1
Start
ذو وجه دافئ لطيف يرفع شعره إلى الأعلى بينما يرتدي ثيابه المدرسية التي تحمل شارة تدل على انضمامه إلى إحدى مدارس الطبقة المخملية
رش القليل من العطر على ثيابه ثم استرق نظرة أخيرة إلى نفسه في المرآة و ابتسم قبل أن يسير نحو نافذته التي تطل على إحدى نوافذ المنزل المجاور و تحديداً نافذة غرفة الابنة الصُغرى
ابتسم حين لمح ظلها يتحرك من خلف النافذة المُغلقة ليهمس
"صباح الخير"
"أخي"
تحمحم و التفت سريعاً نحو باب غرفته ثم سمح لتوأمه بالدخول فأطلّت من خلف الباب
"اووووه"
بخبث اقتربت منه لتتخطاه تنظر إلى المنزل المُقابل لهم ثم عادت برأسها تنظر نحو أخيها الذي تحمحم بخجل و حرّك عينيه في الأرجاء يتجنب عينيها
" جونميون الصغير واقع بالحب هااا"
"أنتِ الصغيرة هانييل"
تمتم و اقترب من الطاولة ليحمل حقيبته ثم غادر الغرفة متوجهاً إلى الأسفل حيث غرفة الطعام
وضع الحقيبة بجانب مقعده ثم انحنى بإحترام إلى والديه قبل أن يجلس بمقعده فلحقت به هانييل لتجلس بجواره
بدأوا في تناول الطعام بهدوء، لا تُصدر ملاعقهم أصوات احتكاك مع الأطباق حتى، و كل منهم ينظر إلى الطبق خاصته
غادر والدهم الطاولة أولاً ثم لحقت به زوجته فالتفت جونميون ينظر إلى توأمه بصمت لتتبادل معه النظرات لبعض الوقت حتى ابتسمت بعبث فابتسم هو الآخر و بعثر شعرها
"لنُغادر"
همس ليرتدي حقيبته ثم حمل حقيبتها و خرج كلاهما حيث ينتظرهما السائق بسيارتهم الخاصة
_________________
" دو كيونغسو توقف عن العبث بطعامك"
المقصود جفل ليرفع عينيه نحو والدته التي وبخته ثم انحنى برأسه يهمس بـ'أعتذر' خافتة قبل أن يتناول طعامه في هدوء
كيونغسو كان ذو شعر أسود اللون ليس طويلاً للغاية لكنه يُغطي جبينه و جزء من حاجبيه إلا أن طوله لم يكن ظاهراً خاصة حين يرفعه إلى الأعلى أثناء ذهابه إلى المدرسه
حمل حقيبته بعد أن أنهى طعامه و خرج إلى حيث ينتظره السائق فاقترب الأخير ليفتح الباب من أجله كي يصعد ثم غادرا حدود ذاك المنزل الضخم الذي يقع بأحد أحياء الأغنياء
اتكأ كيونغسو برأسه على النافذة بجواره و أغلق عينيه يُفكر فيما أخبره به مُدير المدرسة في اليوم السابق
" أنت رئيس الصف و هذه مُهمتك لذا أنت المسؤول عن اختيار من سينضم إلى المُسابقة"
زفر بضيق و أعاد فتح عينيه لينظر إلى الطريق من خلف النافذة حتى وصلت السيارة أمام بوابة المدرسة
خرج السائق أولاً ليفتح الباب من أجله فخرج كيونغسو عابساً و توجّه إلى الداخل
الكثير من طلاب ثانوية يونغبوك كانوا يدخلون في خطوات منظمة، يرتدون ذاك الزي الموحد حيث القميص الأبيض تعلوه سُترة ذات لون بُني داكن و شريطاً من اللون البُني الفاتح يلتف حول ياقة السُترة، و ربطة العُنق كانت ذات لون مُختلف بين البُني الداكن الذي يُسيطر على غالبها و بعض الخطوط الرفيعة ذات اللون البُني الفاتح
يرتدي الشباب البناطيل ذات اللون البُني الداكن شبيه بالسُترة، و الفتيات ارتدين التنانير القصيرة التي يصل طولها إلى مُنتصف الفخذين بينما تحمل نفس لون و شكل ربطة العُنق
و على السترة حيث الجهة اليُسرى من صدورهم تموضع الشعار الخاص بتلك المدرسة
يرفع الشباب شعرهم إلى الأعلى بينما الفتيات تركن شعرهن ينسدل على ظهورهن
النظام بتلك المدرسة كان صارماً، ليس فقط في الدراسة بل النظام مفروض في كل شيئ تقريباً
الطعام، الشراب، الثياب، طول الشعر و طريقة التحدث
كل شيئ تقريباً....
دق الجرس يُعلن عن بدء اليوم الدراسي فوقف كيونغسو من مكانه يُلقي التحية على مُعلمه فلحقه بقية الطُلاب في نظام ليُشير كيونغسو إليهم بعدها بالجلوس ليفعلوا ذلك
_________________
في قرية تُدعى دونغ حيث كل شيئ محدود عدا المرح و السعادة
امرأة ذات شعر قصير و قامة متوسطة كانت تقف بمحل التجميل خاصتها و الذي يُدعى (شين هي للتجميل)
كان محلاً صغيراً يطل على الشارع مُباشرةً لا يوجد به سوى باب واحد عريض يتم فتحه إلى الأعلى مرة واحدة في الصباح ولا يتم إغلاقه سوى في المساء لذا ما كان يخفي ما يحدث في الداخل ليس سوى ستارة بيضاء
يُقابله على الجانب الآخر مطعم السيدة بارك و الذي تشابه في تصميمه الخارجي لمحل السيدة شين هي إلا أنه من الداخل كان مُختلفاً...مليئ بالطاولات و يوجد ركن خاص بتقديم الطلبات ثم في الداخل يوجد مطبخاً حيث تقوم السيدة بارك بتحضير الطعام
المحلات بتلك القرية كانت جميعها تمتلك ذات التصميم الخارجي، و جميعها تطل على بعضها و تلتصق معاً تتشارك المساحة بينما الدور العلوي يكون مُغلقاً و هو المنزل الخاص لكل مالك، لكن ذلك لم يكن مُزعجاً أبداً بالنسبة إلى أهل القرية
كانوا أشبه بالعائلة الكبيرة
" صباح الخير سيدة كيم"
هتفت السيدة بارك بمرح فقابلتها الأخرى بإبتسامة واسعة
"صباح الخير سيدة بارك"
" هل غادر جونغداي؟"
السيدة بارك تساءلت بإهتمام لتنفي برأسها ثم تنهدت و اتكأت على المكنسة التي تحملها بيدها
" مازال نائماً"
قهقهت الأخرى و اقتربت منها لتقول بهمس
" ابحثي له عن فتاة مُناسبة و حينها سيستيقظ باكراً"
أشارت السيدة بارك برأسها نحو مطعمها فأمالت الأخرى لتنظر هناك حيث الابن الأصغر للسيدة بارك يقوم بتنظيف الطاولات و عينيه تنظران بإبتسامة نحو جانب آخر حيث حبيبته مشغولة بترتيب الطاولات في أماكنها الخاصة
" لا أعرف ما مشكلة قريتنا؟ الفتيات هنا يُمكن عدهن على أصابع يدي، هذا و نصفهن تزوج...تشانيول كان محظوظاً لأنه وجد تشانسوك"
عبست شفاه السيدة كيم فقهقهت الأخرى
" سويون لطيفة كما أنها صديقتهم"
قلبت السيدة كيم عينيها لتنفي برأسها
"جونغداي يقول أنه يراها كأخت له...إنه أحمق "
🎶 كل ليلة في أحلامي🎶
🎶أنا أراك أنا أشعر بك🎶
🎶هذه هي الطريقة التي أعرف أنك تستمر بها🎶
تردد صوت غناء عالٍ يأتي من منزل السيدة كيم و الذي يقع أعلى محلها فهزت رأسها إلى الجانبين بينما تضحك
"ها قد استيقظ جونغداي "
ضحكت الأخرى ثم لوّحت إليها لتعود إلى مطعمها، بينما المقصود كان يقف أمام المرآة يرتدي ثيابه و من حين إلى آخر يجذب فرشاة شعره يضعها قريباً من فمه وهو يُغني بحماس
صباح جونغداي يبدأ بالغناء...و حين يبدأ الغناء تعرف القرية بأكملها بأن الساعة تُشير إلى الثامنة صباحاً
"صباح الخير خالتي"
هتف فتى ذو قامة طويلة، شاحب البشرة بينما شعره الأسود المُنسدل على جبينه تحرك قليلاً حين قفز أمام السيدة كيم يُلقي عليها التحية بحماس و التفت بعدها يلوّح إلى السيدة بارك
"كيف حالك سيدة بارك؟"
"بخير"
أجابته بإبتسامة واسعة ليومئ إليها ثم أعاد نظراته إلى السيدة كيم
"جونغ إن لم يأتي بعد؟"
" لقد أتيت، سيهون"
هتف المقصود من خلفه و الذي وصل لتوه فالتفت سيهون ينظر إليه
تجعدت ملامح كلاهما بدرامية قبل أن يركضا نحو بعضهما ليتعانقا بحرارة و كأنهما لم يلتقيا بالأمس
انهما يلتقيان كل يوم، كل ساعة، وبكل دقيقة.... تقريباً ينفصلان بوقت النوم فقط
_____________
كيونغسو كان يقف على المنصة ينظر إلى لائحة الأسماء بيده بينما يضع العلامات على أسماء مُعينة و طُلاب صفه أمامه يجلس كل منهم في مكانه المُعتاد
طرق بكفه على الطاولة أمامه ليلفت انتباههم إليه ثم نبس بهدوء
" لقد اخترت من سيُشارك في المسابقة من الفتية لكن لأن المسابقة تتطلب السفر و البقاء بخارج المنزل فلم أقم بإختيار الفتيات...من يُناسبها الوضع يُمكنها أن تُخبرني بذلك...نحن بحاجة إلى طالبتين فقط من أجل مسابقة الباليه"
رفعت هانييل كفها سريعاً
"يُمكنني المشاركة "
انعقد حاجبي جونميون و التفت ينظر إلى توأمه
" لا، المدير قال أن تلك المدرسة في قرية بعيدة، سيكون ذلك مُرهقاً لكِ "
" سأذهب معك...أنا و سورا حصلنا على المركز الأول في منافسة البالية في العامين الماضيين كما أنه يمكنني البقاء معك لذا أنا الأنسب للإنضمام إلى المسابقة"
تكتفت بعبوس ليرمقها جونميون بعدم رضى فالتفتت تنظر بعيداً عنه مُعترضة على رفضه
" إذاً سورا... "
كيونغسو لم يُكمل سؤاله إلا و انتفضت المقصودة بفزع بينما تُشير إليه بتقزز
" بالطبع لن أذهب إلى قرية بالكاد سمعت عنها...أجواء القُرى ستؤذي بشرتي "
تنهد كيونغسو و كاد يتحدث لولا دخول المعلم فانحنى إليه بإحترام ثم أشار إلى البقية بالوقوف لإلقاء التحية على المعلم بينما من بين الطلاب كانت هناك فتاة حرّكت عينيها بحذر نحو كيونغسو
من حين إلى آخر تسترق النظرات نحوه بينما عقلها مشوش ببعض الأفكار
في نهاية اليوم الدراسي غادر الطُلاب الواحد تلو الآخر في حين بقى كيونغسو في مكانه ينظر إلى القائمة التي يحملها بأعين شاردة حتى شعر بنقرة على كتفه
التفت ينظر إلى تلك التي وقفت بجواره فانعقد حاجبيه بإستغراب يهمس بخفوت
"جيون؟"
زميلته ذات الشعر الطويل و الأعين الناعسة احتضنت الحقيبة إلى صدرها و عادت إلى الخلف خطوة حين همس بإسمها بينما هو استغرب وقوفها بجواره
جيون كانت هادئة...يعرفها منذ المرحلة الإعدادية و إلى الآن لا يذكر أن هناك حديثاً جمعه بها
لطالما كانت هادئة، تتجنب الجميع و تخشى اقتراب أي أحد منها...حتى أن البعض يراها غريبة أطوار
"توجد مشكلة؟"
سألها بهدوء و وقف من مكانه ليُلملم أغراضه فابتلعت ريقها بتوتر ثم همست بنبرة خافتة بالكاد سمعها
" هل سيبقى طُلاب المسابقة بتلك القرية طوال العام؟"
همهم كيونغسو و ارتدى حقيبته ثم التفت إليها
"هل ترغبين بالإنضمام؟"
فزعت من سؤاله و عينيها اتسعتا قليلاً لتقبض على حقيبتها بقوة أكبر فاسترق كيونغسو نظرة نحو يديها التي هربت منها الدماء ثم رفع نظراته نحوها
" ستكون هناك فرصة لنعد إلى منازلنا نهاية الأسبوع لذا..."
" لا تُخبر عائلتي أنه بإمكاني العودة نهاية الأسبوع "
قاطعته بإنفعال طفيف فارتفع حاجبيه بتفاجؤ
"أعني...إنهم مشغولين لذا لا أريد أن أزعجهم...يُمكنني البقاء في القرية إلى حين انتهاء المسابقة"
زم كيونغسو شفتيه بعدم فهم إلا أنه اومأ دون اعتراض
" حسناً"
تمتم و أخرج القلم ليضع علامة أمام اسم جيون
" اكتمل العدد الآن"
تمتم براحة لتُغادر جيون في حين اتجه هو إلى مكتب المدير ...رفع يده يرغب بالطرق لكنه توقف حين سمع صوتاً من الداخل
" لا سيد سونغ، بالطبع لن يفوزوا بتلك المسابقة..."
انعقد حاجبي كيونغسو بخفة إلا أنه هز رأسه إلى الجانبين قبل أن يطرق على الباب فاعتدل المدير بجلسته و أغلق الإتصال ثم سمح له بالدخول
To be continued.....
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top