بارت 8

استدار ريكا لتتوسع عيناه فكان أول ما رآه هو وجه

ماثيو الذي كان يبتسم بخبث ومكر ويقف في مكانه

بكل هدوء تماما كالهدوء الذي يسبق عاصفة مدمرة

تدمر كل ما يمر أمامها ، وقف ريكا ينظر إليه بصدمه

ولكن سرعان ما أزال هذه الملامح واخفض رأسه

ليقف هو الآخر بكل هدوء منتظرا ما سيقوله

الشخص الذي أمامه فقال ماثيو بينما كان يسير

ببطيء مقتربا من ريكا

( مر وقت طويل صحيح نيكولا ؟ )

صمت ريكا ولم يرد فاكمل ماثيو بعد ان صار أمام

ريكا مباشره

(لقد سمعت خبر موتك قبل سنوات عديده من كان

يظن اني ساجدك هنا ؟! انا حقا مهتم لأعرف بما

حدث لكن لا يبدو لي انك ستكون متعاونا صحيح ؟

اتسائل ما الذي دفعك لتبتعد عن شقي....)

قفز ريكا ليصير امام ماثيو ولكمه بقوه ليندفع

ماثيو ويقع ارضا ، رفع راسه وابتسم

ماثيو بسخريه ومسح الدماء التي سالت من طرف فمه وقال

( هل ذكر أخيك العزيز أغضب هكذا ؟! إذا لما تركته

ورحلت ؟)

قال ريكا بنفاذ صبر

( ما الذي تريده بالضبط ؟ما الذي تحاول أن تصل

إليه ؟! لا أريد أي شيء من الماضي فغادر واتركني

وشأني فليس لدي أي شيء قد تريده !)

نهض ماثيو من الأرض ونفض ثيابه وقال بحقد

( هل أنت حقا نفس الشخص الذي دافع عن ذلك

الحقير ؟ هل نسيت ما قلته وقتها ؟ ! )

اغمض ريكا عينيه بألم وقال

( لقد كنت غبيا ولكن دفعت ثمن غباوتي فماذا تريد

مني الان؟! )

ابتسم بسخريه وانتصب في وقوفه قال

( أجل دفعت الثمن غاليا وانا أشهد على ذلك ! لكن

أنا لا أزال اعتبرك منافسي كما في السابق وأريد

ان نتقاتل لنرى من سيصمد ، هل تذكر كيف كنا

نتقاتل في السابق قبل حدوث كل ذلك ؟ يوم

كانت حياتنا جميله وهادئة حتى قام ذلك الحقير

ب.... اوه صحيح لا أريد أن أتذكر الآن ولكن هل

ترغب أن تعرف

ما حدث بعد موتك ؟ أقصد بعد اختفائك !)

اغمض ريكا عينيه وكور يديه وقال

(لا أريد أن أعرف شيئا ولا أريد أن اتقاتل ، لقد

رميت حياتي السابقه واسمي معها ! )

ابتسم ماثيو ووضع يده بجيبه وقال

( وما فعلته من مهاجمة قاعدة سيدي كيرا ماذا

تسميها ؟ لقد شممت رائحتك وقتها وشككت بالامر

وتبين اني محق !في النهايه يستحيل ان انسى

رائحه دماء الد منافسي واقواهم وايضا الشخص

الذي وقف ضدي يوم ظلمت والاهم الغبي الذي

دفع ثمن حماقته ، عموما لقد أمر بجمع المعلومات

عنك فهو راغب في استضافتك وهو حقا لن يتراجع

حتى يحقق ما يريد!)

نظر اليه ريكا بصدمه ثم قال

( وهل ستخبره؟ )

ابتسم بسخريه وأخرج يده من جيبه واستدار مغادرا

وقال

( ساتظاهر اني لا اعرفك هذه المره لكن واضح ان

طريقنا سيتقاطع مجددا لذا حتى اللقاء القادم

ساجل قتالنا حتى ذلك الحين ! لا تتوقع أن اساعدك

فأنا وبصراحه لا أزال أحقد عليك على ما حدث

وأيضا تعلم أنني لا اهتم لشيء سوى القتال وهذا

لن يتغير في ابدا ولكن اضافه للقتال صار الانتقام

هدفا لي )

لوح بيده معطيا ريكا ظهره وغادر ليترك ريكا واقفا

في مكانه جلس ضاما قدميه إلى صدره واسند راسه

على قدميه بألم وقال

( لا أريد أن أتذكر ! أريد أن أعود بمفردي !لقد

قلت هذا ولكن ها قد سببت غباوتي مشكله جديده

وها هو الماضي يلاحقني مجددا !هل حقا لا يمكنني

الهرب منه ؟حتى بعد أن تخليت عن كل شيء إلا

يمكنني ؟ )

بقي ريكا هكذا لبعض الوقت ثم نهض ليجلس

قرب شجرة استلقى قربها ووضع يده على عينيه

وبدأ يتنفس بعمق شديد

فقد شعر بشيء يثقل صدره وغفى هناك لينام

ويعود في عالم أحلامه ولكن هذه المره لم يكن

كابوسا بل حلم جميل تمنى ريكا لو يبقى فيه للأبد

كان طفل بشعر أشقر وعينان زرقاوتان يبدو في

عمر العاشره يمسك بمسدس ويحاول توجيه

الضربات نحو الهدف ويقف خلفه شاب طويل

القامة ذو شعر ثلجي اللون وعينان زرقاوتان يبدو

في منتصف العشرينيات ذو ملامح واثقه عاقدا

ذراعيه نحو صدره وبجانبه سيده بشعر اشقر مائل

للابيض وعينان خضراوتان وينظر الشاب بثقه نحو

ذلك الطفل صوب الطفل على الهدف ليقول بحماس

متوجها نحوهما
( لقد فعلتها !)
قفز الطفل لحضن الشاب الذي احتضنه ومسح

على راسه وقال بابتسامه

( أحسنت عملا !)

انتهى الحلم ومعه آمال ريكا ليفتح عينيه ببطيء

ويشعر بشيء رطب على وجهه مسحه بيده ليجدها

دموعا فرت من عينيه أثناء نومه فاعتدل بجلسته

ومسحها بيده وعقد حاجبيه بانزعاج على ضعفه

#ريكاردو

هذا يكفي ! لم أعد أحتمل أكثر ! ان كان الماضي

سيلاحقني فأنا فقط ساتجاهله !ليس لنيكولا وجود !

يجب الان أن أحاول الابتعاد عن المشاكل مع تلك

المنظمه فلا أريد الما جديدا!

#الراويه

نهض ريكا من مكانه وسار عائدا للمنزل فقد ضيع

وقت العمل ووقت الدوام الجامعي ، أرسل رسالة

يعتذر فيها لصاحب العمل وعاد للمنزل ليجد اوليفر

واندرو وصوفيا جالسين ينتظرونه وبمجرد أن

دخل تحرك مايك ليتوجه لسيده فابتسم ريكا دون

شعور فلطالما كانت حيوانته ملجئه ومنجاه الوحيد

من الوحده والقسوة التي غلفت حياته لكن لم

تسر لأمور ككل مره بل تقدم أندرو خلف مايك

وقال بمرح كعادته

( أخيرا عدت!أين كنت طوال اليوم ؟ هل وجدت

فتاه أحلامك فنسيت امرنا بسببها ؟!)

نظر اليه ريكا بصمت وهدوء كانت نظراته غريبه

جدا فجاءت صوفيا لترى ريكا ينظر لاندرو وتبعها

اوليفر الذي رأى ريكا واقفا في مكانه ينظر لاندرو

بينما يبدو شاردا قال أندرو بمرح

(ما الامر ؟ هل اكتشفت أخيرا كم أنني وسيم ؟)

قال اوليفر بسخريه

( أظن الأفضل أن تصمت قبل أن يعيد ترتيب خارطة

وجهك )

ريكا لم يعلق ابدا مما زاد حيرتهم ابتسم أندرو

فجأءه بغموض وقال لريكا

( هل ترغب في أن نتحدث بأمر ما ؟ )

خرج ريكا من شروده ونهض مبتعدا عن مايك وقال

( لا ، لا شيء ولكن لن أعد شيئا اليوم أنا متعب !)

غادر ليتركهم بحيرتهم ، نظر أحدهم للآخر ثم

توجهت فقالت صوفيا

( ماذا فعلت له ؟ لقد كان ينظر إليك ؟ )

فقال اوليفر لها

( الستي أكثر شخص متهم ؟لقد كنتي آخر من كلمه !)

فقالت بانفعال

( انا لم افعل شيئا !)

تغيرت ملامح أندرو للجديه وقال

( سنعرف عاجلا أو اجلا أما الآن ليذهب كل شخص

لمكانه وانا ساغادر وداعا )

لوح لهما لينظر الاثنان باثره باستغراب ثم تنهد

الاثنان بوقت واحد فهما يشعران انهما لا يفهمان

شيئا ثم غادر كل منهما في اتجاه

أما أندرو فقد خرج ليسير بهدوء ويديه بجيبه

وينظر نحو الأمام وابتسامة غامضه على

وجهه

# أندرو

هل يا ترى تذكرني ؟يبدو لي أنه يشك بامري !لكن

صدقا كان يجب أن يكون قد تذكرني الآن فقد

فعلت الكثير ليتذكر ولكن ربما لديه خلل في

الذاكره بسبب حالته النفسية التعيسة التي

عاشها وقتها ! ربما لو أخبرته ما حدث بعد موته

قد يتحسن ولكن هو لا يبدو مهتما لذا ساحتفظ

بالأمر كمفاجئه لوقت لاحق فالطائر مهما حلق سيعود

لعشه خصوصا أن أولئك الأشخاص ما زالوا إحياء لو

علموا انه بخير فهم لن يتركوه يفعل ما يشاء

رغم أنهم من قاده للهاويه

#الراويه

تابع أندرو سيره والأفكار والذكريات تمر في رأسه

كشريط ليتذكر لقائه الأول بريكا والسبب الذي

دفعه للتقرب إليه ولم يتوقع يوما أن ينتهي به الامر

معه بموقف كهذا

في مكان آخر

وصل شخصان اثنان عبر البوابه التي كانت تحت

مراقبه المنظمه وهما يرتديان عباءة سوداء تخفي

كل شيء عنهما وأظهر الاثنان اجنحتهما ليبدأ

بالطيران مبتعدين تحت أنظار المنظمه

كان كيرا يشاهد ذلك فابتسم وقال

( يبدو أن لدينا ضيوف جدد لذا استعدوا !سيكون

لدينا عدد كبير لاستقباله !)

أما الشخصان الذان وصلا فهما لم يكونا سوى

اتيكوس و ليو الذان كانا يطيران بسرعه بملامح

جادة

# اتيكوس
يجب أن أجده مهما حدث ، انا المسؤل عنه وكل

سيء حدث هو لاني تركته يتهور هكذا !كان علي

أن اراقبه اكثر ولكن لا بأس ساجدة واعيده

وساحرص أن لا يتورط مجددا حتى لو كان سيغضب

فمصلحته أهم لدي من كل شيء !

#الراويه

كان الاثنان يطيران بسرعه كبيره وكانهما يسابقان

الريح وهما لا يعلمان إلى أين يتوجهان كل ما يهمهما

هو أن يذهبا الى حيث يقبع شقيقهما الصغير فقد

طال غيابه وتعرض لما يكفي ! كانا يحاولان

استشعار قوته في الإرجاء حتى يجداه فهذه الطريقه

الوحيدة لايجاده

في منزل ريكا

حل الفجر فنهض ريكا من سريره فلم يكن بمقدوره

النوم من كثرة التفكير فأنزل قدميه من السرير

وارتدى حذاءه وخرج من المنزل ليتمشى ففوجئ

باندرو الذي كان قد وصل للتو فنظر إليه بارتباك

رغم أنه حاول ان يسيطر على أعصابه ولكن لم يكن

ذلك سهلا فابتسم أندرو وقال

( ما الذي تفعله هنا في وقت كهذا !؟)

صمت ريكا واخفض رأسه ليتقدم أندرو منه وصار

أمامه فقال بهدوء

(هل أنت متأكد انك لا تريد أن تسالني أي شيء ؟)

رفع ريكا رأسه وتبادل الاثنان النظرات لفتره

يتبع
ارجو ان يعجبكم 😙

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top