$|جنّةُ عَدن|$
~~~~~~~
(الأجمل يأتي دائماً متأخراً.. يا سيدتي!)
-فوضى حواس-
~~~~~~~~~~~
وجدت سيارةً تتصدر ناصية بيتها ، هناك سائقٌ خاص غريب لم يمر عليها ، كانت له إبتسامةٌ لطيفة جدًا ، أشدُّ طمأنينةً من غريب العينين سابقًا
" تفضلي آنستي .."
إلى أين سيدي ؟ الأمر المؤكد أنها وعندما إستقظت ، لم يكن كلّ ما سلف حلمًا ، لأنها وجدت الرسائل باقيةً في هاتفها كما كانت
إضافةً إلى رسالةٍ صباحية كما طلبت منه
( الأحلام تنتظركِ ، أمام منزلك )
لذا هبّت مسرعةً لترى أيُّ الأحلام هو يقصد ! ، تنهدت بعمق ، ربما عليها أن تتجهز لمغامراتٍ جديدة ستُربك هدوء حياتها الروتينية
الروتين لا يتفق مع العاطفة الجياشة ~
ذلكَ قانون عليها أن تدرسه جيدًا لبقية الأيام ، فكما قال ، هي إختارت أن تشاركه عرينه ! وستشاركه بالطريقة التي يريدها هو لا هي ..
" إنتظر ..لقد إستقيظت توّا يالهي "
~~~~~~~~~
" إلى أين ؟"
سألت السائق الذي يقود بهدوء شديد كسيده
" مفاجأة آنستي "
همهمت كرد ، ثم هي قلّبت عينيها في حيرةٍ كي تعيد كرّة سؤاله
" هل يمكنكَ أن تخبرني بإسمك ؟"
"كانغ دانييل آنستي "
إبتسمت بهدوء ، إسترخت بظهرها على الكرسي
عليها أن تستعدّ للمفاجآت التي ستنتظرها
~~~~~~~
سورٌ عملاق يحفّ منزلًا ضخمًا ، قصرٌ بالأصح !
سترى النافورة العملاقة تعمل في جهد طوال الوقت ، والتماثيل الإغريقية تتموضع في مواقع مختلفةً ليبدو المدخل كمتحفٍ مفتوح
الأرض ساحةٌ خضراء مهذبة ، وهناك حشائشٌ تتفتح فيها ورودٌ بألوانٍ متسقة ، الممر محاطٌ بحجز البازلت اللامع
الممر الذي يبدأ من البوابة الرئيسية حتى مدخل القصر
لربما لا يغريها كلُّ ذلكَ السخاء ، إنما هو مدهشٌ لجماله في عينيها ولأنها شخصٌ يحب كلُّ ماهو أخضر
فالأخضر لون الحياة !
الكل يبتسم في وجهها إبتداءًا من البواب حتى الخادمة التي تنتظرها هناك كي تقودها للداخل ، فتحركت في ذهولٍ شديد
كطفلةٍ في بستانٍ كبير قد تُركت فيه وحدها فجأة ، ولم تجد إلا غرباءًا يبتسمون في وجهها جملةً واحدة
وأما ما بعد الباب ، فهناك سحرٌ آخر بداخله
وكأنه متحفٌ عريق ، الإطاراتُ البرونزية التي تحيط بكل ماهو معلق في الجدار مبهرة ، أو الثريات الذهبية التي تضيئ الردهة العملاقة !
أينَ ينتهي هذا المكان ؟
نظرت حولها في دهشةَ ثم في دهشةٍ أخرى لرؤية كل من في القصر يتركون عملهم كَي يستقبلوا الأميرة الجديدة التي ستحطُّ أجنحتها في هذا القصر
الحبور يملأهم ، والحيرة تتملكهم بشأن هذه التي إمتلكت قلب وحيد السيد أوه الراحل ، كانوا متعجبين بل مذهولين مثلها ، وسعيدين
لأنّ خجلها طاغي ، وتواضعها لم يعتادوا عليه أبدًا من جميلةٍ مثلها ، لم يظنوا أنّ من ستدخل هذا القصر ستكون ببساطة ونعومة بتلات الورد هكذا
لقد كانت تنحني لهم جميعًا دون أي إستثناء !
وهكذا مضت الدقائق في أعينها كساعاتٍ كاملة ، لأنها في عالمٍ آخر تمامًا ، مُختلفٌ عمّا توقعته يومًا !
والأهم بأن قدميها إنساقت نحو الباحة الخضراء ، أماكنها المفضلة !
لاحظت ذلكَ الإصطبل ، أرادت الركض إليه مشرعةً جناحية ، لكنّ الورود هنا خاطفةٌ للأنفاس ، أهذا المكان يعنيها أم هو يعنيها ؟
هي قررت المكوث هنا في موطنها الأصلي ، الورودُ لا غير ! إلا أن إحداهنّ كانت تُكرر جنب رأسها بأن تلحق بها ، لأنّ هناكَ ماهو قد سُخّرَ من أجلها
غير كلّ هذا البهاء
~~~~~~
جميع الألوان تنسجم معًا لتسفر لنا عن الأبيض ! هكذا كانت الغرفة المعنية ، كل مافيها هو أبيضٌ ناصع ، الأثاث كان أبيضًا كذلك ، بإسلوبٍ يشابه العصور الإنجليزية ، كغرف الأميرات كثيرةُ الستائر والدانتيل
هكذا كان المكان الذي يفترض بها أن تجثم به ، كعصفورةٍ وجدت غصنها أخيرًا
هي لم تستوعب بعد ، إنها أضغاثُ أحلامٍ لربما ؟
" آنستي إن كُنتِ تحتاجين أيَّ شيء فنحن في خدمتك "
هكذا لتتركها تستريحُ أخيرًا من الملازمة طوال رحلة الإستكشاف هذه ، لتُكمل التجوال وحدها هذه المرّة ، وصولًا إلى الشّرفة المطلة على الحديقة السابقة
" لمَ تركت مكانًا كهذا سيهون ؟"
لاحت الأسئلة في عقلها ، بدلًا من أن تستمع بكل هذه الأجواء هي فقط فكرت ، لمَ رغبَ بالعزلة بعيدًا بالرغم من أن هناكَ قصرٌ لعائلته ؟
حينما سألت عنه مسبقًا ، أجابتها إحداهن أنه هو ووالدته في رحلةِ عملٍ لن تطول لأكثر من يومين ، لم يخبرها بذلك !!
كان هذا شبه محبطًا ؟ ومحفزًا قويًا على الإنتظار
للقاءٍ ما قريب ، ومليئ بالتوق والأسئلة !
~~~~~~~
.
.
🌹
.
.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top