عشر سنوات /٢/
إقتباس
إنني مُصاب بحُمَّى التفكير، أفكر في ما حدث، وما سيحدث، وما قد يحدث. أفكر في الأشياء التي لن تحدث، وماذا سيحدث لو حدثت فعلًا.
إفصاح
سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله
________________________
ضِياء
الحياة جميلة كجمال ديسمبر ،رغم البرودة والقسوة التي تكمن فيه الا ان تفاصيلهُ الصغيرة جعلت منه دافئاً..
اخشاب تحترق ،كوب قهوة ساخنة ،وسترة دافئة .
كان ذلك ديسمبر وكذلك يمكنكم تغير ديسمبر بتفاصيلهِ الصغيرة ..
رن هاتفي معلناً وصول تلك الرسائل الإلكترونية والتي لم تكن سوى مجرد تعليق لإحدى خواطري السابقة ،والتي كانت معاكسة تماماً لما حوته معاني خاطرتي..
والتي لم تكن سوى الشمس السوداء التي لاطالما تسألتُ عن سر اسمها وتفاؤلها.
سخرت في داخلي على تفاهة هذه الرسالة فالاخشاب احترقت حتى غدت رماداً ،والكوب المنسي برد وتجمد ،والسترة أصبحت بالية غير مفيدة بشيء ،لتظهر حينها تلك الصورة الواقعية لديسمبر التي مهما جملتها أقاويل العاشقين ،وفلسفة الكاتبين ،لن تستطيع تغير شيء من حقيقتهِ!
"اخبرني ..
ما رأيك بالWAH منذ أن تحدث الدكتور وانت لم تنطق بكلمة ،اتسائل فقط ما الذي يحويه هاتفك لتراقبهُ بكل هذا الاهتمام ؟"
ايقضني عمر من شرودي المعتاد بين احروف رسالتها و تسائلي العميق عن هويتها التي لم اكن شجاعاً للبحث خلفها..
ابتسمتُ ناحيتهُ بينما افكر برد مناسب عن سؤالهِ السابق ال WAH ما هم بنسبة لي حقاً..
قمت بلم اغراضي المبعثرة على سطح تلك الطاولة لينهض خلفي عمر محدثاً إياي عن بطولاتِ اولائك المزعومين ،ليصيبني الصداع من كل تلك الأقاويل والآمال الذي يضعها أبناء هذا الشعب المسكين فيهم .
أطلت النظر للسماء مفكراً فأين كان ما سأجيبه فيه لن يعجب عمر ..
"بنسبةِ لي ال WAH ليسوا سوى مجرد حمقى لن يستطيعوا تغير شيء من هذا الواقع ، فما قد زرع في رأس اليمنين اصعب من أن يغير ، لا اعلم لماذا تعلقون امآلكم بهم بينما جميعنا يدرك ما هي النهاية !"
اعلم ان كلامي لم يعجبه ،اذ هو كحال الجميع منذ أن بدأت شعلة ال WAN وهو لم يكف عن الثرثرة عنهم ، ولكن هذا واقع يجب أن يقال كي لا ادعه يتمسك بأحلامه ثم ينصدم أن كل هذا مجرد وهم نسجتهُ فطرة الإنسان في داخلهم للتمسك بحلماً زائف ..
فأي واقعاً هذا الذي تستطيع تغيرهُ عن طريق هشتاج صدح في العالم الإلكترونية #we_are _her
"سأخبرك شيئاً يا صديقي ،ليست امالي وآمال هذا الشعب معلقتاً بهم كما تزعم ،فهم بالنهاية مجرد بشر مثلنا قرروا التمرد على هذا الواقع الأليم وتجربة ما تصفه بالمستحيل ،نحن علقنا آمالنا بالله سبحانه فحتى لو خاننا المخلوق لم ولن يخن حاجتنا الخالق ،لذا كفاك سخريتاً من شيء انت ذاتك تدرك مقدار اهميتةُ عندنا "
كالعادة يا عمر انت الوحيد الذي تستطيع اخراسي ،وقلب الطاولة لصالحك ،لاطالما استطعت رد كل حججي وانتشالي من الغرق في بحر واقعي ،لا اعلم ماذا دعت لي امي ليكون لهذا الشخص المتشائم كهذا الصديق المتفائل .
" سأكف عن النقاش هنا لأنني أعلم اذا استمرينا في هذا الأمر لن نكمل ،ولكن سكوتي لا يعني انني قد اعترفت ب WAH "
بهدوء متظاهراً بالقوة ،لأسخر في داخلي على كمية طفولتي فمهما كبرت ما زلت أكره الاعتراف بالخطأ والهزيمة .
قهقه عمر بعدها لنتوقف امام المرآة في الجامعة لنعدل هندامنا قبل الانطلاق للإجتماع مع دفعتنا ،تأملت نفسي حينها لم اكن ذلك الشاب الوسيم ولست ذلك القبيح ايضاً ،كنت شاباً عادياً ،حنطي البشرة ،متوسط الطول ،ذا شعر اسود قصير ،انف مستقيم ،وشفتان مستديرتان ، ربما الشي الوحيد الذي ميزني هي عيناي الناعستان ذات اللون العسلي ذا اللمعة الخضراء المميزة.
"لا تتأمل قبحك كثيراً ،فلن تستطيع الوصول لوسامتي "
مازحني عمر بنبرة متعالية ليغمز مزامنتاً مع آخر كلمة مضيفاً ابتسامة جانبية لتظهر إحدى علامات الجمال في خده ، لأقهقه بعدها بخفه .
"لو رأتك الوسامة تصف نفسك بها ،لتبرت من نفسها وفرت هاربه "
اردفت وانا اتفحصه بنظرة ازدراء من أعلى إلى أسفل ،ليقوم برمي بإحدى الملازم التي في يده لننفجر حينها ضاحكين .
"اذا دخلنا في موضوع الوسامة فلن نخرج منها سالمين "
نطق بها عمر مذكراً إياي بكل تلك المشاجرات الصبيانية التي تحت عنوان من الاوسم وكأنني سأعترف بخسارتي !
لم يكن عمر ذلك القبيح وايضاً لم يكن في غاية الجمال كما يقول عن نفسه كان جذاباً بطريقة مميزة ،قامتهُ الطويلة ،كتفاه العريضان ،ولون البن قد استقر في عيناه ،بينما احدى الغمازات حفرة نفسها في خدهِ الأيسر لتزيدهُ جاذبيتاً و وسامتاً ،وبكل تواضع يا سادة اعترف أنه اوسم مني قليلاً ،قليلاً فقط ..
اكملنا سيرنا لنتصل إلى احد مقاهي العاصمة صنعاء حيث كان هناك اللقاء ونلتقي ربما للمرة الأخيرة بزملاءِ والأصدقاء .
لم استطع التصديق هل خمس سنوات مرت بهذهِ السرعة ،خمس سنوات جمعتني بعمر ليندرج بعدها تحت اسم اقرب صديق ،خمس سنوات زرعت فيها بذور جهدي وسقيتها بماء قرائتي لتسلط بعدها شمس العلم نورها على نبتي ،لتغدو الان شجرتاً كبيرتاً انتظر كل يوم متى يحين وقت حصاد ثمارها وها قد حان ، حان ذلك اليوم يوم التخرج وفراق الاصدقاء ،اليوم الذي جميعنا انتظرناه وسعينا له بشغف ، اليوم الذي ستنتهي معه مشقتنا وسعينا في الحرم الجامعي ،اليوم الذي سيكون الفاصل في حياتنا الذي سيقرر من نحن ومن سنكون في المستقبل ،اليوم الذي سيكون الحاسم ويترك بصمته في قلوبنا ،اليوم الذي سأبدأ معه انطلاقتي.
"رفاق ،ها قد مر اخر عاماً لنا ،سننطلق بعدها وسنفترف ،منا من سيعمل في إحدى الشركات ،والاخر قد يتزوج ويصبح اباً، ومن يعلم ربما أحدنا سيفتتح شركتة الخاصة مع انني اعلم ان لا فائدة ترجى منكم "
بدأ ياسر مندوب دفعتنا بالحديث لنضحك معه ، ويبدأ الجميع بالدردشة وسرد الذكريات ولبعض قد حلق بخياله الى حالته بعد سنوات والاخر قد اختار العودة إلى الخلف مسترجعاً بعض الذكريات ،كان اليوم هادئ وجميل يحمل معه عبير وعبق من نوع اخر .
مالفت انتباهي هو العنصر الانوثي في دفعتنا أو الجنس الناعم والذي لم يتجاوز عددهن عن الثلاث طالبات ،وذلك يعود لطبيعة تفكير شعبنا اليمني العظيم الذي قد أتاح تخصصات لأحد الجنسين وحرمها عن الجنس الآخر بحجة أن المرأة لا تستطيع العمل في مجال الهندسة ...هراء!
المرأةُ في بلدي لم يكن لها تلك الحرية كما في العالم ،فقد سجنتها العادات والتقاليد ،وقيدتها المعتقدات الشعبية ،ليحمش دورها كونها صنفت تحت كلمة انثى !
كالعادة كانت صفاء تتحدث بكل اريحيه معنا فقد اعتدنا على مرحها و كسرها للقيود شرط أن لا تتعدى حدود الدين بينما تجلس بجانب وائل وقد تم عقد ققرانهم منذ عامين ونحن حالياً ننتظر زواج عصافير الحب الوحيدين في دفعتنا .
اما يسرى كانت تلك الشخصية القوية ،التي لا تخاف من شيء ، الفتاة التي أطلقنا عليها نحن الطلاب لقب "عبدو الرجال " لكونها لا تكف عن حشر أنفها في كل صغيرة وكبيرة ولم تترك دكتور الا وتشاجرت معه مهما كان الموضوع بسيط ،ولكن جميعنا كان يعلم بطيبة قلبها وقد اعتبرتها بحق اختاً صغرى لنا.
استقرت نظري على جود تلك الفتاة التي لاطالما جذبتني بالهالة الغريبة المحيطة بها ،بهدوءها وشرودها المعتاد ،لاطالما كانت هي المنافس الاول بنسبة لي فرغم كونها فتاة رقيقة ضئيلة الحجم الا انها لم تكن قط بضئيلة العقل أو بسهلة المرأس،فلاطالما نافستني على المركز الأول ،وكانت بيننا تلك النظرات المليئة بحب المنافسة لتكشف من سيكون الافضل بهذا العام ،ولكن الغريب انها لم تظهر قط انتباهها لأحد منا أي نحن الذكور بعكس صفاء ،ويسرى التي دائما ما يشاركونا بالحديث بكل اريحيه .
دائما ما كنتي احجية غامضة بنسبة لي ولكنني اكسل من أن احلها!
قاطع شرودي وتأملي بجود صوت أحد طلاب دفعتي والذي على ما اعتقد ان اسمه خالد ،سألنا إحدى الاسألة التي جعلتني افكر وافكر ملياً قبل الإجابة عنه
"كيف ترون انفسكم بعد بعد عشر سنوات ؟!"
وهل سنكون موجودين لنرى هذا اصلا ..
سخرت في داخلي لأطلق عنان اذناي للاستماع لتلك الكلمات ،تفاوتت الاجابات البعض قال انه سيجول بقاع العالم ليسخر منه باقي الزملاء ،واولائك العملين الذين اكتفوا بقول أنهم سيجدون وظيفة لائقة وزوجة حسنة ويحيطهم ثلاثة أبناء ، بينما الذين لم يستطيعوا للتخلص من فترة مراهقتهم التي استمرت كثيرا قالوا أنهم سيجدون حينها فتاة الاحلام ،وذلك الذي جعلنا نضحك جميع ليقول أنه راضاً بأي شي سوى أن يعمل في ورشة أبية ميكانيكي سيارات
وهكذا استمرينا إلى أن حان الدور لجود ليلها انا و عمر ..
فقد كنا نمشي في حلقة دائرية واول من أجاب كان وائل لينطلق بعده البقية على حسب الترتيب .
بدأت جود بالحديث سارقتاً معها كل حواسي ،ليزيد اعجابي وتعجبي من هذه الفتاة
"بعد عشر سنوات ستزهر بلدي و ستحذف كلمة الحرب من معجم الكلمات ،بعد عشر سنوات ارى الاطفال يلعبون بالشارع وتغنى ترنيمات السلام بالعيد، بعد عشر سنوات سيكون للإنسانية مكانة و الهمجية ستنسى ليحل مكانها الامان ، سأكون انا وسأسعى لأضل كما انا ، لن اتفسلف عن افتتاح الشركات ،ولن اثرثر بكل ما هو مادي ،رؤيتي للمستقبل اعظم من أن تشملني وحدي ،رؤيتي قد تبدو للبعض اوهام فتاة مراهقة أو تمنيات طفلاً ميؤسة ، رؤيتي هي أن ينتشر هاشتاج #we_are_here ليعلم الجميع اننا ما زلنا هنا "
كلماتها قد جذبتنا جميعاً ، وقد جعلت احلامنا خرقاء أمامها ،جعلتنا نصمت ونغلق افواهنا متأملين روعة ما نطقة به شفتاها ولكن يضل جميع ما ذكرته محض اوهام خادعة لن تغير من واقعنا شيء..
لأكتشف مع آخر حديثها انها من مشجعي الWAH الذي وبطريقة ما لا يكف اسمهم عن الظهور امامي .
حان دور عمر لاتسائل حينها عن مقدار الترهات التي سيتفوه بها.
"رؤيتي وتطلعي لوضعي بعد عشر سنوات ليس كجمال ما قالته جود ،ولا بجدية ومنطقية خالد ،وبطبع ليست بأحلام ياسر الوردية بلف العالم ،رؤيتي بسيطة وعادية مثلي ،الحرب قد توقفت ،بينما اكون قد وجدت فتاة احلامي ،ربما قد ارزق بطفل أو اثنان ،سأعمل في إحدى الشركات و ربما قد افتتح محل لصيانة الأجهزة ،بعد عشر سنوات ينتفرق ونتشتت بهذا العالم الكبير لذلك ارجوا أن نستطيع التجمع والحديث كالان ، بعد عشر سنوات ارجوا أن يكون ضياء قد حقق حلمة بسفر وتحضير الماجستير والدكتوراه في بريطانيا بينما أراه يتفاخر بما استطاع إنجازه ويعلم ابني التشاؤم ليصبح مثله ،ولكن الذي ارجوا أن نظل اصدقاء كما عهدت أنفسنا ، بعد عشر سنوات قد تغيرني الحياة وقد اكون شخصاً آخر اجهلُ هويته ،بعد عشر سنوات قد تقهرني الحياة قد يعذبني الواقع ولكن سأجاهد لأكون كما انا ،لأحتفظ بمبادئي في هذا العالم المتقلب ،لازرع قيمي في نفوس أبنائي بعد
إن أتأكد انها ما زالت تزهر في داخلي "
كان خطاب عمر عاطفياً صادماً لامسنا جميعاً ،خطاب مليء بتلك المشاعر العميقة ،والكلمات النبيلة ،كانت نظرته تشعرني بصغر حجمي أمامه وبكم انني محضوظ بصديقاً مثله .
اخذت نفساً مرتباً تلك الكلمات في رأسي ، منظماً أفكاري المتشابكة كخصلات شعراً لم تمشط منذ اسبوع ،اتخذت قراري لأبد بالحديث متجاهلاً كل تلك الأعين المسلطة علي ،بعد موجة الهدوء التي احدثتها اجابات عمر وجود.
"بعد عشر سنوات ارجو أن تحققوا ما تفوهتم به ،ان تغدوا يا خالد اباً ناجحاً ،وان يجوب ياسر بقاع العالم ،وان تنتهي الحروب كما قالت جود ،وان استمر بكوني الصديق المفضل لعمر ،وان تجد يا محمد فتاة احلامك الوردية وان تكوني يا صفاء صانعة برامج أسطورية ،وان لا ينتهي حال وائل في تصليح السيارات ليتحول من الهندسة الإلكترونية الى عامل صيانة ميكانيكية "
قلتها بالاخير لينفجر الجميع ضاحكاً بينما احاول تذكر الاحلام والتطلعات التي ذكروها ،لأستمر بالحديث مستطرداً
"ولكن وبالنسبة لي سأكون منطقياً فحسب ،بعد عشر سنوات سأكون في الخامسة والثلاثين ،حينها سأغدو ضياء الاكبر بعشر سنوات فحسب ،لن اصنع توقعات وهمية ولن اتعلق بامال زهرية ،سأدع للقدر كلمتة يفرضها علي ،ولدورة الحياة مسيرها ،لذلك فلتعذروني فكلامي لم يكن بروعة ما قلتم ،فأنا لا اثق بالأحلام "
انتهيت لتتعالى تذمرات البعض بينما قد صرخ البقية بممل ،والاخر فلتتخلص من تشاؤمك ،ولكن ما صدمني حقاً هي يد عمر التي امتدت خلستاً لتربت على ظهري ،ويهمس بخف بجملة جعلتني اهتز داخلياً
"فقط كل ما يهمني أن تكون بخير بعد عشر سنوات "
عمر كيف لك أن تكون نجماً هكذا ؟!
ولكن الذي تجاهلته حينا حقيقة أنه نجم وان النجوم مصيرها الموت والانفجار..
"اذا رفاق ..مارأيكم أن نتعاهد على الالتقاء بعد عشر سنوات لنرى حينها ما استطعنا إنجازه ،وهل سيحدث حقاً ما تفوهنا به ؟"
بعد أن انتهينا من تلك الأحاديث وسرد تلك الذكريات قطعنا عمر مقترحاً التقاءنا بعد عشر سنوات وكان الأغلب قد أظهر الاعجاب بتلك الفكرة ..
اذن هل سنظل كما نحن بعد عشر سنوات ؟!
هل سيمكننا الاجتماع كما نفعل الان ؟!
هل ستتمكن من الالتقاء فعلا ؟!
ام سيكون للقدر كلمة أخرى يفرضها علينا ؟
يتبع
________________________
امم ١٩٠٠ كلمة لا بأس به صحيح ...
ايضا لا احكموا عن الرواية الان هذه مجرد مقدمة وبداية الأحداث ستبدأ من البارت القادم ...
ما رأيكم ..
ضياء
عمر
جود
اممم لكل من يضن أن جود هي البطلة، اود اخباركم أن البطلة لن تظهر بعد لذلك ترقبوها ..
ايضاً ماهو تحليلكم ومنظوركم عن WAH ...في هذا البارت ذكرت معنى اسمهم we are here..
ايضا الشمس السوداء و منظورها ..
احم كونوا بخير ..
أتطلع لتشجيعكم حتى استطيع كتابة البارت القادم بأسرع وقت ..
اه قبل أن انسى اعذروني لم استطع التدقيق جيداً في الأخطاء الإملائية بسبب ضيق الوقت
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top