7| احتفالٌ من نوع آخر

عندما رمى فيلكس قدميه من فوق السرير في اليوم التالي وقبل أن تلامس أطرافُ أصابعه الأرضية الخشبية الدافئة فإن أذنيه ارتعشت لصوتٍ يهدرُ أسفله. أسفل السرير وقطع الخشب المرصوف للأرضية. أحدهم كان يجوبُ الطابق السفلي جيئًة وإيابا.

أولُ ما استقبله عندما وطأ آخر درجة صرارة هو شعرُ كارولين المبعثر من خلف كومة من الزينة الفاقعة باللون الأخضر والأحمر التي تحملها كطفلٍ عملاق بين ذراعيها. هرع لمساعدتها محاولًا بسط يديه الخاصتين دون أن يوقعها هي والزينة بأسرها إذ بدت كدمية بالكاد تتمسك بتوازنها.

"صباح الخير يا صغير!"
هتفت من خلف الجبل الشامخ الذي يححبها بينما سمحت لفيلكس ليجرف بعضًا من الثقل من بين يديها.

"صباح الخير فيلكس. أرجو أننا لم نكن سبب استيقاظك."
كان صوت يونغي هو ثاني ما قابله والتفت إلى الخلف كي يراه بظهرٍ مقابل لمائدة المطبخ وكوب قهوته الصباحية متدنٍ من بين أصابعه الشاحبة. لا تزالُ هالاته الزرقاء كالشفق ممتدة أسفل عينيه وعلى طول وجهه الأبيض، في دلالة على أنه جسده لا يزال يأبى الاعتياد على صحوته في هذا الوقت رغم التغيير الواضح الي حصل في مواعيد نومه واستيقاظه.

"لا تشغل بالك. كانت الشمس التي تسللت إلى غرفتي. الجو يزداد حرارة هذه الأيام."
أرسل ابتسامة في نهاية رده كتوكيد صغير يغلفُ كذبته البيضاء. قد تكون الضوضاء التي خلفتها الصناديق الساقطة ودحرجة الزينة المبهرجة هي ما نخز أذنيه لفتح عينيه، ولكن النقطة المتعلقة بكون الجو يصبح أكثر حرارةً مع كُل يومٍ ينقضي لم تكن سوا الحقيقة. لا يزال يشعرُ بانزلاق قدميه الحافية برطوبة فوق أرضية المطبخ المرصوفة بالسيراميك.

عندما وصل إلى غرفة الجلوس، اندهش برؤيته لشجرة ميلاد صغيرة نسبيًا لكن طويلة كفاية لتتدلى من فوق رأسه تتوسط أحد الزوايا على يسار المدفئة النائمة. وضع الصندوق بين يديه أسفل الظل الصغير الذي ترميه الشجرة التي خرجت من العدم بين ليلة وضحاها، وارتقب قدوم كارولين من خلفه كي تضع ما تحمل وتباشر حالًا  بالتقاط أحد الكرات الملونة بأحمرٍ مخملي وتعلقها فوق أحدٍ الأغصان الميالة.

شاهدها بتعجب بينما أخذت تلتقط الواحدة تلو الأخرى وتعلقها في الأنحاء المتشعبة للشجرة الحية في المكان ككهلٍ وقور.

"ألن تساعدني؟"
التفتت من فوق كتفها لتشزره وقد رأى نصف بشاشتها فقط من ذاك الجانب.

شعر بالحرارة المتوجسة سابقًا فيه تشتعلُ أكثر حول وجنتيه قبل أن يومئ ويهرع إلى جانبها ليلتقط أول ما حطت عليه يداه في الصندوق أسفل الشجرة.

كانت مجسم صغير لقزم من أقزام سانتا بوجهٍ دميم ممتزج بين كونه  طفلًا يبلغ العامين أو عجوزًا في الستين. حدق بغرابته مبتسمًا قبل أن يكتشف طريقة تعليقه عن طريق أحد أذنيه الطويلة بمبالغة. لا يعلم من أين حصلوا على كل هذه الزينة لكنها كانت مميزة بطريقة غير اعتيادية كأقل تعبير.

"إن كان هناك غبار عليها فلا تنسى مسحها. لا بد أن هناك الكثير، لم نقم بلمس هذا الصندوق منذ سنوات."
عادت كارولين لكونها من يقطع الصمت بينما أخذت مجموعة من الأضواء النحيلة لتبدأ محاولة احتواء الشجرة الناعسة بها من أقصى قمتها الغير بعيدة.

أمسك بالأضواء من الأسفل ليسهل عليها عملية تعليقها، وكان سيعرض التكفل بالأمر لوحده بأكمله عندما استمرت بالقفز على أطراف أقدامها لأكثر من دقيقة حتى استطاعت تثبيتها وأخيرًا بطريقة مائلة لكن كافية.

عندما زفرت مستعيدة توازنها وبيدين محيطة لخصرها، التفتت إلى الخلف بحاجبين معقودين وتعابير أخذ فيلكس يعرف أنها تنمُ عن أوامر قادمة.
"روجر ألم أطلب منك تشغيل الموسيقى منذ نصف ساعة؟ لا أزال لا أسمع صوت صوت أندي ويليامز يلعب في الأرجاء!"

لوهلة ظن أنها ستكمل تذمرها لوقتٍ أطول، فقط حتى أطل عليهم رأس بشعر أشقر ترابي يعود لروجر ووجه طويل منمش بخدين محشوين مستغرقين في المضغ.

على حدث رؤية إمارات التذمر فوق وجه التي ازداد على ما يبدو انفعالها، قام روجر بابتلاع أيٍ ما كان يحتل فاهه فقط ليضرب فوق صدره بتتالي عندما ارتفعت تعابير الاختناق على محياه مما يبدو كان كمية طعام أكبر مما يمكن بلعه دون مضغٍ متأني. حاول فيلكس منع قهقهاته لوهلة قبل أن يفشل ويدفنها تحت كفته حينما رأى ضحكة يونغي الساخرة من جوف المطبخ.

"لقد نسيت الأمر."
تمتم بصوت متكسر من داخل حلقه الذي يبدو متضررًا من كمية الطعام الكبيرة التي ابتلعها.

"إذا توقف عن التهام كعكة الفواكه لأنها للعشاء كما قلنا وشغل الموسيقى رجاءً. التزيين لن يكون مكتملًا دونها."
حزمت صوتها حول الكلمات دون شفقة على وجه روجر الذي لم تذب حُمرة الاختناق من فوق ملامحه، ثم التفتت تكمل تأمل الصندوق الذي لا يزال مكتظًا بمحيط من الأجسام المجهولة والتي تبدو محاولة تفكيكها ضربًا من الجنون.

وقبل أن يلتفت لحاقًا بها أمسك بيونغي يهمس ناحه دون صوت ويحسنُ شد شفاهه حول الكلمات التي قالها ويظن فيلكس أنها شيء ك'هذا اعتيادي' بينما لوح بيده التي لا تزال تحمل كوب قهوته بخفة في الأرجاء على ما يبدو قاصدًا المحادثة التي تبدو كوميدية بشدة وافتعلاها روجر وكارولين.

ابتسم هو بدوره هذه المرة لامحًا  من طرف عينه روجر يقف في نهاية الغرفة بينما سماعاته في يده ويقلب بهاتفه الذي يبدو صغيرا بشدة في يده المبسوطة.

ما كانت إلا ثوانٍ حتى تحركت الموسيقى راكضة من كل صوب في الغرفة المثقلة بدفء الصيف، ولعجبه رأى جسد كارولين ينحني لها حالًا ودون تفكير استمر أكثر من ثانية حتى. ثم لم تكتفي بالرقص الطفيف بل أخذت تتمتم الكلمات بغبطة تنسابُ حتى من حركة يديها المدججة بالعروق الخضراء، وكالبارحة، شعر أن المشهد الراهن منفصل عن الواقع وأشبه بكونه لقطة من فيلم يوم ميلاد يشاهده كل عام على التلفاز.

حينما انتهوا من تزيين الشجرة وعادوا للمطبخ، فوجئ فيلكس لرؤية المائدة موشحة بمفرشٍ من البوليستر القرمزي والأبيض، وعلى جوانبها صفت أربعة أطباق مزخرفة بنقشٍ أزرق، أطباق من تلك التي كان يراها فيلكس في الخزانة السفلية يمين المطبخ حيث كان يونغي يضع الأواني الثمينة التي لا يستعملهما أبدًا. يبدو أن الوقت قد كان حان ليخرجها إلى النور.

ثم كف عن محاولة إخفاء دهشته لرؤية عدد لا بأس به من أصناف الطعام متوسطة لكل تلك البهرجة. طبق يحملُ أرغفة من الخبز الصغير، إناء يحوي مادة كريمية برائحة زكية استنتج أنها بطاطس مهروسة، وفي المنتصف تماما دجاجة مشوية إلى لونٍ عسلي في الفرن، وعلى الجانب كعكة الفواكه التي كانت تفتقد عددًا من حبات الفراولة التي تزين واجهتها في بقعة ما. البقعة التي جحرتها كارولين بخيبة أمل قبل أن تلتفت ناح روجر الذي تجنب النظر في عينيها.

خمن فيلكس أنه من المستحيل لو أنه نام كفيل ألا يسمع كل الرنين والأنين من الأواني أثناء طهو كل هذا، وتأكدت شكوكه حين رأى أكياس المطعم المرمية في سلة مهملات المطبخ مع إيصال الطلب.

"هيا إذا لنبدأ عشاء يوم الميلاد!"
صاحت وهي تصفق بتوالٍ بخفة قبل أن تسحب أحد المقاعد وترمي جسدها عليه.

أنضم لها روجر رغم انسدال التعجب فوق ملامحه واكتفى يونغي بالبقاء واقفا ووجهه يتغضن وكأنه يرى طفلا يقفز في أنحاء منزله.

"إنها الحادية عشر ظهرًا لو أنك لا تستطيعين رؤية الساعة بحجم وجهي فوق رأسك."
أكد بسخرية وهو يضع كوبه الفارغ على ما يبدو الآن في المغسلة.

"حسنًا وإي يكن؟ إنها أول مرة نقيم بها عشاءً تقليدي كهذا لذا لا أظن أن الوقت المحدد مهم لذاك الحد. الحادية عشر صباحًا أو ليلًا؟ أي فرق يحدثه هذا بالمناسبة؟ ما يهم هو المشاعر لا غير."
بررت وقد أخذت بالفعل تضع قطعة ثم ثانية من الخبز الذي يبدو كغيومٍ قطنية في طبقها.

بدا كلامها منطقيًا كفاية ليرمش فيلكس مشدوها ويدوّر يونغي عينيه قبل أن يبتسم على أي حال ويسير باتجاه الطاولة. أومأ ناح فيلكس الذي كان ما يزال واقفًا وكأنه يراقب شيئا ما ليلحقه، واتخذ كلاهما مقعدين متقابلين عند أطباقهما.

"إنها أول مرة نقوم بها بإقامة عشاء يوم ميلاد."
وجه يونغي كلامه ناحه وهو يغرف له من البطاطس المهروسة التي لازال يتصاعد منها البخار ويضع له فخذًا من الدجاج الطري.  

بدأت الغدد اللعابية في مؤخرة حلقه بالفيضان مع الرائحة المقتربة، ولم يضع الكثير من الوقت قبل بدئه بالغرف من البطاطا الكريمية بملعقته.

"عادة يرفض يونغي بتاتا الاحتفال معنا، بل كان أحيانا يمضيها في العمل حيث لا نعلم أين يكون حتى. لكن ليس وكأنه هناك الكثير لفعله عند الاحتفال على أي حال."
أشارت كارولين بملعقتها وأجزاء من الطعام تتدلى منها بطريقة خطيرة تنم عن سقوطها على المفرش الفاخر حتى أن يونغي شزرها بتقزز.

ورغم أنه أحس بذات قلق يونغي من الفوضى التي على مطال اليد من الحدوث، إلا أنه يتفق تماما مع كارولين. لم يكن بالفعل هناك الكثير لفعله كل يوم ميلاد هنا في استراليا سواء كان ذلك في وسط سيدني أو كل الطريق هنا حتى كانبرا.

مع عدم وجود أي ثلوج أمطار أو حتى جوٍ بارد، لم يكن من الشائع أن تقام احتفالات اعتيادية. لذا كان أغلبية الناس يتوجهون للشاطئ غالبا في فترة الإجازات لأن هذا أكثر ما تذخر به استراليا.

الجميع بمن فيهم عائلة فيلكس، حتى رغم أنه قرر التوقف منذ بضع سنوات عن مرافقتهم وأخذ يآثر البقاء في المنزل لوحده دون فعل شيء أو الذهاب للانضمام إلى احتفالات الكنيسة ليلًا.

إنها أول مرة يقضي فيها يوم الميلاد بين أشخاص آخرين وداخل المنزل على وجه الخصوص. وترك ذلك فيه شيئًا متقطعًا من المشاعر المتضاربة بين الامتنان والتعجب لحداثة الأمر برمته.

"نحن ممتنون لكونك وأخيرا قررت الالتفات ناحنا في يومٍ كهذا."
تمتمت كارولين هذه المرة وكأنها تضايق يونغي بقصد، الذي اكتفى برفع حاجبه وتجنب الرد عندما اعطته نظرة عالمة شعر فيلكس أنه يقبع هناك في ثناياها لسبب ما لا يفهمه إطلاقا.

الكثير من الأحاديث تتناقل من هنا إلى هناك، من اللسان وفوق كل ملعقة وبقايا الطعام، وإن لم يشارك فيلكس كثيرًا كعادته، إلا أنه ما كان سيكون أسعد بالطريقة التي قضى فيها وقته يأكل حتى شعر بأنه ازداد رطلين أو ثلاثة بمجرد وضعه لملعقته جانبا عندما انتهى.

بعد الانتهاء، لم يسمح له يونغي بالمساعدة في التنظيف، مع أنه استمر بالتذمر من كارولين التي هربت إلى غرفة المعيشة حالما انتهت دون رفع طبق قائلة أنها ستتكفل بوضع فيلمٍ لهم لمشاهدته. كان روجر المسكين هو من علق مع نظرات يونغي الحادة والذي بقي ليقابل كتف الشاب الآخر عندما تلامسا قرب حوض الغسيل. أخبر يونغي فيلكس بأن يأخذ كعكة الفواكه ويلحق بها ويساعدها في اختيار الفيلم ويتأكد من أنها لن تختار شيئًا مملًا.

عندما عاد يونغي مع روجر فإنه كان يحمل أربعة علب من الصودا و أطباقًا بلاستيكية. وضع في الأطباق قطعا لجميعهم من الكعكة بينما اصطفوا على الأريكة للمشاهدة. انتهى المطاف به متوسطًا يونغي وكارولين بينما روجر على الأرض أمام قدميه. ورغم  حرارة الجو في هذه الظهيرة، إلا أنه لا يذكر استمتاعه بوقته إلى هذا الحد منذ مدة طويلة أثناء مشاهدة الفيلم العجيب الذي دار لساعتين ونصف على الشاشة.

^^

عندما تحط قدمك عتبة باب خشب الماهوجني الموشى بزغرفاتٍ لا تُعرف كنهاها، وبعد أن تلاحظ بكل سهولة المضرب المصهور على شكل نسرٍ دميم، أو على الأقل هذا ما قد تصل إليه باستنتاجاتك، بعد كل ذلك، فإنك تكون قد ولجت إلى منزل آل لي المتواضع في أحد ضواحي سيدني الهادئة نسبيًا.

من المدخل وعلى اليمين تمامًا ستجد سلمًا صغيرًا يؤدي إلى السقيفة حيث يوضع كل ما كان حتفه النسيان، تحت ذاك السلم تقريبًا وعلى الجدار الطويل، ستقابل عيناك مجموعة منظمة دون رتبة محددة من الصور الفوتوغرافية التي تحمل أوجهًا مألوفة لسكان هذا المنزل، أو من كان منهم قبلًا.

صور من رحلات صيد للسيد لي مع رفاقه، للسيد والسيدة لي مع  منذ أيام الشباب من أحد رحلاتهم في بوسطن، صورة عائلية لهم من التسعينات مع أطفالهم الثلاثة، أوليڤر، نواه، و كساندرا. هناك أيضًا واحدة ملونة بوضوح ودقة لحفل زفاف أوليڤر، وتحت تلك الخاصة بحفل الزفاف ثلاثة على الأقل لسام، أو هيونجين، سواء مع والديه أو لوحده. ثم في التخوم، وعند الجانب حيث يتداعى الضوء ويتطاول الظلام، لكن لا يزال يمكنك الرؤية رغم ذلك، توجد تلك الصورة الوحيدة لشابين، أحدهما يرتدي بنطال جينز ممسوحًا ببياض ومعطف جلدٍ أسود وحذاءً مدببًا من تلك التي كانت رائجة بكثرة في بداية الألفينيات. وعن قربه فتاة بفستانٍ وردي مخملي يبدو شاذا وشعرٍ مصبوغ بأحد درجات الأشقر الداكنة.

وعلى الرغم من كل ما يمكنك رؤيته من الفتاة، فإنك لا تستطيع رؤية وجهها، إذ أن ذاك الجزء من منتصف الصورة مخدوش بوضوح وبطريقة لا تبدو عفوية إطلاقًا، وكأن طمس هويتها مقصود ليبعث فيك التساؤل. وإن لم يكن ذلك قادرًا على بعث التعجب في أوساط تفكيرك كفاية، فإن الإطار الزجاجي المعلق للصورة والمحطم إلى أجزاء عديدة لابد سيفعل. الصورة المريبة تبدو وكأنها قابلت الأرض بعنف حتى انكسرت، ولكن لم يكن ذلك كافيًا لإسقاط كل الزجاج عنها عدا عن الجزء العلوي حيث الوجهان اليافعان.

وعلى الرغم من بعض الصعوبة التي ستواجهك حينما تدقق النظر في تلك الصورة ذات الحالة المزرية، إلا أنك ستستطيع عند التدقيق في الأعين الناعسة والندبة الصغيرة فوق الجبين، معرفة أن الشاب ذي الملابس المتمردة والذي يتأبط الفتاة الواقفة عن قربه، لا يكون سوا نواه لي، الطفل الأوسط من الصورة العائلية السابقة. وإن كنت ذي اهتمامٍ وتركيزٍ كافٍ أيضًا وأكملت النظر ناح الشابين الواقفين أمام أحد الدراجات النارية، لكان بإمكانك تحزير من تكون الفتاة ذات الفستان المخملي.

_____________

هيلو احزروا من رجعت بعد قرون؟ نعم نعم أعرف ان فيلكس ويونغي وحشوكم 😔
اشتقت لكم، شكرًا على القراءة💕

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top