الفصل| 6

انفصلا قليلا عن بعضِهما البعضِ في حينِ لا يزالُ يتمسكُ بها وكأنه لا يرغبُ بابتعادِها عنه لثانية واحدة، نظرت له وقد انتقلتْ عدوى السُكرِ لها وكأنها خُدّرت من قُبلتِه تِلك.

" بيكهيون... لِماذا؟ "

" أخبريني عن كُل شيء، عن من تكونين؟ وكيفَ جِئتِ إلى هُنا، وعن علاقتكِ بي! "

جلس بهدوء على طرفِ سريره فظلّت واقفة أمامه تحدِّق في الفراغِ بتردد، إلى أن استشعرت أصابعه التي أمسكت سبابتها حتى يسحبها بخفة للجلوسِ بالقُربِ منه.

وهذا ما فعلته، إذ جلست على طرفِ السرير وفركت أصابِعَ يدِها ببعضِها البعض، لا تزالُ مصدومة من قُبلتِه تلك التي حركت مشاعِرها بشكل مُفاجئ!

نظرَ لها مُنتظِرا كلامها، فأخدت نفسا عميقا قبل أن تُجيب، بعضٌ من ضوءِ الغُرفة الخافِت انعكسَ على وجهيهِما مُضفِيًا جوا من الهدوء والرغبة في أخدِ قسطٍ من النوم...

" أُدعى جو سيريم، كاتِبة روايات وأعيشُ مع والِداي و أختي، أنا عاطِلةٌ عن العملِ والجميع بالمنزل يوبخني كل يوم، كوني مجرد فاشِلة تُلاحِق أحلامها الغير قابلة للتحقيق، قررتُ اللجوء للكتابة حتى أهرُبَ من واقعي وهكذا بدأت رِحلتي معها، وجدتُ أنَّني أبتعِدُ عن عالمي وأنا أكتبُ من وحي خيالي، أُعطي لكل شخصية قيمتها الخاصة وأجعلها قريبة لقلبي أيضا، بتِلك الليلة عُدت إلى مُحبطة جدا، توَّاقة للكتابة، حتَّى أُفرِغ ما يُحزن قلبي... لذلك قررتُ إضافة اسمي للرواية التي أشتغِل عليها، و هكذا وجدتُ نفسي نائمة بغُرفتِك بيكهيون!"

بدَا كلامُها له ضربًا من الجُنون، لكنَّه وجدَ نفسه يُصدِّقُها لسببٍ ما، ربَّما لأنَّه ثمل ولو أنَّه واعٍ لجلدها على مُحاولة استِغبائه.

" أي أنِّي بطلُ روايتك! "

فركَت أنامِلها بإحراج.

" أنتَ البَطل الثَّاني في الرِّوايَة. "

لمحت الشَّرارات تتلاطَم في مقلتيه قبل أن تنقَضَّ أنامله على رقبتها.

" كيفَ تجرئين على جَعلي البَطل الثَّاني؟ أنا بيون بيكهيون إمَّا أن أكونّ الأول أو لا أكون إطلاقًا. "

كانت أنفاسها تتكاثَف بحُنجرتِها وتغادرُ دفعةً بدفعة إذ ضيَّق عليها الخناق، حاولت إزاحّة يديه عنها لكن سدى.

" أنا آسفة لأنِّي جعلتُك تُعاني، كنت بحاجةٍ لشخص أفرغ فيه ألَمي. "

" كانَ عليكِ اختيار الشَّخص المُناسِب، شخصٌ لا ألَم له. "

توقّف عن التحدث، وأبعَد يديه عن رقَبتها تدريجيا تاركاً لها المساحة الكافية حتَّى تتنفسّ وتسترجِع روحها التي كانت على وشكِ الانفلاتِ من جسدِها..

مرَّرت يدها على جيدِها بذُعرٍ وأطرفت له لتجِدهُ يحدقُ بالفراغ، هي بسُرعة علِمت أنه يُفكّر بماضيهِ ومُعانتِه التي جعلت قلبهُ هكذا.

كل تِلك الأحداثِ التي تراكمت فوقَ قلبِه الذي أصبحَ كالجليد، بدأ يسترجعُ ذِكراها في حين تردد صوتُها بأذنيه وهي تدخلُ لمكتبِه في كل مرة يكون مشغولا فيها، وتحمل عنه تعبَ الحياةِ، تُنسيهِ همومه..

"بيكهيون، توقف عن العمل وانظُر إليّ قليلا!"

قالت بابتسامتِها الماكِرة، فرفع بصره بجديَّة نحوها، كإشارةٍ للموافقة، تذكَّر كيف تقدَّمت نحوه وجلست في حجره، كانت الجارية الوحيدة التي يسمحُ لها بمُناداةِ باسمه دون ألقاب، الجارية الوحيدة التي تجرؤ على التصرف أمامهُ براحة دون قيودٍ رسمية أو خوف، الامرأة الوحيدة التي سرقت قلبه ورمت بِهِ بعيدا في أُفق الحِقد!

" ميـا، اسمُها مُؤلِمٌ أليس كذلك؟ "

قطعت سيريم خيوطَ أفكارهِ فلم تتلقى ردا منه، بالتأكيد هو سيِّدُ التجاهُل!

" لماذا أدخلتها حياتي؟ لماذا جعلتها سيئة! "

سألها بهدوء دون أن ينظر لها حتى، فأجابتهُ مُقطبة حاجبيها.

" ما تزال تُحبها؟ "

قهقه بسُخرية، واهتز كتفاه بسبب انفجاره، سرعان ما سكَن واستدار ناحيتها قائلا:

" الجوابُ بحوزتِك بالفعل... أيتها الكاتِبة! "

اختلجَ الأسى في صدرُها واقتربت مِنه تُعانِقه بحرارة كما لو أنَّها تُعانق آلامها، لأنَّه نفسه تجسيدٌ لآلامِها.

لم يدفَعها عنه، إذ كان في لحظةِ ضعف، بل ولفَّ ذراعيه حولَ خصرها، واجتَذبها له حتَّى ما عاد بإمكانِها الجلوس على الأرضِ، فصعدت قدميه.

صمَتت الأفواه أمَام التِحامهما المهيبِ هذا، التِحامٌ جمع بين الكاتِبة ومخلوقِها، لطالَما تمنَّت لو أنَّ بوسعها احتضانُه، لأنَّ بداخِله طِفلًا محرومًا ورجُلًا مخذولًا يبانُ عصِيًّا لا شيء في هذا الكونِ قد يُشبِعه في حين أنَّه بأمسِّ الحاجَة لربتِه!

ما اشتَكت حينَما حمَلها ووضعَها على السَّرير، وكم راقَها أن يكونَ هو سماءَها الَّتي تُحدِّق بها بهدوء، تعلَم أنَّه لن يفعَل لها شيئًا، وها هو ذا يستَلقي بجانِبها ويضمُّها إلى صدرِه بِلا وعي، ورغمَ احتماليَّة ثورانِه صباحًا غفيت وسطَ ذراعيه المتينتين حينَما رفضَ إعتاقَها.

بعقل فارِغ استردَّ وعيه في وقتٍ متأخِّر من ظهيرةِ اليوم التَّالي، وشعَر بأنَّ حضنه مُمتلئ فانخفَض بصره مُتحرِّيًا ما سبب الدِّفء الَّذي يداعب صدرَه، ذُهِل حينما لمَح امرأة، بل الخادِمة الَّتي أنقَذته مرَّتين والَّتي يجهل ماهيتَها.

" أنتِ، استيقِظي. "

بعدائيَّة وخزتها يداه حتَّى فتحَت عيناها وانتفضت جالِسة.

" ما الَّذي يجري هل تعرَّضنا للاحتِلال؟ "

" فراشي هو الَّذي تعرَّض للاحتِلال، ما الَّذي تفعلينَه هُنا بحقِّ الجحيم! "

تنفَّست الصُّعداء ثُمَّ راحَت تُرتِّب خصلات شعرِها المُبعثرة، مُحرجةً لأنَّه رآها هكذا، رغم أنَّه يستشيط غضبًا.

" لقد استَدعيتَني بالأمس وقد كُنتَ مخمورًا، قُلتَ أنَّك ستُكافِئني لأنِّي أنقذتُ حياتَك وحينما أردتُ الرَّحيل احتضَنتني إليك ونمنا سويًّا. "

ضيَّق عيناه بشكّ.

" هذا فقط؟ "

أطرقت برأسها عِدَّة مرات، تعي جيِّدًا أنَّه لا يذكُر ما يقوم به وهو مخمور، لذلِك استغلَّت هذه النُّقطة لصالحها.

وضعت سبابتها بالقُرب من جبينِها وكأنها تحاول التظاهُر بالتفكير.

" تحدثنا قليلا وأخبرتُك بكل شيء، لم يعُد هناك ما أُخفيه عنكَ. "

هزت كتفيها فأدار ظهره، هو أغمض عينيه ولعنَ اللحظة التي فكّر بها بالشُرب الليلة الماضية، هو لن يتذكر شيئاً الآن، لكن كل شيء سيعود إلى ذاكِرتِه مع الوقت تدريجيا!

" سأذهبُ إلى عملي الآن! "

وقفت مستعدة للذهاب وهي تُحدق بظهره، لكنه رفع يدهُ كإشارة منه على توقفها مكانَها، هل يُريد إخبارها بشيء؟

"عملُك ذلك سيتغير، من اليوم فصاعِدا مكانُك هو المكتبة، لا أُريد رؤيَتكِ تحومين حول المطبخِ ولا بين الخادِمات مُجددا. "

رجرج إصبعه السبابة بخفة وكأنَّه يُؤكد على كلامه بنبرة تحذيرية، لم تُجِب لأنها كانت مُستغربة، هل أصبح الشخص الذي يُسيّرُ قصتها بنفسِهِ الآن؟

" أنا لم أسمع ردّك سيريم! "

ماذا؟ هل قام بمُناداتِها باسمها للتو؟

رفعت رأسها تحدق بلوحه جاحظة العَينين.

" أمرك جلالتك. "

"ما حدثَ هُنا، سيبقى بين هذه الجِدران، إن وصل لعتبة البابِ عِقابُك سيكون عسيرا! "

هزت رأسها مُجددا وبِسُرعة، فحرَّك بيكهيون يده باتِّجاه الباب، آذنًا لها بالرَّحيل. حاولت المشي بطريقةٍ صحيحة لكِنَّها كادت تتعثر عندما أسدَل الرُوبَ الحريريّ الذي يرتديهِ عن كتَفيه مُظهراً جسدهُ العاريَ وظهرهُ من الخلف...

في المملكة الَّتي يفصِلها عن مملكة بيكهيون أَميالٌ عديدَة، كانت شيهيون في غُرفةِ تشانيول الَّتي لم تلِجها امرأةٌ أُخرى غيرُها منذُ سنوات، لقد علِمت كيفَ تخترِق ضُلوعَه المتينَة وتُنشِب على فؤادِها الَّذي بات يدقُّ باسِمها.

يجلِسُ هو في الشُّرفَة، يُناظِر السَّماء السَّوداء مثل عينيها، في حينِ تُدلِّك كتفيه، لترفعَ عنه أعباء يومِه، ليسَ مُلمًّا بخُبثِها ليشكَّ بأنَّها تُحاوِل استدراجَه إلى كمينٍ لفظيّ.

" هل كُلُّ شيءٍ على ما يرام تشاني؟ "

أوصَد جفناهُ مُستمتِعًا بلمساتِها.

" لم يطرأ أيّ أمرٍ مزعج طوال هذه الفَترة، وإلَّا لما كُنت هنا الآن. "

" ماذا عن الأراضي الَّتي استحوذَ عليها بيكهيون، أتمكَّن جنودك من استِرجاعها منه؟ "

رغمَ أنَّه لا يُحبِّذ تدخُّلها في شؤون المملكَة ومجادلتها له في قَراراته، أجابَها.

" ما تزال قيدَ الحِصار، سنستردُّها قريبًا. "

طلعت ابتِسامة راضيةٌ على ثغرها، يكفيها أنَّها استطاعَت الوسوسة له، وحثّه على المُحاربة مِن أجل تِلك الأرض، بعد أن كادَ يتخلَّى عنها، بحُجَّة أنَّ مملكَته واسعة.

سرعان ما قامَ عن كُرسيَّه واتَّجه إلى السَّرير برفقتها، كانَ مُتعبًا، وينتظِره في الغدِ يومٌ شاقّ. استلقيا سويًّا وراحَت تمسحُ على شعره، وما إن نام حتَّى حملت نفسَها خارِج الغُرفة بحثًا عن خادِمها الأمين الَّذي كلَّفته بمُتابعة قضيَّة سيريم، كان بانتِظارها في حضيرة الخُيول، مُلثَّما كما ينبغي.

" هل مِن مستجدَّات؟ "

" تلك المرأة هي نفسُها الَّتي أنقذته أوَّل مرَّة، وقد علِمت أنَّها قضت ليلة البارحة بغرفته، حتَّى أنَّه جعلها أمينةً لمكتبتِه. "

فكَّرت أنَّها ذات مكانةٍ خاصَّة بفؤادِه لذلك ميَّزها عن بقيَّة الخَدم.

" فلتقتُلها. "

دخلت المكتبة وأجالت عدستيها بين أركانِها، الهدوء كان يخيم على المكان، أخدت نفسا عميقا قبل أن تتقدم لتفقُّد الرُّفوف المُتخمة بالكُتب، وكأنها تبحثُ عن شيء ما..

وما كان هدفها سوى التأكُّد أنها الوحيدة الموجودة هنا. تنفست الصعداء عندما لم تجِد أحدا، ثُمَّ استندت على أحدِ الرفوف،ِ تستنشق رائحة الكُتب المريحة للأعصاب، والَّتي اشتاقت لها كثيرًا.

سرعان ما راحَت تُفتِّش عمَّا تُلهي به نفسها بينها، فلديها اليومِ بأكمله على أي حال، وكل شيء يبدو مُرتبا... هو لن يُلاحقها إلى هنا حتى يتأكد ما إن كانت تعملُ أم لا!

"اشتقتُ للكُتب كثيرا، ليس هناك شيء أفضَل من الاسترخاء في المكتبة وأعتقد أن الملك الأحمر اتَّخد قرارا صائِبًا بشأني هذه المرة.."

تمتمت بثغرٍ غارقٍ في ابتِسامةٍ مُبتهجة، بينما تقلّبُ صفحاتِ أحدِ كُتُبِ التاريخيَّة. ولكنَّ صوتًا مألوفًا انبَثق بجانبها فجأة، مُتسببا في توقف قلبها وانتفاضِ جسدها.

" أرى أنَّكِ مُستمتعة بالراحة، و لم يُخبركِ أحدٌ بما يتوجبُ عليكِ فِعلهُ! "

نظرت بجانبها فوجدته يجلِسُ على كرسيِّه، يضع إحدى يديه على وجنتِه والأخرى يمسكُ بها الرِّواية الَّتي قدم لمُطالعتها.

حطَّت سيريم يدها على قلبها، في حين لم يرفع بيكهيون عينيهِ عن المُجلَّد بيده، اهتدت على الفَور أنَّها قِصَّة عاطفيَّة، بالطبع! فهو الملِك الحالم الذي يحب قراءة ذلك النوعِ من القصص، لكن شخصيَّته ليسَت وديعة كما توحي إليه هيئتُه الآن، بل على الجميع توخِّي الحذَر منه.

كانَ الجوُّ بينَهُما أنيسًا للغايَة، كأنَّها تجلِسُ مُختليةً بنفسِها، ربَّما شعَرت على ذلِك النَّحوِ لأنَّه جُزءٌ مِنها، كما شعَر بيكهيون بالانتِماءِ لها لأنَّه وليدةُ فِكرها، ارتَشف الحياةَ المُظلمةَ هذِه مِن تحتِ أنامِلها، لكِنَّه لا يذكُر ما روته له.

سُرعان ما قدِم مُستشَارهُ المُخلِص، واختَطفه مِن حضرتِها، بحُجَّة أنَّ ما بجُعبتِه له أمرٌ لا يحتمِل التَّأجيل، اضطرًّ بيكهيون لإسدالِ الشَّريط المُتّصل بالكتابِ على الصَّفحةِ الَّتي وقَف عِندها ثُمّ أغلقَه ودسَّه بموضِعه على الرفّ؛ المُشكلةُ مُتعلِّقةٌ بالبِلاد، الأصحّ خططه الجهنَّميَّة للزَّحفِ شمالًا، والاستِيلاء على أراضي أخيه.

بقيت سيريم بمُفردِها، جالِسةً في ذاتِ المكانِ، حتَّى انضمَّ إليها أمينُ المَكتبة السَّابِق والَّذي غزى الشَّيب شعره، ونهشَ الهرمُ مِن استِقامةِ ظهرهِ، حيثُ أرشَدها إلى ما يحتويه كُلّ رفّ، لتستَطيعَ خِدمة الحُكَماء والمُستَشارين. برَحيلِه غزَلت الوِحدة خيوطها حولَها مرَّةً أُخرى، لا أحَد يقصِدُ المَكتبة إلَّا وقتَ الحاجَة، ليسوا مثقَّفين، كما أنَّها بقاعٌ يُقدِّسهُ الملِك، وليس الجميعُ مخوَّلًا بأخذِ حُريَّتِه فيه. عندما حلَّ اللَّيل، لفَّت الأركان وأطفأت الشُّموع، وكانَت على وشكِ المُغادَرة مِن أجلِ تناوُلِ العَشاء، ولكِنَّ رجُلًا مُلثَّمًا ولَج فجأة.

" لقد كُنت على وشكِ المُغادِرة، كيفَ يُمكِنني مُساعَدتُك؟ "

دَنا مِن بُقعةِ وقوفِها على مهل، ما جَعلها تشعُر بالارتِياب.

" لكن مَن تكون سيِّدي؟ "

تملَّكها الذُّعر حينَما أزاحَ عباءَته عن جسدِه واستَخرَج خِنجرًا حادًّا وجَّهه نحوَها. قبلَ أن يتسنَّى لها الصُّراخ وطلب النَّجدة بحركةٍ خاطِفة حجَب فمهَا، ووضعَه على عُنقِها.

" ستلحقينني بهُدوء. "

-

هااييي يا حلويين😭❤️ طبعا تأخرنا كثثر كالعادة و كله بسببي اعذروني و أتمنى أن كامي تعذرني بعد لانها تحملتني طول فترة إمتحاناتي❤️😔

إن شاء الله يكون عجبكم الفصل و راح نصير نحدث بشكل أسرع قريبا صح كامي؟😎🔥

🎤🎤🎤🎤

طبعا ننوش بنصير نحدث أسرع ان شاء الله حتى انا انشغلت بالقصص الثانية 💔

سو شو رايكم بالفصل!

اكثر جزء عجبكم وما عجبكم!

بيكهيون!

سيريم!

شيهيون!

تشانيول!

شو توقعاتكم للفصل الجاي 😎

دمتم في رعاية الله وحِفظه 🍀

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top