموعد المُتفق عليه فصفّق ييشينغ يجذب انتباههم
"لا وقت لدينا فلتبدأوا أنتم"
همهم الطلاب لينحنوا إليه بخفة قبل أن يُغادروا عدا سويون و جونميون فبقى كلاهما مع كاثرين و ييشينغ
" اتصل به مُجدداُ "
ييشينغ أمر جونميون بحاجبين عُقدا بغضب طفيف فقضم الآخر شفتيه و أخرج هاتفه يحاول الإتصال بكيونغسو لكنه لم يتلقى رداً كما المرات السابقة
" هل أصطحب سويون و جونميون إلى المكتبة أولاً؟ فليلحق بنا حين يصل"
رمق ييشينغ حبيبته بنظرة جانبية حين همست إليه بصوتٍ لا يسمعه الطالبين فزفر بعمق ثم التفت مُجدداً إلى جونميون و أشار إليه بإنفعال طفيف
"اتصل به"
جفل جونميون ليتصل مرة أخرى فجذبت كاثرين ييشينغ من مرفقه ليبتعدا قليلاً عن الأصغر سناً ثم همست
" ربما يواجه مشكلة مع والديه، لم لا تذهب لتطمئن عليه؟"
" هو يعرف القواعد، إن كانت هناك مشكلة فكان يجب أن يُخبرني على الأقل"
تكتف بإنزعاج و حرك عينيه بعيداً عنها فهزت كاثرين رأسها إلى الجانبين لتصفع كتفه بخفة مما جعله يلتفت إليها
"كاثرين، الطُلاب هنا"
همس بتحذير لتزم شفتيها بأسف ثم اقتربت منه بينما تقول
" لا تدّعي غضبك منه، أعرف هذه النبرة جيداً لذا أفهم أنك قلق بشأنه "
أمسكت يده بلطف فأخفض نظراته نحو يدها التي تُمسك بخاصته ينظر إليها بحاجبين معقودين
" سننتظر معك إلى أن نعرف سبب تأخيره لكن على الأقل لا تصب انفعالك على الآخرين هممم؟"
همهمت بلطف نهاية حديثها فزفر ييشينغ و التفت ينظر إلى الطريق في حين أمالت هي تسأل جونميون
"هل أجاب؟"
استرق جونميون نظرة نحو ييشينغ ثم نفى برأسه لتومئ كاثرين بتفهم ثم أعادت انتباهها نحو ييشينغ تحاول تهدئته
كيونغسو كان لايزال بمنزله نائماً، جسده كان مُجهداً اثر ما مر به الليلة السابقة و حلقه حالته أصبحت أسوأ كذلك
تورم شفتيه كان قد خف قليلاً لكن كان لايزال تحسسه واضحاً عليها بإنتفاخ طفيف و حُمرة قاتمة
باب غرفته طُرق عدة مرات على أوقات متفرقة منذ الصباح لكن لكونه كان مُتعباً فقد كان غارقاً بالنوم و لم يتمكن من سماع ذلك
التفتت الخادمة حين شعرت بوجود أحد خلفها و ما إن التفتت حتى انحنت بإحترام إلى السيد دو الذي وقف خلفها ينظر إلى باب غرفة ابنه بغضب واضح بمعالم وجهه
أشار إليها أن تتحرك جانباً ففعلت ذلك ليتقدم هو من الباب ثم بدأ بالطرق عليه بقوة أرجفت الخادمة و جعلت من زوجته تترك مكانها حيث كانت بغرفة الطعام و لحقت بزوجها إلى الأعلى
طرق الباب بقوة دون توقف حتى تسلل الصوت إلى أذني كيونغسو فانتفض من مكانه ينظر حوله بفزع لكن سرعان ما تمايل جسده يشعر بالدوار بسبب حركته العنيفة
دفع الغطاء بعيداً عن جسده و بثقل جرّ قدميه نحو الباب ليضع كفه على الحائط يستند عليه بينما بيده الأخرى فتح الباب ليظهر إليه والده الغاضب أو كما خيّل لنفسه...قلق
"أتعرف كم الساعة الآن؟ لمَ لمْ تذهب إلى تدريبك؟"
هتف في وجهه بإنفعال لينظر إليه كيونغسو بعدم تصديق
"هذا الإستهتار لن يدفعك إلى الأمام أبداً، أنا هنا أحاول فعل كل شيئ من أجلك بينما أنت تتكاسل عن أداء واجبك؟"
"عزيزي اهدأ هو سيُغادر الآن"
والدته تدخلت بالحديث تحاول تهدئة زوجها ثم دفعت كيونغسو إلى داخل الغرفة بينما تقول على عجل
"هيا اجهز بسرعة و سيقلك السائق إلى مركز التدريب "
أغلقت الباب خلفه ثم ربتت على صدر زوجها تصطحبه معها إلى غرفتهما في حين وقف كيونغسو في مكانه لفترة ينظر إلى الأرض بعدم استيعاب
رفع عينيه فجأة نحو المرآة و اقترب منها ينظر إلى نفسه، وجهه لم يكن متورماً من آثار النوم فقط، هناك آثار الحساسية واضحة عليه و بصفة خاصة حيث شفتيه
إن نسي والديه ما حدث البارحة ألم يُذكرهما وجهه بذلك؟!
كيونغسو بدّل ثيابه و توجّه إلى الأسفل، كان على وشك مغادرة المنزل في هدوء لولا رؤيته والديه يجلسان في غرفة المعيشة و لا يبدو أن غضب والده تجاهه قد هدأ ولو قليلاً
"دو كيونغسو تعال إلى هنا"
والدته هتفت بصرامة لينظر إليهما قليلاً ثم تقدم ليقف أمامهما فرفع والده رأسه نحوه ينظر إليه بغضب في حين أمرته والدته
"اعتذر من والدك"
الإعتذار!
لطالما كان الإعتذار صعباً بالنسبة إلى كيونغسو لكن حين يتعلق الأمر بوالديه هو يعتذر دون تفكير إن كان أخطأ أم لا
كيونغسو يعتذر على كل شيئ و طوال الوقت يفعل لذا كان سيتفوه بإعتذاره بسهولة لكن تلك الغُصة التي خنقته جعلته يتراجع ليشيح بنظراته بعيداً عن والديه
"دو كيونغسو"
والدته هسهست بتحذير فاستنشق ماء أنفه ثم مسح على عينيه قبل أن تنزلق دموعه و التفت ينظر إلى والديه مرة أخرى
"ألا يُمكنني أن أكون كيونغسو فقط؟"
تمتم بصوتٍ مُختنق لينعقد حاجبي والديه بعدم فهم
" فقط انظرا لي لمرة أنني كيونغسو ابنكما وليس دو كيونغسو وريث أعمالكما"
"هل و أخيراً فقدت عقلك؟"
هسهس والده بسخرية غاضبة و استقام من مكانه فانتفض كيونغسو بفزع ليعود خطوتين إلى الخلف يبتعد عنهما
" أنا أفعل كل شيء، كل شيء فقط لإرضائكما...ألا يستحق هذا أن أحصل على الإهتمام على الأقل أثناء مرضي؟ "
تنهد بضيق ثم استنشق ماء أنفه ليُشير إلى وجهه
" انظر إلى وجهي، كدت أموت، ألا يؤلم قلبك رؤيتي بهذه الحالة؟"
"هل تحاول إثارة شفقتنا كي أنسى صراخك بوجهي البارحة و استهتارك اليوم؟ في عالم الأعمال لن تتمكن من النجاح بإثارة الشفقة فقط... "
" ألا يُمكنك أن..."
صاح كيونغسو بإنفعال يُقاطع حديث والده بينما الدموع غادرت مُقلتيه بضعف
"...تتحدث دون ذكر العمل؟ "
أكمل من بين أسنانه بنبرة مُختنقة ثم مسح بقبضته أسفل أنفه
" انظر إليّ كمُراهق على الأقل و ليس ابنك، لا تتحدث معي بلغتك أنت كرجل أعمال، أنا لا أفهم هذا...رجاءً أظهر بعض الإهتمام نحوي"
ختم حديثه برجاء فقهقه والده بعدم تصديق
"اهتمام؟ و ما نفعله من أجلك ليس اهتماماً؟ نحن نعمل طوال اليوم و أحياناً نعمل لأيام متواصلة فقط من أجلك و تقل أنك تريد الإهتمام؟ لولا اهتمامنا بك و بمكانتك لم تكن لتُصبح دو كيونغسو...اسمك وحده سيجعل أكبر رجال الأعمال ينحنون إليك"
"و أنا لا أريد كل ذلك، أنت... لا بل كلاكما يعمل لأجلكما و ليس لأجلي، أنتما من تسعيان إلى النجاح و تحقيق الثروة و هذا ليس ما أريده أنا...أريد والدين، هل هذا أمر مستحيل؟ "
أمال برأسه بتساؤل فلم يتلقى رداً منهما حتى اعتقد أن كلاهما بدأ يلين مع حديثه
" ستتأخر على تدريبك "
والده نبس بجدية بعد صمت طويل ثم غادر مع زوجته ينويان الصعود إلى الأعلى لولا سماعهما صرخة أتت من خلفهما لحقها صوت المزهرية التي ألقى بها كيونغسو بغضب فكُسرت
التفت كلاهما ينظران نحوه بعدم تصديق فتوقف عن الصراخ بينما إليهما بصدر يعلو و يهبط بوتيرة سريعة
"أنتما...أنانيان"
سعل بمنتصف حديثه ثم في ختامه سعل مُجدداً بحلق يحرقه فهتفت والدته توجّه حديثها لزوجها
"كيونغسو لا يقصد.."
"بلى أقصد"
قاطعها بحدة ثم مسح على وجهه يمحو دموعه
"و لا تدّعي إهتمامكِ بي الآن"
"بقاؤك في القرية جعلك وقحاً و سأحرص على إعادة تربيتك بمجرد أن تنتهي المسابقة"
حرك كيونغسو عينيه ينظر إلى والده ثم قهقه بسخرية بينما يهز رأسه إلى الجانبين
" لا لن تفعل، أنت لم و لن تجد وقتاً لي أبداً"
قضم شفتيه بينما يتبادل النظرات بين والديه ثم غادر المنزل قبل أن يقل أي منهما كلمة أخرى قد تؤذيه أكثر من ذلك
أمام مركز التدريب كان ييشينغ يسير ذهاباً و إياباً بينما كاثرين، جونميون و سويون كانوا يقفون في الجانب يُراقبونه بتوتر
ييشينغ بدا غاضباً و كاثرين كانت تُدرك أن غضبه كان مُمتزجاً بقلق ما يجعل من الأمور أسوأ فقد يصدر عنه ردة فعل سيئة ما إن يظهر كيونغسو
تبادلت سويون النظرات مع جونميون حين حاول الإتصال بكيونغسو مُجدداً فهز رأسه إليها ينفي حصوله على إجابة من صديقه
استقام جونميون بجذعه حين رؤيته سيارة كيونغسو تقترب فحركت سويون عينيها هي الأخرى حيث ينظر ليرتفع حاجبيها بقلق و بتلقائية استرقت النظر نحو ييشينغ ترى ردة فعله إلا أنه لم يلحظ وصول السيارة سوى حين وقوفها قريباً منهم
توقف ييشينغ في مكانه لينظر إلى السيارة بغضب مُتخصّراً بينما رأسه كان في حالة من الفوضى، كيونغسو أتى هذا يعني أنه بخير لذا كان مُستعداً لتوبيخه بمجرد أن يخرج من السيارة
فرّق ييشينغ بين شفتيه ينوي الصراخ على الأصغر لكنه لم يفعل، و حاجبيه انعقدا بقلق حين رؤيته وجه كيونغسو الذي بدا بحالة يرثى لها
باكياً، أحمر كالدم و متورماً
مرر عينيه بقلق على هيئة الأصغر حين رؤيته يسير بخطوات ثقيلة نحوه، و على بُعد خطوات منه وقف كيونغسو ليرفع عينيه نحوه فتلاقت نظراتهما
الأمر كان مُريباً بالنسبة إلى سويون التي لم تفهم ما يجري هنا، ييشينغ لم يتفوه بحرف بالرغم من أنه كان غاضباً لتأخر كيونغسو، و الأخير لماذا يبدو بتلك الحالة؟
و على عكسها جونميون و كاثرين كانا ينظران إلى كيونغسو بقلق خشية أن تسوء الأمور بينه و بين ييشينغ
كيونغسو بدا مُتردداً، ابتلع ريقه بصعوبة و ضم شفتيه حين ارتجفتا تُنذران بالبكاء لكن النظرات الصامتة بينه و بين ييشينغ كانت كحديث متبادل بينهما كلاهما يفهمه لكن لم ينطق به أي منهما رغم ذلك
تجعدت ملامح كيونغسو تُنذر بوصلة بكاء أخرى فتقدم بخطوات واسعة من ييشينغ ليحيط خصره بذراعيه بينما يدفن وجهه الباكي بصدر الأكبر ما جعل من سويون تلتفت سريعاً تنظر إلى جونميون و كاثرين
" لا تدفعه رجاءً"
همست كاثرين بصوتٍ غير مسموع تتمنى أن لا يدفع ييشينغ كيونغسو بعيداً عنه، و بالرغم من أن الأكبر تجمد جسده و عقله لوهلة بسبب فعلة الأصغر إلا أن ييشينغ لم يدفعه
بتردد أحاط جسد كيونغسو بذراعيه فتنهدت كاثرين براحة كما فعل جونميون و التفتت بعدها تنظر نحو الصغيرين بإبتسامة
" لنُغادر نحن"
همهم جونميون ليلحق بها فألقت سويون نظرة نحو كيونغسو و ييشينغ قبل أن ترحل هي الأخرى
ييشينغ أراد دفع كيونغسو بعيداً عنه، لم يكن ليقبل اعتذاره بسهولة فما باله الآن يقبل بعناقه دون اعتذار
هو حتى لم يحاول دفعه بل ترك الأصغر حتى ابتعد عنه بعد فترة لم تكن قصيرة البتة
في صمت اصطحبه ييشينغ إلى منزله و لم يتفوه أي منهما بحرف طوال الطريق إلى هناك
و حين دخلا إلى المنزل أشار إليه ييشينغ أن يلحق به الأصغر إلى الغرفة ليفعل، ثم أشار إليه نحو السرير فتمدد كيونغسو هناك دون اعتراض ليضع عليه ييشينغ الغطاء
" هل تناولت شيئاً؟"
همهم كيونغسو بالنفي بينما ينظر إلى ييشينغ الذي يتجنب النظر نحوه
" حسناً، فلتنم قليلاً حتى أُحضّر الطعام"
همهم كيونغسو مُجدداً ثم أغلق عينيه لكنه لم يتمكن من النوم أبداً و بين كل دقيقة و الأخرى تتجعد ملامحه ببكاء كلما تذكر ما فعله والديه بدءاً من عدم اهتمامهما لحقيقة أنه كاد يمت و حتى حديثهما معه اليوم
___________________
" ارتدي هذا الفستان "
التفتت سولار تنظر إلى الفستان الذي وضعته أختها على السرير ثم رفعت عينيها إليها مُجدداً
كانت قد ارتدت ثيابها بالفعل و جاهزة من أجل المغادرة إلا أن الأخرى و بدون سبب اعترضت على ثيابها المُريحة
"لماذا؟"
بعدم فهم أشارت إليها سولار لتبتسم الأخرى
" فقط، لم أركِ ترتدين اللون الأصفر منذ فترة طويلة"
ضيّقت سولار عينيها بشكٍ لتضحك أختها ببلاهة ثم ركضت إلى غرفتها سريعاً تتهرب من سولار
و إن تصرفت أختها العقلانية ببلاهة ألا يعني ذلك أن الأمر مخيف؟!
__________________
" لا بُد أنني كبرت بالعمر كثيراً فما بال عظامي تؤلمني مع كل حركة أقوم بها؟ "
تذمر سيهون و هو يُمسد كتفيه بألم ثم أمال برأسه يميناً و يساراً بينما يلحق بجونغ إن نحو غرفة الباليه حيث كان تدريب هانييل و جيون لايزال قائماً
"جونغداي! أنت أيضاً هنا"
هتف سيهون بحماس و تخطى جونغ إن ليقترب من جونغداي يُثرثر بحماس حول ما حدث أثناء تدريب السباحة بينما الآخر لم يكن يُنصت إليه
أعين جونغداي كانت تُتابع تدريب الباليه بإهتمام بينما شفتيه عليهما ابتسامة تكاد تُلاحظ
كان من حسن حظه أن سيهون يصب كامل اهتمامه على الحديث الذي يقوله فلو لاحظ ما يحدث هنا لأقام دراما حزينة عن غدر الأصدقاء
"ااه، أين المعلم ييشينغ؟"
أمال سيهون برأسه بتساؤل و تلفت حول نفسه باحثاً عنه إلا أن مُعلمه لم يظهر منذ أن تركوه أمام مركز التدريب
"هل تعتقدان أن هناك خطب بكيونغسو؟"
التفت إليهم بتساؤل تزامناً مع دخول تشانيول، بيكهيون و مينسوك إلى الغرفة كذلك فتوجهت الأنظار إلى سيهون ثم تبادلوا النظرات
" و أين المعلمة كاثرين؟"
بيكهيون سأل هو الآخر بينما يمرر عينيه في المكان باحثاً عنها لكنها لم تكن موجودة
" ربما بالمكتبة مع جونميون و سويون، قد يكون كيونغسو انضم إليهم كذلك و المعلم ييشينغ مشغول في أمر آخر"
أجاب تشانيول بعدم ثقة ليتبادلوا النظرات حتى لاحظتهم هانييل فتوقفت عن التدريب و اقتربت منهم
"ما الخطب؟"
التفتوا إليها جميعاً فتوقفت جيون هي الأخرى و اقتربت منهم لتقف على بُعد خطوتين من هانييل
" هل رأيتِ المعلم ييشينغ؟ "
هزت رأسها بالنفي ليتنهدوا جميعاً
قامت الفتاتين بتبديل ملابسهما ثم انضموا إلى الآخرين بملعب كرة القدم حيث سيبدأ التدريب الجماعي...و بعد مدة ليست بطويلة انضم إليهما جونميون و سويون
" أقسم أن هناك أمر غريب يحدث"
سيهون همس إلى جونغ إن ليوافقه الآخر فلا كيونغسو كان موجوداً ولا حتى ييشينغ
بينما جونميون و سويون لم ينطق أي منهما بحرف على الرغم من أن ملامحهما أبدت معرفتهما بشيئ ما حين سأل الآخرين عن كيونغسو و ييشينغ
جلست كاثرين على مقاعد المُشاهدين تُراقب تدريبهم، و كي لا يسمعها أحدهم بالصدفة هي اكتفت بمراسلة ييشينغ بدلاً من الإتصال به
( الأمور على ما يرام؟)
استقامت بجذعها حين رأى ييشينغ الرسالة و أتاها رده سريعاً
(تناول الطعام و الآن هو نائم)
(لم تتشاجرا أليس كذلك؟)
(ليس بعد)
انعقد حاجبي كاثرين بإنزعاج لتكتب سريعاً
(ييشينغ، إياك و إزعاج الفتى)
قلب ييشينغ عينيه ثم قهقه بخفة يُجيبها
(أمزح)
(حسناً، اهتم به إلى حين عودتنا، ما إن ينتهي الآخرين سنعود إلى المنزل)
(حسناً)
أنهيا الحديث عند هذه النقطة لترفع كاثرين رأسها تنظر نحو الطلاب أثناء تدريبهم في حين اقترب ييشينغ من الغرفة يُلقي نظرة نحو كيونغسو كي يتأكد أنه نائم ثم أغلق الباب بحذر و خرج إلى غرفة المعيشة يجلس أمام التلفاز يُشاهده بعدم إهتمام
مقاعد المشجعين بملعب كرة القدم لم يكن يجلس عليها سوى كاثرين التي تُراقب الطُلاب، لكن ما إن انتقلوا إلى غرفة السلة حتى زاد عدد المشاهدين
دخلت فتاتين إلى هناك إحداهما ترتدي بنطالاً واسعاً مع قميص قصير يظهر جزءاً من بطنها و لم تكن سوى هيونا الأخت الكُبرى لسولار، و تُمسك بيد الصُغرى التي لم تعرف سبب مجيئهما إلى هذا المكان
"سولار؟!"
هتفت هانييل بأعين واسعة ليلتفت جونميون سريعاً ينظر حيث تفعل هي فنمت ابتسامة سعيدة على شفتيه في حين جفلت سولار و تجمدت بمكانها حين رؤيته
و لأن جونغ إن لم ينتبه لما حدث هو ألقى الكرة نحو جونميون كي يلتقطها إلا أنها ارتطمت برأسه بسبب عدم تركيزه
اتسعت أعين الجميع قلقاً على جونميون حين اندفع جسده إلى الخلف ليقع أرضاً متأوهاً بألم
"أخي"
ركضت هانييل نحوه بقلق في حين اقترب منه الآخرين كما تركت كاثرين مكانها لتركض إليه هي الأخرى كي تطمئن عليه
" أنت بخير؟"
جلست كاثرين على رُكبتيها أمامه لتحتضن وجنتيه بينما تُحرك رأسه يميناً و يساراً بحذر فهمهم جونميون بوجه تجعد بألم
"من ألقى الكرة؟"
هسهست هانييل من بين أسنانها بغضب فتوجهت الأنظار إلى جونغ إن ليُبرر بقلق
"لم أقصد حقاً، هو توقف فجأة و أنا كنت قد ألقيت الكرة"
"أيها القروي الأحمق، ماذا لو أصابه ارتجاج برأسه؟"
قهقه جونغ إن بعدم تصديق ثم اقترب منها
"تقول قروي مُجدداً"
احتضنه سيهون و تشانيول سريعاً يدفعانه إلى الخلف فتحرك يرغب بالتحرر منهما
"اتركاني، سأجعلها ترى ماذا يعني أن أكون قروياً أحمق "
" هيا اتركاه لنرى ماذا سيفعل "
وقفت هانييل بعد أن كانت تنحني نحو أخيها و كانت على أتم الاستعداد لتتشاجر مع جونغ إن الذي يقوم صديقيه بتثبيت جسده بصعوبة فوقف جونغداي سريعاً ليُمسك بيدها
"هذا ليس الوقت المناسب للشجار "
همس بلطف بينما يجذبها إلى الخلف كي تبتعد عن جونغ إن فحرّكت جيون عينيها تنظر إلى كف جونغداي التي تُمسك بيد هانييل بينما جونغ إن رمق صديقه بعدم تصديق
"هل اتخذت صفها للتو؟"
" هلا أظهرتم بعض الإحترام لي؟"
هتفت كاثرين بحدة لينظروا إليها فترك سيهون و تشانيول صديقهما سريعاً لينحنوا إليها جميعاً بإعتذار فزفرت بعمق ثم أمسكت بذراع جونميون تُساعده في أن يقف
" خذ راحة لبضعة دقائق حتى تشعر أنك بخير ثم استئنف التدريب "
همهم جونميون بخفوت ليسير معها نحو مقاعد المُعجبين و تركته يجلس هناك ثم خرجت من المكان لتُهاتف ييشينغ...هذه العطلة مليئة بالكوارث كما يبدو
"هيا لنُكمل نحن فلا وقت لدينا"
صفّق مينسوك يجذب انتباههم فتحرك الآخرين ليعود كل منهم إلى مكانه و عن قصد مر جونغ إن و هانييل من جانب بعضهما ليرتطما بكتفي بعضهما بإنزعاج
"أنت بخير؟"
أطلت هيونا برأسها من خلف جونميون فالتفت ينظر إليها ثم سرعان ما تذكر السبب خلف عدم تركيزه فتحرك بجذعه قليلاً كي يرى سولار التي تجلس خلفها تنظر إلى كفيها بخجل
" لم أعرف أنكِ ستأتين"
تنهدت حين تجاهل سؤالها ثم نقرت جبينه بسبابتها فأغلق عينيه بألم
" و لماذا قد اسأل عن مكان تدريبك؟"
تأوه جونميون بإدراك ثم أمال برأسه لينظر نحو سولار و أعاد عينيه مُجدداً إلى هيونا
"لم تكن تعرف أننا أتينا لرؤيتك، كانت سترفض إن عرفت بذلك...إنها خجولة "
أمالت نحوه تهمس بنهاية حديثها فأومأ ليترك مكانه و صعد إلى الأعلى حيث كانت تجلس سولار فجلس بجوارها
أمال برأسه ليُلوّح بيده أمام عينيها فارتفع حاجبيها ثم حرّكت عينيها بتردد حتى تلاقت نظراتها مع جونميون فابتسم ليرفع رأسه
" يبدو أن رأسي سيُعاني في كل مرة نلتقي بها"
أشار بينما يهمس فتحركت عينيها مع حركة يديه لتتذكر تلك المرة حين تحدثا أمام منزلها و ارتطم رأسه بالبوابة فابتسمت ثم جعّدت أنفها بخجل و بررت
" لم أكن أعرف أننا أتينا لرؤيتك"
أومأ جونميون بتفهم ثم أشار إليها مُجدداً
" لم أعرف أيضاً أنني سأراكِ اليوم لكنني سعيد بذلك"
بلل شفتيه ثم همس بينما يُشير إليها مرة أخرى
"سأُسافر غداً إلى القرية مع أصدقائي"
التفت يُشير نحو أصدقائه الذين يتدربون فحركت سولار عينيها نحوهم ثم أعادت نظراتها إليه مرة أخرى
"نحن نتجهز من أجل مسابقة مهمة مع طُلاب القرية، إنهم ودودين "
اومأت برأسها بعد لحظات فاتسعت ابتسامة جونميون
" يُمكنني مُراسلتكِ و أنا هناك؟ "
أمال برأسه بتساؤل فتعلّقت نظرات سولار على يديه رغم أنه أنهى حديثه، كانت مترددة نحو الإجابة فجزء منها يحثها على الموافقة و جزء آخر كان خائفاً أن يكون ذلك مجرد وهم ستعيشه لفترة ثم تستيقظ على كابوس فتكتشف أن جونميون كما الآخرين
إما يسعى لأمر ما خفي أو أنه يشفق عليها
وضع جونميون كفه على كتفها فرفعت عينيها نحوه ليُشير إليها بإبتسامته اللطيفة التي لم تُغادر ثغره
"لا بأس إن لم ترغبي بذلك، سأراكِ في العطلة"
قضمت سولار شفتيها بتوتر فأغلق عينيه و أعاد فتحهما بحركة بطيئة يُطمئنها أن لا مشكلة في ذلك
" انظروا إليه"
توقف جونغداي عن اللعب يتحدث بنبرة مسموعة إلى الآخرين بينما يضحك فتوقفوا جميعاً عن اللعب لينظروا نحو جونميون حيث يجلس بجوار فتاة على مقاعد المشجعين
"يا إلهي، أعرف هذه الإبتسامة الحمقاء"
علّق سيهون بتنهيدة عميقة ثم التفت يرمق تشانيول بنظرة بها اتهام نحوه أنه المقصود بالأحمق فقهقه جونغ إن ليلكم كتف سيهون
"لنُزعجه"
جونغ إن أشار إليهم و ركض نحو جونميون فلحقت به هانييل تهتف باسمه بإنزعاج إلا أنه تجاهلها
" مرحباً "
هتف جونغ إن ففزعت سولار لتنظر نحوه ثم حرّكت عينيها بخوف نحو الآخرين حين رأتهم يقتربون منها كذلك
استقامت سولار من مكانها تبحث بعينيها عن هيونا فاقتربت منها الأخيرة حين رأت توترها كما وقف جونميون هو الآخر ينظر إليها بقلق
"ماذا يحدث هنا؟"
تكتفت هيونا تسأل بحدة بينما تقف أمام جونغ إن كأنها تُلقي عليه اللوم في توتر أختها فأخفض نظراته نحوها ثم رفع عينيه نحو جونميون مُبرراً
"كنا نُلقي التحية"
" نحن أصدقاء جونميون من القرية"
سيهون لوّح إلى هيونا فانعقد حاجبيها لتتلاشى إبتسامته تدريجياً
" نحن من القرية و لسنا وباءً"
زم سيهون شفتيه بعبوس لتضيق عقدة حاجبيها
" و هل قلت شيئاً؟"
قلبت هيونا عينيها ثم صعدت حيث تقف سولار لتحتضن الأخرى ذراعها بينما تلتصق بها بتوتر
" أخفتها أيها القروي"
هانييل دفعت كتف جونغ إن من الخلف فأغلق عينيه بقوة ثم أعاد فتحهما يُهسهس من بين أسنانه
" تقول قروي مُجدداً"
أسرع تشانيول و سيهون بإحتضان ذراعيه كي لا يتشاجر مع هانييل فهتف جونغداي
" يجب أن نستكمل التدريب فستوبخنا المعلمة كاثرين إن رأتنا نتكاسل "
صعد إلى جانب هيونا ليقول بإبتسامة
" لم نعرف بأن رغبتنا في القاء التحية قد تُزعج أحد لذا نعتذر على ذلك "
قضمت هيونا شفتيها بندم على تسرعها ثم بررت
" في العادة يقوم الآخرين بإزعاج أختي لذا ظننتكم تفعلون المثل، كدت أفقد ثقتي بجونميون "
ارتفع حاجبي جونميون لينظر إليها بعدم تصديق فضحك جونغداي ليهز رأسه إلى الجانبين
" قد نزعج أصدقائنا كنوع من المزاح لكن غير ذلك يُعد تنمراً و نحن لا نميل إلى تلك التصرفات السخيفة"
أمال بعدها يلوّح إلى سولار بإبتسامة
" نعتذر آنسة... "
" سولار "
أجابته هيونا بدلاً منها و أمالت كي تلفت أعين جونغداي نحوها بدلاً من سولار لتقول بينما ترفع حاجبيها بثقة
" إنها بكماء "
استقام جونغداي بجذعه بإدراك لتنظر إليهم هيونا بحدة كأنها تُهددهم بذلك
" ربما لهذا توترت"
علّق سيهون لتنظر إليه هيونا فقهقه بتوتر
"أعني جدتي كانت تتوتر في بعض الأحيان حين لا تفهم ما نقوله"
حكّ مؤخرة رأسه و التفت ينظر بعيداً عنها فنظراتها كانت مرعبة
" نعتذر على ازعاجك"
أشار تشانيول إلى سولار بينما يبتسم بلطف فنظرت إليه سولار قليلاً ثم تركت ذراع هيونا بتوتر قبل أن تومئ إليه
" أختي سمعها ضعيف "
تشانيول وضّح سبب معرفته بلغة الإشارة حين توجهت إليه أنظار أبناء المدينة، فحتى بيكهيون صديقه لم يعرف بشيئ كهذا
" سومين أخت تشانيول الكبرى سمعها ضعيف، و السيدة مين يونغ كانت بكماء منذ الصغر كما السيد جي هوك لذا لنتواصل معهم تعلم جميع سكان القرية لغة الإشارة...نحن عائلة بعد كل شيئ"
جونغ إن رفع كتفيه نهاية حديثه ثم أشار إلى هيونا بإنزعاج
"كان بإمكانكِ قول ذلك منذ البداية قبل مهاجمتنا فنحن لسنا حمقى كأبناء المدينة لنتنمر على أحد "
زمت هيونا شفتيها بإحراج لكنها قبل أن تعتذر كان جونغ إن قد صرخ من الألم حين جُذب شعره من الخلف
التفت هو الآخر ليجذب شعر هانييل بجانبية فركض جونميون نحو أخته يحاول إيقافها لكن كلما حاولوا فصلهما عن بعض تضيق قبضتهما حول خصلات بعض لذا هناك خصلات اقتُلعت و لم تنجو من هذا الشجار
To be continued......
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top