بارت 31
مرحبا جميعا كالعادة اعتذر على التأخير لا وقت لدي للكتابة لذا فقط بأوقات الفراغ أعلم أن الاعتذار المتكرر يفقد معناه بمرور الوقت لكن فقط هذا كل ما يمكنني تقديمه لكم انا ابذل جهدي حقاً لاجل إكماله لكن بطريقة ما ينتهي به الأمر يتأخر 💔😶 ثانياً هناك شيء أظن البعض لم يفهمه وهو أن براءة ريكا ظهرت منذ زمن بالماضي ! لكن ذلك بعد موته بسنوات أو لنقل حين عاش بعالم البشر بعد انتحاره ظهرت براءته بتلك الفترة أي حين عاد الآن الكل كان يعرف ببراءته لهذا حاولت أسرته استرجاعه😶
أترككم مع تتمة الفصل ارجو ان يعجبكم حقا وأي انتقاد أو آراء سأكون مسرورة بسماعها ❤
وأي أخطاء إملائية ارجو ان تعذروني بشأنها لم اراجع الفصل حقاً
********
"شقيقك نيكولا بريء "
كلمات كان يؤمن بها لوقت طويل ،رغب بقولها لوقت طويل لكنها بدأت تموت داخله بمرور الوقت فبقيت امنيته الوحيدة هي أن يتمكن ولو لمرة واحدة من الاعتذار من شقيقه والحديث معه ، أن يفرغ له كل ما بقلبه من كلمات وان يسحب منه بعض الألم الذي شعر به
قلبه الذي كان يصرخ كلما تحدث أحد عن شقيقه وهو توجب عليه الصمت فكان يغادر المكان كله بدل قتل من يتحدث والآن وبعد كل السنوات التي مرت يسمع ما تمناه
'براءة شقيقه ' لكن كانت صدمته أقوى من أن يستوعب ، وقف مصدوماً بينما هربت دمعة من أحدى زرقاوتيه بينما هو يهمس بألم يتأكد مما سمعه
" كرر ما قلته !"
وهنا صديقه فقط انكسر قلبه ليس فقط على من اعتبره شقيق أصغر له أيضاً بل لاجل صديقه الذي ظل يتعذب مراراً على ذكرى صغيره ، كان يرى نوبات غضبه واضطرابه الدائم كلما ذكر ولا شيء بيده سوى محاولة تغير الموضوع والآن يظهر ما أراد اتجيروا دوماً حصوله !
لكن بعد ماذا ؟! كان الأوان قد فات وانقضى وقت أظهار الحقائق ولم يبقى سوى الحداد على ما فقد تخليداً للذكريات وجعل تلك الروح التي ظنها رحلت للابد ترقد بسلام ربما فهي أن ادركت أن هناك من يرثي عليها الن تشعر بالسكينة حيث هي ؟
لكن روحه هو لم تكن لترقد بسلام وهو حي ، وما كانت لتستقر بأي شيء يقال لها بعد كل ما عانى منه!
فكيف بالتيار أن يعود وقد انشق من بحره ؟ مياهه انفصلت عن بحر أسرته وما عاد يريد تياره العودة لمساره بل يرغب أن يبتعد أكثر أو يجف كما حصل لشقيقه فقط لم يكن يدرك كيف يتصرف لحظتها ، مشاعر خرقاء أفكار غير منطقية واضطراب شديد أصابه ، بل إنه وبعد بعض الصمت بدأ يرتفع صوت متقطع منه اقترب منه نيك ببطئ وهو يسأل بألم حينما ظنه يبكي
" ايجيروا انت بخير ؟"
الأخير ارتفع صوته فجأءة بضحكة مرتفعة بل انفجر ضاحكاً بشدة جعل من أمامه يحدق به بنظرة مرتبكة تماماً وكل ما يفكر به هو أن الصدمة أفقدت صديقه عقله فأقترب منه أكثر وهو يضع يده على كتفه
" ايجيروا ! تماسك ! ليس وقت الانهيار ! تحتاج للذهاب هناك ! اجتمع الجميع في الساحة مجدداً بوجود الفاعل الحقيقي "
ايجيروا اخفض راسه وبين ضحكة ودمعة فارة هو صرخ بينما يبعده عنه بعنف صارخاً بقوة بينما بعض الدموع تبعت سابقتها للتحرر
" بعد ماذا!؟ اجبني انت بعد ماذا ؟!ما فائدة ظهورها الآن ؟! كيف ساعد هذا بأي شيء ؟!حتى لو قطعت الفاعل ومزقته كيف أعيد ما خسرته؟! كيف أعيد أخي وامسح عن قلبه كل ما جرى ؟! أنت لم ترى ما رأيته فيه حين فعلت ! هو كان ...."
جثى ارضاً يضربها بقوة ودموعه تسقي التراب تحته
" لقد كان مختلفاً كلياً ! لقد تعذب طويلاً وحده بسببهم ! وبسبب ضعفي انا ! بما ينفع ظهور اي شيء ؟! لقد انتحر منذ زمن ! أخي انتحر ورحل ! بما استفيد انا من أي من هذا ؟! اللعنة !"
صرخ بقوة أكبر لتصطدم يده بالارض بقوة حتى ادمتها تماماً وهو يبكي كلياً ،صديقه فقط وقف هناك يتامله بينما يخفض رأسه يبكي على حالهم فهم ايضاً كانوا أسرته ! تقدم من رفيقه ببطئ رغم ذلك وامسك بيده وهو ينطق والغضب غلف نبرته
"عليك أن تتأكد أن اللعين سيتم الإقتصاص منه ! هذا فقط ما يمكنك فعله !"
وقف أمام رفيقه ليحدق به بابتسامة مستهزئة
"وهل هذا يمحي أي شي من ألم شقيقي ؟!"
أمسك بذراعه متجاهلاً كلامه ليجره خلفه ليسحب ايجيروا يده بعنف وهو يجيب بصراخ
"لا فائدة من ذهابي ! أخي ليس هناك وليس بهذا العالم ! هو لن يسمع أي من هذا ! "
توقف نيك لثواني يحدق بالارض وهو يضغط على يديه بقوة ، يجهل ما يجب فعله بحالة كهذه فقط هو يدرك باعماقه ان الالم الذي يشعر به رفيقه اكبر من احتوائه لكن ان لم يشهد اخذ قصاص شقيقه الن يندم اكثر ؟
هي قد تكون فرصة لتخفف من المه ولو قليلاً لذا فجأءة التفت و تقدم نحو صديقه ليرفع يده مكوراً إياها ويلكمه بقوة جعلت ايجيروا يقع ارضاً و يصدم بشدة ،وضع يده على خده وهو يحدق بصدمة نحو صديقه والذي تحدث من فوره بصوت مهزوز
" أعلم أن الأمر لن ينفعه ! أعلم أنه مؤلم أيضاً ، لكن ليس من حقك الهرب ! تعال وانظر بنفسك لمن فعل هذا بشقيقك وكيف سيكون عقابه ! "
تقدم منه لياخذ بيده ويجره خلفه بصمت وهو يتمسك بيده بقوة ، لم يكن يعلم هل تصرفه صحيح أم هو قمة الخطأ لكنه شعر ان عليه فعل ذلك بتلك اللحظة ففعل !
~~~~~~
ذلك الخبر كان والد ريكا وجده قد تلقياه بطريقة اخرى لكنها لم تقل سوءاً ، جده كان بالمنزل يقوم بأعماله المكتبية حين اقبل خادمه على عجل من أمره ، رفع رأسه يحدق بريبة وهو يتسائل بنظرات متفحصة
"ماذا حدث ؟!"
انحنى الخادم باحترام وهو يشرع بالكلام
"سيدي ؛ لقد تم استخراج المعلومات من الجاسوس الذي قبض عليه مؤخراً و..."
صمت الخادم يحاول إيجاد الكلمات المناسبة ليقول الجد محفزاً له على الحديث بصرامة
"أكمل سريعاً !"
رفع رأسه يحدق به بتوتر ليجيبه وهو يحرك يديه بأرتباك
"لقد ظهرت براءة نيكولا ، حفيدك السابق !"
تعمد قول السابق فقد تم إنكار صلته بالأسرة كلياً منذ زمن لذا حرم قول اسمه إلا أن اقترن بسخرية او قلة احترام أو كعبرة لمصير مجرم لا أكثر ! لذا قول السابق كان ضرورة خصوصاً وهو لا يعلم كيف ستكون ردة فعل أسرته !
وهنا فقط ملامح الجد والتي حافظت على قوتها وجبروتها لوقت طويل الا انه لم يتمكن من منع ملامح الصدمة من الظهور على وجهه ووقع القلم من يده ، ارجع جسده للخلف وهو يتحدث بصوت بالكاد ابقاه هادئاً ويده ترتجف دون أن ينتبه الخادم
"كيف ؟! ماذا تعني بأنه بريء ؟! اتقول أنه لم يفعل أي من ما حدث ؟! وأنه لم يساعد البشر وقتها ؟!اتقول أن عقابه كان مجرد خطأ لعين ؟! لما يظهر الآن هذا ؟! وهل أنت متأكد ؟!"
الخادم ارتعب وهو يرى حالة سيده هكذا لأول مرة فنطق بخوف وهو راغب بالخروج من هنا بل ويلعن الساعة التي سمع بها هذه الأخبار
"أجل سيدي تم تأكيد ذلك بأدلة فعلية وليست فقط أقوال شخص ما ويبدو أنه بالفعل عقابه كان مجرد غلطة هو بريء كلياً مما جرى !"
تمالك نفسه وهو يسأل بينما ينهض من كرسيه متسائلاً بصوت أخاف من امامه
" أخبرني هل سمع أي أحد آخر! ؟ ايجيروا هل سمع ؟! وناوتو!؟"
هنا أجاب الخادم وهو قد بدأ يلاحظ تقلبات من أمامه أكثر
"سيدي كل من بالمدينة فعل ،السيد الصغير ليس بالمنزل والسيد ناوتو بالعمل ! ستعقد المحاكمة بعد قليل للفاعل الحقيقي ! هو ذلك الفتى كينتا الذي بلغ عن حفيدك! لا أعلم أن وصل الخبر لهما رغم ذلك "
وهنا فقط الجد أشار له بيده واخبره بصوت جامد بحدة
" أخرج ! سأتي بعد قليل !"
غادر الخادم من فوره على عجل وفور حدوث هذا وضع كلتا يديه على الطاولة امامه بقوة وهو يغمض عينيه بألم شديد ، بينما يصر على أسنانه متذكراً كل اللحظات التي سبق ومرت منذ ولادة حفيده وحتى موته ! كيف لا وهو من كان الأقرب له ؟!
هو وقد اعتاد أن يكون رئيس الأسرة فما كانت مشاعره لتظهر بهذه السهولة لكن ومع موقف كهذا كان اخفاءها هو الأصعب !
اخفض راسه أكثر وهو يهمس بندم شديد
" لا اصدق ! لا اصدق حدوث هذا ! نيكولا آسف ، آسف لاني خذلتك ! لو استطعت إعادة الزمن للوراء اقسم لما ترددت !لكن فات أوان ذلك صحيح ؟!إذا لم يبقى سوى شيء واحد !"
فتح عينيه ويده كانت منقبضة بكل قوة ، عيناه احمرت بالكامل وهو ينطق بحقد شديد
" ذلك الحقير ! لقد عبث مع الأسرة الخطأ ! لن اغفر له ما فعله بك بداً اقسم ! لم احمك وانت حي لكن ساحرص على أن ترقد بقبرك بسلام ، اغفر لنا يا صغيري اغفر لنا ما فعلناه بك ! "
أخذ نفس عميقاً عدة مرات حتى إختفى من ملامحه كل شيء عدى تلك النظرة المهيبة التي ترعب كل من يراها ، خرج من الغرفة ليتوجه حيث يتواجد من أذى حفيده حسب وجهه نظره !
أما آخر فرد من الأسرة والذي كان يعمل بذلك الوقت رجع نحو منزله بتلك الفترة بسيارته وكل ما كان يفكر به هو العودة لتفقد زوجته التي ما تزال راقدة هناك ورؤية أن كان ابنه على ما يرام حتى وإن لم يبادله الحديث سوى بسطحية ورسمية !
لاحظ حركة كثيرة بالإرجاء في المنطقة فبدأ يتسائل بريبة بداخله وقلة اهتمام
" لما كل هذه الضجة؟! هل حصل شيء ما ؟"
خرج من أفكاره على صوت الهاتف الذي رن فجأءة ليجيب حين لاحظ رقم والده
" مرحباً "
والده والذي لاحظ صوته الطبيعي أيقن أما أنه لم يسمع ما جرى أو أن هناك خطب ما فهو مهما حدث لا يمكن أن لا يندم على موت ابنه الآن وهو يوقن أنه ليس سبب ما جرى لأمه صحيح ؟!بل برائته تعني أنه لولاه لاختفى جسدها ايضاً إلا يجعله منقذها اذاً؟!لذا نطق بحذر وهو يتسائل
" أين انت؟وهل سمعت بما جرى ؟!"
أجاب ناوتو بحيرة
"عائد للمدينة ! وماذا جرى ؟! "
أيقن الجد أن ابنه لم يسمع شيء فقبض على الهاتف بقوة وأجاب باختصار ونبرة ألم بصوته تخوفاً من القادم
"تعال للساحة العامة حيث تعلن الأمور المهمة ، ستعلم كل شيء هناك !"
اغلق الخط من فوره ليكون موقف ناوتو هو الحيرة التامة ، هو يكره ذلك المكان ويكره كل ما يذكره بنيكولا، لطالما كان ينفجر غاضباً من كل ما يذكره به بمشاعر امتزجت بها الكراهية والحقد وربما ودون علمه خالطها بعض الشوق والندم على تربيته بتلك الطريق لكنه ما كان يعترف بهذه المشاعر بأي حال ولم يترك لها مجال لتكبر حتى !
توجه إلى هناك على مضض وهو يتمنى انتهاء ما يجري بأسرع وقت بغض النظر عن ماهية السبب
فور وصوله بدأ الزحام يظهر أمامه مما جعله يقطب حاجبيه بحيرة ، فجأءة خطرت على باله احتمالية أن يكون نيكولا حي وقد عاد وربما يحاولون الانتقام منه الآن ؟ نزل من السيارة بغضب شديد وضيق فكل شيء هنا يوتره ، وبتلك اللحظة ذاتها وصل ايجيروا برفقة نيك إلى المكان ونيك يسنده للوقوف ، لم يكن بإمكانه تحمل ما سمعه ولم يكن مجيئه سوى لأنه سمع كلام نيك والا فهو هجر هذا المكان منذ سجن نيكولا تقريباً !
فور أن وقعت عينا والده عليه زاد هذا من شكه فتقدم يتفقده بقلق وشكه يزداد حتى نطق والده
"ماذا جرى لك ؟! هل أنت بخير ؟!"
وهنا شعر بنظرات ابنه تخترقه ، نظرات منكسرة لائمة خالطها ألم فظيع كان يمكن أن يقرأه بعينيه ، لم يفهم سبب ذلك صحيح أن ابنه لطالما حدق به بلوم وغضب والم منذ موت من يسميه بالخائن لكن نظراته هذه المرة كانت أقسى
كانت تخترقه وتلومه أكثر إضافة إلى ما حملته من خيبة أمل ، اكتفى بأشاحة وجهه عنه وشرع بالسير دون جواب يتقدم للإمام ، قلب والده لم يتحمل رؤيته بكل هذا الضغط فقرر أن يلحق به دون أن يعلم ليصل إلى المقدمة تابعاً ابنه ليجد والده هناك ، ايجيروا تعمد الابتعاد عنهما أما ناوتو فقد تقدم نحو والده بحيرة متسائلاً بنفاذ صبر
" لما نحن هنا ؟ ما الذي أصاب ايجيروا ؟! "
التفت إليه والده بنظرات ذات مغزى جعلته يحدق بحيرة شديدة ، الكل يتصرف بغرابة بالنسبة له وهو يريد معرفة السبب لكن لا جواب ، هل الأمر كبير ليصمتوا؟ قلق بدأ يسيطر عليه حتى نطق قاضي المحكمة والذي يظهر بهذه الساحة حين تكون القضية كبيرة كفاية لتثير الرأي العام بوجود التون وبريت بين الحشود ايضاً
"سكوت جميعاً ! نحن هنا لنرفع الستار عن الحقيقة خلف جريمة ما حدثت قبل سنوات ، الكل فيكم خسر شيء فيها ، قضية الخيانه تلك قبل 110 أعوام ، والتي تم معاقبة نيكولا.......... كخائن على أساسها "
ارتفعت الأصوات مجدداً بين حيرة وسخرية وغيرها
أما ناوتو فقد كان يحدق بكل حواسه لما يجري لا يفهم ما معنى كل هذا والفاعل مات
ايجيروا كان على وشك أن يغمى عليه بتلك اللحظة وبالكاد حافظ على ثباته بمساعدة نيك فقط ، اغمض عينيه يستمع لتتمة كلام من حكم يوما على شقيقه البريء بالفناء وحكم على روحه بالعذاب حتى الموت وهو يرغب بقتله قبل القاتل حتى !
" ساعلن الآن شيء مهم قد يكون فات أوانه لكن لترقد روحه بسلام وهو يعلم أن الحقيقة ظهرت اخيراً ، نيكولا ....... بريء !"
وهنا وقعت الصاعقة على الجميع ، ارتفعت الأصوات بالهمس ، تحديقات بين هذا وذاك وأهم من فيهم ايجيروا والذي وقع يستند على ركبته تاركاً دموع الحسرة تهرب ، تمنى أن تكون دموع فرح وان يذهب يبشر صغيره أنه بريء ! ان لا أحد سيزعجه مجددا وأنه يمكنه رفع رأسه بثقة دون خوف ، لكن حروف مصيره خطت شيء آخر له جعلته غائباً عن اللحظة المنتظرة فحولت دموع الفرح حزناً دامياً على من رحل ظلماً
ناوتو حدق بعيون متسعة ثم التفت إلى والده ليسأل بحروف مقطعة
"ما.... معنى هذا ؟!.... اجبني ما معنى أنه بريء ؟!كيف يكون كذلك وقد قال الجميع أنه ...."
وهنا لاحظ نظرات والده التي كانت تعبر عن شراسة وغضب دفين أكد لناوتو ان هناك خطأ حدث ،خطأ سيدمره طوال عمره !
التون وبريت حدقا ببعضهما بغير تصديق ، همس ناوتو بينما يبتسم من هول الصدمة أشبه بمن فقد عقله وهو يهمس" عن ماذا يتحدث هذا الرجل ؟! أي براءة ؟! هل يمزح معي ؟! أليس من حكم عليه ؟! أليس من قال أنه الفاعل ؟! ماذا الآن ؟!
وبريت كان يحدق هو الآخر بغير تصديق ينتظر سماع التتمة
اردف القاضي بعد أن طرق بمطرقته
" سكوت جميعاً !"
تابع كلامه
" لقد تم القبض على بعض من أفراد العصابة التي شنت الهجوم ! تمكنا من قراءة أفكاره ومع أدلة والتأكد من مطابقتها لكلامه إضافة لملفات وجدت لديه اكدت بشكل قاطع براءة نيكولا !"
وهنا صرخ صوت من بين الجمهور ناقماً
" أي هراء هو هذا ؟! اتقول انك سجنت شخص بريء دون ادلة ؟! "
واخر أجاب بنبرة ساخرة
"ومن الفاعل اذا ان لم يكن هو ؟!"
أجابت أم غاضبة
"نعم من حقنا معرفة من الفاعل أن لم يكن ذلك الفتى !"وهنا ضرب الرجل على الطاولة مجدداً يسكتهم ليتابع كلامه
" الملفات أكدت أن هناك شخص كان يدخل البشر إلينا ، يجعلهم طعام له وهم استغلوا هذا لإدخال جنودهم "
تبادل الجميع الهمسات وهم يوضحون أن هذا مخالف للقوانين دون شك وان الأمر منطقي ! هنا نطق القاضي بينما تم احظار الجاني لوسط الساحة
" كينتا ........... لقد عرفت الحقيقة الآن ، كينتا كلينتون الذي بلغ عن نيكولا مدعياً انه الفاعل كان الفاعل الحقيقي !"
وهنا شهقات من مكان ونظرات حاقدة من مكان آخر وأكثر ما كان يثير الانتباه هي هالة جده المخيفة و والده الذي التزم الصمت كما لو كان بفضاء آخر لا أحد يعلم ما يفكر به حقا ولم ينبس بحرف
شقيقه كان الإنكسار والحقد والغضب كلها تتجمع بقلبه ، يرغب بالانقضاض عليه وتمزيقه ولن يرتاح كان على وشك الانقضاض عليه بأي حال رغم ارهاقه لكن نيك همس له بتحذير هامس
" أرجوك لا تتدخل دعه يتعذب كما دمر حياة شقيقك ودع القانون يأخذ مجراه !"
نطق ايجيروا من بين أسنانه " يتعذب ؟ أي كان عذابه لن يصل لما حصل لشقيقي! انظر لوالده ! هل يبدو كشخص سيذهب ويقول افعلوا به ما تشائون؟!والده ليس وغد كوالدي انا ! "
كينتا كان قد رفع رأسه ينطق بصراخ مستنكراً سماع هذا
" أنا اعترض ! صحيح اني سبب دخولهم لكن هذا لم يكن مقصوداً ! لم أقصد الخيانه ولم أعلم بشيء ! و نيكولا ذاك راهم معي لكن فقط ببعض الرجاء احتفظ بالأمر سراً الا يجعله مذنب ايضاً؟ !"
اردف بابتسامة هازئة
" ظل مرتبك طوال الوقت بحماقة ولم يفكر بالإبلاغ فقط لاني استففزته قليلا وحاولت تحريك مشاعره الغبية وهو وقع بكل غباء ! هو السبب بما جرى لو حذرني أو نطق بشيء لما حصل هذا !"
وهنا ضرب القاضي بمطرقته مجدداً لينطق بعصبية
"اصمت لم إذن لك بالحديث !"
وهنا تدخل والد كينتا بوقار وهو يقف قرب ابنه
" أسمح لي سيدي ، هو أخطأ لكنه كان مراهق يحاول تجربة دماء طازجة وهم استغلوا هذا ضده ! هو مجرد طفل بريء لم يقصد الأذى ! وأن كان ذلك الفتى لم يفعل ايضاً فكان عليه الإبلاغ ..!"
هنا تدخل الجد يتحدث بنبرة مهددة من موقعه وقد فاض به الكيل
" إبلاغ ؟ تلوم من لم يبلغ ولا تلوم من يخالف القوانين ؟! ثم يتهم شخص بريء بجريمة لم يرتكبها!لقد خدع حفيدي مستغلاً طيبة قلبه !باسم أسرةتي اطالب بالقصاص منه ليس على جريمته فقط بل بما فعله بحفيدي ! لقد مات حفيدي ظلما لاجل ماذا !؟ لاجل أن يشرب هو دماً نقياً؟!ما هذا الهراء ؟!"
وهنا لم ينتبه أحد لايجير والذي قفز من فوره بعيون محمرة ومخالبه بارزة وملامحه كانت متوحشة كلياً ، فقد عقله كليا حين سمع ذلك الكلام ولم ينتبه نيك لهذا بسبب استنكاره لما سمعه فكلام كينتا فقط يدل على أنه جعل من نيكولا كبش فداء واستغل طيبته أو ما تسمى حالياً بحماقته التي ضيعته ! بل زاد شعور اتشيروا بالذنب أنه لم ينتبه لتوتر شقيقه فكانت القشة التي قسمت ظهر البعير !
توجهت الأنظار نحوه برهبة وان كان لا أحد يكترث حقا بكينتا فقد تحول حقدهم إليه رغم أنه دون شك لم يكن كحقدهم على نيكولا فقد كان حظه سيء كفاية ليتهم بوقت كانت فيه مشاعرهم ملتهبة وخسارتهم قريبة ولم يتقبلوها بعد ،أما الآن وقد مرت السنوات وافرغوا غضبهم باحدهم فقد كان كل ما بقي على كينتا تحمله هو سخط واستنكار وغضب لا يصل لربع ما عاناه من سبقه !
قبل أن تصل يده لاختراق صدره اقبل الحراس يوقفونه بينما هو يحاول التحرر بينما يصرخ بهستيرية
" اتركوني ! أتركوني! هو من سلب أخي مني ! هو من دمر حياته ! لما تمنعونني من قتله ولم تمنعوا الجميع من جعل شقيقي يموت كل يوم ! لما فقط أخي !؟لما!"
وقبل أن يكمل تلقى ضربة على رأسه جعلت الرؤيا تتشوش والدموع تجمعت بعينيه قبل أن يغمض عينيه وهو ينطق بحسرة " آسف نيكو.."
فقد وعيه قبل إكمال ما أراد قوله وهنا قرر القاضي إنهاء الأمر بالداخل بعد أن أعلن الأمر !
تقدم جد ايجيروا مع رجاله لتسلم ايجيروا بعد أن حرص على استعداد طبيب الأسرة لاجله أما ناوتو فلا كلمة صدرت منه للآن ، التفت والده إليه فلاحظ أنه يسير بطريقة مريبة كجثة ما بل هو تجاهل أيتجيروا حتى أو لم يره ربما !
التون وبريت غادرا المكان بصمت متجهين نحو المكان حيث سبق واجتمعوا بنيكولا فهذا آخر ذكرى منه بعد تخلصهم من كل ما يخصه بحجة أنه خائن ! أما الآن فكل ما كان الاثنان بحاجته هو تقبل حقيقة انهم تخلوا عن صديق طفولتهم بلا تردد حتى لاجل كلام شخص ما وحسب والآن وحسب بدت لهم فداحة ما جرى
بعد عودتهم للمنزل ناوتو حبس نفسه بغرفته لمدة لا أحد يعلم ما يفكر به ، كان صامت كلياً لما يقارب أربعة أيام ! صمت تام رفض للطعام كل ما فعل كان التحديق بالسقف يحاول تذكر ملامح ابنه ! ابنه الذي كرهه حد الموت فلم يكترث لانتحاره أما الآن فكل ما حصل ينهش به ! يتمنى لو احتفظ بصورة واحدة له ، يخجل من زيارة زوجته فقد صار ابنه بدل أن يكون قاتلها هو آخر من انقذها ! هو سلبها ابنها ! هو فشل كلياً ! هو حرم نفسه حتى من صورة له ! وهو يدرك باعماقه أنه يستحق ! دموع ظلت تنزل حتى جفت والصمت رفيقه حتى قرر اخيرا النهوض باليوم الخامس ، بدأ يحطم كل ما حوله بجنون وهو يصرخ ، يصرخ من أعماق قلبه ، يريد شيء يريحه من هذا الشعور ولا شيء يفعل !
دم ابنه سيظل برقبته وهو عليه تحمل هذا ! نوبة غضبه دامت لوقت طويل وهو يبكي ويحطم كل شيء ! حتى انهار من الإرهاق بالنهاية ! يتذكر آخر كلماته، نظراته وروحه المحطمة والحقد الذي لأحظه فقط الآن ويتساءل كيف لم يعلم ببرائته؟!كيف صدق ذلك بسهولة ؟!
تدخل والده حينها امراً باحظار طبيب ليس لابنه فقط بل حفيده ايضاً حيث انهار كلاهما !
وهو كان مضطرا لاستقبال الأقارب والذين هم ذاتهم من كان يسمع ايتشيروا كلمات مسمومة عن شقيقه وهم من كان يكثر من تحريض والده على كراهية ابنه بحجة أنه عار ، بقدر ما هو أمر مثير للسخرية هي واقع لابد من تجرعه فمن يده بالثلج ليس كمن يده بالنار ، والاستهزاء والسخرية هي نهج كل من يشعر بالنقص يملئ نقصه بجعل غيره حثالة !
وبعدها وبشكل غير عادل حكم كينتا بالسجن عشر سنوات فقط و بسجن للاحداث والذي كان صدمة غير متوقعة فمن اتهم سابقاً حكم بأكثر السجون قسوة ول 100 عام وهو طفل ! والآن المجرم الحقيقي ولظروف غير عادلة من نفوذ والد كينتا ووجود محامي وادعائه أنه لم يقصد ولكون القضية صارت قديمة لم يُسترد حق نيكولا ابداً وكل ما حصل هو ظهور برائته والذي كان عديم القيمة كلياً بوقت كهذا !
مرت أيام للحادثة وبدا ناوتو يدرك أكثر وأكثر حجم ما حصل وأي جريمة ارتكبها بحق صغيره ، كلمات نيكولا الأخيرة كانت تمر كنصل حاد بأذنه لتطعن قلبه اخيرا مراراً وتكراراً !
تقبل كونه اجرم بحق صغيره وقرر أن يتحمل ذلك بقية حياته ، أن يعترف بدم ابنه برقبته وأنه ظلمه ! وربما جزئان منه تنزاعا أحدهما يقول جيد أنه مات لاني ما كنت لاستطيع جعله يسامحني أو يشفى مما هو فيه ، الآخر يخبره أنه كل ما يريده هو رؤية ابنه بخير لا بأس بأن لا يسامحه لكن أي كانت امنيته فبذلك الوقت كانت مجرد أوهام وأفكار مستحيلة لم يتوقع أحد أن تتحقق وهو قد مات
ردة فعل عامة الشعب لم تختلف كثيرا وان كانت ضعيفة ، بعضهم شعر بالذنب على كلماتهم السامة وبعضهم أشفق عليه كونه تعذب بشدة وان كانوا لا يدركون ما مر به بالسجن أما من أوصى بتعذيبه فقد اقنعوا أنفسهم أن ما فعلوه كان حين ظنوا انه مجرم ولهذا حكموا على أنفسهم بالبراءة من عذابه !
قرر ناوتو الذهاب لرؤية ابنه البكر بعد مرور شهر تقريبا ، شهر من العزلة قضاه كلاهما كل واحد بمعزل عن الآخر ، ايجيروا كان يعزل نفسه عن الجميع وقل عدد كلماته حتى صار أقصى ما ينطق به هو بضع كلمات باليوم أو ولا كلمة حتى
اقبل ناوتو بتردد نحو غرفته وهو يقف أمام الباب بوجل ، قلبه يرعبه على آخر من بقي له من اسرته، يستطيع تخيل الألم الذي يجتاحه فهو كان أكثر من دافع عن نيكولا طوال حياته وحتى بعد مماته بل وانعزل واخذ موقف من الكل لاجله فكيف يمكن أن يتوقع منه أن يتقبل حقيقة كون شقيقه مات ظلماً بل والجاني بالكاد حصل على عقاب أن كان حقا يستحق أن يسمى عقاب وفوق ذلك هو من تسبب بذلك مكملاً عمل من اجرم بحقه ؟!
رفع يده يرغب بطرق الباب كان مستعداً لتحمل مشاعر ابنه السلبية أو الاعتذار حتى فقط ليعود ابنه بخير !
لم تعد الخسارات متاحة له فهو خسر جزء من روحه وخسر احترامه لنفسه كأب جيد لابنائه ، طرق الباب وهو ينطق بصوت مرهق بدأ كمن شاخ الف سنة
"ايتشيروا ، افتح الباب لدي ما أقوله لك !"
انتظر وانتظر ولا رد يسمع من خلف ذلك الباب ، أعاد الطرق مجددا وهو يردف
" أعلم أنك لا تريد أن ترى أحدا لكن يجب علينا أن نتحدث ! "
جده اقبل بتلك اللحظة يحدق بترقب ما سيجري ، وكما السابق لا رد !
أعاد كلامه بنبرة أكثر الماً لكنها أكثر حدة
" لا تغضبني أكثر ايتشيروا ! أنا والدك وعليك الاستماع الي !افتح الباب يجب أن نتحدث !"
تجاهله أكثر لينطق بنبرة منكسرة حينها وهو ينزل يده إلى جانبه
" لاجل نيكولا ايتشيروا لاجله دعنا نتناقش ! هو ما كان سيتمنى أن تنهار الأسرة هكذا !"
هنا سمع فجأءة صوت ضحك مرتفع ، حدق بصدمة وقلق شديدين ولم يكن هو الوحيد بل جده أيضا تقدم والمفتاح الاحتياطي بيده ، التفت من فوره لينظر لوالده فافسح له المجال ليفتح الباب بسرعة ودخلا لتفقده فكان أول ما وقع بصرهما عليه هو ايتشيروا والذي كان يقف أمامهما يحدق بهما ببرود بعينيه المحمرتين ، وقف يحدق بهما بنظرات قاسية أما هما فقد وقفا يراقبانه بحذر ؛ لا يفهمان ما يجري معه وان كان فقد عقله أم ماذا لكنه قطعا ليس بخير وهذا فقط زاد ألم ناوتو والذي يشعر أنه يخسر كل شيء وكان ذنب موت ابنه الأصغر ليس كافي ليحمله
ايجيروا ابتسم بسخرية وهو ينطق بابتسامة منكسرة
"لاجله؟ هل حقا تجرات ونطقت اسمه؟ انت من سلمه على طبق من ذهب أضحية للجموع الغاضبة ؟ انت من يقول لاجله؟ أليس لديك دم ؟ألا تخجل من نفسك بحق الله ؟! أم أنك نسيت انك من كان يسميه بالخائن القذر ومن يعلم ماذا أيضا ؟! "
دمعت عيناه وهو يحدق بذات الملامح ليردف
" إلا تشعر بالذنب ؟ ألا تخجل من نفسك ؟!ألا تفهم انك من تسبب بمقتله؟! لم يقتله غيرك انت كيف لم تقتل نفسك للآن ؟! لما انت حي بعد قتله ؟!هل أنت أب حقاً؟! هل رأيت ما فعله والد المجرم الحقيقي ؟! لما لست ربع منه ؟ فقط ربع منه ليس اكثر ! لو فقط وقفت متفرجاً لربما فهمت أكثر لكن بعد كل ما فعلته؟ لقد حرضتهم عليه وتخليت عنه ! "
اقترب منه ودموعه تتحرر مع ملامحه الغاضبة
"لقد جعلته كيس ملاكمة لك ! عذبته نفسيا وجسديا وانت من طلب منهم عقابه ! ألا تتذكر ما قلته ؟! أنا لن أنسى ! ولن اسامح ولن اغفر ! "
مسح دموعه وهو يقف أمام والده الصامت تماماً
"أي أسرة تتحدث عنها ؟ انت كسرت كل شيء ! قتلته وقتلتني معه ولن أعود يوماً ! ولو كانت امي هنا لما غفرت لك ايضاً "
همس بألم وهو يحدق به "لا تتوقع أن اعتبرك ابي بعد اليوم ، لك علي كامل الاحترام وستحصل عليه لكن لا أكثر ! اكرهك من أعماقي لقد خذلتنا جميعا ! أنا أخي وأمي ! ولست ملاك لاسامحك على كل ما سببته ! لو كنت مكان أخي وقتها لفعلت بي ذات الشيء !"
مر من جانبه مغادراً للخارج وفور خروجه جثى ناوتو أرضاً على ركبتيه بأرهاق ،والده فور رؤية ذلك نطق بهدوء بينما يغادر
" ساتركك وحدك قليلا ، خذ وقتك للتفكير اسرتك بحاجتك ، حتى لو قال ذلك فلن يغير هذا حقيقة كونك والده! "
خرج ليترك ناوتو ينفجر بالبكاء وحده ، كلمات ابنه حادة كالسيف لكنه يعلم أنه يستحقها دون جدال لذا لم يرد ابداً لكن قلبه ظل يتألم حتى النهاية منها
مر بعض الوقت وتحقق كلام ايتشيروا حصل على احترام وطاعة ابنه لكنه كان يرى البغض والكراهية بعينيه والبرود بتعامله لكنه اعتبر ذلك ثمن لما فعله ، إلا أن الحياة بدأت تشرق قليلا حين تلقى الخبر الذي تمنى دوما سماعه ، زوجته استيقظت اخيرا وبعد وقت طويل من غيبوبة دامت سنوات رغم أنه اعتبر أنها نعمة بعد مدة فقد كان موتها محقق لو علمت أي شيء مما اصاب صغيرها !
فور استيقاظها ورؤية الكل حولها لأحظت الغائب بينهم ولاجل سلامتها أو هكذا ادعى ناوتو قرر حفظ السر عنها رغم أن نصف السبب الآخر ما هو إلا خوفه من كراهيتها له لو علمت فكان عذره انه أرسله للدراسة للخارج ولا يمكنه التواصل معهم لمدة وكلما سالت كان ذات العذر حتى مر الوقت والشوق والأكاذيب هي كل ما يملئ حياتها ! و الغائب لم يرجع لها
End of flash back
~~~~~
فتح عينيه عن تلك الذكريات المؤلمة وهو يحدق بالمنحدر العميق ، ملامحه كانت ساكنة هادئة لا تعبر عن أي شيء ،فقط إرهاق وضياع يجعله لا يدرك ما يجب فعله ،لديه قرار بالفعل لكن هل يمكنه حقا تنفيذه؟ !
نهض نافضاً ثيابه بتلقائية ثم استدار للغابة مجدداً يسير بين أشجارها بدون هدف محدد فقط ربما رغبة منه بالضياع بين ظلالها وان يستيقظ ليجد نفسه وقد كان كل ما مر مجرد كابوس ان أوان رحيله
مجرد تخيله أن يفتح عينيه ويرى أسرته كما كانت من قبل وشقيقه قربه يبتسم له ببراءة كانت أشبه بجنة أو حلم ثمين يتمناه بكل جوارحه لكنه مدرك أن معاناة هذه السنوات لم تكن وهم ولا كابوس ولا يبدو أنها تنوي أن تنتهي !
قراره والذي كان يرغب بتنفيذه منذ زمن صار اخيراً قادراً على تنفيذه أو هكذا كان يأمل ، لطالما رغب بترك المنزل لما فيه من ذكريات مؤلمة تنهش روحه كلما تذكرها إلا أنه ولكي لا تعرف والدته اضطر للبقاء أما الآن وهي تعرف بكل شيء ما المانع من التحرر ؟ عقد العزم على الرحيل وان كان قلقاً من رفض والدته للأمر خصوصاً وهي الأخرى ارادت ترك المنزل ولولا كلام شقيقه لما بقيت لحظة واحدة !
~~~~~~~
بدأ الأربعة بالتجول بنية الخروج من مدينة مصاصي الدماء نهائياً يتقدمهم ريكا بصمت تام وخلفه اندرو واوليفر وصوفيا يتناقشون فيما بينهم حيث بدأ الحوار بسؤال صوفيا عن أين سيذهبون
أجاب اوليفر بسؤال آخر موجه للكل
"هل يعرف أحد اين هم ؟أو لديكم فكرة أين نتجه حتى ؟ أم أننا فقط نذهب اعتماداً على الحظ ؟! "
أجاب اندرو بسخرية وهو يلتفت بنصف التفاتة بينما يكمل سيره
" لو فرضنا انه الحظ اتعلم أين سينتهي بنا الأمر ؟ حظنا نحن الأربعة مذهل كما ترون لذا أين تظنون سينتهي بنا الأمر ؟ ربما بمدينة ملعونة أو ببركان على وشك الانفجار "
أجابت صوفيا بإستنكار وهو تحدق بحاجب مرفوع
" فرضنا ؟هل تمزحون معي ؟! على أي أساس نسير اذاً ؟!"
وهنا اوليفر واندرو وجها بصرهما نحو ريكا لتفعل صوفيا المثل بينما توجه حديثها له بشيء من التردد بعد أن اربكهم صمته طوال الطريق
"ريكا ، اتعلم أن الكل يتبعك !؟ نحن نعتمد على خطتك أن كانت لديك واحدة !"
تابع ريكا سيره بعد أن تنهد لتحدق هي به بضيق الا أنه نطق بعدها بهدوء شديد دون أن ينظر إليهم
" لست اكترث سواء اعتمدتم علي أم لا لكن انا تقريباً اعرف مكانهم "
أجابت من فورها بصدمة متسائلة
" تعرف ؟! أين هم وكيف عرفت ؟!"
أجاب بينما يحدق بنظرة جانبية
"لدي طرقي ، أنهم قرب حدود عالم البشر أي بالمكان الذي جئنا منه قبلاً !"
اندرو أجاب بجدية بالغة وهو يتسائل بحذر
"وجودهم هناك يعني أنهم ينتظرون تعزيزات صحيح ؟ لا أعتقد انهم قد ينسحبون عند هذه النقطة بعد كل هذه الخسارة لذا أظن التعزيزات السبب ! "
أومأ ريكا بهدوء وهو يجيب
"تماماً لذا يجب التخلص منه بوقت أسرع قبل وصولهم وبعدها من قد يأتي سيكون مشتت يمكن قتلهم أو خداعهم أو فقط تركهم يحتلون المكان كل ما يهمني هو أن أتخلص انا من ماثيو وكيرا وارحل !"
صوفيا التفت لاوليفر محدقة فوجه هو ايضاً نظره نحوها بحيرة
"ماذا ؟!"
نطقت بلا مبالاة بينما تكمل سيرها بجانبه
"فقط كنت أتسائل ماذا ستفعل انت بعد كل هذا ؟ أفهم انك لديك مشكلة مع كيرا أيضاً ويسعدني هذا للحقيقة لكم بعدها ماذا ستفعل ؟ انت لست شخص لديه ماضي تعيس يجعله يكره عالمه كما السادي المختل أو المتوحد ولست مثلي مقطوع من شجرة اذا ماذا ستفعل ؟!"
توقف فجأءة حين استمع للسؤال ، ضغط على يديه بقوة ثم شرع بالسير مجدداً وهو ينطق بهدوء
"لا أظنني سأبقى ، ربما مشكلتي مقارنة بمشاكل الآخرين تبدو سخيفة ولا انكر هذا لكن ...."
اردف بهدوء "ساغادر ايضاً اميران يكفيان انا لدي ما علي فعله ولن يمكنني فعله هنا على ما يبدو ، أحتاج لمكان بعيد أجد نفسي به !"
اندرو ابتسم بسخرية وهو يجيب
" ليس شيء أفخر به اني بماضي مذهل كهذا لكن محق شخص مثلي يرى مشاكلك بسيطة أن صح تسميتها مشكلة لكن ربما هي ليست كذلك لك لن يمكن فهم شعورك لشخص مثلي !"
ريكا توقف فجأءة بينما يضع يده على شيء دائري داخل أذنه ليتوقف الثلاثة خلفه بحيرة متسائلين بفضول
"لما توقفت ؟"
كانت صوفيا من تسائل بينما اندرو نطق بجدية
"هل من جديد ؟"
اوليفر تدخل بينما ينتبه لريكا
"جهاز تنصت؟! هكذا عرفت اذا ؟!"
ريكا التفت إليه واومأ ثم وضع يده على مسدسه والتفت للإمام يشرع بالسير
" هم على بعد عدة خطوات من هنا ، كل منكم مسؤل عن نفسه من هذه النقطة ، لدينا ما يقارب ال ست ساعات فقط قبل وصول تعزيزاتهم لا مقر لديهم لذا كيرا بالخيمة الكبيرة لمن يهمه الأمر ماثيو لي ويمكن لبقيتكم تدبر أموركم حسب ما يناسبكم!"
أومأ الثلاثة لينطلق ريكا قافزاً بين الاشجار بخفة وحذر بينما توجه اندرو باتجاه آخر ،صوفيا واوليفر حدقا ببعضهما لتنطق صوفيا اولاً بجدية وهي تخرج سلاحها
" انت وانا لنذهب لكيرا كلانا لديه مشكلة معه واثنان أفضل من واحد !"
أومأ لينطلقا هما ايضاً وبهذا تفرق الأربعة لهدف واحد كل منهم اتخذ طريقة يحقق بها هدفهم المشترك
يتبع
ارجو ان يعجبكم ❤
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top